logo
#

أحدث الأخبار مع #«البيتالكبير»،

البيت الكبير.. ضرورة
البيت الكبير.. ضرورة

الإمارات اليوم

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الإمارات اليوم

البيت الكبير.. ضرورة

في الماضي، كان بيت الأخ الكبير أو الأخت الكبيرة هو القلب النابض للعائلة، حيث تلتقي الأجيال، وتُروى الحكايات، وتُبنى الذكريات. لم يكن الأمر خاضعاً للجدل، ولم يكن الحضور يُحسب كالتزام أو «واجب اجتماعي»، بل كان عادة متجذرة في النفوس، وركيزة من ركائز الترابط الأسري. اليوم، تغيرت المعادلة، فأصبحت التجمعات الأسرية أشبه بنشاط تطوعي، يحضره البعض متى أراد، ويغيب عنه متى شاء، وأحياناً يتم الاتفاق عليه وكأنه اجتماع رسمي تُطرح فيه مواعيد مناسبة للجميع، وكأننا نحاول أن نجد وقتاً وسط جدول أعمال مزدحم لأبسط شيء يجب أن يكون جزءاً من حياتنا وهي العائلة. لكن هل ندرك خطورة هذا التغيّر؟ عندما تقل اللقاءات العائلية، تتلاشى التفاصيل الصغيرة التي كانت تُغني علاقة بعضنا ببعض، وعندما يصبح اللقاء استثناءً وليس قاعدة، يتراجع الشعور بالأمان الأسري والانتماء. الاجتماع في البيت الكبير ليس أمراً ثانوياً، بل هو مصدر للقيم، للحب الحقيقي، وللدعم الذي لا يعوّض. البيت الكبير ليس رفاهية، وليس خياراً يمكن تأجيله، إنه المكان الذي تتشكل فيه الهوية، ويتوارث فيه الأبناء والأحفاد حكايات العائلة، حيث يتعلم الصغار من الكبار، وحيث يكون للضحك، والدعابة، وحتى النقاشات الحادة، معنى لا نجده في أي مكان آخر. العائلة ليست «مناسبة سنوية» تُرتّب لها المواعيد، بل هي روحٌ تُحيا في لقاءات مستمرة. فلا تجعلوا اجتماعكم ببيت الأخ أو الأخت الكبيرة مجرد ذكرى جميلة من الماضي، بل عادة تعيشونها اليوم، حتى تورثوها لمن بعدكم. والسؤال هنا: متى كانت آخر مرة اجتمعتم فيها في «البيت الكبير»، ليس كواجب، بل كحب؟ *عضو المجلس الوطني الاتحادي M_BinTheneya@ لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

مبادرة «البيت الكبير» ومائدتا «رومانى» و«المحطة» أشهرها
مبادرة «البيت الكبير» ومائدتا «رومانى» و«المحطة» أشهرها

