logo
#

أحدث الأخبار مع #Parasite

أمريكا توسع قيودها التجارية .. رسوم 100% على الأفلام المنتجة خارجها
أمريكا توسع قيودها التجارية .. رسوم 100% على الأفلام المنتجة خارجها

الاقتصادية

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الاقتصادية

أمريكا توسع قيودها التجارية .. رسوم 100% على الأفلام المنتجة خارجها

يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فرض رسوم جمركية 100% على الأفلام المنتجة في الخارج، موسعا نطاق سياساته التجارية التقييدية على الواردات، لتشمل قطاع الترفيه لأول مرة. في منشور على موقع "تروث سوشيال"، قال ترمب إنه وجه وزارة التجارة "بالبدء فورا في عملية فرض الرسوم على الأفلام الأجنبية"، وتابع "نريد أفلاما أمريكية الصنع مجددا". ليس من الواضح كيف ستعمل هذه الرسوم، ولا كيف سيتم تقييم هذه الأعمال لأغراض تحصيل الرسوم. وستتضمن العديد من أفلام استوديوهات هوليوود إنتاجا عالميا، بما في ذلك مواقع تصوير في دول أجنبية، وأعمال ما بعد الإنتاج التي يمكن إجراؤها في أي مكان في العالم. ارتفاع شعبية الأفلام الأجنبية مع ذلك يأتي هذا الإجراء في أعقاب خطوة اتخذتها الصين الشهر الماضي بتخفيض معتدل لعدد أفلام هوليوود المسموح بها في البلاد، ردا على الرسوم الجمركية الصارمة التي فرضها ترمب، صرحت إدارة السينما الصينية في أبريل أن القيود "ستقلل حتما من استحسان الجمهور المحلي للأفلام الأمريكية". في حين تعد صناعة السينما الأمريكية الأكثر تأثيرا في العالم، شهدت الأفلام الأجنبية ارتفاعا في شعبيتها في السنوات الأخيرة، وحازت على إشادة واسعة، على سبيل المثال فاز فيلم الإثارة الكوري الجنوبي "Parasite" بأربع جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم عام 2020.

"ميكي 17".. خيال علمي وسخرية سياسية أقرب إلى الواقع
"ميكي 17".. خيال علمي وسخرية سياسية أقرب إلى الواقع

الجزيرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

"ميكي 17".. خيال علمي وسخرية سياسية أقرب إلى الواقع

جاء المخرج الكوري الجنوبي " بونغ جون هو" الفائز بالأوسكار عن فيلم "الطفيلي" (Parasite) إلى هوليود محملا بكم هائل من السخرية والكاريكاتير، ومسلحا بخيال جامح لم تستطع شركة وارنر براذرز الأميركية الحد منه بعد أن منحته اعتمادا مفتوحا لتقديم فيلم هوليودي إثر فوزه بالأوسكار عام 2019، فبلغت تكلفة فيلمه الجديد "ميكي 17" (Micky 17) أكثر من 118 مليون دولار. طباعة الإنسان ترجم المخرج "بونغ" العملية التقليدية التي يتبعها النظام الرأسمالي لاستبدال العمال الذين يعجزون عن الاستمرار لأي سبب إلى عملية خيالية تتسم بالجنون، حيث يتم طباعة جسد الشخص بعد موته باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد، ليعود إلى العمل مجددًا في كل مرة يموت فيها ويُعاد إحياؤه. تدور أحداث العمل في المستقبل، وتحديدًا في عام 2054، مع التركيز على شخصية ميكي بارنز، الذي يلعب دوره الممثل روبرت باتينسون. ميكي هو عامل "قابل للاستبدال" في مهمة لاستعمار كوكب "نيفلهايم" الجليدي. يتطلب دوره أداء مهام خطرة غالبًا ما تؤدي إلى موته، ليُعاد إحياؤه بفضل تقنية استنساخ متطورة. تعكس هذه الدورة من الموت والبعث الجوانب اللاإنسانية للعمل في ظل الرأسمالية إعلان الرأسمالي الجشع لا يطمح إلا إلى عملية مثل هذه، حيث يتم استبدال العامل بسهولة دون الحاجة للتكاليف المرتبطة بالتأمين والمعاشات. في المقابل، يتيح الطب الاستعماري التجريبي فرصًا لا حصر لها من خلال تعريض "ميكي" لأخطر المخاطر والسموم، وعندما يموت نتيجة لذلك، يتم طباعة جسده مرة أخرى بعد دراسة أسباب موته وصنع اللقاحات اللازمة لتجنبها. يموت ميكي 16 مرة قبل أن يتم طباعة النسخة السابعة عشرة التي تدور حولها أحداث الفيلم. في إحدى المهام، يعود ميكي من مهمة كان من المتوقع أن يموت فيها، ليكتشف أنه أُعيد طبعه عن طريق الخطأ باسم "ميكي 18". هذا الخطأ يضعه في موقف قانوني حرج يهدد بإعدام النسختين. يتعين على "كينيث مارشال"، رجل الأعمال وقائد الرحلة الذي يلعب دوره الممثل مارك رافالو، تنفيذ هذا الشرط ضمن موافقة المجلس الحاكم للأرض على الرحلة الاستعمارية إلى كوكب جليدي في الفضاء. جمع المخرج بونغ جون هو، في العمل المقتبس عن رواية إدوارد أشتون (ميكي 17) بين الخيال العلمي والأكشن والكوميديا، مع لمسة رومانسية في فيلم يبرز تعقيد السرد وذكاء الطرح، مما يعكس توقيع مخرجه. يبدو أن تأخر تنفيذ الفيلم بسبب اضطرابات هوليود في عام 2023، والتي سبقتها جائحة كورونا والإغلاق العام، كان بمثابة فرصة لصناعة عمل مميز. إلا أن الفيلم يواجه معارضة من بعض خصومه من أصحاب الياقات البيضاء ومؤيدي ترامب. سرد مفاجئ يبدأ الفيلم بمشهد بائس للبطل ميكي 17 وقد سقط في حفرة ثلجية عميقة، وبدلا من أن ينقذه زميله، يسخر منه ويسأله عن شعور الموت للمرة السابعة عشرة تاركا إياه تحت رحمة البرد، مؤكدا أنه سينتظر النسخة الثامنة عشرة منه، لكن حيوانا غير معروف سابقا يظهر بشكل مفاجئ وبدلا من التهامه يقوم بإنقاذه والدفع به إلى أعلى حتى يعود إلى سفينته الفضائية مرة أخرى. يعود السارد (بصوت البطل) إلى بداية القصة، حيث يستدعي المخرج الكوري الجنوبي نقطة الانطلاق الدرامية لمسلسل "لعبة