أحدث الأخبار مع #«الحب»


الجمهورية
منذ 6 أيام
- ترفيه
- الجمهورية
Love: التواصل على طريقة أوسلو
«الحب»، وهو واحدٌ من ثلاثية أفلام لهاوغيرود تدور أحداثها في أوسلو، ينسج عدة قصص في حبكة واحدة، تماماً كما تتشابك حياة شخصياته. الخيطان الرئيسان في القصة هما ماريان، طبيبة مسالك بولية في منتصف العمر في أوسلو، والممرض الأقرب إلى عملها، تور. هي امرأة مغايرة الجنس؛ وهو مثلي؛ وكلاهما أعزب. في إحدى الأمسيات بعد العمل، يجدان نفسَيهما على متن عبّارة متجهة إلى جزيرة مجاورة، حيث تلتقي ماريان وصديقتها هايدي، التي تُنظّم احتفالات مئوية المدينة، مع بعض الأشخاص المشاركين في التخطيط. من بين هؤلاء الأشخاص صديق هايدي، أولِه، وهو مهندس معماري لطيف الطبع. يحصل انسجام فوري بينه وبين ماريان. هو مطلّق ولديه أطفال، وتعيش طليقته في الجوار. لا تستطيع ماريان إنكار انجذابها إليه، لكن الأمور تبدو معقّدة، وهي لا تمانع في أن تبقى وحيدة. في طريق العودة، تجد نفسها على العبّارة مع تور، وتبدأ بينهما محادثة عن فلسفة تور الخاصة بالعلاقات - وهي فلسفة أكثر تحرّراً واتساعاً من فلسفتها. فتقرّر أن تجرب طريقته بنفسها. في هذه الأثناء، يلتقي تور ببيورن (لارس جاكوب هولم) في إحدى الليالي، ثم يصادفه لاحقاً في عيادة المسالك البولية، وتبيّن أنّه مصاب بسرطان البروستات. فيجد نفسه يدخل في نوع مختلف من العلاقة مع بيورن، لم يختبره من قِبل مع أي شخص. ويتبيّن أنّ كلاً من تور وماريان لدَيهما الكثير من المساحة للنمو الشخصي. يتحرّك فيلم «الحب» ببطء وسط لحظاته الهادئة، على خلفية مدينة أوسلو وهندستها المعمارية. هناك جمال خاص في كل مشهد، جمال حضري هادئ يترك مساحة لتأمّل الجمهور. تقضي الشخصيات وقتاً طويلاً في الحديث، بصراحة وصدق، عن علاقاتهم مع الآخرين ومع أنفسهم، وعن الطرق التي يتعاملون بها مع العالم. وأحياناً، أثناء هذه الحوارات، تتراجع الكاميرا لتنساب فوق أسطح أوسلو، المتلألئة تحت شمس آب الساطعة. تستمر الأصوات، لكنّنا نرى قطاعاً أوسع من المدينة، تذكيراً بأنّ هذه الأحاديث تجري في كل أرجاء المدينة، في كل وقت. الناس مهتمّون بالحُبّ، يبحثون عن الحب، يُمرّرون إصبعهم على تطبيقات المواعدة لأجل الحُبّ. ولكل شخص منهم، يتجلّى الحُبّ بصورة مختلفة. بطريقة ما، يبدو «الحب» فيلماً نظرياً للغاية، إذ تمثل كل شخصية مقاربة مختلفة لإيجاد التواصل الجنسي والإشباع العاطفي. هناك الزوجان المطلقان اللذان يحافظان على علاقة من أجل أولادهما؛ الأحادي المخلص والسعيد؛ الرجل الذي يفضّل عدم الالتزام؛ والمرأة التي لا تستطيع أن تقرّر. سيناريو هاوغيرود يخلو إلى حدٍّ كبير من إصدار الأحكام. وإن اقترب أحياناً من الطابع الأكاديمي، فإنّ الفيلم جميل بدرجة تدفعك إلى البقاء في عالمه. في بداية الفيلم، نتعرّف أولاً إلى هايدي، التي تقوم بجولة لزوّار حول مباني الحكومة في المدينة، وتقدّم تفسيرها الخاص للنقوش والتماثيل.


