logo
الصواريخ الفرط صوتية: المعضلة التي تواجه الدفاعات الجوية

الصواريخ الفرط صوتية: المعضلة التي تواجه الدفاعات الجوية

دفاع العرب١٧-٠٤-٢٠٢٥

العقيد الركن م. ظافر مراد
شكَّلت الصواريخ الفرط صوتية معضلة جدية وتحدٍ كبير لمنظومات الدفاع الجوي على مستوى كشفها أثناء مسارها، وعلى مستوى التصدي لها بالوسائط الدفاعية، ونحن نتحدث هنا عن أنواع الصواريخ التي تصل سرعتها أو تفوق 10 ماخ، حيث أنه في هذه السرعة يصبح من الصعب جداً كشفها بالقدرات الرادارية المعروفة.
هناك عدة مستويات من السرعات المصنفة بالنسبة للصواريخ والمركبات الطائرة، وهي على الشكل التالي:
Subsonic: 0-0.8 Mach. Transonic: 0.8-1.2 Mach. Supersonic: 1.2-5 Mach. Hypersonic: 5-10 Mach. High Hypersonic: 10-25 Mach. Re-entry Speed: ≥25 Mach.
وكل صاروخ أو جسم يطير بسرعة تفوق 5 ماخ، يُعتبر 'فرط صوتي-Hypersonic' ويصبح التعامل معه مسألة معقدة تتطلب مستويات عالية من القدرات الدفاعية، لا سيما إذا كان يتمتع بالقدرة على المناورة الذاتية ضمن مسار متعرج لا يمكن توقعه، وهذا ما يميز الصواريخ الفرط صوتية موضوع حديثنا عن الصواريخ الباليستية العادية.
على الرغم من أن الصواريخ الباليستية تصل إلى سرعات فرط صوتية، إلا أنها تسلك مساراً قوسياً ثابتاً يمكن التنبوء به وتحديده من قبل الرادارات ضمن المسافة المطلوبة والوقت المجدي، وبالتالي يمكن في هذه الحالة التصدي للصاروخ الباليستي بوسائط الدفاع الجوي، أما بالنسبة للعامل الذي يميز الصواريخ الفرط صوتية عن الصواريخ الباليستية، فهي أن الأولى تتبع مساراً متعرجاً بسرعتها الفرط صوتية، بحيث يصبح من الصعب جداً تحديد موقعها الآني والتصدي لها بأي نوع من المقذوفات الدفاعية أو أسلحة الطاقة الموجهة، وفي حال تم رصدها من قبل الرادارت، فإن ذلك يكون في المرحلة الأخيرة قبل إصابة الهدف، ويكون تحديد موقعها غير دقيق، والوقت ليس كافياً للقيام بأي إجراء فاعل.
هناك معضلة أخرى تتعلق بالتصدي للصواريخ الفرط صوتية يجب على منظومات الدفاع إيجاد حلٍ لها، وهي مرتبطة بالديناميكا الهوائية في السرعات العالية للأجسام الطائرة، حيث أنه في السرعات فرط صوتية تصبح درجة حرارة التدفق المحيطة بالصاروخ كبيرة جدًا، لدرجة أنه يجب أخذها بعين الإعتبار وبأهمية قصوى في صناعة هياكل الصواريخ ورؤوسها الحربية وأجزائها الخارجية، فعند السرعات فوق الصوتية العالية، تتفكك الجزيئات الهوائية منتجة بلازما مشحونة كهربائيًا حول الصاروخ الفرط صوتي، وتعرف حالة البلازما بأنها وصول الغاز إلى درجة التأيُّن فيصبح مشحوناً بشحنات سالبة وموجبة نتيجة انفصال الإلكترونات عن الذرات. وهذه الطبقة أو السحابة من البلازما (Plasma Sheath) تغلف الهيكل الخارجي كالغمد، وتمتص الموجات الرادارية وتمنعها من الإرتداد، ويصبح عندها كشف الصاروخ مستحيلاً.
