أحدث الأخبار مع #UCSF


البوابة
منذ 4 أيام
- صحة
- البوابة
باحثون يحققون إنجازًا علميًا.. رجل مشلول يتحكم بذراع روبوتية باستخدام أفكاره
في تقدم علمي ملحوظ، تمكن فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو (UCSF)، من تطوير نظام يتيح لرجل مصاب بالشلل الرباعي التحكم بذراع روبوتية من خلال إشارات دماغه فقط. هذا النظام، الذي يجمع بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية، يُظهر إمكانيات واعدة في مجال إعادة التأهيل العصبي، ويعتمد النظام على واجهة دماغ-حاسوب (BCI) مزودة بخوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على تفسير الإشارات العصبية وتحويلها إلى أوامر حركية. ووفقا لـ sciencealert ما يميز هذا الابتكار هو قدرته على التكيف مع التغيرات الطفيفة في نشاط الدماغ، مما يسمح للمستخدم بالتحكم في الذراع الروبوتية بدقة واستمرارية دون الحاجة إلى إعادة ضبط متكررة، وخلال فترة التجربة التي استمرت سبعة أشهر، استطاع المشارك تنفيذ مهام يومية مثل الإمساك بالأشياء وتحريكها وإفلاتها، وذلك بمجرد تخيل الحركات المطلوبة، وهذا الإنجاز يُعد خطوة مهمة نحو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية من استعادة بعض قدراتهم الوظيفية. نشرت الدراسة في مجلة 'Cell'، وتؤكد على أهمية الدمج بين التعلم البشري والذكاء الاصطناعي لتحقيق وظائف متقدمة تشبه الوظائف العصبية الطبيعية، كما أشار الباحثون إلى أن هذه التقنية قد تُستخدم مستقبلاً في تطوير أدوات مساعدة أخرى، مثل الأطراف الصناعية المتقدمة أو أجهزة التواصل لذوي الإعاقات، وعلى الرغم من التحديات المتعلقة بتكلفة وتعقيد هذه التكنولوجيا، فإن هذا الابتكار يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين جودة حياة الأشخاص المصابين بالشلل، ويعزز الأمل في تطوير حلول علاجية وتقنية أكثر فعالية في المستقبل.


الشرق الأوسط
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- الشرق الأوسط
ما فوائد «الفطر السحري» لمرضى باركنسون؟
مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بمرض باركنسون حول العالم، يتواصل البحث عن علاجات لمكافحة آثار المرض، وقد حدد الباحثون مصدراً غير متوقع لعلاج هذا المرض الشهير. وفقاً لدراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو (UCSF) الأميركية، وُجد أن السيلوسيبين، وهو مركب مهلوس موجود في بعض أنواع الفطر، يُحسّن المزاج والإدراك والأعراض الحركية لدى مرضى باركنسون. وقد ثبت سابقاً أن هذه المادة، التي يُشار إليها غالباً باسم «الفطر السحري»، تُخفف الاكتئاب والقلق؛ ما دفع الباحثين إلى استكشاف إمكاناتها لعلاج مرض باركنسون، وفقاً لما ذكرته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية. يعاني الأشخاص المصابون اضطراب الحركة العصبية غالباً من «اختلال مزاجي منهك»، ولا يستجيبون بشكل جيد لمضادات الاكتئاب التقليدية، وفقاً لبيان صحافي صادر عن جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. وقالت الدكتورة إيلين برادلي، الباحثة الرئيسة في الدراسة والأستاذة المساعدة والمديرة المشاركة لبرنامج أبحاث المواد المخدرة الانتقالية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في البيان الصحافي: «لا يدرك الكثيرون هذا، لكن