أحدث الأخبار مع #ICBMs


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- سياسة
- الجزيرة
ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟
في تصريح للرئيس الأميركي السابق جو بايدن في أكتوبر/تشرين الأول 2022 قال: "لم نواجه احتمال وقوع كارثة هائلة من هذا النوع منذ عهد كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية ، إنه (بوتين) لا يمزح عندما يتحدث عن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية أو الأسلحة البيولوجية أو الكيميائية، لأن أداء جيشه، ضعيف للغاية". جاء هذا التصريح في سياق مخاوف غربية واضحة من استخدام الروس للسلاح النووي خلال الحرب مع أوكرانيا، ولذلك كان دعم حلف الناتو لأوكرانيا محسوبا خطوة بخطوة، بهدف واحد وهو عدم استثارة الروس لأي رد فعل نووي. لكن الأمر لا يقف عند حد الحرب الأوكرانية، فقد كان السلاح النووي طوال الوقت أهم وسيلة للتفاوض لدى الروس. تاريخ طويل للخوف لفهم أعمق لتلك النقطة يمكن أن نتأمل وثيقة من 6 صفحات نشرتها الحكومة الروسية في الثاني من يونيو/حزيران 2020 تحدد منظورها بشأن الردع النووي، وعنونت رسميا المبادئ الأساسية لسياسة الدولة للاتحاد الروسي بشأن الردع النووي، وفيها يعتبر التهديد الروسي بالتصعيد النووي أو الاستخدام الفعلي الأول للأسلحة النووية هو سلوك من شأنه أن يؤدي إلى "خفض تصعيد" النزاع بشروط تخدم روسيا. لكن في هذا السياق، تعتبر روسيا الأسلحة النووية وسيلة للردع حصرا، وتضع مجموعة من الشروط التي توضح تلك النقطة، فيكون الحق في استخدام الأسلحة النووية ردا على استخدام الأسلحة النووية أو أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها، أو هجوم من قبل الخصم على المواقع الحكومية أو العسكرية الحساسة في الاتحاد الروسي، والذي من شأنه أن يقوض أعمال رد القوات النووية، أو العدوان على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية عندما يكون وجود الدولة نفسه في خطر. على الرغم من أن هذا يعد تخفيفا لسياسة روسيا النووية المتعلقة بالردع، إلا أنه لا يزال مراوغا ويمكن أن تستخدم أي من تلك الشروط لتعني أي شيء على الأرض. في الواقع، يرى العديد من المحللين والعلماء في هذا النطاق -من الجانب الأميركي والأوروبي- أن روسيا -ومن قبلها الاتحاد السوفياتي – طالما اتبعت عقيدة تدمج الأسلحة النووية في التدريبات العسكرية الخاصة بها، ما يشير إلى أنها قد تعتمد بشكل أكبر على الأسلحة النووية، يظهر هذا بوضوح في تقارير تقول إن التدريبات العسكرية لروسيا بدت كأنها تحاكي استخدام الأسلحة النووية ضد أعضاء الناتو. لهذه العقيدة تاريخ طويل متعلق بأن السلاح النووي هو أفضل الطرق في حالات الضعف، فحينما تراجع الاتحاد السوفياتي سياسيا وعسكريا خلال الحرب الباردة ، ثم مع انهياره، كان الضامن الوحيد بالنسبة للروس هو السلاح النووي، بحيث يمثل أداة ردع رئيسة. لكن إلى جانب كل ما سبق، هناك سبب إضافي أهم يدفع بعض المحللين للاعتقاد أن روسيا تضع استخدام السلاح النووي في منطقة الإمكانية، وهو متعلق بتحديث سريع وكثيف للترسانة النووية. الثالوث النووي أجرى الاتحاد السوفياتي أول تجربة تفجيرية نووية في 29 أغسطس/آب 1949، أي بعد 4 سنوات من استخدام الولايات المتحدة للقنبلة الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ، اختبر الاتحاد السوفياتي نسخته الأولى من القنبلة النووية الحرارية عام 1953، ومنذ ذلك الحين نما المخزون السوفياتي من الرؤوس الحربية النووية بسرعة، بشكل خاص خلال الستينيات والسبعينيات وبلغ ذروته عام 1986 بحوالي 40 ألف رأس حربي نووي. بحلول الستينيات، كانت روسيا قد طورت ثالوثا من القوات النووية مثل الولايات المتحدة الأميركية: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "آي سي بي إم إس" (ICBMs)، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات "إس إل بي إم إس" (SLBMs)، والقاذفات الثقيلة المجهزة بأسلحة نووية. وتسمى هذه المجموعة من أدوات الحرب بالأسلحة النووية الإستراتيجية، أي تلك التي تتمكن