هناك نوعان رئيسيان من الصواريخ الفرط صوتية:
المركبات الإنزلاقية فرط صوتية (HGVs-Hypersonic boost Glide Vehicles)، والتي تكون محمولة على صاروخ باليستي يطلقها من إرتفاعات عالية لتأخذ مسارها المتعرج نحو الهدف وبسرعة فرط صوتية خارقة. صواريخ الكروز الفرط صوتية (HCVs-Hypersonic Cruise Vehicles): وهي صواريخ فرط صوتية لديها محركها النفاث الخاص 'Scramjet'، تطير ضمن الغلاف الجوي للأرض وبمسار شبه ثابت، ولكن لا تصل سرعاتها إلى سرعة المركبات الإنزلاقية، وقد تتجاوز سرعتها ال 6 ماخ.
تستطيع المركبات الإنزلاقية حمل عدة رؤوس حربية وكل رأس يحتوي على عدة قنابل نووية موجهة، أو شحنات تقليدية شديدة الإنفجار، وهي تعتبر التهديد الأكثر حراجة للولايات المتحدة الأميركية حالياً.
تشير المعلومات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأميركية، أنه لم يصل أي نظام أسلحة فرط صوتية أميركي إلى مرحلة التشغيل الكامل، ولا تزال النماذج الأولية قيد التقييم، وتقود الأبحاث في هذا المجال شركات Lockheed Martin، RTX Raytheon و Northrop Grumman، وفي الوقت الذي يشكك فيه البعض في ضرورة هذه الأسلحة للردع، ويشيرون إلى أن مهامها غير محددة وتكاليفها باهظة، يثير التقدم الذي أحرزه الخصوم في مجال تكنولوجيا الأسلحة الأسرع من الصوت المخاوف بشأن تآكل التفوق النوعي للولايات المتحدة، ووفقاً لدائرة الأبحاث في الكونغرس، فقد تم زيادة ميزانية الأبحاث للأسلحة الأسرع من الصوت، ووصلت إلى مبلغ 6.9 مليار دولار أميركي في السنة المالية 2025، ، رغم ذلك، فإن القضايا المتعلقة بالكشف والدفاع وإمكانية الحماية على نطاق واسع ضد التهديدات الناجمة عن الصواريخ الفرط صوتية لا تزال دون حل، وإن أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية غير مجهزة لمواجهة هذه التهديدات، حيث أن هذه الصواريخ تم تطويرها للإفلات من أنظمة التتبع والإعتراض التقليدية، وهناك خلاف بشأن جدوى الإستثمار في أنظمة الدفاع ضد هذه الصواريخ، حيث يعمل الكونجرس الأميركي على تحقيق التوازن بين تعزيز القدرات الهجومية وتعزيز القدرات الدفاعية ضد الأسلحة الأسرع من الصوت، لا سيما في مواجهة التهديدات الصينية والروسية المتزايدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصواريخ الفرط صوتية: المعضلة التي تواجه الدفاعات الجوية
الصواريخ الفرط صوتية: المعضلة التي تواجه الدفاعات الجوية