الحبار 1". كما دفعت الديون مجموعة المقامرين الأولى إلى الرهان بالموت كبديل للذل والبؤس، ينطلق البطل ميكي بارنز في رحلة مجهولة للهروب من ديونه إلى كوكب آخر، ليقبل بوظيفة غريبة كـ"قابل للاستبدال"، كما لو كان منديلا ورقيًا أو طبقًا يُستخدم في رحلات التخييم لمرة واحدة ثم يُلقى في أقرب سلة مهملات. يتعرض ميكي بارنز لسؤال متكرر من المحيطين به عن "شعور الموت"، وفي كل مرة يهرب من الإجابة، باستثناء المرة الأخيرة حين يعلن أنه يكره هذا الشعور بشدة، رغم يقينه بأنه سيعود بعد 20 دقيقة فقط. يعكس هذا السؤال الهوس الدرامي الكوري الجنوبي بالموت وما بعده في العديد من الأعمال الدرامية، لكنه يعرضه من زاوية مختلفة، تتعلق بمحاولة الانتصار على الشيخوخة وهزيمة الموت من خلال الطب في عالم الإمبريالية. من خلال سرده للأحداث، يثبت بونغ جون هو، استحالة التطابق التام بين كائن وآخر حتى لو كان الاستنساخ هو الحل. يقدم شخصيتي ميكي 17 وميكي 18 ككائنين مختلفين تمامًا في ردود الأفعال والرغبات والطموحات، مما يضطره في النهاية إلى التضحية بأحدهما فداءً لركاب سفينته الفضائية. مارك رافالو وترامب أثار أداء مارك رافالو لشخصية "كينيث مارشال" ردود فعل واسعة، تبرز خياراته الجريئة والطابع الاستقطابي للشخصية التي يجسدها، فهو يقدم شخصية سياسي فاشل تحول إلى قائد مصاب بجنون العظمة لمهمة استعمار فضائية لكوكب نيفلهايم الجليدي. وتميز أداؤه بمبالغة وسخرية، تعكس صورة كاريكاتيرية لشخصيات سياسية في العالم الحقيقي، وأبرزها دونالد ترامب رغم تصريح يونغ بأن الفيلم مستوحى من مزيج أوسع من السياسيين. مارشال الذي قدمه رافالو هو طاغية رقيق البشرة ذو سلوكيات مبالغ فيها، لديه أسنان اصطناعية، وشعر مصفف للخلف، وميل إلى الخطب المتضخمة التي يلقيها على أتباعه الذين يرتدون القبعات الحمراء، وقد أضفى رافالو بأدائه طاقة كوميدية جبارة على العمل، وأكد على تنوع أدائه بين شخصية الصحفي المنضبط الثوري التلقائي في "نقطة الضوء" 2015 (Spotlight) وبين "ميكي 17" 2025. جسد مارك رافالو في الفيلم شخصية الشرير الكاريكاتيرية، وقدّم مزيجًا كوميديًا مع زوجته "إيلفا" التي لعبت دورها الممثلة توني كوليت، حيث أظهر سخافة ولُزوجة الزوجين بطريقة مضحكة ومقززة في الوقت ذاته. أما بطل العمل، روبرت باتينسون، فقد كان في موقف صعب، إذ كان عليه تجسيد شخصية واحدة ومتعددة في آنٍ واحد، مما يتطلب تغييرات طفيفة في أدائه لكنها مؤثرة، بالإضافة إلى مقاومة هادئة وفعّالة، وكوميديا تجمع بين القوة النفسية والهشاشة في الوقت نفسه. كان من الضروري أن تحتفظ كل نسخة من ميكي بالذكريات والشكوك والمشاعر، ونجح باتينسون بمهارة في تقديم كل نسخة من خلال التحولات الدقيقة في السلوك، والتغييرات الطفيفة في حركات الجسد، ونبرة الصوت، وحركة العين، ليُحوّله في نسخته الأخيرة إلى رجل يشكك في أهدافه وحياته، بل وفي وجوده نفسه في عالم يختصره إلى مجرد وظيفة. طرح بونغ جون هو، أسئلته الخاصة من خلال فيلم هوليودي ضخم الإنتاج حقق نجاحًا كبيرًا حتى الآن على المستويين النقدي والجماهيري، مسجلًا اسمه في عاصمة السينما العالمية. وقد استطاعت هوليود أن تختطفه بعد عقود من التجريب السينمائي الكوري الجنوبي، لتحتفظ به ضمن قائمة المبدعين العالميين الذين جاؤوا من خارج الولايات المتحدة.

