logo
بين العنصرة وأبراج بابل

بين العنصرة وأبراج بابل

النهارمنذ 20 ساعات

أستاذ في كلّية اللاهوت والعلوم البيبلية
"تعالوا نبنِ لنا مدينةً وبرجًا رأسه في السّماء، ونُقِم لنا اسمًا فلا نتشتّت على وجه الأرض كلّها". هذا ما نقله إلينا سفر التكوين عن أهل الأرض، حين أرادوا أن يصنعوا لأنفسهم اسمًا. إنها تجربة رافقت البشر منذ فجر وجودهم، ولن تفارقهم. أمّا تتِمّة القصة، فجميعنا يعرفها جيدًا: "نزل الله وبلبل لغتهم، فشتّتهم من هناك، فكفَّوا عن بناء المدينة، ولهذا سُمّيت بابل".
ولطالما شهد التاريخ محاولات جمّة لـ"بناء مدن وإقامة اسم لأهل الأرض" بعيدًا عن الله، لا بل ضدّه أحيانًا كثيرة. إنها بابل الدائمة حتى انقضاء الدهر. وصفحات الكتاب المقدس تعجّ بآيات عديدة تُظهر قساوة هذا المَيل عن الله وعن مشيئته. ألم يقل الربّ على لسان إرميا النبيّ: "تركوني أنا ينبوع الماء الحي، وحفروا لهم آبارًا مشقّقة لا تُمسك الماء"؟ إنها مأساة يتردّد صداها في قول السيد المسيح: "لكنكم لا تريدون أن تجيئوا إليَّ لتكون لكم الحياة" (يوحنا 5: 40). الفكر الفلسفيّ منذ بداياته، وعلى غرار الوحي البيبلي، أدرك ضرورة بناء مدينة الإنسان بانفتاح تام على قِيم الخير المُطلق.
يرسم لنا أفلاطون، على سبيل المثال، في كتابه Politeia (القرن الرابع ق.م)، نظام تلك المدينة التي يسودها العدل والخير بفعل حكم العقل والحكمة. إنها المدينة الأجمل Kallίstē pólis)) ، في حين يشكّل الابتعاد عنها ولوجًا في متاهة المدينة الأسوأ حيث يسود حكم الطغاة بحسب تعبيره. مع ظهور الفكر المسيحي، حاول القديس أوغسطينوس (354- 430) في مؤلَّفه الشهير "مدينة الله" تأويل التاريخ البشري على أنه صراع دائم بين مدينتين، مدينة الله من جهة، وهي مدينة من قدّموا محبة الله على محبة ذواتهم، والمدينة الأرضيّة من جهة أخرى، وهي مدينة من آثروا ذواتهم على الله. ويخلص إلى القول، إن ما يحقّق عظمة البشرية، ليست النجاحات السياسية أو العسكرية، إنما الانتماء إلى مدينة الله، وكل مدينة لا تخدم الإله الحق تغدو خادمة للشيطان. الفارابي من جهته (872 -950) نظّرَ في إمكان قيام مدينة فاضلة على الأرض، إذا توافَر لقيادتها حاكم كامل العقل والأخلاق يقود الناس إلى السعادة عبر نظام مثاليّ يمكن إرساؤه. في كل الأحوال، إن الخطّ الجامع بين المدن الثلاث، يتمثّل في ضرورة الانفتاح على من هو أسمى من المُعطى البشري البحت. أي الخير المطلق عند أفلاطون، والله الخالق عند أوغسطينوس، وواجب الوجود عند الفارابي، إذ من دون هذا الانفتاح، ستتبلبل المدينة حتمًا، وستفقد غايتها القصوى والمعنى النهائي لوجودها. أوليس هذا ما حدث في نهاية الأمر لبابل العظيمة؟
مع بروز الفكر الإلحادي المنهجي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عادت بابل لتبني ذاتها مجدّدًا وإن بصور مختلفة. فويربَخ، ماركس، نيتشه، فرويد وغيرهم، كانوا من أبرز مهندسيّ أبراجها. مع نيتشه (1844–1900)، وبأفول فكرة وجود الله في الغرب المسيحي، ونتيجةً لتقهقر الإيمان بِالقِيَم الدينية، وبفعل تقدّم العلوم والعقلانية والنقد الفلسفي، تعاظم لدى بعضهم الشعور بأن الله لم يَعُد قائمًا ككائن ميتافيزيقي، وأضحى من الممكن بالتالي إعلان موته وتصفية حضوره، مِمَّا أدّى في النهاية إلى انهيار النظام القِيَميّ، والمعنى النهائي للحياة، واجتياح العدميّة لكل شيء. بُغية تجاوز هذا الخواء، طرح نيتشه مفهوم "الإنسان الأعلى" Übermensch)) ، خالق القِيَم ومركز المعنى. غير أن هذا الإنسان النيتشَوي لم يرَ النور، وكذلك الحضارة الجديدة التي أمَل نيتشه ولادتها، بل تفاقم الضياع، وسادت