logo
#

أحدث الأخبار مع #StillHere

اختتام مهرجان "شاشات الجنوب" في بيروت: أفلام تحاكي واقعنا
اختتام مهرجان "شاشات الجنوب" في بيروت: أفلام تحاكي واقعنا

الشرق السعودية

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

اختتام مهرجان "شاشات الجنوب" في بيروت: أفلام تحاكي واقعنا

اختتمت الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة – متروبوليس، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان "شاشات الجنوب" في بيروت، السبت، بعرض الفيلم الفلسطيني "إلى عالم مجهول" للمخرج مهدي فليفل، وسط حضور جماهيري لافت، على غرار معظم عروض المهرجان التي امتدت بين 10 و19 أبريل الجاري. وفي حديث خاص لـ"الشرق"، أكدت هانية مروة، مؤسسة "ميتروبوليس"، وهي السينما الوحيدة في لبنان المخصصة لأفلام الـ"Arthouse"، أن فكرة المهرجان انطلقت من الحاجة إلى تقديم إنتاجات سينمائية من مناطق غير أوروبية تعبّر عن قضايا الإنسان العربي، ومنها ما يعكس الواقع اللبناني كجزء من نسيج أوسع في المنطقة. وأوضحت مروة أن الدافع وراء إطلاق المهرجان لا يقتصر على توفّر هذه الأعمال، بل أيضاً على غياب منصات عربية لعرضها، رغم أن بعضها يصل إلى مهرجانات مرموقة كـ"كان" و"برلين" و"فينيسيا". وأضافت: "الحرب على غزة ولبنان عززت لدينا الإحساس بالحاجة إلى تعزيز التضامن الثقافي والإنساني مع هذه البلدان، وأن نخلق حوارًا بين أفلامها وأفلامنا، لأننا في النهاية نتشارك تجارب من حروب، أزمات، وديكتاتوريات". ورأت مروة أن تجارب الإنتاج السينمائي في هذه البلدان تشبه إلى حد بعيد تجربة لبنان، لا سيما لجهة غياب صناديق الدعم الرسمية، ما يعزز من أهمية إتاحة منصة تعرض أعمالًا تلامس واقع شعوب الجنوب، ليس بالمعنى الجغرافي فحسب، بل من حيث التاريخ والثقافة وظروف الإنتاج. رؤية ثقافية متكاملة وعن اختيار اسم "شاشات الجنوب"، أشارت إلى أن الأمر لم يكن سهلاً، لكن انتماء المهرجان إلى برمجة متروبوليس، بالتوازي مع مهرجان "شاشات الواقع"، ساعد على حسم التسمية، مؤكدة أن كلا المهرجانين يشكلان جزءاً من رؤية ثقافية متكاملة على مدار العام. وأكدت مروة أن برمجة الدورة الأولى من المهرجان جاءت غنية ومتنوعة، مستفيدة من حرية اختيار الأفلام وكثافة الإنتاجات اللافتة. فقد شملت العروض مروحة واسعة من الأنواع السينمائية: من الوثائقي إلى الروائي والقصير والتجريبي، وصولًا إلى أفلام كلاسيكية مثل "La Noire De" (1966). وشددت على أن متروبوليس لا تقيّد اختياراتها باعتبارات السوق كالعرض الأول وغيره، بل تركّز على النوعية والتجديد. وربطت مروة بين أهداف المهرجان والظروف الإقليمية الراهنة، وقالت: "في ظل الحروب التي طالت لبنان، وغزة، وسوريا، واليمن، سعينا إلى تقديم أفلام تفتح آفاقًا جديدة أمام الجمهور، وتحفّز النقاش والإلهام ضمن فضاء يضم من يشبهنا، ويحمل همومنا وتطلعاتنا". وحمل المهرجان عنوان "تحوّل – Shift"، تعبيراً عن هذا التوجه الجديد، وضم أكثر من عشرين فيلماً، ناقشت قضايا إنسانية متنوعة، أبرزها الفيلم السعودي "نورة" (2023)، والأردني "إن شاء الله ولد" (2023) الذي يعالج الإشكاليات القانونية والدينية، بالإضافة إلى الفيلم الافتتاحي البرازيلي "I'm Still Here" (2024) الذي أعاد إلى الأذهان ملف المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية، وكذلك الفيلم السوداني "وداعاً جوليا" (2023) الذي تناول قضية العنصرية. وفي ختام حديثها، عبّرت مروة عن امتنانها العميق لكل من ساهم في دعم وتمويل وإنجاح المهرجان، ووجّهت شكرًا خاصًا للجمهور "الذي تفاعل مع الأفلام بانفتاح واهتمام، رغم أن بعضها أتى من دول لم يعتد المشاهد اللبناني على متابعة إنتاجها السينمائي".

الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة تعلن عن الدورة الأولى لمهرجان شاشات الجنوب
الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة تعلن عن الدورة الأولى لمهرجان شاشات الجنوب

مصراوي

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصراوي

الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة تعلن عن الدورة الأولى لمهرجان شاشات الجنوب

يشهد شهر أبريل الجاري انطلاق الدورة الأولى من مهرجان شاشات الجنوب في لبنان، المهرجان السينمائي الوليد والذي تنظمه جمعية متروبوليس -الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة- ، ينطلق مع بدء موسم جديد من البرمجة، وذلك في الفترة من 10 إلى 19 أبريل. تحت عنوان "التحول"، يقدم شاشات الجنوب أفلاماً تعكس تغييرات في نظرتنا إلى العالم، ودور السينما تحديداً، في اللحظات التي نعيشها والتغيرات الجذرية التي نشهدها في بلداننا العربية وفي العالم، إذ نبحث عن أجوبة لأزماتنا المتعددة خارج الأطر المعتادة. "شاشات الجنوب" ليس مهرجاناً للجوائز، ولا مكان فيه للمنافسة، إذ يطمح فقط إلى خلق مساحات للقاء والتبادل. وحسب بيان صحفي صادر عن الجهة المنظمة، تمثل الدورة الأولى امتدادا طبيعيا لبرمجة سابقة مثل شاشات الواقع المخصص للأفلام الوثائقية ومشاريع أخرى قادمة، تستمر على مدار السنة وتعكس نفس الاهتمام بالقضايا الإنسانية التي تشغل المجتمعات. تستمر العروض لمدة عشرة أيام، وتضم أكثر من عشرين فيلمًا من أربع قارات وخمسة وثلاثين بلداً. يتضمن البرنامج عشرة أفلام عربية، وخمسة أفلام أفريقية، وأربعة أفلام آسيوية، وثلاثة أفلام من أمريكا اللاتينية. عن البرنامج يقدم المهرجان أفلاماً حصلت أغلبها على جوائز في مهرجانات دولية أو في حفلات جوائز، لتعرض على الجمهور اللبناني، وذلك إيماناً من المنظمين بأهمية تقديم أفلام فنية وجميلة للجمهور. فيلم الافتتاح من البرازيل I'm Still Here الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي من إخراج Walter Salles تدور أحداثه في البرازيل عام 1971، حيث كانت البلاد تحت دكتاتورية عسكرية صارمة. يونيس بايفا، أمٌّ لخمسة أطفال، تجد نفسها مُضطرة إلى ترميم حياتها من جديد بعد أن تعرّضت عائلتها لإجراء حكومي تعسفي وعنيف. فيلم مُقتبس عن السيرة الذاتية لمارسيلو روبنز بايفا، ويروي القصة الحقيقية التي ساهمت في إعادة تشكيل جزءٍ مهمٍّ من تاريخ البرازيل المخفي. إلى عالم مجهول أما فيلم الختام فيأتي من قصص الشتات الفلسطيني مع المخرج مهدي فليفل وفيلم "إلى عالم مجهول"، وهو نوع من امتداد لرائعته الوثائقية "عالم ليس لنا". في "إلى عالم مجهول" يتناول فليفل من خلال هذا الفيلم قصة شابين، شاتيلا (محمود بكري) ورضا (آرام صباح)، الفارين من مخيم عين الحلوة (لبنان) إلى أثينا، إذ يدخر شاتيلا ورضا المال لدفع ثمن جوازات سفر مزورة للخروج من أثينا. عندما يخسر رضا الأموال التي حصلا عليها بشق الأنفس بسبب إدمانه للمخدرات، يخطط شاتيلا لخطة متطرفة تتضمن التظاهر بأنهم مهربون وأخذ رهائن في محاولة لإخراجه هو وصديقه من بيئتهما اليائسة قبل فوات الأوان. الى عالم مجهول تم بعرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن تظاهرة "نصف شهر المخرجين". أفلام أخرى أفلام أخرى قادمة من العالم العربي بعد نيلها استحسانات في مهرجانات عالمية، نذكر منها فيلم "نورة" الذي أخرجه توفيق الزايدي، وهو الفيلم السعودي الأول في تاريخ المملكة العربية السعودية الذي يشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن فئة "نظرة ما"، وقد نال تنويه لجنة التحكيم بعد مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. ومن الأردن، يأتي فيلم "إن شالله ولد" للمخرج أمجد الرشيد، الذي أدخل السينما الأردنية للمرة الأولى إلى مهرجان كان في تظاهرة أسبوع النقاد، وجاب الفيلم مهرجانات عديدة وحصد العديد من الجوائز. من المغرب، الفيلم الوثائقي الذي شارك في كان عن فئة "نظرة ما" وترشح للأوسكار هو "كذب أبيض" لأسماء المدير. أما من تونس، التي تتألق هذا العام بأعمال مميزة، فقد اختار المهرجان عرض فيلم "الذراري الحمر" للطفي