أحدث الأخبار مع #NasserTV


العربي الجديد
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العربي الجديد
عبد الناصر إذ يقول للقذافي: لا طاقة لنا اليوم
توطئة لا بد منها: اعتمد كاتب هذه السطور على تفريغ نصي لمحضر مباحثات رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر ومعمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية كما كانت تدعى وقتها قبل أن تصبح بعد عدة أعوام تحديداً في 1977 جماهيرية عربية ليبية شعبية اشتراكية، وبالمرة فوق البيعة، عظمى. عقد الاجتماع المشار إليه آنفاً، في قصر القبة بالقاهرة بتاريخ 3 أغسطس/آب 1970، ونشرت مكتبة الإسكندرية ملفاً يحوي كل ما جاء فيه مفصلاً، بعد ضجة أثارتها قناة يوتيوبية تُدعى ناصر تي في Nasser TV، كانت خاملة غير منتظمة النشر لا يدري عنها أحد شيئاً منذ تأسيسها في يناير/كانون الثاني 2018، رغم ضخها مئات المقاطع المصورة لخطب الزعيم الراحل وأنشطته، وفجأة صارت مثار حديث الجماهير السيارة على مواقع التواصل بعد سماعهم للزعيمين الراحلين خلال محاولة القذّافي "الأمين على القومية العربية والأمين على الوحدة العربية من بعدي"، كما خاطبه ناصر في احتفالية سابقة، إقناع مثله الأعلى بحضور الفريق محمد فوزي وزير الحربية المصري اجتماع بغداد لتنسيق الموقف العربي بشأن مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، لصاحبها ويليام روجرز، وزير الخارجية الأميركي، وهي خطوة ما إن قبلتها مصر في 22 يوليو 1970 بعد إعلانها في 5 يونيو من العام ذاته، حتى تفجرت ضد ناصر حملة هجومية واسعة نلمس أثرها في الوثيقة التاريخية التي خرجت الآن، بالتأكيد لغير وجه المعرفة أو لا سمح الله حرية تداول المعلومات، وهي من رابع المستحيلات في عالم عربي لا يعرف ماذا حدث، حتى يفهم من هو، ويتمكن من معرفة ما قد يصبح عليه في المستقبل. فتش عن التوقيت والمضمون، وبسهولة ستدرك لماذا خرجت التسجيلات اليوم؟ وبهذه الطريقة المجتزأة، عبر عناوين تشبه صحافة الـ 3S، (الفضائح والرياضة والجنس)، خذ عندك: "جمال عبد الناصر اللي عايز يحارب ييجي يحارب وحلو عننا بقى"، "مناقشات تخلي الواحد يسب ويكفر – مناقشات جمال عبد الناصر مع حزب البعث"، جمال عبد الناصر: "أنا ممكن أتفق مع غولدا مائير سراً بس هبقى راجل منافق"، ولأن المكتوب يقرأ من عنوانه، فالمطلوب اليوم وبتوقيت حرب غزة توصيل رسالة مصرية إلى كل من ينادي بمواجهة مع دولة الاحتلال، ولن يعبّر عن فحواها كلمات خير مما جاء في المقطع الأول: "حلو (اتركونا) عننا بقى"، والسبب تفاصيل الدسائس والصراعات العربية الواردة في المقطع الثاني "مناقشات تخلي الواحد يسب ويكفر"، وما حزب البعث إلا واحد من الجهات والشخصيات العربية العديدة التي صبّ ناصر عليها جام غضبه في أثناء الاجتماع وسمعنا موقفه وتقييمه لتصرفاتها وهجومها عليه، دون أن نعرف ماذا قال الطرف الآخر ومدى مصداقية الادعاءات والاتهامات المتراشقة، حتى نتمكن من إصدار حكم أو تقييم موضوعي لم يكن بالتأكيد في بال مصدر المقاطع المفترض عبد الحكيم نجل عبد الناصر وصاحب القناة التي نشرت التسجيلات، وإن كان فعل النشر لتلك المقاطع بهذه الصورة المليئة بالفجوات بالتأكيد ليس من بنان أفكاره، لكن من حسن الحظ أن تداركت مكتبة الإسكندرية الأمر، حتى لو كان عبر نص مفرغ لمحضر الاجتماع، يفتقر إلى حيوية الاستماع للجلسة المليئة بالسخرية من قادة وشخصيات عربية ضحك الحضور على تعليقات ناصر حولها وأكثرها استهدافاً كان الرئيس الرابع للعراق أحمد حسن البكر، الذي قال عنه ناصر: "مبيموتش عنده حد إلا فى حوادث العربيات، أو واحد اتزحلق فى السكة فى قشرة موز، وأنا لما بيموت عند اليهود 10 بيموت عندى 100! فأحمد حسن البكر قاعد هناك كويس وبيشرب وقاعد بيشرب سجاير ومبسوط بيشرب قهوته وجنبه الزمزمية (قارورة) وبيشرب منها المياه! لازم شوفتها هناك؟!" شوفت الزمزمية؟ (يبدو أن سراً ما في الزمزية هذه): يضحك ناصر مخاطباً القذافي: "قاعد الراجل ويقول لك: عبد الناصر استسلامي تصفوي! أنا استسلامي تصفوي بس ضميري مستريح". وصف ناصر القذافي بالأمين على الوحدة العربية من بعدي (Getty) هذا هو مربط الفرس في سر غضب ناصر، فالحملة التي استهدفته بالأوصاف السابقة تهدم صورته الذهنية التي بناها عبر مقولات مثل "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، "اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء"، و"القومية العربية هي التي تقرر كل شيء"، وغيرها من التصريحات القوية بمعايير عصرها والشعبوية في سياقنا الحالي، وبدلاً منها فوجئا جميعاً محبين ومبغضين بتصريحات مثل: "ما في قوة ذاتية للعرب، والأميركان قالوا إنهم جادون في المبادرة والانسحاب من كل الأراضي"، فـ"الموضوع الحقيقة أكبر من الشعارات خالص، هما مش عمالين يناضلوا بالكلام والخطب واحنا بنحارب (يقصد العرب)، بغير بكره إسمنا إلى مصر وأسيب لهم مسؤولياتي العربية ويتفضلوا هما اللي عايز يحارب يحارب". وإذا طبق مشروع روجرز بتمشوا فيه للنهاية؟ يسأل القذافي ناصر فيجيب: "آه"، يعود الثائر الحالم ليسأل أستاذه: "ممكن تعترف بإسرائيل"، فيرد ناصر: "اتفاقية الهدنة فيها إقرار بإسرائيل، أنا ماضي مع إسرائيل سنة 49 عن الحكومة المصرية ده اسمه acknowledgement وفيه فرق بينه وبين ال recognition (الاعتراف)، يضيف ناصر، طيب هسألك سؤال.. إذا خيرت بين الإقرار بوجود إسرائيل وتحرير الضفة الغربية والقدس وغزة، أو لا تقر بوجود إسرائيل وتبقى القدس وغزة والضفة الغربية جزء من اسرائيل؟ فيسأله القذافي: "ليه نفترض هذا الاقتراض مش ضروري تبقى محتلة؟، "هتبقى يا أخ معمر" يقول ناصر، "قولي هنحرر امته، يأخ معمر هنحرر بعد 20 سنة؟ عملية قيام إسرائيل خدت 50 سنة والتوسع الجديد خد 20 سنة، مفيش خطة عربية ولن تكون هناك خطة عربية موحدة أبداً، ده واقع العالم العربي". الصورة انقسامات وصراعات واسعة بين الدول العربية (Getty) بالتأكيد ما سبق شكل صدمة كبيرة للجماهيرة العربية، لأن ما رسخ وبقي من تراث "الزعيم الخالد"، على العكس من كل مما سبق، فالرجل بدا في ثنايا الحديث وكأنه يقول للقذافي لا طاقة لنا اليوم بإسرائيل ومن ورائها أميركا، فـ"مصر خسرت 102 طيارة من 67 إلى تاريخ الاجتماع"، وأسعار الأسلحة هائلة ونوعية السلاح التي تمنحه أميركا للإسرائيليين متفوقة على السلاح السوفيتي، و"فيصل بيبعد (يقصد ملك السعودية) مش بس فيصل، بومدين (هواري بومدين رئيس الجزائر) بيبعد مش عايز يدفع مليم وعايزني أطلب منه والله لو جوعنا ما أطلب منه، وإذا خيرت بين تحرير الضفة الغربية والقدس وغزة وقصاد ده هدى الإقرار بإسرائيل وحق كل دولة في الوجود طب ما هي إسرائيل موجودة أنا ببقى أخدت شيء كبير وأديت كلام. إذا كنت عايز بعد كده أحرر فلسطين أنا أقدر أحرر فلسطين بعد كده، إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح اذا كان حد عايز يناضل ما يناضل لكن النهارده بيقولوا: لأ.. يا فلسطين كلها من النهر الى البحر يامش كلها! معنى والله الكلام اللي بيقولوه العراقيين النهارده: إن احنا بندي الضفة الغربية والقدس وغزة لليهود، وفي خلال سنة أو سنتين كل المناطق دي بتتهود ولا هيرجعها حد، إذا لم نستعد الضفة الغربية بالحل السلمي والقدس وغزة سنبقى سنوات ولن نستعيدها؛ وبهذا تضيع إلى الأبد أرض عربية وبينتفي عنها صفة الأرض العربية بصرف النظر عن الكلام". مع ذلك لا بد من القول إن ناصر لم يكن يثق بقبول إسرائيل للمبادرة، وموافقته عليها يمكن تفسيرها بالمناورة السياسية، خصوصاً أن مصر كانت تستعد للحرب عبر بناء منظومة للدفاع الجوي (حائط الصواريخ) واستلزم الأمر تهدئة ما، فـ:"الصواريخ عايز أطلعها في القنال (قناة السويس). إحنا دلوقتي بنعمل العملية اللي هم بيقولوا عليها بالإنكليزى re frog اللي هي خطوة الضفدعة.. بنعمل الصواريخ كده. إحنا بقالنا دلوقتي عايزين نعمل موقع الصواريخ من السنة اللي فاتت كل ما نعملها بييجوا اليهود يضربوا العمال، مات يعني مئات من عمال التراحيل اللي هم الناس اللي قاعدين بيشتغلوا في المواقع.. مواقع الأسمنت.. فمافيش فايدة الحقيقة اليهود مركزين بيضربوا المواقع، قلنا: نعمل موقع الصواريخ مننا ومن الروس وفي حمايته نعمل أمامه المواقع التانية لأن إذا جاي يضربها يبقى هو مضروب بالصواريخ، وبعدين ننقل في المواقع التانية وفي حمايتها نعمل مواقع أمامها.. دي العملية اللي ماشية. الشهر ده بنكون خلصنا العملية كلها، ونبقى على القنال نمنع الطيران إنه ييجي يضرب قواتنا ونضرب شرق القنال؛ وده ممكن يدينا فرصة بعد كده إن احنا نعدي، يعني مع طبعاً الاهتمام بالقوات الجوية.. دي المعركة اللي احنا عايشين فيها الحقيقة". لا يتوقف الأمر هنا، فثمة العديد من التفاصيل التي تستحق التعليق عليها ولا تكفيها السطور التالية، خاصة أن الوثيقة عدد صفحاتها 54 ومليئة بالأحداث والتعليقات الشائقة بلسان صناع القرار ومنها وصف عبد الناصر مبكراً لما سيجري بعد عدة أسابيع في الأردن وعرف بأحداث أيلول الأسود 1970، بـ"الانقلاب" وكشفه عن موقفه منه في هذه الفترة قبل أن يتدخل بعد ذلك بين الطرفين، قائلاً: "هم بيخططوا دلوقتي علشان يعملوا انقلاب فى الأردن الفدائيين؛ يا ريت الفدائيين ياخدوا المسؤولية فى الأردن، طبعاً هيدخلوا في صدام مع الملك حسين لكن إذا خدوا السلطة يبقوا ناس أدامهم مسؤوليات.."