logo
#

أحدث الأخبار مع #LC130

خلال زيارة للجزيرة..رئيسة وزراء الدنمارك: أميركا لن تسيطر على جرينلاند
خلال زيارة للجزيرة..رئيسة وزراء الدنمارك: أميركا لن تسيطر على جرينلاند

الشرق السعودية

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق السعودية

خلال زيارة للجزيرة..رئيسة وزراء الدنمارك: أميركا لن تسيطر على جرينلاند

قالت رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لن تسيطر على جرينلاند، وذلك بعد وصولها إلى الجزيرة في زيارة تستغرق 3 أيام. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب طرح ترمب فكرة الاستحواذ على جرينلاند، مشيراً إلى إمكانية استخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الهدف، ما أثار ردود فعل غاضبة في الدنمارك والجزيرة التابعة لها والواقعة بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي. ورغم أن ترمب طرح الفكرة خلال ولايته الأولى، لكنه ركّز عليها بشدة في ولايته الحالية، في حين أظهرت استطلاعات الرأي أن جميع سكان جرينلاند تقريباً يعارضون الانضمام إلى الولايات المتحدة. وخلال زيارة قاعدة عسكرية أميركية شمال جرينلاند قبل أيام رفقة زوجته، اتهم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الدنمارك بالتقصير في الحفاظ على أمن الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي، معتبراً أن الولايات المتحدة ستحميها على نحو أفضل. وقال فانس: "الدنمارك أهملت الاستثمار في البنية الأمنية لهذا الإقليم.. هذا يجب أن يتغير، وبسبب أن الأمر لم يتغير، فإن سياسة ترمب تجاه جرينلاند لم تتغير، هي سياسة متسقة مع ولايته الأولى، عندما شهدنا استثماراً كبيراً في أمن القطب الشمالي، وسيستمر ذلك خلال السنوات الأربع المقبلة". محادثات أميركية دنماركية من المتوقع أن يجري وزيرا خارجية الدنمارك والولايات المتحدة، الخميس، أول محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى بين البلدين، منذ إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترمب في يناير الماضي، وتعهده بـ"السيطرة" على جزيرة جرينلاند التابعة لها، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز". ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن مصادر مطلعة قولها إن وزيريْ خارجية الدنمارك لارس لوك راسموسن، والولايات المتحدة ماركو روبيو، سيلتقيان على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، الذي يبدأ الخميس، وذلك وسط نشاط دبلوماسي مكثف من كلا الجانبين، فيما يتعلق بمنطقة القطب الشمالي. ويأتي الاجتماع المقرر، الذي أكدت المصادر إمكانية إلغاؤه، بسبب توتر العلاقات بين كوبنهاجن وواشنطن، بالتزامن مع زيارة مته فريدريكسن إلى الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي. وإذا بسطت الولايات المتحدة سيادتها على هذه الجزيرة الدنماركية، ستسيطر بذلك على ممرات شحن رئيسية ومعادن أرضية نادرة غير مستغلة، وموارد طاقة قد تُغيّر هيكل التجارة العالمية. ولدى الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في جرينلاند، كانت تعرف سابقاً باسم قاعدة ثول الجوية (Thule Air Base)، والمعروفة الآن باسم "بيتوفيك" الفضائية (Pituffik Space Base)، وهي واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم. ويتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بشكل دائم في "بيتوفيك" وهي القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في جرينلاند، ويديرون برامج الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المُحسّن الموجود بالقاعدة رصد الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها. وفي كل صيف، يطير نحو 70 فرداً من الحرس الوطني الجوي في نيويورك إلى "بيتوفيك" لدعم بعثات علمية. وباستخدام الطائرة الوحيدة المُجهزة بزلاجات في الجيش الأميركي، وهي طراز LC-130، ينقلون الباحثين والإمدادات إلى معسكرات على الغطاء الجليدي.

جرينلاند "ترفض" السيطرة الأميركية.. وواشنطن لا تستبعد العمل العسكري
جرينلاند "ترفض" السيطرة الأميركية.. وواشنطن لا تستبعد العمل العسكري

