logo
#

أحدث الأخبار مع #«الحسبة»

«التطبيقات»... أسلوب عصري غيّر معادلة العقار بيعاً وشراء
«التطبيقات»... أسلوب عصري غيّر معادلة العقار بيعاً وشراء

الرأي

timeمنذ 10 ساعات

  • أعمال
  • الرأي

«التطبيقات»... أسلوب عصري غيّر معادلة العقار بيعاً وشراء

- عبدالله الصالح: تغير كامل في آلية تنفيذ الصفقات العقارية - أحمد اللهيب: الفكر التقليدي الحاكم بتعاملات السوق العقاري تغير في ظل القفزات التكنولوجية باستمرار وتوسع التحوّل الرقمي في الحياة اليومية، تصدرت التطبيقات المشهد العقاري الفترة الماضية، فبعد أن كان استخدامها مقتصراً على الشباب قبل جائحة كورونا، استقطبت شريحة عريضة من مستخدمي ومتعاملي العقار أخيراً، ليضم مع ذلك السوق المحلي تطبيقات عقارية متخصصة تتنافس في تقديم العروض من بيع وشراء وتأجير وتقييم وتمويل وإدارة وغير ذلك. ويعمل في الكويت، نحو 10 تطبيقات عقارية، منها 3 متخصصة في البيع والشراء، و3 تقدم خدمات التقييم والإدارة، إضافة إلى تطبيقات شاملة لقطاعات أخرى ولكنها تقدم خدمات عقارية، ويصل عدد مستخدمي بعض التطبيقات المتخصصة 600 ألف، ويرتفع العدد في التطبيقات الشاملة، كما تحقق ملايين المشاهدات. وأكد متخصصون أن التطبيقات العقارية أحدثت تغييراً كاملاً في آلية تنفيذ صفقات القطاع محلياً، لاسيما أن الطرق التقليدية في الاستفسار، كانت تؤدي إلى هدر كبير في الوقت والجهد لجميع أطراف الصفقة، كما أن البيانات لم تكن كاملة أمام المستثمر أو الباحث، كما زادت وعي مستخدميها من خلال معرفة قيمة عقاراتهم بشكل دقيق دون مبالغة أو نقصان، كما زادت وعي مستخدميها من خلال معرفة قيمة عقاراتهم بشكل دقيق من دون مبالغة أو بخس بالثمن. ولفتوا إلى أن المنصات والتطبيقات الحكومية التي تم إطلاقها السنوات الأخيرة، أحدثت تغيراً كاملاً ليس في القطاع العقاري فقط ولكن في جميع القطاعات الآخرى والتي من أبرزها «سهل»، «هويتي»، و«Kuwait Finder»، موضحين أن هذه التطبيقات دعمت التطبيقات العقارية كثيراً، خصوصاً مع ربطها بها، إذ أعطت موثوقية لها. وحول المعوقات التي تواجه استخدام الحلول الذكية في السوق العقاري، أكدوا أن أبرزها نقص التشريعات، وعدم وجود جهة واحدة تجمع البيانات الحكومية المتعلقة بالصفقات العقارية. من ناحيته، قال المدير الشريك لشركة «الحسبة» العقارية والمقيّم العقاري المعتمد أحمد اللهيب، إن التطبيقات العقارية سهلت على المتعاملين في القطاع بشفافية مرجعية للأسعار، كما زادت وعي مستخدميها من خلال معرفة قيمة عقاراتهم بشكل دقيق دون مبالغة أو نقصان، موضحاً أن هذه التطبيقات قدم خدمات رقمية وحلول للقطاع، بعضها مبني على خوارزميات تستخدم المعايير الدولية للتقييم العقاري، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى المؤثرة في قيمة العقار، لافتاً إلى أن التطبيقات العقارية غيرت الفكر السائد الحاكم في تعاملات السوق العقاري السنوات الماضية، من بحث عشوائي لآخر يوفر قاعدة بيانات كافية لمتعاملي القطاع. وأشار إلى أن هناك خدمات أخرى تقدمها التطبيقات، مثل عرض جميع المزادات العقارية بتواريخها وتوقيتاتها المختلفة وأماكنها وأسعارها قبل وبعد المزاد، كما توجد خدمة أخرى لاحتساب قيمة أقساط