logo
#

أحدث الأخبار مع #«الأيام»

عن تجربتي في «جنة الشوك»!
عن تجربتي في «جنة الشوك»!

الوطن

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوطن

عن تجربتي في «جنة الشوك»!

يقول حكماء «حراس الكلمة» إن الصحافة هي «سلاح من لا سلاح له» وإن «القلم أمضى من السيف»، لما للكلمة من قوة وتأثير على ديمومة الإبداع والتفاعل الإنساني، وذلك إيماناً من حراسها بأن الكلمة الحرة يجب ألا تذهب سدى، وإلا ستغيب بلا رجعة عن وعي الشعوب وضمائرهم. والصحافة، كما يصفها أحد هؤلاء الحكماء، هي «تاريخ في لحظة تكوّنه». ولا يمكن تنصيبها كسلطة رابعة للمجتمع، كما يتباهى أصحاب المهنة، إلا إذا تبنّت خطّاً مستقلاً في الرأي والموقف، لتكتسب صفة تمثيل «الرأي الآخر»، والمحافظة على موقعها كمصدر أساسي من مصادر التاريخ وشاهداً عليه. والصحافة بالنسبة لي، أو لنقل هواية الكتابة الصحفية، لم تخطر لي على بال إلا في ذلك اليوم الصيفي الكئيب من أغسطس 2000، عندما هزّ البحرين هول حادثة طيران الخليج القادمة من القاهرة. كنت حينها على مفترق طرق حياتي المهنية، بعد أن تركت وظيفتي في إحدى كبريات الشركات الوطنية. ولربما كان الحزن على الأرواح المفقودة، والرغبة في الانضمام، ولو بأضعف الإيمان، إلى جهود احتواء تبعات تلك الكارثة وآلامها البشرية، هو ما دفعني إلى البحث عن متنفس يستوعب ما يختلج القلب والخاطر، تفاعلًا مع واقعة لم نعهدها من قبل. ومع مرور الوقت، بدأت الكتابة الصحفية تجذبني إلى ساحتها، وكانت جريدة «الأيام» أول ميادين التجربة الفتية، والمحظوظة بإطراء الأب وتشجيعه لمحاولات الابنة الحالمة بتتبع خطى قلمه الشهير بـ «صداه» الواسع في التأثير، والمتسبب، أيضاً، في «تصديع» رؤوس من اختلف معهم في الرأي أو عارضهم في الموقف. وليس سهلاً أن تُترك هكذا وحدك، تتقاذفك أمواج الصحافة الهائجة بسجالات محترفيها واستعلاء متمرّسيها على متطفليها. لذلك، لم تطل إقامتي في رحاب صاحبة الجلالة، فانتقلت إلى مسيرة عمل جديدة، لم تخلُ من ممارسة الكتابة، وإن كانت بصيغ مختلفة، ولكن لها كل الفضل في إنضاج وتهذيب القلم وإبقائه على صلة مع «جنة الشوك». ولأن للصحافة سحرها الخاص على النفس، بحكم ظروف النشأة، فقد أسرتني المدرسة المقالية لطه حسين «الصحفي»، صاحب كتاب وعمود «جنة الشوك» في الصحف المصرية، المتألقة بذائقته الأدبية ونزعته الإصلاحية، لا سيما قناعته بأنها فن حضاري ذو وظيفة اجتماعية مباشرة لقيادة الفكر وتكوين الرأي. ولأن فنون الكتابة الصحفية تتنوع وتتطور بتفاعلها «الذكي» مع جماهيرها، ولا يمكن الاكتفاء بلون واحد من ألوانها أو مرجع وحيد من مراجعها، فلا يزال القلم يتدرب ويتحرى مزاج المهنة وأسرارها. وأجدني ممتنة لصحيفة «الوطن» على استضافتها لنا على هذه المساحة الأسبوعية، التي نعتبرها محطة جديدة لاختمار التجربة وتطورها. وإذا كان لي من عتب على الصحافة، فإن عتبي يكمن في غياب من يتبنى القلم الوليد أو يقدم له النصح لوجه الله! وقد يكون عتبي هذا في غير محله، وإنني أبالغ في ظني بأن الهاوي بحاجة إلى محترف يرشده لتجاوز وعورة الطريق. لا أعرف! لكن ما أعرفه يقيناً هو أن الصحافة، كمهنة وككيان مسؤول عن حماية منبت الكلمة، باقية ما بقيت الكلمة. ولا بد من تأمين التدفق العذب لأنهار الصحافة وفنونها وأصولها، والبناء على أجمل تجاربها. ولتأمين استمرارية ذلك التدفق، ماذا لو درسنا فكرة إنشاء أكاديمية خاصة للصحافة في البحرين، تستلهم توجهها من حقبتها الذهبية على يد روادها الكبار، الذين أعلوا صوت التوسط، ولم يقل أداؤهم عن نظرائهم في العالم العربي؟ لنتعلم من ثراء وتنوع سيرتهم الصحفية: كيف حافظوا على حرية النص رغم غياب عصا القانون؟ وكيف حوّلوا الصحافة إلى صناعة لإنتاج الفكر وتنشيط الرأي؟ وكيف تجنبوا تحويلها إلى تجارة كاسدة أو منبع للإثارة؟ وكيف استقروا على قاعدة الصحافة هي أول محطة لأي تجديد وتنوير وطني؟ وأترك الفكرة في ملعب «حراس الكلمة».. وكل عام والصحافة منبراً للتنوير. * عضو مؤسس دارة محمد جابر الأنصاري للفكر والثقافة