ما بين كوكب بارد فوق كوكب بعيد ودراما ساخنة على الأرض
ما بين كوكب بارد فوق كوكب بعيد ودراما ساخنة على الأرض

الشرق الأوسط

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

ما بين كوكب بارد فوق كوكب بعيد ودراما ساخنة على الأرض

MICKEY 17 (جيد) ‫• إخراج: بونغ جون هو‬ Bong Joon Ho • الولايات المتحدة | خيال علمي • عروض مهرجان برلين (2025). بعد جولته الناجحة في طبقات المجتمع الكوري في «طفيلي» (Parasite) الذي نال عنه «أوسكار أفضل فيلم عالمي» سنة 2019، قام المخرج جون هو باستدارة كاملة صوب فيلمه الأسبق «Okja» المنجَز سنة 2017، ليس من حيث الموضوع بحد ذاته، بل من حيث اختيار التطرّق إلى العلم بوصفه سبيلاً للثروة والسُلطة. العلم والاستهلاك يسيران يداً بيد لخدمة القلّة و«ميكي 17» يماثل «أوكجا» وأعمالاً أخرى للمخرج (من بينها «ذكريات جريمة قتل»، 2013) في مزجه الحكاية بإسقاطات نقدية اجتماعية. روبرت باتينسون هو «ميكي»، والتاريخ هو 2054. بعض الأحداث تدور على الأرض، وأخرى في الفضاء، وفوق كوكب اسمه «نيفلهايم» تدور أيضاً أحداث. ميكي عاش 16 مرّة سابقاً بفضل ڤاكسين؛ يصنع منه نُسخاً متعددة. كلما انتهت صلاحية إحداها (بالموت عادة)، تُوفّر نسخة أخرى منه. النسخة 17 انضمّت إلى مركبة فضائية، ولأنه بلا خبرات محدَّدة، اقترح أن يشغل وظيفة «مُستغنى عنه»، وهذا يعني أنه يقبل أن يموت. إنه جرذُ اختبار لمعرفة ما إذا كان الكوكب صالحاً للحياة فعلاً أم لا؛ خصوصاً أن هناك وحوشاً تعيش عليه. يُعتقد أنه مات فعلاً، ويُستنسخ لشخص بالملامح والذكريات نفسها... سيلتقيان (ويتقاتلان) أمام سؤال مرير حول المدى الذي قد يذهب العلم إليه مستقبلاً. هو ليس الفيلم الوحيد الذي طرح هذا السؤال، كما أنه ليس أفضل مَن أجاب عنه. يؤدي مارك رافالو شخصية سياسي أميركي يُجسّد التركيبة العلمية الاستهلاكية السياسية ذات التوجه الديني اليميني. أمرٌ أقرب لنموذج (مقصود) بين رونالد ريغان ودونالد ترمب. بيد أن المرء هنا يتمنَّى لو أن صورة هذا السياسي لم تُرسم كاريكاتيرياً وبلا عمق. الفيلم مثيرٌ في حكايته، وباتينسون جيد فيما يقوم به. يُشيّد خطوة مهنية مهمّة لما سبق وقام به. لكنه مضطرب في وجهاته وسرده غير المتواصل. «هستيريا» (بلوتو فيلم) HYSTERIA (جيد) ‫• إخراج: محمد عاكف باياكاتالاي‬ • ألمانيا/ تركيا | تشويق • عروض مهرجان برلين (2025). ليست هناك أفلام كثيرة في تاريخ السينما من بطولة «مساعد مخرج». هنا تفعيلة جيدة في هذا المضمار بطلتها