العقار، إضافة لخدمات إعلان بيع وإيجار العقارات والأخبار العقارية المحلية ومقالات عقارية مختارة، مؤكداً أن التطبيقات العقارية استطاعت تغيير ثقافة المستخدم، سواء كان بائعاً أو مشترياً، ففي السابق كان يتم الاكتفاء بمعلومات قليلة عن العقار محل الصفقة، لكن الآن باتت هناك رؤية كاملة عنه، حيث قد يتضمن العقار 13 وصفاً، تشكل رؤية متكاملة، تؤثر كثيراً في اتخاذ قرار الاستثمار من عدمه. وأكد أن استخدام التطبيقات بعد «كورنا» كما يتم حالياً، أصبح توجهاً للجهات سواء كانت حكومية أو قطاعاً خاصاً، مستدلاً عقارياً بتطبيق Kuwait Finder «الذي أحدث نقلة نوعية للقطاع العقاري في الكويت حيث يقدم معلومات وصوراً عن المباني والوحدات السكنية والجهات الحكومية والخاصة. وحول المعوقات التي تواجه استخدام الحلول الذكية في السوق العقاري، أوضح اللهيب أن أبرزها نقص التشريعات، فهناك أطراف عدّة تدخل في عملية الشراء والبيع العقاري، مثل وزارة العدل، بلدية الكويت، الإطفاء، مطالباً بوجود منصة ذكية تربط كل هذه الأطراف، فيما أوضح أن كثرة الأطراف تقلل شفافية العملية وتجعل هناك العديد من البيانات غير متوافرة ما يؤثر على اتخاذ القرار. وأضاف أن هناك العديد من الخدمات الرقمية التي قد تساعد في تسهيل وتسريع إجراءات التداول العقاري، إلا أنها مؤجلة حتي تصدر تشريعات بها، لافتاً إلى أن فكرة الدفتر الإلكتروني تم طرحها منذ سنوات، وتم تفعيلها الفترة القصيرة الماضية إلا أنها لاتزال بحاجة إلى تطويرات إضافية لضمان تشغيلها بالشكل الصحيح. آلية التنفيذ من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في منصة سكن المهندس عبدالله الصالح، إن التطبيقات العقارية أحدثت تغييراً كاملاً في آلية تنفيذ صفقات القطاع محلياً، موضحاً أنه في السابق كان يتم استخدام الطرق التقليدية في الاستفسار عن العقار، كما أنه كان هناك نقص في البيانات العقارية. وأوضح الصالح أن بعض التطبيقات ساعدت متعاملي العقار ليجدوا الذي يناسبهم من حيث السعر والمنطقة والمواصفات بسهولة، حيث تم ربطها، فأصبح اليوم يأتي للمالك أو الوسيط طلب شراء أو استئجار موثق، عن طريق «هويتي» ما زاد موثوقية الخدمات المقدمة عبر هذه التطبيقات. وأكد أن المنصات العقارية توفر صوراً لمخطط العقار من الداخل والخارج، بما يتيح للباحث أو المستخدم أخذ فكرة كاملة عن حالة العقار لمساعدته، موضحاً أن هذه الخدمات لم تكن تقدم بالطرق القديمة، الأمر الذي أحدث طفرة في آلية البيع والشراء. وبين أن عملية أتمتة الصفقات العقارية عبر التطبيقات حققت لكل طرف في الصفقة ما يريده بأسرع وأسهل الطرق، فالباحث عن العقار يجده سريعاً والمعلومات التفصيلية متوافرة، مشيراً إلى زيادة الإقبال على التطبيق من المتعاملين خصوصاً من الفئات العمرية الشبابية والمتوسطة. وحول المعوقات التي تواجه أتمتة الصفقات العقارية، شدد الصالح على ضرورة توفير المعلومات والبيانات الحكومية عبر طرف واحد مثل «هيئة عقار» وربطها مع السوق، أسوة بما هو متبع خليجياً مثل السعودية وقطر، مؤكداً أنه في حالة تنفيذ هذا الربط، يستطيع القطاع الخاص تقديم ما لديه من بيانات تستفيد منها الجهات الحكومية في الإحصاء والتخطيط واتخاذ القرارات.

روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» يوسف البدرى وزير الحسبة ! "الحلقة 3"
روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» يوسف البدرى وزير الحسبة ! "الحلقة 3"

مصرس

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصرس

روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» يوسف البدرى وزير الحسبة ! "الحلقة 3"

مثل ممثل كوميدي يدخل إلى خشبة المسرح مندفعا، دخل الشيخ يوسف البدري إلى عقد الثمانينيات، كان الرجل مدفوعا بالحالة الثورية التي عاشها الإسلاميون نهاية عهد الرئيس السادات والتي أطلق فيها السادات أولا للجميع العنان، فتمادوا في غضبهم حتى أسدلوا على العهد كله أستار النهاية.. استغرق الأمر بعضا من الوقت حتى يعدل البدري بوصلة اتجاهاته ويصبح ذلك الرجل الذي عرفته مصر طوال عهد مبارك وحتى رحيله في أغسطس 2013 عقب أسابيع قليلة من سقوط دولة الإخوان. من الصعب أن تصف البدري بأنه داعية من ذلك النوع الذي يملك القلب ويؤثر في الوجدان، لكن الأقرب للدقة أنه «فاعل إسلامي» غير منظم، وذئب منفرد من ذئاب «الصحوة» التي طالما أولع بها حتى إنه نذر سنوات من حياته لتأسيس حزب يحمل نفس الاسم «الصحوة» أو «الصحوة الاسلامية» إن شئت الدقة.. في تاريخ الرجل ما يوحي بالهزل، بقدر ما يوجد في تاريخه ما يوحي بالجدية، والحق أن الأمر يختلف بحسب زاوية النظر له، والمرحلة التي تنظر فيها إليه، ودرجة الاقتراب منه شخصيا، وهل تسمح لك بأن ترى حقيقة دواخله أم لا.. ويمكن القول إن الرجل كان بمثابة بركان تم إطفاؤه سريعا، أو سيف خرج من غمده ليعلق على الحائط بغرض الزينة بدلا من أن يستخدم في إيذاء الآخرين، هو ممثل مسرحي قديم تحول إلي داعية، ومدرس لغة عربية تفرغ آخر عقدين من عمره لمطاردة المفكرين والمثقفين وكسب الدعاوى القضائية ضدهم. الرجل الغاضب ليس في تاريخ يوسف البدري قبل نهاية السبعينيات ما يمكن التوقف عنده، إنه مثل كثير من الإسلاميين والدعاة الذين أصابتهم أضواء الشهرة في السبعينيات بينما لم يكونوا قبلها شيئاً مذكورًا، إنه مدرس لغة عربية تخرج في دار العلوم في نهاية الخمسينيات، لم يظهر على خريطة العمل الدعوي في الستينيات مطلقًا، لم يرد ذكره بخير أو بشر، كل ما قيل عن بداياته ذكره الأديب الكبير سليمان فياض بعد أن ذاعت شهرته في الستينيات، قال إنه عرفه في شبابه وهو طالب يملك فرقة مسرحية ويقدم عروضاً ما في كلية دار العلوم، بعدها يسود المسرح ظلام تام فلا نسمع عن الشيخ البدري سوي في أواخر السبعينات، نفهم أنه رحل ضمن من رحلوا بحثاً عن فرصة عمل، وأنه قضي شطراً من حياته يعلم اللغة العربية في دولة باكستان، ثم توجه في النصف الثاني من السبعينيات للمملكة العربية السعودية ليعمل هناك، ربما في التدريس، وربما في الدعوة، وربما في كليهما معاً، الأكيد أن الرجل تأثر هناك تأثراً بالغاً ب«هيئة المعروف والنهي عن المنكر» في