logo
#

أحدث الأخبار مع #«آيريسيرش»،

العمل الحر...
سلاح الصين السرّي في حربها التجارية مع أميركا
العمل الحر...
سلاح الصين السرّي في حربها التجارية مع أميركا

الرأي

timeمنذ يوم واحد

  • أعمال
  • الرأي

العمل الحر... سلاح الصين السرّي في حربها التجارية مع أميركا

في إطار سلسلة مقالات لها حول الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد الصيني حالياً، رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الصين التي كانت في السابق ورشة العالم تواجه حالياً تحديات جمة مع تباطؤ آلة تصديرها تحت وطأة الرسوم الجمركية. وأشار التقرير - الذي ننقله هنا بتصرُّف - إلى أن هذه الرسوم باتت تهدد فرص العمل في الصين، حيث يشارك حوالي 16 مليون عامل في إنتاج البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة، وفقاً لبنك «غولدمان ساكس». ومع ذلك، يبرز اقتصاد العمل الحر المذهل في الصين، والذي يُعرف بـ«اقتصاد العمل الحر العملاق»، كقوة داعمة لسوق العمل. ويشمل هذا الاقتصاد مجموعة واسعة من الأنشطة، بدءاً من توصيل الطعام وصولاً إلى البث المباشر لطهي الطعام عبر الإنترنت. وفقاً لتقرير صادر عن شركة «آي ريسيرش»، يُسهم اقتصاد العمل الحر في توفير فرص عمل لنحو 200 مليون شخص، أي ما يعادل 14 في المئة من القوى العاملة في الصين. وتُظهر بيانات منصة «ميتوان»، عملاق التوصيل الصيني، أن حوالي 5.3 مليون سائق توصيل يعملون عبر منصتها، بينما تستقطب منصات مثل «كوايشو» و«دويين» (النسخة الصينية من تيك توك) ملايين الأفراد الذين يكسبون عيشهم من خلال البث المباشر وصناعة المحتوى. ويتميز اقتصاد العمل الحر بالمرونة، حيث يتيح للعمال الانتقال بسهولة بين الوظائف التقليدية والعمل الحر. فعلى سبيل المثال، قد يعمل عامل مصنع سابق كسائق توصيل خلال ساعات الذروة، أو يشارك في بيع المنتجات عبر الإنترنت في أوقات أخرى. هذه المرونة تُعد بمثابة شبكة أمان اقتصادية، خاصة في ظل التوترات التجارية المستمرة مع الغرب. وفي مدينة «هانغتشو» الصينية، يمكن ملاحظة هذا التحول بوضوح. ففي المناطق الحضرية، يتجول سائقو التوصيل بدراجاتهم الكهربائية، بينما يقوم آخرون ببث فيديوهات مباشرة لهم وهم يطبخون أو يروجون لمنتجات محلية. وتُظهر إحصاءات منصة «كوايشو» الصينية أن أكثر من 30 مليون شخص يحققون دخلاً من البث المباشر، ما يُعادل عدد سكان كندا تقريباً. وفي المناطق الريفية، يستخدم المزارعون هذه المنصات لتسويق منتجاتهم مباشرة إلى المستهلكين، ما يعزز دخلهم ويقلل اعتمادهم على الوسطاء. ومع ذلك، لا يخلو اقتصاد العمل الحر من التحديات. فالدخل غير المستقر والافتقار إلى الحماية الاجتماعية، مثل التأمين الصحي أو معاشات التقاعد، يُشكلان مصدر قلق للعاملين في هذا القطاع. كما أن المنافسة الشديدة بين العاملين في مجالات مثل التوصيل والبث المباشر قد تؤدي إلى انخفاض الأجور. وعلى الرغم من هذه التحديات، أظهرت الحكومة الصينية دعماً متزايداً لهذا الاقتصاد، من خلال سياسات تشجع ريادة الأعمال وتطوير المنصات الرقمية. وفي سياق الحرب التجارية الراهنة، يُعتبر اقتصاد العمل الحر بمثابة سلاح سري للصين. فهو لا يوفر فرص عمل بديلة فحسب، بل يُعزز أيضاً الاستهلاك الداخلي، وهو أمر بالغ الأهمية في الوقت الذي تسعى فيه بكين إلى تقليل اعتمادها على الأسواق الخارجية. ومع استمرار التوترات التجارية، قد يصبح هذا الاقتصاد العملاق المذهل حجر الزاوية في استراتيجية الصين للحفاظ على استقرارها الاقتصادي. ختاماً، رأى التقرير أنه بينما تواجه الصين ضغوطاً خارجية متزايدة، فإن اقتصاد العمل الحر الصيني يُظهر قدرة الدولة على التكيف والابتكار. ورغم أن التحديات لا تزال قائمة، فإن هذا القطاع يُثبت أنه أكثر من مجرد آلية للتكيف الموقت، بل ركيزة أساسية في المشهد الاقتصادي للصين في المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store