، كذلك وصفه لأهل غزة أنهم "هم اللي بيحاربوا جوه.. الوحيدين اللي بيحاربوا في داخل الأرض المحتلة أهالي غزة"، وجاء ذلك في معرض رفضه منح القذافي 60 ألف جنيه لأحمد جبريل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي حمل عليه ناصر بشدة هو نايف حواتمة وجورج حبش، قائلاً لليبيين: "إذا كنتوا عندكم فلوس وعايزين تدوها أنا مش عايز ولا مليم ادو بتوع غزة، أنا بديهم كل شهر خمسين ألف من عرقي ومن لحمنا"، وداخلياً تحدث مرتين عن أنه "مش قاعد عشان الرياسة، الرياسة عندنا غلب" يعني أنه غير متمسك بالحكم، وهو ما تناقضه تصرفاته في التنكيل بمعارضته ونتائج استفتاءات الـ99.5% التي فاز فيها بالتزكية وغيرها من المؤامرات التي حيكت لرفاق دربه ومختلف القوى السياسية التي كان يراها خطراً على زعامته. النقطة الثانية هي رواية لأول مرة عن ما يعرف بحادثة المنشية التي اتهم فيها شاب من جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق الرصاص على عبد الناصر في أثناء خطاب له، والمثير أن سبباً مختلفاً لما جرى، جاء على لسانه، بعيداً عما نعرفه حول صراعه مع الجماعة، وأن الحادث يدخل في هذا السياق، إذ يقول: "ممكن الفدائيين ييجوا يقتلوني، حد من الفلسطينيين، بقول لك هذه العملية حقيقىة لأنهم بيقولوا: عبد الناصر خان وسلم قضية فلسطين ومش فاهم إيه، وممكن ناس حتى مصريين يقبلوا هذا الكلام ويحصل، وأنا عارف أنا بعمل إيه بس أنا مقتنع بالكلام اللي بقوله، وممكن يطلع واحد بيعتبر عبد الناصر إنه خان، زي 54 لما قالوا إن أنا في اتفاقية الجلاء مع الإنكليز خونت لأن اديتهم حق بالاحتفاظ بالقاعدة 9 سنين، وطلع واحد ضربنى بالرصاص فى إسكندرية! أياميها وقف محمد نجيب ضد الاتفاقية وناس ضد الاتفاقية والسياسيين ضد الاتفاقية، بس العملية أنا ضامن الإنكليز ماشيين من البلد.."، أي إن ناصر يرى أن استهدافه يعود إلى دوره في اتفاقية الجلاء وحالة التحريض ضده من القوى التي ذكرها، وهذا يختلف تماماً عن فكرة أن الإخوان استهدفوه تحديداً ضمن صراع على الحكم لتحييده والسيطرة على البلاد. استوقفني كذلك ما قاله ناصر عن حزب البعث والمرارة التي أبداها ولها ما يبررها من صراعات بعد الوحدة مع مصر وما تلا الانفصال، وعداوات مع بعث العراق جعلته يقول: "قصتنا مع حزب البعث ليست بنت اليوم، هؤلاء الناس لن آمن لهم، هذا الوضع مع البعث والقوميين العرب وكل السفلة اللي بهذا الشكل ولا أستطيع التشاور معهم لأنهم بيدوروا على الحاجة اللي ضدي وهيعملوها وقالوا جميع القيادات المهزومة لا تصلح، وعايزين قيادة جديدة تطلع بعد 67". عطفاً على ما سبق، يفترض أن ما يسمى بالناصريين لديهم عقيدة حزبية متماسكة تنطلق من أفكار وأفعال زعيمهم، لكن ما حدث على العكس مما قاله المؤسس للتيار، فالناصريون المصريون تحالفوا مع البعثيين، وصاروا من المدافعين عنهم، رغم كل جرائمهم في حق العراقيين والسوريين وقبلهم شعوب المنطقة! الصورة بالرغم من حالة التشرذم والمؤامرات والاحتراب العربي – العربي وقتها التي قد تفوق وقتنا هذا بمراحل، خرجت دولة واحدة من قائمة المزايدين والمستهدفين لناصر، وبعضهم توعده بالرد، على رأسهم العراق وأحمد حسن البكر (مش هسيبهم وأنا بشتغل ضدهم)، وبعده سورية، بالإضافة إلى مشاكله مع الجزائر والأردن والسعودية وحتى المغرب، على العكس من هؤلاء جميعاً وصف السودان، قائلاً: "والله السودان ده هم الوضع الطبيعي ارتباطنا بيهم من غير كتابة معاهدة (يقصد الوحدة الطبيعية بين الشعبين)، يعني إحنا مع السودانيين فيه نسب وفيه علاقات وفيه جواز متبادل"، وهذه هي نقطة الضوء الوحيدة في حديث الرجل عن العالم العربي، وإلى جانبها هذا الإصرار الشاعري من الثائر الطازج وقتها معمر القذافي، مبدياً حماسة للوحدة والتنازل عن الحكم بعد ثمانية أشهر فقط و"كلهم بيقولوا كده في الأول"، كما تقول كلمات الأغنية المصرية، حتى إن ناصر نهاه عن التفكير في الأمر بهذه الطريقة، بعدما قال: "إحنا لما نبدو دولة واحدة أو أي اتحاد أو شيء من هذا القبيل لازم يبقى فيه التزامات بينا، إذا كان ما فيش وحدة ولا تحرير والله العظيم ماني قاعد في وسط الناس أبداً!"، فسأله مثله الأعلى: "هاتسلمها لمين؟"، القذافى: "ليك إنت". عبد الناصر: "هو أنا مستحمل اللي عندى!"، القذافي: "لأ.."، عبد الناصر: "لأ..... إنت لسه بقالك 8 أشهر!". وبالفعل، أخذ الرجل بالوصية وامتد حكمه ليصبح أكثر من 42 عاماً امتلأت بتخريب بلاده والعالم العربي.