الشرق السعودية

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق السعودية

جرينلاند "ترفض" السيطرة الأميركية.. وواشنطن لا تستبعد العمل العسكري

ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إمكانية استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جرينلاند، فيما شدد رئيس وزراء الجزيرة، الخاضعة للسيادة الدنماركية، على رفضه للمساعي الأميركية. وقال ترمب في تصريحات لشبكة "NBC News"، إنه أجرى "محادثات جادة" بخصوص ضم الإقليم الدنماركي شبه المستقل، مضيفاً: "سنستولي على جرينلاند. نعم، بنسبة 100%". ولفت ترمب إلى أن "هناك احتمال كبير أن يتم ذلك من دون استخدام القوة العسكرية"، ولكنه "لا يستبعد أي خيار" لتحقيق هدفه. وخلال زيارة قاعدة عسكرية أميركية شمال جرينلاند، الجمعة، اتهم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الدنمارك بالتقصير في الحفاظ على أمن الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستحميها على نحو أفضل. وقال فانس: "الدنمارك أهملت الاستثمار في البنية الأمنية لهذا الإقليم.. هذا يجب أن يتغير، وبسبب أن الأمر لم يتغير، فإن سياسة ترمب تجاه جرينلاند لم تتغير، هي سياسة متسقة مع ولايته الأولى، عندما شهدنا استثماراً كبيراً في أمن القطب الشمالي، وسيستمر ذلك خلال السنوات الأربع المقبلة". "أميركا لن تستولي على جرينلاند" وفي المقابل، قال رئيس وزراء جرينلاند ينس فريدريك نيلسن، الأحد، إن "الولايات المتحدة لن تستولي على جرينلاند"، وذكر في منشور عبر "فيسبوك"، أن ترمب "يقول إن الولايات المتحدة ستستولي على جرينلاند، دعوني أوضح: الولايات المتحدة لن تبلغ مرادها. نحن لا ننتمي إلى أي جهة أخرى. نحن من يحدد مستقبلنا". كما اعتبر زيارة فانس إلى الجزيرة إشارة إلى "قلة احترام"، ودعا إلى الوحدة في مواجهة "الضغوط من الخارج". ودفعت الاحتجاجات العامة والغضب من قبل السلطات في كل من جرينلاند والدنمارك، الوفد الأميركي إلى الاكتفاء بزيارة القاعدة العسكرية، وعدم المشاركة في فعاليات جماهيرية. وعبرت جرينلاند والدنمارك عن معارضتهما لأي سيطرة أميركية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن جميع سكان جرينلاند تقريباً يعارضون الانضمام إلى الولايات المتحدة. وإذا طالبت الولايات المتحدة بالسيادة على هذه الجزيرة الدنماركية التي تتمتع بالحكم الذاتي، فستسيطر على ملاحق شحن رئيسية ومعادن أرضية نادرة غير مستغلة، وموارد طاقة قد تُغيّر هيكل التجارة العالمية. وتسيطر الدنمارك على جرينلاند منذ عام 1721. وفي وقت سابق، السبت، قالت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن إنها ستزور الجزيرة في الفترة من الثاني إلى الرابع من أبريل، لإجراء محادثات مع الحكومة الجديدة للإقليم شبه المستقل. وتُعد القاعدة الأميركية الموجودة على جرينلاند، التي كانت تعرف سابقاً باسم قاعدة ثول الجوية (Thule Air Base)، والمعروفة الآن باسم قاعدة بيتوفيك الفضائية (Pituffik Space Base)، واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم، حتى لو لم يسمع بها معظم الأميركيين من قبل، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". ويتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بشكل دائم في "بيتوفيك" وهي القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في جرينلاند، ويديرون برامج الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المُحسّن الموجود بالقاعدة رصد الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها. وفي كل صيف، يطير نحو 70 فرداً من الحرس الوطني الجوي في نيويورك إلى "بيتوفيك" لدعم بعثات علمية. وباستخدام الطائرة الوحيدة المُجهزة بزلاجات في الجيش الأميركي، وهي طراز LC-130، ينقلون الباحثين والإمدادات إلى معسكرات على الغطاء الجليدي.

«العين الحارسة لأمريكا».. خفايا قاعدة بيتوفيك وسر تمسك ترامب بغرينلاند
«العين الحارسة لأمريكا».. خفايا قاعدة بيتوفيك وسر تمسك ترامب بغرينلاند

