أحدث الأخبار مع #«إكسبودبي2020


الاتحاد
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الاتحاد
ريادة بيئية
ريادة بيئية احتفلت الإمارات مع دول العالم بيوم الأرض العالمي، الذي يصادف الثاني والعشرين من أبريل من كل عام، مؤكدة ما حققته من ريادة بيئية شهد بها المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته، وهي تتابع جهودها ومبادراتها المتعددة والتزامها الراسخ بحماية البيئة والحفاظ عليها، وتقديم وتطوير الحلول المبتكرة والمستدامة. إن ما حققته الإمارات في هذا المجال من إنجازات غير مسبوقة، إنما هو ثمرة رؤية مبكرة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، رجل البيئة الأول، الذي دعا إلى معالجات وحلول لصون الكوكب الذي نعيش عليه، قبل أن ينتبه العالم إلى تداعيات الأمر من تغيّر مناخي واحتباس حراري وغيرها من الظواهر التي تهدد أمن الأرض وتثير قلق دول العالم قاطبة. كما أن الريادة البيئية الإماراتية هي نتاج الاستراتيجيات والخطط والبرامج والمبادرات المستلهمة من ذات النهج الذي حرصت عليه قيادتنا الحكيمة، والتي أبهرت العالم خلال استضافة الإمارات لمؤتمر «كوب 28»، في نفس الموقع الذي شهد واحدة من أنجح دورات معارض «إكسبو»، وهو معرض «إكسبو دبي 2020»، والذي شهد صدور «إعلان الإمارات التاريخي» في أبلغ حشد دولي وتوافق عالمي للعمل معاً للتصدي لتداعيات التغيّر المناخي. لقد جعلت الإمارات من حماية البيئة شاغلاً وهاجساً لدى مختلف شرائح المجتمع، بل وأسلوب تربية وحياة. واليوم، عندما نشاهد تسابق أطفالنا وشبابنا للمشاركة في الأعمال التطوعية البيئية، فإن ذلك يعكس إدراكهم لأهمية العمل التطوعي، لاسيما على الصعيد البيئي وأثره الإيجابي لصالح الأجيال القادمة. وفي سياق مبادراتها ومشاريعها البيئية، نفّذت الإمارات مشاريع متقدمة للغاية، منها مشاريع الطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، والتقنيات المستدامة لتحلية المياه، وحملات التشجير، وكذلك ما يتعلق بالنقل المستدام وغيرها. وتُعدّ الإمارات رائدة في مجال الطاقة الشمسية، حيث كانت من أوّل الدول التي تبنّت هذا المصدر من مصادر الطاقة المتجددة، ضمن عدد من المشاريع التي ساهمت في تطويرها شركة «مصدر»، والتي تشمل محطة «شمس»، أول محطة للطاقة الشمسية المركّزة في المنطقة. كما يُعدّ مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل. وعلى صعيد الطاقة النووية، حققت شركة الإمارات للطاقة النووية إنجازات استثنائية، عززت مكانة دولة الإمارات الريادية في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. كما حرصت الإمارات على مساعدة العديد من المجتمعات المتأثرة بتداعيات التغيّر المناخي، ونفذت فيها مشاريع للطاقة المتجددة، وأقامت محطات لطاقة الرياح وغيرها، انطلاقاً من حرصها على مساعدتها في تجاوز تلك التداعيات التي كشفت للجميع أهمية العمل معاً لحماية كوكبنا الأرض.