سواليف احمد الزعبي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سواليف احمد الزعبي
مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي المسربة تثير جدلا عربيا وعالميا / شاهد
#سواليف اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية في الساعات الماضية، بـ'مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي' المسربة، التي أثارت جدلًا عربيًا وعالميًا غير مسبوق، خصوصًا وأنها تناولت في طياتها #القضية_الفلسطينية، التي عُرف الرئيس المصري الراحل #جمال_عبدالناصر في الأوساط المصرية والعربية، بأنه 'الزعيم العربي الأول' في الدفاع عنها. مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي وفي تفاصيل #مكالمة جمال عبد الناصر و #القذافي، نشرت قناة 'Nasser TV' على موقع 'يوتيوب' الشهير، مكالمة جرت بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، تناولت تفاصيل عن القضية الفلسطينية و #الصراع مع #إسرائيل. وبحسب المعلومات المتداولة، يعود تاريخ مكالمة عبد الناصر والقذافي إلى 3 أغسطس من العام 1970، أي قبل نحو 5 أسابيع فقط على وفاة الزعيم المصري في تاريخ 28 سبتمبر من العام 1970. وجاء في تصريحات عبد الناصر في هذه المكالمة التي حصدت حتى هذه اللحظة 160 ألف مشاهدة: الدخول مع إسرائيل في صراع عسكري جديد، يعني حدوث 'نكبة جديدة' تشبه ما حدث في العام 1948 عند قيام إسرائيل، إذا نظرنا إلى تفوق تل أبيب العسكري الضخم، جويًا وبريًا. ليس من المنطقي الحديث عن استعادة 'أراضي 48' كافة، أو عدم الانفتاح على حلول 'جزئية'، بهدف استعادة ما قامت إسرائيل باحتلاله في العام 1967. أنا مستعد لتقديم الدعم المالي إذا اتفقت العراق والجزائر وليبيا واليمن الجنوبي وسوريا على حشد القوات والدخول في الحرب ضد تل أبيب. جدل واسع وفي السياق، أشعلت مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي جدلًا سياسيًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا في صفوف مناصريه، الذين قالوا إنّ 'الرئيس المصري لطالما كان معروفًا ومشهورًا بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والداعية إلى الوحدة العربية لمواجهة إسرائيل'. وعلى المقلب الآخر، تعالت بعض الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي علقت بالقول: 'إنّ هذه المكالمة تغيّر من الموقف التاريخي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر من الصراع العربي-الإسرائيلي'، الأمر الذي أثار غضب مناصريه الذين أشعلوا وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات استذكروا فيها مواقفه التاريخية في دعم القضية الفلسطينية. بدورهم، اعتبر بعض رواد مواقع التواصل أنّ التصريحات التي جاءت في المكالمة ليست بجديدة، وأنّ الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كان متمسكًا برفض إنشاء ما يُسمى بـ'منطقة منزوعة السلاح في صحراء سيناء'، أو ورفض التوقف عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، فيما تساءل العديد عن المغزى من نشر هذا التسجيل المسرب في هذا الوقت الحساس التي تشهده المنطقة من صراعات، وعن الجهة التي تقف وراء هذه الخطوة. بيان مكتبة الإسكندرية وبعد نشر التسريب بساعات أصدرت مكتبة الإسكندرية بيانا أعلنت فيه أنها غير مسؤولة عن أي مواد متداولة عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، تخص الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بخلاف الموقع الرسمي له، والذي كان نتاج تعاون منذ العام 2004 بين المكتبة و'مؤسسة جمال عبد الناصر'، برئاسة ابنته هدى عبدالناصر. وقالت إنه تم إهداء المواد الرقمية الموجودة بالموقع من المؤسسة إلي مكتبة الإسكندرية، مضيفة أنها قامت بتنفيذ الجانب التقني بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي والسياسي للرئيس الراحل، وإتاحته للأجيال القادمة. ونفت المكتبة مسؤوليتها عن أي محتوى تم نشره عبر قنوات التواصل الاجتماعي، كما نفت أي مزاعم تشير إلى ملكية المكتبة لهذه الصفحات. وأكدت المكتبة أنها لا تتبنى أو تروج لأي محتوى لا يتماشى مع مهمتها الأكاديمية والبحثية، معلنة التزامها بأعلى معايير المهنية في التعامل مع التاريخ السياسي. في السياق ذاته، تحدث عبد الحكيم عبدالناصر نجل الرئيس الراحل لـصحيفة 'الشروق' المصرية، وقال إن المحادثات ليست تسريبا وتسجيلها ومحاضرها متاحان في مكتبة الإسكندرية، مضيفا أن محضر اللقاء موجود في مكتبة الإسكندرية منذ أن قامت أسرة عبدالناصر بإهدائها العديد من أوراق عبد الناصر الخاصة والعامة. وكشف عبدالحكيم عبدالناصر أن المحادثة كشفت أن عبدالناصر كان رجل دولة وليس زعيما حنجوريا كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن التسجيل لا يقلل من قيمة عبدالناصر، كما يكشف أن الرئيس الراحل لم يكن مستعدا للتضحية بشعبه وشباب القوات المسلحة مقابل زعامة وهمية.


