أحدث الأخبار مع #«ابنسينا»،


عكاظ
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- عكاظ
إطلاق تجريبي لـ«وجود» لتمكن الفنانين العرب من عرض أعمالهم الرقمية
تابعوا عكاظ على يشكّل «المربع الرقمي» أحد أبرز الإضافات النوعية التي يشهدها معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) حتى 5 مايو الجاري. إذ تقدّم المبادرة تجربة رقمية تفاعلية فريدة تجمع بين الابتكار التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، والمحتوى العربي، ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى تطوير صناعة النشر وتعزيز المشهد الثقافي. وشهدت المبادرة مشاركة 3 شركات رائدة هي: «أيقونات» و«هاربير» و«بوفو استوديوز»، قدّمت كل منها مبادرات مبتكرة مستوحاة من مرتكزات المعرض الرمزية الشخصية المحورية «ابن سينا»، وكتاب العالم «ألف ليلة وليلة»، ومرتبطة بمشاريع مركز أبوظبي للغة العربية مثل «إصدارات» و«كلمة». وتم في «المربع الرقمي» توقيع اتفاقية تعاون مع منصة «سماوي»، أول منصة عربية لطباعة الكتب عند الطلب، التابعة لشركة «أيقونات» السعودية، ما يعكس توجهاً إستراتيجياً لدعم المؤلفين الجدد، وتوسيع آفاق النشر الرقمي. وتضم المنصة أكثر من 300 دار نشر و2000 مؤلف مستقل. وقال المهندس خالد بامحمد، مؤسس «أيقونات»، إن المنصة تمنح المؤلفين فرصة نشر أعمالهم مع الحفاظ على حقوق الملكية، مشيرا إلى إطلاق منصة «وجود» الفنية تجريبياً خلال المعرض، التي تستهدف تمكين الفنانين العرب من عرض أعمالهم الرقمية والأصلية بأسلوب عصري. كما قدمت «أيقونات» مبادرات تفاعلية مثل: جهاز لاختبار سرعة القراءة للأطفال، وتوزيع 10 آلاف اشتراك مجاني في تطبيق «سماوي»، والتقاط 10 آلاف صورة تذكارية رمزية مع ابن شخصية المعرض المحورية. من جانبها، أطلقت شركة «هاربير»، التي تضم تحت مظلتها ثلاث شركات متخصصة، سلسلة مبادرات تشمل: تجربة رسم تفاعلي بالواقع الافتراضي، وجداراً مرئياً يعرض لوحات عالمية متحركة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وإصداراً خاصاً من منتجاتها يتضمن معالم في إمارة أبوظبي، وشاشات ذكية لاختبار سرعة القراءة، وتقديم 1500 هدية ضمن مسابقات المعرض المدرسية. أخبار ذات صلة أما «بوفو استوديوز»، فحملت معها باقة من الأنشطة اليومية، منها: برومو ذكي للمعرض، وجولة رقمية في «سوق المتنبي»، وورش دوبلاج ورسوم متحركة، إلى جانب توزيع بطاقات تفاعلية مع جوائز يومية. وكشفت غادة عفيفي، مديرة المبيعات في «بوفو»، توقيع الشركة اتفاقيات تعاون مع عدد من الجهات البارزة منها: مركز أبوظبي للغة العربية، ومكتبة جرير، ومنصة «وجيز»، مؤكدة الطفرة الكبيرة التي يشهدها قطاع الكتب الصوتية عربياً وعالمياً، مشيرة إلى أن «بوفو» أنتجت حتى اليوم أكثر من مليون دقيقة صوتية. وفي سياق متصل، تُقدّم منصة «ألف كتاب وكتاب»، التي انطلقت من بريطانيا العام الماضي، نحو 15 ألف كتاب رقمي وصوتي، إلى جانب مكتبة من الملخصات المعرفية وخيارات اشتراك مرنة، وتستهدف الوصول إلى أكثر من 100 ألف كتاب عربي رقمي بحلول العام 2030، في إطار رؤيتها لتعزيز المحتوى العربي الجاد على شبكة الإنترنت. وبفضل هذا الزخم من المبادرات الرقمية، يؤكد معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، مجددا مكانته منصة عالمية للمعرفة، ومحرّكاً فاعلاً لدعم التحول الرقمي في صناعة النشر العربية.


