logo
#

أحدث الأخبار مع #«أوبزرفرريسرتشفاونديشن»

الهند والإمارات.. تعاون بحثي وأكاديمي يتعزز
الهند والإمارات.. تعاون بحثي وأكاديمي يتعزز

الاتحاد

time٠٥-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • الاتحاد

الهند والإمارات.. تعاون بحثي وأكاديمي يتعزز

الهند والإمارات.. تعاون بحثي وأكاديمي يتعزز ما فتئت علاقات الهند تكتسب زخماً مطرداً مع دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، ومع العالم العربي بشكل عام، إذ تزدادُ قوةً ومتانةً على مختلف المستويات، غير أن أحد المجالات التي تشهد تطوراً في هدوء هو التعاون في مجال الدراسات والبحوث، وعقد المنتديات للنظر في كل جوانب العلاقة من الناحية الأكاديمية والفكرية. مؤسسة «أوبزرفر ريسرتش فاونديشن» الفكرية المرموقة، التي تتخذ من الهند مقراً لها، عقدت مؤتمرَها متعدد الأطراف المعروف باسم «حوار رايسينا» في أبوظبي هذا العام. هذا الحوار عادةً ما يُعقد في الهند، وهذه أول مرة يُعقَد خارجها، ما يؤكد الروابط التي ما فتئت تزداد قوةً بين الهند والإمارات. وبهذه المناسبة، ألقى وزير الخارجية الهندي جايشانكار خطاباً على هذا التجمع، وهو ما يؤكد أهمية العالم العربي بشكل عام، ودولة الإمارات بشكل خاص بالنسبة للهند. وتكتسي هذه الحوارات أهمية بالغة كونها تضيف ثقلاً للشراكة الاستراتيجية. وفي كلمته، سلّط الوزير الهندي الضوءَ على التطور الكبير الذي شهدته العلاقات بين الهند والإمارات وبقية دول غرب آسيا، وأشار إلى التوسع في قطاعات مختلفة، بما في ذلك التجارة والنقل والعلاقات بين الشعبين. وأكدت تصريحاته اهتمامَ الهند المتزايد بمنطقة غرب آسيا. ووفقاً للدكتور جايشانكار، فإن الهند تنظر إلى الشرق الأوسط باعتباره معبراً بالغ الأهمية نحو العالم الخارجي، وبوابةً إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا. وأكد جايشانكار أن المنطقة تكتسي أهميةً بالغةً بالنسبة لمصالح الهند الاستراتيجية. ومن بين العوامل الرئيسة التي تعزز العلاقات بين البلدين التجارة المتنامية والتعاون المتزايد من أجل تنويع العلاقات، بما يتجاوز النفط في العلاقة الاقتصادية، وكذلك الروابط القوية جداً بين الشعبين. وتؤكد نظرة على الأرقام تنامي أوجه التعاون بين الجانبين، إذ تبلغ قيمة التبادل التجاري للهند في منطقة الخليج نحو 160 إلى 180 مليار دولار. وفضلاً عن ذلك، فإن نحو 9 ملايين هندي يعيشون ويعملون في دول الخليج العربي. «حوار رايسينا» أكد أهمية دبلوماسية المسار الثاني في فهم الجوانب المختلفة للعلاقة بين الجانبين. فالآن، ومع تنامي أوجه التعاون بين الجانبين، بات من الضروري فهم وجهات نظر الجانبين وأولوياتهما. ولا شك في أن التبادل الأكاديمي يمكنه أن يسهم في سد تلك الفجوة بين الجانبين. واليوم، ترتبط الهند بشراكة استراتيجية مع كل دول الخليج تقريباً، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة. وضمن هذا الإطار يبرز التعاون بين الإمارات والهند، نظراً لاتساع نطاقه، وتزايد أوجه التعاون والمصالح المشتركة. ومع دولة الإمارات العربية المتحدة، هناك تعاون وثيق وتفاعل منتظم على مستوى المسار الثاني بين المجلس الهندي للشؤون العالمية، ومعهد الدراسات والتحليلات الدفاعية، ومؤسسة أبحاث المراقبين، وغيرها من مراكز الدراسات والبحوث الأكاديمية والفكرية الهندية، مع مراكز دراسات وبحوث إماراتية مرموقة مثل مركز الإمارات للدراسات للبحوث الاستراتيجية، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، والعديد من المنظمات البحثية الأخرى. «حوار رايسينا» ولد انطلاقاً من رغبة في إقامة منتدى فكري تقوده الهند، وحيث تمكن مناقشة وجهات النظر المختلفة. وفي الكلمة التي ألقاها في أبوظبي، أشار وزير الخارجية الهندي إلى أن هذا الحوار جاء نتيجة لرغبة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في عقد مؤتمر دولي المستوى في الهند بدلاً من توجه الهنود إلى الخارج للمشاركة في المنتديات الفكرية. وهذا الحث أدى إلى ولادة «حوار رايسينا» في نيودلهي. وعقد الحوار في أبوظبي لأن الهند تنظر إلى الشرق الأوسط باعتباره جوارها الممتد و«ممراً بالغ الأهمية إلى العالم الخارجي، سواء تعلق الأمر بأفريقيا أو المحيط الأطلسي.. والحوارات الفكرية، مثل تلك التي يشهدها حوار رايسينا، تساهم في تعميق الانخراط والمشاركة». وبالنسبة للهند، فإن أحد مجالات الاهتمام الرئيسة أيضاً هو ذاك المتعلق بكيف تتبنى الإمارات ودول عربية أخرى التكنولوجيات الجديدة من أشباه الموصلات إلى حلول التنقل المستدامة والخضراء، وهي مجالات جديدة ومحتملة للتعاون. ذلك أن الهند أيضاً تسعى إلى إنشاء صناعة أشباه الموصلات، والدخول في سلسلة توريد أشباه الموصلات على غرار الإمارات. وبالتالي، فإن هذه المجالات الحديثة يمكن أن يشملها التعاون بين البلدين. كما يُبرز «حوار رايسينا» كيف أن مراكز الدراسات والبحوث الهندية أخذت تتجه نحو العالمية الآن. فلطالما كانت مراكز الدراسات والبحوث التي يهيمن عليها الغرب هي التي تقود الطريق، لكن اليوم يشعر صانعو السياسات الهندية أن وجهة النظر الهندية، ووجهة النظر الجنوب آسيوية بشكل عام، يمكن أن يشرحا على أفضل وجه من خلال زيادة التبادل الفكري بين الهند والدول الأخرى. وهذا الأمر لا يساعد على تقديم المنظور الهندي فحسب، وإنما يساعد على فهم منظور الآخرين أيضاً. وهناك الآن العديد من مراكز البحوث والدراسات المرموقة في الهند، بعضها قديم، وبعضها جديد، غير أن هذا الانفتاح على الخارج يُظهر كيف أخذت مراكز البحوث الهندية توسّع نفوذها خارج الحدود الوطنية الآن. وفي هذه الأوقات الصعبة، تؤدي دبلوماسية المسار الثاني دوراً حيوياً في معالجة قضايا قد تجد المفاوضات الاستراتيجية التقليدية صعوبة في حلها. ولا شك في أن دبلوماسية المسار الثاني تساعد على سد الثغرات، و«حوار رايسينا» يساهم مساهمة فعلية في هذا الجهد. *رئيس مركز الدراسات الإسلامية- نيودلهي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store