العدميّة (Nihilismus). وها نحن مجددا أمام تشتّت مرير نكفّ فيه مُرغمين عن بناء مدننا، تشتّت لا تكتمل فيه أبراجنا، مهما علت. ولا عجب إذا في أن يُقدّم العهد الجديد بابلَ، كما الفكر المسيحي من بعده، كحضارة معادية لله والإنسان على حدّ سواء، ويحسم حتميّة سقوطها وطرحها بعيدًا بسبب رجاستها، وجشعها، وعُنفها، وهي نعوت ذكرها سفر الرؤيا بدقّة ليجعل من بابل حالةً حضاريةً ملازمةً لكل الأزمنة. وما يزيد ثقل هذه النعوت وجسامتها، أن مصدرها هو كتاب الرؤيا تحديدًا، وهو كتاب الرجاء بامتياز، والناظر إلى سماء جديدة وأرض جديدة، والمنتظِر المدينة المقدّسة النازلة من عند الله (رؤيا 21: 1- 2). غير أن ما يريد الله إنزاله من عَلُ، يجب ألّا يُنتظر في نهاية الأزمنة فقط، وهذا ما حصل عمليًا في حدث العنصرة. فالعنصرة ستشكّل من هذا المنظور حدث انسكاب المستقبل الذي أعدّه الله لنا في قلب الزمن الحاضر، وعربون الدهر الآتي وبذرته. ولا يمكن اعتبارها حدثًا ماضيًا أو منفصلًا عن المستقبل الأُخْرَوِيّ، لأنها واقعة تتجاوز زمانها ولا تنحصر في محدوديته، بل تشكّل بداية الأزمنة الأخيرة، والقلب الجديد المُفعم بروح الله؛ واللغة التي تتجاوز الانقسامات الأنتروبولوجيّة كلّها. فالسمات الجوهرية التي يصف بها سفر الرؤيا أورشليم السموية، كوحدة الشعوب، وحضور الله وسط شعبه، ونهر الحياة الجاري من عرش الحمل، ليست مجرد مشهد أُخرَوي (Eschatological scene) بعيد ومنفصل عن مجرى تاريخنا، بل تضرب جذورها في حدث العنصرة نفسه، حيث امتلأ المكان بحضور الله، وارتوى الحاضرون من نهر روح القدس، إلى حدّ بدا فيه وكأنهم سكارى (أعمال الرسل 2: 1-15). ولا مبالغة في القول إنها من أجمل إبداعات الله في الزمن. والكنيسة ولدت فيها وتحمل سماتها. ولقد شكّلت العنصرة عمليّا رباط الوحدة بين الكنيسة ومدينة الله النهائية.
ومن جهة أخرى، غرست بذور العالم الجديد، وصار من الممكن القول إننا نعيش في هذا الزمن، لكننا نتجاوزه بصورة دائمة، على قاعدة أننا في العالم، لكننا لسنا من العالم، لأن العنصرة لم تؤسس البُعد الأُفقيّ للكنيسة فحسب، بل رسّخت بُعدها العمودي أيضًا. وصار بالتالي من غير الممكن أن تتماهى الكنيسة أو تذوب في أي جماعة أو نظام دنيوي بحت. لذا كان أوغسطينوس محقّا في اعتباره مدينة الله أوسع وأشمل من الكنيسة المنظورة، بمعنى أنها تتجلى في الكنيسة طبعًا، ولكن لا تُختزل فيها. وهذه رؤية تضمن الحقيقة وتميّز في النهاية بين الجزء والكل، والكامل والناقص، وتفتح الأفق أمامنا لنفهم أن الكنيسة في كيانها ليست مؤسسة ظهرت بعد العنصرة، ولا بمعزل عنها، بل هي عنصرة دائمة، وستبقى دومًا كذلك. بغير هذا البُعد الكياني- الروحي، لن تتمكن الكنيسة من تأدية دورها الجامع في شفاء الانقسام البشري وتمزّقاته، ولا في ترجمة ما يقوله الروح بلغات العالم أجمع (أعمال الرسل 2: 4-8). من هنا، تصبح العنصرة ردّ الله الدائم على بابل الأزمنة كلها. وما لم تنفتح حضارتنا عليه بلا تحفّظ، ستبقى مهددة بأن تصبح بابل جديدة. غير أن الرجاء الذي فينا يشهد ويقول: حيثما تمزّق البشر بسبب غرورهم، سيعيدُ الله وحدتهم. وحيثما حاول الناس تشييد أبراج معادية بوجه خالقهم، سيُنزل الله روح محبته ليرفعهم. وحيثما يسعى بنو آدم ليصنعوا اسمًا لهم، لن يُعطى لهم إلّا اسم الله مُخَلّصهم. وحيثما تألّم المساكين من الشعور بالعدميّة وفقدان المعنى في حياتهم، سينجح الله في سكب روحه المُعزّي في قلوبهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حجّ الديار المقدّسة: السبيل الشاقّ إلى ولادة جديدة
حجّ الديار المقدّسة: السبيل الشاقّ إلى ولادة جديدة