من الضرب على عدو يبتعد عن الدولة مسافة كبيرة (الضرب عن بعد). على مدى أكثر من نصف قرن، انخرطت روسيا في اتفاقات ومعاهدات تخفّض من أعداد الرؤوس الحربية النووية الخاصة بها، لذلك منذ الثمانينات انخفضت أعداد الرؤوس الحربية الروسية إلى حوالي 6 آلاف فقط، لكن في مقابل هذا الخفض في الأعداد اهتمت روسيا بسياق آخر يقابله، وهو تحديث الترسانة بالكامل. في ديسمبر/كانون الأول 2020، أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأسلحة والمعدات الحديثة تشكل الآن 86% من الثالوث النووي لروسيا، مقارنة بنسبة 82% في العام السابق، وأشار إلى أنه يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 88.3% خلال عام واحد، وصرح أن وتيرة التغيير في جميع المجالات الحاسمة للقوات المسلحة سريعة بشكل غير عادي اليوم، مضيفا: "لو قررت التوقف لثانية واحدة، ستبدأ في التخلف على الفور". ذراع روسيا الطويلة يبدو هذا جليا في نطاقات عدة. على سبيل المثال، تواصل روسيا حاليا سحب صواريخها المتنقلة من طراز "توبول" (Topol) بمعدل 9 إلى 18 صاروخا كل عام، لتحل محلها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من النوع "يارس-24" (RS-24). اختبرت روسيا يارس لأول مرة عام 2007 وتم اعتماده من قبل قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية عام 2010، وبدأ إنتاجه خلال نفس العام. واعتبارا من عام 2016، تتضمن الترسانة الآن ما يزيد على 147 صاروخا من هذا النوع، منها 135 يمكن أن يوضع منصة متحركة (عربة مكونة من 16 عجلة) و12 منصة ثابتة. مدى يارس يصل إلى 12 ألف كيلومتر (هذا يساوي عرض دولة مثل مصر 12 مرة)، ويمكن أن يحمل 6 -10 رؤوس نووية بقوة تتراوح بين 150- و500 كيلوطن لكل منها، والصاروخ السابق توبول كان يحمل رأسا حربيا واحدا. كذلك صمم يارس للتهرب من أنظمة الدفاع الصاروخي حيث يقوم بمناورات أثناء الرحلة ويحمل شراكا خداعية وبالتالي لديها فرصة لا تقل على 60-65% لاختراق الدفاعات المضادة، وتؤهل التقنية "ميرف" (MIRV) هذا الصاروخ لحمولة صاروخية تحتوي على العديد من الرؤوس الحربية، كل منها قادر على أن يستهدف هدفا مختلفا. ويصيب يارس الهدف بدقة تكون في حدود 100-150 مترا من نقطة الهدف فقط، كما أن إعداد الصاروخ للإطلاق يستغرق 7 دقائق، وبمجرد أن تكون هناك حالة تأهب قصوى، يمكن لصواريخ يارس مغادرة قواعدها عبر السيارات التي تجري بسرعة 45 كيلومترا في الساعة، ثم العمل في مناطق الغابات النائية لزيادة قدرتها على التخفي. إله البحار أحد الأمثلة التي يُستشهد بها على نطاق واسع أيضا هي "ستاتوس-6" (Status-6) المعروف في روسيا باسم "بوسايدون" (Poseidon) (إله البحار)، وهو طوربيد طويل المدى يعمل بالطاقة النووية والذي وصفته وثيقة حكومية روسية بشكل صارخ بأنه يهدف إلى إنشاء "مناطق التلوث الإشعاعي الواسع التي قد تكون غير مناسبة للنشاط العسكري أو الاقتصادي أو أي نشاط آخر لفترات طويلة من الزمن"، السلاح مصمم لمهاجمة الموانئ والمدن لإحداث أضرار عشوائية واسعة النطاق. بدأ السوفيات تطوير هذا السلاح عام 1989 ولكن توقف الأمر بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة وكذلك مع سياسات نزع السلاح النووي. ومع ذلك، عادت روسيا لتطوير هذا السلاح، وفي عام 2015 تم الكشف عن معلومات حول هذا السلاح عمدا من قبل وزارة الدفاع الروسية. وبحسب ما ورد من معلومات عنها، يبلغ مدى هذه المركبة 10 آلاف كيلومتر، ويمكن أن يصل إلى سرعة تحت الماء تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة). هذا أسرع بكثير من قدرة الطوربيدات الحربية المعتادة على السفر. علاوة على ذلك، من المخطط أن يعمل بوسايدون على أعماق تصل إلى ألف متر؛ مما يجعل من الصعب اعتراضها، بل ويعتقد أنه يمكن لهذه القطعة التقنية المرعبة أن تعمل تحت صفائح الجليد في القطب الشمالي، هنا يصعب جدا اكتشافه والاشتباك معه. ومن المقرر أن يبدأ بوسايدون في العمل الفعلي داخل الترسانة النووية الروسية خلال أعوام قليلة. نار من توبوليف قاذفة القنابل الإستراتيجية فوق الصوتية