أعراض المزاج لدى مرضى باركنسون ترتبط بتدهور جسدي أسرع». وأضافت: «وهي في الواقع مؤشر أقوى على جودة حياة مرضى باركنسون مقارنةً بأعراضهم الحركية». هو حالة تنكس عصبي تظهر تدريجياً بالتصلب والرعشة وبطء الحركة. ويأتي في المرتبة الثانية بعد مرض ألزهايمر من حيث الانتشار. وتعود أعراض المرض إلى موت الخلايا العصبية المهمة في منطقة قريبة من جذع الدماغ، التي تشارك بشكل غير مباشر في التحكم الحركي الدقيق. شملت الدراسة الصغيرة 12 شخصاً مصابين بمرض باركنسون بدرجات خفيفة إلى متوسطة. تراوحت أعمارهم بين 40 و75 عاماً. وكان جميعهم يعانون الاكتئاب أو القلق. تلقى جميعهم جرعة 10 ملغ من السيلوسيبين، ثم جرعة 25 ملغ بعد أسبوعين. ولقياس الآثار، التقى المشاركون معالجاً نفسياً مرخصاً قبل تلقي الدواء وبعده. أفاد المرضى بـ«تحسنات سريرية ملحوظة»، ليس فقط في المزاج والإدراك، بل أيضاً في الوظائف الحركية، وذلك خلال المتابعة الأسبوعية والشهرية طوال فترة الدراسة. وقالت برادلي: «هذه النتائج مُشجعة للغاية. فقد تحسّن الاكتئاب والقلق اللذين يُضعفان الكثير من مرضى باركنسون، بشكل ملحوظ واستمر هذا التحسن لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد تناول المرضى للدواء». وأشار أمير إنامدار، طبيب صيدلاني في المملكة المتحدة وكبير المسؤولين الطبيين في شركة «سايبِن»، إلى أن التحسن في الأعراض الحركية كان مفاجئاً بعض الشيء. وكما أشار الباحثون، قد يُعزى ذلك إلى تعديل الدوبامين من خلال تأثير السيلوسيبين على أنواع مُختلفة من مُستقبلات السيروتونين. وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للسيلوسيبين هي القلق والغثيان والصداع وارتفاع ضغط الدم، ولكن لم تكن أي منها خطيرة بما يكفي لتتطلب رعاية طبية، وفقاً للباحثين. كانت هذه أول دراسة تقيس آثار مادة مهلوسة على مرضى يعانون مرضاً تنكسياً عصبياً، وفقاً لـUSCF. في حين أن هذه الدراسة كانت «خطوة أولى مهمة»، أشارت برادلي إلى أن الباحثين لا يستطيعون استخلاص استنتاجات منها؛ لأنها كانت تجربة تجريبية صغيرة من دون مجموعة ضابطة. وأضافت: «لقد بدأنا الآن تجربة أكبر بكثير مصممة لاختبار فاعلية السيلوسيبين في علاج مرض باركنسون بدقة، حيث نجمع أيضاً بيانات بيولوجية متعددة الوسائط لفهم آلية عمل السيلوسيبين. وهذا أمر بالغ الأهمية ليس فقط لتحسين علاجات السيلوسيبين، بل أيضاً لتوجيه تطوير الجيل التالي من الأدوية المخدرة التي يجري تطويرها حالياً، والتي قد تكون واعدة لمرضى باركنسون». لا تزال برادلي توصي مرضى باركنسون بالتعامل مع السيلوسيبين الموجود في الفطر السحري وغيره من الأدوية المخدرة «بحذر شديد». وأوضحت قائلةً: «لا أنصح مرضاي المصابين بمرض باركنسون بالبدء في استخدام السيلوسيبين. ما زلنا في مرحلة مبكرة جداً من هذا البحث، ولا نعتقد أن هذه الأدوية ستكون آمنة لجميع المصابين بهذا المرض». من جانبه، أكد إنامدار أن النتائج، وإن كانت مشجعة، إلا أن الدراسة استندت إلى عينة صغيرة ومحدودة. وأضاف: «كانت الدراسة مفتوحة المصدر أيضاً؛ ما يُتيح تأثيرات أعلى على التوقعات، مع أن التحسن في أعراض المزاج والقلق استمر بعد ثلاثة أشهر». «بشكل عام، تستدعي النتائج المشجعة للغاية مزيداً من البحث، لا سيما في محاولة فهم آلية التحسن في الأعراض الحركية».