«صحة غزة»: 35 قتيلًا خلال 24 ساعة.. و52 ألفًا و400 منذ 7 أكتوبر  إسرائيل تُفرِج عن 10 أسرى بينهم معتقل من «مجزرة المسعفين»
«صحة غزة»: 35 قتيلًا خلال 24 ساعة.. و52 ألفًا و400 منذ 7 أكتوبر  إسرائيل تُفرِج عن 10 أسرى بينهم معتقل من «مجزرة المسعفين»

مدى

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • مدى

«صحة غزة»: 35 قتيلًا خلال 24 ساعة.. و52 ألفًا و400 منذ 7 أكتوبر إسرائيل تُفرِج عن 10 أسرى بينهم معتقل من «مجزرة المسعفين»

استقبلت مستشفيات وزارة الصحة في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 35 قتيلًا و109 مُصابين، إثر عدوان الاحتلال، في حين استمر القصف بمناطق متفرقة من أنحاء القطاع، مستهدفًا منازل وتجمعات مواطنين، وخيام نازحين. أطلقت السلطات الإسرائيلية، أمس، سراح عشرة أسرى من قطاع غزة، بينهم المسعف أسعد النصاصرة، نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، بعد وصولهم القطاع عبر بوابة حاجز كيسوفيم. شُخِّص نحو 984 طفلًا غزاويًا بسوء التغذية الحاد الشديد أو المتوسط، خلال أول أسبوعين من أبريل الجاري، حسبما قال، أمس، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، كاشفًا عن توقف عمل وإغلاق نحو 73 موقعًا للعلاج من سوء التغذية لأسباب أمنية، من أصل 195 موقعًا كان مفتوحًا قبل استئناف العدوان على القطاع في منتصف مارس الماضي. الاحتلال يستهدف خيام نازحين ومنازل وتجمعات مواطنين.. و«صحة غزة»: 35 قتيلًا خلال 24 ساعة قُتل 12 فلسطينيًا في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة منازل، اليوم، حسبما قالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، مُشيرة إلى مقتل ستة آخرين في استهدافات على مناطق متفرقة من أنحاء القطاع، بينهم صياد سقط برصاص الاحتلال في بحر مدينة غزة، شمالي القطاع. كما قتل 40 فلسطينيًا، أمس، إثر قصف الاحتلال منازل وتجمعات مواطنين وخيام نازحين، حسبما قالت جريدة «الأيام» الفلسطينية، اليوم، موضحة أن ثمانية قتلوا بعد قصفهم في بلدة جباليا شمالًا، إضافة إلى مقتل عشرة في استهداف خيام نازحين في منطقة المواصي، غربي خان يونس جنوبًا، فضلًا عن أربعة مزارعين، قتلهم الاحتلال في أثناء عملهم بأحد الحقول في جنوبي المدينة. واستقبلت مستشفيات وزارة الصحة في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، 35 قتيلًا و109 مُصابين، حسبما أعلنت الوزارة، اليوم، ما رفع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال منذ بدايته في السابع من أكتوبر 2023، إلى 52 ألفًا و400 قتيل، و118 ألفًا و14 مُصابًا. إسرائيل تُفرِج عن 10 أسرى من غزة بينهم معتقل من «مجزرة المسعفين» أطلقت السلطات الإسرائيلية سراح عشرة أسرى من قطاع غزة، بينهم المسعف أسعد النصاصرة، حسبما قالت وكالة «وفا»، أمس، مُضيفة أن الأسرى المفرج عنهم نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، بعد وصولهم القطاع عبر بوابة حاجز كيسوفيم. كانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كشفت في 14 أبريل الجاري، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغتها باعتقال الاحتلال المسعف النصاصرة، عقب استهدافه برفقة 15 من المسعفين والعاملين