الاتحاد
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
«أبوظبي للكتاب» إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي العربي
«أبوظبي للكتاب» إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي العربي في إطار مواصلة دوره منصةً حيويةً للنشر والإبداع، انطلقت أمس السبت فعاليات الدورة الـ 34 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تُعقد تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، وذلك خلال الفترة من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك». ويحظى معرض أبوظبي الدولي للكتاب بأهمية كبيرة، بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لنشر المعرفة وترويج عادة القراءة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، لم تنظر إلى الثقافة بوصفها ترفاً، بل جعلت منها ركيزةً أساسيةً لمشروعها التنموي، ففي الوقت الذي كانت تبني فيه ناطحات السحاب وترسخ الركائز الأساسية للبنية التحتية، كانت تبني أسس الفكر والثقافة، باعتبارها مصادر رئيسية للقوة الناعمة. ومنذ ذلك الحين، بدأت مسيرة متواصلة من المبادرات والفعاليات الثقافية، من خلال تنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية، التي تسلط الضوء على إنجازات الدولة الثقافية والفكرية. ويأتي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ليس فقط كفعالية ثقافية سنوية، وإنما كمؤشر حيوي على أن الكتاب ما زال في قلب الرؤية الإماراتية للمستقبل. وتحظى الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب ببرنامج غني وحافل، يقدّم أكثر من 2000 فعالية ثقافية متنوعة، تستهدف مختلف الشرائح العمرية، وتلبّي اهتماماتٍ معرفيةً وثقافيةً وفنيةً متعددة. كما يشهد المعرض مشاركة واسعة لأكثر من 1400 عارض يمثلون ما يزيد على 90 دولة من مختلف قارات العالم، يتحدثون أكثر من 60 لغة. ومن بين هؤلاء، يشارك 120 عارضاً للمرة الأولى، في دلالة على النمو المتصاعد للمعرض. وفي سياق هذا التوسع النوعي، تشارك دور نشر من 20 دولة للمرة الأولى، من ضمنها دول تنتمي إلى أربع قارات وتتنوع لغاتها لأكثر من 25 لغة. كما يضم المعرض 28 جناحاً دولياً، ويستضيف 87 جهة حكومية، محلية ودولية، بالإضافة إلى 15 جامعة، و8 مبادرات مخصصة لدعم النشر وصناعة الكتاب. وتحتفي دورة هذا العام من المعرض بالعالِم الموسوعي «ابن سينا»، بمناسبة مرور ألف عام على إصدار كتابه الخالد «القانون في الطب»، الذي يُعد من أهم الإسهامات العلمية العربية في تاريخ الطب العالمي. وسيشهد المعرض هذا العام تخصيص برنامج ثقافي موسّع يركّز على العلوم الطبية، عبر سلسلة من الجلسات الحوارية والمعارض التفاعلية التي تستعرض أفكار ابن سينا، وإنجازاته، وتأثيره في تطور الفكر الإنساني. ويأتي هذا الاهتمام امتداداً لتقليد المعرض في إبراز رموز الفكر والمعرفة في العالم العربي قديماً وحديثاً، حيث احتُفي في دورة 2024 بالأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، بينما كانت تركيا ضيف الشرف في دورة عام 2023، في دلالة على البُعد العالمي للمعرض وانفتاحه على الثقافات المتنوعة.