ذات الأجنحة متعددة الأوضاع "توبوليف تي يو-160" كانت أيضا واحدة من مكونات أحد أطراف الثالوث النووي التي تم تطويرها مؤخرا. وعلى الرغم من أن هناك العديد من الطائرات المدنية والعسكرية الأكبر حجما إلا أن هذه الطائرة تعد الأكبر من حيث قوة الدفع، والأثقل من ناحية وزن الإقلاع بين الطائرات المقاتلة. ويمكن لكل طائرة من هذا الطراز حمل ما يصل إلى 40 طنا من الذخائر، بما في ذلك 12 صاروخ كروز نوويا يتم إطلاقها من الجو. وبشكل عام، يمكن أن تحمل القاذفات من هذا النوع أكثر من 800 سلاح. كانت هذه الطائرة آخر قاذفة إستراتيجية صممت من طرف الاتحاد السوفياتي، إلا أنها لا تزال تستخدم إلى الآن. أضف لذلك أن هناك برنامجين محدثين متميزين لتطوير الطائرة توبوليف يتم تنفيذهما في وقت واحد: برنامج أولي يتضمن "تحديثا عميقا" لهيكل الطائرة الحالي لدمج محرك من الجيل التالي، بالإضافة إلى إلكترونيات طيران جديدة وملاحة ورادار حديث يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبرنامج آخر يتضمن دمج أنظمة مماثلة في هياكل جديدة تماما للطائرة. وفي الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أعلنت روسيا أن أحدث نسخة من توبوليف تي يو-160 (يسميها الناتو بلاك جاك) قد انطلقت من كازان مدعومة بمحركات "إن كيه-32-02" (NK-32-02) الجديدة، مع قوة دفع تبلغ 55 ألف رطل، ويعد هذا المحرك أكبر وأقوى محرك تم تركيبه على الإطلاق في طائرة عسكرية. استغرقت الرحلة الأولى للقاذفة المحدثة مع المحركات الجديدة ساعتين و20 دقيقة، وسافرت على ارتفاع 6 آلاف متر، المحرك الجديد يرفع نطاق الطائرة بحوالي ألف كيلومتر. يارس وبوسايدون وتحديثات قاذفة القنابل توبوليف هي أمثلة قليلة من حالة كبيرة من التطوير تمر بها الترسانة النووية الروسية، إلى جانب ذلك تعمل روسيا على تنويع نطاق التطوير، فهي لا تعمل فقط على السلاح النووي الإستراتيجي (الذي يضرب العدو البعيد)، بل أيضا هناك خطوات واسعة في تطوير السلاح النووي اللإستراتيجي (التكتيكي)، وهو إصطلاح يشير إلى الأسلحة النووية التي صممت لاستخدامها في ميدان المعركة مع وجود قوات صديقة بالقرب وربما على أراض صديقة متنازع عليها. مخزون روسيا من بين مخزون الرؤوس الحربية النووية الروسية، هناك ما يقرب من 1600 رأس حربي إستراتيجي جاهز للضرب، حوالي 800 رأس منها على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وحوالي 624 على الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، وحوالي 200 في قاذفات القنابل الإستراتيجية. إلى جانب ذلك يوجد حوالي 985 رأسا حربيا إستراتيجيا آخر في المخزن، وحوالي 1912 رأسا حربيا غير إستراتيجي (تكتيكي). بالإضافة إلى المخزون العسكري للقوات العملياتية، هناك حوالي 1760 من الرؤوس الحربية المتقاعدة ولكنها ما زالت سليمة إلى حد كبير تنتظر التفكيك وإعادة التشغيل، ما يجعل إجمالي المخزون حوالي 6 آلاف- 6300 رأس حربي، علما أن هذه فقط هي أرقام تقديرية، حيث لا تعلن الدول عن العدد الحقيقي لرؤوسها الحربية النووية. إذن الخلاصة أن برامج التحديث النووي الروسية، مع زيادة عدد وحجم التدريبات العسكرية، والتهديدات النووية الصريحة التي تلقي بها ضد دول أخرى (فما حدث في حالة أوكرانيا 2022 ليس جديدا)، والعقيدة الروسية المتعلقة بالسلاح النووي؛ كلها أمور تسهم جميعها في دعم حالة من عدم اليقين بشأن نوايا روسيا النووية. ويرى المحللون أن روسيا أبعد ما تكون عن استخدام السلاح النووي حاليا، لسبب واحد وهو أن الجيش الروسي مستقر نسبيا ولا يواجه أية تهديدات وجودية في الحرب الحالية، ومن ثم نشأت فكرة تقول إن الحرب في وجود "السلاح النووي" ممكنة، لكن في سياق ألا تزيد مساحة المعارك، والضرر المتعلق بها، عن حد معين يضع الروس في توتر. لكن على الجانب الآخر، "فعدم اليقين" كان هدف الروس الدائم في كل الأحوال، لأنه -في حد ذاته- سلاح ردع رئيسي بالنسبة لهم، وعلى الرغم من أن الأوكرانيين تلقوا المساعدات، إلا أن الروس واصلوا تقدمهم في سياق "قبة" حماية سببها الأساسي هو السلاح النووي.


