#أحدث الأخبار مع #MachineLearningSystemsارابيان بيزنس٢٤-٠٢-٢٠٢٥علومارابيان بيزنسالثورة العسكرية القادمة: كيف تعيد التقنيات الناشئة رسم مشهد الدفاع والطيرانإذا كان القرن العشرون قد عُرف بسباق التسلح النووي، فإن القرن الحادي والعشرين أصبح ميدان معركة من نوع آخر، معركة يقودها الذكاء الاصطناعي، والهجمات الإلكترونية، واختراقات الحوسبة الكمومية (Quantum Computing Breakthroughs). مع توجه الجيوش العالمية نحو هذه التقنيات، يشهد قطاعا الدفاع والطيران تحوّلاً جذرياً. السؤال لم يعد هل ستعيد هذه التقنيات تشكيل الحروب، بل إلى أي مدى، وبأي ثمن؟ العقل الجديد لساحة المعركة لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية داعمة، بل أصبح لاعباً رئيسياً في العقيدة العسكرية الحديثة. الطائرات القتالية التعاونية (Collaborative Combat Aircraft – CCA) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بدأت تُغيّر طريقة القتال الجوي، حيث أصبحت القرارات تُتخذ في أجزاء من الثانية بواسطة أنظمة تعلُّم الآلة (Machine Learning Systems) برنارد رو، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في السعودية وآسيا الوسطى، أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الطيران العسكري. وقال: 'على مدار العقدين الماضيين، أصبحت أنظمة الطيران والدفاع أكثر اعتماداً على البرمجيات، والآن بات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من بنيتها التحتية.' وأضاف: 'أكبر تحول نشهده هو في الوعي الظرفي (Situational Awareness) وسرعة الاستجابة، فالطيارون والقادة يعتمدون على رؤى ساحة المعركة التي يولدها الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من قدرتهم على معالجتها بأنفسهم.' لكن هل يمكن أن يتخذ الذكاء الاصطناعي قرارات حياة أو موت؟ برنارد شدد على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل صنع القرار البشري، موضحاً: 'بل سيعزز قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات أكثر دقة ووعيًا وفي الوقت المناسب.' وهذا يجعل ضمان بقاء القرار النهائي بيد الإنسان (Human-in-the-Loop) أحد أهم التحديات في تطوير الذكاء الاصطناعي العسكري. وأشار برنارد أيضاً إلى أن المملكة العربية السعودية تتبنى استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات مثل مشروع Transcendence ، الذي يسعى إلى تعزيز البنية التحتية التكنولوجية وتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. مع توسع نطاق الحروب الرقمية (Digital Warfare)، أصبحت الهجمات السيبرانية التي ترعاها الدول (State-Sponsored Cyber Attacks) تهديداً وجودياً للأمن الوطني. من تشويش أنظمة تحديد المواقع GPS إلى الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI-Powered Cyber Attacks)، تتسابق الجيوش لتعزيز دفاعاتها الرقمية. رو أشار إلى أن التهديدات السيبرانية تتطور بوتيرة غير مسبوقة، ما يجبر القطاعات على التكيّف والابتكار بشكل مستمر. واستشهد بالشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها السعودية مع مؤسسات وشركات أمن سيبراني عالمية لتعزيز دفاعاتها الرقمية. وقال: 'مع تسارع التحوّل الرقمي في قطاعي الطيران والدفاع، حتى المعدات الإلكترونية التقليدية باتت جزءاً لا يتجزأ من البنية الرقمية.' وأضاف: 'لا يتعلق الأمر فقط بحماية الأنظمة من الهجمات، بل بتمكينها من العمل بفعالية حتى في ظل التهديدات السيبرانية المستمرة (Cyber Resilience). إذا كان الذكاء الاصطناعي هو العقل الجديد لساحة المعركة، والأمن السيبراني هو خط الدفاع الأول، فإن الحوسبة الكمومية (Quantum Computing) هي السلاح النووي للعصر الرقمي. قدرتها على