أحدث الأخبار مع #Jacob


موقع كتابات
١١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- موقع كتابات
مفاوضات الوفدين الأمريكي والإيراني اليوم .!
بسبب وازاء فرق التوقيت بين العاصمة العُمانية مسقط , وطهران وعموم دول المنطقة العربية وما يجاورها , وامتداداً الى واشنطن دي. سي , يصعب القول أنّ العدّ التنازلي او العكسي قد اقترب , بينما وقت الشروع او ساعة او دقيقة بدء المفاوضات لم تتّضح في الإعلام بعد . لا ريب أنّ الأعيُن والأبصار والرؤى مفتوحةٌ على مصراعيها لمتابعة ومراقبة ما ستفرزه هذه المفاوضات , بالرغم من أنّ بعض وسائل الإعلام العالمية تصوّر هذا اللقاء الأمريكي – الأيراني , وكأنّه الحد الفاصل بين الحرب او السلام , وذلك أمرٌ مبالغ فيه وسابق لأوانه ايضاً , رغم تحذيرات الرئيس الأمريكي الشديدة بهذا الشأن , فلا تزال المسألة قابلة للحلحلة على الأقل في الوقت القصير المنظور , ومن غير المتوقّع او المستبعد حسم الأمر في هذا السبت , وقد تسستمر المفاوضات لعدة ايامٍ قلائل وبعدة جَلَسات , كما هنالك بعض تكهّناتٍ ما بأنّ الجانب الأيراني سيحاول إطالة أمد هذه الأجتماعات والإستفادة من اطالة الوقت , ولغرضٍ لم يَعُد , لكنّ المفاوضين الأيرانيين لن يستطيعوا التحكّم بذلك لوحدهم .! حيث الأمريكان كأنهم في عجلةٍ ما من أمرهم ' اذ يُلاحظ تكثيف الغارات الجوية بشكلٍ مُركّز نوعياً وكمياً , كنوعٍ من الضغط غير المباشر على الجانب الأيراني فالقضية تختلف جذرياً او نحوه عمّا مضى وَسْطَ المتغيرات الدولية في الجيوبوليتيك وسواه وبما هو أبعد . في مثلِ ظرفِ هذه المفاوضات الحسّاسة , فالوفد الأمريكي يستخدمُ آليّةٍ تقنيةً – تكنولوجية خاصة , كي تستمع الأدارة الأمريكية اوالبيت الأبيض ولا سيّما اجهزة المخابرات الأمريكية لكلّ كلمةٍ تقال في هذه الأجتماعات فورياً وبشكلٍ مباشر ' وربما عبرَ مساعدةٍ فنيةٍ عُمانيةٍ مفترضة اذا تطلّب الأمر من تركيب بعض الأجهزة في قاعة الأجتماعات , بالرغم من أنّ تكنولوجيا المخابرات الأمريكية بمقدورها تجاوز ذلك ' , الأيرانيون او وفدهم المفاوض لا ينقصهم إتّباع هذا الأسلوب في إيصال ما يجري من مجريات داخل الإجتماعات من خلال الأجهزة المتاحة في السوق العالمية المتخصصة في ميدان الإتصالات الخاصة , لكنما ومن اجل الإحاطة بكلّ ممكنات ومتطلبات هذه المفاوضات الخاصّة , فقد او ربما يحصل أن يطلب الوفد ألايراني ايقاف الأجتماعات بشكلٍ مؤقت وقصير , بغية الأتصال بقيادته في طهران حول نقاطٍ اختلافيةٍ ما قد تظهر .! وهذه حالة تجري في العديد من اللقاءات والمفاوضات الدولية والأقليمية , وألأمر موصولٌ ايضاً ' الى حدٍ ما الى الوفد الأمريكي . تشهد العاصمة العُمانية اليوم اكبر واضخم تجمّع اعلامي من مختلف القنوات الفضائية والصحافة للكثير من دول العالم , لكنه لا يمكن مقارنته ولا يصل الى ما حصل في حرب عام 1991 بالحشد الإعلامي العالمي في السعودية – الرياض في الحرب على العراق آنذاك , ومع الفوارق النوعية والكمية ' سياسياً وعسكرياً ' . مع هذا الإندفاع السيكولوجي – السوسيولوجي اللارادي على مستوى الرأي العام العالمي لمتابعة ماقد يحصل وما لا يحصل .! وما قد تبثّه وتنشره بعض وسائل اعلامٍ غربية واخرى عربية , بالإستناد على تسريباتٍ ما من بعض اعضاء الوفد الأمريكي المفاوض , وسواءً كانت تسريباتٍ متعمّدة او غير مقصودة ( وربما لا أساس لها اصلاً ممّا قد تختلقها و تبتكرها احدى الوسائل الإعلامية المشبوهة او المدفوعة ربما ) , فننصح وبأقصى درجات التواضع الإعلامي بتجاوز وتخلٍّ عن درجات التشاؤم النفسي والفكري عن فكرة اندلاع الحرب دونما تجاوز لعبارة .! وحتى ما بينهما .!


