logo
#

أحدث الأخبار مع #«إيانفلمينج»،

معـــــــــادن
معـــــــــادن

المدينة

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • المدينة

معـــــــــادن

حروب العالم كثيرة، وعلى رأسها الحرب الظالمة على المدنيين الأبرياء في غزة الباسلة، والحرب المحزنة في السودان الشقيق، والحرب في أوكرانيا، وفي إثيوبيا.. وهناك أيضا الحروب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والعالم، والتي بدأت برفع مقدار التعرفة على سلع مختلفة.. ولكن هناك أيضا حرب المعادن، وهي خفية، ولكن تأثيراتها لا تقل أهمية عن النزاعات والصراعات الأخرى. ولو أخذنا جولة تاريخية سريعة على الموضوع، سنجد أن خلال الحرب العالمية الأولى كانت ألمانيا تتربع على عرش علم الكيمياء، وكانت لديها تقنيات متقدمة للغاية، ومن خلالها اكتشفت تطبيقات أحد المعادن التي لم تكن لها أهمية كبرى آنذاك.. المعدن اسمه «موليبدينوم» على وزن «مو- ليا- وبدى - نوم».. وبسبب خصائصه، وخصوصاً تحمّله لدرجات الحرارة المرتفعة جداً، كانت إحدى تطبيقاته في «تهذيب» الحديد الصلب لتحمل «الجربدة» الحرارية بداخل أكبر المدافع في العالم، وكانت ألمانيا الرائدة في تصنيعها.الشاهد أن تلك الحرب الخفية كانت فيها حركات خداع وتهريب، لأن مصدرها الرئيس كان في أمريكا التي كانت تحارب ضد ألمانيا في تلك الفترة.. يعني استخراج وتصدير المعدن من المناجم الأمريكية إلى ألمانيا كان يتضمن «لغوصة»، وحركات «نصف كُم»، وخداع.. وبعدها بحوالى عشرين سنة كانت هناك حالة تكاد أن تكون طبق الأصل.. كانت هناك حرب خفية في البرتغال التي كانت غنية بمعدن «تنجستن».. وكان يُستخدم في صناعة القذائف الشديدة التي تخترق الدروع الفولاذية بسبب قوته المذهلة.. وهنا دارت معارك بين ألمانيا والحلفاء، وكان أبطالها الدبابيس من الطرفين.. شُغل «جيمس بوند» بمعنى الكلمة، وللعلم فمؤلف قصص «بوند» كان جاسوساً بريطانياً اسمه «إيان فلمينج»، وعمل في تلك الساحة.. وأصبحت أراضي البرتغال الغنية بالمعدن أقرب لعاصمة الجواسيس خلال فترة الحرب بسبب وفرة المعدن، والسياسات حول استخراجه، وتسويقه، وتصديره.. وكانت هناك أيضاً صراعات في الكونغو في قلب إفريقيا للحصول على عنصر «اليورانيوم» لتصنيع القنبلة النووية، فكانت حرباً مصغَّرة بداخل الحرب العالمية الثانية، أبطالها «دبابيس»، وتجار، وشهدت ممارسات للنذالة والخداع.واليوم يستمر وضع توزيع المعادن غير المتساو حول العالم في الوفرة، والتصنيع، والاستخدام. وهناك مجموعة عناصر اسمها «العناصر الأرضية النادرة»، وعددها 17، وهي جديدة نسبياً علينا، واستخداماتها الحديثة أصبحت في غاية الأهمية.. وستجد بعض من أهم تطبيقاتها بتوفيق الله بداخل هاتفك المحمول.. عنصر «الإيتريوم» من أسرار طول عمر بطارية جوالك، وعناصر «الإنديوم» و»الأوربيوم» و»لانثانم» تُوفِّر لك سلاسة شاشة الجوال ودقة عدسة الكاميرا، وعنصر «السيريوم» يضيف لقوة هيكل الهاتف، و»الجادولينيوم» يوفر القوة المغناطيسية في تطبيقات مختلفة، و»رشة» من عنصر «سيريوم» تدعم توصيل الإشارات.. وهناك استعمالات أخرى كثيرة في مجال الحواسيب، والأجهزة الطبية الاستكشافية والعلاجية، والبطاريات، وخلايا الطاقة الشمسية، ومحركات الطائرات، ومكونات الأقمار الصناعية، وغيرها من التطبيقات..جدير بالذكر أن الصين أصبحت هي الدولة المهيمنة عالميا على هذه المعادن الأرضية النادرة.. ومثل مطعم الفول النادر الاحتكاري خلال شهر رمضان الكريم.. فول صيني طبعاً.. إذا لم تتفق معه فستجعل حياتك صعبة.. وهذا يُلخِّص التحدي بين أمريكا والصين اليوم.. وللعلم، كانت الولايات المتحدة قبل ثلث قرن هي الدولة الأولى في توفر العنصر، ولكن لظروف التحولات البيئية أخفقت في الاستثمار، وذهبت الريادة للصين.* أمنيــــــة:خلال مرحلة تصعيد الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، نشهد بعض بوادر حرب معادن بسِماتٍ جديدة قد تشهد ندرة مصطنعة، وارتفاع أسعار، و»كلاكيع» في سلاسل الإمدادات.. وكلها ستصب في ارتفاعات لأسعار السلع والخدمات التي نعتمد عليها، وربما أكثر من ذلك.. أتمنى أن تتعامل الأطراف المعنية بحكمة؛ لتفادي شرور الحروب، والله الهادي إلى سواء السبيل، وهو من وراء القصد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store