أحدث الأخبار مع #Sécuryter


الوسط
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- الوسط
مهنة الحماية الشخصية تشهد نموًا متزايدًا في باريس
شهدت مهنة الحماية الشخصية للمشاهير والأثرياء خلال زيارتهم باريس نموًا كبيرًا منذ عملية سلب العام 2022، عندما حطم رجلان على دراجة «سكوتر» النافذة الخلفية لسيارة خاصة مستأجرة مع سائقها، وسرقا ثلاثة ملايين يورو من الراكبة، وهي سيدة أعمال برازيلية كانت تحضر أسبوع الموضة. ويقول ياسين تراب، الذي يرأس منظمة تتولى تدريب عناصر الأمن الخاص: «مرافقة أثرياء أجانب خلال تسوقهم مهمة أساسية»، وفقا لوكالة «فرانس برس». لكنّ دائرة المخاطر التي تشملها الحماية باتت أوسع، إذ أصبحت تشمل خطر العنف، من سرقة المنازل إلى استهداف شخصيات الموضة. ولاحظ المجلس الوطني لأنشطة الأمن الخاصة أن عدد مرافقي الشخصيات ارتفع إلى نحو 13 ألفًا من بين 270 ألفًا كانوا يعملون في قطاع الأمن الخاص والمراقبة العام 2019، وفق أرقام المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء. وتتفاوت نوعية الشخصيات التي تستعين بعناصر حراسة، إذ تمتد مثلًا من رئيس شركة مسجلة في البورصة، إلى أحد نجوم الكاي-بوب الكوريين، خلال وجودهم في العاصمة الفرنسية. ويلاحظ تراب، الذي دربت منظمته «سيكوريتيه» Sécuryter العام 2024 أربعة أضعاف ما تدربه عادة من عناصر الحماية الشخصية، أن الإقبال على مهنة المُرافق الخاص. - - وفي رأيه أن هذا الازدهار «يعود في المقام الأول إلى أن أجور (المرافقين الشخصيين) التي يبلغ معدلها 18 يورو في الساعة، أعلى مما يتقاضاه عناصر الأمن الذين يقل أجرهم عن 10 يورو في الساعة، وكذلك إلى أن ثمة مكانة مرموقة مرتبطة بهذه المهنة»، إذ أن طلبات الاستعانة بالـ«بادي غارد» تأتي مثلًا من مشاركين في مهرجان كان السينمائي أو من سياح خليجيين وروس يحتاجون إلى حماية أثناء تسوقهم خلال تمضية العطلة الصيفية على الريفييرا الفرنسية. وفي عام 2023، أصدر المجلس الوطني لأنشطة الأمن الخاصة 2891 بطاقة مهنية لـ«عنصر حماية جسدية للأشخاص»، أي أكثر بنحو 700 بطاقة عما أصدرته العام الفائت. «سريّة» و«مراقبة مضادة» ويجري التواصل من خلال مجموعات محادثة غير رسمية، إذ أنه «وسط صغير يعرف فيه الجميع بعضهم بعضًا»، على ما يشرح عدد من المعنيين به. ويقول هؤلاء: «لا نتعامل قطّ مباشرة مع الشخصيات (المطلوبة حمايتها). غالبًا ما يتواصل معنا مدير الأعمال أو السكرتير أو أحد أفراد فريق أمن الشخصية، إما لكي نتولى أمن زبونه، أو لاستكمال ترتيبات الحماية المُعدَّة له خلال تنقلاته في فرنسا». فالأجانب المصنفون من الشخصيات البالغة الأهمية، وخصوصًا الأميركيون منهم، يسافرون في كثير من الأحيان مع مرافق