#أحدث الأخبار مع #Subsonicدفاع العرب١٧-٠٤-٢٠٢٥علومدفاع العربالصواريخ الفرط صوتية: المعضلة التي تواجه الدفاعات الجويةالعقيد الركن م. ظافر مراد شكَّلت الصواريخ الفرط صوتية معضلة جدية وتحدٍ كبير لمنظومات الدفاع الجوي على مستوى كشفها أثناء مسارها، وعلى مستوى التصدي لها بالوسائط الدفاعية، ونحن نتحدث هنا عن أنواع الصواريخ التي تصل سرعتها أو تفوق 10 ماخ، حيث أنه في هذه السرعة يصبح من الصعب جداً كشفها بالقدرات الرادارية المعروفة. هناك عدة مستويات من السرعات المصنفة بالنسبة للصواريخ والمركبات الطائرة، وهي على الشكل التالي: Subsonic: 0-0.8 Mach. Transonic: 0.8-1.2 Mach. Supersonic: 1.2-5 Mach. Hypersonic: 5-10 Mach. High Hypersonic: 10-25 Mach. Re-entry Speed: ≥25 Mach. وكل صاروخ أو جسم يطير بسرعة تفوق 5 ماخ، يُعتبر 'فرط صوتي-Hypersonic' ويصبح التعامل معه مسألة معقدة تتطلب مستويات عالية من القدرات الدفاعية، لا سيما إذا كان يتمتع بالقدرة على المناورة الذاتية ضمن مسار متعرج لا يمكن توقعه، وهذا ما يميز الصواريخ الفرط صوتية موضوع حديثنا عن الصواريخ الباليستية العادية. على الرغم من أن الصواريخ الباليستية تصل إلى سرعات فرط صوتية، إلا أنها تسلك مساراً قوسياً ثابتاً يمكن التنبوء به وتحديده من قبل الرادارات ضمن المسافة المطلوبة والوقت المجدي، وبالتالي يمكن في هذه الحالة التصدي للصاروخ الباليستي بوسائط الدفاع الجوي، أما بالنسبة للعامل الذي يميز الصواريخ الفرط صوتية عن الصواريخ الباليستية، فهي أن الأولى تتبع مساراً متعرجاً بسرعتها الفرط صوتية، بحيث يصبح من الصعب جداً تحديد موقعها الآني والتصدي لها بأي نوع من المقذوفات الدفاعية أو أسلحة الطاقة الموجهة، وفي حال تم رصدها من قبل الرادارت، فإن ذلك يكون في المرحلة الأخيرة قبل إصابة الهدف، ويكون تحديد موقعها غير دقيق، والوقت ليس كافياً للقيام بأي إجراء فاعل. هناك معضلة أخرى تتعلق بالتصدي للصواريخ الفرط صوتية يجب على منظومات الدفاع إيجاد حلٍ لها، وهي مرتبطة بالديناميكا الهوائية في السرعات العالية للأجسام الطائرة، حيث أنه في السرعات فرط صوتية تصبح درجة حرارة التدفق المحيطة بالصاروخ كبيرة جدًا، لدرجة أنه يجب أخذها بعين الإعتبار وبأهمية قصوى في صناعة هياكل الصواريخ ورؤوسها الحربية وأجزائها الخارجية، فعند السرعات فوق الصوتية العالية، تتفكك الجزيئات الهوائية منتجة بلازما مشحونة كهربائيًا حول الصاروخ الفرط صوتي، وتعرف حالة البلازما بأنها وصول الغاز إلى درجة التأيُّن فيصبح مشحوناً بشحنات سالبة وموجبة نتيجة انفصال الإلكترونات عن الذرات. وهذه الطبقة أو السحابة من البلازما (Plasma Sheath) تغلف الهيكل الخارجي كالغمد، وتمتص الموجات الرادارية وتمنعها من الإرتداد، ويصبح عندها كشف الصاروخ مستحيلاً. هناك نوعان رئيسيان من الصواريخ الفرط صوتية: المركبات الإنزلاقية فرط صوتية (HGVs-Hypersonic boost Glide Vehicles)، والتي تكون محمولة على صاروخ باليستي يطلقها من إرتفاعات عالية لتأخذ مسارها المتعرج نحو الهدف وبسرعة فرط صوتية خارقة. صواريخ الكروز الفرط صوتية (HCVs-Hypersonic Cruise Vehicles): وهي صواريخ فرط صوتية لديها محركها النفاث الخاص 'Scramjet'، تطير ضمن الغلاف الجوي للأرض وبمسار شبه ثابت، ولكن لا تصل سرعاتها إلى سرعة المركبات الإنزلاقية، وقد