
الثورة العسكرية القادمة: كيف تعيد التقنيات الناشئة رسم مشهد الدفاع والطيران
إذا كان القرن العشرون قد عُرف بسباق التسلح النووي، فإن القرن الحادي والعشرين أصبح ميدان معركة من نوع آخر، معركة يقودها الذكاء الاصطناعي، والهجمات الإلكترونية، واختراقات الحوسبة الكمومية (Quantum Computing Breakthroughs). مع توجه الجيوش العالمية نحو هذه التقنيات، يشهد قطاعا الدفاع والطيران تحوّلاً جذرياً. السؤال لم يعد هل ستعيد هذه التقنيات تشكيل الحروب، بل إلى أي مدى، وبأي ثمن؟
العقل الجديد لساحة المعركة
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية داعمة، بل أصبح لاعباً رئيسياً في العقيدة العسكرية الحديثة. الطائرات القتالية التعاونية (Collaborative Combat Aircraft – CCA) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بدأت تُغيّر طريقة القتال الجوي، حيث أصبحت القرارات تُتخذ في أجزاء من الثانية بواسطة أنظمة تعلُّم الآلة (Machine Learning Systems)
برنارد رو، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في السعودية وآسيا الوسطى، أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الطيران العسكري. وقال: 'على مدار العقدين الماضيين، أصبحت أنظمة الطيران والدفاع أكثر اعتماداً على البرمجيات، والآن بات الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من بنيتها التحتية.' وأضاف: 'أكبر تحول نشهده هو في الوعي الظرفي (Situational Awareness) وسرعة الاستجابة، فالطيارون والقادة يعتمدون على رؤى ساحة المعركة التي يولدها الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من قدرتهم على معالجتها بأنفسهم.'
لكن هل يمكن أن يتخذ الذكاء الاصطناعي قرارات حياة أو موت؟ برنارد شدد على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل صنع القرار البشري، موضحاً: 'بل سيعزز قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات أكثر دقة ووعيًا وفي الوقت المناسب.' وهذا يجعل ضمان بقاء القرار النهائي بيد الإنسان (Human-in-the-Loop) أحد أهم التحديات في تطوير الذكاء الاصطناعي العسكري.
وأشار برنارد أيضاً إلى أن المملكة العربية السعودية تتبنى استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات مثل مشروع Transcendence ، الذي يسعى إلى تعزيز البنية التحتية التكنولوجية وتحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.
مع توسع نطاق الحروب الرقمية (Digital Warfare)، أصبحت الهجمات السيبرانية التي ترعاها الدول (State-Sponsored Cyber Attacks) تهديداً وجودياً للأمن الوطني. من تشويش أنظمة تحديد المواقع GPS إلى الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI-Powered Cyber Attacks)، تتسابق الجيوش لتعزيز دفاعاتها الرقمية.
رو أشار إلى أن التهديدات السيبرانية تتطور بوتيرة غير مسبوقة، ما يجبر القطاعات على التكيّف والابتكار بشكل مستمر. واستشهد بالشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها السعودية مع مؤسسات وشركات أمن سيبراني عالمية لتعزيز دفاعاتها الرقمية. وقال: 'مع تسارع التحوّل الرقمي في قطاعي الطيران والدفاع، حتى المعدات الإلكترونية التقليدية باتت جزءاً لا يتجزأ من البنية الرقمية.'
وأضاف: 'لا يتعلق الأمر فقط بحماية الأنظمة من الهجمات، بل بتمكينها من العمل بفعالية حتى في ظل التهديدات السيبرانية المستمرة (Cyber Resilience).
إذا كان الذكاء الاصطناعي هو العقل الجديد لساحة المعركة، والأمن السيبراني هو خط الدفاع الأول، فإن الحوسبة الكمومية (Quantum Computing) هي السلاح النووي للعصر الرقمي. قدرتها على كسر معايير التشفير الحالية في ثوانٍ معدودة لم تعد مجرد نظرية، بل مسألة وقت. لذا، تتسابق الحكومات لتطوير تشفير ما بعد الكم (Post-Quantum Cryptography) لحماية المعلومات العسكرية.
