#أحدث الأخبار مع #LesPetitsChatsالدستورمنذ 6 أيامترفيهالدستورعمر خيرت.. نهر الموسيقى الذي لا ينضبحين تُذكر الموسيقى الراقية في العالم العربي، يبرز اسم عمر خيرت كما تشرق الشمس في يومٍ شتويٍّ بارد: دافئة، مطمئنة، ومُدهشة. هو ليس مجرد مؤلف موسيقي وعازف بيانو، بل ظاهرة فنية استثنائية، أعادت تعريف العلاقة بين الإنسان واللحن، بين الموروث والحداثة، بين الروح والآلة. ابن عائلة خيرت الموسيقية العريقة، حيث كان عمه أبو بكر خيرت من مؤسسي المعهد العالي للموسيقى في مصر، نشأ عمر على وقع البيانو، لكنه لم يسلك الدرب الأكاديمي الجاف، بل صنع طريقه الخاص، بذكاء الفنان وصدق العاشق. بدأ حياته في فرقة 'Les Petits Chats'، ولكن سرعان ما عاد إلى حضن الموسيقى الكلاسيكية، ممزوجة بعطر الشرق وحنين النيل. في أعماله، تختلط الألوان كلوحة تجريدية نابضة بالحياة. هو من القلائل الذين استطاعوا أن يجعلوا من موسيقى الآلات لغةً يتحدث بها الجميع، دون ترجمة أو وسطاء. 'العرافة'، 'ضمير أبلة حكمت'، 'وجه القمر'، 'الخواجة عبد القادر'، 'فيها حاجة حلوة'… ليست مجرد موسيقى تصويرية، بل أرواحٌ صغيرة تدبّ في الذاكرة وتوقظ مشاعر كانت نائمة. لا يُشبه عمر خيرت أحدًا. هو من أولئك القادرين على أن يُحزنوا وترًا ليُفرحوا قلبًا. في موسيقاه وعي حضاري عميق، وإيمان بأن الموسيقى ليست ترفًا، بل ضرورة روحية وجمالية. لا يُهادن السطحية، ولا يتنازل عن طبقات العمق، ولذلك حين تعزف أصابعه، يصمت الضجيج من حولنا، وتُصغي أرواحنا، لا آذاننا. لم تكن مسيرته محصورة داخل الحدود الجغرافية، بل امتدت بصدى عالمي، حيث قُدّرت أعماله في محافل موسيقية دولية، ونالت إشادات من مؤلفين وموسيقيين عالميين. ورغم أنه لم يُسخّر مشواره لنيل الجوائز، إلا أن التقدير جاءه من حيث لا ينتظر. حصل على جائزة الموسيقى التصويرية من المهرجان القومي للسينما المصرية أكثر من مرة، وكرّمه مهرجان الموسيقى العربية تقديرًا لإسهاماته البارزة في تطوير الذائقة الموسيقية. كما عُزفت أعماله في أوبرا دبي، دار الأوبرا السلطانية في عمان، وأوبرا القاهرة، بحضور جماهيري تجاوز التصنيفات العمرية والثقافية، ما جعل اسمه علامة عالمية من دون ضجيج إعلامي. أما على مستوى التأثيرات، فقد تأثر خيرت بالموسيقى الكلاسيكية الغربية، خاصة شوبان وبيتهوفن، لكنه أعاد صياغتها بنكهة شرقية محضة. جمع بين إيقاعات الجاز، وثراء الأوركسترا، وخفة المقامات الشرقية، فصنع هوية موسيقية فريدة، لا تُقلّد ولا تُكرّر. ومن خلال تعاونه مع كبار المخرجين مثل إنعام محمد علي وخيري بشارة، نسج عوالم صوتية لا تنسى، تُروى كلّما سُئل أحد: 'ما الذي يجعل مشهدًا يبقى في الذاكرة؟'