ممثلة جيدة وغير معروفة خارج ألمانيا، اسمها دڤريم لينغناو. إنها «إليف» الشابة التي تجد نفسها في دوّامة من المواقف عندما يحتج فريق تركي وكردي على قيام مخرج الفيلم (سركان كايا) بتصوير مشهد لحرق القرآن الكريم، عادّين ذلك مساساً بشعور المسلمين، وقد يؤدي إلى ردّات فعل عنيفة واحتجاجات. في البداية، لم يكن لها رأي في هذا الخصوص، بيد أنها تعكس فرحها عندما تُخبرها المنتجة الألمانية «ليليث» (نيكولت كرابيتز) بأنها قررت إعادة التصوير من دون ذلك المشهد. المشكلة أن أحدهم سرق ما صُوّر من داخل الشقة التي استأجرتها المنتجة، والتي تستخدمها إليف. وسيبقى السؤال: مَن هو الفاعل ولماذا؟ لأن إليف لا تزال مُتّهمة، كذلك عاملون آخرون في الفيلم. في المشهد النهائي ستُوسَّع دائرة الشكوك لتشمل المخرج فيجيت (سركان كايا) والمنتجة نفسها. نهاية الفيلم هي نقطة ضعف أساسية؛ إذ تحاول معاقبة الجميع لمجرد غاية المخرج للقول إن الجميع مسؤول. يتعامل الفيلم مع الوضع الجاهز للانفجار بين المواطنين الأتراك والألمان مع أنياب العنصرية، لكنه يتراجع عن تحويل الفيلم إلى نقد محدد. حوار جيد، والمخرج يدفع صوب تشويق دائم. هو كتب سيناريو كان يمكن لبطولته أن تكون لمخرج الفيلم أو منتجته أو بعض أعضاء فريقه من الرجال، بيد أن اختيار فتاة والدها تركي، وأمها ألمانية، وتقف على خط نحيف قد يعرّضها للسقوط، يمتاز بالذكاء. Voy Voy Voy (فيلم كلينيك) ڤوي ڤوي ڤوي (وسط) • إخراج: عمر هلال • مصر | كوميديا • عروض جائزة «مركز الفيلم العربي» (2025). مثّل هذا الفيلم السينما المصرية في سباق «أوسكار أفضل فيلم عالمي»، العام الماضي. كيف وهو لا يرقى إلى المستوى المفترض؟ لم يعد ذلك مهمّاً، لكن ما زال في البال كمُّ الاستقبال النقدي المؤيد للفيلم، على أساس أنه فيلم جديد في موضوعه، وجيد في إخراجه. في الواقع قد يكون جديداً، لكن ذلك ليس نقطة الفصل فيه، لأنه في نهاية مطافه كوميديا تفتقر لأسباب الضحك، وإخراجه تقليدي من دون عمق، وبه أخطاء كثيرة في خانة المنطق. يدور حول الشاب «حسن» (محمد فراج) الذي، تحت ضغط الحاجة لزيادة دخله، يدّعي أنه كفيف وينضم لفريق كرة قدم من المكفوفين الذين يتدرّبون لمباراة عالمية لأمثالهم ستُقام في بولندا. هي فرصة لحسن للهجرة بعيداً عن الوضع الماثل. هناك ما يشد الاهتمام إلى أن يبدأ المُشاهد بالتقاط نقاط الضعف في القصّة والأداءات والإخراج عموماً. الفكرة نفسها كان يُمكن لها أن تشيِّد عملاً أفضل لو كان لدى صانعي الفيلم الطموح الكافي.