صحيفة الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- صحيفة الخليج
أبحاث «التصلب اللويحي» تمنح أمريكياً وإيطالياً «أوسكار العلوم»
حصل طبيب الأعصاب الأمريكي ستيفن هاوزر، وخبير الأوبئة الإيطالي ألبرتو أسكيريو، السبت، على جائزة «بريكثرو»، وهي بمثابة «أوسكار العلوم»، عن أبحاثهما في شأن التصلب المتعدد (التصلب اللويحي)، وهو مرض تنكسي عصبي يصيب نحو 3 ملايين شخص في العالم. وأحدثت الدراسات التي أجراها كل من هاوزر وأشيريو طوال عقود تطوراً ثورياً في ما يتعلق بهذا المرض المناعي الذاتي الذي اعتبر لزمن طويل لغزاً. وتمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض وتوفير معطيات جديدة عنه؛ إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له من بدايته، فاتحاً الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس. ويروي ستيفن هاوزر لوكالة «فرانس برس» أن القصة بدأت قبل أكثر من 45 عاماً باللقاء مع مريضة تدعى أندريا، «وهي امرأة شابة موهوبة جداً، كانت محامية تعمل في البيت الأبيض». إلاّ أن «مرض التصلب المتعدد ظهر لديها بشكل مفاجئ ودمّر حياتها وأنها لم تكن قادرة على الكلام، مشلولة في جانبها الأيمن، لا تستطيع البلع، وكانت ستفقد قريباً القدرة على التنفس من دون مساعدة». وما كان من الطبيب الذي كان يبلغ وقتها السابعة والعشرين، إلاّ أن قرّر أن يكرس حياته لهذا المرض. ويضيف الباحث البالغ حالياً الرابعة والسبعين ويتولى إدارة معهد علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو (UCSF)، «في ذلك الوقت، لم يكن لدينا علاج لمرض التصلب المتعدد، وكان التشاؤم سائداً في شأن إمكان التوصل إلى واحد». وكان المعروف حينها أن هذا المرض الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات حركية وإدراكية معوقة، ناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي. لكن العلماء كانوا يعتقدون أن الخلايا اللمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، هي السبب الوحيد للإصابة به. وأعاد ستيفن هاوزر النظر في هذه الفرضية، ومن خلال إجراء أبحاث مع زملائه على قرود المارموسيت (قرود القشة)، تمكّن من إعادة إنتاج آفات عصبية مطابقة لتلك التي تُسجَّل لدى البشر، وذلك بفضل فكرة أحد زملائه لدراسة دور الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء. غير أن الهيئة الأمريكية المسؤولة عن الأبحاث الطبية أجابت الباحثين بأن هذا الاستنتاج «غير محتمل بيولوجياً»، ورفضت طلبهم الحصول على تمويل للتجارب السريرية. مع ذلك، تمكّن ستيفن هاوزر وفريقه المقتنعون بفكرتهم، من تحقيقها بفضل دعم شركة «جينينتيك» لصناعة الأدوية. وفي صيف عام 2006، ظهرت النتائج، وتبيّن أن الأدوية التي أعطيت للمرضى واستهدفت الخلايا الليمفاوية البائية أدّت إلى «انخفاض مذهل بأكثر من 90 في المئة في الالتهاب الدماغي». وفتح هذا التطوّر الثوري الطريق لإنتاج أدوية تبطئ تقدّم المرض لدى الكثير من المرضى، لكنه أثار أيضاً أسئلة كثيرة أخرى، من بينها آلية عمل خلايا الدم البيضاء ضد الجسم. وكان هذا السؤال محور أبحاث الدكتور ألبرتو أسكيريو الذي أصبح اليوم أستاذاً في جامعة هارفارد، وأجرى أبحاثاً في شأن تفشي حالات التصلب المتعدد في النصف الشمالي للكرة الأرضية. ويشرح أسكيريو لـ «فرانس برس» أن «التوزيع الجغرافي لحالات التصلب المتعدد لافت جداً»، ملاحظاً أن المرض «نادر جداً في البلدان الاستوائية وتلك القريبة من خط الاستواء». وفي سعيه إلى معرفة أسباب هذا التفاوت، طرح الباحث الإيطالي احتمال وجود فيروس وراء المرض، وهي نظرية ثبتت صحتها لاحقاً. وبعد متابعته وفريقه لأكثر من 20 عاماً ملايين الشباب الذين التحقوا بالجيش الأمريكي، أكدوا عام 2022 الارتباط بين التصلب المتعدد وفيروس إبستين بار الشائع والمسؤول عن مرض آخر معروف هو التهاب الغدة النكفية المعدي. ويوضح ألبرتو أسكيريو (72 عاماً) أن «معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس إبستين بار لن يصابوا أبداً بالتصلب المتعدد، إلا أن المرض يحدث فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس أولاً». وبالتالي، فإن الإصابة بالفيروس شرط ضروري لكنها لا تفسر وحدها ظهور المرض. ويحيي هذا الاكتشاف الآمال في ابتكار أدوية جديدة وسبل للوقاية من المرض، علماً أن علاج التصلب المتعدد لا يزال غير ممكن، والأدوية التي تُبطئ تقدمه ليست فاعلة لدى جميع المصابين. ومن شأن هذا التقدم أن يفيد أيضاً أمراضاً أخرى. ويقول ألبرتو أسكيريو: «نحاول توسيع نطاق بحثنا لدراسة دور العدوى الفيروسية في أمراض عصبية تنكسية أخرى، كمرض الزهايمر أو التصلب الجانبي الضموري (المعروف بداء لو غيريغ)». ومع أن هذا الرابط لا يزال نظرياً، ثمة «عناصر» تبيّن وجوده.