المملكة، وهي- كما يقول تعريفها على موسوعة «ويكيبيديا»- هيئة رسمية سعودية مكلفة بتطبيق نظام «الحسبة» المستوحى من الشريعة الإسلامية، كما توصف من قبل بعض وسائل الاعلام بأنها «الشرطة الدينية».. من الناحية الرسمية فقد أسست الهيئة في عام 1940، وإن كان نشاط رجالها في المجتمع سابقاً لهذا التأسيس، أما عدد رجالها فيقول التعريف إنه خمسة آلاف رجل أو (مطوع).. مفهوم الحسبة في الشريعة مفهوم خلافي بكل تأكيد، لكنه وفق مفهوم الهيئة الذي تأثر به الشيخ يوسف البدري يعني حق كل مسلم في التدخل لإجبار الآخرين على الالتزام بثوابت الشريعة وفق فهمه، أو للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق تسمية الهيئة السعودية المشتقة من الحديث الشريف الوارد في صحيح البخاري- من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع بقلبه وذلك أضعف الإيمان.. إذا نحينا جانباً نظرية المؤامرة، وكل ما لا يمكن إثباته بدليل عملي، فسنقول إن الشيخ يوسف البدري أثناء إقامته في المملكة أعجب أيما إعجاب بفكرة (الحسبة) واعتبر أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو مهمته المقدسة التي يجب أن يمارسها في مصر.. كان المسرح السياسي في مصر أواخر السبعينيات يشبه (سوق عكاظ) كان مكتظاً بالإسلاميين من كل شكل ونوع، كأن قوة سحرية ساعدتهم علي التكاثر، كان هناك الجهاديون الذين يخططون لانقلاب يصل بهم إلى السلطة، وكانت «الجماعة الإسلامية» تهيمن على الشارع في الصعيد وتخطط لثورة مسلحة، كان «الإخوان المسلمون» يعودون للساحة بسرعة انشطارية ويسيطرون على الجامعات والاتحادات الطلابية، وكان هناك الدعاة الأفراد الذين يدقون المسامير الأخيرة في نعش النظام.. ووسط كل هؤلاء عاد الشيخ يوسف البدري إلى حي حلوان ليؤسس مسجداً حمل اسماً لافتاً للنظر هو (سوق الآخرة) كانت ظاهرة لافتة للنظر بكل تأكيد أن يعود داعية من رحلة عمل للمملكة السعودية ومعه أموال تكفي لبناء مسجد ومستوصف ومركز للخدمات التعليمية، وقد استمرت الظاهرة طوال الثلاثين عاماً التالية في حكم الرئيس مبارك حتى توقفت مع التغيرات المتلاحقة في مصر والسعودية معاً.. أيًّا كان التفسير فقد عاد الشيخ يوسف البدري مدرس اللغة العربية من إعارته ليؤسس مسجد (سوق الآخرة) في حي حلوان المكتظ بالسكان، وليتحول لداعية وزعيم سياسي معاً، وليظهر لأول مرة على رادار أجهزة الأمن التي بدأت تدرك خطر الانقلاب الإسلامي، وتنفذ- متأخرًا- استراتيجية تهدف للحد من خطره وايقافه، على أن الشيخ يوسف البدري لم يحتج لمجهود كبير لإقناع قادة جهاز الأمن باعتقاله، فقد قرر الرجل اقتحام المسرح بسيارة نصف نقل تطلق نفيرًا عاليًا كي يلفت نظر الجميع لوجوده، ويدخل إلى المسرح بطريقة متقنة، وفق ما رواه لصحيفة المصري اليوم (1) فقد أقنع البدري جمهوره من المصلين أن يخرجوا في مظاهرة بالآلاف لسجن طرة من أجل تحرير الشيخ أحمد المحلاوي