المدن

timeمنذ 6 ساعات

  • المدن

حجّ الديار المقدّسة: السبيل الشاقّ إلى ولادة جديدة

يعتقد المتديّنون، باختلاف طوائفهم ومذاهبهم حول العالم، أنّ الفكرة التي توازي الحجّ أهمّية، هي الطريق إليه. فقد اشتركت الأديان المختلفة في أمر بديهيّ لا يتعلّق بالفريضة نفسها، وهو أن يكون السبيل إليها شاقّاً. وهو كان كذلك بالفعل عبر التاريخ، بل إنّه كان محفوفاً بالمخاطر الكبيرة من السلب والخطف وصولاً إلى الموت. كانت قوافل الحجّ تلاقي الأهوال في الطريق، واعتاشت على نهبها اقتصاداتُ تجمّعات بشرية عديدة. ولمواجهة هذه التجمّعات، أبرمت اتفاقات ومعاهدات دوليّة لتأمين حماية القوافل، وفُرضت ضرائب وبُنيت سكك حديد وشيّدت مدن على الطريق. السبيل إلى الله أثّر في اقتصادات الدول المحيطة وعمرانها واستراتيجياتها. الذاهبون إلى الحجّ مشياً وعلى الدواب كانوا ينطلقون من فرضيّة أنّهم قد لا يعودون، يودّعون أهلهم ويوفون الأمانات ويستسمحون الآخرين ويكتبون وصاياهم. حين تأمّنت الطريق لاحقاً وعُبِّدت ونُظّمت، بقيت أيّام السفر البرّي الطويلة مرهقة وتستغرق أيّاماً. بعدما بات الحجّاج يسافرون بالطائرة ويوفّرون عناء الطريق، بقيت معاناتهم مقتصرة على طقوس الحجّ في ظروف مناخية قاسية، لكن حتّى هذه المعاناة تبدّلت حين صارت غالبيّة المناطق التي تؤدَّى فيها المناسك، مكيّفة ومجهّزة بكلّ التجهيزات اللازمة، وأحياناً الفائضة عن الحاجة. بقيت الحوادث تودي بحياة الحجّاج، سواء تدافعاً أو حريقاً أو حَرّاً، تحديداً يوم عَرَفة، حين يقف ملايين الحجّاج في المكان الذي ألقى فيه النبي محمد خطبة الوداع قبل وفاته، كذلك في الطواف المزدحم حول الكعبة. يذكر القرآن أنّ على المسلم حجّ بيت الله بشرط أن يستطيع إليه سبيلاً. والسبيل المقصود كان الصحّيّ والمادّيّ. أن تكون صحّة الحاجّ مناسبةً لتحمّل مشاقّ السفر ومتاعب المناسك، وأن يملك المال الكافي لهذه الفريضة. لكنّ الراغبين في الحجّ تعمّدوا التملّص من الالتزام بهذه الأحكام، فكانوا يقترضون المال أو يتوسّلونه من المقتدرين، حتى أنّني عرفت رجلاً حصل على مبلغ مالي من قريبه المقتدر ليؤسّس مصلحة ما يعتاش منها، فقرّر أن يحجّ بالمال ويترك أمر الرزق على الله. في نهاية ثمانينات القرن العشرين، ذهبت جدّتي لتحجّ. لم تصلنا أخبار عنها إلا نادراً، وذلك حين كان يتمكّن أحد الحجّاج معها من الاتصال الهاتفي "الأرضي" بأحد معارفه. استقبلناها يوم عودتها بالطبل والدربكة مرددين "رجعو الحجّاج من مكّة، دقّولن عالدربكّة". كنّا أطفالاً متشوّقين للفرح وللهدايا ولأخبار تلك البلاد. وقد انتظرنا بشوق عودتها لنحصل على الهدايا ولتحكي لنا ما رأته وعاشته. اليوم يمكن لأهل الحاج أن