خبر صح

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • خبر صح

«العين الحارسة لأمريكا».. خفايا قاعدة بيتوفيك وسر تمسك ترامب بغرينلاند

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: «العين الحارسة لأمريكا».. خفايا قاعدة بيتوفيك وسر تمسك ترامب بغرينلاند - خبر صح, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 10:54 مساءً لا يمكن النظر إلى مدى تشبث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمطالبة بضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، بعيداً عن قاعدة «بيتوفيك» العسكرية الفريدة من نوعها في الجزيرة، حيث تزامنت تصريحاته الحالية مع زيارة مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى ينضم إليهم هذا الأسبوع نائبه جي دي فانس، رغم معارضة حكومة غرينلاند الشديدة لهذه الزيارة. في أحدث تصريح له قال ترامب، إن بلاده بحاجة إلى «غرينلاند من أجل الأمن والسلامة الدوليين، ولا بد من أن الحصول عليها»، كما جاءت التصريحات في سياق تقرير سنوي للمخابرات الأمريكية حذر من مدى خطورة التقدم الصيني والروسي على التفوق العسكري الأمريكي، وهو ما يسلط الضوء على مدى الأهمية الاستراتيجية البالغة لقاعدة بيتوفيك الفضائية الأمريكية المعروفة سابقاً باسم قاعدة ثولي الجوية في غرينلاند. القاعدة التي تديرها الولايات المتحدة في شمال غرب غرينلاند، تعد واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم، حتى لو لم يسمع عنها معظم الأمريكيين من قبل. ويقول بيتر راسموسن، المحلل الدفاعي الدنماركي: «إنها، حرفياً، العين الخارجية للدفاع الأمريكي»، وأضاف: «قاعدة بيتوفيك هي المكان الذي تستطيع الولايات المتحدة من خلاله رصد أي إطلاق للصواريخ، وحساب مسارها، وتفعيل أنظمة دفاعها الصاروخي. إنه نظام لا غنى عنه». ويتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأمريكية بشكل دائم في قاعدة بيتوفيك (بي-دو-فيك)، حيث يتولون مهام الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المطوّر المتمركز هناك اكتشاف الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها. وفي كل صيف، يتوجه نحو 70 فرداً من الحرس الوطني الجوي لنيويورك إلى بيتوفيك لدعم البعثات العلمية، وباستخدام الطائرة الوحيدة للجيش الأمريكي المجهزة بزلاجات، وهي طائرة LC-130، ينقلون الباحثين والإمدادات إلى معسكرات على الغطاء الجليدي. ـ الأهمية الاستراتيجية ـ ومنذ عامين فقط، تم تغيير اسم القاعدة من ثولي إلى بيتوفيك، وهو ما يعني بلغة غرينلاند «مكان ربط الكلاب». وتقع القاعدة فوق خط العرض 76 على الساحل الشمالي الغربي لغرينلاند، وذلك على بُعد نحو 750 ميلاً من القطب الشمالي، ولذلك تعتبر من أكثر المنشآت العسكرية عزلةً على وجه الأرض. أما أقرب مستوطنة لها فتسمى كاناك، وتبعد أكثر من 70 ميلاً، ويقطنها أقل من 650 شخصاً، حيث يعملون في صيد الحيوانات القطبية ومن بينها أحياناً الدببة للبقاء على قيد الحياة. وفي الشتاء، تختفي الشمس لأسابيع وتنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 34 درجة مئوية تحت الصفر، ورغم هذه الظروف، يعمل مطار بيتوفيك على مدار العام، لكن لا تستطيع السفن الوصول إلى القاعدة إلا خلال فترة صيفية قصيرة، عندما يتراجع الجليد البحري مؤقتاً. وتُعدّ قاعدة بيتوفيك جزءاً من شبكة عالمية من البنية التحتية الدفاعية الأمريكية، ومحطةً حيوية، ويؤكد الخبراء العسكريون أنه مع ظهور تهديدات جديدة، مثل الصواريخ الأسرع من الصوت، فإن أنظمة الإنذار المبكر في بيتوفيك لا غنى عنها. ويوضح تروي بوفارد، الضابط المتقاعد في الجيش الأمريكي وخبير دفاع القطب الشمالي: «الصواريخ الأسرع من الصوت لا تنطلق إلى الفضاء، بل تحلق على ارتفاع منخفض، وتناور، ولا سبيل لاعتراضها بعد إطلاقها. وهذا يجعل الإنذار المبكر أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهنا يأتي دور بيتوفيك». وتعتبر قاعدة بيتوفيك واحدة من أهم المحطات في شبكة البنية التحتية الدفاعية العالمية للولايات المتحدة، ويؤكد بوفارد أنه «إذا تم إطلاق صاروخ من روسيا أو الصين باتجاه أمريكا الشمالية، فمن المرجح أن يمر فوق القطب الشمالي، ولذلك فإن أجهزة الاستشعار الأرضية المستخدمة في بيتوفيك لها أهمية بالغة في هذه الحالة، لأن الأقمار الصناعية لا تعمل بشكل جيد في خطوط العرض العليا». وأضاف أن الليزر لا يعمل في القطب الشمالي أيضاً، وأوضح: «أعمدة الهواء مليئة ببلورات الجليد، وهي في الأساس مرايا صغيرة، والليزر والمرايا لا يتوافقان». كما يرى أن دور بيتوفيك يتوسع إلى ما هو أبعد من الرادار، حيث يمكن أن تُستخدم أيضاً كقاعدة انطلاق متقدمة أو خط اتصال رئيسي. وكلما كانت هذه المواقع متقدمة أكثر، زادت فائدتها. ـ جذور تاريخية ـ بدأ الوجود العسكري الأمريكي في غرينلاند خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت مستعمرة دنماركية. وبعد احتلال ألمانيا النازية للدنمارك عام 1940، أصبحت غرينلاند