خاص بهم، بحسب ألكسندر، وهو ضابط شرطة سابق انتقل إلى القطاع الخاص وطلب عدم ذكر اسم شهرته. ويرى أن السبب هو غياب «ثقافة السلامة الأنغلوساكسونية» في فرنسا، إضافة إلى الإطار القانوني التقييدي. فالمُرافق الأميركي «يصل قبل أسبوع» من الشخصية التي يحميها، في حين أن نظيره الفرنسي الذي يجري اختياره من شركة أثبتت صدقيتها، يكون بمثابة عنصر «استطلاع». ويقول ألكسندر: «نطلعهم على نقاط الأمن، وعلى المواقع والأحياء التي تنشط فيها الجرائم أو الطرق التي يجب تجنبها»، وخصوصًا تلك الممتدة أكثر من 1300 متر بعد نفق لاندي في منطقة سان دوني. ويوضح ستيفان، الذي أمضى 26 عامًا في الدرك، من بينها 18 سنة في قوات الحماية الخاصة، أن الشخصيات باتت تعزز إجراءات حمايتها بعد تعرّض النجمة الأميركية كيم كارداشيان لعملية سرقة في مقر إقامتها بفندق فاخر في باريس عام 2016. ويبدأ القضاء الفرنسي النظر في هذه القضية اعتبارًا من 28 أبريل في باريس. ويشير إلى جوانب تعزيز هذه التدابير، مثل الحرص على قدر أكبر من السرية، وحصر الاطلاع على الطريق التي ستسلكها الشخصية بدائرة ضيقة من الأفراد، واعتماد تقنية «المراقبة المضادة». أما رئيس الاتحاد الفرنسي للرماية المسلحة الاحترافية هنري بيتري، الذي كان دركيًا وحارسًا شخصيًا للرئيس الراحل فرنسوا ميتران، فيفيد بأن وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكّل «مصدرًا مهمًا للمعلومات»، مما يزيد مهمة توفير الأمن تعقيدًا، فـ«في بعض الأحيان يلتقط عناصر الحماية صورًا مع الشخصيات التي يتولون حمايتها، فيسهل على أي مجرم أن يعرف مكانهم». لا تدابير محددة متخذة وستيفان هو أحد المرافقين القلائل البالغ عددهم 326 فحسب، المخوّلين راهنًا حمل أسلحة من الفئة «ب» (مسدسات) و«د» (هراوات وقنابل مسيلة للدموع)، وفق إحصاءات المجلس الوطني لأنشطة الأمن الخاصة. ويلجأ المرافقون إلى إجراء احترازي آخر هو إبلاغ الشرطة. ويشرح ستيفان: «نقترب من مركز الشرطة في المنطقة لإبلاغه بأن شخصية مهمة ستكون موجودة فيها، وبأن من المستحسن تاليًا إيلاء اهتمام خاص لهذه المنطقة». لكنّ مصدرًا في الشرطة يؤكد أن «لا تدابير محددة متخذة»، وأن شركات خاصة تتولى مثلًا أمن منازل لاعبي فريق باريس سان جيرمان لكرة القدم، وغالبًا بواسطة عناصر يكونون «موجودين باستمرار». وبينما لا تملك الشرطة، وفقًا لهذا المصدر، القدرة على تنفيذ عمليات المراقبة، فإن عناصر الحماية الشخصية يشكون افتقارهم إلى حرية التصرف، كتوقيف أشخاص. ويضيف ألكسندر: «يُطلب من المُرافق التعامل مع جريمة لم يتدرب على التعامل معها، إلا إذا كان عنصرًا سابقًا في شرطة أو الدرك»، ما يشكّل خطرًا عليهم. ويخلص إلى القول: «نحن دروع، إنها وظيفة خطيرة».