النهار
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
تسجيلات ناصر "تنكأ جراح القومية العربية"... لكن لماذا الآن؟
خلافاً للهتاف الذي عاش أنصار الرئيس المصري الراحل يرددونه "فلسطين عربية من النهر إلى البحر"، خرجت تسجيلات صوتية منسوبة لجمال عبد الناصر تدحض فكرة الحل الجذري للصراع العربي - الإسرائيلي بالقضاء على إسرائيل، وبدا الرجل أكثر واقعية من خطابه الثوري الذي سبق هزيمة حزيران/يونيو 1967. كشفت التسجيلات عن انتقادات لاذعة وجهها عبد الناصر للحكومات السورية والعراقية والجزائرية، بالإضافة إلى بعض المنظمات الفلسطينية، بسبب ما اعتبره مزايدات ومطالبات متكررة له بشن حرب على إسرائيل، من دون أن تبادر هذه الأطراف بفعل أي شيء، مطالباً بحلول واقعية تراعي موازين القوى. نُشرت التسجيلات عبر قناة Nasser TV على موقع "يوتيوب"، ويملكها عبد الحكيم، نجل الرئيس المصري الراحل. وفي تصريحات إعلامية، أوضح عبد الحكيم أن "المستفيد الأول والأخير من نشر هذه الفيديوهات هو الحقيقة ذاتها، وذلك قطعاً للطريق على أي محاولات للتحريف، ومن أجل توفير فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على التاريخ بصوت أصحابه الأصليين، بعيداً عن أي ادعاءات". وأوضح نجل الرئيس المصري الراحل أن محضر اللقاء بين عبد الناصر والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي متاح في مكتبة الإسكندرية منذ قامت أسرة عبد الناصر بإهداء المكتبة العديد من أوراقه الخاصة والعامة. من جانبها، نفت مكتبة الإسكندرية في بيان رسمي مسؤوليتها عن أي محتوى نُشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي، يتعلق بتسجيلات عبد الناصر. وبالبحث في موقع الأرشيف الرقمي للرئيس الراحل، والذي تتيحه المكتبة للجمهور، عثرنا على خمسة محاضر اجتماعات نصية لعبد الناصر مع القذافي أيام 2، و3، و4 آب/أغسطس 1970 توثق ما جاء في المقاطع المنشورة بالفعل. ما يؤكد وجود هذه المحاضر في شكل نصي قبل أن ينشرها نجل عبد الناصر. أرشيف مكتبة الإسكندرية يوثق محاضر الاجتماعات الدافع والتوقيت من جانبه، يعلق الكاتب والمحلل السياسي أشرف راضي، في حديث لـ"النهار"، قائلاً إن "الغرض من نشر هذه التسريبات لا ينفصل عمن نشرها. ولما كان مصدر هذه التسريبات هو نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فإن نشرها الآن مرتبط بالجدل بشأن حقيقة موقف الزعيم الراحل في ما يخص قضية الصراع مع إسرائيل وعلاقة هذا الموقف بالسردية السائدة". ويشير إلى أنه "خلافاً للسردية السائدة، التي تصور التزام الرئيس الراحل تجاه القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، تطرح التسريبات سردية مغايرة، تظهر حدود هذا الالتزام من منظور المصلحة الوطنية المصرية، وأن هذا الالتزام مستمر وثابت في السياسة المصرية، ولا يختلف في الخطوط العامة عن الموقف المصري الراهن". ويوضح راضي أن "ثمّة دراسات وشهادات سابقة تدعم سعي مصر من أجل السلام وتجنب الحرب بسبب المشكلة الفلسطينية. هذا التصور يختلف جذرياً عن التصور السائد الذي يرى أن قضية فلسطين هي قضية مركزية بالنسبة للسياسات العربية والسياسات الوطنية لمصر". وعن توقيت النشر، يلمح المحلل السياسي إلى أنه ربما تكون هناك صلة بين نشر التسريبات والتقارير الراهنة عن توتر عسكري بين مصر وإسرائيل بسبب حرب غزة وتداعياتها، ويقول: "إذا كان الأمر كذلك، لماذا تصدر عن نجل الرئيس؟ وكيف يمكن تبرير نفي مكتبة الإسكندرية وأرشيفها؟"، ويتساءل راضي: "هل نحن أمام توظيف آخر لأرشيف الرئيس الراحل؟ ولمَ يتورط في هذا التوظيف أفراد من أسرته؟".


الأيام
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الأيام
تسجيل صوتي لعبد الناصر يثير جدلاً حول مواقفه من الصراع العربي الإسرائيلي
Getty Images جمال عبد الناصر برفقة العقيد معمر القذافي خلال زيارة سابقة للقاهرة حالة من الجدل الكبير شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، في مصر والعالم العربي، عقب تداول تسجيل صوتي منسوب للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، خلال جلسة مباحثات عقدها مع الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، وتذكُر أغلب المواقع والتغريدات التي أعادت نشر التسجيل الصوتي إنه ربما يعود إلى شهر أغسطس/آب من عام 1970، أي قبل أسابيع قليلة من وفاة عبد الناصر في 28 من سبتمبر/أيلول من نفس العام. يعود سبب الصدمة من مضمون التسجيل الصوتي إلى أنه يعرض موقفاً يراه البعض "مُغايراً" للمواقف المعلنة لعبد الناصر حول ضرورة استمرار الحرب مع إسرائيل وطردها من الأراضي العربية و"تحرير فلسطين من النهر إلى البحر" كما كان يتردد في تلك الفترة. غير أن التسجيل الصوتي أبدى انفتاح عبد الناصر على الحل السلمي مع إسرائيل، مُحذراً من أن دخول مواجهة عسكرية جديدة قد يؤدي إلى "نكبة جديدة" شبيهة بنكبة عام 1948. وخلال الحديث دعا عبد الناصر الدول العربية التي وصفها بأنها "تزايد على مصر" إلى حشد قواتها ومحاربة إسرائيل، طالما تعتبر أن السياسات المصرية آنذاك كانت انهزامية، وقال إنه مستعد لتقديم دعم مالي إذا اتفقت الجزائر والعراق وليبيا وسوريا واليمن الجنوبي على حشد قواتهم والدخول في حرب ضد إسرائيل، قائلاً "إذا كان حد عايز – أي يرغب - يكافح ليكافح..