بوابة الأهرام

time١١-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • بوابة الأهرام

مبادرة «البيت الكبير» ومائدتا «رومانى» و«المحطة» أشهرها

رمضان يجمع الأهالى والزائرين على «سفرة» واحدة فى الأقصر تشهد محافظة الأقصر خلال شهر رمضان سباقا من نوع خاص، فالأهالى يتنافسون من أجل إطعام الصائمين، سواء عبر موائد الرحمن التى تنتشر فى القرى والنجوع، أو من خلال توزيع وجبات الإفطار على الطرق الصحراوية والزراعية. وأبرز المبادرات التى تشهد مشاركة فئات عديدة من الأقصريين، تبرز «البيت الكبير»، التى بدأت قبل عدة سنوات بجهود سيدات من مؤسسة تحمل الاسم نفسه، بالتعاون مع مجموعة من الشباب المتطوعين وجمعية «زاد» الأهلية، وتهدف إلى توفير وجبات إفطار يوميا فى رمضان، قبل أن يمتد نشاطها لتشمل الإطعام على مدار العام. تقول رانيا مراد، مديرة المشروع وأحد مؤسسى سفرة «البيت الكبير»: «الفكرة بدأت على أيدى سيدات (البيت الكبير)، وهى مؤسسة تهتم بكبار السن، وتوفر لهن الدعم الصحى والنفسى والاجتماعى. ومع مرور الوقت، ظهرت مبادرات جديدة داخل المؤسسة، مثل إعداد وجبات الطعام للصائمين، التى بدأناها بتبرعات بسيطة من السيدات. وتدريجيا، بدأ النشاط يتطور ويتسع نطاقه عاما بعد عام، حتى وصلنا اليوم إلى توزيع ما بين 350 و500 وجبة يوميا فى رمضان، مع زيادة العدد فى العشر الأواخر». يبدأ العمل فى مطبخ «البيت الكبير» يوميا من العاشرة صباحا، حيث يشرف عليه طباخان متخصصان، إلى جانب سيدات متطوعات من زائرات المؤسسة. ويستمر العمل حتى قبيل المغرب، لضمان توصيل الوجبات ساخنة إلى المحتاجين، خصوصا المرضى وكبار السن. ولم يتوقف الأمر عند رمضان، بل أصبح الإطعام عادة أسبوعية، حيث توزع وجبات مرتين أسبوعيا، كما يقدم المطبخ وجبات منزلية لطلبة الجامعات والمغتربين بأسعار رمزية. ولا تنتهى المبادرات الأقصرية هنا، ففى عادة سنوية لم تنقطع، يقيم رومانى رمزى عجايبى ونجله بيشوى رومانى واحدة من أكبر «موائد الرحمن» فى الأقصر، فيستقبل نحو 200 صائم يوميا. عن تلك المبادرة، يقول بيشوى رومانى: «نحرص على إقامة هذه المائدة سنويا، لأن رمضان شهر الخير، وواجبنا أن نشارك فيه. الهدف ليس فقط توفير الطعام، بل نشر روح المحبة بين الجميع، فالمائدة لاتفرق بين مسلم ومسيحي، الجميع هنا إخوة». تقام مائدة رومانى يوميا طوال شهر رمضان فى مدينة الأقصر، حيث يتم إعداد الطعام بعناية وتقديمه فى أجواء احتفالية، وسط توافد العشرات من المحتاجين والعابرين الذين يجدون فى المائدة ملاذا كريما للإفطار. أما المسافرون القادمون إلى الأقصر أو المغادرون منها، فسيجدون فى «شارع المحطة»، «مائدة رحمن» أقيمت خصيصا لهم، حيث بدأ مجموعة من الأصدقاء هذه المبادرة عام 2008، وما زالوا مستمرين حتى اليوم، رغم رفضهم الكشف عن أسمائهم. يقول أحد القائمين على المبادرة، وهو طاه محترف: «بدأنا هذه المائدة بشكل بسيط، رغبة فى استغلال مهاراتنا فى الطبخ لفعل الخير. اخترنا موقعها أمام محطة السكك الحديدية، لتزامن وصول رحلات القطارات مع وقت الإفطار. يصل المئات من الركاب، وكثير منهم صائم. فكانت الفكرة بأن تكون مائدتنا أول ما يقابلهم بعد الهبوط من القطار». تحظى المائدة بدعم متطوعين من أهالى المنطقة، حيث يتم إعداد وجبات متكاملة يوميًا، إلى جانب التمر والمشروبات الرمضانية. ومبادرات المائدة الواحدة فى الأقصر لاتنتهى هنا، فعلى مدار أكثر من عشرة أعوام، يحرص شباب «قرية الرزيقات بحرى»، بجنوب الأقصر، على توزيع وجبات الإفطار للصائمين من السائقين والمسافرين على الطرق الزراعية والصحراوية. يقول أحمد، أحد المشاركين فى المبادرة: «بدأنا بعدد قليل من الوجبات، ومع الوقت زاد العدد حتى وصل هذا العام إلى أكثر من 300 وجبة يوميًا. يتم إعداد الوجبات فى مطبخ خيرى بالقرية، بمشاركة شباب النجع، وبتمويل من تبرعات أهل الخير». الوجبات تشمل مياها معدنية، عصائر فريش، تمرا، خضراوات، ولحوما، ويتم توزيعها قبل المغرب بدقائق، حيث يتجمع المتطوعون على الطريق لإيقاف. السيارات وتقديم الوجبات للصائمين، فى مشهد يتكرر كل يوم طوال الشهر الفضيل. وفى شمال الأقصر، تحديدا فى مدينة «طيبة»، تمتد موائد الخير مقابل أحد أشهر مستشفيات علاج الأورام، حيث يتم توفير وجبات الإفطار يوميا للمرضى ومرافقيهم. المائدة تستقبل يوميا نحو 700 شخص، أغلبهم من المرافقين وزوار المرضى، خاصة القادمين من المحافظات المجاورة. وتشارك مؤسسات وجمعيات خيرية فى التعاون مع إدارة المستشفى فى إعداد هذه المائدة وغيرها من الوجبات التى توجه فى الأساس إلى مرافقى المرضى، مما يخفف عمن يضطر منهم للبقاء إلى جوار ذويهم لفترات طويلة. من شمال الأقصر إلى جنوبها، ومن داخل المدينة إلى الطرق الصحراوية، تمتد موائد الخير فى كل مكان، فهو رمضان شهر العطاء والخير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store