فجأة معزولة وغير محمية، ثم أبرمت الولايات المتحدة صفقة سرية مع سفير الدنمارك في واشنطن، متجاوزةً الحكومة التي تسيطر عليها ألمانيا في كوبنهاغن، لبناء القوات الأمريكية مطارات ومحطات أرصاد جوية على الجزيرة. وبحلول عام 1941، كانت القوات الأمريكية قد هبطت هناك وأقامت دفاعاتها، ومسحت شمال الأطلسي بحثاً عن الغواصات الألمانية، وبعد عقد من الزمان، صاغت الدنمارك والولايات المتحدة رسمياً معاهدة دفاعية تمنح واشنطن حقوقاً واسعة لتشغيل منشآت عسكرية على الجزيرة. ولاحقاً أصبحت غرينلاند شبه مستقلة عن الدنمارك، وهي، مثل الولايات المتحدة، دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). خلال الحرب الباردة، أصبحت القاعدة الأمريكية رئيسية في القطب الشمالي، ومنها تتمكن القاذفات الأمريكية بعيدة المدى من الوصول إلى الاتحاد السوفييتي، كما بُنيت أنظمة رادار ضخمة لرصد الصواريخ العابرة للطريق القطبي، والذي يعد أقصر طريق بين القوتين العظميين. ـ تجارب عسكرية غامضة ـ وتعتبر قاعدة بيتوفيك الفضائية واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم، لكن من أغرب التجارب التي جرت على مقربة منها ما وصف بـ«معسكر القرن»، وهو قاعدة تعمل بالطاقة النووية بُنيت تحت الجليد في أواخر خمسينات القرن الماضي ضمن مشروع سري يُسمى«الدودة الجليدية»، وتمثل ذلك في مخطط لاختبار القدرة على إخفاء الصواريخ النووية وإطلاقها من تحت سطح الجليد. ولكن ثبت أن الجليد غير مستقر للغاية، وهو ما اضطر القوات إلى هجرة الموقع، لكن النفايات، بما في ذلك المواد المشعة والديزل، لا تزال مدفونة، ويحذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يكشفها في النهاية. كما تركت القاعدة أيضاً أثراً دائماً على السكان الأصليين في غرينلاند، ففي عام 1953، نُقل نحو 130 ساكناً قسراً من منازلهم قرب«قاعدة ثولي» وقتها إلى مستوطنة أبعد شمالاً، لكنها لم تكن تصلح للصيد التقليدي الذي اعتاد السكان عليه، ورغم تعويض هؤلاء السكان بعد عقود، لكن الاستياء لا يزال قائماً. ـ زيارة مثيرة للجدل ـ فانس قال إنه سيتوجه في زيارة مثيرة للجدل أوضح المسؤولون في غرينلاند أنهم لا يريدونها على الإطلاق، وفي البداية، قالت إدارة ترامب إن أوشا فانس وزوجها نائب الرئيس، وكذلك مايكل والتز، مستشار الأمن القومي، سيقومون برحلة إلى غرينلاند، لكن سارع مسؤولون من الدنمارك وغرينلاند إلى وصف هذه الخطوة بأنها» عدوانية «وجزء من خطة ترامب للسيطرة على الجزيرة، كما ردد كثيراً. وفي محاولة للتخفيف من حدة الغضب، قال فانس لاحقاً إنه«سيتحقق خلال الزيارة فقط مما يحدث مع الأمن هناك في غرينلاند»، ورغم ذلك تصاعدت المشاعر المناهضة لترامب بشكل مطرد في الجزيرة، وكان النشطاء يستعدون بالفعل للاحتجاج على وصول الوفد الأمريكي، بدءاً من المطار الدولي في العاصمة نوك، لكن يبدو الآن أن عائلة فانس قد لا تطأ أقدامها أرض هذا المطار. لدى الولايات المتحدة اتفاقية دفاعية طويلة الأمد مع الدنمارك لنشر قوات في غرينلاند، ويمكن للمسؤولين الأمريكيين زيارة القاعدة متى شاؤوا، وصرح مراقبون أمريكيون أنهم يتوقعون أن يسافر فانس مباشرةً إلى القاعدة الفضائية، التي تبعد نحو 1000 ميل شمال نوك، متجنبين التوترات التي تلوح في الأفق في العاصمة. وأكد مسؤولون في غرينلاند أنهم لم يوجهوا الدعوة للأمريكيين في المقام الأول، ولكن لديهم سيطرة ضئيلة على من يزور القاعدة الأمريكية. وفي البداية، كان من المقرر أن تشاهد زوجة فانس وأحد أبنائها سباق زلاجات الكلاب، وهو تقليدٌ في سيسيميوت، إحدى أكبر مدن غرينلاند، لكن منظمي السباق أصدروا بيانًا لاذعاً الأحد، مفاده بأنه على الرغم من أن السباق مفتوح للجمهور، فإنهم لا يرحبون بأسرة فانس. لكن متحدثة أسرة فانس قالت إنها تلقت «دعوات متعددة لحضور سباق غرينلاند الوطني للزلاجات التي تجرها الكلاب». ومع ذلك، أعلن البيت الأبيض يوم الثلاثاء أنها لن تشارك في السباق. ـ هل يذهب والتز؟ ـ كان مسؤولو الإدارة الأمريكية قد خططوا في البداية لزيارة مستشار الأمن القومي مايك والتز للقاعدة الفضائية، التي تُعدّ جزءاً أساسياً من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، لكن مع تورطه في جدل تسريبات تطبيق سيغنال حول خطط عسكرية بالغة الحساسية، تبدو مشاركته غير مؤكدة. وعموماً، يرى بعض المحللين السياسيين في الدنمارك أن قرار إرسال نائب الرئيس الأمريكي فانس بمثابة«تصعيد»، ويشير لارس موغنسن، المعلق السياسي في كوبنهاغن:«إنهم يختارون مضاعفة جهودهم، بل وتصعيدها بشكل هائل، من خلال إرسال فانس». وأضاف:«هذا الأمر يفوق بكثير أهمية مايك والتز أو أوشا فانس». وأضاف أن«الناس في الدنمارك بدأوا ينظرون إلى هذا باعتباره نوعاً من الحرب الهجينة»، مشيراً إلى المقارنات مع شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمتها روسيا في عام 2014. لكن آخرين رأوا أن قرار زيارة القاعدة الأمريكية والتخلي عن سباق زلاجات الكلاب ربما كان أقل استفزازاً.

ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في غرينلاند؟
ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في غرينلاند؟

الشرق الأوسط

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في غرينلاند؟

زادت التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية والدنمارك مع الإعلان عن زيارة مقررة الخميس لوفد أميركي إلى الجزيرة الدنماركية ذات الحكم الذاتي، في حين شدد رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الذي أعلن عن رغبته في السيطرة عليها على أن الخطوة ليست «استفزازية». وتضم غرينلاند، وهي أرض دنماركية تتمتع بحكم ذاتي وتسعى للتحرر من كوبنهاغن، احتياطات هائلة من المعادن والنفط، رغم أن التنقيب عن النفط واليورانيوم محظور. القاعدة الأميركية في غرينلاند (أ.ف.ب) وسلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الضوء على القاعدة الأميركية في غرينلاند الموجودة منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت إن هذه القاعدة، التي تُديرها الولايات المتحدة في شمال غرب غرينلاند، كانت تُعرف باسم قاعدة ثولي الجوية، وتُعرف الآن باسم قاعدة بيتوفيك الفضائية. وتُعد هذه القاعدة، واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم حتى لو لم يسمع بها معظم الأميركيين من قبل. ترمب وجزيرة غرينلاند (ناسا) وقال بيتر إرنستفيد راسموسن، وهو محلل دفاعي دنماركي: «إنها حرفياً العين الخارجية للدفاع الأميركي». وأضاف: «بيتوفيك هي المكان الذي يمكن للولايات المتحدة من خلاله رصد أي إطلاق للصواريخ، وحساب مسارها، وتفعيل أنظمة دفاعها الصاروخي. إنها قاعدة لا غنى عنها». وتحظى هذه القاعدة باهتمام جديد مع إرسال ترمب، الذي تعهد بضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، وفداً رفيع المستوى إلى الجزيرة هذا الأسبوع، وسيكون من بين الزوار نائبه جي دي فانس، الذي صرّح الثلاثاء بأنه ينوي زيارة «حراسنا» في قوة الفضاء أثناء وجوده هناك. يتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بشكل دائم في بيتوفيك ويتولون مهام الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المُطوّر المتمركز هنا اكتشاف الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها. وفي كل صيف، يذهب نحو 70 فرداً من الحرس الوطني الجوي في نيويورك إلى بيتوفيك لدعم البعثات العلمية. وباستخدام الطائرة الوحيدة المُجهزة بزلاجات في الجيش الأميركي، وهي طائرة «LC-130»، ينقلون الباحثين والإمدادات إلى المعسكرات على الغطاء الجليدي. وبدأ الوجود العسكري الأميركي في غرينلاند خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت غرينلاند مستعمرة دنماركية. وبعد احتلال ألمانيا النازية للدنمارك عام 1940، أصبحت غرينلاند فجأة معزولة وغير محمية وأبرمت الولايات المتحدة اتفاقيةً مع سفير الدنمارك في واشنطن متجاوزةً الحكومة التي تسيطر عليها ألمانيا في كوبنهاغن تقضي ببناء القوات الأميركية مطاراتٍ ومحطات أرصاد جوية على الجزيرة. تطفو الجبال الجليدية في خليج بافين بالقرب من بيتوفيك في غرينلاند (أ.ف.ب) وبحلول عام 1941، كانت القوات الأميركية قد هبطت، وأقامت دفاعاتٍ ومسحت المنطقة بحثاً عن غواصات ألمانية وبعد عقدٍ من الزمان، أضفت الدنمارك والولايات المتحدة طابعاً رسمياً على هذه الاتفاقية بمعاهدة دفاعية تمنح واشنطن حقوقاً واسعة لتشغيل منشآت عسكرية على الجزيرة. وأصبحت غرينلاند الآن جزءاً شبه مستقل عن الدنمارك، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مثل الولايات المتحدة. وخلال الحرب الباردة، أصبحت ثولي قاعدةً رئيسيةً في القطب الشمالي من هنا، كان بإمكان القاذفات الأميركية بعيدة المدى الوصول إلى الاتحاد السوفياتي، كما بُنيت أنظمة رادار ضخمة لكشف الصواريخ التي تعبر الطريق القطبية وهي أقصر طريق بين القوتين العظميين. القاعدة الأميركية في غرينلاند (أ.