أحدث الأخبار مع #Pepe

المدن
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المدن
خوزيه موخيكا...في وداع دون كيخوته العصر الحديث
يحسب المرء أن رئيس الأوروغواي سابقًا، خوزيه موخيكا، الذي رحل أخيرًا، آت من عالم المثل واليوتوبيا وليس من الواقع والحياة، وهو نقيض الشخصيات الديكتاتورية المتعفنة التي برع روائيو أميركا اللاتينية في توصيفها، سواء ماركيز أو فارغاس يوسا. وموخيكا نقيض العالم السياسي السائد والمستهلك. هو ليس الرئيس الأفقر في العالم على ما يذهب الإعلام، بل الأكثر تنسكًا وزهدًا، لا يضع المال موضع اهتمام، ولا القصور الفارهة، ولا السيارات الفخمة، ولم يلتصق بالكرسي إلى الأبد. صار تواضعه ميديا حياته فيما باتت السلطة في العالم مقرونة بجشع المال والإعلام... "بيبي Pepe" كما يٌلقب، شغل منصب الرئاسة بين 2010 و2015، وكانت له فلسفته الخاصة وأسلوب حياته البسيط المتواضع، إذ رفض الإقامة في القصر الرئاسي، وعاش في مزرعته الخاصة قرب العاصمة مونتفيدو طوال فترة حكمه يركب على جرار. قاد سيارة فولكسفاغن قديمة "بيتل" موديل 1987 ذات لون أزرق فاتح. لم يكن يحب الرسميات، إذ لم يرتد ربطة عنق في فترة رئاسته، فريق حملته الانتخابية للعام 2009، جعله يكف عن ارتداء السترات الممزقة. وقد ساهم التقدّم في السن في جعل ملامحه أكثر حدة حول العينين وأكثر امتلاءً عند الجانبين. كان شعره الرمادي الكثيف مسرّحاً بترتيب – وهي عادة أخرى اكتسبها حين ترشح للرئاسة. ربما يكون موخيكا نموذجًا نادراً في الكون، فالرجل الماركسي ومزارع زهور، قال في تصريحات صحافية إن الفقر لا يتعلق بالمال، بل "هو شكل من أشكال العبودية الحديثة". وأضاف: "أنا غني لأنني لا أحتاج الكثير. اخترت حياة بسيطة لأنني أؤمن بأن السعادة لا تُشترى". كان ينتقد النزعة الاستهلاكية ويدعو إلى البساطة، ويرى أن السعادة الحقيقية في عدم امتلاك الأشياء. هو النقيض التام لعالم الملياردير الترامبي الإكسي، إيلون ماسك، وأخوته مارك الفايسبوكي وبيل غيتس المايكروسوفتي الذي وعد أخيرًا بأنه سيتبرع بثروته للفقراء. موخيكا الماركسي الثوري، يسميه البعض غاندي، والبعض الآخر نيلسون مانديلا أميركا اللاتينية، مستذكرين السنوات الـ13 التي أمضاها في السجن. فيما يرى آخرون فيه ليبرالياً اجتماعياً رائداً، حوّل بلاده إلى واحدة من أكثر الديموقراطيات ازدهارًا وانفتاحًا اجتماعيًا في أميركا اللاتينية. طرح تشريع القنب الهندي الأكثر ابتكاراً في العالم، فضلاً عن زواج المثليين وإباحة الاجهاض. ولد Pepe في 20 أيار 1935 في حي باسو دي لا أرينا، بضواحي مونتيفيديو عاصمة الأوروغواي. نشأ في كنف أسرة متواضعة، إذ كانت والدته لوسي كوردانو تعمل في مجال البستنة، بينما كان والده ديميتريو موخيكا مربي ماشية. كان في فترة مراهقته مولعًا بركوب الدراجات، إذ مثل العديد من النوادي الرياضية في سباقات محلية، وبقي يحتفظ بدراجته لعقود. انضم في شبابه إلى الحزب الوطني، وسافر إلى الاتحاد السوفياتي والصين ممثلًا لشباب الحزب، والتقى أعضاء الحكومة السوفياتية التي كان يرأسها آنذاك نيكيتا خروتشوف، والتقى أيضًا الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، ووصف تلك الرحلة بالـ"ملحمية". بعدما خاب أمله في الحزب الوطني، انضم إلى جماعة "إصلاح الجامعة"، التي تبنت أفكاراً تركز على احترام الحرية. وفي العام 1964، انضم إلى جماعة "توباماروس" المعروفة أيضاً باسم "حركة التحرير الوطني"، وهي حركة ثورية يسارية غيفارية مسلحة تشكلت العام 1963 مستلهمة انتصارات الثورة الكوبية العام 1959، وكانت الأوروغواي في تلك الفترة تعيش أزمة اقتصادية وركودًا انتخابيًا لليسار. كانت الحركة تسرق البنوك والمؤسسات والشركات، ثم توزع الطعام والأموال المسروقة على الفقراء، بعد عملية سرقة في كازينو سان رفايل في بونتا ديل ايستي، وهي بلدة سياحية فخمة، أعادت العصابة صندوق إكراميات الموظفين. وقد وصفت مجلة "تايم" هؤلاء المقاتلين بـ"مقاتلين على طريقة روبن هود". بيد أنّ الأشخاص الذين يحملون أسلحة ينتهون باستعمالها. وبذلك قضى ستة في الهجوم على بلدة باندو. وفي آذار 1970، تعرّف شرطي في إحدى الحانات على موخيكا. فسحب "ال پيپي" مسدسه فجُرِح شرطيان وأصيب موخيكا بست طلقات نارية، فأُرسل إلى سجن بونتا كاريتاس – الذي سيتحول لاحقاً إلى مركز تجاري جذاب يطل على نهر پلاتا من أقصى جنوب مونتيفيديو. هرب منه موخيكا مرتين، إحداهما في أيلول 1971 مع العشرات من سجن بونتا كاريتاس في مونتيفيديو عبر نفق طويل حُفر على مدى أشهر. أعيد اعتقاله العام 1972 من دون محاكمة أو أي اتهام رسمي، وكان ضمن "الرهائن التسعة" الذين احتجزهم النظام العسكري وهدد بإعدامهم في حال أقدمت حركة توباماروس على أي هجوم مسلح أو أعمال عنف. تعرض للتعذيب في فترة سجنه وقضى سبع سنوات في الحبس الانفرادي. روى لاحقًا أنه كان يمشي ذهابًا وإيابًا في الزنزانة، وكان يتذكر كل ما قرأه في طفولته، وكان يتحدّث مع نفسه وأحيانًا يتحدث مع النمل الذي كان يشاركه الغرفة حتى لا يفقد عقله. وكان أعظم انتصاراته عندما سمح له السجانون بالاحتفاظ بالمبولة التي أحضرتها له والدته في زنزانته، وعندما خرج من السجن أخذها وحولها إلى مزهرية. في 15 مارس/آذار 1985، بعد أسبوعين من تولي خوليو ماريا سانغوينيتي منصبه وإعادة تشكيل حكومة ديموقراطية في البلاد، أطلق سراح موخيكا وباقي السجناء السياسيين بموجب عفو عام. وبعد عودة الديموقراطية إلى الأوروغواي، انضمت حركة توباماروس إلى التحالف اليساري المعروف باسم الجبهة العريضة، وأعادت تنظيم نفسها على هيئة حزب سياسي قانوني تحت اسم حركة المشاركة الشعبية، استعداداً لانتخابات 1989. تولى موخيكا مناصب سياسة عديدة، منها الرئاسة في 1 مارس/آذار 2010، وشهد اقتصاد البلاد في فترة رئاسته ازدهارًا ملحوظًا، إذ سجل نموًا ثابتًا ونصيبًا جيدًا للفرد من الناتج المحلي الإجمالي مع الحفاظ على معدلات بطالة منخفضة. عندما زاره الملك الإسباني السابق خوان كارلوس، العام 2015، في مزرعته يومًا واحدا بعد مغادرته منصبه، خاطبه ممازحاً: "يقولون إنني رئيس فقير، الفقراء هم من يحتاجون الكثير، تعلمتُ أن أعيش متخففًا من الأمتعة. لا يمكنك ذلك، لأنك لسوء حظك ملك". كتب الصحافي الإسباني جيلز تريملت، في "الغارديان" البريطانية: "غالباً ما أتى أفراد عصبة التوپاماروس السابقين الذين التقيتهم، على ذكر دون كيخوته. وقد أخبرني موخيكا أنّ تشي غيفارا جسّد روح الفارس المتجول المجنون والمهووس بالشرف الذي ابتدعه ثرفانتس. حتى أنّ أحد الكتّاب الشبان ألمح إلى أنّه جرى الترويج للرئيس عن عمد بصفته دون كيخوته العصر الحديث. ولا شك في أنّ رفضه المساومة على الشرف الشخصي – الذي يتجسد في أسلوب حياته البسيط في المزرعة – يتطابق تماماً مع هذه الرواية. ومع أحلامهم المثالية وحبهم السابق للعنف "العادل" إنما غير المجدي في نهاية المطاف، يعرف التوپاماروس كل شيء عن محاربة الأعداء الوهميين. لكنّ عزم موخيكا على الاستمرار في التجارب شهد على تطابق المثالية مع البراغماتية. وحيث أنّ التقشف هو داخل منزل الرئيس، وليس خارجه، تبدو الاتهامات بالخيانة مجرد اتهامات جوفاء لا أكثر". غادر موخيكا منصبه العام 2015 بعد انتهاء فترته الرئاسية، وكان تزوج من لوسيا توبولانسكي، زميلته في جماعة "توباماروس" اليسارية المسلحة، وقد التقيا في عملية سرية حين كان في السابعة والثلاثين من عمره، وكانت هي في السابعة والعشرين. وبعدما فرقتهما السجون التقيا مجدداً العام 1985 ثم تزوجا في 2005.