عاشور. يأتي الفيلم إلى بيروت بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان لوكارنو ونيله جائزة اليسر الذهبي في مهرجان البحر الأحمر، بالإضافة إلى نجاحات أخرى في مهرجانات عدة. "وداعاً جوليا" للمخرج محمد كردفاني، الذي جعل السودان، يشارك في مهرجان كان ضمن فئة "نظرة ما". "المرهقون" من إخراج عمر جمال يأتي من بلد عربي آخر يندر فيه الإنتاج السينمائي، وهو اليمن، وقد نال بدوره العديد من الجوائز والاستحسان الدولي. "قرية قرب الجنة" من إخراج مو هراوي من الصومال، والحائز على العديد من الجوائز في عدة مهرجانات في الولايات المتحدة وألمانيا والنمسا. أما من مصر، بلد الفن السابع العربي، يشارك فيلم "معَّطراً بالنعناع" لمحمد حمدي. الفيلم اللبناني للفيلم اللبناني مكانة خاصة في شاشات الجنوب إذ تعرض الأفلام لأول مرة في مدينتها الأم بيروت. يجتمع أربعة مخرجين لبنانيين هم وسام شرف ولوسيان أبو رجيلي وبانه فقيه وأريج محمود في إخراج كل منهم فيلماً قصيراً ضمن فيلم واحد طويل، تحت عنوان "مشقلب"، من إنتاج بشارة مزنر، وبمشاركة خالد مزنر ونادين لبكي كمنتجين مشاركين. يُقام هذا المهرجان في شهر (أبريل)، وفي يوم 13 أبريل تكون الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية. ويقدم المهرجان في 11 أبريل فيلم "خط التماس"، من إخراج الفرنسية سيلفي بايو. يستخدم الفيلم نماذج مصغرة لمباني بيروت وتماثيل مصغرة لإعادة بناء نشأة فداء المضطربة خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وبمساعدة هذه النماذج، تواجه فداء رجال الميليشيا السابقين الذين رأتهم خلال طفولتها في الثمانينيات في غرب بيروت: رجال الميليشيا الذين ادعوا أنهم كانوا يحمونها، لكنهم في الحقيقة كانوا يرعبونها. أفلام من بلاد المختلفة The Seed of the Sacred Fig إخراج محمد رسولوف من إيران الحائز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان 2024 بالإضافة الى العديد من الجوائز. Sima's Song إخراج رؤى السادات من أفغانستان يظهر واقع المرأة والثورة في أفغانستان قبل وصول التطرف إليها، فيلم جميل يظهر صورة غير نمطية عما يصوره لنا الإعلام عن بلدان كأفغانستان. Mami Wata إخراج CJ 'Fiery' Obasi فيلم نيجيري حاصل على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في مهرجان صندانس. Meeting with Pol Pot إخراج ريثي، تم عرضه العالمي الأول في مهرجان كان عن فئة Cannes Premiere. أما المخرج التايلاندي المرموق Apichatpong Weerasethakul يعرض له فيلم Memoria الحائز على جائزة لجنة التحكيم في كان . All We Imagine As Light إخراج بايال كاباديا من الهند الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان كان. قصة حب من السينغال من إخراج Ramata-Toulaye Sy مع فيلم Banel & Adama. المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ومهرجان لندن والحائز على جائزة أفضل مخرج في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. La Cocina إخراج Alonso Ruizpalacios من المكسيك، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين والحائز على جوائز عديدة في دوفيل فرنسا وستوكهولم السويد. وأخيراً الكلاسيكيات فيلم الطوفان من سوريا للمخرج الراحل عمر اميرلاي الذي مرّ عقود على عرضه في بيروت. كما سيتم عرض الفيلم السينغالي La Noire De … للمخرج عثمان سمبان بنسخته المرمّمة، سمبان الذي كان كاتب وسيناريست معروف كما عرف بنشاطه السياسي ومشاركته العسكرية في الحرب العالمية الثانية. على صعيد ورش العمل والشق الصناعي للمهرجان تقام أكاديمية بيروت – لوكارنو بموازاة مع مهرجان "شاشات الجنوب" تقام الدورة السادسة لأكاديمية بيروت – لوكارنو المتخصصة بتأهيل موزعين شباب والتي تضم هذه السنة 17 مشتركاً من لبنان والعالم العربي بالإضافة الى أخصائيين في مجال التوزيع والإنتاج . وسيقام ما بين 10 و12 (أبريل) 2025. يقام "شاشات الجنوب" بدعم من "الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق"، ومن خلال منحة من "الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون – "SDC. كما يحظى المهرجان بدعم من مؤسسة أفلامنا.