الاتحاد
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
الإمارات.. حضور ثقافي في إيطاليا
محمد عبدالسميع ما إن يتطرق الحديث إلى الثقافة الإيطالية، حتى يتبادر إلى الذهن عالم الجمال والعمران والتقاليد الفنيّة والسياحة والحضور التاريخي الجميل لـ«روما»، وكذلك عبق شخصيّات وأعلام الثقافة والفنون في إيطاليا، فكلّ فتراتها التاريخية تعود إلينا من خلال متاحفها ومقتنياتها، كما أنّ «البندقية» ظلّت حاضرةً في الذهن العربي وسياحة المكان والكتابة عنه، فضلاً عن الكنائس والمعالم الرائعة في إيطاليا، وكذلك التصوير والرسم، إذ نقلت إلينا هذه الفنون الجذور التاريخية والطبيعة الملهمة للإبداع، وكذلك الأوبرا وغيرها من الحقول، فلا نزال نحمل في ذاكرتنا أعمال الرسام الإيطالي الشهير «ليوناردو دافنشي»، كرسام ومهندس ونحّات ومعماري ورسّام خرائط ومثقف، وأحد أشهر أعلام النهضة، إذ أودع لنا لوحته الشهيرة «الموناليزا» لتلامس فينا إحساس الجمال والحيرة أمام عبقرية الإبداع، وكذلك النحات والمعماري والرسام الإيطالي «مايكل أنجلو» صاحب الإرث الخالد في رسم الميثولوجيا والحكايات الدينية، ومثلهما الكثيرون في دروب الفن والأدب وشتى مناحي الكتابة والإبداع. كما أنّ الدراما والمسرح يحملان روعة هذا البلد إلينا من خلال أعلام الكتابة والتنظير، ففي الشعر لا نزال نتنفس إبداعات شاعر إيطاليا الكبير (دانتي إليجيري)، ويتكرر الأمر في السينما وما سواها من الفنون، إذ تكفي الباحث والمهتم زيارة أو تصفّح لتاريخ هذه الفنون والآداب ليظفر بكلّ جميل ورائع من هذه الإبداعات. دبلوماسية ثقافية العلاقات الثقافية بين الإمارات وإيطاليا، تظهر رغبة البلدين بشدّة لتأكيد هذه العلاقات، من خلال الزيارات الدبلوماسية وترتيبها، انطلاقاً من القرب الإنساني بين دولة عربية ودولة أوروبية صديقة، حيث تحمل كلتا الدولتين تاريخها وآدابها وفنونها وتراثها، كأُسس قوية لهذا التقارب والعمل الثقافي، بالاستناد إلى اتفاقيات في التبادل الثقافي كفكرة ناجحة حتماً، إذا ما تصفّحنا جُملة الأعمال، التي بادرت إليها الإمارات وإيطاليا في الزيارات الرسمية، وما اندرج خلالها من أعمال ثقافية ومؤسسية مبنيّة على التكامل على أكثر من صعيد. فقد كانت العلاقات الثقافية تشهد زيارات متبادلة ورفيعة المستوى، وكذلك فعاليات ذات علاقة بالجانب الثقافي بين البلدين، كما كانت إيطاليا حاضرةً في معرض «إكسبو دبي 2020». من جهته، زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مدينة «تورينو» في سياق فعاليات «أيام الشارقة الثقافية» في تورينو، وكون الشارقة ضيف شرف على معرض تورينو الدولي للكتاب، إذ تمّ منح سموّه أول دكتوراه فخرية مشتركة من جامعتي «تورينو» و«بوليتيكنيكودي» الإيطاليتين، في مجال التنمية الحضرية والإقليمية، تقديراً لدور سموّه الفاعل في التنمية الحضرية لإمارة الشارقة في مختلف مدنها ومناطقها والالتزام بتعزيز التكامل والاندماج بين الهندسة المعمارية والتكنولوجية المستدامة مع مراعاة الثقافة المحلية، وتمّ أيضاً خلال الزيارة تدشين النسخة الإيطالية من كتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي «حديث الذاكرة»، والذي أقيم في «بالازوماداما» بمدينة تورينو الإيطالية. بينالي البندقيّة كما قامت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة السابقة، بافتتاح معرض الجناح الوطني لدولة الإمارات بعنوان «عبور»، والمقام ضمن فعاليات الدورة الثامنة والخمسين من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية، بالإضافة