وانسجاماً مع روح التجديد التي تميز المعرض عاماً بعد عام، تأتي فعالياته المصاحبة هذا العام لتقدّم لوحة متكاملة تجمع بين التطور التكنولوجي والإبداع الفني، وتفتح نوافذ جديدة على مستقبل الصناعات الثقافية. ففي الدورة الـ 34، يُطلق المعرض النسخة الأولى من مؤتمر «رقمنة الإبداع»، الذي يستعرض أثر الذكاء الاصطناعي في الفنون وصناعة المحتوى، ويمتد هذا الزخم الإبداعي ليشمل تجارب فنية وثقافية حيّة تتنوع بين عروض موسيقية، وسينمائية، وورش عمل تفاعلية. وتعكس الأرقام المحققة في الدورة السابقة حجم النمو المستمر الذي يشهده المعرض، حيث تجاوزت المبيعات 8.4 مليون درهم إماراتي، من خلال بيع أكثر من 152,000 كتاب. كما استقطب المعرض أكثر من 231,000 زائر، مما يؤكد الإقبال المتزايد من الجمهور، ويبرهن على فعالية الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة القراءة، ودعم صناعة النشر. إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يؤكد مجدداً مكانتَه كواحد من أبرز المنابر الثقافية في المنطقة والعالم، وهو يجمع بين عبق التراث وآفاق المستقبل، ويُعد تجسيداً حيّاً لرؤية دولة الإمارات التي تضع الثقافة في قلب مشروعها التنموي، مؤمنةً بأن بناء الإنسان يبدأ ببناء الفكر. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.


الاتحاد
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
«ابن سينا».. إشعاع الشرق العلمي والفكري
محمد عبدالسميع يجيء اختيار العالم الطبيب والأديب والمفكّر الفيلسوف والفنان الموسيقي والشاعر «ابن سينا»، شخصيّةً محوريّةً لمعرض أبوظبي الرابع والثلاثين للكتاب، احتراماً لنبوغ مبكّر، وحضور إنساني رائع، وشهرة ذائعة الصّيت، وإبداعات متعددة تؤكّد الحضور القويّ للإنسان حين يشتدّ به الطموح وتتضاءل أمامه مسافات الإنجاز وتحديات العلوم، ومن نافلة القول إنّ أيّ كاتب أو مثقّف أو طالبٍ في مدرسة أو جامعة، يعرف الاسم المألوف لابن سينا في الوجدان والذاكرة، ومدى ما أسهم به هذا العالم من إفادة وحضور في الحقول التي أشرنا إليها، ما يدلّ على أنّ الإنسان يمكن أن يطوي العالم كلّه بكفّه حين يخلص للقراءة والاطلاع والتأمّل وهضم المزيد من الكتب والمخطوطات، ويمكن أيضاً أن تنقشه الناس وعبر كلّ الأجيال في العقل والوجدان، وعلى رفوف المكتبات وفي دارات العلم والمعرفة، وليس هذا بكبير على «ابن سينا»: الحسين بن عبدالله بن الحسن بن علي، المولود عام 980 ميلاديّة، في قرية بالقرب من بخارى، وقدّر الله أن ينفع به وأن يمتد علمه إلى أوروبا والحضارات، ما يفتح الشهيّة واسعاً للتجوال في محطات هذه العبقريّة الرائدة التي عرف صاحبها باسم «الشيخ الرئيس»، المشتمل على تعدد الأجناس الأدبية والعلمية والفكرية والطبيّة وتنوّعها، فهو كنزٌ بشريٌّ، وُفّقت إدارة معرض أبوظبي في دورته الحاليّة، باختياره شخصيّةً