وهج الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- وهج الخليج
"أوسكار العلوم" لأميركي وإيطالي عن أبحاث التصلب المتعدد
وهج الخليج – وكالات حصل طبيب الأعصاب الأمريكي ستيفن هاوزر وخبير الأوبئة الإيطالي ألبرتو أسكيريو السبت على جائزة 'بريكثرو' Breakthrough Prize، وهي بمثابة 'أوسكار العلوم'، عن أبحاثهما في شأن التصلب المتعدد (التصلب اللويحي)، وهو مرض تنكسي عصبي يطال نحو ثلاثة ملايين شخص في العالم. وأحدثت الدراسات التي أجراها كل من هاوزر وأشيريو طوال عقود تطورا ثوريا في ما يتعلق بهذا المرض المناعي الذاتي الذي اعتبر لزمن طويل لغزا. وتمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض وتوفير معطيات جديدة عنه، إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له من بدايته، فاتحا الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس. ويروي هاوزر في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن القصة بدأت قبل أكثر من 45 عاما باللقاء مع مريضة تدعى أندريا، 'وهي امرأة شابة موهوبة جدا، كانت محامية تعمل في البيت الأبيض'. إلاّ أن 'مرض التصلب المتعدد ظهر لديها بشكل مفاجئ ودمّر حياتها'، بحسب هاوزر الذي يتذكّر أنها 'لم تكن قادرة على الكلام، مشلولة في جانبها الأيمن، لا تستطيع البلع، وكانت ستفقد قريبا القدرة على التنفس من دون مساعدة'. وشعر الأميركي بأنه 'الأمر الأكثر ظلما' الذي صادفه في مجال الطب. وما كان من الطبيب الذي كان يبلغ وقتها السابعة والعشرين، إلاّ أن قرر أن يكرس حياته لهذا المرض. ـ 'غير محتمل بيولوجيا' ويضيف الباحث البالغ حاليا الرابعة السبعين ويتولى إدارة معهد علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو (UCSF) 'في ذلك الوقت، لم يكن لدينا علاج لمرض التصلب المتعدد، وكان التشاؤم سائدا في شأن إمكان التوصل إلى واحد'. وكان المعروف حينها أن هذا المرض الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات حركية وإدراكية معوقة، ناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي. لكن العلماء كانوا يعتقدون أن الخلايا اللمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، هي السبب الوحيد للإصابة به. لكنّ هاوزر أعاد النظر في هذه الفرضية. ومن خلال إجراء أبحاث مع زملائه على قرود المارموسيت (قرود القشة)، تمكن من إعادة إنتاج آفات عصبية مطابقة لتلك التي تُسجَّل لدى البشر، وذلك بفضل فكرة أحد زملائه لدراسة دور الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء. غير إن الهيئة الأميركية المسؤولة عن الأبحاث الطبية أجابت الباحثين بأن هذا الاستنتاج 'غير محتمل بيولوجيا'، ورفضت طلبهم الحصول على تمويل للتجارب السريرية. مع ذلك، تمكّن هاوزر وفريقه المقتنعون بفكرتهم، من تحقيقها بفضل دعم شركة 'جينينتيك' لصناعة الأدوية. وفي صيف عام 2006، ظهرت النتائج، وتبيّن أن الأدوية التي أعطيت للمرضى واستهدفت الخلايا الليمفاوية البائية أدّت إلى 'انخفاض مذهل بأكثر من 90 في المئة في الالتهاب الدماغي'. وفتح هذا التطوّر الثوري الطريق لإنتاج أدوية تبطئ تقدّم المرض لدى الكثير من المرضى، لكنه أثار أيضا أسئلة كثيرة أخرى، من بينها آلية عمل خلايا الدم البيضاء ضد الجسم. – مرض النصف الشمالي للكرة الأرضية كان