إلى تدشين أول مركز ثقافي إيطالي في المنطقة بأبوظبي عام 2019، والاتفاق على افتتاح أول مدرسة إيطالية في أبوظبي بحلول عام 2020، كما بحثت أيضاً مع «ألبيرتو بونيسولي» وزير الثقافة الإيطالية، مجالات التعاون المشترك بين الإمارات وإيطاليا، وسبل تعزيزها من خلال مشاريع ثقافية وفنية لفناني البلدين، وناقشت الكعبي كذلك مع «لويجي بوناردو» عمدة مدينة البندقية، و«هولو باراتا» رئيس بينالي البندقية كيفية تطوير هذه الشراكة الثقافية، من خلال جناح الإمارات الوطني في البينالي، ومدينة البندقية بمؤسساتها الثقافية وصروحها السياسية العريقة على خريطة السياحة العالمية عامة والسياحة الثقافية بشكلٍ خاص، كما تمّ بحث موضوع الدبلوماسية الثقافية ونشر قيم التسامح والانفتاح على الآخر والتعرف على ثقافته وتقديرها، من خلال المحافل الثقافية العالمية، مثل بينالي البندقية. وآنذاك كان العمل الفني «عبور» من إبداع الشاعرة والمخرجة السينمائية «نجوم الغانم»، كمعرض تم تصويره في الإمارات والبندقية، وعمل امتزجت فيه الفنون البصرية والمرئية والشعر والإرث الثقافي والمعرفي. كما شاركت أعمال فنية وإبداعية متميزة لطالبات من جامعة زايد في بينالي البندقية، كإسهامات لأجيال مُحبّة ومتجددة في الأعمال الثقافية في الإمارات، وهو ما أعطى صورةً جميلة من الفن والتراث الإماراتي، خصوصاً من خلال الأعمال المستوحاة من الثقافتين الإماراتية والإيطالية، بالإضافة إلى أنّ مبادرة «البردة» في الإمارات شهدت جلسةً نقاشيةً تمّ فيها استضافة فنانتين إيطاليتين وقراءة أعمالهما الفنية بين الأصالة والحداثة. طريق البهارات واستعرضت إمارة الشارقة جانباً من تاريخها الثقافي عبر العصور القديمة في العاصمة الإيطالية «روما»، إذ كشفت شواهد تثبت حضورها التاريخي كمركز تجاري وثقافي رئيسي على «طريق البهارات»، وذلك بعرض أدوات حجرية آشولية تعود إلى 500 ألف عام، كما تمّ تقديم ما يثبت ويوثّق مسار الهجرة البشرية من 210 آلاف عام، ففي معرض نظمته هيئة الشارقة للآثار وسط مدرج روما الشهير «كولوسيوم»، تحت عنوان «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات» وكشفت المحاضرة التي قدمها عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار تحت عنوان «من الشارقة إلى روما عبر طريق البهارات»، الدور الكبير للشارقة، كمركز تجاري وثقافي رئيس في العصور القديمة، إذ كانت هناك روابط تاريخية بين الموانئ العربية والمدن الإيطالية، وشكّلت فيها الشارقة نقطة التقاء رئيسية ضمن «طريق البهارات»، فقد كانت القوافل والسفن التجارية تنقل السلع الثمينة من جنوب الجزيرة العربية إلى الموانئ الرومانية في البحر الأبيض المتوسط. المعهد الثقافي العربي افتتاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، للمعهد الثقافي العربي في مدينة «ميلان» الإيطالية، يؤكد أهمية العلاقات الثقافية الإماراتية الإيطالية، حيث وصل سموه إلى «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية» التي يقع مبنى «المعهد الثقافي العربي» في رحابها، وتجلّت معزوفات فن «العيّالة» الذي قدمته فرقة الشارقة الوطنية، كشاهد على أصالة التراث الإماراتي، وكمعبّر عن أهميّة الجسور الثقافية والتراثية بين الإمارات وإيطاليا، والجدير ذكره أنّ طلاب وطالبات من الجامعة، كانوا يزورون الشارقة في مؤتمراتها وأحداثها الثقافية، وبالمثل كانت هناك زيارات من الطلبة الإماراتيين في الشارقة إلى الجامعة، وهو ما ساهم في تعزيز التعاون والتبادل بين الطرفين.