logo
ما فوائد «الفطر السحري» لمرضى باركنسون؟

ما فوائد «الفطر السحري» لمرضى باركنسون؟

الشرق الأوسط٠٨-٠٥-٢٠٢٥

مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بمرض باركنسون حول العالم، يتواصل البحث عن علاجات لمكافحة آثار المرض، وقد حدد الباحثون مصدراً غير متوقع لعلاج هذا المرض الشهير.
وفقاً لدراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو (UCSF) الأميركية، وُجد أن السيلوسيبين، وهو مركب مهلوس موجود في بعض أنواع الفطر، يُحسّن المزاج والإدراك والأعراض الحركية لدى مرضى باركنسون.
وقد ثبت سابقاً أن هذه المادة، التي يُشار إليها غالباً باسم «الفطر السحري»، تُخفف الاكتئاب والقلق؛ ما دفع الباحثين إلى استكشاف إمكاناتها لعلاج مرض باركنسون، وفقاً لما ذكرته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.
يعاني الأشخاص المصابون اضطراب الحركة العصبية غالباً من «اختلال مزاجي منهك»، ولا يستجيبون بشكل جيد لمضادات الاكتئاب التقليدية، وفقاً لبيان صحافي صادر عن جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.
وقالت الدكتورة إيلين برادلي، الباحثة الرئيسة في الدراسة والأستاذة المساعدة والمديرة المشاركة لبرنامج أبحاث المواد المخدرة الانتقالية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في البيان الصحافي: «لا يدرك الكثيرون هذا، لكن أعراض المزاج لدى مرضى باركنسون ترتبط بتدهور جسدي أسرع».
وأضافت: «وهي في الواقع مؤشر أقوى على جودة حياة مرضى باركنسون مقارنةً بأعراضهم الحركية».
هو حالة تنكس عصبي تظهر تدريجياً بالتصلب والرعشة وبطء الحركة. ويأتي في المرتبة الثانية بعد مرض ألزهايمر من حيث الانتشار. وتعود أعراض المرض إلى موت الخلايا العصبية المهمة في منطقة قريبة من جذع الدماغ، التي تشارك بشكل غير مباشر في التحكم الحركي الدقيق.
شملت الدراسة الصغيرة 12 شخصاً مصابين بمرض باركنسون بدرجات خفيفة إلى متوسطة. تراوحت أعمارهم بين 40 و75 عاماً. وكان جميعهم يعانون الاكتئاب أو القلق.
تلقى جميعهم جرعة 10 ملغ من السيلوسيبين، ثم جرعة 25 ملغ بعد أسبوعين. ولقياس الآثار، التقى المشاركون معالجاً نفسياً مرخصاً قبل تلقي الدواء وبعده.
أفاد المرضى بـ«تحسنات سريرية ملحوظة»، ليس فقط في المزاج والإدراك، بل أيضاً في الوظائف الحركية، وذلك خلال المتابعة الأسبوعية والشهرية طوال فترة الدراسة.
وقالت برادلي: «هذه النتائج مُشجعة للغاية. فقد تحسّن الاكتئاب والقلق اللذين يُضعفان الكثير من مرضى باركنسون، بشكل ملحوظ واستمر هذا التحسن لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد تناول المرضى للدواء».
وأشار أمير إنامدار، طبيب صيدلاني في المملكة المتحدة وكبير المسؤولين الطبيين في شركة «سايبِن»، إلى أن التحسن في الأعراض الحركية كان مفاجئاً بعض الشيء.
وكما أشار الباحثون، قد يُعزى ذلك إلى تعديل الدوبامين من خلال تأثير السيلوسيبين على أنواع مُختلفة من مُستقبلات السيروتونين.
وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للسيلوسيبين هي القلق والغثيان والصداع وارتفاع ضغط الدم، ولكن لم تكن أي منها خطيرة بما يكفي لتتطلب رعاية طبية، وفقاً للباحثين.
كانت هذه أول دراسة تقيس آثار مادة مهلوسة على مرضى يعانون مرضاً تنكسياً عصبياً، وفقاً لـUSCF.
في حين أن هذه الدراسة كانت «خطوة أولى مهمة»، أشارت برادلي إلى أن الباحثين لا يستطيعون استخلاص استنتاجات منها؛ لأنها كانت تجربة تجريبية صغيرة من دون مجموعة ضابطة.
وأضافت: «لقد بدأنا الآن تجربة أكبر بكثير مصممة لاختبار فاعلية السيلوسيبين في علاج مرض باركنسون بدقة، حيث نجمع أيضاً بيانات بيولوجية متعددة الوسائط لفهم آلية عمل السيلوسيبين. وهذا أمر بالغ الأهمية ليس فقط لتحسين علاجات السيلوسيبين، بل أيضاً لتوجيه تطوير الجيل التالي من الأدوية المخدرة التي يجري تطويرها حالياً، والتي قد تكون واعدة لمرضى باركنسون».
لا تزال برادلي توصي مرضى باركنسون بالتعامل مع السيلوسيبين الموجود في الفطر السحري وغيره من الأدوية المخدرة «بحذر شديد».
وأوضحت قائلةً: «لا أنصح مرضاي المصابين بمرض باركنسون بالبدء في استخدام السيلوسيبين. ما زلنا في مرحلة مبكرة جداً من هذا البحث، ولا نعتقد أن هذه الأدوية ستكون آمنة لجميع المصابين بهذا المرض».
من جانبه، أكد إنامدار أن النتائج، وإن كانت مشجعة، إلا أن الدراسة استندت إلى عينة صغيرة ومحدودة.
وأضاف: «كانت الدراسة مفتوحة المصدر أيضاً؛ ما يُتيح تأثيرات أعلى على التوقعات، مع أن التحسن في أعراض المزاج والقلق استمر بعد ثلاثة أشهر».
«بشكل عام، تستدعي النتائج المشجعة للغاية مزيداً من البحث، لا سيما في محاولة فهم آلية التحسن في الأعراض الحركية».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تلوث الهواء يهدد عظام النساء بعد انقطاع الطمث
تلوث الهواء يهدد عظام النساء بعد انقطاع الطمث