هذا السؤال محور أبحاث الدكتور ألبرتو أسكيريو الذي أصبح اليوم أستاذا في جامعة هارفارد، وأجرى أبحاثا في شأن تفشي حالات التصلب المتعدد في النصف الشمالي للكرة الأرضية. ويشرح أسكيريو لفرانس برس أن 'التوزيع الجغرافي لحالات التصلب المتعدد لافت جدا'، ملاحظا أن المرض 'نادر جدا في البلدان الاستوائية وتلك القريبة من خط الاستواء'. وفي سعيه إلى معرفة أسباب هذا التفاوت، طرح الباحث الإيطالي احتمال وجود فيروس وراء المرض، وهي نظرية ثبتت صحتها لاحقا. فبعد متابعته وفريقه لأكثر من 20 عاما ملايين الشباب الذين التحقوا بالجيش الأميركي، أكدوا عام 2022 الارتباط بين التصلب المتعدد وفيروس إبستين بار الشائع والمسؤول عن مرض آخر معروف هو التهاب الغدة النكفية المعدي. ويوضح أسكيريو (72 عاما) أن 'معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس إبستين بار لن يصابوا أبدا بالتصلب المتعدد (…) إلا أن المرض يحدث فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس أولا'. وبالتالي، فإن الإصابة بالفيروس شرط ضروري لكنها لا تفسر وحدها ظهور المرض. ويحيي هذا الاكتشاف الآمال في ابتكار أدوية جديدة وسبل للوقاية من المرض، علما أن علاج التصلب المتعدد لا يزال غير ممكن، والأدوية التي تُبطئ تقدمه ليست فاعلة لدى جميع المصابين. ومن شأن هذا التقدم أن يفيد أيضا أمراضا أخرى. ويقول أسكيريو 'نحاول الآن توسيع نطاق بحثنا لدراسة دور العدوى الفيروسية في أمراض عصبية تنكسية أخرى، كمرض الزهايمر أو التصلب الجانبي الضموري (المعروف بداء لو غيريغ)'. ومع أن هذا الرابط لا يزال نظريا، ثمة 'عناصر' تبيّن وجوده، بحسب ما يؤكد. مقالات ذات صلة


وهج الخليج
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- وهج الخليج
'أوسكار العلوم' لأميركي وإيطالي عن أبحاث التصلب المتعدد
وهج الخليج – وكالات حصل طبيب الأعصاب الأمريكي ستيفن هاوزر وخبير الأوبئة الإيطالي ألبرتو أسكيريو السبت على جائزة 'بريكثرو' Breakthrough Prize، وهي بمثابة 'أوسكار العلوم'، عن أبحاثهما في شأن التصلب المتعدد (التصلب اللويحي)، وهو مرض تنكسي عصبي يطال نحو ثلاثة ملايين شخص في العالم. وأحدثت الدراسات التي أجراها كل من هاوزر وأشيريو طوال عقود تطورا ثوريا في ما يتعلق بهذا المرض المناعي الذاتي الذي اعتبر لزمن طويل لغزا. وتمكّنا من توسيع المعرفة بهذا المرض وتوفير معطيات جديدة عنه، إذ أضاء أحدهما على المقاومة المناعية له من بدايته، فاتحا الطريق أمام علاجات، فيما بيّن الآخر ارتباط المرض بفيروس. ويروي هاوزر في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن القصة بدأت قبل أكثر من 45 عاما باللقاء مع مريضة تدعى أندريا، 'وهي امرأة شابة موهوبة جدا، كانت محامية تعمل في البيت الأبيض'. إلاّ أن 'مرض التصلب المتعدد ظهر لديها بشكل مفاجئ ودمّر حياتها'، بحسب هاوزر الذي يتذكّر أنها 'لم تكن قادرة على الكلام، مشلولة في جانبها الأيمن، لا تستطيع البلع، وكانت ستفقد قريبا القدرة على التنفس من دون مساعدة'. وشعر الأميركي بأنه 'الأمر الأكثر ظلما' الذي صادفه في مجال الطب. وما كان من الطبيب الذي كان يبلغ وقتها السابعة والعشرين، إلاّ أن قرر أن يكرس حياته لهذا المرض. ـ 'غير محتمل بيولوجيا' ويضيف الباحث البالغ حاليا الرابعة السبعين