logo
#

أحدث الأخبار مع #TheJournalofHeartandLungTransplantation

ما الحكم الشرعي لزراعة قلب حيوان لإنسان؟
ما الحكم الشرعي لزراعة قلب حيوان لإنسان؟

الوطن

timeمنذ 3 أيام

  • صحة
  • الوطن

ما الحكم الشرعي لزراعة قلب حيوان لإنسان؟

محمد خليفة (31 عاما) شاب أردني تمت زراعة قلب في جسده، وبعدها لاحظ تغيرات غريبة، إذ أصبح يفضل القهوة السادة ويحب الكشري، وتبين أن المرحومة صاحبة القلب كانت تحب الشيء نفسه. وتبدلت مشاعر محمد ورغباته لتصبح مزيجا من العواطف. في حالة أخرى، لاحظ بريطاني يبلغ من العمر 45 عاما كيف أنه منذ زرع قلب صبي يبلغ من العمر 17 عاما، أصبح يحب سماعات الرأس والاستماع إلى الموسيقى الصاخبة والذهاب إلى الحانات والشغف بالوجبات السريعة وهي أمور لم يفعلها مطلقا قبل الزرع. قلب الإنسان عضو عضلي مجوف بحجم قبضة اليد، يقع في منتصف الصدر قليلاً إلى اليسار. وظيفته الأساسية ضخ الدم عبر الأوعية الدموية إلى جميع أنحاء الجسم. يعمل القلب كمضخة ويبلغ وزنه حوالي 300 غم، وسُمِّي قلبا لتقلُّبه، إذ جاء في الشعر: ما سُمّيَ القلبُ إلا مِنْ تقلبه والرأي يَصرف للإنسان أطوارًا في المعجم الوسيط «العقل هو القلب»، و كلمة «الدماغ» في باب «دَمَغَ» بمعنى طَبَعَ ووَسَمَ، كما استخدمت كلماتٌ في اللغة العربية مثل: القلب واللبّ والفؤاد للتعبير عن العواطف والأفكار التي تنشأ داخل أو في باطن الإنسان. وأرسطو يرى أن المهمة الأساسية للعقل هي ترقيق العواطف النابعة من القلب الذي اعتبره موطن الروح، ولأسباب مماثلة كان المحنطون من المصريين القدماء يتأكدون من ترك القلب في الصدر ويكتفون بإزالة «حواشي الجمجمة» من الرأس. ساعد ويليام جيمس مؤسس علم النفس الحديث في تشكيل هذه الأفكار بالقرن التاسع عشر، باقتراحه أن العواطف هي دورة مستمرة جيئة وذهابًا بين الجسم والعقل. أول عملية لزرع القلب البشري سنة 1967 في أفريقيا الجنوبية على يد كريستيان برنارد Christiaan Barnard، وأُجريتْ أول عملية لزرع القلب الصناعي سنة 1969 في أمريكا على يد دنتون كولي Denton Colley، ومنذ ذلك الحين أُجريتْ هذه العمليات لآلاف من البشر، ومنذ أن بدأت عمليات زراعة القلب البشري وازدهارها، والكثير من التساؤلات تتردد بعد ملاحظات جوهرية لاحظها العلماء وأهمها: 1 - هل القلب مجرد آلة تتحكم فيها ميكانيزمات كِمِيَّة؟ أَمْ أَنَّ القلب يتعدى هذه الحقيقة ليدخل في مجال أعمق. 2 - هل حَرَكَةُ القلب ونبضاته تتعدى مُجَرَّدَ كَوْنِهَا دقات عادية؟ أم هي مسلك يُغَذِّي العقل ويَمُدُّهُ بالمعلومات وَيُوّجِّهُهَ نحو الفهم والإدراك؟ القلب صار يُنظر إليه حديثًا أنه ليس مجرد عضلة تضخ الدم، بل له دور في التوجيه والتأثير في الدماغ. يستند في ذلك إلى ملاحظات علمية حول التغيرات النفسية التي تحدث لبعض المرضى بعد زراعة القلب، حيث يلاحظون تغيرات في المشاعر والميول وحتى المعتقدات، ما يشير إلى أن القلب قد يحمل معلومات تؤثر في الشخصية. في دراسة نشرت في مجلة «ميديكال هايبوثيسيس عام 2020 لميتشل بي ليستر ودراسة في مجلة The Journal of Science and Healing ودراسة في مجلة المصدر: The Journal of Heart and Lung Transplantation ودراسة في مجلة Psychology of Research وغيرها الكثير ذهبت إلى أن هناك تغييرات في الشخصية بعد زراعة القلب قد تحدث، والتي تم الإبلاغ عنها منذ عقود: في التفضيلات.والتغيرات في المشاعر والمزاج وذكريات من حياة المتبرع. وقالت الدراسات إنه يُفترض أن اكتساب خصائص شخصية المتبرع من قبل المزروع له القلب يحدث عن طريق نقل الذاكرة الخلوية، وتشمل أنواعًا من الذاكرة الخلوية والذاكرة اللاجينية، وذاكرة الحمض النووي، وذاكرة الحمض النووي الريبي، وذاكرة البروتين. كما توجد احتمالات أخرى مثل نقل الذاكرة عبر الذاكرة العصبية داخل القلب والذاكرة النشطة . كما يتجه الباحثون إلى التركيز على أربع طرق لها علاقة بذلك. 1 - ذاكرة الخلايا: ثمة اعتقاد بأن خلايا الفرد قد تكون قادرة على تشكيل نوع من الذكريات. انطلاقًا من ذلك، مع إدخال خلايا جديدة قد تنقل معها ذكريات جديدة أيضًا. لكن يُطرح سؤال أيضًا عن إمكانية تفسير ذلك بحدوث اضطرابات في الروابط بين الخلايا المستزرعة وخلايا أخرى في الجسم تملك «ذاكرة» أيضًا. 2 - التغيّرات اللاجينية «إيبِجيناتكس»: يشير مصطلح «إيبجيناتكس» إلى عوامل في البيئة المحيطة بالخلايا أو الجسم بأكمله، تؤثر في طريقة عمل الجينات من دون أن تؤثر في تركيبتها. وثمة من يقترح أن زرع عضو في الجسم قد يحفّز تلك التغيّرات اللاجينية. 3 - التفاعلات المرتبطة بالطاقة: تعتمد هذه الفكرة على وجود شبكة كهربائية في القلب من المعتقد أنها تحرّك أيضًا حقلًا مغناطيسيًا حولها. ولربما أثر ذلك الحقل في عمليات تبادل الطاقة بين مختلف خلايا الجسم وأنسجته وأعضائه. 