#أحدث الأخبار مع #Politeiaالنهارمنذ 3 أياممنوعاتالنهاربين العنصرة وأبراج بابلأستاذ في كلّية اللاهوت والعلوم البيبلية "تعالوا نبنِ لنا مدينةً وبرجًا رأسه في السّماء، ونُقِم لنا اسمًا فلا نتشتّت على وجه الأرض كلّها". هذا ما نقله إلينا سفر التكوين عن أهل الأرض، حين أرادوا أن يصنعوا لأنفسهم اسمًا. إنها تجربة رافقت البشر منذ فجر وجودهم، ولن تفارقهم. أمّا تتِمّة القصة، فجميعنا يعرفها جيدًا: "نزل الله وبلبل لغتهم، فشتّتهم من هناك، فكفَّوا عن بناء المدينة، ولهذا سُمّيت بابل". ولطالما شهد التاريخ محاولات جمّة لـ"بناء مدن وإقامة اسم لأهل الأرض" بعيدًا عن الله، لا بل ضدّه أحيانًا كثيرة. إنها بابل الدائمة حتى انقضاء الدهر. وصفحات الكتاب المقدس تعجّ بآيات عديدة تُظهر قساوة هذا المَيل عن الله وعن مشيئته. ألم يقل الربّ على لسان إرميا النبيّ: "تركوني أنا ينبوع الماء الحي، وحفروا لهم آبارًا مشقّقة لا تُمسك الماء"؟ إنها مأساة يتردّد صداها في قول السيد المسيح: "لكنكم لا تريدون أن تجيئوا إليَّ لتكون لكم الحياة" (يوحنا 5: 40). الفكر الفلسفيّ منذ بداياته، وعلى غرار الوحي البيبلي، أدرك ضرورة بناء مدينة الإنسان بانفتاح تام على قِيم الخير المُطلق. يرسم لنا أفلاطون، على سبيل المثال، في كتابه Politeia (القرن الرابع ق.م)، نظام تلك المدينة التي يسودها العدل والخير بفعل حكم العقل والحكمة. إنها المدينة الأجمل Kallίstē pólis)) ، في حين يشكّل الابتعاد عنها ولوجًا في متاهة المدينة الأسوأ حيث يسود حكم الطغاة بحسب تعبيره. مع ظهور الفكر المسيحي، حاول القديس أوغسطينوس (354- 430) في مؤلَّفه الشهير "مدينة الله" تأويل التاريخ البشري على أنه صراع دائم بين مدينتين، مدينة الله من جهة، وهي مدينة من قدّموا محبة الله على محبة ذواتهم، والمدينة الأرضيّة من جهة أخرى، وهي مدينة من آثروا ذواتهم على الله. ويخلص إلى القول، إن ما يحقّق عظمة البشرية، ليست النجاحات السياسية أو العسكرية، إنما الانتماء إلى مدينة الله، وكل مدينة لا تخدم الإله الحق تغدو خادمة للشيطان. الفارابي من جهته (872 -950) نظّرَ في إمكان قيام مدينة فاضلة على الأرض، إذا توافَر لقيادتها حاكم كامل العقل والأخلاق يقود الناس إلى السعادة عبر نظام مثاليّ يمكن إرساؤه. في كل الأحوال، إن الخطّ الجامع بين المدن الثلاث، يتمثّل في ضرورة الانفتاح على من هو أسمى من المُعطى البشري البحت. أي الخير المطلق عند أفلاطون، والله الخالق عند أوغسطينوس، وواجب الوجود عند الفارابي، إذ من دون هذا الانفتاح، ستتبلبل المدينة حتمًا، وستفقد غايتها القصوى والمعنى النهائي لوجودها. أوليس هذا ما حدث في نهاية الأمر لبابل العظيمة؟ مع بروز الفكر الإلحادي المنهجي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عادت بابل لتبني ذاتها مجدّدًا وإن بصور مختلفة. فويربَخ، ماركس، نيتشه، فرويد وغيرهم، كانوا من أبرز مهندسيّ أبراجها. مع نيتشه (1844–1900)، وبأفول فكرة وجود الله في الغرب المسيحي، ونتيجةً لتقهقر الإيمان بِالقِيَم الدينية، وبفعل تقدّم العلوم والعقلانية والنقد الفلسفي، تعاظم لدى بعضهم الشعور بأن الله لم يَعُد قائمًا ككائن ميتافيزيقي، وأضحى من الممكن بالتالي إعلان موته وتصفية حضوره، مِمَّا أدّى في النهاية إلى انهيار النظام القِيَميّ، والمعنى النهائي للحياة، واجتياح العدميّة لكل شيء. بُغية تجاوز هذا الخواء، طرح نيتشه مفهوم "الإنسان الأعلى" Übermensch)) ، خالق القِيَم ومركز المعنى. غير أن هذا الإنسان النيتشَوي لم يرَ النور، وكذلك الحضارة الجديدة التي أمَل نيتشه ولادتها، بل تفاقم الضياع، وسادت العدميّة (Nihilismus). وها نحن مجددا أمام تشتّت مرير نكفّ فيه مُرغمين عن بناء مدننا، تشتّت لا تكتمل فيه أبراجنا، مهما علت. ولا عجب إذا في أن يُقدّم العهد الجديد بابلَ، كما الفكر المسيحي من بعده، كحضارة معادية لله والإنسان على حدّ سواء، ويحسم حتميّة سقوطها وطرحها بعيدًا بسبب رجاستها، وجشعها، وعُنفها، وهي نعوت ذكرها سفر الرؤيا بدقّة ليجعل من بابل حالةً حضاريةً ملازمةً لكل الأزمنة. وما يزيد ثقل هذه النعوت وجسامتها، أن مصدرها هو كتاب الرؤيا تحديدًا، وهو كتاب الرجاء بامتياز، والناظر إلى سماء جديدة وأرض جديدة، والمنتظِر المدينة المقدّسة النازلة من عند الله (رؤيا 21: 1- 2). غير أن ما يريد الله إنزاله من عَلُ، يجب ألّا يُنتظر في نهاية الأزمنة فقط، وهذا ما حصل عمليًا في حدث العنصرة. فالعنصرة ستشكّل من هذا المنظور حدث انسكاب المستقبل الذي أعدّه الله لنا في قلب الزمن الحاضر، وعربون الدهر الآتي وبذرته. ولا يمكن اعتبارها حدثًا ماضيًا أو منفصلًا عن المستقبل الأُخْرَوِيّ، لأنها واقعة تتجاوز زمانها ولا تنحصر في محدوديته، بل تشكّل بداية الأزمنة الأخيرة، والقلب الجديد المُفعم بروح الله؛ واللغة التي تتجاوز الانقسامات الأنتروبولوجيّة كلّها. فالسمات الجوهرية التي يصف بها سفر الرؤيا أورشليم السموية، كوحدة الشعوب، وحضور الله وسط شعبه، ونهر الحياة الجاري من عرش الحمل، ليست مجرد مشهد أُخرَوي (Eschatological scene) بعيد ومنفصل عن مجرى تاريخنا، بل تضرب جذورها في حدث العنصرة نفسه، حيث امتلأ المكان بحضور الله، وارتوى الحاضرون من نهر روح القدس، إلى حدّ بدا فيه وكأنهم سكارى (أعمال الرسل 2: 1-15). ولا مبالغة في القول إنها من أجمل إبداعات الله في الزمن. والكنيسة ولدت فيها وتحمل سماتها. ولقد شكّلت العنصرة عمليّا رباط الوحدة بين الكنيسة ومدينة الله النهائية. ومن جهة أخرى، غرست بذور العالم الجديد، وصار من الممكن القول إننا نعيش في هذا الزمن، لكننا نتجاوزه بصورة دائمة، على قاعدة أننا في