دفاع العرب

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • دفاع العرب

الصواريخ الفرط صوتية: المعضلة التي تواجه الدفاعات الجوية

العقيد الركن م. ظافر مراد شكَّلت الصواريخ الفرط صوتية معضلة جدية وتحدٍ كبير لمنظومات الدفاع الجوي على مستوى كشفها أثناء مسارها، وعلى مستوى التصدي لها بالوسائط الدفاعية، ونحن نتحدث هنا عن أنواع الصواريخ التي تصل سرعتها أو تفوق 10 ماخ، حيث أنه في هذه السرعة يصبح من الصعب جداً كشفها بالقدرات الرادارية المعروفة. هناك عدة مستويات من السرعات المصنفة بالنسبة للصواريخ والمركبات الطائرة، وهي على الشكل التالي: Subsonic: 0-0.8 Mach. Transonic: 0.8-1.2 Mach. Supersonic: 1.2-5 Mach. Hypersonic: 5-10 Mach. High Hypersonic: 10-25 Mach. Re-entry Speed: ≥25 Mach. وكل صاروخ أو جسم يطير بسرعة تفوق 5 ماخ، يُعتبر 'فرط صوتي-Hypersonic' ويصبح التعامل معه مسألة معقدة تتطلب مستويات عالية من القدرات الدفاعية، لا سيما إذا كان يتمتع بالقدرة على المناورة الذاتية ضمن مسار متعرج لا يمكن توقعه، وهذا ما يميز الصواريخ الفرط صوتية موضوع حديثنا عن الصواريخ الباليستية العادية. على الرغم من أن الصواريخ الباليستية تصل إلى سرعات فرط صوتية، إلا أنها تسلك مساراً قوسياً ثابتاً يمكن التنبوء به وتحديده من قبل الرادارات ضمن المسافة المطلوبة والوقت المجدي، وبالتالي يمكن في هذه الحالة التصدي للصاروخ الباليستي بوسائط الدفاع الجوي، أما بالنسبة للعامل الذي يميز الصواريخ الفرط صوتية عن الصواريخ الباليستية، فهي أن الأولى تتبع مساراً متعرجاً بسرعتها الفرط صوتية، بحيث يصبح من الصعب جداً تحديد موقعها الآني والتصدي لها بأي نوع من المقذوفات الدفاعية أو أسلحة الطاقة الموجهة، وفي حال تم رصدها من قبل الرادارت، فإن ذلك يكون في المرحلة الأخيرة قبل إصابة الهدف، ويكون تحديد موقعها غير دقيق، والوقت ليس كافياً للقيام بأي إجراء فاعل. هناك معضلة أخرى تتعلق بالتصدي للصواريخ الفرط صوتية يجب على منظومات الدفاع إيجاد حلٍ لها، وهي مرتبطة بالديناميكا الهوائية في السرعات العالية للأجسام الطائرة، حيث أنه في السرعات فرط صوتية تصبح درجة حرارة التدفق المحيطة بالصاروخ كبيرة جدًا، لدرجة أنه يجب أخذها بعين الإعتبار وبأهمية قصوى في صناعة هياكل الصواريخ ورؤوسها الحربية وأجزائها الخارجية، فعند السرعات فوق الصوتية العالية، تتفكك الجزيئات الهوائية منتجة بلازما مشحونة كهربائيًا حول الصاروخ الفرط صوتي، وتعرف حالة البلازما بأنها وصول الغاز إلى درجة التأيُّن فيصبح مشحوناً بشحنات سالبة وموجبة نتيجة انفصال الإلكترونات عن الذرات. وهذه الطبقة أو السحابة من البلازما (Plasma Sheath) تغلف الهيكل الخارجي كالغمد، وتمتص الموجات الرادارية وتمنعها من الإرتداد، ويصبح عندها كشف الصاروخ مستحيلاً. هناك نوعان رئيسيان من الصواريخ الفرط صوتية: المركبات الإنزلاقية فرط صوتية (HGVs-Hypersonic boost Glide Vehicles)، والتي تكون محمولة على صاروخ باليستي يطلقها من إرتفاعات عالية لتأخذ مسارها المتعرج نحو الهدف وبسرعة فرط صوتية خارقة. صواريخ الكروز الفرط صوتية (HCVs-Hypersonic Cruise Vehicles): وهي صواريخ فرط صوتية لديها محركها النفاث الخاص 'Scramjet'، تطير ضمن الغلاف الجوي للأرض وبمسار شبه ثابت، ولكن لا تصل سرعاتها إلى سرعة المركبات الإنزلاقية، وقد تتجاوز سرعتها ال 6 ماخ. تستطيع المركبات الإنزلاقية حمل عدة رؤوس حربية وكل رأس يحتوي على عدة قنابل نووية موجهة، أو شحنات تقليدية شديدة الإنفجار، وهي تعتبر التهديد الأكثر حراجة للولايات المتحدة الأميركية حالياً. تشير المعلومات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأميركية، أنه لم يصل أي نظام أسلحة فرط صوتية أميركي إلى مرحلة التشغيل الكامل، ولا تزال النماذج الأولية قيد التقييم، وتقود الأبحاث في هذا المجال شركات Lockheed Martin، RTX Raytheon و Northrop Grumman، وفي الوقت الذي يشكك فيه البعض في ضرورة هذه الأسلحة للردع، ويشيرون إلى أن مهامها غير محددة وتكاليفها باهظة، يثير التقدم الذي أحرزه الخصوم في مجال تكنولوجيا الأسلحة الأسرع من الصوت المخاوف بشأن تآكل التفوق النوعي للولايات المتحدة، ووفقاً لدائرة الأبحاث في الكونغرس، فقد تم زيادة ميزانية الأبحاث للأسلحة الأسرع من الصوت، ووصلت إلى مبلغ 6.9 مليار دولار أميركي في السنة المالية 2025، ، رغم ذلك، فإن القضايا المتعلقة بالكشف والدفاع وإمكانية الحماية على نطاق واسع ضد التهديدات الناجمة عن الصواريخ الفرط صوتية لا تزال دون حل، وإن أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية غير مجهزة لمواجهة هذه التهديدات، حيث أن هذه الصواريخ تم تطويرها للإفلات من أنظمة التتبع والإعتراض التقليدية، وهناك خلاف بشأن جدوى الإستثمار في أنظمة الدفاع ضد هذه الصواريخ، حيث يعمل الكونجرس الأميركي على تحقيق التوازن بين تعزيز القدرات الهجومية وتعزيز القدرات الدفاعية ضد الأسلحة الأسرع من الصوت، لا سيما في مواجهة التهديدات الصينية والروسية المتزايدة.