كسر معايير التشفير الحالية في ثوانٍ معدودة لم تعد مجرد نظرية، بل مسألة وقت. لذا، تتسابق الحكومات لتطوير تشفير ما بعد الكم (Post-Quantum Cryptography) لحماية المعلومات العسكرية. برنارد أوضح مدى أهمية هذه التقنية قائلاً: 'الحوسبة الكمومية لديها القدرة على إحداث ثورة في مجال الدفاع والأمن، خاصة فيما يتعلق بالاتصالات المشفرة وحماية البيانات.' كما أشار إلى أن بعض الدول بدأت في دمج الاستشعار الكمومي (Quantum Sensing) في العمليات العسكرية، وهي تقنية تتيح الملاحة دون الحاجة إلى نظامGPS ، ما يضمن دقة العمليات حتى في البيئات التي يتم فيها تعطيل إشارات الأقمار الصناعية. الاستدامة.. هدف واقعي أم مجرد تسويق أخضر؟ بينما يسعى قطاع الطيران التجاري إلى تحقيق الحياد الكربوني (Carbon Neutrality)، يواجه الطيران العسكري تحديات أكثر تعقيداً، فالموازنة بين الاستدامة والاحتياجات الاستراتيجية ليست بالأمر السهل. رو تحدث عن هذه المعضلة قائلاً: 'تحقيق الاستدامة في الطيران يتطلب نهجاً شاملاً يجمع بين إنتاج الطاقة النظيفة، والتصميم المستدام، والالتزام بتقليل الانبعاثات في كل مستوى من مستويات الصناعة. 'لكنه شدد على أن الأمن العملياتي (Operational Security) يظل الأولوية القصوى، ما يجعل بعض المبادرات البيئية غير قابلة للتطبيق في السياق العسكري. وأشار إلى أن هناك تحسناً مستمراً في كفاءة الوقود، وهندسة المواد والوقود البديل، لكنه أضاف: 'فكرة أن نشهد طائرة مقاتلة كهربائية في المستقبل القريب لا تزال بعيدة المنال.' القوة الخفية وراء ثورة الدفاع إذا كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحوسبة الكمومية تقود الثورة العسكرية القادمة، فإن القوة الحقيقية قد لا تكمن في الحكومات، بل في شركات التكنولوجيا. لم تعد شركات الدفاع التقليدية وحدها هي المحرك الرئيسي للابتكار العسكري، بل دخلت شركات وادي السيليكون إلى ساحة المعركة. نرى هذا التحول في عدة مجالات: فنظام الذكاء الاصطناعي Llama من Google يخضع حالياً للاختبار في تطبيقات الأمن القومي، وتقدم شركتا مايكروسوفت وأمازون خدمات استخبارات عسكرية تعتمد على الحوسبة السحابية، بينما تتعاون Meta مع الوكالات الحكومية الأمريكية لتطوير أنظمة لوجستية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. الحدود بين التكنولوجيا التجارية والابتكار العسكري تتلاشى بسرعة غير مسبوقة. لكن هذا التحول لا يخلو من التحديات. فقد شهدنا احتجاجات من موظفي غوغل على مشروع Maven، وهو مبادرة للذكاء الاصطناعي لصالح البنتاغون. كما واجهت مايكروسوفت انتقادات حادة بسبب عقد نظارات HoloLens للواقع المعزز المخصصة للاستخدامات العسكرية. وبينما تمضي الحكومات قدماً في خططها، نجد مقاومة من بعض العاملين في قطاع التكنولوجيا، مما يثير تساؤلات مهمة حول من يملك حقاً زمام السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي العسكري. هل نحن أمام عصر جديد من الحروب؟ يعيش قطاعا الدفاع والطيران تحولاً غير مسبوق. فالذكاء الاصطناعي يجعل قرارات القتال أسرع من أي وقت مضى، والأمن السيبراني بات ساحة المعركة الجديدة، والحوسبة الكمومية تهدد بقلب موازين الأمن الرقمي، بينما تصطدم أهداف الاستدامة مع متطلبات الأمن القومي. في الوقت نفسه، لم يعد القطاع الخاص مجرد لاعب ثانوي، بل أصبح جزءاً أساسياً من سباق الابتكار العسكري. لكن ما يزال السؤال الأكثر إلحاحاً: هل تستطيع الجيوش السيطرة على هذه التقنيات التي تطورها؟ كما قال أحد الخبراء: 'لن ينتظر الذكاء الاصطناعي والحرب الكمومية حتى تلحق الأخلاقيات البشرية بالركب.' مستقبل القوة العسكرية لن تحدده القوة النارية فحسب، بل قدرة الدول على التحكم، والكبح، لقوى الذكاء، والبيانات، والحوسبة المتقدمة.