قدس نت
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- قدس نت
ملف التعذيب في السجون.. ما بين تجرِبَتــَي فلسطين والأروغواي الرهائن الفلسطينيون وساديّة عصابات الهاغاناه
*هند شريدة: كاتبة وصحفية مقدسية :- تستحضر مظلومية الأسرى الفلسطينيين شهادة الرئيس الأرغواني السابق، خوسيه موخيكا، الملقّب ب (Pepe[i])، الذي قضى في سجون نظام الإرهاب السياسي والديكتاتورية العسكرية في الأرغواي نحو13 عاماً (1973-1985) بسبب انتمائه لحركة التوباماروس اليسارية الثورية، مكث 10 سنوات منها في العزل الإنفرادي، وسبعاً دون قراءة كتاب، علاوة على استخدامه في بعض مفاصلها كرهينة أيضاً، مهدَّدَاً بالقتل في أيّ لحظة، في محاولة الديكتاتورية قمع المعارضة، تماماً كما يعيش الأسرى الفلسطينيون. عُزل Pepe في قبو تحت الأرض، وحسب مذكراته المعنونة بـ"الثورة الصامتة - Calm Revolution"، فقد عاش بيبّيه قرابة السنتين في بئر عميقة، محروماً من أي تواصل إنساني، عدا الحديث مع الحشرات والضفادع، ويذكُرُ أنه قد طوّر استراتيجيات تبقيه على قيد الحياة، وقام بمحاولات للصمود والحفاظ على أهليته النفسية والذهنية، كمحاولته استذكار قصائد وأغانٍ يحافظ بتردادها على ذاكرته، كما أنه مارس إعادة كتابة نصوص في ذهنه، لكونه ممنوعا من القراءة والكتابة، أو تطويره نظام تواصل سرّي مع رفاقه كترميز الضربات على جدران الزنزانة. جسدياً، وحسب مقابلة مع صحيفة الجارديان، وأفلام سيرته الذاتية، تعرّض بيبّيه لتجويع وتعطيش شديدين، اضطر فيها للتكيّف عبر ابتداع "ميكانيزم" صمود وحفاظ على آلته الجسدية وتركيبته البيولوجية. فحسب تصريحاته في فيلم جسّد سيرته الذاتية،[ii] اضطر بيبّيه في بعض المرّات إلى شرب بوله المعبّأ في قناني المبولة، بعد انتظار استكانة أملاحه. وفي مقاربة لواقع الحال مع اختلاف لقسرية الفعْل وقساوته، وما يرشح لنا من شهادات أسرانا؛ أُجبر الأسرى الفلسطينيون على شرب بول جنود الاحتلال ضمن ممارسات التعذيب الممنهجة ضدهم، والتي تصاعدت وتيرتها أضعافاً بعد السابع من أكتوبر 2023. "أسرى حرب" قبل السابع من أكتوبر بعقود طوال، ناضل الفلسطينيون عبر المؤسسات الحقوقية في المحافل الدولية من أجل الاعتراف بالحالة القانونية للأسرى "كأسرى حرب" و"مقاتلين من أجل الحرية"، ومعاملتهم على هذا الأساس، وهو الأمر الذي رفضته السلطات الإسرائيلية القائمة بالاحتلال على الدوام، متذرعة بادعائها أن الأسرى "لا ينتمون لطرف في النزاع"، حيث باتت أرضية المعاملة في الإطار القانوني مختلة وعاقة حكماً، حتى بعد انضمام فلسطين لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة والبروتوكول الأول الملحق بها في 2014، وارتقائها إلى دولة طرف؛ إذ لم يعد للسلطات الإسرائيلية أي مسوغ قانوني يبرر عدم تطبيقها لإحدى الاتفاقيتين أو كلتيهما. ما يجري على أرض الواقع، اعتقال الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بناء على التشريعات الجزائية وأنظمة الطوارئ التي كانت سارية قبل نكسة 1967، والتي يوظف الاحتلال ما يبغى منها مستنداً على قوانين الانتداب البريطاني -بما فيها الإداري[iii] العقيم- والقانون الأردني، فضلاً عن سلسلة من آلاف الأوامر العسكرية التي تطبقها قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وتلك المبتدعة التي تعكس حقيقة اسرائيل كنظام فصل عنصري، مثل قانون تامير، وقانون مكافحة الإرهاب وغيرها من القوانين التعسفية والمصممة بتعصب وعنصرية مفرطة ضد فلسطينيي الداخل، ما يزيد الهوة بين أسرانا وحريّتهم وينتزع حقوقهم في شتى الأمور الحياتية، وبالتالي، وبحكم التأطير القانوني الهجين للكانتونات المختلفة في عموم فلسطين المحتلة؛ تتقلّص مساحة الأسرى والمحررين منهم، في ممارسة مواطنتهم والتمتع بكامل الحقوق الدستورية الأصيلة من مدنية واجتماعية ونقابية، تلك التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني وكافة القوانين الدولية، وتعتبر مدخلاً أولياً لحقوق الإنسان. أما على صعيد المعاملة، فلم تأبه "اسرائيل" أصلاً بشأن أصول معاملة المعتقلين الفلسطينيين، فلطالما كانت جزءاً من نظام استعماري يقوم على الأبارتايد، ترتكب ضد الأسرى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطبقة عليهم كافة أساليب التعذيب والفوقية، كما حدث مع الأسير عرفات البرغوثي، وسامر العربيد، وعبد الرازق فراج، ويزن مغامس، وقسام البرغوثي، وغيرهم من المناضلين. والجدير بالذكر هنا، أن أصول المعاملة فرضتها الحركة الأسيرة بقوة وصلابة على إدارة مصلحة السجون، من خلال تنظيم نفسها بنفسها، وترتيب أمورها الحياتية، ما مكّن الأسرى من انتزاع حقوقهم اليومية، وأنّ جلّ ما حققته الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية من إنجازات، جاء نتيجة نضالات ومعارك ودماء الأسرى وأمعائهم الخاوية في السجون. تحويل الأسرى إلى رهائن بعد السابع من أكتوبر، وتحت طائلة الحقد والانتقام الخالِصَيْن؛ جرّدت إدارة مصلحة السجون، وبإيعاز من المستوى السياسي وعلى رأسه إيتمار بن غفير (ما يسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق)، كافة الأسرى السياسيين من حقوقهم، وما حققته الحركة الأسيرة من إنجازات ونضالات في السابق، بل أسقطت عنهم الصفة الإنسانية، وتفنّنت بتعذيبهم في معسكرات الاعتقال العلنية والسرية، وبذلك؛ حوّلت منظومة الاحتلال الاستعمارية الأسرى إلى مجرد رهائن لدى مصلحة السجون، مستغلة الإبادة والنحر القائم في القطاع، ومتفرّغة بكل ما فيها من تلذذ ساديّ على الأسرى، مع تبجّح جنود الاحتلال وتصويرهم مقاطع فيديوهات وبثها على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، توحي بكمية استمتاع غير آدمية على الإطلاق في عملية التعذيب، حيث أمعنت المنظومة-بكلّ مكوّناتها قصداً في إسقاط أقسى أشكال التعذيب والاضطهاد والدونية عليهم، ما يعكس-وبدلالة جميع استطلاعات الرأي الاسرائيلية الفادحة في مؤشرها مجتمعاً مريضاً، يروّج لقتل الفلسطيني ويهلّل لإبادته، مستكملاً جرائم الإبادة في مسارح السجون، وممعناً في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. بتحويل الأسرى إلى رهائن، تُحْكِمُ "اسرائيل" قبضتها عليهم وعلى عائلاتهم، مستخدمة قضيتهم كورقة للمساومة والابتزاز السياسي، وفرض سياسة الأمر الواقع، وتتركهم كي يَفْعَلُ بهم السجان ما يشاء، دون حسيب أو رقيب. وقد شكّلت روايات وشهادات المعتقلين، تحوّلاً بارزاً عَكَسَ مستوىً غير مسبوق في توحش منظومة الاحتلال وجرائم الإبادة الممتدة للسجون، والتي تنوّعت ما بين القتل، والتّعذيب، وعمليات التّنكيل والحرمان من أساسيات الحياة، وإطلاق الكلاب والتفتيش والضرب بالعصيّ والصعق بالكهرباء، والتّجويع والتبريد، بالإضافة إلى الجرائم الطبيّة الممنهجة، والاعتداءات الجنسية التي وصلت حد الإغتصاب، واستخدام الأسرى دروعا بشرية، وكل ما تدنو إليه وحشية وساديّة السجّان من جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي أدت وتؤدي إلى استشهاد العشرات من المعتقلين الـذين وصل عددهم إلى 63 شهيداً.