logo
عبد الناصر إذ يقول للقذافي: لا طاقة لنا اليوم

عبد الناصر إذ يقول للقذافي: لا طاقة لنا اليوم

العربي الجديد٠٨-٠٥-٢٠٢٥

توطئة لا بد منها: اعتمد كاتب هذه السطور على تفريغ نصي لمحضر مباحثات رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر ومعمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية كما كانت تدعى وقتها قبل أن تصبح بعد عدة أعوام تحديداً في 1977 جماهيرية عربية ليبية شعبية اشتراكية، وبالمرة فوق البيعة، عظمى.
عقد الاجتماع المشار إليه آنفاً، في قصر القبة بالقاهرة بتاريخ 3 أغسطس/آب 1970، ونشرت مكتبة الإسكندرية ملفاً يحوي كل ما جاء فيه مفصلاً، بعد ضجة أثارتها قناة يوتيوبية تُدعى ناصر تي في Nasser TV، كانت خاملة غير منتظمة النشر لا يدري عنها أحد شيئاً منذ تأسيسها في يناير/كانون الثاني 2018، رغم ضخها مئات المقاطع المصورة لخطب الزعيم الراحل وأنشطته، وفجأة صارت مثار حديث الجماهير السيارة على مواقع التواصل بعد سماعهم للزعيمين الراحلين خلال محاولة القذّافي "الأمين على القومية العربية والأمين على الوحدة العربية من بعدي"، كما خاطبه ناصر في احتفالية سابقة، إقناع مثله الأعلى بحضور الفريق محمد فوزي وزير الحربية المصري اجتماع بغداد لتنسيق الموقف العربي بشأن مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، لصاحبها ويليام روجرز، وزير الخارجية الأميركي، وهي خطوة ما إن قبلتها مصر في 22 يوليو 1970 بعد إعلانها في 5 يونيو من العام ذاته، حتى تفجرت ضد ناصر حملة هجومية واسعة نلمس أثرها في الوثيقة التاريخية التي خرجت الآن، بالتأكيد لغير وجه المعرفة أو لا سمح الله حرية تداول المعلومات، وهي من رابع المستحيلات في عالم عربي لا يعرف ماذا حدث، حتى يفهم من هو، ويتمكن من معرفة ما قد يصبح عليه في المستقبل.
فتش عن التوقيت والمضمون، وبسهولة ستدرك لماذا خرجت التسجيلات اليوم؟ وبهذه الطريقة المجتزأة، عبر عناوين تشبه صحافة الـ 3S، (الفضائح والرياضة والجنس)، خذ عندك: "جمال عبد الناصر اللي عايز يحارب ييجي يحارب وحلو عننا بقى"، "مناقشات تخلي الواحد يسب ويكفر – مناقشات جمال عبد الناصر مع حزب البعث"، جمال عبد الناصر: "أنا ممكن أتفق مع غولدا مائير سراً بس هبقى راجل منافق"، ولأن المكتوب يقرأ من عنوانه، فالمطلوب اليوم وبتوقيت حرب غزة توصيل رسالة مصرية إلى كل من ينادي بمواجهة مع دولة الاحتلال، ولن يعبّر عن فحواها كلمات خير مما جاء في المقطع الأول: "حلو (اتركونا) عننا بقى"، والسبب تفاصيل الدسائس والصراعات العربية الواردة في المقطع الثاني "مناقشات تخلي الواحد يسب ويكفر"، وما حزب البعث إلا واحد من الجهات والشخصيات العربية العديدة التي صبّ ناصر عليها جام غضبه في أثناء الاجتماع وسمعنا موقفه وتقييمه