كيف تحسم الرادارات الحديثة المعارك الجوية؟ نظرة على أقوى الأنظمة
كيف تحسم الرادارات الحديثة المعارك الجوية؟ نظرة على أقوى الأنظمة

دفاع العرب

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • دفاع العرب

كيف تحسم الرادارات الحديثة المعارك الجوية؟ نظرة على أقوى الأنظمة

العقيد الركن م. ظافر مراد لا زالت الرادارات تمثِّل الجزء الأهم من المنظومات القتالية على الرغم من عدم تصدُّرها واجهة الاهتمام في الإعلام العسكري وفي الدعاية والتسويق لصناعات الدفاع، وحدهم الخبراء والمحترفون يدركون أهمية الرادارات، ويؤمنون أن قدراتها وميزاتها هي التي تحدد بنسبة كبيرة التفوق في المعركة الحديثة، لا سيما في الجو والفضاء، وكما كان استخدام الرادار في الحرب العالمية الثانية من قبل البريطانيين بدايةً، مفصلاً أساسياً قلب ميزان القوى لصالح الحلفاء، وساهم بشكلٍ أساسي في انتصارهم، بقي الرادار لغاية اليوم محافظاً على أهميته ودوره الحاسم في اكتشاف الأخطار الثابتة أو المتحركة في مسرح العمليات، وفي نشاطات الرصد والمراقبة لكل هدف هام وحساس، والجدير ذكره هنا أن الأبحاث في تقنيات الرادارات لم تقتصر حينها على البريطانيين فقط، بل سبقهم في ذلك الألمان والفرنسيين والأمريكيين والروس في تطوير أنظمة رادار خاصة تعتمد نفس المبدأ في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، ولكن كان البريطانيون هم أول من استخدم هذه التقنية لخدمة الأعمال العسكرية بشكلٍ فاعل. لا يمكن أن نتحدث عن قدرات أي مجموعة قتالية حديثة مثل طائرات الجيل الخامس والسفن والغواصات الحديثة ومنظومات الدفاع الجوي، دون أن نتعرف على قدرات الرادار المدمجة مع هذه المنظومات، فلا يمكن لطائرة F 35 أو SU 57 أن تمتلك التفوق الجوي دون أن تحوز على رادار متفوق قادر على كشف الأهداف والتهديدات من مسافات بعيدة قبل أن يتم اكتشافها، حينها تنال ميزة المبادأة ويُتَّخذ القرار بالاشتباك أو الابتعاد عن الأجواء في حال لم تكن ظروف الاشتباك مؤاتية، فالرادار إذاً هو بمثابة العين الثاقبة التي تكتشف كل شيء في مسرح العلميات، وبإضافة الذكاء الاصطناعي يمكن للمنظومات الرادارية أن تحلل الوضع العام، وترتب الأولويات في استهداف التهديدات، وتتابع وتراقب وتتَّخذ القرار بسرعة ودقة متناهية. هناك العديد من العوامل التي تحدد قدرة الرادار وفعاليته، مثل المسافة التي يغطيها، المساحة الأدني للهدف التي يمكن رصدها، الدقة في التعرُّف وتحديد طبيعة الهدف، عدد الأهداف التي يمكن رصدها وتتبعها، وأخيراً المناعة ضد التشويش والحرب الإلكترونية، وفي ما يلي أحدث تقنيات الرادارات وأكثرها فعالية والموجودة في الطائرات الحديثة: AN/APG-81 AESA ، والذي يعمل بتقنية (Active Electronically Scanned Array) ، وتقدم هذه التقنية مزايا هامة جداً وقدرات فائقة بفضل قدرتها على توجيه شعاع الرادار إلكترونيًا بسرعة دون الحاجة إلى حركة ميكانيكية، وهي تشكِّل المعيار الذهبي للطيران العسكري الحديث، موفرةً استهدافًا وتتبعًا لعدد كبير من الأهداف ومن مسافة بعيدة، ووعيًا ظرفيًا فعالاً للطائرات المقاتلة وغيرها من المنصات العسكرية. ويستخدم هذا الرادار متعدد المهام في طائرات F35 Lightning II. ويعتبر أفضل رادار لمقاتلة جوية في العالم، وتنتجه شركة Northrop Grumman. AN/APG 77 AESA ، يعمل أيضاً بتقنية (Active Electronically Scanned Array) ، وهو مستخدم في طائرات F 22 Raptor، ويتمتع بمدى كبير يصل إلى أكثر من 500 كلم، بما يتناسب مع مهام هذه الطائرة وتنتجه Northrop Grumman. The RBE2-AA ، يعمل هذا الرادار بتقنية AESA ، وهو مستخدم في مقاتلة Rafale، ويوفر لهذه المقاتلة ميزات ممتازة في مجال الرصد والتتبع والإستهداف، أضافة إلى قدرات الحرب الإلكترونية، هذا الرادار هو صناعة فرنسية من قبل شركة Thales. N036 Byelka ، روسي الصنع، تم تطويره من قبل شركة Tikhomirov ، يعمل بتقنية الصفيف الإلكتروني الضوئي النشط AESA ، قادر على رصد الأهداف من مسافة 400 كيلومتر، وهو رادار أساسي مستخدم في المقاتلة الشبحية الروسية SU 57، أضافة إلى عدة حساسات رادارية موجودة على جسم هذه الطائرة، وهو يؤمن لها قدرة متعددة المهام من ضمنها القيادة والسيطرة على المسيرات الروسية نوع 'S 70' الضخمة. NRIET Type 1475 (KLJ-5) ، هذا الرادار صيني الصنع، وهو مستخدم في المقاتلة الصينية الشبحية J-20، يعمل بتقنية AESA، ويوفر لهذه المقاتلة ميزات رادارية تليق بالجيل الخامس من المقاتلات، تتحدث المعلومات عن مساعدة روسية في تطوير هذا الرادار بالتعاون مع معهد نانجينج للبحوث التكنولوجية. إن البحث والتطوير الجاري في مجالات الرادارات لطائرات الجيلين الخامس والسادس، ودمج قدرات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، ونشر المستشعرات، واستخدام مواد ذات خصائص متقدمة في مجال التقنيات الشبحية وتخفيض البصمة الرادارية، كل ذلك يبشر بسباق تكنولوجي محتدم بين الدول والشركات المصنعة لهذه المنظومات الهامة، وفي هذا الإطار، يتم تطوير شبكات الرادار الأرضية والبحرية والجوية في نفس السياق، ويتم الحديث حالياً عن قدرات متطورة جداً في هذا المجال، قد تصبح معها التقنيات الشبحية بدون جدوى، وهي قادرة على إكتشاف أجسام صغيرة جداً وتحديد موقعها ومساراتها بدقة متناهية.

أسلحة الطاقة الموجهة: الوجه الآخر لحروب المستقبل
أسلحة الطاقة الموجهة: الوجه الآخر لحروب المستقبل