[iv] هاغاناه Promax بعيداً عن التوصيفات الإجرائية للحالة؛ وَحْدهم الأسرى يدركون بجلدهم يوميا،ً حقيقة أنهم رهائن عند عصابات صهيونية. وتعكس جميع شهادات الأسرى المحررين في الإعلام بِئْسَ ما عاشوه داخل قلاع الأسر، وأنهم رهائن لدى عصابات تتحكم بها مزاجيتها وحقدها المسبق تجاه كلّ ما هو فلسطيني، ما يجعلها في الحقيقة نسخاً محدّثة عن (الهاغاناه)، يدفعها الوهم بالحقّ في الوجود على حساب الفلسطيني، مع كامل الطمع بالإحلال مكانه. تواطؤ الإعلام الغربي وضرورة وضوح الخطاب الفلسطيني تشنّ ماكينة الإعلام الصهيونية حرب إبادة على الرواية الفلسطينية، مفبركة الحقائق ومشوّهة الأحداث التاريخية، وكأن أصل الحكاية بدأ في السابع من أكتوبر فقط، حيث تعمّم هـذه الآلة مصطلحاتها على الأبواق الغربية من الإعلام المتواطئ. وبالرغم من فيديوهات القصف والإبادة التي حدثت وتُنقل على الهواء مباشرة ومن الصور القبلية والبعدية التي خرجت لعشرات الفلسطينيين من الأسرى المحررين، إلا أن الإعلام الغربي يهمّش شهاداتهم، ويتعمد التعتيم عليهم، مضللاً وصول سردية دقيقة إلى الشعوب. إضافة لذلك، منعت الرقابة العسكرية الأسرى الإسرائيليين (من الجنود) و/أو الرهائن الإسرائيليين (من المدنيين) -إذا أردنا الاحتكام للقانون، بحكم اختطافهم ودعوى مقابَلَة الإفراج عنهم بآخرين وفق شروط معينة لدى فصائل المقاومة المختلفة، من الظهور الإعلامي والحديث عن تجربتهم في الأسر، ولم تسمح هـذه الرقابة إلا بمقتطفات مجتزأة ومركّبة، تهدف إلى تصوير آسريهم بالصورة التي يريدونها عنهم. ولا ننسى كيف قدّمت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) اعتذارًا لإسرائيل عن استخدام المذيع نيكي شيلر لفظة "السجناء" على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة، وذلك خلال بث مباشر لعملية تبادل أسرى " طوفان الأحرار". وفي أعقاب ذلك، وبعد أيام وجيزة، لم يسكت اللوبي الصهيوني عمّا وصّفته القناة-بمجسّات رقابتها الشخصية بأنه "سقطة إعلامية" من ماكينة إعلام مساندة بالكامل لمنظومة الاحتلال، فجاء الاعتذار بعد ستة أيام من الحدث، ما ينبئنا بأهمية استخدام لغة مهنية واضحة ودقيقة مع ضرورة التأسيس لانتقاء مصطلحات سرديتنا في الحكاية، ما يدفعنا بوعي صرف، وبحكم المهنية وواقع الحال، لتبنّي مصطلح (رهائن) لتوصيف الحال بملء أفواهنا وبالبنط العريض، كأن نقول: " لدينا 10,400 رهينة فلسطينية في سجون الاحتلال". الإخفاء القسري وفي معرض الحديث عن الرهائن، وما تذوّقه بيبّيه وآلاف الأرغوانيين من إخفاء قسري، لا زال لدينا 10,400[v] رهينة فلسطينية في السجون، ناهيك عن الغزيين المخفيين قسراً، حيث استحدث الاحتلال عدة معسكرات خاصة لاحتجازهم، أعدم جزءاً منهم إعداماً ميدانياً، بينما اقتاد في العراء آلافاً آخرين بعد أن حملهم بالشاحنات إلى معسكرات اعتقال إلى جانب السجون المركزية، مثل معسكر (سديه تيمان)، و(عناتوت)، ومعسكر استحدث مؤخراً في حيّز (عوفر)، وآخر يدعى (نفتالي)، واستحدث الاحتلال تصنيفاً جديداً لعذاباتهم وأطّرهم "قانونياً" بـتسميتهم (مقاتلين غير شرعيين). وحسب هيئة الأسرى ونادي الأسير، لا يوجد تقدير واضح يحدد عدد المعتقلين من غزة في سجون الاحتلال، في حين لم تتمكن المؤسسات الحقوقية حتى اللحظة من رصد عدد حالات الاعتقال من غزة، في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي فرضها الاحتلال على معتقلي غزة منذ بدء الحرب، ويقدر عددهم بالآلاف. على غرار المحارق التي مورست في معسكرات الاعتقال في فلسطين المحتلة، وعلى نحو مماثل تاريخياً؛ تعرّض السجناء السياسيون الأورغوانيون للتعذيب المنهجي في سجن ليبرتا[vi](Penal de Libertad)، والذي كان من أكثر السجون شهرةً في قمع المعارضين، إضافة لقاعدة باسو ديلوستوروس العسكرية، ناهيك عن المعتقلات السرية التي كانت تديرها قوات الأمن والمخابرات. أمعنت الدكتاتورية العسكرية في ممارسة التعذيب على المعتقلين كتطبيق عملي لنظرية الصدمة[vii]، يعرِّض الفاعل – وهو المتحكّم بالبيئة والظروف الضحية (المفعول به) لتعذيب هائل يفوق درجة الاستيعاب، كضربٍ أقرب إلى الجنون، يتمكّن من خلاله الفاعل بإعادة تشكيل هوية المعتقل على النحو الذي يريده، كإعادة ضبط إعدادات العقل مرة أخرى والسيطرة عليها، أو برمجته من جديد وفق الأهواء. وتفنّنت الحكومة العسكرية في استخدام تقنيات التعذيب على معارضيها، كالصعق الكهربائي، وإغراق الرأس في المياه، والاغتصاب، والعزل والتجويع، تماماً كما يحدث مع الرهائن الفلسطينيين. تماهي أدوات الاستعمار في المعمورة حصلت حوادث مشابهة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؛ حيث مارست الديكتاتورية العسكرية في الأروغواي الإخفاء القسري على مستويات متقدمة عابرة لحدود الأروغواي، واختطفت الآلاف ونقلتهم إلى سجون سرية، كما سلّمت البعض إلى أنظمة دكتاتورية أخرى في أمريكا الجنوبية ضمن ما يُعرف بـ "عملية كوندور الجاسوسية"، والتي هدفت إلى اقتلاع اليساريين، والنقابيين، والكتّاب، والصحافيين، وحركات المقاومة التي كانت تعارضها. علاوة على النفي خارج الحدود، شاركت الحكومات المتواطئة من دول الجوار في أمريكا اللاتينية، وجارة كندا، وبعض الدول الأوروبية بالاغتيالات العلنية للشخصيات البارزة في المعارضة، وكذلك بشنّ حملة على السياسيين المنفيين في محاولة لتسليمهم إلى حكومات بلادهم