محوريّة ومحلّ احتفاء وقراءة وتدارس ونقاش ودروس واستفادة وقدوة للأجيال. الرواد والأجيال إنّ الاحتفاء بشخصيّة «ابن سينا»، وهو اسمٌ موسيقيٌّ على الأسماع، وحافزٌ للاعتزاز والافتخار بجهود الأولين من ذوي المراس والعلم والفهم والثقافة والاطلاع، يحمل في طيّاته العديد من الرسائل الفكريّة والثقافيّة والإنسانيّة، خصوصاً حين تكون الرسائل هذه موجّهةً للأجيال وتستفزّ الإبداع والدأب، إذا ما قارنّا بين الأزمان، وما كان يتاح في ذلك الزمان، قياساً إلى ما يتوفّر اليوم كلّ التوفير، ويتاح كلّ الإتاحة في عصر التواصل الاجتماعيّ والسوشال ميديا والتطبيقات الإلكترونيّة والرقميّة والمدوّنات، وكلّ هذه الثورة العلميّة الكبيرة، ولكنّها مقارنة لا بدّ منها، حتى وإن كانت الأدوات والمناخ المحفّز والمراجع والتواصل العالمي أيسر بكثير عمّا كانت عليه أيّام «ابن سينا» وأجياله، الذين بذلوا ما في الوسع للوصول إلى حقيقة، بل ووضع المهاد الذي يُبنى عليه فيما بعد، والخروج بنتائج أو أفكار تؤكّد الأرضيّة التي بنت عليها الإنسانيّة في كلّ أنحاء المعمورة تطوّرات العلم والمعرفة والنظر والاستنتاج، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدّم عالي الوتيرة، في طليعته الذكاء الاصطناعي الذي يكلل هذه الثورات العلمية والتكنولوجيّة المتتاليّة، والتي لا تقف عند حدّ. في الواقع، وقبل الدخول في قراءة سيرة ابن سينا «الشيخ الرئيس»، يظلّ يملي علينا الوفاء للأقلام الأولى والأفكار البكر، في سبيل إعطاء الفكرة حقّها والنظر وقته والتأمّل صفاءه، أن نحتفي بالاشتغال الموسوعي الذي قام به عبقريّ الفكرة والبحث والصفاء النفسي والمشاعر الرقيقة، ذلك أنّه كان يجمع بين كلّ هذه المفردات في مؤلفاته ومنجزاته وكتبه وأعماله، التي جعلت منه حقّاً موسوعيّاً، كصفة اتصف بها هو ومجايلوه من الروّاد والمفكرين والأدباء والعلماء. تلاقي الحضارات وجميلٌ من معرض أبوظبي للكتاب في دورته الحاليّة أن يستعيد التاريخ والإبداع الماضي، ليربط بين حضارات ازدهرت وأجواء علميّة فاقت الخيال قياساً إلى الإمكانات القليلة، والتي قابلتها نفوس عظيمة حققت الكثير، فهذه الاستعادة الموضوعيّة والمبررة بإنصاف الأجيال الرائدة، حتماً لا تقف عند سرد السيرة الذهبيّة محلّ الاعتزاز لابن سينا، ولكنّها إضاءة على الجهود وربط ما بين الماضي والحاضر، وإعادة الاعتبار للمخطوطة والتعب والفكر الذي هو أساس تقدّم المجتمعات، بل إنّ الفكر والعلم حين يجتمعان اليوم في شخصيّة «الشيخ الرئيس»، سيقدمان لنا الإرهاصات الأولى للحضارات والعلوم والظروف المُلحّة في ذلك الزمان، لأن يكون الأديب فقيهاً وعالماً وفيلسوفاً وطبيباً وأديباً، كجزء من متطلبات المعرفة التكامليّة وقراءة جميع الأوجه التي لا بدّ وأنّها يؤثّر الوجه الواحد منها في الوجه الآخر، ما يعطي موضوعيّةً للحكم على الأمور، وذلك ما نتبيّنه من جمع ابن سينا للأدب والعلم، وهما حقلان مهمّان، قد يراهما كثير من الأجيال متناقضين لا يجتمعان، فيلجأ الدارس إلى