دفاع العرب

time٠٦-٠٣-٢٠٢٥

  • دفاع العرب

أسلحة الطاقة الموجهة: الوجه الآخر لحروب المستقبل

العقيد الركن م. ظافر مراد تطوَّرت تقنيات الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية في العقدين الأخيرين بشكلٍ غير مسبوق، وهذا التطور دفع إلى نمط جديد من سباق التسلح، وكان للحروب الحالية والصراعات القائمة بين القوى العُظمى، تأثيراً كبيراً على تطوير أنظمة القتال، لا سيما الأنظمة غير المأهولة والأنظمة ذاتية القيادة والقرار، إضافةً إلى إنتاج صواريخ ذات سرعات فرط صوتية هائلة خلقت تحديات جدِّية في مجال إعتراضها وإقصاء تهديداتها، لذلك تعاظم التركيز على البحث العلمي لخدمة المجالات العسكرية، حيث تتكلف مراكز البحوث الوطنية والخاصة وشركات الأمن والدفاع، مليارات الدولارات في سبيل تطوير الإبتكارات والتكنولوجيا العسكرية وتقنيات الذكاء الإصطناعي، بهدف المنافسة في سوق الأسلحة العالمي، وأيضاً تمكين الجيوش الصديقة من التوصُّل إلى نصرٍ سريع وحاسم، أو اقله تكريس قدرات ردع صارمة لحماية المصالح الوطنية ومصالح الحلفاء والأصدقاء. وعلى الرغم من كل ما يتم الإفصاح عنه وكل ما نشاهده في نماذج قتالية حديثة في الحروب والمواجهات الحالية، والتي أذهلت البشر في ما توصَّلت إليه من تقدم وتطوُّر، يبقى هناك جزء لا زالت السرية تُحيط به بشكلٍ كبير، وهذا الجزء يتعلق بأسلحة الطاقة الموجهة. تستخدم أسلحة الطاقة الموجهة (DEWs- Directed Energy Weapons) طاقة كهرومغناطيسية مركزة لاعتراض وتحييد التهديدات والأصول المعادية. وهي تستعمل لأغراض هجومية ودفاعية، وتشمل هذه الأسلحة أشعة الليزر عالية الطاقة والأنظمة الكهرومغناطيسية عالية الطاقة، بما في ذلك أسلحة الموجات المليمترية والميكروويف. وعلى عكس الذخائر التقليدية، يمكن للأسلحة الموجهة بالطاقة أن تقدم ميزات مثالية للإشتباك والتقليل من الخسائر الجانبية، إضافةً إلى أن تأثيرها قد يكون مؤقتاً أو قابلاً للعكس، أي بمعنى القدرة على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تنفيذ الهجوم، وكل ذلك يخلق نمطاً جديداً من المواجهات والحروب، ستكون الغلبة فيه ليس للجيوش ذات الحجم الكبير والقدرات التقليدية الهائلة، بل لمن يمتلك التكنولوجيا العسكرية المتفوقة والأسلحة فائقة الدقة، والتي تستطيع شل قدرات العدو في القيادة والسيطرة وتحقيق النصر السريع. ويمكن لأسلحة الطاقة الموجهة، وحسب نوعها وطبيعة عملها، إتلاف أو تعطيل الأنظمة الإلكترونية دون تدميرها تمامًا، حيث يعمل كل نوع من أنواع 'DEWs' ضمن نطاق محدد من الطيف الكهرومغناطيسي، ويشمل هذا الطيف جميع أشكال الضوء المصنفة حسب الطول الموجي. وتمنح الأطوال الموجية المختلفة خصائص فريدة، ما يعطيها قدرات اختراق متنوعة ومتفاوتة من خلال مواد مختلفة، مثل المعادن أو الأنسجة البيولوجية. لا زالت أسلحة الطاقة الموجهة قيد التطوير ومعظم الأبحاث في هذا المجال تحوطها السرية والكتمان، ونستطيع تصنيف أسلحة الطاقة الموجهة وفقاً للأنواع التالية: High Energy Lasers (HEL): وهو النوع الأكثر شهرة ويتم إستخدامه على نطاق واسع في العديد من منظومات القتال البرية والبحرية والجوية والفضائية، تصدر أشعة الليزر عالية الطاقة (HEL) شعاعًا مركّزًا من الضوء، يكون عادةً من طيف الأشعة تحت الحمراء إلى الطيف المرئي. وتوفِّر مخرجات طاقة منخفضة تصل إلى 1 كيلو وات، ويمكن أن تكون أشعة الليزر هذه مستمرة