ارابيان بيزنس٢٤-٠٢-٢٠٢٥علومارابيان بيزنسالثورة العسكرية القادمة: كيف تعيد التقنيات الناشئة رسم مشهد الدفاع والطيرانإذا كان القرن العشرون قد عُرف بسباق التسلح النووي، فإن القرن الحادي والعشرين أصبح ميدان معركة من نوع آخر، معركة يقودها الذكاء الاصطناعي، والهجمات الإلكترونية، واختراقات الحوسبة الكمومية (Quantum Computing Breakthroughs). مع توجه الجيوش العالمية نحو هذه التقنيات، يشهد قطاعا الدفاع والطيران تحوّلاً جذرياً. السؤال لم يعد هل ستعيد هذه التقنيات تشكيل الحروب، بل إلى أي مدى، وبأي ثمن؟ العقل الجديد لساحة المعركة لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية داعمة، بل أصبح لاعباً رئيسياً في العقيدة العسكرية الحديثة. الطائرات القتالية التعاونية (Collaborative Combat Aircraft – CCA) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بدأت تُغيّر طريقة القتال الجوي، حيث أصبحت القرارات تُتخذ في أجزاء من الثانية بواسطة أنظمة تعلُّم الآلة (Machine Learning Systems) برنارد رو، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في السعودية وآسيا الوسطى، أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الطيران العسكري. وقال: 'على مدار العقدين الماضيين، أصبحت أنظمة الطيران والدفاع أكثر اعتماداً على البرمجيات، والآن بات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من بنيتها التحتية.' وأضاف: 'أكبر تحول نشهده هو في الوعي الظرفي (Situational Awareness) وسرعة الاستجابة، فالطيارون والقادة يعتمدون على رؤى ساحة المعركة التي يولدها الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من قدرتهم على معالجتها بأنفسهم.' لكن هل يمكن أن يتخذ الذكاء الاصطناعي قرارات حياة أو موت؟ برنارد شدد على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل صنع القرار البشري، موضحاً: 'بل سيعزز قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات أكثر دقة ووعيًا وفي الوقت المناسب.' وهذا يجعل ضمان بقاء القرار النهائي بيد الإنسان (Human-in-the-Loop) أحد أهم التحديات في تطوير الذكاء الاصطناعي العسكري. وأشار برنارد أيضاً إلى أن المملكة العربية السعودية تتبنى استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات مثل مشروع Transcendence ، الذي يسعى إلى تعزيز البنية التحتية التكنولوجية وتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي. مع توسع نطاق الحروب الرقمية (Digital Warfare)، أصبحت الهجمات السيبرانية التي ترعاها الدول (State-Sponsored Cyber Attacks) تهديداً وجودياً للأمن الوطني. من تشويش أنظمة تحديد المواقع GPS إلى الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI-Powered Cyber Attacks)، تتسابق الجيوش لتعزيز دفاعاتها الرقمية. رو أشار إلى أن التهديدات السيبرانية تتطور بوتيرة غير مسبوقة، ما يجبر القطاعات على التكيّف والابتكار بشكل مستمر. واستشهد بالشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها السعودية مع مؤسسات وشركات أمن سيبراني عالمية لتعزيز دفاعاتها الرقمية. وقال: 'مع تسارع التحوّل الرقمي في قطاعي الطيران والدفاع، حتى المعدات الإلكترونية التقليدية باتت جزءاً لا يتجزأ من البنية الرقمية.' وأضاف: 'لا يتعلق الأمر فقط بحماية الأنظمة من الهجمات، بل بتمكينها من العمل بفعالية حتى في ظل التهديدات السيبرانية المستمرة (Cyber Resilience). إذا كان الذكاء الاصطناعي هو العقل الجديد لساحة المعركة، والأمن السيبراني هو خط الدفاع الأول، فإن الحوسبة الكمومية (Quantum Computing) هي السلاح النووي للعصر الرقمي. قدرتها على كسر معايير التشفير