أوسكار 2025: I'm Still Here.. عن قوة الابتسامة في عز المأساة
أوسكار 2025: I'm Still Here.. عن قوة الابتسامة في عز المأساة

الشرق السعودية

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

أوسكار 2025: I'm Still Here.. عن قوة الابتسامة في عز المأساة

يستحق فيلم I'm Still Here للبرازيلي والتر ساليس ذلك التقدير الذي حظي به والجوائز التي حصل عليها بداية بجائزة أفضل سيناريو التي حصل عليها من مهرجان فينيسيا الماضي، ثم الجولدن جلوب والبافتا وآخرها الأوسكار، مروراً بعشرات الجوائز الأخرى، هو واحد من أفضل أفلام العام وأكثرها تأثيراً. عن سيناريو موريلو هاوزر وهيتور لوريجا المقتبس بدوره عن كتاب Feliz Ano Velho (سنة قديمة سعيدة) لمارسيلو بايفا، يتتبع فيه الكاتب سيرة أمه، أونيسة، عقب اختطاف أبيه وقتله على يد رجال النظام في برازيل السبعينيات، وقيامها بتربية أبناءها بجانب النضال من أجل استعادة حق زوجها المغدور، يبدع المخرج والتر ساليس في صياغة عمل تاريخي سياسي إنساني فذ. ساليس، 65 سنة، هو أحد علامات السينما البرازيلية، وأكثر من وصل بها إلى العالمية، محققا عشرات الجوائز في "كان" و"فينيسيا" و"برلين" والجولدن جلوب والبافتا، من أشهر أعماله Central Station عام 1998، الذي يستعرض حياة الفقراء في محطة القطار الرئيسية، والذي لعبت بطولته فيرناندا مونتينجرو، أشهر وأعظم ممثلات البرازيل، وهي بالمناسبة والدة فيرناندا توريس بطلة I'm Still Here، والتي تظهر في المشهد الأخير منه، في شخصية أونيس بعد أن صارت عجوزاً! من أشهر أعمال ساليس أيضا فيلم The Motorcycle Diaries، 2004، الذي يرصد جزءا من حياة تشي جيفارا الشاب. وساليس، بالمناسبة أيضا، كان بين 50 سينمائيا عالميا وقعوا خطابا مفتوحا يطالب بإيقاف النار في غزة نشر في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في ديسمبر 2023. قبل العاصفة تشير عناوين I'm Still Here الأولى إلى أننا في ريو دي جانيرو، 1970، تحت الحكم العسكري، لكن ما نشاهده بعد ذلك، على مدار نصف ساعة تقريبا، هو الحياة اليومية لعائلة ثرية، مكونة من أب وأم وخمسة أبناء، يقيمون في "فيلا" فاخرة على بعد خطوات من الشاطئ، ويستمتعون بإجازة صيف طويلة، سعيدة، يدعون الأصحاب والمعارف على الغذاء أو العشاء، يسبحون، ويلعبون الطاولة و"الفوسبول"، يستمعون إلى الأغاني عبر جهاز الأسطوانات (البيك أب)، ويلتقطون الصور الفوتوغرافية، أو يصورون أفلاماً عائلية بالكاميرا 8 مللم.. حتى عندما يقوم رجال الأمن باعتراض سيارة تقل البنت الكبرى وأصحابها ويعاملونهم بقسوة، ناعتين إياهم بالـ"هيبيز"، أو عندما تمر سيارة عسكرية تمتلئ بالجنود في شارعهم، لا يبدو أن شيئاً يمكن أن يعكر صفو هذه الحياة البريئة المكتفية بذاتها. بإيقاع هادئ، وتفاصيل منزلية دقيقة، يستعيد ساليس فترة بداية السبعينيات، بأغانيها وأفلامها وملابسها وأفكارها، الشوارع والسيارات والثقافة والفنون والملابس. العنف السياسي: عنف الدولة العسكرية والعنف المضاد للجماعات المسلحة من خلال اختطاف السفراء للمطالبة بالإفراج عن سجناء الرأي، يدخلنا والتر ساليس إلى عالم أسرة "بايفا"، الأب الطيب "روبنز"، عضو الكونجرس السابق، والأم، "يونيس"، التي تدير بيتها وحياة أبناءها الخمسة