logo
#

أحدث الأخبار مع #UEMOA

من بوركينا فاسو إلى قمة التمويل الإفريقي.. إدريسا ناسا قصة نجاح صنعت فارقا
من بوركينا فاسو إلى قمة التمويل الإفريقي.. إدريسا ناسا قصة نجاح صنعت فارقا

العين الإخبارية

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • العين الإخبارية

من بوركينا فاسو إلى قمة التمويل الإفريقي.. إدريسا ناسا قصة نجاح صنعت فارقا

في ظل التحولات العميقة على المستويين الإقليمي والعالمي، لمع نجم رجل الأعمال البوركينابي إدريسا ناسا، كواحد من أبرز الوجوه في القطاع المصرفي بغرب أفريقيا، بعدما حصد لقب "الرئيس التنفيذي للعام" خلال جوائز Africa CEO Forum 2025. هذه الجائزة تنظمها مجموعة "جون أفريك ميديا جروب"، بالشراكة مع مكتب الاستشارات الدولي "مازارس". هذا التتويج لم يكن مفاجئًا، بل تتويجًا لمسيرة ملهمة بدأها ناسا من لا شيء، حين أسس مؤسسة صغيرة للتمويل الصغير في بوركينا فاسو، قبل أن يحولها إلى مجموعة مصرفية إقليمية تُعد اليوم من ركائز النظام المالي في منطقة غرب إفريقيا، بحسب مجلة "جون أفريك" الفرنسية. من مؤسسة محلية إلى مجموعة مصرفية كبرى وتأسست كوريس بنك إنترناشيونال عام 2008، وتمكنت في ظرف سنوات قليلة من ترسيخ وجودها في جميع دول الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا (UEMOA)، أي في ثمانية بلدان، بالإضافة إلى التوسع في كل من غينيا وتشاد والرأس الأخضر. وتُصنف المجموعة اليوم كثالث أكبر مؤسسة مصرفية في منطقة UEMOA بحصة سوقية تقارب 10%. وتحقق هذا الإنجاز في سياق اقتصادي صعب، حيث يواجه القادة تحديات متزايدة مثل تقلبات الأسواق العالمية، عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول الإفريقية، وتحديات التحول الرقمي في قطاع المال. ومع ذلك، تمكن إدريسا ناسا من قيادة كوريس بنك إنترناشيونال بخطى ثابتة نحو النجاح. استحواذات مدروسة وتنوع استراتيجي تميزت السنوات الأخيرة بنشاط كبير للمجموعة على مستوى الاستحواذات والتوسع. فقد استحوذت CBI على 67.8% من أسهم سوسيتيه جنرال في فرعها المحلي بدولة تشاد، وذلك بعد أن أنهت المجموعة أيضًا صفقة الاستحواذ على فرع ستاندرد تشارترد في كوت ديفوار. وعلى الرغم من اعتراض السلطات الكاميرونية على استحواذ CBI على فرع سوسيتيه جنرال هناك، لم يتوقف طموح ناسا، الذي يوجّه أنظاره حاليًا نحو الغابون كوجهة محتملة لتوسيع حضوره في وسط أفريقيا. هذا التوسع لا يقتصر فقط على القطاع المصرفي. إدريسا ناسا، من خلال مجموعة كوريس للاستثمار Coris Investment Group، قاد عملية تنويع استثنائية نحو قطاعي الطاقة والتعدين، ما يعكس رؤية متعددة الأبعاد لبناء تكتل اقتصادي شامل. طموح في قطاع الطاقة والمناجم ودخلت مجموعة كوريس بقوة إلى سوق الطاقة من خلال الاستحواذ على أصول شركة "توتال إنرجي" في قطاع التوزيع النفطي في بوركينا فاسو. وفي مجال التعدين، استحوذت الشركة التابعة لها Nioko Resources على حصة الأغلبية في شركة Hummingbird Resources البريطانية، ما منحها السيطرة على منجم يانفوليلا للذهب في مالي، ومنجم كوروسا في غينيا. بهذا التوسع المتعدد الأوجه، أصبح إدريسا ناسا اليوم أحد الفاعلين الأساسيين في القطاعين المصرفي والصناعي بغرب أفريقيا، جامعًا بين الطموح الريادي والقدرة على اقتناص الفرص في بيئة أفريقية غالبًا ما تكون معقدة ومليئة بالتحديات. الرؤية المستقبلية يمثل فوز إدريسا ناسا بجائزة "الرئيس التنفيذي للسنة" أكثر من مجرد تكريم فردي. إنه اعتراف بنموذج قيادي أفريقي قادر على التحول من مبادرة محلية صغيرة إلى مجموعة مالية وصناعية لها وزنها في القارة. كما يعكس هذا الإنجاز أهمية المبادرات التي تجمع بين الرؤية الاستراتيجية، والقدرة على التنفيذ، والالتزام بالتنمية الاقتصادية المحلية. وبينما تستعد القارة الأفريقية لمواجهة تحديات السنوات المقبلة، مثل الأمن الغذائي والتحول الرقمي والانتقال الطاقي، تبرز شخصيات مثل إدريسا ناسا كرموز ملهمة لمستقبل ريادة الأعمال الأفريقية — مستقبل يتسم بالاستقلالية الاقتصادية والتكامل الإقليمي والطموح العالمي. ووفقاً للمجلة الفرنسية فإن إدريسا ناسا ليس مجرد مصرفي أو مستثمر، بل هو مهندس حقيقي لتحول اقتصادي أفريقي يجمع بين الجرأة والرؤية طويلة المدى. وتأتي جائزة "الرئيس التنفيذي للسنة" لتؤكد أن ريادة الأعمال في أفريقيا لا تزال قادرة على إنتاج قادة استثنائيين قادرين على إحداث التغيير من قلب القارة، وبأدواتها. aXA6IDY0LjQzLjg4LjE1NiA= جزيرة ام اند امز GB