العين الإخبارية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
الهند وباكستان.. أي قوة صاروخية أكبر؟
لا يُعد السباق الصاروخي بين الهند وباكستان مجرد منافسة عسكرية، بل هو نتاج عقود من التوترات الإقليمية والرهانات الاستراتيجية. فبعد هجوم كشمير الأخير الذي استهدف سائحين هنود، عادت المخاوف من تصعيد قد يطول أسلحة متطورة، في منطقة تعيش على وقع توازن دقيق بين قوتين نوويتين، بحسب مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية. ويُسلط هذا التنافس الضوء على كيف تُحوِّل الدول التهديدات المُتبادلة إلى سباق لتطوير ترسانات قادرة على إعادة تعريف حدود الأمن والردع. صواريخ عابرة للقارات للْهند تاريخ عريق في إطلاق وتوظيف الصواريخ. ففي القرن الثامن عشر، كانت مملكة ميسور في جنوب الهند أول دولة تستخدم صواريخ ذات هياكل حديدية في الحروب. وقد أذهلت هذه الصواريخ البريطانيين لدرجة أنهم استنسخوها واستعملوها في جيشهم - كان من أبرز مشاهدها قصف حصن ماكهينري في بالتيمور. وبحسب الروايات فإن "الوميض الأحمر" في النشيد الوطني الأمريكي يعود في الأساس لصاروخ ميسوري بريطاني مُعدّل. وبعد استقلالها عن المملكة المتحدة، شرعت الهند فوراً في السعي وراء التكنولوجيا العسكرية الحديثة رغم العقبات التكنولوجية والدبلوماسية، لا سيما حرمانها من تكنولوجيا الصواريخ من دول متقدمة مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا. غير أن الهند طوّرت مجموعة واسعة من الصواريخ، بما فيها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، ما يجعلها من بين سبع دول فقط على وجه الأرض تمتلك هذه التكنولوجيا. اليوم، تحوَّلت الهند إلى عملاق تكنولوجي، تمتلك أجيالا متعددة من الصواريخ، تشمل: صواريخ "أجني-5" عابرة للقارات (يبلغ مداها 5,000 كم)، والتي تضعها ضمن نادي الدول السبع المسيطرة على هذه التقنية. أنظمة دفاع متكاملة مثل "باد" للتصدي للصواريخ على ارتفاعات عالية، و"إيه إيه دي" للتصدي للصواريخ على ارتفاعات منخفضة. وصاروخ "براهموس" الفرط صوتي (سرعة تصل إلى 3 ماخ)، المُطور بالشراكة مع روسيا، والقادر على توجيه ضربات دقيقة عبر منصات متعددة. هذه الإمكانيات تجعل الهند لاعباً رئيسياً في ساحات الصراع الإقليمية والدولية، خاصة مع طموحها لموازنة النفوذ الصيني. تفوق تكنولوجي في المقابل، لا تمتلك باكستان خيار الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. إذ لم تكن إسلام آباد راغبة - أو ربما قادرة - على استثمار الموارد في تطوير التقنيات المتقدمة اللازمة لنشر نظام صواريخ باليستية عابرة للقارات. كما ترى باكستان أن القرب الجغرافي من عدوتها، الهند، يجعل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات غير ذات صلة في أي صراع من هذا القبيل. ويُلبي مخزون باكستان الحالي من أنظمة الصواريخ أهدافها الإقليمية، ألا وهي ردع الهند. وتعتمد باكستان على استراتيجية ذكية ترتكز على: تطوير صواريخ "شاهين" الذي يبلغ مداه 2750 كيلومترا بالتعاون مع الصين، لتغطية الأراضي الهندية بالكامل. وتعزيز الردع النووي التكتيكي عبر رؤوس حربية صغيرة قابلة للنشر السريع. ونشر أنظمة دفاع صاروخي مثل "HQ-9BE" الصينية، ولكنها على الأرجح غير مجهزة لمنع أكثر أسلحة الهند تطورًا، مثل براهموس، من الوصول إلى هدفها. هذا النهج يُبرز كيف تعوّل إسلام آباد على "الحد الأدنى من الردع" لتعويض الفجوة التكنولوجية، مع الحفاظ على تحالف استراتيجي مع بكين. موازنة الرعب رغم التفوق الهندي الواضح في عدد الصواريخ وتنوعها، تفرض القوة النووية الباكستانية واقعاً جيوسياسياً فريداً. فالهند تُدرك أن أي ضربة تقليدية قد تُواجه برد نووي مدمر، حتى وإن كانت صواريخها قادرة على اختراق الدفاعات الباكستانية. بالمقابل، تعلم باكستان أن تطويرها لأسلحة نووية تكتيكية قد يدفع الهند إلى اعتماد استراتيجيات "الضربة الأولى". وهذه المعادلة تجعل الصراع محكوماً بمنطق "الخيارات المرعبة"، حيث يُصبح تفادي الحرب نفسها هو الهدف الأسمى لكلا الطرفين، حتى مع استمرار تحديث الترسانات. aXA6IDE0OC4xMzUuMTUwLjIzNCA= جزيرة ام اند امز FR


الدفاع العربي
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدفاع العربي
أمريكا ستفقد التفوق الاستراتيجي ضد الصين في حالة عدم تحديث الثالوث النووي بشكل عاجل