لتصرفاتها وهجومها عليه، دون أن نعرف ماذا قال الطرف الآخر ومدى مصداقية الادعاءات والاتهامات المتراشقة، حتى نتمكن من إصدار حكم أو تقييم موضوعي لم يكن بالتأكيد في بال مصدر المقاطع المفترض عبد الحكيم نجل عبد الناصر وصاحب القناة التي نشرت التسجيلات، وإن كان فعل النشر لتلك المقاطع بهذه الصورة المليئة بالفجوات بالتأكيد ليس من بنان أفكاره، لكن من حسن الحظ أن تداركت مكتبة الإسكندرية الأمر، حتى لو كان عبر نص مفرغ لمحضر الاجتماع، يفتقر إلى حيوية الاستماع للجلسة المليئة بالسخرية من قادة وشخصيات عربية ضحك الحضور على تعليقات ناصر حولها وأكثرها استهدافاً كان الرئيس الرابع للعراق أحمد حسن البكر، الذي قال عنه ناصر: "مبيموتش عنده حد إلا فى حوادث العربيات، أو واحد اتزحلق فى السكة فى قشرة موز، وأنا لما بيموت عند اليهود 10 بيموت عندى 100! فأحمد حسن البكر قاعد هناك كويس وبيشرب وقاعد بيشرب سجاير ومبسوط بيشرب قهوته وجنبه الزمزمية (قارورة) وبيشرب منها المياه! لازم شوفتها هناك؟!" شوفت الزمزمية؟ (يبدو أن سراً ما في الزمزية هذه): يضحك ناصر مخاطباً القذافي: "قاعد الراجل ويقول لك: عبد الناصر استسلامي تصفوي! أنا استسلامي تصفوي بس ضميري مستريح".
وصف ناصر القذافي بالأمين على الوحدة العربية من بعدي (Getty)
هذا هو مربط الفرس في سر غضب ناصر، فالحملة التي استهدفته بالأوصاف السابقة تهدم صورته الذهنية التي بناها عبر مقولات مثل "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، "اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء"، و"القومية العربية هي التي تقرر كل شيء"، وغيرها من التصريحات القوية بمعايير عصرها والشعبوية في سياقنا الحالي، وبدلاً منها فوجئا جميعاً محبين ومبغضين بتصريحات مثل: "ما في قوة ذاتية للعرب، والأميركان قالوا إنهم جادون في المبادرة والانسحاب من كل الأراضي"، فـ"الموضوع الحقيقة أكبر من الشعارات خالص، هما مش عمالين يناضلوا بالكلام والخطب واحنا بنحارب (يقصد العرب)، بغير بكره إسمنا إلى مصر وأسيب لهم مسؤولياتي العربية ويتفضلوا هما اللي عايز يحارب يحارب".
وإذا طبق مشروع روجرز بتمشوا فيه للنهاية؟ يسأل القذافي ناصر فيجيب: "آه"، يعود الثائر الحالم ليسأل أستاذه: "ممكن تعترف بإسرائيل"، فيرد ناصر: "اتفاقية الهدنة فيها إقرار بإسرائيل، أنا ماضي مع إسرائيل سنة 49 عن الحكومة المصرية ده اسمه acknowledgement وفيه فرق بينه وبين ال recognition (الاعتراف)، يضيف ناصر، طيب هسألك سؤال.. إذا خيرت بين الإقرار بوجود إسرائيل وتحرير الضفة الغربية والقدس وغزة، أو لا تقر بوجود إسرائيل وتبقى القدس وغزة والضفة الغربية جزء من اسرائيل؟ فيسأله القذافي: "ليه نفترض هذا الاقتراض مش ضروري تبقى محتلة؟، "هتبقى يا أخ معمر" يقول ناصر، "قولي هنحرر امته، يأخ معمر هنحرر بعد 20 سنة؟ عملية قيام إسرائيل خدت 50 سنة والتوسع الجديد خد 20 سنة، مفيش خطة عربية ولن تكون هناك خطة عربية موحدة أبداً، ده واقع العالم العربي".
