أحدث الأخبار مع #«إيبلآرتشر»

سعورس
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سعورس
الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة
وقد يكون الذكاء الاصطناعي أداة قيمة للمساعدة في تحليل البيانات، لكنه لا يجب أن يُمنح السلطة لاتخاذ القرار النهائي. حيث أنقذ التدخل البشري العالم في الماضي، ويجب أن يبقى ذلك المبدأ ثابتاً في المستقبل. ثلاث لحظات ولإدراك مدى خطورة إسناد قرار نووي إلى الذكاء الاصطناعي، لا بد من مراجعة ثلاث أزمات تاريخية كان يمكن أن تنتهي بدمار شامل لو لم يكن العنصر البشري حاضراً: 01 أزمة الصواريخ الكوبية (1962): قرار ضبط النفس ينقذ العالم عندما اكتشفت الاستخبارات الأمريكية نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ نووية في كوبا ، دعا معظم مستشاري الرئيس جون كينيدي، بمن فيهم قادة البنتاغون، إلى شن ضربات جوية استباقية. كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى رد عسكري سوفييتي فوري، خصوصا من الغواصات المسلحة بطوربيدات نووية، أو من القوات المنتشرة في كوبا. لكن كينيدي اختار نهجاً أكثر حكمة، حيث فرض حصاراً بحرياً على الجزيرة، وأدار مفاوضات سرية مع الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، انتهت باتفاق لسحب الصواريخ مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا وإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا. لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، المدرب على العقائد العسكرية السائدة في ذلك الوقت، لكان من المحتمل أن يوصي بالتصعيد العسكري استناداً إلى منطق الردع، مما قد يشعل مواجهة نووية شاملة. 02 إنذار كاذب كاد يشعل الحرب (1983): قرار فردي ينقذ البشرية في سبتمبر 1983، تلقى الضابط السوفييتي ستانيسلاف بتروف إنذاراً من أنظمة المراقبة يفيد بأن الولايات المتحدة أطلقت خمسة صواريخ نووية عابرة للقارات. كان ذلك نتيجة انعكاسات ضوئية على السحب، لكن الأجهزة لم تستطع التمييز. اعتماداً على حدسه، أدرك بتروف أن أي هجوم أمريكي حقيقي كان ليكون أضخم بكثير، وقرر عدم الإبلاغ عن الإنذار كتهديد فعلي، متجنباً بذلك رد فعل نووي كارثي من جانب الاتحاد السوفييتي. لو كان الذكاء الاصطناعي في موقع اتخاذ القرار، فمن المحتمل أن يستنتج أن الإشارات الواردة تعني هجوماً حقيقياً، خاصة إذا كان مدرباً على العقائد العسكرية التي تتطلب رداً فورياً. 03 مناورة «إيبل آرتشر» (1983): سوء فهم كاد يؤدي إلى نهاية العالم في نوفمبر 1983، أجرى حلف الناتو تدريبات عسكرية تحاكي استعداداً لضربة نووية، وسط توترات متزايدة مع الاتحاد السوفييتي. أساءت موسكو تفسير التحركات العسكرية للحلف، وردت بوضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى، مما أثار قلق الاستخبارات الأمريكية. لحسن الحظ، أدرك الجنرال الأمريكي ليونارد بيروتز خطورة الوضع، وأوصى بعدم اتخاذ خطوات تصعيدية. لكن لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، فمن المحتمل أن يفسر التصعيد السوفييتي