التخصص دون أن يكون لديه تنافذ على الأدب أو حتى اطلاعٌ عليه، لكنّ هذا الأمر ليس دائماً، ففي عصرنا الذي نعيش وعصر جيل الروّاد كان ثمّة من يتحدث العربيّة على سبيل المثال بطلاقة، وفي الوقت ذاته تراه عالماً بالكيمياء أو الطب أو الفيزياء، وربما كان شاعراً بما تتيحه أغصان شجرة المعرفة الوارفة من تشابك وتلاقٍ، ليجتمع كلّ ذلك في رحاب عالم جليل تعطيه الموسوعيّة رونقاً على رونق، فهي نصيحة ومثال حيّ للشباب العربي، في فهم معنى التخصص والثقافة والتزوّد بما يرفد ويغذّي هذه الحقول والمجالات جميعها، فلقد شبّ ابن سينا ووجد الشغف مواتياً لكي يمتدّ في المعرفة ويتفرّع في العلوم والآداب والفنون، وكلّها حقول تزهو بها النفوس المتدبرة الواعية والحالمة والمستندة على علم وقراءات ومراس يجعل من الحلم مبرراً، وفي أدبنا العربيّ الكثير من الشواهد الأدبيّة التي تمتدح حضور التصميم الذاتي والرغبة بتحقيق المستحيل. إشعاع الشرق إذن، فليس غريباً، وإن كان لافتاً، أن يتمّ الاحتفاء بالشخصيّة الإنسانية لابن بخارى «ابن سينا»، اعتماداً على ذهنيّة قراءة البشريّة في اجتماعها وفهمها لتلاقي الحضارات وإسهام البشر في ما ينفع الناس ويسعد هذه البشريّة، فهو نموذج حيّ على ذلك الإشعاع الفكري والموسوعي والعلمي لابن سينا في الشرق الإسلامي وأوروبا اللاتينيّة، وهي فرصة لكتّاب التاريخ ودارسي الحضارات ومقارنة الأزمان والظروف والإسهامات الإنسانيّة والحضارات الجامعة، أن يقرأوا روعة هذا الجهد والنبوغ في رحاب جغرافيّة «الشيخ الرئيس» ابن سينا، وفي منطقتنا العربية والإسلاميّة أيضاً، وفي ذلك نماذج متوفّرة وشهد لها الغرب الأوروبي بالريادة والعطاء والنبوغ. وسوف تجمع ندوات المعرض تجاه هذه الشخصيّة العبقريّة «ابن سينا»، بالإضافة إلى السيرة العلميّة والذاتيّة والإبداعيّة، رسائل إنسانيّة إلى الحاضر والمستقبل، وأن نعي جيداً أن العلم في أساسه واحدٌ ظلّ ينمو ويتطوّر، بالالتفات إليه ومتابعته والبناء على ما قدّم فيه الأولون، وحين يأتي ذلك النموذج العبقريّ الموسوعيّ صاحب التخصصات الكثيرة، فإنّ حضوره بالتأكيد ليس على استحياء، وليس حضوراً خجولاً اعتماداً على ما وصلت إليه المجتمعات اليوم والدول والشعوب والأمم من تقدّم وازدهار، فالروح هي أساس الجسد العلمي والأدبي والفكري، وهذه المنطقة مؤهّلة للاحتفاء بنماذجها من الأوائل، وقراءة نماذجها المعاصرة وفي كلّ الفترات، انطلاقاً من حضور الذات في الشرق وتوهّج المعرفة والعلم في الغرب، واحترام كلّ هذا التنافذ للبشريّة جمعاء. «القانون في الطب» حتماً، ستبرز منجزات ابن سينا في جناحٍ بارز في معرض أبوظبي للكتاب، وسوف يستعيد أبناؤنا سيرة «الشيخ الرئيس»، الذي حفظ القرآن الكريم مبكّراً، ودرس العلوم الشرعيّة واللغوية والفلسفيّة والطبيّة، فلم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، إلا وهو يمارس الطب، وتذيع شهرته، وهو يقبل بنهم طالب العلم الشغوف على نوادر الكتب والقديم من المخطوطات، وذلك كانت تسنده في الواقع