في الدفاع المدني، الذين أعدمهم الجيش الإسرائيلي عمدًا في أواخر مارس الماضي، قبل أن يُعثر عليهم مكومين في كيس شبكي أسود، في قبر جماعي، بطريقة «وحشية مهينة للكرامة الإنسانية»، وفقًا لبيان سابق للجمعية. ولم تعلن إسرائيل عن عدد الأسرى الذين اعتقلتهم من القطاع خلال شهور العدوان والتوغل البري، بخلاف نحو 1700 فلسطيني من غزة اعترفت مصلحة سجون الاحتلال باحتجازهم حتى بداية الشهر الجاري، وفقًا لوكالة «وفا»، في حين تقدّر هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين عددهم بالآلاف، محتجزين في سجون: سديه تيمان، وعنتوت، وعوفر، والنقب. أهالي غزة يضطرون إلى طحن المكرونة لصنع الخبز.. والحصار وأوامر التهجير تزيد حالات سوء التغذية شُخِّص نحو 984 طفلًا غزاويًا بسوء التغذية الحاد الشديد أو المتوسط، خلال أول أسبوعين من شهر أبريل الجاري، حسبما قال ، أمس، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة «أوتشا»، كاشفًا عن توقف عمل وإغلاق نحو 73 موقعًا للعلاج من سوء التغذية لأسباب أمنية، من أصل 195 موقعًا كان مفتوحًا قبل استئناف العدوان على القطاع في منتصف مارس الماضي. وأدى تناقص الإمدادات وارتفاع الأسعار إلى تقييد وصول الناس إلى المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير، مما زاد من خطر الجوع وسوء التغذية يوميًا في ظل تدهور الأوضاع الصحية العامة والاكتظاظ الشديد وارتفاع درجات الحرارة، حسبما ذكر التقرير، مؤكدًا تراجع استهلاك الغذاء في غزة بشكل حاد، ما قوض الانتعاش المتواضع الذي لوحظ في فبراير الماضي خلال وقف إطلاق النار. واستنفدت استراتيجيات التكيف لدى السكان أقصى طاقتها، حسبما قال «أوتشا»، بعدما أجبر النزوح واسع النطاق الكثيرين على التخلي عن الإمدادات الغذائية ومخزونات الطوارئ التي تم تأمينها خلال وقف إطلاق النار، فيما لم يعد الخبز الذي توفره المخابز التي تدعمها الأمم المتحدة متاحًا، ولا يستطيع معظم الناس الخبز لأنفسهم بسبب النقص الحاد في وقود الطهو وارتفاع تكلفة دقيق القمح القليل الذي لا يزال متاحًا في السوق. وتلجأ العائلات في غزة إلى خلط المكرونة المطحونة بالدقيق لصنع الخبز، مما يقلل من حجم وتواتر الوجبات، ويحد من استهلاك الخبز للأطفال أو تخصيص قطعة واحدة فقط لكل فرد من أفراد الأسرة يوميًا، حسبما ورد في التقرير، فيما اضطرت العائلات إلى حرق النفايات وخردة الخشب، مع النقص الحاد في وقود الطهو، مما زاد من المخاطر الصحية والبيئية. وتضرر إنتاج الغذاء في غزة بشدة نتيجة عدم وصول المزارعين والمربين إلى أراضيهم ومواشيهم بشكل آمن، إذ تقلصت مساحات الزراعة بشكل كبير، مع تصنيف حوالي 70% من أراضي القطاع «مناطق محظورة»، أو صدور أوامر تهجير منها، في حين لا تزال المنتجات الطازجة نادرةً وباهظة الثمن، بينما يضطر بعض تجار الجملة والصيادين والمزارعين إلى المخاطرة الشديدة للوصول إلى مناطق قريبة من المناطق المحظورة أو داخلها. سلوك الجيش الإسرائيلي في غزة يهدد وجود الفلسطينيين في القطاع كمجموعة سكانية، حسبما قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أمس، مضيفًا أن استخدام التجويع كسلاح، إلى جانب كل أشكال العقاب الجماعي، تمثل جرائم حرب بموجب القانون الدولي.