على أنه نية لضربة أولى، ما كان سيدفع واشنطن إلى ردع استباقي، وبالتالي إشعال حرب نووية فعلية. نقاشات عميقة ففي أواخر عام 2024، توصل الرئيسان الصيني شي جين بينج والأمريكي جو بايدن إلى اتفاق تاريخي ينص على عدم السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرار شن حرب نووية. وجاء هذا الاتفاق بعد خمس سنوات من النقاشات العميقة في الحوار الأمريكي الصيني حول الذكاء الاصطناعي والأمن القومي، برعاية مؤسسة بروكينغز ومركز الأمن الدولي والاستراتيجية بجامعة تسينغهوا. استندت هذه المحادثات إلى دروس مستخلصة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، حيث طُرحت تساؤلات حول ما كان يمكن أن يحدث لو أنظمة الذكاء الاصطناعي آنذاك كانت مسؤولة عن قرارات إطلاق الأسلحة النووية. في عالم تحكمه العقائد العسكرية الصارمة والمخاوف المتبادلة، كان بإمكان ذكاء اصطناعي مُدرب على بيانات تلك الحقبة اتخاذ قرارات كارثية تؤدي إلى نهاية العالم. قرار بايدن وشي وإدراكاً لهذه المخاطر، جاء قرار بايدن وشي ليؤكد ضرورة استبعاد الذكاء الاصطناعي من قرارات الحرب النووية، وهو قرار ينبغي أن يحظى بإجماع عالمي. فلا يمكن لأي آلة، مهما بلغت دقتها، أن تمتلك الحكمة أو الإحساس الأخلاقي اللازم لمثل هذه القرارات المصيرية. قرارات أفضل قد يظن البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر دقة في تقييم المخاطر، أو أنه قادر على تقليل الأخطاء البشرية. لكن الحقيقة أن جميع الأزمات الثلاث التي كادت تؤدي إلى كارثة نووية تم تجنبها بفضل قرارات اتخذها أشخاص امتلكوا الحدس والإدراك العاطفي والتاريخي للحالة. على سبيل المثال، خلال أزمة الصواريخ الكوبية، كان ذكاء اصطناعي مدرب على استراتيجيات الحرب الباردة قد أوصى بهجوم استباقي. كذلك، في حالة الإنذار الكاذب عام 1983، كان من الممكن أن يختار الذكاء الاصطناعي الرد النووي بناءً على تحليل البيانات دون إدراك السياق السياسي والعسكري. لماذا يوصى بعدم ترك القرار للذكاء الاصطناعي: 1. غياب الفهم العاطفي والأخلاقي: الذكاء الاصطناعي لا يمتلك مشاعر أو قيما أخلاقية، مما يجعله غير قادر على تقييم القرارات من منظور إنساني شامل. 2. محدودية السياق والإدراك: الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات المتاحة له، وقد يفتقر إلى الفهم العميق للسياقات المعقدة أو غير المتوقعة. 3.احتمالية التحيز والخطأ: الأنظمة الذكية قد تتعلم من بيانات منحازة أو غير دقيقة، مما يؤدي إلى قرارات خاطئة أو غير عادلة. 4. المسؤولية والمساءلة: عند ترك القرار للذكاء الاصطناعي، يصعب تحديد المسؤولية عند حدوث أخطاء أو نتائج غير مرغوبة. 5. التأثير على الإبداع والمرونة: الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي قد يحد من الإبداع والقدرة على التعامل مع المواقف الجديدة بطرق غير تقليدية. 6. الأمان والمخاطر الأمنية: بعض القرارات قد تؤدي إلى مخاطر أمنية إذا تُركت لأنظمة غير قادرة على التنبؤ بالعواقب البشرية والاقتصادية والسياسية بشكل دقيق.