يرافقوه لحظة بلحظة عبر الهواتف النقّالة والأقمار الاصطناعيّة، واستطاع أولادي أن يروا جدّتهم يوميّاً عبر الهاتف ويسمعوا رسائلها وأخبار رحلتها. أمّا الهدايا فلن يكونوا متشوّقين لها أيضاً، لأنّها باتت تشتَرى من متاجر قريبة وتصل إلى منزل الحاج قبل عودته من السفر. أجمل هدية حصلت عليها من الحجّاج الذين مرّوا في حياتي كانت تلك الكاميرا العجيبة التي تشبه صندوق الفرجة القديم، نقرّب عيناً من عدستها، وما إن نضغط على زرّها حتّى تعرض لنا صورة نيجاتيف وتضيئها لنراها بوضوح، تليها بقية الصور وجميعها من الديار المقدّسة، حتّى أنّي كنت أظنّ إن ضغطت عيني أكثر سأنتقل إلى تلك الديار، لذا كانت تلك اللعبة تطبع على عيوننا علامة واضحة تعني قبل كلّ شيء أننا من المحظوظين الذين يعرفون أحد الحجاج المعدودين في البلدة. تليها في الهدايا، المسبحة التي تضيء خرزاتها في الظلمة، وكنّا ننام ونحن نحتضنها بين كفوفنا. ربما كانت هناك أمور مدهشة تأتي من بلاد الحجّ ولم أعرفها، لكنّي لا أرى اليوم أنّه يمكن لهديّة أن تفاجئ أيّ طفل ينتمي للربع الأوّل من القرن الحادي والعشرين. وبينما فقَد الحجّاج ثواب شقاء السبيل، فقَد الأطفال أيضاً دهشة الهدايا وفرحة موسيقى الزفّة لأنّ تقليد الزفّة انحسر في مراسم التأهيل بعودة الحجيج، في بلدتنا على الأقلّ، وللظروف الماليّة دور بالتأكيد كما للمزاج العامّ المائل للاقتصاد في الفرح بعد سلسلة متتالية من الانكسارات السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة وحتّى العقائديّة. ورغم كلّ الفتاوى والتمنّيات ألّا يجلب المهنّئون هدايا للحاج، إلّا أنّهم ما زالوا يفعلون، ولا نعرف السبب في تقديم هدية للحاج، سوى مكافأته على نجاحه في أداء الفريضة ونجاته من الموت دهساً أو بضربة شمس. أمّا الهدايا التي تقدّم للحجّاج العائدين باللقب فتتراوح بين كيلوهات السكّر والأرز وفناجين الشاي والقهوة وزهريّات وملابس ومناشف... بدوره يقدّم الحاج لزوّاره والمهنئين الهدايا التي ما عادت تأتي من الديار المقدّسة، بل تُشرى من الأسواق المحلّيّة لأعفاء الحاجّ من عناء التسوّق وتفرّغه للعبادة كذلك لتوفير عناء توضيبها وكلفة شحنها في الطائرة. يؤمن العائدون من الحجّ بأنهم ولدوا من جديد، عقائدياً "تُغفر لهم ذنوبهم السابقة"، ولوجستياً لأنّهم عادوا سالمين من رحلة هي في الوعي الجمعي للمسلمين محفوفة بالموت. هذه الأمور بقيت صامدة عبر الزمن ومع تحوّلاته العديدة. فكرة الولادة من جديد والحصول على فرصة للتطهّر والعودة إلى عمر البراءة، تكمن من دون شكّ وراء الشغف بأداء الحجّ. إنّه ليس سفراً جغرافياً فقط، بل سفراً عكسياً بالزمان، بالعمر، من الشيخوخة أو الكهولة إلى الطفولة.

