logo
#

أحدث الأخبار مع #MASHAV

ماذا نعرف عن خريطة النُّفوذ الإسرائيليِّ وأذرع (الموساد) الخفيّة في أفريقيا؟
ماذا نعرف عن خريطة النُّفوذ الإسرائيليِّ وأذرع (الموساد) الخفيّة في أفريقيا؟

وكالة شهاب

time٣٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة شهاب

ماذا نعرف عن خريطة النُّفوذ الإسرائيليِّ وأذرع (الموساد) الخفيّة في أفريقيا؟

رغم أن أعين العالم مشدودة إلى مشهد الدم في غزة، فإن إسرائيل تُعيد هندسة حضورها في القارة الأفريقية بأدوات "ناعمة" ظاهرًا، ولكنها تَشِي ببُعد استخباراتي وأمني كثيف خلف الكواليس. من أوغندا إلى إثيوبيا، ومن نيجيريا إلى جنوب أفريقيا، تتكشف معلومات عن تجنيد عناصر محلية، واستخدام أدوات مراقبة إلكترونية متقدمة عبر شركات مدنية تبدو في الظاهر تنموية لكنها في جوهرها أذرع استخباراتية تخدم أهدافًا أمنية وسياسية. هذا التغلغل، الذي تصاعد بشكل ملحوظ بعد عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحاول إسرائيل من خلاله تشكيل رافعة سياسية لها في المحافل الدولية، واستمالة مواقف دول أفريقية لطالما ارتبطت تقليديًا بدعم فلسطين. وفق تحقيق لصحيفة The Times of Israel (13 نوفمبر/تشرين الثاني 2017)، فإن جهاز الموساد الإسرائيلي كثّف عملياته في عدة دول أفريقية منذ مطلع الألفية الجديدة، تحت ستار مشاريع اقتصادية وإنسانية. من مساعدات إنسانية إلى قواعد استخبارية تشير دراسة لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات (2023) إلى أن إسرائيل تملك علاقات رسمية أو غير رسمية مع أكثر من 44 دولة أفريقية، وأنها تعتمد على أدوات تنموية وشركات خاصة لبناء نفوذ استخباراتي هادئ. من بين هذه الشركات "MASHAV"، الوكالة الإسرائيلية للتعاون الدولي، والتي تسوّق نفسها كذراع للمساعدات التنموية، لكنها كثيرًا ما تعمل كبوابة للنفوذ السياسي والأمني. في المقابل، تستمر المعاهد التدريبية الإسرائيلية، وعلى رأسها "معهد الجليل للإدارة الدولية"، في استقطاب مئات القادة والطلاب من الدول الأفريقية ضمن برامج تتعدى الإدارة إلى التدريب العسكري وبناء شبكات دفاع محلية، ويُقال إن معظم الحكومات الأفريقية تحوي في بنيتها مسؤولًا واحدا على الأقل تخرّج من هذا المعهد. وتضيف الصحيفة أن تلك الأنشطة تشمل "إنشاء مراكز تنموية"، إلا أن جزءًا كبيرًا منها مرتبط بجمع معلومات عن أنشطة معادية لإسرائيل أو تتبّع حركات داعمة للمقاومة الفلسطينية. ويُعزى هذا التوجه -بحسب مدير المركز الأفريقي للأبحاث ودراسة السياسات محمد صالح- إلى ضعف القبول الشعبي لإسرائيل في الأوساط الأفريقية، مما دفعها إلى توظيف هشاشة بعض الأنظمة وضعف بنيتها الأمنية لاختراقها عبر واجهات مدنية أو شركات تنموية تُستخدم كستار لعمليات تجنيد وتغلغل أمني. وغالبًا ما تأتي اتفاقيات التعاون الأمني في إطار تفاهمات سياسية أوسع. ووفقًا لما أورده مركز الأبحاث الفلسطيني، فإن التراجع في أعداد اليهود المتبقين في أفريقيا -ومعظمهم يتركزون اليوم في جنوب أفريقيا- انعكس في تقليص دور الأجهزة الأمنية في تأمين هجرتهم إلى إسرائيل، وتحول الدور إلى مهام مراقبة وتحشيد ناعم لخدمة السياسات الإسرائيلية. بيغاسوس.. عين إسرائيل السريّة في السنوات الأخيرة، برزت الشركات الإسرائيلية المتخصصة في الأمن السيبراني والتجسس التقني كجهات فاعلة رئيسية في الساحة الأفريقية، حيث ساهمت في تشكيل سياسات المراقبة وتوجيهها لخدمة أجندات أمنية تتجاوز الحدود الوطنية. وفقًا لتقرير The Guardian (2021) حول تسريبات "مشروع بيغاسوس"، فقد استخدمت حكومات أفريقية عدة برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" لتعقب معارضين ونشطاء. وقد لعبت شركة NSO الإسرائيلية، المنتجة للبرنامج، دور الوسيط بين الحكومات الأفريقية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث وفرت التكنولوجيا بموجب موافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية. وتذكر مجلة Foreign Policy (19 يناير/كانون الثاني 2022) أن البرنامج استُخدم في رواندا وأوغندا والمغرب وعدد من دول الساحل، وأدى إلى اختراق هواتف صحفيين ومعارضين وحتى مسؤولين أجانب. من الشراكة إلى الوصاية لا يقتصر التمدد الإسرائيلي على المجال الرقمي؛ فبحسب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (تقرير 2020)، فإن تل أبيب وقّعت اتفاقيات أمنية مع دول مثل تشاد، إثيوبيا، وأوغندا، تتضمن تدريبًا عسكريًا وتبادل معلومات استخبارية. وتقول الدراسة إن الهدف هو "إعادة تدوير التحالفات في أفريقيا بما يخدم الاستراتيجية الإسرائيلية لعزل المقاومة الفلسطينية إقليميًا". كما يشير تحقيق نشرته الجزيرة نت (2022) إلى أن الموساد أنشأ مراكز رصد في دول أفريقية لمراقبة نشاط حماس والجهاد الإسلامي، واحتضان عناصر منشقة أو عملاء من الجاليات الفلسطينية هناك. نفوذ مقابل الشرعية يرى الباحث في مركز بروكينغز الأميركي ناثان براون أن إسرائيل توظف هذا التمدد للحصول على شرعية دولية من خلال كتلة التصويت الأفريقية في الأمم المتحدة، خاصة بعد انسحاب دول أوروبية من دعمها في قضايا حقوق الإنسان، كما حدث في مجلس حقوق الإنسان عام 2021. ويضيف في مقاله (Brooking Institution, 2022): "تتبع إسرائيل سياسة 'شراء التحالفات' من خلال دعم أمني وتقني لأنظمة استبدادية في أفريقيا، مقابل مواقف سياسية داعمة لها على الساحة الدولية". رغم هذا التمدد، تشير تقارير إلى أن ثمة سقفًا لا يمكن لإسرائيل تجاوزه، يتمثل في الرأي العام الأفريقي المناهض للاستعمار والداعم للقضية الفلسطينية، لا سيما في دول جنوب الصحراء ذات الأغلبية المسلمة أو الموروث التحرري القوي، مثل الجزائر، جنوب أفريقيا، والسنغال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store