ليتم تعذيبهم أو تصفيتهم، تماماً كما حدث لعمر النايف الذي اغتيل حتى بعد احتمائه في سفارة فلسطين في بلغاريا. وكما حدث في الأروغواي، فقد حدثت في بعض الدول ممارسات تعذيب وقتل، مثل جعل المعارضين السياسيين يتدلون من الطائرات أو رميهم في المحيط الأطلسي لإخفاء جثثهم، وهو ما يذكرنا بأسلوب التعذيب الذي استخدمته المخابرات الاسرائيلية مع المناضل الراحل نادر العفوري من نابلس لانتزاع اعتراف منه، حيث ربطوه بالحبال وأنزلوه من طائرة عامودية[viii]، وهي تطير به فوق قرى نابلس. ويقدر عدد الذين لقَوا حتفهم قتلاً على يد الديكتاتورية الأرغوانية البوليسية وأتباعها في عملية الكوندور ما بين 50-80 ألف شخص، بينما تعرض 400 ألف شخص للاعتقال والتعذيب، وهناك 30 ألف مفقود لم يتم العثور على أثر لهم حتى اليوم، بالرغم من حملات المساءلة، التي سعت جاهدة لمحاسبة القتلة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. نستدل من جميع ما سبق، ومع الإخفاء القسري لآلاف الغزيين في حرب الإبادة، عن تماهي أدوات الاستعمار في أقاصي الأرض، واستخدامها ضد المناضلين. وإلى الكربون تعود وعلى نحو مماثل، وبعد وقف إطلاق النار المتعثر في القطاع، وعودة الغزيين إلى الشمال، واجتيازهم محور "نتساريم" البغيض الذي يقسّم غزة إلى قسمين؛ يجد الغزيّون في طريقهم الكثير من الهياكل العظمية لأشخاص أعدموا وباتوا مفقودين لدى أهاليهم، حيث لا حصر لهؤلاء، بالرغم من إعلان وزارة الصحة في قطاع غزة عن فقدان 14 ألف شخص في عداد الشهداء، ناهيك عن أقسى اختفاء، لمن لن يكون له شاهدة قبر أو ما شابه، والذين يقدرّون بأكثر من حوالي 2,800 شهيدٍ في غزة، ممّن أعلن الدفاع المدني عن تبخّر أجسادهم في الهواء، وتحرّرهم الكونيّ على هيئة كربون. تمايز "الشرط الإستعماري" في فلسطين بالرغم من الممارسات التعسفية والأساليب القمعية المتشابهة والمشتركة للنظامين الواردة أعلاه، إلا أن هناك اختلافاً يتمثل في تباين تطابق الأهداف والمساعي لكل منهما، حيث أن الفارق الجوهري والمختلف في كلتا الحالتين يتجسّد في وجود الشرط الاستعماري لفلسطين التاريخية، وهو ما تغيّبَ في هيكل النظام الديكتاتوري العسكري في الأروغواي، والسياق السياسي الذي تدرّج قبله وصولاً إليه. تكرّس في الأوروغواي نظامَ ديكتاتورية عسكرية محلية، استهدفت إخضاع أفراد المجتمع الموحد عرقيا وثقافيا، وفرض الهيمنة السياسية وضبط الفضاء المدني لصالح اللون الواحد. ولفهم السياق أكثر، يجدر بنا على الأقل العودة عقدين من الزمان إلى الوراء، قبل الفترة التي نضع ممارساتها العنفية تحت المجهر (1973-1985). ففي أوائل الخمسينيات، كانت الأوروغواي توصف "بسويسرا الأمريكيتين"، حسبما نشر في صحيفة نيو يورك تايمز في 1951، وقد عزى الوصف ذلك لنظامها الديمقراطي المستقر وازدهارها الاجتماعي النسبي واستقرارها المالي، ما عكس حالة من الحياد السياسي. فمنذ أوائل القرن العشرين وحتى منتصفه، تبنّت الأوروغواي نموذج دولة الرفاه الاجتماعي تحت حكم حزب كولورادو، حيث أُنشئت مؤسسات قوية وقدمت حقوقًا اجتماعية متقدمة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والعمل، وقد تبنّي الأوروغواي قوانين مصرفية مستوحاة من النموذج السويسري، ما جعلها ملاذًا جاذبًا لرؤوس الأموال الهاربة من أوروبا بعد الحرب، لكن سرعان ما تبدد ذلك وتدهورت الأوضاع حال بزوغ أزمات اقتصادية وسياسية وتوترات اجتماعية مع تصاعد البطالة والتضخم، برزت على إثره شرائح مجتمعية بفجوات طبقية جلية بينها، الأمر الذي شكّل اعتلالاً عضوياً شلّ حيوية المصفوفة التي كانت يوماً ما مزدهرة، وأدى في نهاية المطاف إلى انقلاب داخلي، اتصف فيما بعد بالديكتاتورية العسكرية. في المقابل، تتمحور القضية الفلسطينية حول وجود احتلال إسرائيلي تحت مظلة مشروع استعمار استيطاني لعموم فلسطين، يسعى إلى إحلال مجتمع جديد في رقعة الأرض ذاتها على حساب السكان الأصليين الذين يواجهون خطر الإلغاء الدائم، مما يجعل القمع أداة لترسيخ استيطان طويل الأمد، يهدف إلى خلق واقع هجين وتسويقه على أنه "فطري"، عن طريق تفكيك البنية الديموغرافية للسكان الأصلانيين، وتهجيرهم القسري وعزلهم في كانتونات منفصلة عن بعضهم البعض، والسيطرة عليهم وتدمير هويتهم الوطنية والاجتماعية والثقافية، واستخدام " ما تبقى منهم" كنماذج للتعبير عن "الأقليات"، بينما ينسب الاحتلال لنفسه الأحقية في ممارسة جميع ما ذكر، مصوّراً حُسن تفوّقه الأخلاقي بتبنّي استيعابهم (الأقليات) عن طريق إعطائهم فتات حقوق لترويج قيم الديمقراطية والتعددية التي يدّعي. فلسطين تتفوّق على الأروغواي: معدّل الاعتقال في فلسطين أعلى ب 91 مرة من معدل الاعتقال في الأروغواي! قبل نحو أربعين عاماً، كان معدل السجناء السياسيين في الأروغواي من أعلى المعدلات في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل 50 شخصاً تعرّض للاعتقال أو الاستجواب، وأنّ واحداً من كل 500 شخص قد سُجن لأسباب سياسية وتعرّض للتعذيب، حيث كان هناك حوالي 6,000-7,000 سجين سياسي لفترة طويلة، وقد تم اعتقال أكثر من 500 ألف شخص لفترات متفاوتة، علماً أن عدد سكان الأروغواي في السبعينيات كان يقارب 3 ملايين نسمة. وفي مقارنة فظيعة مع ما يجري في فلسطين المحتلة، ومع عدد من أِطلق سراحهم في صفقة التبادل الأخيرة، إلا أن الحقيقة الصارخة، والتي لن تجدها تعتلي مواقع الBBC أو CNN، أن (اسرائيل) لطالما كانت ومازالت تحتجز أطفالا ونساء وشيوخاً وشباباً بعمر الورد، يأتون من خلفيات متعددة، منهم الطبيب، والمهندس، والعامل والمزارع، والباحث، والصحافي، والمخرج، وغيرهم كثر، وصل عددهم لغاية اللحظة إلى 10,400 رهينة، بينهم أكثر من 3,500 رهن الاعتقال الإداري (السجن دون تهمة أو محاكمة)، على غرار الاعتقالات التعسفية في ظل الدكتاتورية الأروغوانية. وبحسب تقارير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، تم احتجاز أكثر من 600 ألف فلسطيني في السجون الإسرائيلية لمدة أسبوع أو أكثر بين عام 1967 والانتفاضة الأولى. كما صرّح مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض أن800 ألف فلسطيني، أي حوالي 20% من إجمالي السكان و40% من الذكور، قد سُجنوا على يد الاحتلال بينهم