Mickey 17.. بعد الأوسكار..ما يقع إلا الشاطر!
Mickey 17.. بعد الأوسكار..ما يقع إلا الشاطر!

الشرق السعودية

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

Mickey 17.. بعد الأوسكار..ما يقع إلا الشاطر!

إذا كانت هوية الإنسان عبارة عن ذاكرة، وكان من الممكن تخزينها على شريحة إلكترونية، وإذا كان الجسد يمكن استنساخه بالمواصفات نفسها، لعمل نسخة مطابقة للمرء، فما الذي يمنع الإنسان من أن يتكرر، بالجسد نفسه والذاكرة نفسها، عقب موته؟ هذه هي الفرضية التي ينبني عليها فيلم Mickey 17، تأليف وإخراج بونج جون هو، الكوري الذي أقام الدنيا منذ 6 سنوات بفيلمه Parasite الذي حصد الأوسكار وعشرات الجوائز الدولية الكبرى. في Mickey 17، يعود بونج جون هو إلى نوعه الفني المفضل، وهو قصص الخيال العلمي التي تدور في عالم مستقبلي خيالي، لكنه صورة مضخمة ومبالغ فيها للواقع الاقتصادي والسياسي، ولعلاقات السلطة والخضوع على مستوى الأفراد والطبقات، كما فعل من قبل في فيلم ومسلسل Snowpiercer وفيلم Okja. يستقي Mickey 17 فرضياته من العملين السابقين، من Snowpiercer فكرة اتحاد العلماء والأثرياء للنجاة في حالة دمار كوكب الأرض، باختراع قطار لا يتوقف أبدا يستقله الناجون، وهي الفكرة التي عالجها أيضا في Parasite، ولكن بشكل أكثر واقعية، من خلال الأنفاق المضادة للقنابل النووية التي يبنيها الأثرياء تحسبا لأي حرب محتملة. في "ميكي 17" تتمثل النجاة في الهرب إلى كوكب جليدي اسمه "نيفهايم" تقوم باحتلاله بعثة شركة عملاقة يرأسها رجل أعمال وسياسي يشبه ويتحدث مثل دونالد ترمب! الفكرة الثانية هي الاستنساخ والكائنات المخلقة بالهندسة الوراثية التي سبق أن عالجها جون هو في فيلم Okja، والتداعيات الأخلاقية والبيئية التي يمكن أن تنتج عن هذه التجارب. الخيال العلمي في أعمال جون هو، إذن، لا يتعلق بالآلات أو الذكاء الاصطناعي أو حروب الكواكب الأخرى، ولكنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالإنسان والأنظمة الاجتماعية والأخلاقية التي تحكمه، وتحوله إما إلى مستغلٍ أو مستغلَ، إلى وحش أو كائن طفيلي. سادة وعبيد في الفضاء البعيد تدور أحداث Mickey 17 في 2050، حيث يستطيع العلماء تحقيق حلم السفر إلى الكواكب، ولكن هذا السفر يقتصر بالطبع على الأثرياء وأصحاب السلطة، والإشكالية دوما، كما في Snowpiercer وParasite، أن هؤلاء السادة يحتاجون إلى عبيد أو أناس يخدمونهم، ما يعني أن الصراع الطبقي لا يمكن حله أو القضاء عليه. يبدأ Mickey 17 بشركة سفريات الكوكب الجديد تطلب موظفين وعمالاً في مهن مختلفة، ومن بين المتقدمين شابان هاربان من ديون رجال العصابات، يتقدم أحدهما لمهنة قائد سفينة، بينما الثاني، عديم الإمكانيات، بطلنا، ميكي بارنز (بأداء روبرت باتنسون)، يتقدم لمهنة لا يرغب فيها، ولم يتقدم إليها، أحد، وهي مهنة Expandable أي "مُستهلَك"، أو "قابل للتخلص منه"! وإذا كنت تعتقد أنها مهنة "خيالية" لا وجود لها في الواقع، فانتظر قليلا لتتأكد أنها حقيقية وموجودة في العالم بالفعل! يعمل "ميكي"، حرفيا، كفأر تجارب معملية، يتم إرساله في مهمات على الكوكب الجديد يمكن أن يموت فيها، ثم يعاد طباعته، أي إعادة إحياءه، بالذاكرة نفسها، والجسد نفسه. يبدأ الفيلم، على لسان ميكي، في نسخته السابعة عشر، يروي قصته منذ البداية، ولكن عندما يتم إرسال النسخة الـ17 منه لتموت بواسطة حيوانات غريبة "زاحفة"، يعتقد خطأ أنه مات، فيتم عمل النسخة 18 منه، وعندما ينجو من الموت على أيدي سكان الكوكب "الزواحف"، يعود ليكتشف وجود نسخة أخرى منه، الثامنة عشر، لتبدأ الفوضى. لقد أصدر رئيس البعثة والشركة كينيث مارشال (مارك روفالو) قرارا