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

تلوث الهواء يهدد عظام النساء بعد انقطاع الطمث

تابعوا عكاظ على كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن التعرض لتلوث الهواء قد يؤدي إلى تراجع كثافة العظام لدى النساء، خصوصاً في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث. أجريت الدراسة على مدار تسع سنوات وشملت 278 امرأة، حيث رُصدت تأثيرات ملوثات مثل أكسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت على صحة العظام. وأظهرت النتائج، أن هذه الملوثات تؤثر سلباً على كثافة معادن معينة داخل العظام في أماكن مختلفة من الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تُعد دعوة للرصد المبكر لأي أضرار تتعرض لها العظام بسبب تلوث الهواء، خصوصاً لدى النساء في هذه المرحلة العمرية. وتُبرز هذه الدراسة أهمية اتخاذ إجراءات للحد من التعرض لتلوث الهواء، بالإضافة إلى تعزيز الوعي حول تأثيراته المحتملة على صحة العظام. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

استمر أكثر من 5 سنوات... تجمع مكة ينهي معاناةَ أربعينية من مرض جلدي مزمن
استمر أكثر من 5 سنوات... تجمع مكة ينهي معاناةَ أربعينية من مرض جلدي مزمن

صحيفة سبق

timeمنذ 9 ساعات

  • صحيفة سبق

استمر أكثر من 5 سنوات... تجمع مكة ينهي معاناةَ أربعينية من مرض جلدي مزمن

أنهى تجمع مكة المكرمة الصحي معاناة مريضة في العقد الرابع من عمرها، كانت تعاني من مرض جلدي مزمن استمر أكثر من خمس سنوات، وذلك من خلال تدخل طبي دقيق وخطة علاجية شاملة مكّنتها بفضل الله من التعافي واستعادة حياتها الطبيعية، بالتعاون بين مستشفى حراء العام ومستشفى الملك عبدالعزيز. وأوضح التجمع أن المريضة كانت تعاني من طفح جلدي شمل الفم وفروة الرأس؛ مما تسبب لها بآلام حادة وحكة مزمنة أثّرت سلبًا على حياتها اليومية، ووصل بها الأمر في بعض الفترات إلى عدم القدرة على تناول الطعام أو الحديث. وأشار إلى أن المريضة راجعت عيادة الجلدية في مستشفى حراء العام بسبب عدم استجابتها للعلاجات السابقة، وخضعت لسلسلة من الفحوصات السريرية والمخبرية الدقيقة، إضافة إلى أخذ خزعة جلدية، كشفت عن إصابتها بمرض "الحزاز الجلدي"، وهو أحد الأمراض الجلدية المزمنة التي قد تؤثر على الجلد والأغشية المخاطية والأظافر وفروة الرأس. وبيّن أنه وُضعت خطة علاجية متكاملة شملت الأدوية الموضعية والفموية، إضافة إلى