الحجاج يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق
الحجاج يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق

النهار

timeمنذ 11 ساعات

  • النهار

الحجاج يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق

رمى حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت- أول أيام التشريق- الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيًا واتباعًا لهدي النبي وسط إجراءات تنظيمية سهّلت انسيابية حركة الحشود داخل منشأة الجمرات. ويواصل الحجاج إقامتهم في مشعر منى خلال أيام التشريق لإكمال نسكهم، مع جواز التعجل في ثانيها لمن أراد. وأدى ضيوف الرحمن، أمس (الجمعة)، أول أيام عيد الأضحى المبارك، طواف الإفاضة في المسجد الحرام، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، والمبيت بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى بمشعر مِنى. ودعت وزارة الداخلية السعودية، الحجاج إلى اتباع المسارات المحددة عند الذهاب والعودة للجمرات والطواف والسعي، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام، والالتزام بجداول التفويج، ومواصلة التزامهم بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق، والتحلي بالهدوء والنظام في التنقل. وأكّد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، استمرار الجهود الأمنية والتنظيمية وفق الخطط المعتمدة؛ لسلامة ضيوف الرحمن حتى إتمام مناسكهم وعودتهم إلى ديارهم بسلام، سائلًا الله التوفيق والسداد في أداء هذا الشرف العظيم، بما يحقق تطلعات القيادة الحكيمة. كان الحجاج قد توافدوا إلى مشعر مِنى مع بزوغ فجر الجمعة، مهللين مكبرين لاستكمال مناسكهم فيه، حيث بدأوا برمي "جمرة العقبة".

الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أيام التشريق، والسلطات تدعو المتعجّلين للبقاء في المخيمات
الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أيام التشريق، والسلطات تدعو المتعجّلين للبقاء في المخيمات

سيدر نيوز

timeمنذ 13 ساعات

  • سيدر نيوز

الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أيام التشريق، والسلطات تدعو المتعجّلين للبقاء في المخيمات