الحالية في ثوانٍ معدودة لم تعد مجرد نظرية، بل مسألة وقت. لذا، تتسابق الحكومات لتطوير تشفير ما بعد الكم (Post-Quantum Cryptography) لحماية المعلومات العسكرية. برنارد أوضح مدى أهمية هذه التقنية قائلاً: 'الحوسبة الكمومية لديها القدرة على إحداث ثورة في مجال الدفاع والأمن، خاصة فيما يتعلق بالاتصالات المشفرة وحماية البيانات.' كما أشار إلى أن بعض الدول بدأت في دمج الاستشعار الكمومي (Quantum Sensing) في العمليات العسكرية، وهي تقنية تتيح الملاحة دون الحاجة إلى نظامGPS ، ما يضمن دقة العمليات حتى في البيئات التي يتم فيها تعطيل إشارات الأقمار الصناعية. الاستدامة.. هدف واقعي أم مجرد تسويق أخضر؟ بينما يسعى قطاع الطيران التجاري إلى تحقيق الحياد الكربوني (Carbon Neutrality)، يواجه الطيران العسكري تحديات أكثر تعقيداً، فالموازنة بين الاستدامة والاحتياجات الاستراتيجية ليست بالأمر السهل. رو تحدث عن هذه المعضلة قائلاً: 'تحقيق الاستدامة في الطيران يتطلب نهجاً شاملاً يجمع بين إنتاج الطاقة النظيفة، والتصميم المستدام، والالتزام بتقليل الانبعاثات في كل مستوى من مستويات الصناعة. 'لكنه شدد على أن الأمن العملياتي (Operational Security) يظل الأولوية القصوى، ما يجعل بعض المبادرات البيئية غير قابلة للتطبيق في السياق العسكري. وأشار إلى أن هناك تحسناً مستمراً في كفاءة الوقود، وهندسة المواد والوقود البديل، لكنه أضاف: 'فكرة أن نشهد طائرة مقاتلة كهربائية في المستقبل القريب لا تزال بعيدة المنال.' القوة الخفية وراء ثورة الدفاع إذا كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحوسبة الكمومية تقود الثورة العسكرية القادمة، فإن القوة الحقيقية قد لا تكمن في الحكومات، بل في شركات التكنولوجيا. لم تعد شركات الدفاع التقليدية وحدها هي المحرك الرئيسي للابتكار العسكري، بل دخلت شركات وادي السيليكون إلى ساحة المعركة. نرى هذا التحول في عدة مجالات: فنظام الذكاء الاصطناعي Llama من Google يخضع حالياً للاختبار في تطبيقات الأمن القومي، وتقدم شركتا مايكروسوفت وأمازون خدمات استخبارات عسكرية تعتمد على الحوسبة السحابية، بينما تتعاون Meta مع الوكالات الحكومية الأمريكية لتطوير أنظمة لوجستية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. الحدود بين التكنولوجيا التجارية والابتكار العسكري تتلاشى بسرعة غير مسبوقة. لكن هذا التحول لا يخلو من التحديات. فقد شهدنا احتجاجات من موظفي غوغل على مشروع Maven، وهو مبادرة للذكاء الاصطناعي لصالح البنتاغون. كما واجهت مايكروسوفت انتقادات حادة بسبب عقد نظارات HoloLens للواقع المعزز المخصصة للاستخدامات العسكرية. وبينما تمضي الحكومات قدماً في خططها، نجد مقاومة من بعض العاملين في قطاع التكنولوجيا، مما يثير تساؤلات مهمة حول من يملك حقاً زمام السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي العسكري. هل نحن أمام عصر جديد من الحروب؟ يعيش قطاعا الدفاع والطيران تحولاً غير مسبوق. فالذكاء الاصطناعي يجعل قرارات القتال أسرع من أي وقت مضى، والأمن السيبراني بات ساحة المعركة الجديدة، والحوسبة الكمومية تهدد بقلب موازين الأمن الرقمي، بينما تصطدم أهداف الاستدامة مع متطلبات الأمن القومي. في الوقت نفسه، لم يعد القطاع الخاص مجرد لاعب ثانوي، بل أصبح جزءاً أساسياً من سباق الابتكار العسكري. لكن ما يزال السؤال الأكثر إلحاحاً: هل تستطيع الجيوش السيطرة على هذه التقنيات التي تطورها؟ كما قال أحد الخبراء: 'لن ينتظر الذكاء الاصطناعي والحرب الكمومية حتى تلحق الأخلاقيات البشرية بالركب.' مستقبل القوة العسكرية لن تحدده القوة النارية فحسب، بل قدرة الدول على التحكم، والكبح، لقوى الذكاء، والبيانات، والحوسبة المتقدمة.