«زي النهارده».. وفاة الفنان أحمد زكي 27 مارس 2005
«زي النهارده».. وفاة الفنان أحمد زكي 27 مارس 2005

المصري اليوم

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المصري اليوم

«زي النهارده».. وفاة الفنان أحمد زكي 27 مارس 2005

تذكرنا هذه الأجواء الرمضانية بعملين من أجمل أعمال الفنان أحمد زكي في المسلسلات الرمضانية وهما: «هي وهو» تأليف الكاتبة الكبيرة سناء البيسي و «الأيام» عن سيرة طه حسين، وقد وصفه الناقد الكيير طارق الشناوي بقوله: «هو صوت المطحونين وترمومتر الموهوبين». أما اسمه كاملا فهو: أحمد زكى متولى عبد الرحمن بدوى،وهو مولود في 18 نوفمبر 1949 بالزقازيق،وكانت بداية تعرف الجمهور عليه في مسرحية (هالو شلبى)في دور خاطف لجرسون الفندق الذي يتقن تقليد النجوم،ويبحث عن فرصة لاكتشافه فنيا،وكان آنذاك لا يزال طالبا بمعهد المسرح، ومن أهم أفلامه: أيام السادات، وناصر56،والهروب، والبرىء ، وأحلام هند وكاميليا،وزوجة رجل مهم، وشفيقة ومتولى، وأبناء الصمت،ووراء الشمس والراقصة والطبال،والبداية، والبيه البواب، وسواق الهانم،واضحك الصورة تطلع حلوة، وحليم. كان زكى هو الابن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته، فتزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فرباه جده، وحصل على الإعدادية ثم المدرسة الصناعية، وفيها شجعه ناظرالمدرسة الذى كان يحب المسرح،ورأى فيه موهبة متميزة وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية فنزل للقاهرة والتحق به وتخرج عام 1973،وكان الأول على دفعته. وان زكى نموذجًا عاديًا لأشخاص عاديين يقابلهم المرءويتعامل معهم كل يوم في الحياة،ولم تكن الوسامة إحدى مقومات نجاحه، ولكونه واحدا عاديا حقق له ذلك المصداقية الفنية التي جعلت غالبية مشاهديه يرون أنفسهم فيه، وكان في كل عمل يقدم وجهاً من وجوه هؤلاء المصريين. وتوفى أحمد زكى «زي النهارده» فى 27 مارس 2005،عن 55 عامًا، إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وكان قد تزوج من الفنانة هالة فؤاد عام 1983 ورزق منها بولد هو هيثم أحمد زكى، الذي أكمل دور والده في فيلم حليم وكانا قد انفصلا قبل وفاتها.