إذا كان حد عايز يناضل ليناضل". وطالب عبد الناصر خلال المقطع الصوتي بوضع أهداف محددة للمعركة مع إسرائيل، بدلاً من وضع شعارات رنانة وأهداف لا يُمكِن تحقيقها في ظل توازنات القوى والدعم الأمريكي لإسرائيل. قناة Nasser TV نُشِرَ التسجيل الصوتي أولاً على إحدى قنوات موقع يوتيوب تحمل اسم "تليفزيون ناصر" بتاريخ 26 إبريل/نيسان الجاري وحمل عنوان "جمال عبد الناصر: اللي عاوز يحارب يجي يحارب وحلو عننا بقى"، بمعنى من يريد أن يذهب للحرب مع إسرائيل فليذهب منفرداً وليس له أي علاقة مع مصر ولا يورطها! تتجاوز مدة التسجيل 17 دقيقة، وتُظهر جلسة حوارية بين عبد الناصر والقذافي، الذي كان ينظر إليه في تلك الفترة باعتباره من أقرب أصدقاء وحلفاء عبد الناصر في المنطقة بعد أن دعم عبد الناصر ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول عام 1969، التي قام بها عدد من ضباط الجيش الليبي بقيادة القذافي، أطاحوا خلالها بنظام الحكم الملكي لعائلة إدريس السنوسي، وأسسوا الجمهورية العربية الليبية. وتقول قناة ناصر على موقع يوتيوب إنها القناة الرسمية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهي متخصصة في نشر تراثه من صور وخطب ومواقف ومناسبات، وتم تأسيسها كما يظهر الوصف الموجود على صفحتها في يناير/كانون الثاني 2018، ويشترك بها أكثر من 89 ألف متابع، ونشرت نحو 540 مقطع مصور تخص خطب وأنشطة عبد الناصر، وبعض المقاطع التي تخص أسرة الرئيس الراحل، واحتفالات إحياء لذكراه. ليس تسريباً وفي تعليق لأسرة عبد الناصر، رفض عبد الحكيم نجل عبد الناصر تسمية التسجيل الأخير بـ"التسريب" مشيراً إلى أنه متاح في مكتبة الإسكندرية منذ إهداء أسرة عبد الناصر المكتبة العديد من أوراقه وتسجيلاته. وكشف في تصريحات صحفية، أنه صاحب القناة التي نشرت الفيديو، وأن هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بإدارتها لصالحه وتحت إشرافه، مشيرا إلى أنه سوف يستمر في نشر مزيد من التسجيلات التي تخص والده عليها. يقول الباحث عمرو صابح، في منشور عبر صفحته على موقع فيسبوك، إنه أحد المسؤولين عن القناة على يوتيوب، مُشيراً إلى أن "مدير مكتب عبد الناصر للمعلومات سامي شرف، هو المسؤول عن عملية التسجيل لكل لقاءات واجتماعات الرئيس .. وأمدنا بهذه التسجيلات المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر لنشرها على القناة". نفت مكتبة الإسكندرية على فيسبوك مسؤوليتها عن أي مواد مُتداولة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تخص عبد الناصر. حرية تداول المعلومات Getty Images الرئيس المصري جمال عبد الناصر متوسطا عدد من القادة العرب خلال القمة العربية بالقاهرة سبتمبر/أيلول 1970 وتباينت ردود الفعل على التسجيل بين من أنكرها وقال إنها مفبركة، وبين من تحدث عن نظرية مؤامرة، خاصة مع انتشار التسجيلات ونشرها في هذا التوقيت، ومنهم من طالب بوضع أطر ونظام لنشر التسجيلات الرئاسية السرية، وربطها بسياق سياسي وزمني لفهمها بشكل أفضل، وهناك من طالب بضرورة الإفراج عن مشاريع القوانين المنظمة لحرية تداول المعلومات. تقول مها عبد الناصر، عضوة مجلس النواب المصري -ليست ابنة الرئيس جمال عبدالناصر- في صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك "سوف أشدد على أهمية وجود قانون حرية تداول المعلومات، والذي يتيح الكشف عن أرشيف الحروب التي مرت بها مصر بعد مرور أكثر من 50 عاماً على آخر حرب، والذي سيتيح لكل الباحثين الملفات والتسجيلات الصوتية كاملة بدون أي اجتزاء مما سيسهم بدون أدنى شك في كتابة أكثر إنصافاً للتاريخ، وفهماً أكثر عُمقاً لمسار الأحداث". وكتب إيهاب المرجاوي على صفحته عبر موقع فيسبوك مُستنكراً أن يكون تراث الأُمة في يد أفراد "بالذمة ده كلام .. مهما كان احترامنا للأسرة دي – يقصد أسرة الرئيس عبد الناصر - هل يُعْقل أن مستندات رسمية تخص الأمن القومي تكون في يد أشخاص". وأثار مضمون التسجيل الصوتي ردود فعل كبيرة لدى أسرة عبد الناصر، التي رأت أن التسجيل الصوتي مجتزأًمن سياقه التاريخي والسياسي. وتقول هدى ابنة عبد الناصر في تصريحات صحفية "إن البعض يحاول الإساءة للزعيم الراحل وموافقه من القضية الفلسطينية والقومية العربية من خلال اقتطاع بعض الأجزاء من تصريحات أو أقوال للرئيس عبد الناصر، مشيرة إلى أن الجميع يعلم أن الزعيم الراحل لم يتخل يوماً عن دعم القضية الفلسطينية، وأنها كانت حاضرة في كل الأوقات، وفي صدارة المشروع القومي العربي الذي ظل ينادي به طوال حياته"، على حد قولها. وأضافت هدى "أن كان الزعيم الراحل قد صرح بأنه لن يحارب ضد إسرائيل في ذلك الحين.. فأعتقد أن الجيش كان غير مستعد للدخول في معركة وليس تقاعساً منه في دعم القضية الفلسطينية". Getty Images الرئيس المصري جمال عبد الناصر في لقاء ودي مع العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال ويقول