logo
#

أحدث الأخبار مع #OpenHappiness

من الشرق والغربمتى ينتصر المحتوى الاستراتيجي على المحتوى الرائج؟
من الشرق والغربمتى ينتصر المحتوى الاستراتيجي على المحتوى الرائج؟

الرياض

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • الرياض

من الشرق والغربمتى ينتصر المحتوى الاستراتيجي على المحتوى الرائج؟

في زمن تُصنع فيه الترندات خلال دقائق، وتُنسى خلال ساعات، لا عجب أن ينجرف البعض خلف "المحتوى اللحظي" بحثًا عن الانتشار، متوهمين أن كثافة الحضور تعني التأثير، لكن التجارب العالمية تقول شيئًا مختلفًا تمامًا: من أراد البقاء في الذاكرة، لا يطارد الضوء.. بل يصنعه. غالبًا ما يكون المحتوى الرائج ردّ فعل لحالة مؤقتة: تصريح مثير، موجة شعبية، أو جدل آني. سرعان ما يبهت هذا النوع من المحتوى، لأنه لم يُبنَ على رؤية أو هدف أعمق، لا يرتكز على رسالة متماسكة، بل يُصاغ تحت ضغط الزمن والمزاج العام، في محاولة للظهور لا للبقاء. وفي المقابل، يتقدم المحتوى الاستراتيجي بخطى ثابتة، لا يُصاغ على عجل، بل يُنسج بعناية ضمن نسيج الرسالة الكبرى للجهة، ويعزز الصورة الذهنية المرسومة بدقة على مدى سنوات. لنأخذ على سبيل المثال شركة أبل، نادرًا ما تتفاعل مع الترندات الرقمية العابرة أو الأحاديث الشائعة، لكن في كل منتج، مؤتمر، أو إعلان، هناك رسائل متكررة: التصميم الراقي، الابتكار العملي، والخصوصية، فالشركة لا تسوّق الأجهزة فقط، بل تسوّق فلسفة أعمق، جمهورها لا يشتري منتجات فحسب، بل ينتمي إلى أسلوب تفكير وهوية بصرية ونفسية تمتد عبر الزمن، هذا هو جوهر المحتوى الاستراتيجي: الرسالة التي لا تتغير، بل تتطور باستمرار. في عالم يتسابق فيه البعض لمواكبة كل ما هو رائج، نجد أن شركة كوكا كولا اختارت مسارًا مختلفًا وأكثر رسوخًا، لم تركز على تسويق منتجها كمشروب غازي فقط، بل على المشاعر والقيم المرتبطة به: الفرح، المشاركة، العائلة، اللحظة السعيدة، حملات مثل (Open Happiness) ليست مجرد شعارات، بل استراتيجيات مبنية على فهم عميق لسلوك المستهلك وعلاقته العاطفية بالعلامة التجارية، حتى في المواسم، تقدّم الشركة قصصًا إنسانية دافئة تنسجم مع رؤيتها، دون الركض خلف مواضيع اللحظة، هدفها ليس لفت النظر كل يوم، بل ترسيخ حضور دائم في وجدان الجمهور، وهذا هو سر وجودها لعقود في ذاكرة المستهلك. شركة نت فليكس أيضًا تُعد نموذجًا في إدارة المحتوى الاستراتيجي، لا تدخل كل نقاش شائع، بل تختار متى وأين تظهر، وفقًا لما يخدم محتواها ويعزز هويتها، فعلى سبيل المثال، عند تسويق مسلسل مثل (The Crown) ، لم تكتفِ بالإعلانات المباشرة، بل صنعت محتوىً ثقافيًا ذكيًا: مقاطع من خلف الكواليس، حوارات مع النقاد، تحليلات رمزية، أدوات تعزز من القيمة الإدراكية، وتدفع الجمهور للارتباط العاطفي والمعرفي بالمحتوى. صناع المحتوى المميزون يدركون أن ليس كل ما يُسمع يُؤثّر، وليس كل ما ينتشر يُخلَّد، العمق هو ما يصنع الفرق، أن يُبنى المحتوى على رؤية، وقيم وهوية، يعني أن الجمهور سيظل يتذكرك حتى بعد أن تمر الموجة وتُطوى الترندات. الترند يُلاحَق، أما الاستراتيجية فتُبنى، من يسوّق لهويته كل يوم، ليس كمن تبنيه الأيام عبر رسائل منسجمة، صبورة، وعميقة، ولعل ما يمكن قوله: السطح يعكس الضوء، لكنه لا يحفظ الدفء. في عالم الإعلام الحديث، قد يكون الوصول إلى ملايين المشاهدات مسألة وقت، لكن ترك أثر يدوم، يتطلب ما هو أبعد من مجرد الظهور، التأثير الحقيقي لا يُقاس بالضجيج، بل بالقدرة على التمييز بين اللحظة العابرة والرسالة المتجذرة، فالرواج يسطع سريعًا ويخفت، أما المحتوى الذي يعرف وجهته، فهو الذي يُبقي الحضور حيًّا في الذاكرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store