أو نبضية، تتيح لها دقتها استهداف وإذابة المعادن والبلاستيك والمواد الأخرى. Millimeter Wave Weapons : أسلحة الموجات المليمترية في نطاق الطول الموجي من 1 إلى 10 مليمتر، مما يوفر طاقة تزيد عن 1 كيلو وات. ويمكنها التأثير على أهداف متعددة في وقت واحد بسبب شعاعها الأوسع. وهي مصممة لتسخين الطبقة العليا من الجلد بشعاع مركّز من طاقة الموجات المليمترية وإجبار الأفراد المستهدفين على التفرق بسبب الإحساس بالحرارة، وهذا السلاح صامت وموجاته غير مرئية، وفي حال التعرض له لوقتٍ طويل ، فهو يتسبب بحروق من الدرجة الثالثة وإصابات قد تؤدي إلى الموت. High Power Microwave Weapons: تنتج أسلحة الميكروويف عالية الطاقة موجات ميكروويف ذات أطوال موجية أطول من أشعة الليزر أو الموجات المليمترية. وهي قادرة على إنتاج أكثر من 100 ميغاواط من الطاقة ويمكنها تعطيل أهداف متعددة ضمن منطقة شعاعها الأكبر. تقدم أسلحة الطاقة الموجهة طيفًا من التأثيرات تتدرج من غير القاتلة إلى القاتلة، والتي يمكن التحكُّم بها من خلال عوامل معينة مثل مدة التعرض والإستهداف، والمسافة، ومنطقة الإستهداف. وبذلك، يمكن استخدامها بطريقة متدرِّجة، تشمل التأثيرات غير القاتلة مثل تعطيل الأنظمة الإلكترونية مؤقتًا أو منع الوصول إلى مناطق أو أنظمة مادية محددة، أو تقليل فعالية أجهزة استشعار العدو وأجهزته الإلكترونية. أما التأثيرات القاتلة فتشمل تدمير الأهداف أو إلحاق أضرار جسيمة بها من خلال تركيز الطاقة لإذابة أو تعطيل المكونات الهامة والحرجة فيها، والجدير ذكره هنا، أن كثيراً من البحوث السرية والإبتكارات المتعلقة بأسلحة الطاقة الموجهة، تركِّز على المجال الفضائي وتدمير الأقمار الإصطناعية واعتراض الصواريخ في مرحلة الطيران في الفضاء، ويعود السبب في ذلك إلى فعالية هذه الأسلحة في هذا المجال، لا سيما ضد أقمار الإتصالات ومنظومات القيادة والسيطرة والصواريخ الحاملة للرؤوس النووية. نشر موقع 'Kings Research' في نهاية العام 2024، تقريراً يتحدث عن الشركات التي تقود عملية تطوير أسلحة الطاقة الموجهة، وجاء الترتيب على الشكل التالي: Lockheed Marten Corporation: تعتبر الأولى في العالم في صناعة الأسلحة، هذه الشركة طورت تقنيات وبرامج لأسلحة الطاقة الموجهة، مثل نظام Helios للبحرية الأميركية، وهذا النظام يعمل ضد المسيرات، وهي طورت أنظمة مماثلة تُدمج مع منصات أرضية وجوية عديدة. Boeing: طورت هذه الشركة نظام 'Counter-electronics High power Microwave Advanced Missile Project. -CHAMP' ، وهذا النظام الواعد يستخدم موجات المايكروويف لتعطيل عمل الأنظمة والمعدات الإلكترونية عند العدو دون أي تدمير مادي. Rafael Advanced Defense System Ltd: تعتبر هذه الشركة رائدة في صناعة أسلحة اللايزر، وأبرزها 'Iron Beem Laser Defense System' المضادة للأهداف قصيرة المدى، مثل الصواريخ والمسيرات، ولديها شراكة قوية مع شركة 'Lockheed Marten' الأميركية لتعزيز خبرتها في مجال أسلحة الطاقة الموجهة. Rheinmetall AG: أحدث ما لدى هذه الشركة نظام دفاع جوي تم فيه دمج نظام طاقة موجهة (لايزر) ضد المسيرات والصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية. MBDA: تعمل هذه الشركة العريقة على دمج تقنيات الطاقة الموجهة اللايزر مع اسلحة الدفاع الجوي التقليدية في نظام واحد، ما يزيد من فعاليتها ويمكنها من إصابة الاهداف بدقة متناهية. RTX