الوطن
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
الذكاء الاصطناعي والحرب النووية: هل يمكن أن يصبح القرار بيد الآلة
مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات العالم يواجه أسئلة جوهرية حول مدى قدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات مصيرية، خاصة في المجالات العسكرية. فهل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي لإدارة أزمات قد تؤدي إلى إبادة جماعية؟ وهل يمكن لنظام غير بشري أن يفهم التعقيدات السياسية والعاطفية التي تحكم قرارات الحرب والسلم؟ وقد يكون الذكاء الاصطناعي أداة قيمة للمساعدة في تحليل البيانات، لكنه لا يجب أن يُمنح السلطة لاتخاذ القرار النهائي. حيث أنقذ التدخل البشري العالم في الماضي، ويجب أن يبقى ذلك المبدأ ثابتاً في المستقبل. ولإدراك مدى خطورة إسناد قرار نووي إلى الذكاء الاصطناعي، لا بد من مراجعة ثلاث أزمات تاريخية كان يمكن أن تنتهي بدمار شامل لو لم يكن العنصر البشري حاضراً: 01 أزمة الصواريخ الكوبية (1962): قرار ضبط النفس ينقذ العالم عندما اكتشفت الاستخبارات الأمريكية نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ نووية في كوبا، دعا معظم مستشاري الرئيس جون كينيدي، بمن فيهم قادة البنتاغون، إلى شن ضربات جوية استباقية. كان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى رد عسكري سوفييتي فوري، خصوصا من الغواصات المسلحة بطوربيدات نووية، أو من القوات المنتشرة في كوبا. لكن كينيدي اختار نهجاً أكثر حكمة، حيث فرض حصاراً بحرياً على الجزيرة، وأدار مفاوضات سرية مع الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، انتهت باتفاق لسحب الصواريخ مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا وإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا. لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، المدرب على العقائد العسكرية السائدة في ذلك الوقت، لكان من المحتمل أن يوصي بالتصعيد العسكري استناداً إلى منطق الردع، مما قد يشعل مواجهة نووية شاملة. 02 إنذار كاذب كاد يشعل الحرب (1983): قرار فردي ينقذ البشرية في سبتمبر 1983، تلقى الضابط السوفييتي ستانيسلاف بتروف إنذاراً من أنظمة المراقبة يفيد بأن الولايات المتحدة أطلقت خمسة صواريخ نووية عابرة للقارات. كان ذلك نتيجة انعكاسات ضوئية على السحب، لكن الأجهزة لم تستطع التمييز. اعتماداً على حدسه، أدرك بتروف أن أي هجوم أمريكي حقيقي كان ليكون أضخم بكثير، وقرر عدم الإبلاغ عن الإنذار كتهديد فعلي، متجنباً بذلك رد فعل نووي كارثي من جانب الاتحاد السوفييتي. لو كان الذكاء الاصطناعي في موقع اتخاذ القرار، فمن المحتمل أن يستنتج أن الإشارات الواردة تعني هجوماً حقيقياً، خاصة إذا كان مدرباً على العقائد العسكرية التي تتطلب رداً فورياً. 03 مناورة «إيبل آرتشر» (1983): سوء فهم كاد يؤدي إلى نهاية العالم في نوفمبر 1983، أجرى حلف الناتو تدريبات عسكرية تحاكي استعداداً لضربة نووية، وسط توترات متزايدة مع الاتحاد السوفييتي. أساءت موسكو تفسير التحركات العسكرية للحلف، وردت بوضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى، مما أثار قلق الاستخبارات الأمريكية. لحسن الحظ، أدرك الجنرال الأمريكي ليونارد بيروتز خطورة الوضع، وأوصى بعدم اتخاذ خطوات تصعيدية. لكن لو كان القرار بيد الذكاء الاصطناعي، فمن المحتمل أن يفسر التصعيد السوفييتي على أنه نية لضربة أولى، ما كان سيدفع واشنطن إلى ردع استباقي، وبالتالي إشعال حرب نووية فعلية. نقاشات عميقة ففي أواخر عام 2024، توصل الرئيسان