همّة قعساء تؤمن بالسبب والنتيجة وثمار هذين العنصرين في النجاح وتحقيق الأحلام. وفي الحديث عن «ابن سينا» يحضرنا كتاب «القانون في الطّب»، كمرجع طبّي عالمي لعدّة قرون، نظراً لانتشاره في أوروبا والعالم الإسلامي، حتى القرن السابع عشر، كما يقول المؤرخون، لأهميّته في تقديم الدقيق من أوصاف الأمراض، ومناقشة النظافة والتغذية والصّحة النفسيّة، حتى لقد أسس ابن سينا لفكرة «الطب الوقائي»، ووصف الجهاز البولي، والتهاب السحايا، كما وضع تصنيفاً للأدوية، وأنجز كثيراً من الأمور في هذه المجال. ولم يكن الفكر بعيداً عن ابن سينا، حيث الفلسفة هي عين الفكر، ويكفي أن يجمع ابن سينا بين الفلسفة الأرسطيّة والرؤية الأفلاطونيّة، لينسج منها فلسفةً عقلانيّةً إسلاميّةً، فيناقش الوجود والماهيّة والنفس، ويبدع في فهم استقلاليّة النفس عن الجسد، وهو ما شكّل أساساً لفكر فلسفي لاحق في العصور الوسطى الأوروبيّة. أمّا الشعر والأدب وفنون الرسم والموسيقى، فكانت بمنزلة فيوض إبداعيّة تشفُّ عن نفس رقيقة نهلت من كلّ العلوم واتصفت بالموسوعيّة فيها، وقد آن أن تلاحق ما للنفس الإنسانيّة من تحليق في الشعر «ديوان العرب»، والموسيقى «لغة الشعوب»، والرسم النابض بإحساس الرسّام، وقد قيل إنّ ابن سينا إضافةً إلى كلّ هذا، ألّف روايةً رمزيةً تحمل الطابع الفلسفي، كلّ هذا وهو لم يبلغ بعد الثلاثين من العمر، فلم يكن الزمن بالنسبة إليه، وهذا درس لأجيال اليوم، إلا فرصاً فيها ترويح عن النفس، ولكنّها مهمّة حين يقبض على حلٍّ لمسألة أو يضع دواءً لعلّة، أو يطير بنتيجة علميّة ينتظرها الناس، لذلك، لقد كان حقّاً واستحقاقاً أن يسميّه الغرب «أبو الطبّ الحديث»، أو «أمير الأطباء».


الوسط
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
«ثقافة دول حوض الكاريبي» ضيف أبوظبي للكتاب
تنطلق السبت فعاليات الدورة الـ 34 من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» تحت شعار «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»، ويتواصل المعرض حتى 5 مايو المقبل. وتحل «ثقافة دول حوض الكاريبي» ضيف شرف على دورة 2025 التي تستضيف 1400 جهة عارضة من 96 بلدا، ويشمل برنامج المعرض نحو 2000 فعالية ونشاط، فيما تحتفي الدورة الحالية بالعالِم الموسوعي «ابن سينا»، تزامنا مع مرور 1000 عام على إصدار كتابه «القانون في الطب». ويشهد المعرض جلسات حوارية، ومعارض تفاعلية تسلّط الضوء على إرث ابن سينا العلمي، وتستعرض أفكاره وإنجازاته وتأثيره في الحضارة الإنسانية. ويحتفي المعرض هذا العام بكتاب «ألف ليلة وليلة» بوصفه «كتاب العالم»، تقديرا لتأثيره على الثقافات و إلهام الأدباء والفنانين عالميا. مؤتمر «رقمنة الإبداع» كما يطلق المعرض النسخة الأولى من مؤتمر «رقمنة الإبداع» لاستكشاف تداخُل الذكاء الاصطناعي مع الفنون، وتأثير التقنيات الحديثة في صناعة المحتوى، من خلال جلسات متخصِّصة تناقش أحدث التطوُّرات في مجالات النشر والإنتاج الإبداعي، لرسم ملامح مستقبل الصناعات الثقافية.