حوالي 100 ألف حالة اعتقال إداري. وقدّر الصحافي روري مكارثي، مراسل الغارديان في القدس، أن خُمس السكان الفلسطينيين قد سُجنوا منذ عام 1967 إلى 2009، مخمّناً الرقم بحسب التعداد السكاني المتزايد يومها، والمقدّر بـ (3.94 مليون شخص). إذا أردنا احتساب نسبة المعتقلين الفلسطينيين حتى يومنا هذا في ظل الاعتقالات التي لم تتوقف منذ 1967، آخذين بالحسبان نمو عدد السكان، وعلى غرار تقديرات مكارثي، وبيانات التقارير الأممية والمؤسسات ذات العلاقة، فقد أفادت تقارير الأمم المتحدة، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن عدد الاعتقالات بحلول 2023، تجاوز المليون فلسطيني منذ عام 1967. ومع التزايد غير المسبوق لعدد الأسرى بعد السابع من أكتوبر دون إحصاء الغزيين منهم، وأولئك الذين ظلت بياناتهم غير موثقة ما يجعل الرقم الإجمالي أعلى بكثير، فإن الأرقام المسجلة فقط تشير إلى 15,700 معتقل فلسطيني (يشمل هذا المعطى من اعتقل، وأبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه)، ومع الأخذ بعين الاعتبار التعداد السكاني الحالي، والمقدّر بـ (5.4 مليون شخص)، ونسبة الذين اعتقلوا مرة واحدة (19%-20%)، فهذا يعني أن 1 من كل 5 إلى 6 أشخاص قد تم احتجازه منذ 1967 . وعند مقارنة معدّل الاعتقال في فلسطين مع المعدل في الأروغواي، الموسومة عالمياً بأنها صاحبة أعلى معدل سجن للفرد، والمسجلة ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ فإن معدل الاعتقال في فلسطين-ـ وإن وجب إدراجها افتراضياًـ- أعلى بحوالي 91 مرة من معدل الأوروغواي! ومع ذلك.. يبقى العالم صامتاً إزاء رهائننا. هاجس التحرّر.. متلازمة الأسير تظل الحرية متلازمة الأسير المزمنة، وهاجساً ينخر ذهنه ووجدانه في كل حين، إيماناً منه بأن السجون ستتحول إلى متاحف، على غرار سجن ليبيرتا الذي سجن فيه بيبّيه، وسجن كيلمنهام غاول الذي سجن فيه الثوار الإيرلنديون وعذّبوا في فترة السبعينيات. ولأن التحرر يبقى هاجس الأسير، فقد هرب التوباماروسي الثائر من سجن بونتا كاريتاس في 1971، ومرة ثانية من سجن ليبيرتا في 1972، وبالرغم من أن المحاولتين باءتا بالفشل، إلا أن بيبّيه قد انتزع حريته أخيراً في 1985 بسقوط الديكتاتورية العسكرية. تأخذنا تجربتا هروب بيبّيه من السجن لاستحضار 6 من أيلول/ سيبتمبر 2021، وهو الزلزال الذي هزّ أمن الكيان، حيث انشقت على إثره أرض فلسطين، قاذفة من جوفها ستّ حمم بركانية إلى سهل مرج بن عامر، مشكّلة بذلك حدثاً مفصلياً سيظل علامة دامغة محفورة عميقاً في وجداننا، مؤكدةً على الممكن وأن السجن المنيع ادعاء لمن يريد تصديق ذلك، وأن كل حصانة اسرائيلية هي محض هراء. فالسجن محض هراء، والقضبان محض هراء، وادعاء القلاع الحصينة هراء بهراء، والأبراج وكشّافاتها محض هراء، والكلاب البوليسية ومقتفو الأثر محض هراء، ولكن أهم ما حدث بعد السادس من أيلول 2021، أن منسوب الإيمان لدى الشعب الفلسطيني قد ازداد أضعافاً، فكان فِعل محمد ومحمود العارضة ويعقوب قادري وزكريا الزبيدي وأيهم كممجي ومناضل نفيعات ومن ساندهم من رفاق ظلّوا مجهولين، حقيقية محضة فقط. وأيضا، بالرغم من فشل عملية الهروب السريالي للجنينيّين الستة، لكن محمد العارضة وزكريا زبيدي، وإياد جرادات وهو أحد الجنود المجهولين الذين حفروا نفق الحرية، ولم يستطع الهرب يومها لخلل فني، قد تحرروا ضمن عملية طوفان الأحرار الحالية. الإجماع على شخص المناضل بالرغم من كل هذه التقاطعات ما بين الحالتين الأرغوانية والفلسطينية، إلا أن الأولى قد انتهت بسقوط الدكتاتورية العسكرية فيها، ما أدى إلى العودة إلى الديمقراطية في عام 1985، على نحو مغاير لما هو حاصل في فلسطين التي ما زالت محتلة لأكثر من 76 عاماً. فبعد تاريخ حافل بالنضال مع حركة التوباماروس، تخلله ممارسات للعنف الثوري عبر ما أسماه "بالمصادرات"، التي كان ينتهجها بيبّيه مع الأغنياء، نصرة للفقراء والمهمّشين، وعذاباته في السجون "التي صنعته" على حد تعبيره، وبزوغ نجمه كسناتور ومن ثم كوزير للزراعة والصيد؛ بايع المواطنون بيبّيه رئيساً للأروغواي، بزيادة تجاوزت نسبة الحسم برقم ليس ببسيط، فترأّس "كاره ربطات العنق" البلاد لمدة خمس سنوات (2010-2015)، ممتثلاً للقانون، ومكتفياً بدورة رئاسية واحدة. ومن أكثر ما برز في فترته، ارتفاع حصة الإنفاق الاجتماعي، وانخفاض معدل الفقر الوطني، كما جرى تعزيز دور النقابات العمالية. وبحسب الاتحاد الدولي لنقابات العمال، "أصبحت الأوروغواي الدولة الأكثر تقدمًا في الأمريكيتين من حيث احترام "حقوق العمل الأساسية، ولا سيما حرية تكوين الجمعيات، والحق في المفاوضة الجماعية والحق في الإضراب"[ix] الوفاء عند التوبامارسي الثائر كان لخوسيه بصمات في قضايا التضامن العالمي مع الأسرى المعذبين في سجون الاستعمار، فقد وافق على استقبال ستة سجناء من جنسيات مختلفة (أربعة سوريين، وفلسطينيّ، وتونسيّ) من معتقل غوانتانامو سيئ الصيت في عام 2014، مع تأكيده على عمق إنسانية قضية الأسرى وأهمية التضامن الجمعي معها، وأن السجناء-الوافدين إلى الأروغواي غير مدانين بأي تهم رسمية، ووجب أن تكون بلاده الحاضنة الشعبية لهم. بعد انتهاء ولايته، إذ كان يتبرع بأكثر من 90% من راتبه لبناء المدارس ودور الإيواء للفقراء والمهمشين؛ آثر بيبّيه دوماً العيش بزهد في نمط حياة متواضع في مزرعته، جلّابة الورود، مع زوجته المناضلة لوسيا توبولانسكي، التي اختار معها عدم إنجاب الأطفال، وكلبته العرجاء (مانويلا) ذات الأرجل الثلاث، كما اعتمد زراعة الأزهار (الأقحوان)، وبيعها، كمصدر دخل أساسي لهما. يجلس بيبّيه على مقعده الخارجي ويشرب المتّة بين دجاجاته، يجلب مونَتَهُ بسيارته beetle- الزرقاء (الصرصور). وـذكرت تقارير إعلامية مؤخراً أنه يعاني من مرض السرطان، كما أفصح بيبّيه مؤخراً - والذي يناهز 90 عاماً- أنه متصالح مع الموت، الذي لم ينل منه عدة مرّات- بحكم الرصاصات الست التي تلقاها ولم يمت- وقد باتت طموحاته بسيطة كوصيّته المتواضعة: بأن يدفن في مزرعته بجانب كلبته العرجاء (مانويلا)، التي ظلّت وفية له للنهاية. وحول صعوبة الإجماع الفلسطيني على شخصية، في ظل العيش تحت الاحتلال، وشيوع حالة اختطاف السلطة التنفيذية للسلطتين التشريعية