أمريكا ستفقد التفوق الاستراتيجي ضد الصين في حالة عدم تحديث الثالوث النووي بشكل عاجل في كلمته التي ألقاها في مؤتمر ماكاليس لبرامج الدفاع بواشنطن في 18 مارس 2025، دقّ قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية (ستراتكوم). الجنرال أنتوني جيه. كوتون، ناقوس الخطر بشأن ضرورة تحديث الثلاثي النووي الأمريكي بسرعة، محذرًا من أن بيئة أمنية عالمية غير مسبوقة. حيث تعمل دول نووية متعددة (مثل الصين وروسيا) حاليًا على توسيع قدراتها، لا تترك مجالًا للوقت لتضييعه. وأشار إلى أنه بعد الحرب الباردة، جنت الولايات المتحدة 'ثمار السلام' بتقليص قاعدتها الصناعية العسكرية وتأخير التحديث النووي. مفترضةً أن التنافس بين القوى العظمى قد أصبح شيئًا من الماضي، وهو افتراض يراه الآن غير قابل للتطبيق. الثالوث النووي هو مفهوم عسكري استراتيجي يتضمن ثلاث منصات متكاملة لإطلاق الأسلحة النووية: الصواريخ الباليستية العابرة . للقارات البرية (ICBMs)، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات (SLBMs)، والقاذفات الاستراتيجية القادرة على حمل قنابل نووية أو صواريخ كروز. الغرض من هذا الهيكل هو تعزيز الردع النووي للدولة من خلال ضمان قدرة الضربة الثانية – أي القدرة على الرد حتى في . حالة تدمير أحد أركان الثالوث في هجوم أولي. و يوفر كل ركن من أركان الثالوث مزايا مميزة: توفر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات استجابة سريعة ودقة عالية، وتوفر الصواريخ الباليستية . التي تطلق من الغواصات القدرة على البقاء والتخفي بفضل حركة الغواصات. وتوفر القاذفات المرونة وإمكانية إرسال الإشارات نظرًا لإمكانية نشرها واستدعائها. وإن الحفاظ على الثالوث يُنوّع خيارات إطلاق الأسلحة النووية ويقلل من خطر أن يؤدي اختراق تكنولوجي . واحد أو عمل عسكري واحد إلى تحييد القوة النووية بأكملها للدولة. وصف كوتون بيئة التهديدات الحالية بأنها غير مسبوقة تاريخيًا، 'لا مثيل لها في تاريخ الولايات المتحدة'. وقال إن الصين تطوّر بسرعة منصات إطلاق نووية متقدمة، وتُوسّع قدراتها البحرية والصاروخية باستخدام أحواض بناء سفن مدنية مزدوجة الاستخدام. المسار النووي للصين أعربت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها إزاء المسار النووي للصين، والذي تراه يحدث بالتوازي مع تواصل عسكري محدود بين البلدين. وفي تقرير صدر عام 2024، قدر البنتاغون أن مخزون الرؤوس الحربية النووية التشغيلية للصين قد تجاوز على الأرجح 600 رأس. وأن البلاد في طريقها لنشر ثالوث نووي حديث بالكامل. و تنشر بكين صواريخ باليستية عابرة للقارات برية جديدة، وتبني غواصات صواريخ باليستية إضافية، وتطور قاذفة شبح استراتيجية جديدة. ويشير التقرير أيضًا إلى أن الصين تسعى إلى تعزيز قدرتها على شن ضربات انتقامية واسعة النطاق. ويعتقد المحللون أن الصين قد تتبنى موقف الإطلاق عند الإنذار بحلول نهاية العقد، لتحل محل استراتيجية الردع الأدنى السابقة. بالإضافة إلى ذلك، أكد البنتاغون أن الصين اختبرت مركبة انزلاق تفوق سرعة الصوت على صاروخ DF-27 الباليستي، وأن النظام ربما يكون قد تم دمجه بالفعل. في وحدات عملياتية داخل قوة الصواريخ لجيش التحرير الشعبي. أعرب كوتون عن قلقه من أن التكامل الصناعي المدني العسكري في الصين، وخاصةً استخدام البنية التحتية ذات الاستخدام المزدوج. يسهم في تسريع إنتاج منصات الأسلحة. كان التواصل بين القوات المسلحة الأمريكية والصينية محدودًا للغاية خلال معظم عام 2023. حيث وافقت بكين على إعادة فتح قنوات دفاعية محددة فقط بعد قمة بين الرئيسين شي وبايدن في أواخر عام 2023. وجادل المسؤولون الأمريكيون بأن الحفاظ على خطوط اتصال عسكرية مفتوحة أمر ضروري للحد من خطر سوء التقدير. إعادة تمويل الردع النووي الأمريكي في هذا السياق، دعا كوتون ومسؤولون دفاعيون أمريكيون آخرون إلى إعادة تمويل الردع النووي الأمريكي. يتكون الثالوث النووي من ثلاثة مكونات: الصواريخ الباليستية العابرة للقارات البرية، والصواريخ الباليستية التي تطلقها الغواصات، والقاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى. تخضع جميع هذه المكونات الثلاثة حاليًا للتحديث بعد عقود من الخدمة. وأشار كوتون إلى أن التأخيرات السابقة في برامج