جميعنا مهددون
جميعنا مهددون

الأيام

time٠٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الأيام

جميعنا مهددون

جميعنا مهددون نشر في 5 مارس 2025 الساعة 21 و 11 دقيقة ماذا فعل غريش؟ لقد قرر أن يؤلف كتابا بعد أن تحول الرد الإسرائيلي إلى إبادة جماعية في القطاع، وذلك على عجل، أي خلال شهور الحرب، ونشره في يناير الماضي مبررا ذلك بأن «الحرب على غزة شهدت من التضليل والافتراءات ما ندر أن شهدته أي حرب أخرى». وإذا كان عنوان الكتاب مثيرا: «فلسطين .. شعب لا يريد أن يموت» فإن غريش يجد لذلك ألف سبب، ومن ذلك أن «صمود الفلسطينيين لا يعود إلى معجزات خارقة، بل إلى حقيقة تاريخية يسعى البعض عبر العصور إلى تجاهلها، على مسؤوليتهم: لا يمكن إخضاع شعب إلى ما لا نهاية إلا بإبادته». وبوضوح يقدم غريش التوصيف النافذ لما سماه «ما بعد الهزة» أي 7 أكتوبر: «فبدل أن تبحث إسرائيل عن سبل تؤدي إلى اتفاق يتيح لـ 15 مليون فلسطيني وإسرائيلي العيش بسلام عادل قائم على المساواة، اختارت تل أبيب اجتياز عتبة جديدة في حربها الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني، بهدف واضح هو اقتلاع وجوده من أرضه». نور الدين مفتاح الناس معادن.. ومباشرة بعد «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر من السنة الماضية، هناك من هرول لكتابة تاريخ جديد للنزاع في الشرق الأوسط، على أساس أنه بدأ في 2023 وليس تواليا مع وعد بلفور في 1917 ثم النكبة في 1948 والنكسة في 1967 وهلم ظلما لم يشهد له التاريخ مثيلا. وعكس هذا، هناك رجال استثنائيون قادتهم نزعتهم الإنسانية إلى النظر بعيون موضوعية لما جرى ويجري في قطاع غزة. ومن هؤلاء رجل نخصص له غلاف «الأيام» لهذا العدد، هو الصحافي الألمعي آلان غريش. ولأن قيمة المكتوب من قيمة الكاتب فآلان غريش خصص بحثه لنيل شهادة الدكتوراه بمعهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية سنة 1983 لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو فرنسي من أسرة يهودية ويعتبر أحد أبرز المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط والعالم العربي، كما ترأس تحرير الدورية المتخصصة الرصينة «لوموند ديبلوماتيك» لعقد من الزمان. ماذا فعل غريش؟ لقد قرر أن يؤلف كتابا بعد أن تحول الرد الإسرائيلي إلى إبادة جماعية في القطاع، وذلك على عجل، أي خلال شهور الحرب، ونشره في يناير الماضي مبررا ذلك بأن «الحرب على غزة شهدت من التضليل والافتراءات ما ندر أن شهدته أي حرب أخرى». وإذا كان عنوان الكتاب مثيرا: «فلسطين .. شعب لا يريد أن يموت» فإن غريش يجد لذلك ألف سبب، ومن ذلك أن «صمود الفلسطينيين لا يعود إلى معجزات خارقة، بل إلى حقيقة تاريخية يسعى البعض عبر العصور إلى تجاهلها، على مسؤوليتهم: لا يمكن إخضاع شعب إلى ما لا نهاية إلا بإبادته». وبوضوح يقدم غريش التوصيف النافذ لما سماه «ما بعد الهزة» أي 7 أكتوبر: «فبدل أن تبحث إسرائيل عن سبل تؤدي إلى اتفاق يتيح لـ 15 مليون فلسطيني وإسرائيلي العيش بسلام عادل قائم على المساواة، اختارت تل أبيب اجتياز عتبة جديدة في حربها الاستعمارية ضد الشعب الفلسطيني، بهدف واضح هو اقتلاع وجوده من أرضه». ويضيف الكاتب باستقراء نبيه للتاريخ: «وكما حدث ما بين عامي 1948 و1949 حين طرد ما بين 700 ألف و800 ألف شخص، وكما حدث خلال حرب يونيو 1967 مع تهجير 300 ألف آخرين، يبدو أن إسرائيل اليوم تسعى إلى التخلص من سكان غزة الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في استعادة لأحلام المستعمرين القديمة وكابوس الشعوب المضطهدة عبر قرون». وها نحن نرى أن الوقائع بينت صواب ما ذهب إليه الكاتب، بحيث أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمجرد تنصيبه أخرج من جعبته صفقة صادمة بتهجير سكان غزة إلى الأردن ومصر وتحويل القطاع إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»! إن ما تقوم به إسرائيل اليوم يحرج حتى أقرب حلفائها ومحبيها بحيث فقدوا بعضا من ماء وجوههم. وإذا كانت ذريعة المتعاطفين مع إسرائيل هي الهجوم غير المبرر الذي قامت به المقاومة في 7 أكتوبر، فماذا عن الضفة الغربية اليوم؟ وماذا عن حرب التهجير والتدمير في مخيمات جنين وطولكرم وغيرهما؟ إن «طوفان الأقصى» كان رد فعل على سياسة هوجاء للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تولت تدبير شؤون الإسرائيليين سنة 2022، وكان هدفها ـ بالطوفان أو بدونه ـ هو الاستيلاء على الضفة الغربية وتمزيق اتفاقيات أوسلو وتهويد الأماكن المقدسة، مع طلب المزيد من التطبيع وخصوصا مع المملكة العربية السعودية بكل رمزيتها. وكانت بلاد الحرمين الشريفين ستكون آنئذ حبيبة معتدلة لو فعلت، ولكنها بالنظر لحرب الإبادة الجماعية رفضت هذا التطبيع، فأصبحت في نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أرضا يمكن أن يهجَّر إليها الفلسطينيون كما قال في تصريحات علنية قبل أسبوعين! لقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت عقب «طوفان الأقصىى»: «رفعت كل القيود. إننا نقاتل حيوانات بشرية. ها هو داعش في غزة. سنقضي على كل شيء» وقال وزير الطاقة إسرائيل كاتس: «سنقاتل منظمة حماس الإرهابية وندمرها، صدرت أوامر لجميع السكان المدنيين في غزة بالمغادرة فورا. سننتصر. لن تصلهم قطرة ماء أو بطارية واحدة إلى أن يرحلوا عن الدنيا». هل هذه يا سادة هي أخلاق الحرب؟ وهل هذه هي ذريعة الدفاع عن النفس؟ وحتى عن هذا الدفاع عن النفس، فإن آلان غريش يورد تحليلا للحقوقي رافاييل ميزون يقول فيه: «إن دولة احتلال عندما تتعرض لهجوم صادر من أرض محتلة لا تستطيع التذرع بالدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. إذ لا يمكن اللجوء إلى «الحق الطبيعي» في الدفاع عن النفس إلا إذا تعرضت الدولة لعدوان مسلح من قبل دولة أخرى. كما أن الدفاع عن النفس لا يرقى في أي وقت، في إطار القانون الدولي، إلى مستوى «شيك على بياض». إن الوضع اليوم خطير جدا، خصوصا مع تحول الولايات المتحدة علانية إلى جزء من حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، وإسرائيل التي احتلت أراض سورية إضافية وأراض في جنوب لبنان تعمل بلا هوادة على ضم الضفة الغربية. والمشكلة أنها بعد أن تفعل -أمام عجز عربي ودولي فظيع- فإنها ستؤسس لنظام أبارتهايد لا غبار عليه بحيث إن الفلسطينيين هناك سيصبحون من «البدون» بلا حقوق مدنية ولا انتماء. هذا وضع واضح وفاضح، لهذا أستغرب من بعض إخواننا الذين لا يتحدثون إلا بلكنة إسرائيلية وكأن القرب من تل أبيب هو الحل. وبغض النظر عن الاحتلال وحقوق الفلسطينيين وحتى القضية الإنسانية التي يضعها الصهاينة على المحك، فإن المهدَّد في هذه القضية هو الجميع في هذا العالم العربي المتشرذم والعاجز. نعم من المسجد الأقصى إلى المغرب الأقصى، نحن مهددون مهما فعلنا. وأمام كل هذه الهرولة الجارحة التي أرى، وقعتُ على كلام كالبلسم وأنا أقرأ سيرة الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية إسماعيل العلوي: «نبل السياسة» حيث يقول: «لا يسعني إلا أن أنحني ترحما على أرواح رفاقي اليهود وإكباراً لهم، ومنهم عمران المالح وأبراهام السرفاتي ويوسف ليفي وشمعون ليفي وجرمان عيوش وزوجته فريحة وغيرهم كثير. لم يترددوا في التنديد بالجرائم الإسرائيلية ليس فقط في حق الفلسطينيين بل ضد شعوب المنطقة، وحتى ضد الشعب المغربي». «أنا مناهض بشدة للحركة الصهيونية رافض لكل أشكال التعاون معها لأنها حركة إقصائية وعنصرية أنشئت على أساس أساطير لا تمت بصلة للمنطق -يقول إسماعيل العلوي- وأعتبر ما قامت به هذه الحركة في حق الشعب المغربي يمثل جريمة وإبادة، عندما فصلت المكون اليهودي المغربي عن مجتمعه المغربي الذي عاش فيه آلاف السنين، بل بشكل أزلي، وتسببت في هجرة هذا الفصيل من شعبنا إلى إسرائيل وغيرها، ومزّقت وحدتنا وتماسكنا الاجتماعي». ولكم التعليق.