تداعيات انسحاب دول الساحل من إيكواس
تداعيات انسحاب دول الساحل من إيكواس

الجزيرة

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

تداعيات انسحاب دول الساحل من إيكواس

أنشأ العساكر الصاعدون إلى سدة الحكم في كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر هيئة تعاون أمنية فيما بينهم في سبتمبر/أيلول 2023 أطلقوا عليها اسم " تحالف دول الساحل" وذلك ردا على التحرك العسكري الذي قادته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" لمواجهة انقلاب النيجر في يوليو/تموز 2023. وتوسع التحالف الأمني لاحقا إلى اتحاد أكثر تكاملا، يأخذ بعين الاعتبار المسائل الاقتصادية ويعمل على تحسين رفاهية السكان، وصولا إلى إعلان الانسحاب من إيكواس في 28 يناير/كانون الثاني 2024 وتشكيل كونفدرالية ثلاثية، ودخوله حيز التنفيذ في 28 يناير/كانون الثاني الماضي بعد مرور عام على المهلة التي أعلنتها إيكواس للعودة إلى المجموعة. وحول التوترات بين إيكواس ودول التحالف الثلاثي، كتب الأستاذ المساعد في جامعة أفريقيا الفرنسية العربية في باماكو محمد بن مصطفى سنكري ورقة بحثية نشرها مركز الجزيرة للدراسات بعنوان " تداعيات انسحاب تحالف دول الساحل من الإيكواس" ناقش فيها تبعات الانسحاب على دول التحالف الثلاثي ودول إيكواس على حد سواء. النفوذ الغربي على المحك شعر القادة العسكريون في مالي وبوركينا فاسو والنيجر أن طموحات دولهم لم تعد تتماشى مع أهداف إيكواس، خاصة بعد العقوبات التي فرضتها المجموعة على الدول الثلاث وساهمت في تعميق الأزمة الاقتصادية وتراجع الأمن الغذائي، وهو ما مهد الطريق أمام القادة العسكريين لمهاجمة المنظمة والانسحاب منها لاحقا وسط دعم شعبي، بالإضافة إلى ما تراه دول التحالف تماهيا مع المصالح الفرنسية على حساب مصالح الشعوب الأفريقية. إعلان وقال الرئيس البوركينابي إبراهيم تراوري إن تشكل تحالف دول الساحل ناتج عن الحاجة إلى توحيد الموارد التي تعتبر حاسمة في المنطقة المغلقة من الساحل، وانتزاعها من الهيمنة الاستعمارية القديمة، وهو ما يفسر تراجع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا والولايات المتحدة وتعزيز اللغات المحلية في وسائل الإعلام. وعمل التحالف على إبراز فشل العمليات العسكرية الغربية في مكافحة الجماعات المسلحة في منطقة "ليفتاكو غورما" والقضاء على العنف، في حين برزت روسيا التي أرسلت مقاتلين لتأمين المنطقة، كبديل لتغيير الميزان التاريخي للتأثيرات في المنطقة لصالح القوى الناشئة والساعية للتحرر من النفوذ الغربي. عواقب اقتصادية ومحاولات التفاف يقول المحلل الاقتصادي إبراهيم أمادو لوشي إن العواقب الاقتصادية على دول الساحل كبيرة وقد تكون كارثية، نظرا إلى احتمال فرض إيكواس حصارا على حركة الأشخاص والبضائع وزيادة الرسوم الجمركية ورسوم النقل، مما قد يؤدي إلى نقص حاد في السلع والبضائع الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. ويتوقع أن يساهم خروج دول التحالف في تراجع عدد سكان إيكواس بنحو 70 مليون نسمة، مما يعني تراجعا بنحو 7% في الناتج المحلي الإجمالي، كما أن القيود التي من المتوقع فرضها على دول الساحل قد تعود سلبا على دول إيكواس وحتى إلى الدول المجاورة. وفي الآن ذاته قد تستفيد دول الاتحاد من عضويتها المستمرة في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا (UEMOA) مما يتيح لها الاستمرار في الاستفادة من حرية الحركة والتجارة والالتفاف على عقوبات إيكواس، رغم وجود أنباء عن إمكانية اتخاذ قادة دول الساحل قرارا بالانسحاب منه أيضا. وقد يؤدي انسحاب دول الساحل من إيكواس إلى إعاقة تحرك المواطنين الذين اعتادوا التنقل بين الدول الأعضاء بالبطاقة الوطنية للإقامة والعمل، كما قد يصبح من الصعب على الأفراد ممارسة تجارة السلع القادمة من البحر وتلك التي تنتجها دول معينة من أعضاء إيكواس. وفي المقابل، أقرت دول الساحل السماح لمواطني إيكواس بالدخول إلى أراضيها والإقامة فيها دون الحاجة إلى تأشيرة، والسماح بدخول المركبات الخاصة والتجارية ومركبات النقل وفقا للقوانين الوطنية المعمول بها في كل من الدول الثلاث، مع استثناء ما أسمته دول التحالف "المهاجر غير المقبول". كما سمحت دول التحالف باستعمال جوازات سفر إيكواس إلى حين انتهاء صلاحيتها واستبدالها بجواز سفر "تحالف دول الساحل" في وقت اجتمع فيه قادة التحالف في فبراير/شباط 2025 لوضع سياسة تأشيرة موحدة للدول الأعضاء تحت اسم "تأشيرة ليبتاكو" وهو ما يعد خطوة نحو تعزيز التكامل الإقليمي. المستفيد الأكبر رحبت موسكو بقرار إنشاء كونفدرالية دول الساحل وأعلنت نيتها التعاون العسكري والاقتصادي معها، وهو ما يزيد مخاوف منظمة إيكواس من ظهور انقسامات جديدة داخلها بين الدول المعادية للغرب وتلك المنسجمة مع سياساته، وذلك بسب البديل الذي قد تقدمه موسكو للدول التي تبحث عن موازنة النفوذ الغربي. وتقدم روسيا خدماتها الأمنية كعربون صداقة لدول الساحل وسط الاضطرابات المستمرة، فقد وقعت اتفاقيات مع قادة الاتحاد لتدريب الجيوش ونشر قوات شبه عسكرية في المنطقة بالإضافة إلى مشاريع في مجال الطاقة والمبادرات الفضائية، وذلك دون شروط سياسية قاسية بالمقابل. وقد آتت تلك الاتفاقيات ثمارها مبكرا، فقد حصلت دول الساحل على أسلحة لم يكن بإمكانها الحصول عليها مع المحور الفرنسي، وحصلت مالي على سبيل المثال على طائرات حربية ومدرعات وعربات ودبابات ورادارات ومسيرات ورشاشات متطورة وغيرها، وهو ما يجعل التعاون مع روسيا يعلوه شيء من المصداقية والواقعية. وفي المحصلة، يعد انسحاب دول الساحل من مجموعة إيكواس واقعا يعكس تطورا ضروريا في التملص مع النفوذ الغربي الذي يقوده المستعمر الفرنسي السابق على جميع الأصعدة، وهو يعيد رسم التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store