برنارد أوضح مدى أهمية هذه التقنية قائلاً: 'الحوسبة الكمومية لديها القدرة على إحداث ثورة في مجال الدفاع والأمن، خاصة فيما يتعلق بالاتصالات المشفرة وحماية البيانات.' كما أشار إلى أن بعض الدول بدأت في دمج الاستشعار الكمومي (Quantum Sensing) في العمليات العسكرية، وهي تقنية تتيح الملاحة دون الحاجة إلى نظامGPS ، ما يضمن دقة العمليات حتى في البيئات التي يتم فيها تعطيل إشارات الأقمار الصناعية.
الاستدامة.. هدف واقعي أم مجرد تسويق أخضر؟
بينما يسعى قطاع الطيران التجاري إلى تحقيق الحياد الكربوني (Carbon Neutrality)، يواجه الطيران العسكري تحديات أكثر تعقيداً، فالموازنة بين الاستدامة والاحتياجات الاستراتيجية ليست بالأمر السهل.
رو تحدث عن هذه المعضلة قائلاً: 'تحقيق الاستدامة في الطيران يتطلب نهجاً شاملاً يجمع بين إنتاج الطاقة النظيفة، والتصميم المستدام، والالتزام بتقليل الانبعاثات في كل مستوى من مستويات الصناعة. 'لكنه شدد على أن الأمن العملياتي (Operational Security) يظل الأولوية القصوى، ما يجعل بعض المبادرات البيئية غير قابلة للتطبيق في السياق العسكري. وأشار إلى أن هناك تحسناً مستمراً في كفاءة الوقود، وهندسة المواد والوقود البديل، لكنه أضاف: 'فكرة أن نشهد طائرة مقاتلة كهربائية في المستقبل القريب لا تزال بعيدة المنال.'
القوة الخفية وراء ثورة الدفاع
إذا كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحوسبة الكمومية تقود الثورة العسكرية القادمة، فإن القوة الحقيقية قد لا تكمن في الحكومات، بل في شركات التكنولوجيا. لم تعد شركات الدفاع التقليدية وحدها هي المحرك الرئيسي للابتكار العسكري، بل دخلت شركات وادي السيليكون إلى ساحة المعركة. نرى هذا التحول في عدة مجالات: فنظام الذكاء الاصطناعي Llama من Google يخضع حالياً للاختبار في تطبيقات الأمن القومي، وتقدم شركتا مايكروسوفت وأمازون خدمات استخبارات عسكرية تعتمد على الحوسبة السحابية، بينما تتعاون Meta مع الوكالات الحكومية الأمريكية لتطوير أنظمة لوجستية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. الحدود بين التكنولوجيا التجارية والابتكار العسكري تتلاشى بسرعة غير مسبوقة.
لكن هذا التحول لا يخلو من التحديات. فقد شهدنا احتجاجات من موظفي غوغل على مشروع Maven، وهو مبادرة للذكاء الاصطناعي لصالح البنتاغون. كما واجهت مايكروسوفت انتقادات حادة بسبب عقد نظارات HoloLens للواقع المعزز المخصصة للاستخدامات العسكرية. وبينما تمضي الحكومات قدماً في خططها، نجد مقاومة من بعض العاملين في قطاع التكنولوجيا، مما يثير تساؤلات مهمة حول من يملك حقاً زمام السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي العسكري.
هل نحن أمام عصر جديد من الحروب؟
يعيش قطاعا الدفاع والطيران تحولاً غير مسبوق. فالذكاء الاصطناعي يجعل قرارات القتال أسرع من أي وقت مضى، والأمن السيبراني بات ساحة المعركة الجديدة، والحوسبة الكمومية تهدد بقلب موازين الأمن الرقمي، بينما تصطدم أهداف الاستدامة مع متطلبات الأمن القومي. في الوقت نفسه، لم يعد القطاع الخاص مجرد لاعب ثانوي، بل أصبح جزءاً أساسياً من سباق الابتكار العسكري.
لكن ما يزال السؤال الأكثر إلحاحاً: هل تستطيع الجيوش السيطرة على هذه التقنيات التي تطورها؟ كما قال أحد الخبراء: 'لن ينتظر الذكاء الاصطناعي والحرب الكمومية حتى تلحق الأخلاقيات البشرية بالركب.'