الصيني شي جين بينج والأمريكي جو بايدن إلى اتفاق تاريخي ينص على عدم السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرار شن حرب نووية. وجاء هذا الاتفاق بعد خمس سنوات من النقاشات العميقة في الحوار الأمريكي الصيني حول الذكاء الاصطناعي والأمن القومي، برعاية مؤسسة بروكينغز ومركز الأمن الدولي والاستراتيجية بجامعة تسينغهوا. استندت هذه المحادثات إلى دروس مستخلصة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، حيث طُرحت تساؤلات حول ما كان يمكن أن يحدث لو أنظمة الذكاء الاصطناعي آنذاك كانت مسؤولة عن قرارات إطلاق الأسلحة النووية. في عالم تحكمه العقائد العسكرية الصارمة والمخاوف المتبادلة، كان بإمكان ذكاء اصطناعي مُدرب على بيانات تلك الحقبة اتخاذ قرارات كارثية تؤدي إلى نهاية العالم. قرار بايدن وشي وإدراكاً لهذه المخاطر، جاء قرار بايدن وشي ليؤكد ضرورة استبعاد الذكاء الاصطناعي من قرارات الحرب النووية، وهو قرار ينبغي أن يحظى بإجماع عالمي. فلا يمكن لأي آلة، مهما بلغت دقتها، أن تمتلك الحكمة أو الإحساس الأخلاقي اللازم لمثل هذه القرارات المصيرية. قرارات أفضل قد يظن البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر دقة في تقييم المخاطر، أو أنه قادر على تقليل الأخطاء البشرية. لكن الحقيقة أن جميع الأزمات الثلاث التي كادت تؤدي إلى كارثة نووية تم تجنبها بفضل قرارات اتخذها أشخاص امتلكوا الحدس والإدراك العاطفي والتاريخي للحالة. على سبيل المثال، خلال أزمة الصواريخ الكوبية، كان ذكاء اصطناعي مدرب على استراتيجيات الحرب الباردة قد أوصى بهجوم استباقي. كذلك، في حالة الإنذار الكاذب عام 1983، كان من الممكن أن يختار الذكاء الاصطناعي الرد النووي بناءً على تحليل البيانات دون إدراك السياق السياسي والعسكري. لماذا يوصى بعدم ترك القرار للذكاء الاصطناعي: 1. غياب الفهم العاطفي والأخلاقي: الذكاء الاصطناعي لا يمتلك مشاعر أو قيما أخلاقية، مما يجعله غير قادر على تقييم القرارات من منظور إنساني شامل. 2. محدودية السياق والإدراك: الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات المتاحة له، وقد يفتقر إلى الفهم العميق للسياقات المعقدة أو غير المتوقعة. 3.احتمالية التحيز والخطأ: الأنظمة الذكية قد تتعلم من بيانات منحازة أو غير دقيقة، مما يؤدي إلى قرارات خاطئة أو غير عادلة. 4. المسؤولية والمساءلة: عند ترك القرار للذكاء الاصطناعي، يصعب تحديد المسؤولية عند حدوث أخطاء أو نتائج غير مرغوبة. 5. التأثير على الإبداع والمرونة: الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي قد يحد من الإبداع والقدرة على التعامل مع المواقف الجديدة بطرق غير تقليدية. 6. الأمان والمخاطر الأمنية: بعض القرارات قد تؤدي إلى مخاطر أمنية إذا تُركت لأنظمة غير قادرة على التنبؤ بالعواقب البشرية والاقتصادية والسياسية بشكل دقيق.


الإمارات اليوم
١٠-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الإمارات اليوم
استخدام «الطائرات بدون طيار» للردع النووي «محفوف بالمخاطر»
أثّرت الطائرات بدون طيار، وغيرها من تقنيات المركبات ذاتية القيادة، بشكل كبير في سلوك الحرب، وتطورت التكنولوجيا من أدوات استطلاع بسيطة إلى منصات متعددة الاستخدامات قادرة على إجراء المراقبة والضربات المستهدفة والحرب الإلكترونية، وانخفاض كلفة الطائرات بدون طيار ومرونتها وقدرتها على العمل من دون تعريض الطيارين البشريين للخطر، جعلتها ذات قيمة متزايدة في الصراعات العسكرية التقليدية، ودفع تطوير الطائرات بدون طيار (الدرونز) - التي أصبحت أكثر تقدماً، وقادرة