بحب غير مشروط مقرون بالحزم، الابنة الكبرى التي تستعد للسفر إلى لندن للدراسة، المفتونة بالثقافة الأوروبية: البيتلز، جون لينون، جودار، فيلم "تكبير الصورة" لأنطونيوني، "سايكو" لهيتشكوك، الأغاني الفرنسية الجريئة. الابنة الوسطى، الأكثر تمرداً، والأصغر منها، الأكثر رهافة وهشاشة، والولد الوحيد المدلل، الذي يصطحب إلى البيت كلباً صغيراً لطيفاً وجده على الشاطئ، والصغرى التي تفقد إحدى أسنانها، فيصطحبها الأب إلى الشاطئ لدفن السن (هذه الشعيرة التي نجدها في ثقافات أخرى، مثلما يفعل المصريون حين يلقون السن المخلوعة في الشمس، حتى تطلع محلها "سنة العروسة"، ولكن الأب يستعيد السن من الرمل، لنعرف في مشهد متأخر من الفيلم أنه احتفظ بها داخل علبة كبريت في درج مكتبه.. تفاصيل حميمة دافئة، وممثلين طبيعيين طيبين، كأنهم أسرة فعلاً، وكأننا أصبحنا جزءاً من هذه الأسرة. ولذلك عندما تأتي المصيبة، التي تتجمع نذرها تدريجياً، مخلفة الترقب والقلق، يشعر المشاهد بالجزع والألم، متماهيا مع الأم وأبناءها. ذات يوم يقتحم رجال أمن يرتدون الملابس المدنية البيت، ويصطحبون الأب إلى مكان مجهول، ويبقى بعضهم داخل البيت، نهاراً وليلاً، على مدار أيام، قبل أن يتم اعتقال الأم وإحدى بناتها، حيث تتعرض الأم لاستجواب قاس، وتسجن في زنزانة بمفردها، لا ترى شيئاً، ولا تسمع سوى صرخات الذي يتعرضون للتعذيب، أو شدو أغنية حزينة يرددها سجين بالزنزانة المجاورة ليلاً. مولد البطلة بعد أيام طويلة في الحبس، يفرج عن الأم وإعادتها إلى البيت ليلاً، أول ما تفعله هو أن تستحم، مزيلة طبقات الطين التي تراكمت على جسدها، وتنام. في الصباح تتحول إلى امرأة أخرى.. الآن زال عنها الخوف، واكتسبت قوة جديدة، وشخصية جديدة، ربما لا تعرف بالضبط ما ستصبح عليه، ولكن خلال الأسابيع والشهور التالية سيكتمل التحول. كل ما تفكر فيه وتسعى إليه الآن هو حماية وتربية أبناءها وإخفاء، أو على الأقل تخفيف الألم عليهم، واستعادة زوجها، أو اعتراف الحكومة بأنها أعدمته، وهو أمر يستوجب منها أن تترك ريو دي جانيرو، وتصطحب العائلة إلى مدينة ساو باولو، مسقط رأسها، حيث تلتحق بالجامعة، لتحصل على شهادة في القانون وعمرها 48 عاما (!) وتواصل النضال من أجل استعادة حقوق المفقودين والمقتولين، إلى أن تتسلم شهادة رسمية بموت زوجها على يد النظام السابق في 1996. أداء رائع من فيرناندا توريس، كانت تستحق عليه الأوسكار بجدارة، ولعل أهم تحدٍ قامت به هو أن تؤدي هذا الدور المأساوي بعزة نفس وكرامة تمنعها من البكاء في أحلك اللحظات، بل تصر، كمسألة مبدأ، متحدية خصومها، وحتى لا تثير حزن أبناءها، على الابتسام دائما. ما بين المشهد الذي يصور رد فعلها يوم اقتحام منزلهم وأخذ زوجها: الصوت المبحوح من شدة الخوف، وهي تسأل الرجال الأجلاف بتوسل، "هل يمكن أن أذهب معه؟"