بأنه في حال وجود مستنسخين يتم قتلهم كلهم.. وهكذا يجد ميكي وميكي نفسيهما مهددين بالموت، قبل أن تدق طبول الحرب بين البشر والزواحف بسبب قيام علماء البعثة بخطف "زحلوف" صغير لإجراء التجارب عليه. مرة أخرى، وكما في معظم أعماله، يلقي جون هو تلك النظرة الحادة لعالمنا الرأسمالي المعاصر، القائم على العبودية تحت مسميات مختلفة، والذي يتغذى على، ويتسلى بالقتل، مثلما كان يفعل الرومان بالعبيد. عبر الفيلم نسمع عن سفاح يقتل المشردين، ومرابي يحصل مستحقاته بقتل المديونين بالبطئ بنزع أعضائهم، بجانب العلماء الذين يرسلون ميكي إلى الموت مرة تلو الأخرى. إن مهنة "المُستهلَك" التي يعمل بها ميكي ليست خيالاً محضا. كان الرومان يخطفون العبيد، ويجعلونهم يتقاتلون ضد بعضهم البعض حتى الموت، لمجرد التسلية. وفي العصر الحديث كان يتم إرسال المجرمين المحكومين في مهمات مميتة خلال الحروب، ولعل آخر استخدام لهذه الفكرة تم في حرائق أميركا الأخيرة. الأمثلة كثيرة حولنا، ولعل وجودها الغامض هو أحد أسباب نجاح سلسلة أفلام The Expandable التي تجمع أبطال الأكشن السابقين ليشاركوا في بعض المهمات الانتحارية على طريقة المصارعين الرومانيين القدامى. تعليقات سياسية كما في أعماله السابقة أيضا يفحص جون هو العلاقة بين الرأسمالية والفاشية، كيف تؤدي الأولى إلى الثانية بالضرورة، وتعززها، كيف يتم التعامل مع المهاجرين والفقراء؟ وكيف يتم قمع الرأي المختلف، ومن خلال أداء مارك روفالو الساخر الذي يقلد فيه الرئيس ترمب، يحمل الفيلم إحالات لا تخفى على أحد عن عالم اليوم. ولكن الحقيقة أن الفيلم ليس مجرد تعليق على السياسات الحالية لترمب، بقدر ما هو تعليق على النظام بشكل عام، بدليل أن الرواية التي اقتبس منها الفيلم للكاتب إدوارد أشتون صدرت قبل أكثر من 10 سنوات، كما أن الفيلم نفسه تأخر تنفيذه، وكان يفترض أن يعرض العام الماضي قبل الانتخابات الأميركية. يغلف جون هو فيلمه بحسه الساخر المميز، الذي استخدمه بنجاح فائق في Parasite، ولكنه هنا أغرب مذاقاً، وصادم أو مقزز في بعض الأحيان.. ما يؤدي إلى عكس الهدف منه. بناء غير متماسك يبلغ زمن Mickey 17 حوالي ساعتين وربع الساعة، وهو زمن ليس طويلاً نسبياً، ولكن يبدو أطول على الشاشة بسبب بعض البناء غير المتماسك والخلل الإيقاعي في منتصف الفيلم. هناك خطوط درامية كثيرة كان يمكن الاستغناء عن بعضها مثل أسباب هرب البطل من كوكب الأرض الذي كان يمكن الاستغناء عنها، والخط الجنسي المرتبك بين ميكي ونسخته وصديقته وضابطة الأمن التي تحاول إغواءه، بينما كانت بعض الخطوط تحتاج إلى مزيد من الإشباع، مثل الرسم السيكولوجي للبطل الذي يذهب ويعود من الموت، ومثل حبيبة البطل ناشا (ناوومي آكي) التي كان يمكن رسمها واستغلال شخصيتها بشكل إنساني أعمق مما ظهر على الشاشة، ومثل خط السكان الأصليين للكوكب، وصراعهم ضد الغزاة البشريين المستعمرين. لقد تكلف الفيلم 180 مليون دولاراً، حسب المعلومات المنشورة، وهو رقم فلكي مقارنة بأعمال المخرج السابقة، قليلة التكلفة، ولكن الفيلم دليل آخر على أن المال وحده لا يكفي لصنع فيلم عظيم، بل أحياناً ما يربك العملية الإبداعية ويشتتها، كما في Mickey 17.. إذ يبدو أن بعض الشخصيات والخطوط والمشاهد وضعت لمغازلة جيوب الجمهور. وللأسف مني الفيلم الذي بدأ عرضه الشهر الماضي بفشل في شباك التذاكر، وقد ذكرني الفيلم، لأسباب كثيرة، منها موضوعه، وطموحه الفني، وحسه الكوميدي الغريب، وميزانيته الضخمة، وفشله الذريع بأحدث أفلام العملاق فرانسيس فورد كوبولا Megalopolis. هذان فيلمان يحزن المرء على سقوطهما، ولكن، كما يقول المثل المصري المعروف: ما يقع إلا الشاطر! * ناقد فني