الصورة
انقسامات وصراعات واسعة بين الدول العربية (Getty)
بالتأكيد ما سبق شكل صدمة كبيرة للجماهيرة العربية، لأن ما رسخ وبقي من تراث "الزعيم الخالد"، على العكس من كل مما سبق، فالرجل بدا في ثنايا الحديث وكأنه يقول للقذافي لا طاقة لنا اليوم بإسرائيل ومن ورائها أميركا، فـ"مصر خسرت 102 طيارة من 67 إلى تاريخ الاجتماع"، وأسعار الأسلحة هائلة ونوعية السلاح التي تمنحه أميركا للإسرائيليين متفوقة على السلاح السوفيتي، و"فيصل بيبعد (يقصد ملك السعودية) مش بس فيصل، بومدين (هواري بومدين رئيس الجزائر) بيبعد مش عايز يدفع مليم وعايزني أطلب منه والله لو جوعنا ما أطلب منه، وإذا خيرت بين تحرير الضفة الغربية والقدس وغزة وقصاد ده هدى الإقرار بإسرائيل وحق كل دولة في الوجود طب ما هي إسرائيل موجودة أنا ببقى أخدت شيء كبير وأديت كلام. إذا كنت عايز بعد كده أحرر فلسطين أنا أقدر أحرر فلسطين بعد كده، إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح اذا كان حد عايز يناضل ما يناضل لكن النهارده بيقولوا: لأ.. يا فلسطين كلها من النهر الى البحر يامش كلها! معنى والله الكلام اللي بيقولوه العراقيين النهارده: إن احنا بندي الضفة الغربية والقدس وغزة لليهود، وفي خلال سنة أو سنتين كل المناطق دي بتتهود ولا هيرجعها حد، إذا لم نستعد الضفة الغربية بالحل السلمي والقدس وغزة سنبقى سنوات ولن نستعيدها؛ وبهذا تضيع إلى الأبد أرض عربية وبينتفي عنها صفة الأرض العربية بصرف النظر عن الكلام".
مع ذلك لا بد من القول إن ناصر لم يكن يثق بقبول إسرائيل للمبادرة، وموافقته عليها يمكن تفسيرها بالمناورة السياسية، خصوصاً أن مصر كانت تستعد للحرب عبر بناء منظومة للدفاع الجوي (حائط الصواريخ) واستلزم الأمر تهدئة ما، فـ:"الصواريخ عايز أطلعها في القنال (قناة السويس). إحنا دلوقتي بنعمل العملية اللي هم بيقولوا عليها بالإنكليزى re frog اللي هي خطوة الضفدعة.. بنعمل الصواريخ كده. إحنا بقالنا دلوقتي عايزين نعمل موقع الصواريخ من السنة اللي فاتت كل ما نعملها بييجوا اليهود يضربوا العمال، مات يعني مئات من عمال التراحيل اللي هم الناس اللي قاعدين بيشتغلوا في المواقع.. مواقع الأسمنت.. فمافيش فايدة الحقيقة اليهود مركزين بيضربوا المواقع، قلنا: نعمل موقع الصواريخ مننا ومن الروس وفي حمايته نعمل أمامه المواقع التانية لأن إذا جاي يضربها يبقى هو مضروب بالصواريخ، وبعدين ننقل في المواقع التانية وفي حمايتها نعمل مواقع أمامها.. دي العملية اللي ماشية. الشهر ده بنكون خلصنا العملية كلها، ونبقى على القنال نمنع الطيران إنه ييجي يضرب قواتنا ونضرب شرق القنال؛ وده ممكن يدينا فرصة بعد كده إن احنا نعدي، يعني مع طبعاً الاهتمام بالقوات الجوية.. دي المعركة اللي احنا عايشين فيها الحقيقة".