على تنفيذ ضربات دقيقة بدرجة عالية من الاستقلالية - إلى النظر في السيناريوهات الاستراتيجية التي تنطوي على الردع النووي والحرب. وقد يؤدي استخدام «الدرونز» في المواقف التي يكون فيها التصعيد النووي احتمالاً، إلى عواقب غير مقصودة، بينما تزيد الاستقلالية المتزايدة للطائرات بدون طيار من خطر سوء التفسير، حيث يمكن اعتبار الطائرات بدون طيار بمثابة مقدمة لهجوم أكثر شدة، حتى عندما تقوم فقط بإجراء الاستطلاع، ويمكن أن يؤدي هذا إلى ضربة نووية استباقية من قبل الخصم، ما يتسبب في تصعيد غير مقصود إلى حرب نووية كاملة النطاق. وأظهرت الحرب الباردة والتاريخ اللاحق أن خطر التصعيد النووي غير المقصود ليس بالأمر الهين، وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، ومناورات «إيبل آرتشر» عام 1983، توضحان مخاطر سوء الفهم الذي يؤدي إلى ارتفاع خطر الاستخدام النووي الأول أو الضربة الأولى. وهناك احتمال توسع الحرب في أوكرانيا من الأسلحة التقليدية إلى الاستخدام النووي، بسبب سوء تفسير روسيا للضربات الأوكرانية العميقة في الأراضي الروسية، بصواريخ باليستية وصواريخ «كروز» تابعة لحلف شمال الأطلسي، ما يوفر مثالاً للمخاوف في هذه الفئة، وكما أشار محلل الأمن القومي وخبير منع الانتشار، لويس دان، فإن الرئيس دونالد ترامب، الذي أعيد انتخابه أخيراً، يواجه عالماً ينزلق إلى الفوضى النووية. وتعد سياسة «حافة الهاوية» بين القوى النووية الكبرى آخذة في الارتفاع، فالصين تعمل بلا هوادة على توسيع قواتها النووية، لكنها ترفض المشاركة الجادة مع الولايات المتحدة بشأن ضبط الأسلحة، وقد تدهور التعاون الأميركي - الروسي في المسائل النووية بشكل أكبر مع التهديدات النووية المتكررة من قبل الرئيس فلاديمير بوتين. وتشير التقارير الأخيرة المستندة إلى معلومات من كبار المسؤولين الأميركيين إلى أن الولايات المتحدة قد تقوم أيضاً بتحديث موقفها، وتوسيع ترسانتها لتعزيز الردع ضد المغامرات النووية المنسقة من جانب روسيا والصين وكوريا الشمالية، وقد أدت كل هذه التطورات إلى تآكل ركائز أساسية للنظام النووي، ورفعت من خطر الحرب النووية. وتعد الطائرات بدون طيار سريعة نسبياً، ومنخفضة الكلفة، ويصعب اكتشافها، ما يجعلها مثالية للضربات الاستباقية ضد أهداف عالية القيمة، ومن الناحية النظرية يمكن لدولة ما أن توجه ضربة بطائرة بدون طيار ضد البنية التحتية لمركز القيادة والسيطرة النووية أو «صوامع الصواريخ» لدى العدو، بهدف تعطيل أو تحييد الانتقام النووي المحتمل قبل أن يتم إطلاقه. إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام «الدرونز» المجهزة بحمولات نووية أو أسلحة تقليدية متقدمة، كجزء من ضربة لردع الأعداء، وقد تحول القدرة على تنفيذ مثل هذه الضربات الحسابات الاستراتيجية للدول، حيث قد يشعر الخصوم بأنهم أكثر عرضة لهجوم استباقي، خصوصاً إذا كانوا يعتقدون أن الضربات السريعة بطائرات بدون طيار يمكن أن تحيّد قدراتهم على الانتقام النووي. ومع ازدياد استقلالية الطائرات بدون طيار يزداد خطر اتخاذها قرارات دون إشراف بشري بشكل كبير، وفي السياق النووي، حيث تكون عواقب أي عمل كارثية، فإن تفويض عملية صنع القرار إلى الآلات أمر خطر. ويرى الخبراء أن إمكانية قيام الطائرات بدون طيار المستقلة بتحفيز استجابة نووية، أو ارتكاب أخطاء فادحة في الحسابات، بسبب أخطاء خوارزمية، تشكل تهديداً محتملاً للاستقرار الاستراتيجي. وبما أن الطائرات بدون طيار قادرة على العمل بشكل مستقل إلى حد ما، فإن أحد التحديات يتمثل في ضمان ألا تؤدي أفعالها إلى تصعيد غير مقصود، وعلاوة على ذلك فإن الاعتماد