. ولأن العظماء لا يمرّون بصمت، فقد ترك عمر خيرت في قلوب من عرفوه أو سمعوا عزفه أثرًا لا يُمحى. قالت عنه النجمة يسرا في أحد اللقاءات: 'موسيقاه تسبق الصورة، تخلق المشهد قبل أن يُكتب، وتمنح الممثل شحنة شعورية لا تُقدَّر بثمن.' أما المايسترو ناصر الصالح، فصرّح مرة بأن 'عمر خيرت مدرسة فنية مستقلة بذاتها… لا تشبه إلا نفسها'، في حين وصفه الناقد الموسيقي جمال عنايت بأنه 'مهندس الإحساس… يبني نغمة كما تُبنى القصور، ويصوغ الجملة الموسيقية كما يصوغ الشاعر بيتًا خالدًا.' حتى الفنانون الشباب لم يخفوا إعجابهم به؛ فقد قالت المطربة كارمن سليمان بعد مشاركتها في إحدى حفلاته: 'العزف إلى جانبه يشبه الوقوف أمام معبد من الضوء، كل شيء يشفّ ويرتقي.' وبين كل هذه الأصوات، يبقى صوت جمهوره هو الأصدق، حين يقفون طويلًا في نهاية كل حفل، مُصفّقين بحرارة لا تعرف المجاملة، بل تعترف فقط بالفضل، وتُصغي لصوت الامتنان. لحن لا ينتهي وحده عمر خيرت، بعصاه التي لا تصفق بل تعزف، وبأصابعه التي لا تطرق البيانو بل تُحادثه، استطاع أن يُعيد للموسيقى كرامتها، وللوجدان العربي نبضه. هو ليس مجرد موسيقي، بل ذاكرة حيّة تُترجم مشاعرنا إلى نغم، وتروي حكاياتنا حين تعجز الكلمات. وبين مفاتيح البيانو ودهشة الجمهور، يستمر خيرت في عزف حياةٍ لا تشيخ، وعشقٍ لا يهدأ… وكأن كل لحن يكتبه هو رسالة حب جديدة لهذا الوطن الكبير الذي اسمه 'الإنسان'.
الدستورمنذ 6 أيامترفيهالدستورعمر خيرت.. نهر الموسيقى الذي لا ينضبحين تُذكر الموسيقى الراقية في العالم العربي، يبرز اسم عمر خيرت كما تشرق الشمس في يومٍ شتويٍّ بارد: دافئة، مطمئنة، ومُدهشة. هو ليس مجرد مؤلف موسيقي وعازف بيانو، بل ظاهرة فنية استثنائية، أعادت تعريف العلاقة بين الإنسان واللحن، بين الموروث والحداثة، بين الروح والآلة. ابن عائلة خيرت الموسيقية العريقة، حيث كان عمه أبو بكر خيرت من مؤسسي المعهد العالي للموسيقى في مصر، نشأ عمر على وقع البيانو، لكنه لم يسلك الدرب الأكاديمي الجاف، بل صنع طريقه الخاص، بذكاء الفنان وصدق العاشق. بدأ حياته في فرقة 'Les Petits Chats'، ولكن سرعان ما عاد إلى حضن الموسيقى الكلاسيكية، ممزوجة بعطر الشرق وحنين النيل. في أعماله، تختلط الألوان كلوحة تجريدية نابضة بالحياة. هو من القلائل الذين استطاعوا أن يجعلوا من موسيقى الآلات لغةً يتحدث بها الجميع، دون ترجمة أو وسطاء. 