الصباح العربي
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الصباح العربي
نمو مهنة الحراسة الشخصية.. تطورات جديدة في مهنة الحراسة بفرنسا 'التفاصيل كاملة'
ريم هشام في قلب "باريس" مدينة الأناقة والأضواء، وُجدت مهنة إنها "مهنة الظلّ اللامع"، أو كما يسميها أهلها: الحماية الشخصية للنخبة. منذ تلك الليلة في عام 2022، حين اقتحم لصّان على دراجة نارية سيارة فاخرة واستوليا على ثلاثة ملايين يورو من سيدة أعمال برازيلية كانت تحضر عروض أسبوع الموضة، لم تعد باريس كما كانت لم تعد المدينة فقط وجهة للموضة والحب، بل باتت ساحة تشهد صعودًا ملحوظًا لمهنة باتت ضرورية حراس النخبة. ياسين تراب، أحد أبرز المدربين في مجال الأمن الخاص، يؤكد أن: "مرافقة الأثرياء خلال جولاتهم التسويقية لم تعد رفاهية، بل ضرورة لا تقبل الجدل" فالمخاطر، كما يوضح، لم تعد تقتصر على سرقات المنازل أو النشل، بل طالت شخصيات الموضة ومشاهير وسائل التواصل الذين يسيرون وسط الأضواء" تشير الإحصاءات الفرنسية إلى تضاعف الطلب على مرافقي الشخصيات؛ إذ قفز عددهم إلى 13 ألفًا من أصل 270 ألف عامل في قطاع الأمن الخاص عام 2019، حسب بيانات المعهد الوطني الفرنسي للإحصاء وليس غريبًا أن تجد في شوارع باريس حارسًا يرافق نجمًا كوريًا من نجوم الكاي-بوب، أو مديرًا تنفيذيًا لشركة كبرى، يتسلل بين المحال الباريسية محاطًا بعناصر دقيقة الحركة. ويشهد عام 2024 طفرة غير مسبوقة في هذا المجال، حيث درّبت مؤسسة "Sécuryter" الأمنية أربعة أضعاف عدد المتدربين المعتادين ويُعزى ذلك – كما يوضح تراب – إلى عاملين رئيسيين: الأول هو الأجر المجزي الذي قد يصل إلى 18 يورو في الساعة، مقارنة بـ10 يورو للحراس العاديين، والثاني هو المكانة الاجتماعية العالية التي باتت تُرافق هذه المهنة. ولا تقتصر طلبات الحماية على مهرجان كان أو مواسم التسوق، بل تمتد إلى سياح يرغبون بالاستمتاع بعطلتهم على الريفييرا الفرنسية دون أن يقلقوا من أي تهديد. عام 2023 وحده شهد إصدار قرابة 2900 بطاقة مهنية لحُرّاس الشخصيات، بزيادة 700 بطاقة عن العام الذي سبقه، وفق المجلس الوطني لأنشطة الأمن الخاصة ومن اللافت أن عالم هؤلاء الحُرّاس يُدار من خلف الكواليس؛ مجموعات محادثة سرّية، وتنسيقات لا تتم مباشرة مع الشخصيات ذاتها، بل من خلال مدير أعمال أو مساعد أو عنصر من طاقم الأمن. ويُشير ألكسندر، ضابط شرطة سابق يعمل حاليًا في الأمن الخاص، إلى أن الفرنسيين لا يمتلكون "ثقافة الأمان الأنجلو-ساكسونية"، ولهذا يفضل بعض الأجانب اصطحاب حارسهم الخاص من وطنهم، خصوصًا الأميركيين، الذين يستبقون ظهورهم في العلن بوصول فريق الحماية بأيام. من جانبه، يلفت ستيفان، أحد المرافقين القلائل المسموح لهم بحمل السلاح، إلى أن حادثة سطو كيم كارداشيان عام 2016 شكّلت نقطة تحوّل في معايير الحماية فاليوم، تعتمد الشخصيات المعروفة استراتيجيات دقيقة تتضمن مسارات سرّية، ومراقبة مضادة، ومعلومات حصرية لا تُكشف إلا لأضيق دائرة. وأعرب هنري بيتري الحارس الشخصي للراحل ميتران عن أنه من الخطأ الشائع تحويل كل صورة طبيعية ألى جزء خطر يعرف من خلاله المجرمين أماكن الهدف. ورغم كل هذا، تبقى مهمة الحارس محفوفة بالتحديات فالسلطات لا تُجيز له اتخاذ قرارات تنفيذية كالقبض أو الملاحقة، إلا إذا كان من خلفية شرطية أو عسكرية يقول ألكسندر: "أحيانًا يُطلب من الحارس أن يتصرف كشرطي دون أن يحمل الصلاحيات إنها مهنة محفوفة بالخطر" وهكذا، وفي عالم لا يعرف الخصوصية، ومع تصاعد التهديدات المبطنة خلف اللمعان، بات "الظلّ" الذي يرافق الأثرياء والمشاهير أكثر من مجرد رفيق إنه الحارس، الساتر، وخط الدفاع الأول.