صناعة السينما تترقب حفل الأوسكار وسط منافسة محتدمة
صناعة السينما تترقب حفل الأوسكار وسط منافسة محتدمة

الشرق السعودية

time٠٢-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

صناعة السينما تترقب حفل الأوسكار وسط منافسة محتدمة

مع اقتراب لحظة الحسم في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97، تبدو الليلة مفتوحة على كل الاحتمالات، حيث تمتزج السينما بالسياسة، والدراما بالإنجازات التاريخية، في مشهد يتجاوز حدود الشاشة الكبيرة ليصبح انعكاساً للتحولات العميقة في المشهد الثقافي والفني العالمي. وسط هذا الزخم، تتجه الأنظار إلى أفلام مرشحة لصنع التاريخ، وممثلين يسعون لإعادة كتابة قواعد اللعبة، في حين تلوح في الأفق لحظات قد تتجاوز كونها فنية لتصبح رمزية ودلالية في عصر يعيد تعريف ملامحه. في ظل غياب فيلم مهيمن على المشهد السينمائي، تظل التكهنات مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة. يتصدر السباق Anora، الذي يقدم قصة حب لفتاة ليل تتحول حياتها إلى نسخة حديثة من "سندريلا"، حيث قد يصبح ثالث فيلم في التاريخ يجمع بين السعفة الذهبية في كان وجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، لينضم إلى Parasite (2019) وMarty (1955). ويخوض The Brutalist السباق بقصة مهاجر يهودي يعمل مهندسًا معمارياً، ويسعى وراء "الحلم الأميركي"، أما Conclave، فيتناول خفايا الإجراءات السرية لاختيار بابا الفاتيكان. يحضر فيلم Emilia Pérez إلى الحفل بأكبر عدد من الترشيحات، لكن حظوظه تراجعت إثر الجدل الذي أُثير حول منشورات قديمة لممثلته كارلا صوفيا جاسكون على وسائل التواصل الاجتماعي. رغم ذلك، يُتوقع أن تحضر جاسكون الحفل، في وقت تبدو فيه زميلتها زوي سالدانا الأوفر حظاً للفوز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم، حيث لعبت شخصية تساعد تاجر مخدرات مكسيكي على التحول إلى امرأة وبدء حياة جديدة. يتنافس تيموثي شالاميه وأدريان برودي على جائزة أفضل ممثل، حيث يسعى برودي، الذي دخل التاريخ كأصغر فائز بالجائزة عام 2002 عن The Pianist، إلى تحقيق إنجازه الثاني، وفي المقابل، يسعى شالاميه إلى الفوز بأول أوسكار له، في سباق مفتوح على جميع الاحتمالات. أما في أفضل ممثل مساعد، فيبدو أن الجائزة قريبة من كيران كولكين، الذي جسد دور رجل يسافر إلى بولندا لاستكشاف تاريخ عائلته في فيلم A Real Pain، وهو الدور الذي جعله المرشح الأوفر حظاً. يتولى تقديم الحفل هذا العام الكوميديان كونان أوبراين، الذي أكد أنه سيوظف مزيجاً من الفكاهة والتقدير لصناع السينما، مع لحظات جادة تشمل رسائل دعم للوس أنجلوس، التي تعافت مؤخرًا من حرائق الغابات. كما ألمح إلى أنه قد يتطرق إلى السياسة الأميركية، لكنه لن يتوسع في الحديث عنها. يستمر الترقب حتى نهاية الحفل، حيث يختار 11 ألف عضو في أكاديمية الأوسكار الفائزين، فيما يتابع العالم ليلة سينمائية قد تشهد لحظات غير متوقعة، وسط سباق مفتوح على جميع الاحتمالات في واحدة من أكثر دورات الأوسكار إثارةً للجدل وصعوبة في التوقع. إنه أوسكار لا يمكن التنبؤ به، حيث تتشابك السينما مع السياسة، والدراما مع التاريخ، ويبدو أن الليلة ستشهد لحظات لا تُنسى، سواء في فوز منتظر أو خسارة مدوية، أو حتى في ردود الأفعال التي قد تشتعل على وسائل التواصل بعد إعلان الجوائز. في كل الأحوال، سيكون هذا الحفل شهادة على أن السينما لا تزال قادرة على إثارة الجدل، وإعادة تشكيل الوعي، وكسر التقاليد، والتحدث بلغة تتجاوز الحدود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store