#أحدث الأخبار مع #MOMz14فرانس 24 منذ يوم واحدعلومفرانس 24 معجزة كونية أم سراب؟ أقدم مجرة يرصدها تلسكوب جيمس ويب من "العصور المظلمة"في كل مرة، يُحطم تلسكوب جيمس ويب الشهير الأرقام القياسية في رصده لظواهر الكون العميق والقديم. تخطت إنجازاته ما كان ينتظره منه المختصون. ففي الأيام القليلة الماضية، أعلن باحثون أن مقراب جيمس ويب الفضائي رصد أقدم مجرة على الإطلاق، عاشت في فترة ليست بالبعيدة نسبيا عن الانفجار العظيم "البيغ بانغ" وما تبعه من عصور مظلمة تحمل ألغازا عديدة. نُذكر أنه كلما رأينا بعيدا في الفضاء كلما سافرنا إلى الوراء في الزمن. لأن الضوء المنبعث من أعماق الكون يسافر بسرعة محدودة فيستغرق وقتا ليصلنا. يبعث أقرب نجم منا بروكسيما سنتوري، على بُعد أربع سنوات ضوئية تقريبا، ضوءا يستغرق أربع سنوات ليصلنا. نرى حاليا ما جرى في ذلك النجم قبل أربع سنوات من الآن. لرصد ظواهر الكون القديمة عند بداياته، كان لزاما تطوير تلسكوبات قوية "ترى" بعيدا في الفضاء. يُعتبر ذلك هدف مهمة مقراب جيمس ويب لوكالة ناسا الأمريكية، بمشاركة فرنسية وكندية، والذي أطلق نهاية عام 2021. منذ ذلك الحين، ومن موقعه في الفضاء الذي يبعد عنا ب1.5 مليون كيلومتر، يراقب التلسكوب "قاع الكون". تُساعده في ذلك مرآة ضخمة يبلغ قطرها ستة أمتار ونصف المتر وعدة أجهزة متطورة يحملها، ترصد الأشعة تحت الحمراء. وهذا مهم لرصد المجرات البعيدة والقديمة جدا من أجل فهم أفضل لمراحل تشكل الكون قبل قرابة 13.8 مليار عام. أقدم مجرة على الإطلاق؟ ويعود تاريخ المجرة التي أُعلن عن رصدها إلى 280 عاما تقريبا بعد الانفجار العظيم "بيغ بانغ" ما يُعدّ وقتا مبكرا في تاريخ تشكّل الكون حسب الإجماع العلمي حاليا. ورصد تلسكوب جيمس ويب الضوء المنبعث من تلك المجرة التي سُميت اختصارا MOM-z14. هذا ما نشره باحثون في 16 من مايو/أيار في ورقة بحثية عُرضت على مجلة Open Journal of Astrophysics ، ما يعني أن الدراسة لا تزال قيد التدقيق من طرف الأقران. وجاءت الدراسة ضمن برنامج مسح تحت عنوان : "معجزة أم سراب". وتشير إلى أن انحياز المجرة إلى الأحمر، نحو الأشعة تحت الحمراء، يبلغ 14,44، وهو الرقم القياسي الجديد. وتأكد العلماء من عقود من أن الضوء المنبعث من الأجسام البعيدة جدا يمتد حتى يصل إلينا، و"يحمرّ" على طول الطريق، ليمر في طول موجي غير مرئي للعين المجردة هو الأشعة تحت الحمراء. إذا تم تثبيت المعلومات الأخيرة، فسيتم تحطيم الرقم القياسي لأقدم مجرة مُكتشفة، عاما واحدا فقط بعد آخر رقم قياسي لجيمس ويب وهو لمجرة JADES-GS-z14-0 يعود تاريخها إلى 290 مليون سنة تقريبا، أي أحدث بعشرة ملايين سنة مقارنة بالمجرة MOM-z14، حسب ما نشر الصيف الماضي في مجلة نيتشر. كلها اكتشافات تزيد من فهمنا ل"فجر الكون". نحو حل ما تبقى من ألغاز؟ لفهم تشكّل الكون، يعتمد علماء الفلك على الحسابات الرياضية والنظريات الفيزيائية وعلى ما يرصدونه عبر التلسكوبات. لذا، توضح إنجازات تلسكوب جيمس ويب شيئا فشيئا ألغازا جد معقدة. وكان الاعتقاد السائد أنه من الصعب تكوّن مجرات كبيرة تضم عددا كبيرا من النجوم في وقت مبكر فلكيا، أي بعد البيغ بانغ ببضع مئات من الملايين من السنوات. وتُعتبر تلك حقبة غامضة، فترةُ انتقال الكون من "العصور المظلمة" حيث لا شيء يلمع، في محيط هائل الضخامة من ذرات الهيدروجين والهيليوم، وصولا إلى عصر اللمعان مع ولادة النجوم وتجمعها على شكل مجرات والتي ترافقت ب"حقبة إعادة التأين"، التي أصبح فيها الكون شفافا للضوء. وتُظهر الاكتشافات الجديدة أن فترة الانتقال هذه كانت سريعة خلال تلك الأزمنة الفلكية الغابرة مع دلائل كثيرة. مثلا، بعد اكتشاف تلسكوب جيمس ويب لمجرة JADES-GS-z14-0 التي يعود تاريخها إلى 290 مليون سنة بعد البيغ بانغ، تم التدقيق فيها لمعرفة نوع المادة التي تحملها. كان الاعتقاد أنها تضم نجوما من الجيل الأول مُكونة بشكل شبه كامل من الهيدروجين والهيليوم، المواد الأخف والأبسط في الكون. لكن دراستين نُشرتا شهر مارس الماضي اعتمادا على معاينات التلسكوبات الواقعة في صحراء أتاكاما الشهيرة في تشيلي، أكدتا أن مجرة JADES-GS-z14-0 تحمل الأوكسجين، مادة أثقل من الهيدروجين والهيليوم. كانت هذه المجرة إذن أكثر نضجاً كيميائياً مما كان متوقعاً. ما يعني أن حقبة تكوّن النجوم من الجيل الأول أقدم بملايين السنوات مقارنة بتاريخ ظهور هذه المجرة. ما يعني أيضا أن على الباحثين إعادة ضبط التواريخ والسيناريوهات في نظرياتهم الحالية. من أجل ذلك، كلهم يأملون في وضع اليد، أو وضع العين بالأحرى، على أقدم النجوم تكوينا : النجوم من الجيل الأول. إنه التحدي الحالي لتلسكوب جيمس ويب. فهل ستكون مجرة MOM-z14 المكتشفة أخيرا حاملة لها؟ التدقيق جار حاليا في هذه المسألة.
فرانس 24 منذ يوم واحدعلومفرانس 24 معجزة كونية أم سراب؟ أقدم مجرة يرصدها تلسكوب جيمس ويب من "العصور المظلمة"في كل مرة، يُحطم تلسكوب جيمس ويب الشهير الأرقام القياسية في رصده لظواهر الكون العميق والقديم. تخطت إنجازاته ما كان ينتظره منه المختصون. ففي الأيام القليلة الماضية، أعلن باحثون أن مقراب جيمس ويب الفضائي رصد أقدم مجرة على الإطلاق، عاشت في فترة ليست بالبعيدة نسبيا عن الانفجار العظيم "البيغ بانغ" وما تبعه من عصور مظلمة تحمل ألغازا عديدة. نُذكر أنه كلما رأينا بعيدا في الفضاء كلما سافرنا إلى الوراء في الزمن. لأن الضوء المنبعث من أعماق الكون يسافر بسرعة محدودة فيستغرق وقتا ليصلنا. يبعث أقرب نجم منا بروكسيما سنتوري، على بُعد أربع سنوات ضوئية تقريبا، ضوءا يستغرق أربع سنوات ليصلنا. نرى حاليا ما جرى في ذلك النجم قبل أربع سنوات من الآن. لرصد ظواهر الكون القديمة عند بداياته، كان لزاما تطوير تلسكوبات قوية "ترى" بعيدا في الفضاء. يُعتبر ذلك هدف مهمة مقراب جيمس ويب لوكالة ناسا الأمريكية، بمشاركة فرنسية وكندية، والذي أطلق نهاية عام 2021. منذ ذلك الحين، ومن موقعه في الفضاء الذي يبعد عنا ب1.5 مليون كيلومتر، يراقب التلسكوب "قاع الكون". تُساعده في ذلك مرآة ضخمة يبلغ قطرها ستة أمتار ونصف المتر وعدة أجهزة متطورة يحملها، ترصد الأشعة تحت الحمراء. وهذا مهم لرصد المجرات البعيدة والقديمة جدا من أجل فهم أفضل لمراحل تشكل الكون قبل قرابة 13.8 مليار عام. أقدم مجرة على الإطلاق؟ ويعود تاريخ المجرة التي أُعلن عن رصدها إلى 280 عاما تقريبا بعد الانفجار العظيم "بيغ بانغ" ما يُعدّ وقتا مبكرا في تاريخ تشكّل الكون حسب الإجماع العلمي حاليا. ورصد تلسكوب جيمس ويب الضوء المنبعث من تلك المجرة التي سُميت اختصارا MOM-z14. هذا ما نشره باحثون في 16 من مايو/أيار في ورقة بحثية عُرضت على مجلة Open Journal of Astrophysics ، ما يعني أن الدراسة لا تزال قيد التدقيق من طرف الأقران. وجاءت الدراسة ضمن برنامج مسح تحت عنوان : "معجزة أم سراب". وتشير إلى أن انحياز المجرة إلى الأحمر، نحو الأشعة تحت الحمراء، يبلغ 14,44، وهو الرقم القياسي الجديد. وتأكد العلماء من عقود من أن الضوء المنبعث من الأجسام البعيدة جدا يمتد حتى يصل إلينا، و"يحمرّ" على طول الطريق، ليمر في طول موجي غير مرئي للعين المجردة هو الأشعة تحت الحمراء. إذا تم تثبيت المعلومات الأخيرة، فسيتم تحطيم الرقم القياسي لأقدم مجرة مُكتشفة، عاما واحدا فقط بعد آخر رقم قياسي لجيمس ويب وهو لمجرة JADES-GS-z14-0 يعود تاريخها إلى 290 مليون سنة تقريبا، أي أحدث بعشرة ملايين سنة مقارنة بالمجرة MOM-z14، حسب ما نشر الصيف الماضي في مجلة نيتشر. كلها اكتشافات تزيد من فهمنا ل"فجر الكون". نحو حل ما تبقى من ألغاز؟ لفهم تشكّل الكون، يعتمد علماء الفلك على الحسابات الرياضية والنظريات الفيزيائية وعلى ما يرصدونه عبر التلسكوبات. لذا، توضح إنجازات تلسكوب جيمس ويب شيئا فشيئا ألغازا جد معقدة. وكان الاعتقاد السائد أنه من الصعب تكوّن مجرات كبيرة تضم عددا كبيرا من النجوم في وقت مبكر فلكيا، أي بعد البيغ بانغ ببضع مئات من الملايين من السنوات. وتُعتبر تلك حقبة غامضة، فترةُ انتقال الكون من "العصور المظلمة" حيث لا شيء يلمع، في محيط هائل الضخامة من ذرات الهيدروجين والهيليوم، وصولا إلى عصر اللمعان مع ولادة النجوم وتجمعها على شكل مجرات والتي ترافقت ب"حقبة إعادة التأين"، التي أصبح فيها الكون شفافا للضوء. وتُظهر الاكتشافات الجديدة أن فترة الانتقال هذه كانت سريعة خلال تلك الأزمنة الفلكية الغابرة مع دلائل كثيرة. مثلا، بعد اكتشاف تلسكوب جيمس ويب لمجرة JADES-GS-z14-0 التي يعود تاريخها إلى 290 مليون سنة بعد البيغ بانغ، تم التدقيق فيها لمعرفة نوع المادة التي تحملها. كان الاعتقاد أنها تضم نجوما من الجيل الأول مُكونة بشكل شبه كامل من الهيدروجين والهيليوم، المواد الأخف والأبسط في الكون. لكن دراستين نُشرتا شهر مارس الماضي اعتمادا على معاينات التلسكوبات الواقعة في صحراء أتاكاما الشهيرة في تشيلي، أكدتا أن مجرة JADES-GS-z14-0 تحمل الأوكسجين، مادة أثقل من الهيدروجين والهيليوم. كانت هذه المجرة إذن أكثر نضجاً كيميائياً مما كان متوقعاً. ما يعني أن حقبة تكوّن النجوم من الجيل الأول أقدم بملايين السنوات مقارنة بتاريخ ظهور هذه المجرة. ما يعني أيضا أن على الباحثين إعادة ضبط التواريخ والسيناريوهات في نظرياتهم الحالية. من أجل ذلك، كلهم يأملون في وضع اليد، أو وضع العين بالأحرى، على أقدم النجوم تكوينا : النجوم من الجيل الأول. إنه التحدي الحالي لتلسكوب جيمس ويب. فهل ستكون مجرة MOM-z14 المكتشفة أخيرا حاملة لها؟ التدقيق جار حاليا في هذه المسألة.