الاستبدال. أدت إلى أن تتطلب أنظمة متعددة الآن ترقيات متزامنة. وقال: 'لم يتبق أي هامش ولا وقت متبقٍ' لمزيد من تأخير التحديث، وأعرب عن أسفه لأن جهود الاستبدال السابقة لم تكن متدرجة بمرور الوقت. وتشمل برامج التحديث الحالية الصاروخ الباليستي العابر للقارات LGM-35A Sentinel، الذي سيحل محل Minuteman III. والغواصة من فئة كولومبيا، التي ستحل محل الغواصة النووية الاستراتيجية من فئة أوهايو؛ وقاذفة القنابل الشبح B-21 Raider التي تهدف . إلى تحديث الجزء الجوي من الثالوث. المكون البحري للثالوث النووي الأمريكي يتكون المكون البحري للثالوث النووي الأمريكي من غواصات الصواريخ الباليستية التي تعمل بالطاقة النووية (SSBNs) المسلحة بصواريخ. ترايدنت II D5. تقوم هذه الغواصات بدوريات مستمرة، وتعمل دون أن يتم اكتشافها في المياه الدولية. ووفقًا لوزارة الدفاع. فإن هذا يجعل الجزء البحري الجزء الأكثر قابلية للبقاء في القوة النووية، مع القدرة على الرد في حالة وقوع ضربة نووية مفاجئة. تدير البحرية حاليًا 14 غواصة صاروخية باليستية من فئة أوهايو ، والتي دخلت الخدمة في الثمانينيات وتقترب من نهاية عمرها التشغيلي. لتجنب فجوة في الردع تحت سطح البحر، أعطت البحرية الأولوية لبرنامج غواصات الصواريخ الباليستية من فئة كولومبيا. يتضمن هذا البرنامج بناء 12 غواصة جديدة، بدءًا من يو إس إس ديستريكت أوف كولومبيا، والتي من المتوقع أن تبدأ الدوريات في أوائل. ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين. وستحمل هذه الغواصات في البداية صاروخ ترايدنت 2 دي 5 إل إي، لكنها ستضم تقنية مفاعل جديدة، وخصائص كتم صوتي، وأنظمة إلكترونية مُحسّنة مصممة للبقاء في الخدمة حتى عام 2080 على الأقل. وقد اتخذت البحرية والكونغرس خطوات للحد من مخاطر الجدول الزمني، بما في ذلك تمويل إضافي وتوسيع نطاق الدعم لأحواض بناء السفن. وأشار كوتون إلى أنه، بناءً على تقييمات التهديدات المستقبلية، قد تحتاج البحرية إلى أكثر من الغواصات . الاثنتي عشرة الباليستية من فئة كولومبيا المخطط لها حاليًا. في الوقت الحالي، يبقى التركيز منصبًا على الحفاظ على انضباط . الجدول الزمني والانتقال إلى الفئة الجديدة على أساس غواصة مقابل غواصة واحدة مع تقاعد غواصات فئة أوهايو. المرحلة الجوية للثالوث النووي تشمل المرحلة الجوية للثالوث النووي قاذفات بعيدة المدى قادرة على حمل أسلحة نووية. وعلى عكس الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. أو الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، يمكن إطلاق القاذفات أو استدعاؤها أو إعادة توجيهها في منتصف المهمة. مما يتيح للقيادة الوطنية مزيدًا من المرونة. ويتكون الأسطول الحالي من طائرات B-52H Stratofortress وB-2 Spirit، وكلاهما قادر على حمل أسلحة نووية وتقليدية. وتخطط القوات الجوية لإبقاء B-52 في الخدمة حتى خمسينيات القرن الحادي والعشرين، وترقيتها بمحركات وأنظمة رادار وإلكترونيات طيران رقمية جديدة. ومن المتوقع أيضًا أن تكون B-52 منصة إطلاق لصاروخ AGM-181 بعيد المدى (LRSO)، والذي قيد التطوير ليحل محل ALCM القديم. وبالتوازي مع ذلك، تقدم القوات الجوية B-21 Raider، وهي قاذفة شبح من الجيل التالي مصممة لاختراق المجال الجوي المتنازع عليه. حمولات نووية وتقليدية وتم الكشف عنها لأول مرة في عام 2022، وستحمل B-21 حمولات نووية وتقليدية. بينما تتطلب الخطط الحالية 100 طائرة على الأقل. أوصى كوتون بشراء ما يصل إلى 145 طائرة بي-21 لتلبية متطلبات الردع المتوقعة. كما أكد على ضرورة تنسيق تحديثات بي-52 مع برنامج LRSO لضمان قدرة المنصة على نشر الصاروخ الجديد في الموعد المحدد. لا يقتصر تحديث القوة الجوية على الطائرات والأسلحة الجديدة فحسب، بل يشمل أيضًا تغييرات في التدريب والتكتيكات التشغيلية والتكامل مع أنظمة أخرى. بحلول ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، من المتوقع أن تتكون قوة القاذفات الأمريكية من أسطول . من نوعين من طائرات بي-21 وطائرات بي-52 مُحدثة، مصممة لتوفير خيارات إطلاق نووي بعيدة المدى واختراقية. تخطط القوات الجوية الأمريكية لإبقاء قاذفة بي-52 ستراتوفورتريس، إحدى قاذفتيها بعيدتي المدى القادرتين على حمل أسلحة نووية. في الخدمة حتى خمسينيات القرن الحادي والعشرين، مع تحديثها بمحركات وأنظمة رادار. وإلكترونيات طيران رقمية جديدة. (مصدر الصورة: وزارة الدفاع الأمريكية) الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook


الأمناء
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الأمناء
«الجحيم المدفون».. ماذا تخفي الصين تحت جبالها؟
لطالما احتفى الصينيون بجبالهم المقدسة، حيث يزورها آلاف الحجاج سنويًا لتقديم الاحترام للمعالم الدينية المرتبطة بعقائدهم. لكن تحت أقدام هؤلاء الحجاج، وداخل التكوينات الجرانيتية الكثيفة لهذه الجبال، يُعتقد أن هناك شبكة أنفاق سرية تمتد لمسافة 3,100 ميل، تشكل تهديدًا وجوديًا لأعداء الصين، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. دولة نووية وحيدة أخفقت في السباق.. الأشباح تخذل فرنسا تحتضن هذه الأنفاق المتعرجة الوحدة الصاروخية الاستراتيجية السرية للجيش الصيني، المسؤولة عن صيانة وإطلاق صواريخ «دونغ فنغ» الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) عند الحاجة. وتُعد صواريخ «دونغ فنغ-41» الأحدث من نوعها، إذ يبلغ مداها 9,000 ميل، متفوقةً على الصاروخ الأمريكي «مينيوتمان III» الذي يصل مداه إلى 8,700 ميل. يجري تخزين العديد من هذه الصواريخ على عمق يصل إلى 330 قدمًا أسفل الجبال الصينية، مما يجعلها جزءًا مما يُعرف بـ«سور الصين العظيم تحت الأرض»، وهو ما تروّج له بكين باعتباره «ورقتها الأخيرة» في حالة نشوب حرب نووية. بفضل موقعها الاستراتيجي العميق داخل هذه الأنفاق، التي يُطلق عليها اسم «قصور التنين»، تستطيع الصين شن هجمات انتقامية خلال 10 دقائق فقط من التعرض لضربة نووية. وقد أظهرت لقطات نادرة، بثّتها وسائل الإعلام الصينية، جنودًا يسيرون بانضباط تام بجانب أسلحة قوية، بينما يعمل عمال يرتدون خوذات واقية على حفر وتوسيع الأنفاق الضخمة. وظهرت إحدى اللافتات في موقع البناء تحمل عبارة: «شارك بهمة لإنشاء موقع قادر على القتال وتحقيق النصر في المعارك». التكتيكات السرية والتضليل العسكري تحاط «قصور التنين» بسرية تامة بسبب السياسة الصارمة للحكومة الصينية. وأشار الأكاديمي الصيني تشيان تشيهو في عام 2019 إلى أن «سور الصين الفولاذي تحت الأرض» يُعد «آخر خط دفاع وطني» للبلاد. ووفقًا لتقارير إعلامية صينية، فإن الحجم الهائل لهذه الأنفاق هو جزء من استراتيجية الصين، حيث تحتوي بعض الممرات على منصات إطلاق صواريخ وهمية لخداع الأعداء المحتملين. ويتيح هذا التكتيك للجيش الصيني إعادة نشر الصواريخ الحقيقية إلى مواقع أكثر أمانًا في حال تعرض الأنفاق لضربات مدمرة. وتشير التقديرات الحالية إلى أن الصين تمتلك 500 رأس نووي، إلا أنها ترفض الإفصاح رسميًا عن العدد الدقيق لترسانتها النووية، معتبرةً ذلك من أسرار الدولة. نمط الحياة القاسي داخل القواعد النووية يخضع الجنود المسؤولون عن تشغيل وصيانة هذه الصواريخ لتدريبات صارمة، حيث يتبعون جدولًا يوميًا قاسيًا يُحدد لهم مواعيد النوم والطعام والتدريب العسكري بدقة متناهية. ويؤكد المدرب العسكري يوي ليه: «لا يمكنك النوم أو الاستيقاظ إلا بأمر، فجدولك اليومي مرتبط بالاحتياجات التدريبية ومتطلبات القتال». أما لي مين، قائد إحدى الوحدات، فيشير إلى أن هذه التدريبات تهدف إلى ضمان الجاهزية القتالية على مدار الساعة: «من خلال هذا التدريب، يمكننا التأكد من أننا دائمًا في وضع الاستعداد القتالي، ليلًا ونهارًا، لضمان قدرة قواتنا على تدمير الأهداف بفعالية». سباق التسلح الفضائي ومخاطر الحرب مع اتساع نطاق القدرات العسكرية الصينية، حذّر مسؤول أمريكي بارز من تدريبات صينية على «قتال الكلاب في الفضاء»، وهو تعبير يُستخدم لوصف المناورات القتالية بين الأقمار الصناعية. وقال نائب قائد العمليات الفضائية في القوة الفضائية الأمريكية، الجنرال مايكل غوتلين، إن الصين بدأت في تنفيذ تدريبات متقدمة لمناورة الأقمار الصناعية حول بعضها البعض، مضيفًا: «لقد لاحظنا خمسة أجسام مختلفة في الفضاء تتحرك بدقة وتزامن، وكأنها تمارس تكتيكات قتال حقيقي بين الأقمار الصناعية». وأشار الجنرال إلى تقنيات جديدة طورتها الصين، مثل الأقمار الصناعية المموهة التي تنقسم إلى وحدتين منفصلتين، وأخرى قادرة على «ملاحقة» الأقمار الصناعية الأمريكية، بالإضافة إلى نماذج تمتلك أذرعًا ميكانيكية يمكن استخدامها لأغراض هجومية.