التنسيق مع مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة لتقديم جلسات علاج ضوئي مكثف، وذلك ضمن بروتوكول علاجي يهدف إلى السيطرة على المرض وتخفيف الأعراض المصاحبة، وبدأت المريضة في تحسنها بشكل تدريجي خلال أقل من أربعة أشهر حتى وصلت إلى مرحلة تعافٍ شبه كامل، مكّنها من العودة إلى ممارسة حياتها اليومية والوظيفية بشكل طبيعي.

تحذير طبي: غسل هذا الجزء "المنسي" من الجسم يوميًّا يحميك من أمراض جلدية
تحذير طبي: غسل هذا الجزء "المنسي" من الجسم يوميًّا يحميك من أمراض جلدية

الرجل

timeمنذ 13 ساعات

  • الرجل

تحذير طبي: غسل هذا الجزء "المنسي" من الجسم يوميًّا يحميك من أمراض جلدية

حذّر الدكتور روجر كابور، اختصاصي الأمراض الجلدية في مركز "بيلويت هيلث سيستم" بولاية ويسكونسن الأميركية، من تجاهل تنظيف منطقة خلف الأذنين خلال الاستحمام، مشيرًا إلى أن هذه العادة المهملة قد تسبب التهابات جلدية خطيرة، ومضاعفات صحية قد تصل إلى الإصابة بتسمم الدم (Sepsis). وفقًا لـ"dailymail". قال الدكتور كابور: "أنصح دائمًا بتنظيف الجلد خلف الأذنين بشكل دقيق، خاصة في الثنيات حيث يلتقي صيوان الأذن بالرأس، لأنها تحبس الأوساخ والزيوت وخلايا الجلد الميت". من التهيج إلى التسمم أوضح كابور أن تراكم البكتيريا في هذه المنطقة قد ينتقل بسهولة إلى الجروح أو ثقوب الأذن، ما قد يؤدي إلى التهابات عميقة قد تنتشر إلى مجرى الدم. وفي حالات نادرة، قد يتطور الأمر إلى حالة تسمم دموي تهدد حياة المصاب نتيجة فشل تدريجي في وظائف الأعضاء. كذلك أشار إلى أن تراكم الأوساخ والزيوت يمكن أن يؤدي إلى التهابات جلدية مزمنة مثل الإكزيما، التي تظهر في شكل بقع متقشرة وحمراء مصحوبة بالحكة، خاصة خلال أشهر الصيف بسبب التعرّق واستخدام واقي الشمس. نصائح وقائية بسيطة وشدّد الطبيب على أن الشامبو وحده غير كافٍ لتنظيف هذه المنطقة، لأن مكوناته لا تبقى وقتًا كافيًا على الجلد. وبدلاً من ذلك، أوصى باستخدام صابون لطيف وتدليك المنطقة بلطف بالأصابع. كما نصح بتنظيف أطراف النظارات بانتظام، كونها تلامس الجلد خلف الأذنين وقد تنقل البكتيريا. يُذكر أن استطلاعًا سابقًا في المملكة المتحدة أظهر أن 49% من الأشخاص لا يغسلون أقدامهم في أثناء الاستحمام، بينما يهمل 60% تنظيف أصابع القدمين، ما يعكس إهمالاً عامًا في العناية بمناطق الجسم الأقل وضوحًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store