محللون إن التسجيل الصوتي تزامن مع مبادرة أمريكية لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، عرفت وقتها بمبادرة روجرز، التي عرضها وزير الخارجية الأمريكي وقتها ويليام روجرز في يونيو/حزيران عام 1970، أي قبل أيام من وقت التسجيل الصوتي المُتدوال لعبد الناصر في أغسطس/آب من نفس العام. وتباين أسلوب استقبال مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للتسجيل الصوتي لجمال عبد الناصر. أهداف مشبوهة كتب الناشط الفلسطيني أدهم إبراهيم أبو سلمية على صفحته عبر موقع "إكس" عما وصفه بالأهداف "المشبوهة" وراء نشر هذا التسجيل الصوتي في هذه الفترة. يقول أبو سلمية في تدوينته "الظهور المفاجئ لهذا التسجيل النادر والخطير الذي جمع بين الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومعمر القذافي، في هذا التوقيت الدقيق بالذات، ليس بريئاً أبداً". الناشط السياسي المصري تامر شيرين شوقي شكك في تدوينة له عبر صفحته الموثقة على فيسبوك في صحة التسجيل الصوتي قائلاً "اعتقادي حتى الآن أنه ذكاء اصطناعي خصوصا أن القذافي مش ممكن يفضل ساكت 3 دقائق من غير ما يقاطع الكلام الصادم.. وصوت القذافي نفسه مش مضبوط، و درجة نقاء صوت جمال عبد الناصر في تسجيل عمره 55 سنة مش منطقية!!!" وخاضت مصر العديد من الصراعات العسكرية والحروب بسبب القضية الفلسطينية منذ حرب 1948 التي تُعْرَف في الأدبيات السياسية بـ"نكبة فلسطين"، ومرورا بحروب 1956 و1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 مروراً باتفاقية السلام الموقعة في واشنطن في العام 1979، وصولًا إلى جولات الصراع الحالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحروب غزة المتعاقبة والدور المصري في مبادرات التهدئة والوساطة وجهود إعادة الإعمار.


الوسط
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الوسط
تسجيل صوتي لعبد الناصر يثير جدلاً حول مواقفه من الصراع العربي الإسرائيلي
Getty Images جمال عبد الناصر برفقة العقيد معمر القذافي خلال زيارة سابقة للقاهرة حالة من الجدل الكبير شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، في مصر والعالم العربي، عقب تداول تسجيل صوتي منسوب للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، خلال جلسة مباحثات عقدها مع الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، وتذكُر أغلب المواقع والتغريدات التي أعادت نشر التسجيل الصوتي إنه ربما يعود إلى شهر أغسطس/آب من عام 1970، أي قبل أسابيع قليلة من وفاة عبد الناصر في 28 من سبتمبر/أيلول من نفس العام. يعود سبب الصدمة من مضمون التسجيل الصوتي إلى أنه يعرض موقفاً يراه البعض "مُغايراً" للمواقف المعلنة لعبد الناصر حول ضرورة استمرار الحرب مع إسرائيل وطردها من الأراضي العربية و"تحرير فلسطين من النهر إلى البحر" كما كان يتردد في تلك الفترة. غير أن التسجيل الصوتي أبدى انفتاح عبد الناصر على الحل السلمي مع إسرائيل، مُحذراً من أن دخول مواجهة عسكرية جديدة قد يؤدي إلى "نكبة جديدة" شبيهة بنكبة عام 1948. وخلال الحديث دعا عبد الناصر الدول العربية التي وصفها بأنها "تزايد على مصر" إلى حشد قواتها ومحاربة إسرائيل، طالما تعتبر أن السياسات المصرية آنذاك كانت انهزامية، وقال إنه مستعد لتقديم دعم مالي إذا اتفقت الجزائر والعراق وليبيا وسوريا واليمن الجنوبي على حشد قواتهم والدخول في حرب ضد إسرائيل، قائلاً "إذا كان حد عايز – أي يرغب - يكافح ليكافح..إذا كان حد عايز يناضل ليناضل". وطالب عبد الناصر خلال المقطع الصوتي بوضع أهداف محددة للمعركة مع إسرائيل، بدلاً من وضع شعارات رنانة وأهداف لا يُمكِن تحقيقها في ظل توازنات القوى والدعم الأمريكي لإسرائيل. قناة Nasser TV نُشِرَ التسجيل الصوتي أولاً على إحدى قنوات موقع يوتيوب تحمل اسم "تليفزيون ناصر" بتاريخ 26 إبريل/نيسان الجاري وحمل عنوان "جمال عبد الناصر: اللي عاوز يحارب يجي يحارب وحلو عننا بقى"، بمعنى من يريد أن يذهب للحرب مع إسرائيل فليذهب منفرداً وليس له أي علاقة مع مصر ولا يورطها! تتجاوز مدة التسجيل 17 دقيقة، وتُظهر جلسة حوارية بين عبد الناصر والقذافي، الذي كان ينظر إليه في تلك الفترة باعتباره من أقرب أصدقاء وحلفاء عبد الناصر في المنطقة بعد أن دعم عبد الناصر ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول عام 1969، التي قام بها عدد من ضباط الجيش الليبي بقيادة القذافي، أطاحوا خلالها بنظام الحكم الملكي لعائلة إدريس السنوسي، وأسسوا الجمهورية العربية الليبية. وتقول قناة ناصر على موقع يوتيوب إنها القناة الرسمية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهي متخصصة في نشر تراثه من صور وخطب ومواقف ومناسبات، وتم تأسيسها كما يظهر الوصف الموجود على صفحتها في يناير/كانون الثاني 2018، ويشترك بها أكثر من 89 ألف متابع، ونشرت نحو 540 مقطع مصور تخص خطب وأنشطة عبد الناصر، وبعض المقاطع التي تخص أسرة الرئيس الراحل، واحتفالات إحياء لذكراه. ليس تسريباً وفي تعليق لأسرة عبد الناصر، رفض عبد الحكيم نجل عبد الناصر