4 - القلب له دماغ صغير: تبين أن في القلب خلايا عصبية متشابكة لها برامج خاصة للذاكرة تخزن فيها جميع الأحداث التي تمر بالإنسان، وترسل البرامج هذه الذاكرة للدماغ ليعالجها.. لكن هل من الممكن أن تخزن الذكريات والمشاعر؟ ثمة دراسة ظهرت قبل فترة أشارت إلى وجود أدلة عن «ذاكرة» مباشرة للقلب، وربما أعضاء أخرى كالكلى والكبد، والإثباتات تتزايد وتؤكد أن زرع القلب قد يؤدي إلى انتقال ذكريات وسمات معينة في الشخصية من الواهب إلى المتلقي، كما أن الثابت علميا أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور. والقلب ينشأ قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئا غريبا أثناء عمليات زرع القلب، فعندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه الأمر بالنبض، وفي المقابل فإن هناك بعض الآراء والتي صدرت من علماء وجراحي قلب ومنهم بعض أطبائنا في المملكة، يعزون التغيرات إلى حالة المريض النفسية قبل وبعد العملية، إضافة إلى تأثير الأدوية المكثفة التي يتلقاها المريض بعد الزرع. ولكن في المقابل لا نجد أصحاب هذا الرأي يستندون إلى دراسات وأبحاث علمية موثقة، وإنما جاءت آراؤهم نتيجة لاجتهادات شخصية في معظمها. ولنأتي الآن إلى الحقائق المذهلة التي جاءت في القرآن الكريم التي ذُكر فيها القلب في أكثر من 132 موضعًا والسنة النبوية، وكل هذا قبل أكثر من 14 قرنًا. فقد أكد القرآن الكريم في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة، فعندما يتحدث العلماء اليوم عن دماغ موجود في القلب كما أسلفنا يتألف من 40000 خلية عصبية أي أن ما نسميه «العقل» موجود في مركز القلب، وهو الذي يوجه الدماغ لأداء مهامه. ولذلك جعل الله القلب وسيلة نعقل بها، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور). كما يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا). ويؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعا للمعلومات والأحداث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك أكد الله أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور). ويؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، ولذلك ربط القرآن بين القلب والسمع فقال تعالى: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ). كما يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخرًا، ولذلك للقلب دور مهم في العلم والتعلم لأنه يؤثر في خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك ربط القرآن ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ). وتؤكد التجارب الجديدة أن مركز الكذب في منطقة الناصية بأعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية. وهكذا فالإنسان عندما يكذب بلسانه، يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى: (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ). فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ). وقد سبق النبي - عليه الصلاة والسلام - علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل جعل للقلب دورًا مركزيًا، فإذا صلح القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث تضطرب جميع أنظمة الجسم، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب). وفي الحديث النبوي الشريف يقول عليه السلام (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء). ويقول عليه الصلاة السلام في الحديث القدسي «يقول الله تعالى: إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا». ومن هذا نستدل أن الله أَخرجنا من بطُون أمَّهاتنا لا نعلَم شيئا، ولَكن سلَامة الْقلْب وقبوله وإِرادتهُ للحق: الذي هو الْإِسلام بحيث لو ترك من غير مغيّر، لما كان إلا مسلما فالقلب عند الولادة يكون مكتمل النمو عكس الدماغ والذي يأخذ عدة سنوات حتى يكتمل. وختامًا هناك أكثر من سؤال يطرح نفسه بعدما ذكر آنفا: 1 - هل لو زرع الإنسان المسلم قلبا بشريا وحدثت له تغيرات حقيقية من نواحي قد تؤثر في معتقداته الدينية وسلوكياته الأخلاقية وعلاقاته الأُسرية والاجتماعية، فماذا سيكون التقييم والحكم من الناحية الشرعية والرسمية؟ 2 - ما هو الحكم الشرعي تجاه زراعة قلب الحيوان للإنسان المسلم، ونحن نعلم أنها قد بدأت بالفعل ونجحت إلى حد ما مع قلب الخنزير، ولا أحد يستطيع القول حتى الآن. ما الأعراض والمتغيرات التي قد تصاحب المُتبرع له لحداثتها؟.. وهنا لا أجد أحدا أنسب ولا أكثر قدرة من هيئة كبار العلماء ودار الإفتاء للإجابة عن هذه التساؤلات المهمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store