الذي تم اعتقاله وقتها بقرار من الرئيس السادات، فضلاً عن نشاط دؤوب في الهجوم علي الأقباط والاحتكاك الدائم بهم، أيًّا كان الأمر فقد كان البدري من الذين طالتهم قرارات الاعتقال التي حملت اسم قرارات سبتمبر والتي اعتبر البعض أنها كانت نذير النهاية لحكم الرئيس السادات، ومثل مئات غيره أفرج عن يوسف البدري في بداية عهد الرئيس مبارك، ليبدأ جولة جديدة من المباراة وفق قواعد لعب جديدة بكل تأكيد.رجل الفتنة الطائفية بحسب ما يتذكر يوسف البدري عن تلك الفترة (2) فقد وجهت إليه تهمة إثارة الفتنة الطائفية التي كانت في أوجها عقب أحداث الزاوية الحمراء، فمن وجهة نظره الخاصة كان يطالب بالثأر للمسلمين الذين يرى أنهم قتلوا في أحداث الزاوية الحمراء الطائفية، كما أنه أسهم في التحريض على هدم كنيسة كان يرى أنها بُنيت بدون ترخيص قانوني، بل إنه أقنع جمهوره بأنها بُنيت مكان مسجد ضمن قصة معقدة ومتكررة لكنيسة تتحول لمسجد ثم تعود كنيسة مرة أخرى ليرى كل طرف أن دار عبادته قد سلب منه، بحسب ما يرويه البدري فقد قاد خمسمائة شاب لحصار الكنيسة فيما يعتبره (ثورة شعبية)، وبحسب روايته فقد تصاعدت الأحداث حتى تم تحطيم المسجد الذي بناه واتخذه قاعدة للتحريض ضد الأقباط (ربما بسبب عدم حصوله على الترخيص اللازم)، يقول البدري إن وزير الداخلية النبوي إسماعيل أرسل في استدعائه مرتين قبل اعتقاله وإنه استطاع إقناعه بمسالمة الحكومة للحصول على ما يريد، وهكذا تم وعده بمنحه قطعة أرض مجاورة للكنيسة محل المشكلة كي يبني عليها مسجداً جديداً، فضلاً عن إعادة بناء المسجد الخاص به، ويقول البدري إن محافظ القاهرة حرر له شيكاً فورياً بنفقات بناء المسجدين، واتصل بالأزهر ليسهم بمبلغ آخر، بل إن وزير الداخلية وعده بالإفراج عن الداعية المعتقل أحمد المحلاوي خلال موعد محدد، وطلب منه أن يهدئ الشباب الثائر من جمهوره، لكن الوعد لم يتحقق، ليجد البدري أن عليه أن يقود مظاهرة من عدد يصفه بالآلاف في اتجاه سجن طرة حيث زنزانة الشيخ المحلاوي للمطالبة بالإفراج عنه، وعلى ما يبدو فقد رأى وزير الداخلية أن أوان التفاهم قد فات، فضم اسم الشيخ البدري لقوائم الاعتقالات الشهيرة، وبحسب شهادة البدري فقد رأى في فترة الاعتقال الوجه الآخر لأجهزة الأمن، أو وجهها حين تغضب، أيًّا كان الأمر فقد تم اغتيال الرئيس السادات، وبعد ربع قرن كامل من اغتياله مارس البدري هوايته في كشف الأسرار وقال لصحيفة المصري اليوم (3) إن السادات تم اغتياله (لأنه كان يعتزم تطبيق الشريعة الإسلامية)! بعد شهور من اغتيال السادات تمت تسوية اتهامات يوسف البدري والإفراج عنه ليجد نفسه في مكتب اللواء فؤاد علام رجل الأمن السياسي الموهوب، ووكيل جهاز مباحث أمن الدولة، كان علام ينتمي لمدرسة تؤمن بالحلول السياسية، فضلاً عن معرفة واسعة بالحركة الإسلامية في مصر، وفيما يبدو فقد تولى اللواء فؤاد علام مهمة تجنيد الشيخ يوسف البدري ليصبح لاعباً إسلامياً مع الدولة لا عليها!