تتجاوز سرعتها ال 6 ماخ. تستطيع المركبات الإنزلاقية حمل عدة رؤوس حربية وكل رأس يحتوي على عدة قنابل نووية موجهة، أو شحنات تقليدية شديدة الإنفجار، وهي تعتبر التهديد الأكثر حراجة للولايات المتحدة الأميركية حالياً. تشير المعلومات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأميركية، أنه لم يصل أي نظام أسلحة فرط صوتية أميركي إلى مرحلة التشغيل الكامل، ولا تزال النماذج الأولية قيد التقييم، وتقود الأبحاث في هذا المجال شركات Lockheed Martin، RTX Raytheon و Northrop Grumman، وفي الوقت الذي يشكك فيه البعض في ضرورة هذه الأسلحة للردع، ويشيرون إلى أن مهامها غير محددة وتكاليفها باهظة، يثير التقدم الذي أحرزه الخصوم في مجال تكنولوجيا الأسلحة الأسرع من الصوت المخاوف بشأن تآكل التفوق النوعي للولايات المتحدة، ووفقاً لدائرة الأبحاث في الكونغرس، فقد تم زيادة ميزانية الأبحاث للأسلحة الأسرع من الصوت، ووصلت إلى مبلغ 6.9 مليار دولار أميركي في السنة المالية 2025، ، رغم ذلك، فإن القضايا المتعلقة بالكشف والدفاع وإمكانية الحماية على نطاق واسع ضد التهديدات الناجمة عن الصواريخ الفرط صوتية لا تزال دون حل، وإن أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية غير مجهزة لمواجهة هذه التهديدات، حيث أن هذه الصواريخ تم تطويرها للإفلات من أنظمة التتبع والإعتراض التقليدية، وهناك خلاف بشأن جدوى الإستثمار في أنظمة الدفاع ضد هذه الصواريخ، حيث يعمل الكونجرس الأميركي على تحقيق التوازن بين تعزيز القدرات الهجومية وتعزيز القدرات الدفاعية ضد الأسلحة الأسرع من الصوت، لا سيما في مواجهة التهديدات الصينية والروسية المتزايدة.
دفاع العرب١٧-٠٤-٢٠٢٥علومدفاع العربالصواريخ الفرط صوتية: المعضلة التي تواجه الدفاعات الجويةالعقيد الركن م. ظافر مراد شكَّلت الصواريخ الفرط صوتية معضلة جدية وتحدٍ كبير لمنظومات الدفاع الجوي على مستوى كشفها أثناء مسارها، وعلى مستوى التصدي لها بالوسائط الدفاعية، ونحن نتحدث هنا عن أنواع الصواريخ التي تصل سرعتها أو تفوق 10 ماخ، حيث أنه في هذه السرعة يصبح من الصعب جداً كشفها بالقدرات الرادارية المعروفة. هناك عدة مستويات من السرعات المصنفة بالنسبة للصواريخ والمركبات الطائرة، وهي على الشكل التالي: Subsonic: 0-0.8 Mach. Transonic: 0.8-1.2 Mach. Supersonic: 1.2-5 Mach. Hypersonic: 5-10 Mach. High Hypersonic: 10-25 Mach. Re-entry Speed: ≥25 Mach. وكل صاروخ أو جسم يطير بسرعة تفوق 5 ماخ، يُعتبر 'فرط صوتي-Hypersonic' ويصبح التعامل معه مسألة معقدة تتطلب مستويات عالية من القدرات الدفاعية، لا سيما إذا كان يتمتع بالقدرة على المناورة الذاتية ضمن مسار متعرج لا يمكن توقعه، وهذا ما يميز الصواريخ الفرط صوتية موضوع حديثنا عن الصواريخ الباليستية العادية. على الرغم من أن الصواريخ الباليستية تصل إلى سرعات فرط صوتية، إلا أنها تسلك مساراً قوسياً ثابتاً يمكن التنبوء به وتحديده من قبل الرادارات ضمن المسافة المطلوبة والوقت المجدي، وبالتالي يمكن في هذه الحالة التصدي للصاروخ الباليستي بوسائط الدفاع الجوي، أما بالنسبة للعامل الذي يميز الصواريخ الفرط صوتية عن الصواريخ الباليستية، فهي أن الأولى تتبع مساراً متعرجاً بسرعتها الفرط صوتية، بحيث يصبح من الصعب جداً تحديد موقعها الآني والتصدي لها بأي نوع