Raytheon Technologies: تقدمت هذه الشركة بخطوات واسعة في مجال إستخدام اللايزر في أنظمة الدفاع الجوي ضد الصواريخ والتهديدات الجوية، وأنظمتها يمكن دمجها مع منصات جوية وأرضية وبحرية. BAE Systems: تطور هذه الشركة أسلحة تعمل باللايزر وأخرى بموجات المايكروويف، مع التركيز على مسألة المرونة والقدرة على تركيز هذه الاسلحة على منصات مختلفة ومتعددة الإستعمالات. Northrop Grumman Corporation: تعمل هذه الشركة على عدة إتجاهات في أسلحة الطاقة الموجهة، بما فيها طاقة اللايزر العالية، وهي تسعى للتوصل إلى أنظمة فعالة ضد التهديدات الحالية، بما فيها الصواريخ الحديثة والمتقدمة تكنولوجياً. قدِّرت قيمة سوق الأسلحة الموجهة بالطاقة العالمية بنحو 6،1 مليار دولار أمريكي في عام 2023، وحوالي 8 مليار دولار في العام 2024 من المتوقع أن تصل إلى 47،1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032 بمعدل نمو سنوي مركَّب قدره 25.45٪ بين العامي 2024 و 2032. تكتسب الأسلحة الموجهة بالطاقة زخمًا عالميًا (معدل النمو السنوي المركب في أمريكا الشمالية 25،7٪، ومعدل النمو السنوي المركب في آسيا والمحيط الهادئ 25،9٪، وأوروبا تشهد نموًا كبيرًا). يغذي الإنفاق العسكري الأمريكي سوق أميركا الشمالية بمشاريع مثل مركبة سترايكر بالليزر بقوة 50 كيلووات. ويعزز الإنفاق العسكري الصيني سوق آسيا والمحيط الهادئ، بينما تستثمر اليابان 100 مليون دولار لنشر 150 نظامًا للأسلحة في غضون خمس سنوات. وتشهد أوروبا نموًا في أبحاث الأسلحة الليزرية والاستثمارات البحرية. وتشمل العوامل التي تدفع إلى نمو سوق أسلحة الطاقة الموجهة ، زيادة الطلب على هذه الأسلحة كونها تستخدم للاستهداف الدقيق وتقليل الأضرار الجانبية، لا سيما في حالات إستخدام القوة العسكرية في مناطق مأهولة أو ضد أهداف خطرة وحساسة، حيث يكون المطلوب تأثيراً محدوداً لتعطيلها، مثل المفاعلات النووية أو معامل الطاقة التي تحتوي على مواد خطرة، وتوفِّر التطورات التكنولوجية، والبحوث الجارية في مجال أسلحة الطاقة الموجهة، ودمج هذه الأسلحة مع الأسلحة التقليدية، فرص نمو كبيرة للمشاركين في صناعة أسلحة الطاقة المطلوب، بالإضافة إلى ذلك، تتمتع أسلحة الطاقة الموجهة بمعدلات دقة عالية بشكلٍ استثنائي، حيث تحقق بعض الأنظمة دقة شبه خالية من العيوب في الإشتباكات. ووفقًا لتقارير من وزارة الدفاع الأمريكية وشركات الدفاع العاملة على تطوير أسلحة الطاقة الموجهة، فإن معدلات الدقة في مواقف الإختبار الخاضعة للرقابة تتجاوز 90٪. تعتبر دقة أسلحة الطاقة الموجهة تقدماً كبيراً في مجال التكنولوجيا العسكرية، حيث توفر مزايا استراتيجية في سيناريوهات الحرب الحديثة التي تتميز بالوتيرة السريعة والتهديدات غير المتكافئة. ومع تقدم أنظمة الطاقة الموجهة واكتمال مفاهيم إستعمالاتها، فإن مكانتها كأدوات دقيقة تؤمن إستجابة ممتازة وعملية لتحسين القدرات العسكرية ستنمو بشكل أكبر، مما يلبي إتجاهات وحاجات أسواق الأسلحة، والجدير ذكره هنا، أن سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يتعامل مع هذا النوع من الأسلحة بالمستوى المطلوب من الإهتمام، لا سيما في منطقة الخليج، والمتوقع مع الوعي المستقبلي لأهمية هذه الأسلحة وضرورة حيازتها، أن يزداد الطلب عليها وأن تصبح مكوِّن أساسي في منظومات القتال العربية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store