العالم، لكننا لسنا من العالم، لأن العنصرة لم تؤسس البُعد الأُفقيّ للكنيسة فحسب، بل رسّخت بُعدها العمودي أيضًا. وصار بالتالي من غير الممكن أن تتماهى الكنيسة أو تذوب في أي جماعة أو نظام دنيوي بحت. لذا كان أوغسطينوس محقّا في اعتباره مدينة الله أوسع وأشمل من الكنيسة المنظورة، بمعنى أنها تتجلى في الكنيسة طبعًا، ولكن لا تُختزل فيها. وهذه رؤية تضمن الحقيقة وتميّز في النهاية بين الجزء والكل، والكامل والناقص، وتفتح الأفق أمامنا لنفهم أن الكنيسة في كيانها ليست مؤسسة ظهرت بعد العنصرة، ولا بمعزل عنها، بل هي عنصرة دائمة، وستبقى دومًا كذلك. بغير هذا البُعد الكياني- الروحي، لن تتمكن الكنيسة من تأدية دورها الجامع في شفاء الانقسام البشري وتمزّقاته، ولا في ترجمة ما يقوله الروح بلغات العالم أجمع (أعمال الرسل 2: 4-8). من هنا، تصبح العنصرة ردّ الله الدائم على بابل الأزمنة كلها. وما لم تنفتح حضارتنا عليه بلا تحفّظ، ستبقى مهددة بأن تصبح بابل جديدة. غير أن الرجاء الذي فينا يشهد ويقول: حيثما تمزّق البشر بسبب غرورهم، سيعيدُ الله وحدتهم. وحيثما حاول الناس تشييد أبراج معادية بوجه خالقهم، سيُنزل الله روح محبته ليرفعهم. وحيثما يسعى بنو آدم ليصنعوا اسمًا لهم، لن يُعطى لهم إلّا اسم الله مُخَلّصهم. وحيثما تألّم المساكين من الشعور بالعدميّة وفقدان المعنى في حياتهم، سينجح الله في سكب روحه المُعزّي في قلوبهم.
النهارمنذ 3 أياممنوعاتالنهاربين العنصرة وأبراج بابلأستاذ في كلّية اللاهوت والعلوم البيبلية "تعالوا نبنِ لنا مدينةً وبرجًا رأسه في السّماء، ونُقِم لنا اسمًا فلا نتشتّت على وجه الأرض كلّها". هذا ما نقله إلينا سفر التكوين عن أهل الأرض، حين أرادوا أن يصنعوا لأنفسهم اسمًا. إنها تجربة رافقت البشر منذ فجر وجودهم، ولن تفارقهم. أمّا تتِمّة القصة، فجميعنا يعرفها جيدًا: "نزل الله وبلبل لغتهم، فشتّتهم من هناك، فكفَّوا عن بناء المدينة، ولهذا سُمّيت بابل". ولطالما شهد التاريخ محاولات جمّة لـ"بناء مدن وإقامة اسم لأهل الأرض" بعيدًا عن الله، لا بل ضدّه أحيانًا كثيرة. إنها بابل الدائمة حتى انقضاء الدهر. وصفحات الكتاب المقدس تعجّ بآيات عديدة تُظهر قساوة هذا المَيل عن الله وعن مشيئته. ألم يقل الربّ على لسان إرميا النبيّ: "تركوني أنا ينبوع الماء الحي، وحفروا لهم آبارًا مشقّقة لا تُمسك الماء"؟ إنها مأساة يتردّد صداها في قول السيد المسيح: "لكنكم لا تريدون أن تجيئوا إليَّ لتكون لكم الحياة" (يوحنا 5: 40). الفكر الفلسفيّ منذ بداياته، وعلى غرار الوحي البيبلي، أدرك ضرورة بناء مدينة الإنسان بانفتاح تام على قِيم الخير المُطلق. يرسم لنا أفلاطون، على سبيل المثال، في كتابه Politeia (القرن الرابع ق.