تسمية التسجيل الأخير بـ"التسريب" مشيراً إلى أنه متاح في مكتبة الإسكندرية منذ إهداء أسرة عبد الناصر المكتبة العديد من أوراقه وتسجيلاته. وكشف في تصريحات صحفية، أنه صاحب القناة التي نشرت الفيديو، وأن هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بإدارتها لصالحه وتحت إشرافه، مشيرا إلى أنه سوف يستمر في نشر مزيد من التسجيلات التي تخص والده عليها. يقول الباحث عمرو صابح، في منشور عبر صفحته على موقع فيسبوك، إنه أحد المسؤولين عن القناة على يوتيوب، مُشيراً إلى أن "مدير مكتب عبد الناصر للمعلومات سامي شرف، هو المسؤول عن عملية التسجيل لكل لقاءات واجتماعات الرئيس .. وأمدنا بهذه التسجيلات المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر لنشرها على القناة". نفت مكتبة الإسكندرية على فيسبوك مسؤوليتها عن أي مواد مُتداولة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تخص عبد الناصر. حرية تداول المعلومات Getty Images الرئيس المصري جمال عبد الناصر متوسطا عدد من القادة العرب خلال القمة العربية بالقاهرة سبتمبر/أيلول 1970 وتباينت ردود الفعل على التسجيل بين من أنكرها وقال إنها مفبركة، وبين من تحدث عن نظرية مؤامرة، خاصة مع انتشار التسجيلات ونشرها في هذا التوقيت، ومنهم من طالب بوضع أطر ونظام لنشر التسجيلات الرئاسية السرية، وربطها بسياق سياسي وزمني لفهمها بشكل أفضل، وهناك من طالب بضرورة الإفراج عن مشاريع القوانين المنظمة لحرية تداول المعلومات. تقول مها عبد الناصر، عضوة مجلس النواب المصري -ليست ابنة الرئيس جمال عبدالناصر- في صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك "سوف أشدد على أهمية وجود قانون حرية تداول المعلومات، والذي يتيح الكشف عن أرشيف الحروب التي مرت بها مصر بعد مرور أكثر من 50 عاماً على آخر حرب، والذي سيتيح لكل الباحثين الملفات والتسجيلات الصوتية كاملة بدون أي اجتزاء مما سيسهم بدون أدنى شك في كتابة أكثر إنصافاً للتاريخ، وفهماً أكثر عُمقاً لمسار الأحداث". وكتب إيهاب المرجاوي على صفحته عبر موقع فيسبوك مُستنكراً أن يكون تراث الأُمة في يد أفراد "بالذمة ده كلام .. مهما كان احترامنا للأسرة دي – يقصد أسرة الرئيس عبد الناصر - هل يُعْقل أن مستندات رسمية تخص الأمن القومي تكون في يد أشخاص". وأثار مضمون التسجيل الصوتي ردود فعل كبيرة لدى أسرة عبد الناصر، التي رأت أن التسجيل الصوتي مجتزأًمن سياقه التاريخي والسياسي. وتقول هدى ابنة عبد الناصر في تصريحات صحفية "إن البعض يحاول الإساءة للزعيم الراحل وموافقه من القضية الفلسطينية والقومية العربية من خلال اقتطاع بعض الأجزاء من تصريحات أو أقوال للرئيس عبد الناصر، مشيرة إلى أن الجميع يعلم أن الزعيم الراحل لم يتخل يوماً عن دعم القضية الفلسطينية، وأنها كانت حاضرة في كل الأوقات، وفي صدارة المشروع القومي العربي الذي ظل ينادي به طوال حياته"، على حد قولها. وأضافت هدى "أن كان الزعيم الراحل قد صرح بأنه لن يحارب ضد إسرائيل في ذلك الحين.. فأعتقد أن الجيش كان غير مستعد للدخول في معركة وليس تقاعساً منه في دعم القضية الفلسطينية". Getty Images الرئيس المصري جمال عبد الناصر في لقاء ودي مع العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال ويقول محللون إن التسجيل الصوتي تزامن مع مبادرة أمريكية لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، عرفت وقتها بمبادرة روجرز، التي عرضها وزير الخارجية الأمريكي وقتها ويليام روجرز في يونيو/حزيران عام 1970، أي قبل أيام من وقت التسجيل الصوتي المُتدوال لعبد الناصر في أغسطس/آب من نفس العام. وتباين أسلوب استقبال مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للتسجيل الصوتي لجمال عبد الناصر. أهداف مشبوهة كتب الناشط الفلسطيني أدهم إبراهيم أبو سلمية على صفحته عبر موقع "إكس" عما وصفه بالأهداف "المشبوهة" وراء نشر هذا التسجيل الصوتي في هذه الفترة. يقول أبو سلمية في تدوينته "الظهور المفاجئ لهذا التسجيل النادر والخطير الذي جمع بين الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومعمر القذافي، في هذا التوقيت الدقيق بالذات، ليس بريئاً أبداً". الناشط السياسي المصري تامر شيرين شوقي شكك في تدوينة له عبر صفحته الموثقة على فيسبوك في صحة التسجيل الصوتي قائلاً "اعتقادي حتى الآن أنه ذكاء اصطناعي خصوصا أن القذافي مش ممكن يفضل ساكت 3 دقائق من غير ما يقاطع الكلام الصادم.. وصوت القذافي نفسه مش مضبوط، و درجة نقاء صوت جمال عبد الناصر في تسجيل عمره 55 سنة مش منطقية!!!" وخاضت مصر العديد من الصراعات العسكرية والحروب بسبب القضية الفلسطينية منذ حرب 1948 التي تُعْرَف في الأدبيات السياسية بـ"نكبة فلسطين"، ومرورا بحروب 1956 و1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 مروراً باتفاقية السلام الموقعة في واشنطن في العام 1979، وصولًا إلى جولات الصراع الحالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحروب غزة المتعاقبة والدور المصري في مبادرات التهدئة والوساطة وجهود إعادة الإعمار.