مستقبل القوة العسكرية لن تحدده القوة النارية فحسب، بل قدرة الدول على التحكم، والكبح، لقوى الذكاء، والبيانات، والحوسبة المتقدمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 5 أيام
- البوابة
أستاذ جيولوجيا: موجات مغناطيسية شمسية تعطل الراديو وتستعد لضرب التكنولوجيا الأرضية
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن للنشاط الشمسى دورات مدة كل منها 11 سنة، يتخللها انفجارات شمسية من خلال البؤر الشمسية السوداءٍ(Sunspots) والتي ازدادت الآن إلى 17 ضعف قطر الأرض، ولأنها أقل حرارة نسبياً (أكثر من 3500 درجة مئوية) عن ما حولها 7000 درجة مئوية، ينتج عنها طاقة مفاجئة هائلة تسمى التوهج الشمسى، وهو انفجار إشعاعي مفاجئ وسريع وشديد، ناتج عن طاقة مغناطيسية منبعثة من البقع الشمسية على سطح الشمس انبعاثات كتلية إكليلية وأضاف شراقى: غالبًا ما يصاحبه انبعاثات كتلية إكليلية (CMEs)، وهي سحب ضخمة من البلازما الشمسية والحقول المغناطيسية تُقذف في الفضاء، وعند وصولها الغلاف الجوى للأرض فإنها تتفاعل مع الغازات ويمكنها تأيينه، محدثة عواصف إشعاعية واشار الى أنه قد يتكون ضوء ملون مختلف في السماء كما حدث فى أمريكا الشمالية فى يوليو الماضى، وهذه الموجات المغناطيسية تعيق الإشارات الراديوية عالية التردد وغيرها من الأنظمة التي تعتمد على التكنولوجيا مثل GPS، وأجهزة الملاحة، والأجهزة الالكترونية، وغيرها، وقد وتم رؤية ذلك. توهجات شمسية تعيث فسادًا في موجات الراديو وقال شراقي، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن التوهج الشمسى بمقياس لوغاريتمى مثل الزلازل يقسم من حيث القوة إلى: A, B, C, M and X، بحيث B أقوى 10 مرات من A، و C أقوى 100 مرة من A، و X تعادل مليار قنبلة هيدروجينية وتقسم إلى منها إلى درجات أصغر من 1 – 9، مثل X1, X2, X3، التوهج الحالى وصل إلى X2.7. الدورة الحالية للشمس نشطة ونوه أن الدورة الحالية للشمس (2019 – 2030) تبدو نشطة وتصل ذروتها فى منتصف هذه الفترة (2024 - 2025)، حيث العديد من الانفجارات خلال السنوات الماضية، وحاليا النشاط الأقوى منذ 2003. الأرض على موعد مع تأثيرات التوهج الشمسي X2.7 خلال أيام وكشف شراقي، أنه منذ الثلاثاء الماضى تسببت التوهجات في حدوث اضطرابات فى موجات الراديو القصيرة عبر أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وفقًا لما ذكره موقع حيث وقعت حوالى خمسة انفجارات شمسية خلال اليومين الماضيين منها الأقوى هذا العام بقوة X2.7، وسوف تصل مقذوفاتها إلى الأرض الجمعة والسبت، وقد يستمر وصولها لعدة أيام. التاريخ يعيد نفسه! وأشار إلي أن حجم الضرر من الانفجارات الشمسية يزداد اذا كانت الأرض فى طريق الاشعاعات الشمسية مباشرة، وقد حدث بشدة عام 1859، كانت هذه العاصفة الجيومغناطيسية الأشد في التاريخ المسجل، وبلغت ذروتها في 1-2 سبتمبر 1859 خلال الدورة الشمسية العاشرة، وقد خلقت عروضا ضوئية قطبية قوية وتسببت في شرارات وحرائق. هل نشهد سقوط الأقمار الصناعية؟ وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن من أهم تأثيرات التوهج الشمسى الشديد (ونتمنى ألا يحدث منها شئ) هى التشويش على الأجهزة الالكترونية، سقوط بعض الأقمار الصناعية، وتعطل الاتصالات اللاسلكية على الأرض، وأجهزة الملاحة فى الطائرات والسفن، أجهزة محطات توليد الكهرباء، أجهزة الكومبيوتر و servers وبالتالى الانترنت، بعض الأجهزة الطبية، أما بالنسبة للانسان فقد يسبب عدد من الآثار الجانبية السلبية الأخرى المتعلقة بالمزاج والقلق والنشاط الهرموني وغيره. فى ظل ذلك قد يكون هناك منافع من هذا النشاط الشمسى. كيف تحمي نفسك من الآثار المحتملة للعاصفة المغناطيسية الشمسية القادمة؟ وتوقع وصول العاصفة الجيومغناطيسية إلى الأرض بدءا من اليوم الخميس ومن المُحتمل أن تتأثر الأرض خلال الأيام الأولى من الأسبوع القادم 17 -20 مايو. ونصح شراقي، لحماية الجسم بتقليل النشاط البدني، والراحة، وتجنب الإجهاد في أيام العواصف الجيومغناطيسية، بالاضافى إلى النصائح العامة والتى يتم التأكيد عليها فى مثل هذه الظروف مثل النوم جيد (7ساعات يوميًا) والحفاظ على روتين يومي منتظم، النوم مبكرا (11 م)، وتناول الوجبات بانتظام، وتجنب أشعة الشمس المباشرة، والحفاظ على رطوبة الجسم، وتجنب الأطعمة والمشروبات غير الصحية، الهواء النقي، والتهوية الجيدة، والحد من استخدام أجهزة الكمبيوتر والموبيلات.


عرب هاردوير
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- عرب هاردوير
سامسونج تكشف عن جهاز لوحي فائق التحمل للمهام العسكرية والأمنية
أعلنت شركة سامسونج عن إطلاق جهاز Galaxy Tab Active5 Tactical Edition اللوحي، وهو جهاز لوحي مُصمّم خصيصًا للاستخدامات العسكرية والتكتيكية. يأتي هذا الجهاز كأحدث إضافة إلى سلسلة Tactical Edition، التي توفر أمانًا عسكريًا متقدمًا وتوافقًا مع التطبيقات المُخصصّة للمهام الخطرة. وصف تايلر جيبسون -مدير عام في سامسونج- الجهاز بأنه "أقوى حل تكتيكي" من الشركة حتى الآن، مع تصميم يُعزّز الوعي بالوضع المكاني في الميدان. اقرأ أيضًا: Galaxy Tab Active5 Tactical Edition - ميزات الأمان والاتصال يأتي Galaxy Tab Active5 Tactical Edition بقدرات اتصال مُتطورة، ويدعم 5G، LTE، CBRS، و Wi-Fi 6E لحماية البيانات الحساسة، يدعم الجهاز وضع التخفّي للاتصالات خارج الشبكة، حيث يُمكن تعطيل LTE وGPS، بالإضافة إلى كتم جميع إشارات الترددات اللاسلكية، كما يوفر Knox Dual Data at Rest (DualDAR) تشفيرًا مُزدوجًا للبيانات المُصنفة حتى مُستوى "سري للغاية". تحسينات الأداء والمتانة صُمم Galaxy Tab Active5 Tactical Edition لتحمُّل الظروف القاسية، حيث يحمل تصنيف IP68 لمُقاومة الماء والغبار، ويتوافق مع معيار MIL-STD-810H لتحمُّل الصدمات والاهتزازات ودرجات الحرارة القصوى. كما يتميز ببطارية قابلة للاستبدال توفر طاقة طويلة الأمد للمهام الميدانية. يأتي الجهاز بشاشة 8 بوصات فائقة الدقة، وقلم S-Pen للكتابة الدقيقة، بالإضافة إلى كاميرا خلفية بدقة 13 ميجابكسل وأمامية بدقة 5 ميجابكسل لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو في الميدان. التكامل مع الأنظمة التكتيكية يتكامل الجهاز بسلاسة مع أجهزة الراديو التكتيكية، الطائرات بدون طيار، وأجهزة الليزر، وهذا يوفر اتصالًا مُستمرًا في بيئات متعددة النطاقات. كما يدعم تطبيقات مُخصصّة مثل Android Team Awareness Kit (ATAK) وBattlefield Assisted Trauma Distributed Observation Kit (BATDOK) لتعزيز الوعي التكتيكي. يعتمد الجهاز على نظام Samsung Knox للحماية الشاملة، بالإضافة إلى Hypervisor Device Manager (HDM)، الذي يدعم التحكم في اتصالات LTE وGPS لمنع الاختراق. يُعد Galaxy Tab Active5 Tactical Edition مِثاليًا للقوات العسكرية وفرق الاستجابة الأوّلية، حيث يتم نشره بالفعل في فروع الجيش الأمريكي. وهو مُتاح من خلال بعض المتاجر الكبرى.