لا يتوقف الأمر هنا، فثمة العديد من التفاصيل التي تستحق التعليق عليها ولا تكفيها السطور التالية، خاصة أن الوثيقة عدد صفحاتها 54 ومليئة بالأحداث والتعليقات الشائقة بلسان صناع القرار ومنها وصف عبد الناصر مبكراً لما سيجري بعد عدة أسابيع في الأردن وعرف بأحداث أيلول الأسود 1970، بـ"الانقلاب" وكشفه عن موقفه منه في هذه الفترة قبل أن يتدخل بعد ذلك بين الطرفين، قائلاً: "هم بيخططوا دلوقتي علشان يعملوا انقلاب فى الأردن الفدائيين؛ يا ريت الفدائيين ياخدوا المسؤولية فى الأردن، طبعاً هيدخلوا في صدام مع الملك حسين لكن إذا خدوا السلطة يبقوا ناس أدامهم مسؤوليات.."، كذلك وصفه لأهل غزة أنهم "هم اللي بيحاربوا جوه.. الوحيدين اللي بيحاربوا في داخل الأرض المحتلة أهالي غزة"، وجاء ذلك في معرض رفضه منح القذافي 60 ألف جنيه لأحمد جبريل مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي حمل عليه ناصر بشدة هو نايف حواتمة وجورج حبش، قائلاً لليبيين: "إذا كنتوا عندكم فلوس وعايزين تدوها أنا مش عايز ولا مليم ادو بتوع غزة، أنا بديهم كل شهر خمسين ألف من عرقي ومن لحمنا"، وداخلياً تحدث مرتين عن أنه "مش قاعد عشان الرياسة، الرياسة عندنا غلب" يعني أنه غير متمسك بالحكم، وهو ما تناقضه تصرفاته في التنكيل بمعارضته ونتائج استفتاءات الـ99.5% التي فاز فيها بالتزكية وغيرها من المؤامرات التي حيكت لرفاق دربه ومختلف القوى السياسية التي كان يراها خطراً على زعامته.
النقطة الثانية هي رواية لأول مرة عن ما يعرف بحادثة المنشية التي اتهم فيها شاب من جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق الرصاص على عبد الناصر في أثناء خطاب له، والمثير أن سبباً مختلفاً لما جرى، جاء على لسانه، بعيداً عما نعرفه حول صراعه مع الجماعة، وأن الحادث يدخل في هذا السياق، إذ يقول: "ممكن الفدائيين ييجوا يقتلوني، حد من الفلسطينيين، بقول لك هذه العملية حقيقىة لأنهم بيقولوا: عبد الناصر خان وسلم قضية فلسطين ومش فاهم إيه، وممكن ناس حتى مصريين يقبلوا هذا الكلام ويحصل، وأنا عارف أنا بعمل إيه بس أنا مقتنع بالكلام اللي بقوله، وممكن يطلع واحد بيعتبر عبد الناصر إنه خان، زي 54 لما قالوا إن أنا في اتفاقية الجلاء مع الإنكليز خونت لأن اديتهم حق بالاحتفاظ بالقاعدة 9 سنين، وطلع واحد ضربنى بالرصاص فى إسكندرية! أياميها وقف محمد نجيب ضد الاتفاقية وناس ضد الاتفاقية والسياسيين ضد الاتفاقية، بس العملية أنا ضامن الإنكليز ماشيين من البلد.."، أي إن ناصر يرى أن استهدافه يعود إلى دوره في اتفاقية الجلاء وحالة التحريض ضده من القوى التي ذكرها، وهذا يختلف تماماً عن فكرة أن الإخوان استهدفوه تحديداً ضمن صراع على الحكم لتحييده والسيطرة على البلاد.