والقضائية، وتَفَرُّد الحزب الواحد، ومصادرة حق الناس لأكثر من عشرين سنة في إجراءِ انتخاباتٍ عامة تفرز حقاً حكم الشعب؛ إلا أن مآلات الشعب الفلسطيني تجمع على أن ترأس البلاد شخصية ذاقت من عذابات الاحتلال، كالأصوات التي تنادي بانتخاب الأسير مروان البرغوثي، أو شخصيات أخرى ممن لم تُؤْثِر أي امتيازات في السلطة من حزم (VIP) أو تصاريح (BMC) وغيرها، إلى أن يفرز صندوق الاقتراع المعطّل حكمه، تماماً كما حصل مع بيبّيه. ما يحدث حقاً هو تفرّد الرئيس محمود عباس والذي يناهز أيضاً 90 عاما بالحكم، بالرغم من انتهاء ولايته الدستورية، خلافاً للدستور ووثيقة إعلان الاستقلال، اللذين ينصّان على نظام سياسي فلسطيني ديمقراطي برلماني، يرتكز على الإرادة الشعبية والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة. الوفاء لتحرير الرهائن أم التخلّي عنهم علاوة على كل هذه الممارسات الحقّة للمناضل الأورغواني الذي اعتنق فكراً اشتراكياً تقدمياً، وآمن بأحقية حكم الشعب التزاماً بالديمقراطية الاجتماعية، متأثراً في الوقت ذاته بالعقيدة الماركسة وموقفها تجاه العدالة الاجتماعية، وجبت الإضاءة على عدم تنكّره ووفائه لقضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاستعمار، ما يجعلنا نفحص عن كثب قيمة الوفاء وعدم التخلّي عمّن ضحّى بعمره وحياته في الأسر فداءً لفلسطين. فلسطينياً، نالت قضية "تحرير الأسرى" نصيباً ضمن القضايا ذات الأولوية لدى فصائل المقاومة (من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (جش)، وحركة التحرير الوطني (فتح)، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فهناك بعض المفاصل التاريخية التي دغمت رزنامات الحركة الأسيرة، ابتداء من صفقات تبادل الأسرى في الأعوام 1968، و1971، و1979، و1983، و1985، و2009، و2011، و2023، وما يحدث حاليا من صفقة طوفان الأحرار 2025. تصفية قضية الأسرى وتقزيم نضالاتهم عند سبر أغوار الوفاء؛ فوجئ الشعب الفلسطيني بقيام الرئيس محمود عباس بإصدار مرسوم، نشر على وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بتاريخ 10-2-2025، يرد فيه "إلغاء المواد الواردة في القوانين والأنظمة المتعلقة بنظام دفع المخصصات المالية لعائلات الأسرى، والشهداء، والجرحى، في قانون الأسرى واللوائح الصادرة عن مجلس الوزراء ومنظمة التحرير الفلسطينية". كما ينص المرسوم أيضا على "نقل برنامج المساعدات النقدية المحوسب، وقاعدة بياناته، ومخصصاته المالية والمحلية والدولية من وزارة التنمية الاجتماعية إلى المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي" التي يديرها أقرباء الرئيس، بعد أن كفل قانون الأسرى والمحررين رقم (19) لسنة 2004 وأحكامه حياة كريمة لهم ولأسرهم، باعتبارهم: "شريحة مُناضلة وجزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع العربي الفلسطيني". وقد أثار المرسوم غضباً شديداً في الأوساط الفلسطينية، لما فيه من تصفية لقضية الأسرى، وتنكر لحقهم المعنوي كشريحة تساهم في مسيرة النضال التحرري، وتخلًّ عنهم وتقزيم لتضحياتهم، وتحويلهم إلى فئات مهمشة وعائلات معوزة مدرجة ضمن صلاحيات برامج الحماية والرعاية الاجتماعية في مؤسسة التمكين الاقتصادي الفلسطيني. فنّدت الرئاسة توجهها بأنها تحاول تجنب الاقتطاعات المالية الإسرائيلية الجائرة، والدعاوى القضائية أمام المحاكم الإسرائيلية والأميركية، لكن الشعب الفلسطيني تفاجأ مرة أخرى بأخبار واردة عن الصحافة الأميركية، تفيد بقطع الدعم الأمريكي عن الأجهزة الأمنية الفلسطينية، دون تعقيب (تأكيد أو نفي) من الرئاسة الفلسطينة على الموضوع حتى اللحظة، ما يترك الشعب يتيماً، عاكساً حالة التخلّي عن المجموع. يدلل الإجراء المستجد على قانون الأسرى والأسرى المحررين على التلاعب بالحقوق الوطنية للأسرى والشهداء والجرحى واستخدامهم كورقة ضغط سياسية، علاوة على الرضوخ للإرادة الأمريكية والاسرائيلية، ما يعتبر تفكيكاً ممنهجاً لمفهوم النضال الوطني الفلسطيني، وإعادة تعريفه ضمن معايير البنك الدولي للفئات المعوزة، إضافة إلى فرصة لإعادة ضبط موازين القوى داخل السلطة بين الموالين والمعارضين، بحيث تقترن الحقوق بشرط الولاءات السياسية للسلطة الحاكمة، إذ يتحول حجبها عقوبة بحتة، ومنحها امتيازاً أو استرضاء بحتاً. المدّ الأفقي للحاضنة الشعبية بوضوح تام، ودون رمسنة قضية الأسرى: لن يتم تبييض السجون طالما هناك احتلال صهيوني، استعماري، استيطاني قائم، يستمد دعماً من أحد أكبر أقطاب النظام الدولي، الولايات المتحدة الأمريكية، كما ستظل هناك أشكال متنوعة من ساديات متعددة الأطياف، يمارسها السجّان على الدوام، وسيظل ملف التعذيب مفتوحاً على مصراعيه، يستجلب أدواته من حلفائه الاستعماريين، ويستحدث طفرات هجينة من عصابات هاغاناه تزيد بطشاً ووحشية، دون رفع سقف التوقعات عن وجود مساءلة أو محاسبة. بعيداً عن حالة الجزر والتخلّي العامودي من مفاصل الدولة لقضية الأسرى؛ يبقى التعويل على الحاضنة الشعبية، وعلى الوفاء الأفقيّ الممتد بين الناس، وهنا بالضبط يتجلّى الوفاء والتمسّك بالنضال الفلسطيني. فمثلما حصل مع المناضلين الأوروغوانيين بُعيد تحررهم من السجون العسكرية في 1985، لاقى الأسرى المحررون دعما شعبياً ومجتمعياً وتوجيهاً لمسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، حيث احتضنتهم الكثير من العائلات والحركات اليسارية والنقابات العمالية والمجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، كما أعيد تأهيلهم ودمجهم للعمل في المجال السياسي والاقتصادي والحقوقي على حد سواء، حتى أصبحت الحاضنة الشعبية جزءاً أصيلاً من المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد. وما يتوجب فعله هو توفير مدّ شعبي حاضنٍ للأسرى وقضيتهم، ريثما يتم النهوض من جديد؛ حاضنة أصيلة تحافظ على الهوية الوطنية الجمْعية، وتمضي قدماً في مواصلة النضال الوطني الفلسطيني، والنهج المقاوم الهادف للتحرر. *هند شريدة: كاتبة وصحفية مقدسية المصدر: مجلة جدلية -


نافذة على العالم
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- نافذة على العالم
انضم إلى حركة عملة ميم 100x القادمة - عملة TeddyPuff (TDP) جاهزة للبيع المسبق!