ف.ب) وكانت إحدى أغرب تجارب تلك الحقبة هي معسكر القرن، وهي قاعدة تعمل بالطاقة النووية بُنيت تحت الجليد في أواخر الخمسينات جزءاً من مشروعٍ سري يُسمى «الدودة الجليدية»، وكانت الخطة تختبر إمكانية إخفاء الصواريخ النووية وإطلاقها من تحت الأرض. وقال راسموسن: «كان ذلك طموحاً جامحاً خلال الحرب الباردة فقد بنوا قاعدة تعمل بالطاقة النووية في واحدة من أكثر البيئات عدائية على وجه الأرض لمجرد معرفة إمكانية تحقيق ذلك». يرفرف عَلم غرينلاند في مستوطنة إيغاليكو (رويترز) وأثبت الجليد عدم استقراره، فهُجرت القاعدة، لكن النفايات بما في ذلك المواد المشعة والديزل لا تزال مدفونة، ويحذر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يكشفها في النهاية. كما تركت القاعدة أثراً دائماً على سكان غرينلاند الأصليين ففي عام 1953، نُقل نحو 130 منهم قسراً من منازلهم بالقرب من قاعدة ثولي إلى مستوطنة أكثر قسوة في الشمال، غير مناسبة للصيد التقليدي ومُنحوا تعويضاً بعد عقود، لكن الاستياء لا يزال قائماً. وتغير اسم القاعدة قبل عامين من ثولي إلى بيتوفيك، وهو ما يعني باللغة الغرينلاندية «المكان الذي نربط فيه كلابنا». وتقع قاعدة بيتوفيك العسكرية فوق خط العرض 76 على الساحل الشمالي الغربي لغرينلاند، على بُعد نحو 750 ميلاً من القطب الشمالي، وهي واحدة من أكثر المنشآت العسكرية عزلةً على وجه الأرض. وأقرب مستوطنة، كاناك، تبعد أكثر من 70 ميلاً، ويقطنها أقل من 650 شخصاً يصطاد الكثيرون الفقمات وأحياناً الدببة القطبية، للبقاء على قيد الحياة. في الشتاء، تختفي الشمس لأسابيع وتنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 34 درجة مئوية تحت الصفر. وعلى الرغم من هذه الظروف، يعمل مطار بيتوفيك على مدار العام ولا يمكن للسفن الوصول إلى القاعدة إلا خلال فترة صيفية ضيقة عندما يتراجع الجليد البحري مؤقتاً. عَلما الدنمارك وغرينلاند (أ.ف.ب) وتُعد بيتوفيك جزءاً من شبكة عالمية من البنية التحتية الدفاعية الأميركية ومحطة حيوية. ويقول الخبراء العسكريون إنه مع ظهور تهديدات جديدة مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، فإن أنظمة الإنذار المبكر في بيتوفيك لا غنى عنها. وقال تروي بوفارد، الضابط المتقاعد في الجيش الأميركي وخبير الشؤون الدفاعية بالقطب الشمالي: «الصواريخ الأسرع من الصوت لا تنطلق إلى الفضاء، بل تحلق على ارتفاع منخفض، وتناور، ولا سبيل لاعتراضها بمجرد إطلاقها. وهذا يجعل الإنذار المبكر أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهنا يأتي دور بيتوفيك». وأضاف أنه إذا أُطلق صاروخ من روسيا أو الصين باتجاه أميركا الشمالية، فمن المرجح أن يمر فوق القطب الشمالي. وأكد أن أجهزة استشعار بيتوفيك الأرضية بالغة الأهمية في هذه الحالة؛ لأن الأقمار الاصطناعية لا تعمل بكفاءة في خطوط العرض العليا والليزر لا يعمل في القطب الشمالي أيضاً. وقال: «أعمدة الهواء مليئة ببلورات الجليد - وهي في الأساس مرايا صغيرة والليزر والمرايا لا يتوافقان». ويرى بوفارد أن دور بيتوفيك يتوسع إلى ما هو أبعد من الرادار وقال: «يمكن أن يكون أيضاً بمثابة قاعدة انطلاق أمامية أو خط اتصال رئيسي كلما كانت هذه المواقع أكثر تقدماً، زادت فائدتها».