الإمارات نيوز
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الإمارات نيوز
الفلك التجريبي: دراسات علمية للتأثيرات الكونية
مقدمة إلى الفلك التجريبي وأهميته في فهم الكون يُعتبر الفلك التجريبي فرعًا متقدمًا من علوم الفلك يعتمد على التجارب الميدانية والملاحظات العلمية الدقيقة لدراسة التأثيرات الكونية المتنوعة. من خلال هذا النهج، يستطيع العلماء تحليل الظواهر الفلكية بشكل عملي، مما يساهم في بناء قاعدة معرفية قوية تدعم النظريات الفلكية المختلفة وتحسن من فهمنا للكون. التقنيات الحديثة في دراسة التأثيرات الكونية يعتمد الفلك التجريبي على مجموعة من الأدوات والتقنيات المتقدمة التي تساعد في رصد وتحليل الإشعاعات، الجسيمات، والمجالات الكونية، ومن هذه التقنيات: التلسكوبات الفضائية: مثل تلسكوب هابل وجيمس ويب توفر صورًا دقيقة تسمح بدراسة المجرات والكواكب والنجوم. مثل تلسكوب هابل وجيمس ويب توفر صورًا دقيقة تسمح بدراسة المجرات والكواكب والنجوم. الكواشف الطيفية: التي تتيح معرفة تركيب وسرعة الأجرام السماوية عبر تحليل الأطياف الضوئية. التي تتيح معرفة تركيب وسرعة الأجرام السماوية عبر تحليل الأطياف الضوئية. محاكاة الحواسيب الفلكية: تساعد في إعادة تكوين سيناريوهات كونية لفهم تأثيرات الجاذبية والمواد المظلمة. تساعد في إعادة تكوين سيناريوهات كونية لفهم تأثيرات الجاذبية والمواد المظلمة. المرصدات الأرضية المتطورة: مثل مرصد تشاندرا للأشعة السينية لرصد الظواهر التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. أبرز الدراسات العلمية للتأثيرات الكونية شهد الفلك التجريبي العديد من الاكتشافات التي رسمت معالم جديدة في فهمنا للكون، منها: تأثيرات الجاذبية على الزمن والمكان أثبتت دراسات عديدة أن الجاذبية القوية تؤثر على انسياب الزمن، وهو ما تم تأكيده من خلال تجارب GPS ومرصد LIGO لرصد موجات الجاذبية. التأثير الكوني للإشعاعات الكونية تم الكشف عن دور الإشعاعات الكونية في تشكيل الهياكل الفلكية وتأثيرها على الحياة الأرضية، مما أثار اهتمامًا متزايدًا بدراسة تأثيرات النشاط الشمسي والعواصف المغناطيسية. تأثير المادة المظلمة والطاقة المظلمة تعتبر المادة والطاقة المظلمة من أكبر الألغاز التي يحاول الفلك التجريبي كشفها، حيث يُعتقد أن لهما تأثيرًا مباشرًا على توسع الكون وتشكيل المجرات. الخاتمة يكشف الفلك التجريبي عن جوانب جديدة في الكون تتجاوز النظريات التقليدية، ويعزز مكانة العلم من خلال الجمع بين الرصد الدقيق والتجارب العملية. إن استمرار الاستثمار في هذه الدراسات يعِد بفهم أعمق لأسرار الكون، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والاكتشاف.