أيام الشارقة بالدورة 34 .. تكرم فضة ومريم تقديراً لإسهاماتهما المسرحية
أيام الشارقة بالدورة 34 .. تكرم فضة ومريم تقديراً لإسهاماتهما المسرحية

الدستور

time١٩-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

أيام الشارقة بالدورة 34 .. تكرم فضة ومريم تقديراً لإسهاماتهما المسرحية

الشارقة - حسام عطية بحضور مسرحيين وأكاديميين اردنيين وعرب، وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت , امس،الاربعاء فعاليات الدورة الـ 34 من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، الذي تقيمه إدارة المسرح التابعة لدائرة الثقافة بالشارقة، في الفترة من 19 شباط فبراير الحالي وحتى 26 من الشهر نفسه. وشهد حفل الافتتاح ايام الشارقة المسرحية تكريم الفنانين أسعد فضة ومريم سلطان تقديرا لإسهاماتهما البارزة. وتنافس في المهرجان هذا العام، 6 عروض مسرحية على جوائز «الأيام» هذا العام، وتضم لجنة التحكيم، الممثل والكاتب الإماراتي عبدالله راشد، المخرج التونسي غازي زغباني، الباحث والمخرج الجزائري د.لخضر منصوري، الناقدة المصرية د.ياسمين فراج، الكاتب والمخرج المغربي د.عبدالمجيد شكير، والعروض المتنافسة على جوائز هذه الدورة هي، «علكة صالح» تأليف علي جمال، وإخراج حسن رجب، لفرقة المسرح الحديث بالشارقة، و»صرخات من الهاوية» تأليف عبدالله إسماعيل عبدالله، وإخراج عبدالرحمن الملا، لجمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، و»عرائس النار» تأليف باسمة يونس، وإخراج إلهام محمد، لمسرح خورفكان للفنون، و «كعب ونصف حذاء» من تأليف وإخراج محمد صالح، لمسرح ياس، و»جر محراثك» إعداد وإخراج مهند كريم، لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، و»بابا» تأليف وإخراج محمد العامري، لفرقة مسرح الشارقة الوطني، كما تقدم 6 عروض خارج المسابقة وهي، «في انتظار العائلة» تأليف أسامة زايد، وإخراج سعيد الهرش، لمسرح الفجيرة، و»اليوم التالي للحب» تأليف أحمد الماجد، وإخراج مروان الصلعاوي، لجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، و»يانصيب» إعداد مهند كريم، وإخراج نصر الدين عبيدي، لمسرح العين الشعبي، و»عرج السواحل» تأليف سالم الحتاوي، وإخراج عيسى كايد، لمسرح أم القيوين الوطني، و»دق خشوم» تأليف وإخراج عبدالله المهيري، لمسرح دبي الوطني، و»فئران القطن» تأليف وإخراج علي جمال، لمسرح دبي الأهلي، كما يشهد برنامج العروض تقديم عملين من الدورة الحادية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، وهما، العرض الحائز جائزة أفضل عرض، وهو «أغنية الوداع» للمخرج طلال البلوشي، والعمل الحائز جائزة أفضل سينوغرافيا، وهو «الملاذ» للمخرج جاسم غريب. وتشكلت اللجنة العليا المنظمة «لأيام الشارقة المسرحية، برئاسة أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح، ومدير المهرجان، والأعضاء، الكاتب المسرحي إسماعيل عبد الله، الفنان أحمد الجسمي، الفنان عبد الله راشد، الفنان محمد جمال، وتتبارى في «الأيام» الفرق المسرحية الإماراتية على جملة من الجوائز الخاصة بفنيات العرض المسرحي، وتحفل المناسبة بمجموعة من الورش التدريبية والأنشطة الفكرية المصاحبة بمشاركة العديد من الفنانين العرب. وتحتفي الشارقة هذا العام عبر «ملتقى أوائل المسرح» بالمتميزين من خريجي معاهد وكليات المسرح في العالم العربي، وقد استقدمتهم من بلدانهم لتتيح لهم فرصة التعرف على أجواء أيامها المسرحية، ومشاهدة العروض، والمشاركة في الندوات والمسامرات، إلى جانب مشاركتهم في البرنامج الخاص بفترة إقامتهم، وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات والورش النظرية والعملية القصيرة، حول الفن المسرحي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store