استوقفني كذلك ما قاله ناصر عن حزب البعث والمرارة التي أبداها ولها ما يبررها من صراعات بعد الوحدة مع مصر وما تلا الانفصال، وعداوات مع بعث العراق جعلته يقول: "قصتنا مع حزب البعث ليست بنت اليوم، هؤلاء الناس لن آمن لهم، هذا الوضع مع البعث والقوميين العرب وكل السفلة اللي بهذا الشكل ولا أستطيع التشاور معهم لأنهم بيدوروا على الحاجة اللي ضدي وهيعملوها وقالوا جميع القيادات المهزومة لا تصلح، وعايزين قيادة جديدة تطلع بعد 67". عطفاً على ما سبق، يفترض أن ما يسمى بالناصريين لديهم عقيدة حزبية متماسكة تنطلق من أفكار وأفعال زعيمهم، لكن ما حدث على العكس مما قاله المؤسس للتيار، فالناصريون المصريون تحالفوا مع البعثيين، وصاروا من المدافعين عنهم، رغم كل جرائمهم في حق العراقيين والسوريين وقبلهم شعوب المنطقة!
الصورة
بالرغم من حالة التشرذم والمؤامرات والاحتراب العربي – العربي وقتها التي قد تفوق وقتنا هذا بمراحل، خرجت دولة واحدة من قائمة المزايدين والمستهدفين لناصر، وبعضهم توعده بالرد، على رأسهم العراق وأحمد حسن البكر (مش هسيبهم وأنا بشتغل ضدهم)، وبعده سورية، بالإضافة إلى مشاكله مع الجزائر والأردن والسعودية وحتى المغرب، على العكس من هؤلاء جميعاً وصف السودان، قائلاً: "والله السودان ده هم الوضع الطبيعي ارتباطنا بيهم من غير كتابة معاهدة (يقصد الوحدة الطبيعية بين الشعبين)، يعني إحنا مع السودانيين فيه نسب وفيه علاقات وفيه جواز متبادل"، وهذه هي نقطة الضوء الوحيدة في حديث الرجل عن العالم العربي، وإلى جانبها هذا الإصرار الشاعري من الثائر الطازج وقتها معمر القذافي، مبدياً حماسة للوحدة والتنازل عن الحكم بعد ثمانية أشهر فقط و"كلهم بيقولوا كده في الأول"، كما تقول كلمات الأغنية المصرية، حتى إن ناصر نهاه عن التفكير في الأمر بهذه الطريقة، بعدما قال: "إحنا لما نبدو دولة واحدة أو أي اتحاد أو شيء من هذا القبيل لازم يبقى فيه التزامات بينا، إذا كان ما فيش وحدة ولا تحرير والله العظيم ماني قاعد في وسط الناس أبداً!"، فسأله مثله الأعلى: "هاتسلمها لمين؟"، القذافى: "ليك إنت". عبد الناصر: "هو أنا مستحمل اللي عندى!"، القذافي: "لأ.."، عبد الناصر: "لأ..... إنت لسه بقالك 8 أشهر!". وبالفعل، أخذ الرجل بالوصية وامتد حكمه ليصبح أكثر من 42 عاماً امتلأت بتخريب بلاده والعالم العربي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معارضة غربية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة
معارضة غربية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة

BBC عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • BBC عربية

معارضة غربية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة

أعلن قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا في بيان مشترك الإثنين، معارضتهم "بشدة لتوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة". معتبرين أن إعلان إسرائيل "عن سماحها بدخول كمية أساسية من الغذاء إلى غزة غير كافٍ إطلاقاً". وطالبوا أيضاً بإفراج حركة حماس عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها. وفي بيان مشترك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية. ونقلت فرانس برس ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو الإثنين، على إدانة قادة فرنسا وبريطانيا وكندا للحملة العسكرية التي تشنّها إسرائيل في قطاع غزة، إذ اعتبر أن موقفهم بمثابة منح حركة حماس "جائزة كبرى". وجاء في بيان نتنياهو "بالطلب من إسرائيل وضع حدّ لحرب دفاعية نخوضها من أجل بقائنا قبل القضاء على إرهابيي حماس عند حدودنا وبالمطالبة بدولة فلسطينية، يقدّم قادة لندن وأوتاوا وباريس جائزة كبرى لهجوم الإبادة الجماعية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع التشجيع على مزيد من هذه الفظائع"، وفق تعبيره. وتدرس محكمة العدل الدولية "ما إذا كانت هناك إبادة جماعية تحدث في غزة". وكانت دولة جنوب أفريقيا قد اتهمت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب "إبادة جماعية في غزة"، وهو ما ترفضه إسرائيل. وكان نتنياهو، قد أعلن اعتزام إسرائيل السيطرة على قطاع غزة بأكمله. وقال في شريط مصوّر إن "القتال شديد ونحن نحقق تقدما. سوف نسيطر على كامل مساحة القطاع... لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له". ويأتي هذا الإعلان في ظل تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وعملياته العسكرية البرية على غزة وتزايد القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني في القطاع، الذي دخلته الاثنين شاحنات محمّلة بالمساعدات للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين. وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 91 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع منذ فجر الاثنين. وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن قواته "استهدفت أكثر من 160هدفاً خلال الساعات الأخيرة". وأصدر الجيش أمراً بالإخلاء "الفوري" لسكان محافظة خان يونس ومنطقتي بني سهيلا وعبسان المجاورتين. الحوثيون: ميناء حيفا ضمن بنك الأهداف من جانبها أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي اليمنية، "فرض حظر بحري على ميناء حيفا"، بحسب بيان صدر عنهم مساء الاثنين. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع في بيان مصور نشر عبر حسابه على منصة تلغرام: إن "القوات المسلحة اليمنية، بالتوكل على الله، وبالاعتماد عليه قررت بعون الله تنفيذ توجيهات القيادة ببدء العمل على فرض حظر بحري على ميناء حيفا. وعليه، تنوه إلى كافة الشركات التي لديها سفن متواجدة في هذا الميناء أو متجهة إليه، بأن الميناء المذكور صار منذ ساعة هذا الإعلان، ضمن بنك الأهداف، وعليها أخذ ما ورد في هذا البيان وما سيرد لاحقاً بعين الاعتبار". واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما في ذلك على مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، وأعلنوا أن ذلك بهدف "التضامن مع الفلسطينيين في غزة"، على الرغم من موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأمريكية، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. وتشير رويترز إلى اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقتها الجماعة على إسرائيل، في حين نفّذت إسرائيل ضربات رداً على ذلك، بما في ذلك ضربة في 6 مايو/أيار ألحقت أضراراً في المطار الرئيسي في صنعاء وأسفرت عن مقتل عدة أشخاص. "قطرة في محيط" أعلنت إسرائيل دخول "خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة محمّلة بمساعدات إنسانية، بما في ذلك طعام الأطفال، إلى قطاع غزة عبر (معبر) كرم أبو سالم"، وأشارت إلى أنها ستسمح "لعشرات من شاحنات المساعدات" بالدخول "في الأيام المقبلة". من جهته وصف منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر دخول شاحنات المساعدات بأنه "قطرة في محيط" الاحتياجات في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي يعاني من الجوع. وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن "المساعدات لم تسلم" في غزة لأن "الليل قد حل" وبسبب "ظروف أمنية". وكان نتنياهو أشار الى أن على بلاده تفادي حدوث مجاعة في القطاع المحاصر "لأسباب دبلوماسية"، مع السماح بدخول كميات محدودة من الغذاء ابتداء من يوم الاثنين. وندّدت كلير نيكوليه من منظمة أطباء بلا حدود بما أسمتها عملية "ذرّ الرماد في العيون" وقالت "إنها طريقة للقول نعم نحن نسمح بدخول الأغذية، لكنها خطوة شبه رمزية". وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس من خطر المجاعة في قطاع غزة حيث يوجد "مليونا شخص يتضورون جوعا". وفي الدوحة، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، من دون تسجيل تقدم يُذكر للتوصل لاتفاق. وقال مكتب نتنياهو إن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح. ومنذ انهيار الهدنة الهشة التي استمرت شهرين واستئناف إسرائيل عملياتها في قطاع غزة في 18 آذار/مارس، فشلت المفاوضات التي تتوسط فيها كل من قطر والولايات المتحدة في تحقيق اختراق. وقال مصدر في حماس إن الحركة مستعدة "لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين دفعة واحدة بشرط التوصل لاتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن إسرائيل تسعى "للإفراج عن أسراها على دفعتين أو دفعة واحدة مقابل هدنة مؤقتة"، وفق ما نقلت وكالة رويترز للأنباء. ويُصر نتنياهو على عدم إنهاء الحرب دون "القضاء بشكل كامل على حماس" التي ترفض تسليم سلاحها أو التخلي عن الحكم في القطاع.