الاتحاد
٠٧-١٢-٢٠٢٤
- ترفيه
- الاتحاد
كلمة كل الأسرار
كلمة كل الأسرار - ينسلُّ من جسدي الحذر، وتندفع رجلاي إلى هلاكٍ وشيكٍ كلما سمعتُ كلمة «الحب» أو تناهى إليّ صداها. وكأنما الرجل الرصين، حين يسقطُ في فخٍ مثل هذا، يصيرُ تململهُ رفيفاً، وتخرجُ من بين جنبيه عصافير كانت تختنق. وربما يراه الناسُ بعد ذلك وهو يمزّق ألبوم الذكريات ويطلق الصور السجينة منه لتسبح في فسحة التيه. - هذا القلمُ الأبيّ، القلم الذي يرفض أن يكتب كلمة «الحب» خوفاً من أن تحرق الورق المكدّس بلا معنى. هل تصلحُ معه المطرقة؟ وهذه الممحاة التي رفضت أن تمسح كلمة الحب، هل حقاً مصنوعة من جمر؟- رأيتهما بأم العين يجلسان صامتين على كرسي الحديقة، العاشقان وقد تخاصما، وكانت بينهما كلمة «الحب» مثل ستارة شفافة سرعان ما احترقت حين تعانقا. قالت الفتاةُ في سرّها: قلبي صندوق فراشات وها هو يُفتح الآن. وقال الفتى في سرّهِ: روحي ملكٌ للمدى حين تبتسمين؟ - كنتُ على ضفة اليأس حين رميتُ قصائدي كلها في النهر فأكلتها التماسيح وصارت تغني. وكنتُ على قمة الأمل حين مددتُ يدي لانتشال حبيبتي من قاع سقوطها، ورفعتها لتكون غيمة، لتكون نجمة، لتكون ارتحالاً، وأصيرُ أنا تحتها نحتاً لرجلٍ صقلت فحواه كلمة «الحب» وصار ينتمي بكيانه كله، للمزالق الآسرة. - من هذا المجنون الذي رأى قدوم العاصفة وراح يركض باتجاهها؟ ها هو أشعث الشعر وبقميصٍ ممزقٍ يطوف الشوارع بحثاً عن الكلمة التي أيقظت في أعماقه شهوة التحدي. وها هي المرأة التي ظنها واقفة بانتظاره قرب البئر، أصبحت طيفاً في قصيدة مسافرة. القصيدة التي اختزلت كلها في كلمة واحدة هي «الحب» ولا نهاية أو بداية قبلها أو بعدها. - أعرف فيلسوفاً تعثّر يوماً بحبل أفعى وسقط في الشك. وأعرف شاعراً فقد فمه حين نفخَ في بوق الفراغ. وحين قلّبتُ دفاتر الأرق البنفسجي الذي يشعّ في الليالي الموحشة، سمعتُ آهات رجالٍ كانوا يبحثون عن المرأة الحلم في الخرائب المهجورة، والأحياء الجافة، والشوارع المسكونة بالخوف. تعالي إليهم يا كلمة «الحب» كي تصبح المدينة كرنفالاً للقلوب التائهة. وكي يرتفع فوقهم قمر الوضوح مبدداً التلعثم في النفوس وعلى الألسنة. - هي إذن كلمة كل الأسرار. خذها قبعة لأيامك وادخل في مرح الوجود بكامل أناقتك الروحية. وخذها مفتاحاً لخروجك من عزلة الوهم، عندما ترى الحياة وكأنك لا ترى سوى جريان الأيام، وأنت بانتظارها.