"لا يمكن الاستغناء عنها".. ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في جرينلاند؟
"لا يمكن الاستغناء عنها".. ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في جرينلاند؟

الشرق السعودية

time٢٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق السعودية

"لا يمكن الاستغناء عنها".. ماذا نعرف عن القاعدة الأميركية في جرينلاند؟

اتجهت الأنظار مجدداً إلى قاعدة "بيتوفيك" Pituffik الفضائية العسكرية التابعة لقوة الفضاء الأميركية في جزيرة جرينلاند الدنماركية، وذلك مع إرسال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفداً رفيع المستوى إلى الجزيرة. وضم الوفد نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي قال، الثلاثاء، إنه يعتزم زيارة "حراسنا" في القوة الفضائية أثناء وجوده هناك. ونشر فانس على منصة "إكس" للتواصل مقطعاً مصوراً يُعلن فيه عن الزيارة، قائلاً: "أتطلع لزيارة جرينلاند، الجمعة". وأضاف فانس في المقطع: "لقد هددت دول أخرى كثيرة جرينلاند، وهددت باستخدام أراضيها وممراتها المائية لتهديد الولايات المتحدة وكندا، وبالطبع، لتهديد شعب جرينلاند. لذلك سنتابع سير الأمور هناك"، مضيفاً: "للأسف، أعتقد أن القادة في كل من الولايات المتحدة والدنمارك تجاهلوا جرينلاند طويلاً". ودأب الرئيس دونالد ترمب على التأكيد على ضرورة سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند، قائلاً إن الجزيرة الشاسعة مهمة للأمن القومي الأميركي. خضعت جرينلاند لسيطرة الدنمارك لقرون، سابقاً كمستعمرة، والآن كإقليم شبه مستقل. وهي تخضع للدستور الدنماركي، ما يعني أن أي تغيير في وضعها القانوني يتطلب تعديلاً دستورياً. ما أهميتها؟ وتُعد القاعدة الأميركية الموجودة على جرينلاند، التي كانت تعرف سابقاً باسم قاعدة ثول الجوية (Thule Air Base)، والمعروفة الآن باسم قاعدة بيتوفيك الفضائية (Pituffik Space Base)، واحدة من أهم المواقع العسكرية الاستراتيجية في العالم، حتى لو لم يسمع بها معظم الأميركيين من قبل، وفق صحيفة "نيويورك تايمز". ويتمركز نحو 150 فرداً من القوات الجوية وقوة الفضاء الأميركية بشكل دائم في "بيتوفيك" وهي القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في جرينلاند، ويديرون برامج الدفاع الصاروخي ومراقبة الفضاء، ويمكن لرادار الإنذار المبكر المُحسّن الموجود بالقاعدة رصد الصواريخ الباليستية في اللحظات الأولى من انطلاقها. في كل صيف، يطير نحو 70 فرداً من الحرس الوطني الجوي في نيويورك إلى "بيتوفيك" لدعم بعثات علمية. وباستخدام الطائرة الوحيدة المُجهزة بزلاجات في الجيش الأميركي، وهي طراز LC-130، ينقلون الباحثين والإمدادات إلى معسكرات على الغطاء الجليدي. ويقول بيتر إرنستفيد راسموسن، وهو محلل شؤون دفاعية دنماركي: "إنها بالمعنى الحرفي العين الخارجية للدفاع الأميركي". وأضاف: "بيتوفيك هي المكان الذي يُمكن للولايات المتحدة من خلاله رصد أي إطلاق للصواريخ، وحساب مسارها، وتفعيل أنظمة دفاعها الصاروخي. لا يمكن الاستغناء عنها". كيف تأسست قاعدة "بيتوفيك"؟ بدأ الوجود العسكري الأميركي في جرينلاند خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كانت جرينلاند مستعمرة دنماركية. وبعد احتلال ألمانيا النازية للدنمارك عام 1940، أصبحت جرينلاند على نحو مفاجئ معزولة ودون حماية. وأبرمت الولايات المتحدة صفقة سرية مع سفير الدنمارك في واشنطن، تتضمن بناء القوات الأميركية مطارات ومحطات أرصاد جوية في الجزيرة، متجاوزةً بذلك الحكومة التي تسيطر عليها ألمانيا في كوبنهاجن. بحلول عام 1941، كانت القوات الأميركية استقرت في الجزيرة، وشيدت دفاعاتها ومسحت شمال الأطلسي بحثاً عن غواصات ألمانية. بعد مرور عقد، أضفت الدنمارك والولايات المتحدة طابعاً رسمياً على هذه الاتفاقية بمعاهدة دفاعية تمنح واشنطن حقوقاً واسعة لتشغيل منشآت عسكرية على الجزيرة. وفي الوقت الراهن أصبحت جرينلاند جزءاً