الحوثيون يعلنون فرض حظر بحري على ميناء حيفا
الحوثيون يعلنون فرض حظر بحري على ميناء حيفا

العربي الجديد

timeمنذ 12 ساعات

  • العربي الجديد

الحوثيون يعلنون فرض حظر بحري على ميناء حيفا

أعلنت جماعة " أنصار الله الصورة زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي زعيم جماعة "أنصار الله" ( الحوثيين ) عبد الملك الحوثي، مات شقيقه حسين الحوثي، مؤسس الجماعة، فدفع به والده إلى القيادة رغم صغر سنه. استولى على محافظة عمران شمالي اليمن، والعاصمة صنعاء وغيرهما منتصف 2014. وفي 6 فبراير/ شباط 2015 أعلن عبد الملك الحوثي سيطرته على الحكم في اليمن بإصدار إعلان دستوري حُل بموجبه البرلمان، وأنشئ مجلس وطني، وشُكل مجلس رئاسي " (الحوثيون) في اليمن، مساء اليوم الاثنين، فرض حظر بحري على ميناء حيفا، متوعدة بـ"اتخاذ ما يلزم من إجراءات إضافية" إسناداً للشعب الفلسطينيين ومواصلة عملياتها حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة. وقال المتخدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان مصور بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، إنه تقرر "بدء العمل على فرض حظر بحري على ميناء حيفا"، مشيراً إلى أن القرار "رد على تصعيد العدو الإسرائيلي عدوانه الوحشي واستمرار الحصار والتجويع". وفي حين أكد سريع أن " ميناء حيفا صار منذ ساعة إعلان هذا البيان ضمن بنك الأهداف"، نبّه إلى أن "على كافة الشركات التي لديها سفن في ميناء حيفا أو المتجهة إليه أخذ ما ورد في البيان وما سيرد لاحقاً بعين الاعتبار"، مذكراً في الوقت نفسه بـ"نجاح فرض الحصار على ميناء أم الرشراش (إيلات) وتوقفه". ذلك توعد الحوثيون بإجراءات إضافية دعماً للشعب الفلسطيني، إذ قال سريع في البيان نفسه: "لن نتردد بعون الله في اتخاذ ما يلزم من إجراءات إضافية دعماً وإسناداً لشعبنا الفلسطيني المظلوم ولمقاومته العزيزة"، مشدداً على أن "كافة إجراءاتنا وقراراتنا المتعلقة بالعدو الإسرائيلي سوف تتوقف حال توقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها". أخبار التحديثات الحية إسرائيل تهدّد باغتيال عبد الملك الحوثي وتقصف ميناءي الحديدة والصليف وكانت جماعة الحوثيين قد توعدت، الخميس الماضي، بتوسيع عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد وقت وجيز من استهدافها مطار بن غوريون في تل أبيب للمرة الخامسة خلال أسبوع، كما سبق ذلك إعلان زعيم الحوثيين، الخميس، أن جماعته ستواصل فرض ما سماه "حظراً جوياً على العدو الإسرائيلي"، مضيفاً، في خطاب بثته قناة "المسيرة"، أن "عمليات الإسناد من اليمن بلغت في هذا الأسبوع تسع عمليات بصواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيّرة"، وقال إن "من أهم عمليات هذا الأسبوع العمليات باتجاه مطار اللد (بن غوريون) في إطار العمل المستمر الهادف إلى فرض حظر جوي على العدو الإسرائيلي". وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شنّ الأسبوع الماضي غارات جوية عنيفة استهدفت مطار صنعاء الدولي ومحطات توليد كهرباء في مناطق حزيز وذهبان وعصر، إلى جانب مصنع للإسمنت في محافظة عمران، وذلك رداً على هجمات سابقة استهدفت مطار بن غوريون . وأكد بيان جيش الاحتلال أن الغارات استهدفت "بنى تحتية تابعة لجماعة الحوثي في مطار صنعاء ومرافق حيوية أخرى"، مضيفاً أن هذه الضربات تأتي في إطار الرد على تهديدات أمن الملاحة الجوية والبحرية. وتشنّ جماعة الحوثيين منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.