أخبار الخليج
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- أخبار الخليج
سرديات: رحلات!
تُعد الروائيّة البولندية أولغا توكارتشوك Olga Tokarczuk الحائزة جائزة نوبل للآداب عام 2018 واحدة من أبرز كاتبات السردية الجديدة في بولندا وأوروبا الشرقية. وقد كانت روايتها «كتب يعقوب» Books of Jacob »، هي الرواية التي جذبت انتباه لجنة تحكيم جائزة نوبل إلى كتابة توكارتشوك المغايرة في مضامينها وفي أساليبها السرديّة. وفي هذه الرواية تعيد تفكيك تاريخ بولندا منذ أوروبا العصور الوسطى إلى الحقبة الشيوعية. وهي في رواياتها كما جاء في بيان إعلان الجائزة «لا تنظر إلى الواقع بوصفه شيئًا مستقرًا أو دائمًا، بل تضع رواياتها في توتر بين الأضداد الثقافيّة: الطبيعة مقابل الثقافة، العقل مقابل الجنون، والذكور في مقابل الإناث، والمنزل في مقابل الاغتراب». كما أنها تشتغل على الخيال السردي المتمثّل في أنَّ العاطفة الموسوعيّة تمثل عبور الحدود بوصفه شكلاً من أشكال الحياة». تصف أولغا توكارتشوك نفسها بأنها شخص من دون سيرة شخصية؛ إذ تقول في مقابلة مع مؤسسة الكتاب البولندية: «لا أملك سيرة واضحة جدًا يمكنني أن أسردها بطريقة مثيرة للاهتمام. أنا مجموع هذه الشخصيات التي تخيّلتها واخترعتها. أنا مؤلَّفة من كلِّ هذه الشخصيات؛ لذا سيرتي ضخمة ومؤلَّفة من حبكات عدة». وتمتاز توكارتشوك بالنزعة الإنسانيّة في كتابتها، وفي سردها يمتزج تخصصها الأكاديميّ في علم النفس بالسرود الجماعيّة المخترعة لحيوات آلاف البشر في سردٍ توثيقيّ تخييليّ يختلط فيه المنطقيّ باللامنطقيّ في عوالمَ دائمة الحركة دون توقّف، ودون نقطة ارتكاز، ودون ثبات. وفي النهاية سنجد أنفسنا أمام لعبة أحجية كبرى مُكوّنة من مئات السرود الجماعيّة التي تبحث عن الحقيقة، ولاتصل إليها إلا من خلال تجاوز الحدود وتجاوز الأشكال، واللغات الجامدة! وكتابة توكارتشوك السردية تسعى للبحث عن حالة من تمثلات الجوهر البشري، وهي مزيج من الواقعية السحرية والانشغالات النفسية، وسردياتها هي خالات من التشظي التنوعي التي لا تسمح لقصصها أن تنتهي كما يحب القارئ لها أن تكون. روايتها «رحلات» Flights هي الرواية التي حازت بها جائزة المان بوكر الدوليّة مناصفة مع المترجمة، وذلك في عام 2018 أيضًا. في هذه الرواية تُساءل توكارتشوك سؤالاً فلسفيا عميقًا جدًا وجوهريًا هو: ما الأسباب الخفية، الشجاعة، والمتهورة – التي تجعلنا نغامر بالارتحال إلى العالم؟! من أين أنتَ؟ من أين أتيتَ؟ إلى أين تذهب؟ هذه هي الأسئلة الأزلية التاريخيّة التي ينبغي على المسافر في أيّ زمان، وفي أيّ مكان أن يجيب عنها. وتستكشف توكارتشوك في هذه الرواية سجلاً شاملاٍ للطرق التي يكون فيها السرد عابرًا للحدود وشكلاً من أشكال الحياة. وحده الإنسان الحقيقي هو الذي يسافر وهو وحده الذي يدرك حقيقة السفر في جوهره: فالبرابرة – كما تقول توكارتشوك – لا يسافرون، هم ببساطة يذهبون إلى وجهاتٍ معينةٍ أو يشنون غارات». إنَّ هذه الرواية هي رواية عن السفر في القرن الحادي والعشرين والتشريح البشري من خلا الوقوف عند التخوم الفاصلة بين الحياة والموت والحركة والهجرة. وللأسف، فإنَّ الأثر السرديّ الوحيد لتوكارتشوك المترجم إلى العربيّة هو روايتها «رحلات»، في حين لاتزال رواياتها السبع الأخرى، وأبرزه «كتب يعقوب» مغيّبة عن الترجمة العربيّة رغم قيمتها الإبداعيّة الكبرى، ورغم إبداع توكارتشوك السرديّ، وهو الإبداع الذي جعل نتاجها يُقارن بأعمال روائيين مبدعين آخرين ينتمون إلى أوروبا الشرقيّة مثل ميلان كونديرا وسفيتلاتا ألكسييفتش وغيرهما. { أستاذة السرديات والنقد الأدبيَّ الحديث المشارك، كلية الآداب، جامعة البحرين.