، والمشهد الذي تظهر فيه كناشطة من أجل حقوق الإنسان وحقوق السكان الأصليين، مرورا بالمشهد الذي تتخذ فيه قرارها بالرحيل عن ريو دي جانيرو، رغم اعتراض الأبناء، رحلة زوجة من حياة الدعة الناعمة والاعتماد على الزوج (وهي تطلب منه تكييفاً لحرارة الصيف، مثلاً) إلى امرأة دخلت الجحيم، وخرجت منه، وقد صهرتها التجربة، وكشفت عن معدنها الفولاذي المختبئ. I'm Still Here ليس فقط فيلماً عن الديكتاتورية أو التوثيق لقصة تاريخية بعينها، ولكنه فيلم عن قوة بعض النساء التي لا تبارى في حماية العائلة والعمل والجهاد الوطني في الوقت نفسه. قفزتين للأمام يتوقف ساليس عند رحيل العائلة إلى ساو باولو، مكتفيا بقفزتين كبيرتين في الزمن، الأولى بعد 25 عاماً، حين تحصل "أونيس" على شهادة موت زوجها، والثانية بعد 18 عاماً أخرى، في أيامها الأخيرة، وقد فتك بذاكرتها الألزهايمر.. وإن كانت حياتها لم تزل تعيش في مكان ما في الذاكرة، أو في ذاكرة وقلوب الأبناء والأحفاد الذين يلتقطون معها الصورة الأخيرة. هذا القرار باختزال 43 سنة من عمر بطلته في مشهدين واحد من أجرأ القرارات الفنية التي يمكن أن يتخذها مخرج، فبدلاً من تعقب حياة بطلته أفقياً لرصدها بمشاهد سريعة تتقافز في الزمن، هذا النوع الذي يخاطب الجزء المعلوماتي من العقل فقط، ينحاز ساليس للبناء الرأسي الذي يتميز بالعمق، ويركز على فترة قصيرة وشخصيات أقل، متتبعاً الشهور القليلة الأهم في حياة البطلة وعائلتها، التي سبقت وأعقبت اختطاف الأب واختفاءه، والتي قلبت عالمهم رأسا على عقب. I'm Still Here، فوق كل شيء، هو فيلم عن المشاعر والوجدان وصدمة وعذاب الاعتقال السياسي الذي يؤثر على العائلة بأسرها، وهو أيضاً عن قدرة الحب والتماسك العائلي على مداواة مثل هذه الجروح العميقة، هذا الانحياز للعمق يترك أثره على مشاعر وعقل المشاهد بشكل يستحيل أن يفعله البناء الأفقي للأحداث التاريخية، بجانب مضمونه التاريخي المهم، فإن I'm Still Here دراما عائلية وإنسانية ونسوية من الطراز الأول. صورة عائلية ينقسم الفيلم إلى نصفين/ حركتين، الأول يمتد لساعة تقريباً، يبدأ بدراما هادئة جدا، تتسارع تدريجياً وصولاً إلى الذروة (يونيس في ظلام الحبس)، ويبدأ الفصل الثاني بخروجها من الحبس، سريعاً أيضا حتى السفر إلى ساو باولو، حيث تتجول الكاميرا ببطء بين حوائط البيت الخاوي الصامت، ثم تهدأ الحركة تدريجياً، لتعيدنا إلى البداية، بصورة الشاطئ العائلية التي تستعيدها الأم، ثم يستنسخها الأبناء والأحفاد بصورة عائلية جماعية أخيرة، لنعود إلى البيت القديم، حيث تتجول الكاميرا بين حوائطه مرة أخيرة، في صمت غارق في الظلال، مع نزول العناوين الأخيرة التي تستعرض صور العائلة الأصلية. لا غرابة إذن أن تكون صورة الشاطئ العائلية هي صورة الملصق الرئيسي للفيلم، وهو ما يكمل المعنى الذي قصده الابن مارسيلو بعنوان كتابه "سنة قديمة سعيدة" (عاكسا تعبير"سنة جديدة سعيدة" الذي يقال في الاحتفالات)، ذلك أن هذه العائلة لم تعرف السعادة منذ رحيل الأب، إلا من خلال استعادة الماضي (ورمزيا استعادة الأب ولو بشهادة وفاة)، بتذكر واستحضار العام السعيد الأخير الذي قضوه معاً، وهو ما يحققه لهم والتر ساليس (وللمشاهدين أيضاً) باستحضار الماضي وتجسيده على الشاشة. لقد مر ساليس، المولود 1956، بتجربة شخصية تشبه تجربة عائلة "بايفا" كثيراً، فقد قضى جزءاً كبيراً من طفولته وصباه في أميركا وأوروبا بصحبة أبيه الديبلوماسي، قبل أن تعود العائلة إلى البرازيل عقب الحكم العسكري، وقد عايش فترة السبعينيات، ولاحقا ربطته صداقة بإحدى بنات عائلة بايفا! هذا أيضا فيلم ذاتي، مفعم بذكريات ومشاعر مخرجه، ومن ثم هذه القوة والأثر الذي يتركه الفيلم على المشاهد. * ناقد فني