ويتولى إدارة معهد علوم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو (UCSF) 'في ذلك الوقت، لم يكن لدينا علاج لمرض التصلب المتعدد، وكان التشاؤم سائدا في شأن إمكان التوصل إلى واحد'. وكان المعروف حينها أن هذا المرض الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب اضطرابات حركية وإدراكية معوقة، ناجم عن فرط نشاط الجهاز المناعي. لكن العلماء كانوا يعتقدون أن الخلايا اللمفاوية التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، هي السبب الوحيد للإصابة به. لكنّ هاوزر أعاد النظر في هذه الفرضية. ومن خلال إجراء أبحاث مع زملائه على قرود المارموسيت (قرود القشة)، تمكن من إعادة إنتاج آفات عصبية مطابقة لتلك التي تُسجَّل لدى البشر، وذلك بفضل فكرة أحد زملائه لدراسة دور الخلايا اللمفاوية البائية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء. غير إن الهيئة الأميركية المسؤولة عن الأبحاث الطبية أجابت الباحثين بأن هذا الاستنتاج 'غير محتمل بيولوجيا'، ورفضت طلبهم الحصول على تمويل للتجارب السريرية. مع ذلك، تمكّن هاوزر وفريقه المقتنعون بفكرتهم، من تحقيقها بفضل دعم شركة 'جينينتيك' لصناعة الأدوية. وفي صيف عام 2006، ظهرت النتائج، وتبيّن أن الأدوية التي أعطيت للمرضى واستهدفت الخلايا الليمفاوية البائية أدّت إلى 'انخفاض مذهل بأكثر من 90 في المئة في الالتهاب الدماغي'. وفتح هذا التطوّر الثوري الطريق لإنتاج أدوية تبطئ تقدّم المرض لدى الكثير من المرضى، لكنه أثار أيضا أسئلة كثيرة أخرى، من بينها آلية عمل خلايا الدم البيضاء ضد الجسم. – مرض النصف الشمالي للكرة الأرضية كان هذا السؤال محور أبحاث الدكتور ألبرتو أسكيريو الذي أصبح اليوم أستاذا في جامعة هارفارد، وأجرى أبحاثا في شأن تفشي حالات التصلب المتعدد في النصف الشمالي للكرة الأرضية. ويشرح أسكيريو لفرانس برس أن 'التوزيع الجغرافي لحالات التصلب المتعدد لافت جدا'، ملاحظا أن المرض 'نادر جدا في البلدان الاستوائية وتلك القريبة من خط الاستواء'. وفي سعيه إلى معرفة أسباب هذا التفاوت، طرح الباحث الإيطالي احتمال وجود فيروس وراء المرض، وهي نظرية ثبتت صحتها لاحقا. فبعد متابعته وفريقه لأكثر من 20 عاما ملايين الشباب الذين التحقوا بالجيش الأميركي، أكدوا عام 2022 الارتباط بين التصلب المتعدد وفيروس إبستين بار الشائع والمسؤول عن مرض آخر معروف هو التهاب الغدة النكفية المعدي. ويوضح أسكيريو (72 عاما) أن 'معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس إبستين بار لن يصابوا أبدا بالتصلب المتعدد (…) إلا أن المرض يحدث فقط لدى الأفراد الذين أصيبوا بالفيروس أولا'. وبالتالي، فإن الإصابة بالفيروس شرط ضروري لكنها لا تفسر وحدها ظهور المرض. ويحيي هذا الاكتشاف الآمال في ابتكار أدوية جديدة وسبل للوقاية من المرض، علما أن علاج التصلب المتعدد لا يزال غير ممكن، والأدوية التي تُبطئ تقدمه ليست فاعلة لدى جميع المصابين. ومن شأن هذا التقدم أن يفيد أيضا أمراضا أخرى. ويقول أسكيريو 'نحاول الآن توسيع نطاق بحثنا لدراسة دور العدوى الفيروسية في أمراض عصبية تنكسية أخرى، كمرض الزهايمر أو التصلب الجانبي الضموري (المعروف بداء لو غيريغ)'. ومع أن هذا الرابط لا يزال نظريا، ثمة 'عناصر' تبيّن وجوده، بحسب ما يؤكد.