م)، نظام تلك المدينة التي يسودها العدل والخير بفعل حكم العقل والحكمة. إنها المدينة الأجمل Kallίstē pólis)) ، في حين يشكّل الابتعاد عنها ولوجًا في متاهة المدينة الأسوأ حيث يسود حكم الطغاة بحسب تعبيره. مع ظهور الفكر المسيحي، حاول القديس أوغسطينوس (354- 430) في مؤلَّفه الشهير "مدينة الله" تأويل التاريخ البشري على أنه صراع دائم بين مدينتين، مدينة الله من جهة، وهي مدينة من قدّموا محبة الله على محبة ذواتهم، والمدينة الأرضيّة من جهة أخرى، وهي مدينة من آثروا ذواتهم على الله. ويخلص إلى القول، إن ما يحقّق عظمة البشرية، ليست النجاحات السياسية أو العسكرية، إنما الانتماء إلى مدينة الله، وكل مدينة لا تخدم الإله الحق تغدو خادمة للشيطان. الفارابي من جهته (872 -950) نظّرَ في إمكان قيام مدينة فاضلة على الأرض، إذا توافَر لقيادتها حاكم كامل العقل والأخلاق يقود الناس إلى السعادة عبر نظام مثاليّ يمكن إرساؤه. في كل الأحوال، إن الخطّ الجامع بين المدن الثلاث، يتمثّل في ضرورة الانفتاح على من هو أسمى من المُعطى البشري البحت. أي الخير المطلق عند أفلاطون، والله الخالق عند أوغسطينوس، وواجب الوجود عند الفارابي، إذ من دون هذا الانفتاح، ستتبلبل المدينة حتمًا، وستفقد غايتها القصوى والمعنى النهائي لوجودها. أوليس هذا ما حدث في نهاية الأمر لبابل العظيمة؟ مع بروز الفكر الإلحادي المنهجي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عادت بابل لتبني ذاتها مجدّدًا وإن بصور مختلفة. فويربَخ، ماركس، نيتشه، فرويد وغيرهم، كانوا من أبرز مهندسيّ أبراجها. مع نيتشه (1844–1900)، وبأفول فكرة وجود الله في الغرب المسيحي، ونتيجةً لتقهقر الإيمان بِالقِيَم الدينية، وبفعل تقدّم العلوم والعقلانية والنقد الفلسفي، تعاظم لدى بعضهم الشعور بأن الله لم يَعُد قائمًا ككائن ميتافيزيقي، وأضحى من الممكن بالتالي إعلان موته وتصفية حضوره، مِمَّا أدّى في النهاية إلى انهيار النظام القِيَميّ، والمعنى النهائي للحياة، واجتياح العدميّة لكل شيء. بُغية تجاوز هذا الخواء، طرح نيتشه مفهوم "الإنسان الأعلى" Übermensch)) ، خالق القِيَم ومركز المعنى. غير أن هذا الإنسان النيتشَوي لم يرَ النور، وكذلك الحضارة الجديدة التي أمَل نيتشه ولادتها، بل تفاقم الضياع، وسادت العدميّة (Nihilismus). وها نحن مجددا أمام تشتّت مرير نكفّ فيه مُرغمين عن بناء مدننا، تشتّت لا تكتمل فيه أبراجنا، مهما علت. ولا عجب إذا في أن يُقدّم العهد الجديد بابلَ، كما الفكر المسيحي من بعده، كحضارة معادية لله والإنسان على حدّ سواء، ويحسم حتميّة سقوطها وطرحها بعيدًا بسبب رجاستها، وجشعها، وعُنفها، وهي نعوت ذكرها سفر الرؤيا بدقّة ليجعل من بابل حالةً حضاريةً ملازمةً لكل الأزمنة. وما يزيد ثقل هذه النعوت وجسامتها، أن مصدرها هو كتاب الرؤيا تحديدًا، وهو كتاب الرجاء بامتياز، والناظر إلى سماء جديدة وأرض جديدة، والمنتظِر