من المقذوفات الدفاعية أو أسلحة الطاقة الموجهة، وفي حال تم رصدها من قبل الرادارت، فإن ذلك يكون في المرحلة الأخيرة قبل إصابة الهدف، ويكون تحديد موقعها غير دقيق، والوقت ليس كافياً للقيام بأي إجراء فاعل. هناك معضلة أخرى تتعلق بالتصدي للصواريخ الفرط صوتية يجب على منظومات الدفاع إيجاد حلٍ لها، وهي مرتبطة بالديناميكا الهوائية في السرعات العالية للأجسام الطائرة، حيث أنه في السرعات فرط صوتية تصبح درجة حرارة التدفق المحيطة بالصاروخ كبيرة جدًا، لدرجة أنه يجب أخذها بعين الإعتبار وبأهمية قصوى في صناعة هياكل الصواريخ ورؤوسها الحربية وأجزائها الخارجية، فعند السرعات فوق الصوتية العالية، تتفكك الجزيئات الهوائية منتجة بلازما مشحونة كهربائيًا حول الصاروخ الفرط صوتي، وتعرف حالة البلازما بأنها وصول الغاز إلى درجة التأيُّن فيصبح مشحوناً بشحنات سالبة وموجبة نتيجة انفصال الإلكترونات عن الذرات. وهذه الطبقة أو السحابة من البلازما (Plasma Sheath) تغلف الهيكل الخارجي كالغمد، وتمتص الموجات الرادارية وتمنعها من الإرتداد، ويصبح عندها كشف الصاروخ مستحيلاً. هناك نوعان رئيسيان من الصواريخ الفرط صوتية: المركبات الإنزلاقية فرط صوتية (HGVs-Hypersonic boost Glide Vehicles)، والتي تكون محمولة على صاروخ باليستي يطلقها من إرتفاعات عالية لتأخذ مسارها المتعرج نحو الهدف وبسرعة فرط صوتية خارقة. صواريخ الكروز الفرط صوتية (HCVs-Hypersonic Cruise Vehicles): وهي صواريخ فرط صوتية لديها محركها النفاث الخاص 'Scramjet'، تطير ضمن الغلاف الجوي للأرض وبمسار شبه ثابت، ولكن لا تصل سرعاتها إلى سرعة المركبات الإنزلاقية، وقد تتجاوز سرعتها ال 6 ماخ. تستطيع المركبات الإنزلاقية حمل عدة رؤوس حربية وكل رأس يحتوي على عدة قنابل نووية موجهة، أو شحنات تقليدية شديدة الإنفجار، وهي تعتبر التهديد الأكثر حراجة للولايات المتحدة الأميركية حالياً. تشير المعلومات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأميركية، أنه لم يصل أي نظام أسلحة فرط صوتية أميركي إلى مرحلة التشغيل الكامل، ولا تزال النماذج الأولية قيد التقييم، وتقود الأبحاث في هذا المجال شركات Lockheed Martin، RTX Raytheon و Northrop Grumman، وفي الوقت الذي يشكك فيه البعض في ضرورة هذه الأسلحة للردع، ويشيرون إلى أن مهامها غير محددة وتكاليفها باهظة، يثير التقدم الذي أحرزه الخصوم في مجال تكنولوجيا الأسلحة الأسرع من الصوت المخاوف بشأن تآكل التفوق النوعي للولايات المتحدة، ووفقاً لدائرة الأبحاث في الكونغرس، فقد تم زيادة ميزانية الأبحاث للأسلحة الأسرع من الصوت، ووصلت إلى مبلغ 6.9 مليار دولار أميركي في السنة المالية 2025، ، رغم ذلك، فإن القضايا المتعلقة بالكشف والدفاع وإمكانية الحماية على نطاق واسع ضد التهديدات الناجمة عن الصواريخ الفرط صوتية لا تزال دون حل، وإن أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية غير مجهزة لمواجهة هذه التهديدات، حيث أن هذه الصواريخ تم تطويرها للإفلات من أنظمة التتبع والإعتراض التقليدية، وهناك خلاف بشأن جدوى الإستثمار في أنظمة الدفاع ضد هذه الصواريخ، حيث يعمل الكونجرس الأميركي على تحقيق التوازن بين تعزيز القدرات الهجومية وتعزيز القدرات الدفاعية ضد الأسلحة الأسرع من الصوت، لا سيما في مواجهة التهديدات الصينية والروسية المتزايدة.