شبه مستقل من الدنمارك، وهي، مثل الولايات المتحدة، دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). خلال الحرب الباردة، أصبحت "ثول" قاعدةً رئيسية في القطب الشمالي، حيث تمكنت القاذفات الأميركية بعيدة المدى من الوصول إلى الاتحاد السوفيتي، وبُنيت أنظمة رادار ضخمة لرصد الصواريخ التي تعبر المسار القطبي؛ أقصر طريق بين القوتين العظميين. "معسكر القرن" كانت إحدى أغرب تجارب تلك الحقبة هي "معسكر القرن"، وهي قاعدة تعمل بالطاقة النووية بُنيت تحت الجليد في أواخر خمسينيات القرن الماضي كجزء من مشروع سري يُسمى "الدودة الجليدية". وكانت الخطة تمثل اختباراً لإمكانية إخفاء الصواريخ النووية وإطلاقها من تحت السطح. وعن هذه التجربة، يقول راسموسن: "إنها تعبر عن طموح الحرب الباردة الأكثر جموحاً. لقد بنوا قاعدة تعمل بالطاقة النووية في واحدة من أكثر البيئات عدائية على وجه الأرض لمجرد معرفة إمكانية تحقيق ذلك". وثبت أن الجليد غير مستقر للغاية، وتخلوا عن القاعدة. لكن النفايات، بما في ذلك المواد المشعة والوقود، لا تزال مدفونة، ويحذر علماء من أن ارتفاع درجات الحرارة ربما يكشف عنها في نهاية المطاف. خلفت القاعدة أيضاً أثراً دائماً على سكان جرينلاند الأصليين. ففي عام 1953، نُقل نحو 130 من "الإنويت" أو الإسكيمو قسراً من منازلهم بالقرب من قاعدة "ثول" إلى مستوطنة أشد قسوة في الشمال، وغير مناسبة للصيد التقليدي. وجاءت التعويضات بعد عقود، لكن الاستياء لا يزال قائماً. وتغير اسم القاعدة قبل عامين من "ثول" إلى "بيتوفيك"، التي تعني بلغة جرينلاند "المكان الذي نربط فيه كلابنا". أين تقع قاعدة "بيتوفيك"؟ تقع قاعدة بيتوفيك فوق خط العرض 76 شمال على الساحل الشمالي الغربي لجرينلاند، على بُعد نحو ٧٥٠ ميلاً (نحو 1207 كم) من القطب الشمالي، وهي واحدة من أكثر المنشآت العسكرية النائية على وجه الأرض. وأقرب مستوطنة إليها وتسمى "كاناك"، تبعد أكثر من 70 ميلاً (نحو 112 كم)، ويقطنها أقل من 650 شخصاً. ويصطاد الكثيرون الفقمات وحيوانات الفظ، وأحياناً الدببة القطبية، للبقاء على قيد الحياة. في الشتاء، تختفي الشمس طيلة أسابيع، وتنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 34 درجة مئوية تحت الصفر. على الرغم من هذه الظروف، يعمل مطار "بيتوفيك" على مدار السنة. ولا يمكن للسفن الوصول إلى القاعدة إلا خلال فترة قصيرة من الصيف عندما يتراجع الجليد البحري بشكل مؤقت. ما طبيعة التكنولوجيا في قاعدة "بيتوفيك"؟ تعد "بيتوفيك" جزء من شبكة عالمية من البنية التحتية الدفاعية الأميركية ومحطة حيوية. ويقول خبراء عسكريون إنه مع ظهور تهديدات جديدة، مثل القذائف الأسرع من الصوت، فإن أنظمة الإنذار المبكر في القاعدة لا غنى عنها. من جانبه، أوضح تروي جيه. بوفارد، هو ضابط متقاعد في الجيش الأميركي وخبير شؤون دفاع في منطقة القطب الشمالي: "القذائف الأسرع من الصوت لا تنطلق إلى الفضاء، بل تحلق على ارتفاع منخفض، وتناور، وليس لدينا طريقة لاعتراضها بمجرد إطلاقها"، مضيفاً: "وهذا يجعل الإنذار المبكر أكثر أهمية من أي وقت مضى، وهنا يأتي دور بيتوفيك". ورجح بوفارد أنه إذا أُطلقت قذيفة من روسيا أو الصين باتجاه أميركا الشمالية، فمن المحتمل، أن تمر فوق القطب الشمالي. وأضاف أن أجهزة الاستشعار الأرضية في بيتوفيك بالغة الأهمية في هذه الحالة، لأن الأقمار الصناعية لا تعمل بشكل جيد في خطوط العرض العليا. وتابع: "الليزر لا يعمل في القطب الشمالي أيضاً"، مفسراً بقوله: "أعمدة الهواء مليئة ببلورات الجليد الذي تعمل بشكل مشابه لمَرَايا صغيرة، والليزر والمرآة لا يتوافقان" (تعمل المرآة على تشتيت ضوء الليزر)". واعتبر بوفارد أن دور قاعدة "بيتوفيك" يتسع ليتجاوز أنظمة الرادار، قائلاً: "يمكن أن تكون أيضاً بمثابة قاعدة انطلاق أمامية أو خط اتصال رئيسي. كلما كانت هذه المواقع أكثر تقدماً، زادت فائدتها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store