'العرافة'، 'ضمير أبلة حكمت'، 'وجه القمر'، 'الخواجة عبد القادر'، 'فيها حاجة حلوة'… ليست مجرد موسيقى تصويرية، بل أرواحٌ صغيرة تدبّ في الذاكرة وتوقظ مشاعر كانت نائمة. لا يُشبه عمر خيرت أحدًا. هو من أولئك القادرين على أن يُحزنوا وترًا ليُفرحوا قلبًا. في موسيقاه وعي حضاري عميق، وإيمان بأن الموسيقى ليست ترفًا، بل ضرورة روحية وجمالية. لا يُهادن السطحية، ولا يتنازل عن طبقات العمق، ولذلك حين تعزف أصابعه، يصمت الضجيج من حولنا، وتُصغي أرواحنا، لا آذاننا. لم تكن مسيرته محصورة داخل الحدود الجغرافية، بل امتدت بصدى عالمي، حيث قُدّرت أعماله في محافل موسيقية دولية، ونالت إشادات من مؤلفين وموسيقيين عالميين. ورغم أنه لم يُسخّر مشواره لنيل الجوائز، إلا أن التقدير جاءه من حيث لا ينتظر. حصل على جائزة الموسيقى التصويرية من المهرجان القومي للسينما المصرية أكثر من مرة، وكرّمه مهرجان الموسيقى العربية تقديرًا لإسهاماته البارزة في تطوير الذائقة الموسيقية. كما عُزفت أعماله في أوبرا دبي، دار الأوبرا السلطانية في عمان، وأوبرا القاهرة، بحضور جماهيري تجاوز التصنيفات العمرية والثقافية، ما جعل اسمه علامة عالمية من دون ضجيج إعلامي. أما على مستوى التأثيرات، فقد تأثر خيرت بالموسيقى الكلاسيكية الغربية، خاصة شوبان وبيتهوفن، لكنه أعاد صياغتها بنكهة شرقية محضة. جمع بين إيقاعات الجاز، وثراء الأوركسترا، وخفة المقامات الشرقية، فصنع هوية موسيقية فريدة، لا تُقلّد ولا تُكرّر. ومن خلال تعاونه مع كبار المخرجين مثل إنعام محمد علي وخيري بشارة، نسج عوالم صوتية لا تنسى، تُروى كلّما سُئل أحد: 'ما الذي يجعل مشهدًا يبقى في الذاكرة؟'. ولأن العظماء لا يمرّون بصمت، فقد ترك عمر خيرت في قلوب من عرفوه أو سمعوا عزفه أثرًا لا يُمحى. قالت عنه النجمة يسرا في أحد اللقاءات: 'موسيقاه تسبق الصورة، تخلق المشهد قبل أن يُكتب، وتمنح الممثل شحنة شعورية لا تُقدَّر بثمن.' أما المايسترو ناصر الصالح، فصرّح مرة بأن 'عمر خيرت مدرسة فنية مستقلة بذاتها… لا تشبه إلا نفسها'، في حين وصفه الناقد الموسيقي جمال عنايت بأنه 'مهندس الإحساس… يبني نغمة كما تُبنى القصور، ويصوغ الجملة الموسيقية كما يصوغ الشاعر بيتًا خالدًا.' حتى الفنانون الشباب لم يخفوا إعجابهم به؛ فقد قالت المطربة كارمن سليمان بعد مشاركتها في إحدى حفلاته: 'العزف إلى جانبه يشبه الوقوف أمام معبد من الضوء، كل شيء يشفّ ويرتقي.' وبين كل هذه الأصوات، يبقى صوت جمهوره هو الأصدق، حين يقفون طويلًا في نهاية كل حفل، مُصفّقين بحرارة لا تعرف المجاملة، بل تعترف فقط بالفضل، وتُصغي لصوت الامتنان. لحن لا ينتهي وحده عمر خيرت، بعصاه التي لا تصفق بل تعزف، وبأصابعه التي لا تطرق البيانو بل تُحادثه، استطاع أن يُعيد للموسيقى كرامتها، وللوجدان العربي نبضه. هو ليس مجرد موسيقي، بل ذاكرة حيّة تُترجم مشاعرنا إلى نغم، وتروي حكاياتنا حين تعجز الكلمات. وبين مفاتيح البيانو ودهشة الجمهور، يستمر خيرت في عزف حياةٍ لا تشيخ، وعشقٍ لا يهدأ… وكأن كل لحن يكتبه هو رسالة حب جديدة لهذا الوطن الكبير الذي اسمه 'الإنسان'.