يواصل الحجاج برمي الجمرات في مشعر مِنى في أول أيام التشريق، اليوم السبت، بعد أن نحروا الأضاحي وحلقوا الرؤوس وطافوا حول الكعبة طواف الإفاضة وسعوا بين الصفا والمروة، يوم الجمعة أول أيام العيد، اقتداءً بسنة النبي محمد. وبدأ الحجاج يوم الجمعة في رمي الجمرة الأولى جمرة العقبة الكبرى بعد الوصول لمشعر مِنى يوم العيد، ويستمر إلقاء الجمرات خلال أيام التشريق، الصغرى والوسطى والكبرى ، كل منها بسبع حصيات، ويبدأ الرمي من زوال الشمس 'وقت أذان الظهر' إلى طلوع فجر اليوم التالي ولكن السنة بين الزوال والغروب. 'رجم الشيطان' ويتواصل رمي الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة، وبإمكان الحجاج بعد رمي جمرة العقبة الكبرى التوجه في أي وقت إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وهو آخر أركان الحج، ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع قبيل مغادرتهم مكة. ويلقي الحجاج سبع حصوات على مجسمات حجرية ضخمة موجودة في وادي مِنى، الواقع في مشارف مدينة مكة المكرمة . وتحيي هذه الشعيرة ذكرى رجم نبي الله إبراهيم، للشيطان في المواضع الثلاثة الموجود فيها المجسمات الحجرية، والتي يُعتقد أن الشيطان كان يظهر لإبراهيم ويحاول ثنيه عن تنفيذ أمر الله بالتضحية بابنه إسماعيل، ونحره كما رأى في منامه، وهندما وصل إبراهيم غلى الموقع المحدد لنحر ابنه، فداه الله بكبش كبير. وحثّ المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية العقيد طلال بن عبدالمحسن بن شلهوب، 'ضيوف الرحمن' الذين ينوون التعجل بالمغادرة في ثاني أيام التشريق، على البقاء في مخيماتهم إلى حين موعد المغادرة المحدد من قبل القائمين على خدمتهم. ويؤدي الحجاج المتعجلون لطواف الوداع يوم الأحد، ثانى أيام التشريق، والاكتفاء برمي الجمرات في يومين فقط، ثاني وثالث أيام عيد الأضحى. ويكبر الحجاج مع كل حصاة يلقون بها، ومن السنة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى نحو القبلة ويدعو الله بما يشاء، أما الجمرة الأولى، وهي جمرة العقبة الكبرى فلا يقف عندها ولا يدعو بعدها. وأعلنت الهيئة العامة السعودية للإحصاء أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام بلغ 1,673,230 حاجاً، منهم 1,506,576 قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة. وبلغ عدد حجاج الداخل 166,654 حاجاً، من المواطنين والمقيمين. وتوافد الحجاج إلى مشعر منى مع بزوغ فجر يوم العيد 10 ذي الحجة، أي يوم الجمعة 5 يونيو حزيران، بعد أداء ركن الحج الأعظم بالوقوف على جبل عرفات يوم الخميس 9 ذي الحجة، الموافق 4 يونيو حزيران، ثم باتوا ليلتهم في مزدلفة. ويتوجب على الحجاج البقاء في مشعر مِنى طوال أيام التشريق، لإكمال المناسك وذكر الله وشكره على أن أكرمهم بأداء فريضة الحج هذا العام، ويشكرونه أنه منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث. جداول للتفويج ودعت وزارة الداخلية السعودية الحجاج إلى اتباع المسارات المحددة عند الذهاب والعودة للجمرات والطواف والسعي، وعدم حمل الأمتعة إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام، والالتزام بجداول التفويج، ومواصلة التزامهم بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق، والتحلي بالهدوء والنظام في التنقل. وأكّد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، 'استمرار الجهود الأمنية والتنظيمية وفق الخطط المعتمدة؛ لسلامة ضيوف الرحمن حتى إتمام مناسكهم وعودتهم إلى ديارهم بسلام'. وعملت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتنسيق مع الجهات المختصة، على تنظيم حركة الحشود داخل صحن المطاف، والمسارات المخصصة للطواف، إلى جانب تكثيف أعمال النظافة والتعقيم، وتوفير خدمات التوجيه والإرشاد بلغات متعددة، وخدمات الإسعاف والطوارئ على مدار الساعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store