العين الإخبارية
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- العين الإخبارية
«الجحيم المدفون».. ماذا تخفي الصين تحت جبالها؟
لطالما احتفى الصينيون بجبالهم المقدسة، حيث يزورها آلاف الحجاج سنويًا لتقديم الاحترام للمعالم الدينية المرتبطة بعقائدهم. لكن تحت أقدام هؤلاء الحجاج، وداخل التكوينات الجرانيتية الكثيفة لهذه الجبال، يُعتقد أن هناك شبكة أنفاق سرية تمتد لمسافة 3,100 ميل، تشكل تهديدًا وجوديًا لأعداء الصين، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. تحتضن هذه الأنفاق المتعرجة الوحدة الصاروخية الاستراتيجية السرية للجيش الصيني، المسؤولة عن صيانة وإطلاق صواريخ «دونغ فنغ» الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) عند الحاجة. وتُعد صواريخ «دونغ فنغ-41» الأحدث من نوعها، إذ يبلغ مداها 9,000 ميل، متفوقةً على الصاروخ الأمريكي «مينيوتمان III» الذي يصل مداه إلى 8,700 ميل. يجري تخزين العديد من هذه الصواريخ على عمق يصل إلى 330 قدمًا أسفل الجبال الصينية، مما يجعلها جزءًا مما يُعرف بـ«سور الصين العظيم تحت الأرض»، وهو ما تروّج له بكين باعتباره «ورقتها الأخيرة» في حالة نشوب حرب نووية. بفضل موقعها الاستراتيجي العميق داخل هذه الأنفاق، التي يُطلق عليها اسم «قصور التنين»، تستطيع الصين شن هجمات انتقامية خلال 10 دقائق فقط من التعرض لضربة نووية. وقد أظهرت لقطات نادرة، بثّتها وسائل الإعلام الصينية، جنودًا يسيرون بانضباط تام بجانب أسلحة قوية، بينما يعمل عمال يرتدون خوذات واقية على حفر وتوسيع الأنفاق الضخمة. وظهرت إحدى اللافتات في موقع البناء تحمل عبارة: «شارك بهمة لإنشاء موقع قادر على القتال وتحقيق النصر في المعارك». التكتيكات السرية والتضليل العسكري تحاط «قصور التنين» بسرية تامة بسبب السياسة الصارمة للحكومة الصينية. وأشار الأكاديمي الصيني تشيان تشيهو في عام 2019 إلى أن «سور الصين الفولاذي تحت الأرض» يُعد «آخر خط دفاع وطني» للبلاد. ووفقًا لتقارير إعلامية صينية، فإن الحجم الهائل لهذه الأنفاق هو جزء من استراتيجية الصين، حيث تحتوي بعض الممرات على منصات إطلاق صواريخ وهمية لخداع الأعداء المحتملين. ويتيح هذا التكتيك للجيش الصيني إعادة نشر الصواريخ الحقيقية إلى مواقع أكثر أمانًا في حال تعرض الأنفاق لضربات مدمرة. وتشير التقديرات الحالية إلى أن الصين تمتلك 500 رأس نووي، إلا أنها ترفض الإفصاح رسميًا عن العدد الدقيق لترسانتها النووية، معتبرةً ذلك من أسرار الدولة. نمط الحياة القاسي داخل القواعد النووية يخضع الجنود المسؤولون عن تشغيل وصيانة هذه الصواريخ لتدريبات صارمة، حيث يتبعون جدولًا يوميًا قاسيًا يُحدد لهم مواعيد النوم والطعام والتدريب العسكري بدقة متناهية. ويؤكد المدرب العسكري يوي ليه: «لا يمكنك النوم أو الاستيقاظ إلا بأمر، فجدولك اليومي مرتبط بالاحتياجات التدريبية ومتطلبات القتال». أما لي مين، قائد إحدى الوحدات، فيشير إلى أن هذه التدريبات تهدف إلى ضمان الجاهزية القتالية على مدار الساعة: «من خلال هذا التدريب، يمكننا التأكد من أننا دائمًا في وضع الاستعداد القتالي، ليلًا ونهارًا، لضمان قدرة قواتنا على تدمير الأهداف بفعالية». سباق التسلح الفضائي ومخاطر الحرب مع اتساع نطاق القدرات العسكرية الصينية، حذّر مسؤول أمريكي بارز من تدريبات صينية على «قتال الكلاب في الفضاء»، وهو تعبير يُستخدم لوصف المناورات القتالية بين الأقمار الصناعية. وقال نائب قائد العمليات الفضائية في القوة الفضائية الأمريكية، الجنرال مايكل غوتلين، إن الصين بدأت في تنفيذ تدريبات متقدمة لمناورة الأقمار الصناعية حول بعضها البعض، مضيفًا: «لقد لاحظنا خمسة أجسام مختلفة في الفضاء تتحرك بدقة وتزامن، وكأنها تمارس تكتيكات قتال حقيقي بين الأقمار الصناعية». وأشار الجنرال إلى تقنيات جديدة طورتها الصين، مثل الأقمار الصناعية المموهة التي تنقسم إلى وحدتين منفصلتين، وأخرى قادرة على «ملاحقة» الأقمار الصناعية الأمريكية، بالإضافة إلى نماذج تمتلك أذرعًا ميكانيكية يمكن استخدامها لأغراض هجومية. aXA6IDgyLjI2LjIxNS4zNyA= جزيرة ام اند امز CA