المدينة المقدّسة النازلة من عند الله (رؤيا 21: 1- 2). غير أن ما يريد الله إنزاله من عَلُ، يجب ألّا يُنتظر في نهاية الأزمنة فقط، وهذا ما حصل عمليًا في حدث العنصرة. فالعنصرة ستشكّل من هذا المنظور حدث انسكاب المستقبل الذي أعدّه الله لنا في قلب الزمن الحاضر، وعربون الدهر الآتي وبذرته. ولا يمكن اعتبارها حدثًا ماضيًا أو منفصلًا عن المستقبل الأُخْرَوِيّ، لأنها واقعة تتجاوز زمانها ولا تنحصر في محدوديته، بل تشكّل بداية الأزمنة الأخيرة، والقلب الجديد المُفعم بروح الله؛ واللغة التي تتجاوز الانقسامات الأنتروبولوجيّة كلّها. فالسمات الجوهرية التي يصف بها سفر الرؤيا أورشليم السموية، كوحدة الشعوب، وحضور الله وسط شعبه، ونهر الحياة الجاري من عرش الحمل، ليست مجرد مشهد أُخرَوي (Eschatological scene) بعيد ومنفصل عن مجرى تاريخنا، بل تضرب جذورها في حدث العنصرة نفسه، حيث امتلأ المكان بحضور الله، وارتوى الحاضرون من نهر روح القدس، إلى حدّ بدا فيه وكأنهم سكارى (أعمال الرسل 2: 1-15). ولا مبالغة في القول إنها من أجمل إبداعات الله في الزمن. والكنيسة ولدت فيها وتحمل سماتها. ولقد شكّلت العنصرة عمليّا رباط الوحدة بين الكنيسة ومدينة الله النهائية. ومن جهة أخرى، غرست بذور العالم الجديد، وصار من الممكن القول إننا نعيش في هذا الزمن، لكننا نتجاوزه بصورة دائمة، على قاعدة أننا في العالم، لكننا لسنا من العالم، لأن العنصرة لم تؤسس البُعد الأُفقيّ للكنيسة فحسب، بل رسّخت بُعدها العمودي أيضًا. وصار بالتالي من غير الممكن أن تتماهى الكنيسة أو تذوب في أي جماعة أو نظام دنيوي بحت. لذا كان أوغسطينوس محقّا في اعتباره مدينة الله أوسع وأشمل من الكنيسة المنظورة، بمعنى أنها تتجلى في الكنيسة طبعًا، ولكن لا تُختزل فيها. وهذه رؤية تضمن الحقيقة وتميّز في النهاية بين الجزء والكل، والكامل والناقص، وتفتح الأفق أمامنا لنفهم أن الكنيسة في كيانها ليست مؤسسة ظهرت بعد العنصرة، ولا بمعزل عنها، بل هي عنصرة دائمة، وستبقى دومًا كذلك. بغير هذا البُعد الكياني- الروحي، لن تتمكن الكنيسة من تأدية دورها الجامع في شفاء الانقسام البشري وتمزّقاته، ولا في ترجمة ما يقوله الروح بلغات العالم أجمع (أعمال الرسل 2: 4-8). من هنا، تصبح العنصرة ردّ الله الدائم على بابل الأزمنة كلها. وما لم تنفتح حضارتنا عليه بلا تحفّظ، ستبقى مهددة بأن تصبح بابل جديدة. غير أن الرجاء الذي فينا يشهد ويقول: حيثما تمزّق البشر بسبب غرورهم، سيعيدُ الله وحدتهم. وحيثما حاول الناس تشييد أبراج معادية بوجه خالقهم، سيُنزل الله روح محبته ليرفعهم. وحيثما يسعى بنو آدم ليصنعوا اسمًا لهم، لن يُعطى لهم إلّا اسم الله مُخَلّصهم. وحيثما تألّم المساكين من الشعور بالعدميّة وفقدان المعنى في حياتهم، سينجح الله في سكب روحه المُعزّي في قلوبهم.