قائمة الفائزين بجوائز الأوسكار 2025
قائمة الفائزين بجوائز الأوسكار 2025

تورس

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • تورس

قائمة الفائزين بجوائز الأوسكار 2025

شهد حفل توزيع جوائز الاوسكار ال97، الذي أُقيم مساء الأحد 2 مارس في مسرح دولبي بلوس أنجلوس، لحظات استثنائية، حيث خطف فيلم "أنورا" الأضواء بفوزه بخمس جوائز، أبرزها أفضل فيلم وأفضل ممثلة لمايكي ماديسون. كما نال أدريان برودي جائزة أفضل ممثل عن دوره في The Brutalist، بينما فاز I'm Still Here بجائزة أفضل فيلم دولي، متفوقا على "إميليا بيريز"، الفيلم الأكثر ترشيحا هذا العام. أما زوي سالدانا، فقد حصدت جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في "ايميليا بيريز"، بينما ذهبت جائزة أفضل مخرج إلى شون بيكر عن "أنورا". وفيما يلي القائمة الكاملة للفائزين: أفضل فيلم: "أنورا" أفضل ممثل أدريان برودي – The Brutalist أفضل ممثلة مايكي ماديسون – "أنورا" أفضل ممثل مساعد كيران كولكن – A Real Pain أفضل ممثلة مساعدة زوي سالدانا – "إميليا بيريز" أفضل مخرج شون بيكر – "أنورا" الأخبار انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

أوسكار 2025.. I'm Still Here يفوز بجائزة أفضل فيلم أجنبي
أوسكار 2025.. I'm Still Here يفوز بجائزة أفضل فيلم أجنبي

صدى البلد

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • صدى البلد

أوسكار 2025.. I'm Still Here يفوز بجائزة أفضل فيلم أجنبي

فاز الفيلم البرازيلي 'I'm Still Here' بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية هذا العام، متفوقا على منافسه الفرنسي Emilia Pérez. أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور قائمة جديدة تضم مجموعة من مقدمي الجوائز في حفل الأوسكار، منهم هاريسون فورد، زوي سالدانا، صامويل جاكسون، أندرو جارفيلد وغيرهم. وكشفت الأكاديمية منذ أيام عن القائمة الأولية لمقدمي الجوائز، وضمت كل من هالي بيري، بينيلوبي كروز، إيل فانينج، ووبي جولدبيرج، سكارليت جوهانسون، وإيمي بولر، جون سكويب، بوين يانج. وينضم هؤلاء إلى قائمة فائزي العام الماضي التي تضم إيما ستون وكيليان مورفي وروبرت داوني جونيور، ودافين راندولف، حيث سيسلم كل منهم جائزته إلى مرشحي هذا العام. كما كشفت أكاديمية الأوسكار عن البوستر الرسمي للنسخة 97 التي يستضيفها هذا العام الكوميديان كونان أوبراين، ويعرض عبر شاشة ABC الأمريكية. كونان أوبراين حائز على جائزة الإيمي، ويتولى مهمة تقديم الأوسكار لأول مرة بعد رفاقه جيمي كيميل وكريس روك وديفيد ليترمان، وإيلين ديجينيرس وغيرهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store