أكبر فوز لعملة الميم يبدأ قبل أن يلاحظه العالم كل عملة ميمي نمطًا معينًا. أولاً، تدرك مجموعة صغيرة من المستثمرين الإمكانات الكامنة. ثم يبدأ المجتمع في النمو. وبعد فترة وجيزة، يتدفق التجار والمؤثرون والحيتان - وترتفع قيمة العملة بشكل كبير. لقد حدث هذا مع عملة Dogecoin ($DOGE) عندما تحولت من مجرد مزحة إلى أصل بقيمة مليار دولار. وحدث هذا مرة أخرى مع عملة Shiba Inu ($SHIB)، والتي حولت الاستثمارات الصغيرة إلى ثروات. ومؤخرًا، اتبعت عملة Pepe ($PEPE) وعملة Bonk ($BONK) نفس الصيغة، حيث كافأت المشترين الأوائل قبل أن تبلغ الضجة ذروتها. الآن، يضع TeddyPuff Token ($TDP) نفسه باعتباره اللاعب الرئيسي التالي في هذا المجال. إن البيع المسبق قادم، وأولئك الذين يتصرفون مبكرًا سيحظون بالفرصة قبل أن تدرك الجماهير ذلك. لماذا لا تزال عملة 100x Meme تهيمن على السوق يعتقد بعض الناس أن عملات الميم هي اتجاه قصير الأمد، لكن عامي 2024 و2025 أثبتا خطأهم بالفعل. تستمر مشاريع عملات الميم الجديدة في الهيمنة على السوق لأنها تجلب المزيج المثالي من الضجيج المجتمعي والندرة والعلامة التجارية الفيروسية. تم إطلاق Pepe دون ضجة كبيرة ولكنه سرعان ما أصبح عملة معدنية بارزة. لقد أحيا بونك، الذي تم بناؤه على أساس سولانا، موجة العملات المعدنية الميمية وأصبح اسمًا مألوفًا بين التجار. استفادت عملة ترامب من الثقافة والاتجاهات، مما يثبت أن عملات الميم تستفيد من الروايات الرئيسية. العامل المشترك هو أن المشترين الأوائل رأوا الفرصة قبل أن تضربهم موجة الخوف من تفويت الفرص. الآن، من المقرر أن يتبع TeddyPuff Token مسارًا مشابهًا - ولكن مع المزيد من المزايا منذ اليوم الأول. ما الذي يجعل TeddyPuff Token ($TDP) مختلفًا؟ على عكس العديد من عملات الميم التي يتم إطلاقها على أساس تكهنات بحتة، تم بناء TeddyPuff على أساس مصمم للنمو والإمكانات طويلة الأجل. تم تدقيقه بالكامل وآمن - لقد اجتاز العقد الذكي بالفعل عملية التدقيق ، مما يضمن الأمان والشفافية. نموذج العرض الانكماشي - على عكس عملات الميم التضخمية، يتميز TeddyPuff بآلية حرق تلقائية، مما يقلل العرض بمرور الوقت. إطلاق Multichain (Ethereum & Binance Smart Chain) – هذه ليست مجرد رمز ميم آخر لسلسلة واحدة. سيتم إطلاق TeddyPuff عبر شبكتين رئيسيتين، مما يؤدي إلى توسيع السيولة وإمكانية الوصول. النمو المدعوم من المجتمع - تزدهر عملات الميم من خلال المشاركة العضوية. تعمل قاعدة TeddyPuff المتنامية من المؤيدين الأوائل - Puffsters - على نشر الكلمة بنشاط قبل الإطلاق. وبفضل هذه الأساسيات المهمة، فإن TeddyPuff ليس مجرد رمز آخر؛ بل هو حركة على وشك الانطلاق. لماذا يعد الوصول المبكر أمرًا مهمًا التوقيت هو كل شيء في التشفير. تشهد عملات الميم ذات الأداء الأفضل أكبر نسبة مكاسب لها قبل طرحها في البورصات الرئيسية. وبمجرد انتهاء فترة البيع المسبق، سيشتري المشترون الجدد بأسعار السوق. حقق المشترون الأوائل لعملة Dogecoin وShiba Inu عوائد ضخمة قبل أن يلاحظها المستثمرون الأفراد. كان حاملو Pepe و Bonk الذين دخلوا في مرحلة البيع المسبق أو الإطلاق جالسين بالفعل على مكاسب عندما اندفعت الجماهير. إن البيع المسبق لعملة TeddyPuff Token هو أفضل فرصة للاستفادة من هذه الفرصة قبل ارتفاع الطلب. وبحلول الوقت الذي يرى فيه معظم المتداولين الاتجاه السائد على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار، فإن أكبر الفرص ستكون قد اختفت. كيفية الانضمام إلى البيع المسبق وتأمين تخصيصك لقد بدأ بيع عملة TeddyPuff مسبقًا، لكن الأماكن محدودة. إليك كيفية التأكد من عدم تفويتك الفرصة: إعداد محفظة Web3 – في هذه المرحلة، ستعمل أي محفظة تشفير شائعة. قم بتمويل محفظتك – سيقبل بيع TeddyPuff المسبق عملات ETH وBNB وUSDT وMATIC كدفعة. سجل للحصول على الوصول المبكر - سجل للحصول على التحديثات وكن أول من يعرف موعد بدء البيع المسبق. احصل على رموز $TDP الخاصة بك – بمجرد بدء البيع المسبق، سيحصل المشترون الأوائل على أدنى سعر دخول قبل الإطلاق الرسمي. هذه المرحلة الأولى من الدخول هي المرحلة التي يتم فيها تحقيق أكبر المكاسب المحتملة. الأفكار النهائية - هل ستلحق بموجة عملة الميم التالية؟ لن تختفي عملات الميم في أي مكان، بل إنها تتطور. والسؤال هو ما إذا كنت ستدرك الفرصة قبل فوات الأوان. TeddyPuff Token مجرد عملة أخرى، بل إنها مصممة بدعم حقيقي من المجتمع، واقتصاد ذكي للعملات المشفرة، وإمكانات طويلة الأجل. إن البيع المسبق هو الوقت المناسب لوضع نفسك في موقف جيد قبل أن يدرك السوق ما يحدث. الوقت يمر بسرعة، والبيع المسبق يقترب بسرعة، والفرصة لتأمين موقفك المبكر تقترب من نهايتها. سجل الآن للحصول على الوصول المبكر قبل بدء البيع المسبق. ابق على اطلاع وكن جزءًا من الحركة قم بزيارة الموقع الرسمي لـ TeddyPuff انضم إلى المجموعة الرسمية على Telegram تابع الحساب الرسمي X تابع الروابط الاجتماعية الرسمية هذا هو الفصل التالي في تاريخ عملة الميم. والسؤال الوحيد هو: هل ستكون هناك قبل حدوث ذلك


نافذة على العالم
١٥-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- نافذة على العالم
من دوج إلى شيبا - هل عملة TeddyPuff Token ($TDP) هي عملة الميم الكبيرة القادمة؟
ثورة العملات الميمية التي لم تنته بعد عندما تم إطلاق عملة Dogecoin (DOGE) في عام 2013 ، كان من المفترض أن تكون مجرد مزحة. لم يكن أحد ليتوقع أنها ستصبح أصلًا بمليارات الدولارات، وتحظى بدعم من إيلون ماسك، وتشعل شرارة قطاع جديد تمامًا في سوق العملات المشفرة. بعد سنوات، أخذت شيبا إينو ($SHIB) عملات الميم إلى مستوى جديد ، مما يثبت أنها يمكن أن تكون أكثر من مجرد ضجة. منذ ذلك الحين، شهدت كل دورة تشفيرية انطلاقة لعملة الميم — من Pepe ($PEPE) إلى Trump Coin ($TRUMP)، وكل منها يثبت أن عملات الميم لا تزال واحدة من أكثر الفئات انفجارًا في التشفير. الآن، يظهر منافس جديد. مع مجتمع قوي، واقتصاد رمزي انكماشي، وعقد ذكي خاضع للتدقيق الكامل ، قد يكون Token ($TDP) هو التالي في قائمة الهيمنة على مساحة عملة الميم. دوجكوين – الميم الذي بدأ كل شيء لم يكن من المفترض أبدًا أن يتم التعامل مع عملة Dogecoin بجدية. فقد تم إنشاؤها كمحاكاة ساخرة لعملة Bitcoin، ولم يكن لها حد أقصى للإمداد، ولا خريطة طريق، ولا توقعات. ومع ذلك، تمسك بها المستخدمون الأوائل بقوة، وبحلول عام 2021، أصبحت عملة Dogecoin واحدة من أفضل العملات المشفرة في العالم. ماذا حدث؟ قوة المجتمع. أدى جيش المؤمنين بدوجكوين، إلى جانب الضجيج على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى ارتفاع قيمة دوجكوين بنسبة تزيد عن 10000% في غضون بضعة أشهر فقط. ولكن في حين أثبتت عملة Dogecoin أن العملات الميمية لها مكان في السوق، إلا أنها كانت تفتقر إلى الفائدة، وميكانيكا الانكماش، وقابلية التوسع. وهنا جاء دور الجيل التالي. شيبا إينو – الميم الذي تحول إلى حركة في عام 2020، قلبت شيبا إينو (SHIB) السيناريو. فعلى عكس دوجكوين، كان لدى شيبا رؤية استراتيجية وفريق مطورين منخرط ونظام بيئي مصمم للاستمرار. تنفجر SHIB بسبب الميمات فقط، بل لأنها بنى: بورصة لامركزية (ShibaSwap) آلية الحرق التي خلقت الندرة مجتمع مخلص يضم ملايين الأشخاص حول العالم شيبا تعريف عملات الميم ، مما أثبت أنها يمكن أن توفر فرص استثمارية حقيقية مع الاستمرار في تقديم الطاقة الفيروسية التي جعلت من دوجكوين عملة شعبية. عملة بيبي وترامب – أحدث دليل على أن عملات الميم لا تزال ملكة اعتقد الكثيرون أن عملات الميم هي مجرد اتجاه عابر، لكن عامي 2023 و2025 أثبتا خطأهم. Pepe ($PEPE) كرمز ميم بسيط ولكنه ارتفع بسرعة إلى أعلى 100 عملة مشفرة، مما يثبت أن العلامة التجارية القائمة على الميم لا تزال تثير اهتمامًا كبيرًا في السوق. عملة ترامب (TRUMP) من الثقافة والسياسة، وتجاوزت بسرعة القيمة السوقية لعملة بيبي، وأظهرت أن عملات الميم يمكن أن تستفيد من المحادثات العالمية. كلا المشروعين أن عملات الميم لا تزال تتمتع بإمكانات تصاعدية هائلة - خاصة بالنسبة لأولئك الذين يحصلون عليها مبكرًا. عملة TeddyPuff – التطور القادم في عملات Meme Coins؟ الآن، يدخل اسم جديد إلى المشهد، وهو يجمع كل ما جعل عملات الميم السابقة ناجحة - ولكن مع لمسة حديثة. إليك السبب وراء اكتساب تم تدقيقه بالكامل وآمن - على عكس العديد من رموز الميم التي يتم إطلاقها مع مخاطر أمنية، فقد اجتاز TeddyPuff بالفعل تدقيقه، مما يثبت شرعيته. نموذج العرض الانكماشي – يتميز TeddyPuff بالحرق التلقائي، مما يقلل من العرض الإجمالي بمرور الوقت. ومع نمو الطلب، يزداد الندرة. الوصول إلى سلاسل متعددة (Ethereum & BSC) - في حين تبدأ العديد من عملات الميم على سلسلة واحدة، فإن TeddyPuff يطلق نفسه على كل من Ethereum و Binance Smart Chain منذ اليوم الأول. حركة يقودها المجتمع - تعيش عملات الميم وتموت بفضل مجتمعاتها. وقد بدأ "المؤيدون" بالفعل في التجمع خلف $TDP، مما أدى إلى إثارة الضجة قبل الإطلاق. المكونات اللازمة للنجاح موجودة هنا. والسؤال الوحيد هو متى يمكنك البدء في ذلك. تتم كتابة تاريخ عملة الميم - هل ستكون جزءًا منها؟ كل دورة تشفير لها لحظة مميزة في تاريخ العملة المشفرة. في الماضي، كانت هذه اللحظة هي DOGE وSHIB وPEPE وTRUMP. في عام 2025، قد يكون TeddyPuff Token ($TDP). لا يزال باب البيع المسبق مفتوحًا، ولكن ليس لفترة طويلة. لن تتوفر أفضل الأسعار إلا قبل الإطلاق العام . إن المستثمرين الذين تعرفوا على عملة Dogecoin في وقت مبكر، أو رأوا الرؤية الخاصة بعملة Shiba Inu، أو قفزوا إلى عملة Pepe قبل ارتفاعها - يعرفون كيف يعمل هذا الأمر. هل ستقوم بنفس الخطوة الآن؟ ابق على اتصال وانضم إلينا مبكرًا تكتسب عملة TeddyPuff زخمًا سريعًا. حان الوقت للتحرك الآن. الكلمات الدلائليه


نافذة على العالم
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- نافذة على العالم
العملة الرقمية القادمة ستكون عملة ميمية ضخمة؟ لماذا تجذب عملة TeddyPuff ($TDP) أنظار كل المستثمرين
اكتشاف عملة الميم الكبيرة القادمة قبل الحشد تبدأ كل عملية اختراق كبيرة لعملة الميم بنفس الطريقة - حيث ترصد مجموعة صغيرة من المستثمرين الأوائل اتجاهًا صاعدًا قبل أن تتجمع الجماهير. لقد حدث هذا مع عملة Dogecoin ($DOGE) قبل أن ترسلها تغريدات إيلون ماسك إلى القمر. وحدث هذا مع عملة Pepe ($PEPE) عندما قام المستخدمون الأوائل بتأمين حقائبهم قبل انفجارها. ويحدث هذا الآن مع عملة Token ($TDP). تعيش عملات الميم وتموت بفضل قوة المجتمع، والرموز الذكية، والزخم الفيروسي - و TeddyPuff يتحقق من جميع المربعات الصحيحة حتى قبل إطلاقه. السؤال هو، هل ستضع نفسك في موقف جيد قبل أن ينشط السوق؟ الصيغة السرية لعملات Breakout Meme ما الذي يميز عملات الميم التي ترتفع بشكل كبير عن تلك التي تختفي؟ يُظهِر التاريخ أن عملات الميم الناجحة تشترك في السمات الرئيسية التالية: 1. مجتمع قوي وعاطفي تزدهر عملات الميم بفضل الناس، وليس فقط التكنولوجيا. كان صعود عملة دوجكوين مدفوعًا بحركة مخصصة، في حين كان صعود عملة بيبي مدعومًا بمتابعيها على الإنترنت. لقد بدأت شركة TeddyPuff بالفعل في بناء مجموعة أساسية من المستثمرين والداعمين - والمعروفين باسم "Puffsters". وكلما كان المجتمع أكبر، كلما كانت الإمكانات أكبر. 2. الندرة والاقتصاد الرمزي الذكي تفقد عملات الميم التضخمية قيمتها بسرعة. وتعمل المشاريع الأكثر نجاحًا على الحد من العرض أو إدخال آليات الحرق لجعل الرموز أكثر ندرة بمرور الوقت. يستهلك نموذج ، مما يقلل العرض مع نمو التبني. 3. الضجيج في المرحلة المبكرة قبل الإدراجات الكبرى أكبر المكاسب قبل أن تصل العملة إلى البورصات الرئيسية. حيث تجاوزت عملة Trump Coin (TRUMP) قيمة سوقية تبلغ 500 مليون دولار بعد أن تراكمت لدى المستخدمين الأوائل قبل إدراجها في البورصات الرئيسية. تم تصميم عملية البيع المسبق لـ TeddyPuff بحيث يتمكن المبادرون الأوائل من تأمين الرموز بأقل الأسعار الممكنة. ترتفع الأسعار في كل مرحلة من مراحل البيع المسبق، مما يكافئ أولئك الذين يتصرفون بسرعة. 4. الأمن والشفافية مع وجود عدد لا يحصى من عمليات السحب في مجال العملات الميمية، يطلب المستثمرون الآن الأمان قبل الاستثمار. تم تدقيق TeddyPuff بشكل كامل ، مما يضمن أن عقده الذكي آمن وخالٍ من الثغرات الأمنية. لماذا يتبع TeddyPuff نفس المسار نحو النجاح تظهر نفس الإشارات التي تنبأت باختراقات عملة الميم في الماضي مرة أخرى - ولكن هذه المرة، فإن TeddyPuff ($TDP) هو الذي يجذب انتباه المستثمرين. ✔ مجتمع سريع النمو ومتفاعل يتشكل بالفعل قبل الإطلاق. ✔ عقد ذكي آمن وخاضع للتدقيق الكامل - مما يمنح المستثمرين الثقة. ✔ اقتصاد رمزي انكماشي يكافئ حامليه على المدى الطويل. ✔ عملية بيع مسبقة تم تصميمها لتحقيق أقصى قدر من المكاسب للمستثمرين في وقت مبكر. ✔ توسيع سلاسل متعددة على Ethereum و Binance Smart Chain للتطبيق على نطاق أوسع. هكذا بالضبط بدأت أكبر موجة صعود لعملة الميم في التاريخ. أصبحت الهمسات المبكرة حول TeddyPuff أعلى صوتًا. قريبًا، سيعرف الجميع اسمه. النداء الأخير: استعدوا قبل أن تصلكم الموجة بمجرد أن تصل عملة TeddyPuff إلى السوق الرئيسية، سوف تختفي أسعار الدخول المبكر. وقد بدأ المستثمرون الذين يدركون نفس الإشارات التي جعلت من عملة Dogecoin وPepe وTrump Coin عملة رابحة في اتخاذ الإجراءات اللازمة بالفعل. لقد اقترب موعد البيع المسبق. هل ستضمن مكانك قبل أن يستيقظ باقي السوق؟ انضم إلى المجتمع قبل فوات الأوان من المقرر أن تصبح عملة TeddyPuff هي العملة المعدنية القادمة. والسؤال الوحيد هو: هل ستكون جزءًا منها قبل أن تنطلق؟ الكلمات الدلائليه