على الأنظمة التكنولوجية للاتصالات والتحكم في السياق النووي يثيران المخاوف بشأن نقاط الضعف في هذه الأنظمة، خصوصاً إذا استخدم الخصوم الهجمات الإلكترونية أو تكتيكات الحرب الإلكترونية لتعطيل عمليات الطائرات بدون طيار. وستتفاعل الأجيال القادمة من الطائرات بدون طيار مع الذكاء الاصطناعي الذي يدعم أيضاً عناصر أخرى في منظومة الردع والدفاع، وسيعطي الذكاء الاصطناعي الأولوية للردع من خلال الإنكار (ردع أي عمل من خلال جعله غير قابل للتنفيذ أو من غير المرجح أن ينجح)، مقارنة بالردع من خلال التهديد الموثوق بالانتقام غير المقبول. وسيتم تبني استراتيجية الإنكار، لأن الدول ستضطر إلى إدارة ردع الصراعات وإدارتها في مجالات متعددة في الوقت المناسب (البر والبحر والجو والفضاء والفضاء الإلكتروني). وتتطلب الهجمات بمساعدة الذكاء الاصطناعي على مركز التحكم عند العدو، استجابات فورية من الدفاعات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تهزم أو تقلل من كلفة تلك الهجمات، وامتصاص الضربة الأولى ثم الرد عليها قد لا يكون خياراً متاحاً لصناع القرار المحاصرين الذين يعانون ضيق الوقت، ويشكل هذا الوضع تحدياً مثيراً للقلق بشكل خاص للردع النووي. ويجب أن تسمح القرارات لمصلحة أو ضد الحرب النووية، لصناع السياسات بالوقت الكافي لمناقشة البدائل مع مستشاريهم، والخيار الأكثر ملاءمة للظروف الملحة. ومع ذلك، فإن السرعة المحتملة للهجمات المعززة بالذكاء الاصطناعي ضد الأصول الفضائية والسيبرانية، جنباً إلى جنب مع السرعة المتزايدة للضربات الحركية من الأسلحة الأسرع من الصوت، قد تترك القادة خائفين من أن يختار العدو الاستباق على الانتقام. ويمكننا أن نتصور الطائرات بدون طيار كمنصات استطلاع وضربات للهجوم، فمن الممكن أيضاً أن تكون الطائرات بدون طيار جزءاً من خطة شاملة مضادة للصواريخ والدفاع الجوي لأي دولة، وأحد الأمثلة على ذلك هو استخدام أسراب الطائرات بدون طيار لهزيمة «الدرونز» المهاجمة المكلفة بمهام الاستطلاع أو الاستطلاع وتسديد الضربات. ومثال آخر هو استخدام الطائرات بدون طيار لضرب الأهداف الكهرومغناطيسية داخل الغلاف الجوي، أو على نحو أكثر طموحاً في اعتراض مسار الصواريخ الباليستية المهاجمة، ويمكن للطائرات بدون طيار المستقبلية المزودة بالذكاء الاصطناعي المدمج والأسلحة الفضائية، الدفاع عن الأقمار الاصطناعية المدارية ضد الهجوم. وعلى هذا، فإن الطائرات بدون طيار الرخيصة نسبياً قد تتولى بعض أعباء الدفاع الاستراتيجي، التي كانت تتطلب في غير ذلك من الأحوال منصات إطلاق صواريخ أرضية متطورة، ومركبات قتالية، أو في نهاية المطاف أنظمة دفاع صاروخية باليستية متطورة، تعتمد على أسلحة متطورة مثل الليزر أو «حُزم الجسيمات». ويتعين على المخططين المستقبليين أن يتوقعوا مجالاً فضائياً أكثر ازدحاماً، بما في ذلك أجيال أحدث من الأقمار الاصطناعية المدارية ذات المهام المتنوعة، ومحطات الفضاء، وأسلحة الاستطلاع والهجوم الإضافية، إلى جانب طائرات بدون طيار أكثر ذكاء في أسراب أكبر. عن «ناشيونال إنترست» طبيعة الصراع تتغير طبيعة الحرب دوماً مع ظهور التقنيات الجديدة، وتغير طريقة التفكير الاستراتيجي، ومع ذلك فإن الحرب تشكل دوماً بيئة من المنافسة والصراع وعدم اليقين والصدفة والاحتكاك. وتمثل العلاقة بين الطائرات بدون طيار والحرب النووية الاستراتيجية «نعمة ونقمة» في الوقت نفسه، بالنسبة للمخططين العسكريين ومراقبي الأسلحة. • هناك احتمال توسع الحرب في أوكرانيا من الأسلحة التقليدية إلى الاستخدام النووي، بسبب سوء تفسير روسيا للضربات الأوكرانية العميقة في أراضيها.