بابا الفاتيكان الجديد يدعو لوقف الحرب في غزة وأوكرانيا
بابا الفاتيكان الجديد يدعو لوقف الحرب في غزة وأوكرانيا

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

بابا الفاتيكان الجديد يدعو لوقف الحرب في غزة وأوكرانيا

ناشد البابا لاوون الرابع عشر القوى العالمية الكبرى "وقف الحروب"، في أول قداس له اليوم الأحد أمام الحشود في ساحة القديس بطرس منذ انتخابه بابا للفاتيكان. ودعا البابا الجديد، الذي انتُخب في الثامن من مايو/ أيار الحالي، إلى "سلام حقيقي ودائم" في أوكرانيا ووقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين. كما رحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان ، وقال إنه يدعو الله أن يمنح العالم "معجزة السلام". وانتُخب روبرت بريفوست بابا جديداً للكنيسة الكاثوليكية الخميس الفائت، ليصبح أول أميركي يتولى منصب البابوية، خلفاً للراحل فرنسيس ، وحمل البابا الجديد (69 عاماً) اسم لاوون الرابع عشر في سابقة هي الأولى منذ القرن التاسع عشر. وبعد تصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة القديس بطرس إيذاناً بانتخاب بابا جديد للفاتيكان ، ظهر البابا لاوون الرابع عشر من شرفة الكنيسة، وهو يرتدي الرداء الأحمر التقليدي للبابوية، وهو الرداء الذي تجنبه البابا فرنسيس لدى انتخابه في 2013. وفي كلمته الأولى دعا إلى "السلام وبناء الجسور". سيرة سياسية التحديثات الحية لاوون الرابع عشر.. أول بابا أميركي للكنيسة الكاثوليكية ومنتقد لترامب وجاء انتخاب البابا الجديد بعدما أدلى 133 كاردينالاً (المخولون باختيار البابا)، وهم يرتدون ثياباً حمراء من أنحاء العالم بأصواتهم. وخلال المجمع البابوي، مُنع الكرادلة من مغادرة المكان أو الاتصال بالعالم الخارجي، أثناء اختيارهم الزعيم رئيس الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص حول العالم. ولا تقتصر أهمية انتخاب البابا الجديد على الأوساط الكاثوليكية فحسب، بل تمتد إلى الجغرافيا السياسية والدبلوماسية الدولية، ولا سيّما في ظل تصاعد النزعات الشعبوية، وعودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الساحة الدولية، والحرب الدائرة في غزة وأوكرانيا. ومن المقرر أن يقام قداس تنصيبه الكبير يوم الأحد المقبل، مرة أخرى في ساحة القديس بطرس. ومن المتوقع أن يحضره قادة وممثلون من جميع أنحاء العالم. ووفقاً لتقارير إعلامية، انتقد البابا لاوون الرابع عشر ترامب، وسياساته المتعلقة بالهجرة. كما ورد أن بريفوست، انتقد تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، بشأن إعطاء الأولوية لمجتمعه على حساب بقية العالم، واصفاً إياها بأنها "خاطئة". ويتحدث بريفوست الإنكليزية، والإسبانية، والإيطالية، والفرنسية، والبرتغالية، ويستطيع قراءة اللغة اللاتينية والألمانية. (رويترز، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store