بحسب ما يرويه البدري فقد طالب اللواء علام بالإفراج عنه استناداً لقرار المحكمة، لكنه صارحه بأن القضايا من هذه النوعية يكون انتهاؤها بالاتفاق بين المتهم وأجهزة الأمن، «تخرج بالاتفاق معنا» هكذا صارحه، يقول البدري إن الضابط الماهر انطلق في وصلة مدح له وعدد له إمكاناته، قال له إن وجهه ينطوي على سماحة ووسامة وقبول، على عكس أمراء التنظيمات الجهادية الذين تبدو وجوههم مخيفة، وملامحهم متشنجة، وعلى ما يبدو فقد أعجب ذلك المديح الشيخ البدري فقبل الصفقة.. لا حركة إلا بعلم الأجهزة الأمنية.. هذا على مستوى الشكل.. أما على مستوى المضمون فقد أصبح الشيخ يوسف البدري إسلامياً من داخل النظام، وهي صفقة بدت واعدة جداً في البدايات، لكنها انتهت بخيبة أمل مطلقة بلغت حدود المأساة .أحلام كبيرة مجهضة يمكن وصف الشيخ يوسف البدري بأنه ذئب سياسي متوحد، فهو لا يؤمن بالأحزاب ويرى أنها من عمل الشيطان، وعلاقته بالإخوان المسلمين أقرب للعداء والمنافسة على الدور، وهو غامض في دوافعه وفي نواياه منذ ظهوره وحتى وفاته، والذين اقتربوا منه يدركون أنه ينطوي على جانب هزلي يختلط فيه العنف اللفظي الظاهر بالاستكانة الواضحة أمام السلطة بكل أنواعها بما فيها سلطة وسائل الإعلام، ولعل التناقض الصارخ في حالة الرجل كان أنه يهزل في موضوع شديد الجدية وهو أمور الدين وشئون الشريعة وفتاوى تكفير الآخرين.. كان المناخ في بداية الثمانينيات يحمل آمالا عريضة لداعية مثل يوسف البدري، فالنظام الجديد أخذ على عاتقه استيعاب الإسلاميين بكافة طوائفهم، وتهدئة الحالة السياسية بعد أن وصلت لدرجة الغليان، وكان من بين وسائل استيعاب الفوران أن يقدم النظام شخصيات إسلامية تابعة له وأن يكون له طابع ديني ما ينفي عن الجماعات الإسلامية أن تكون المتحدث الوحيد باسم الدين، على جانب ما كانت هناك المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر والأوقاف، وعلى جانب آخر كانت هناك صحيفة اللواء الإسلامي الدينية الناطقة باسم الحزب الوطني الحاكم والمتمحورة بدرجة كبيرة حول نشاط وأخبار الشيخ محمد متولي الشعراوي، وعلى جانب يبدو أقل رسمية في ظاهره كان هناك قطاع تابع لحزب سياسي يرأسه ضابط قديم من الضباط الأحرار هو مصطفى كامل مراد (1927-1998)، ويحمل اسم (الأحرار الاشتراكيين) وهو حزب بدأ كمنبر يعبر عن اليمين السياسي ضمن منابر ثلاثة أطلق الرئيس السادات حركة تكوينها في 1976، ولم تظهر له هوية واضحة إلا بعد وفاة الرئيس السادات.. في بداية الثمانينيات بدا الحزب كأنه أحد المنابر الحزبية لاستيعاب قطاع معين من الإسلاميين، كان له صحيفة ذات طابع إسلامي واضح هي صحيفة «النور» وكان يرأس تحريرها صحفي كان شهيرا وقتها هو «الحمزة دعبس».. كانت فكرة الصحيفة أن تكون منبرا إسلاميا يحلق تحت الرادار.. تدعو لما كان يسمى وقتها ب (الصحوة الاسلامية)، وتطالب بتطبيق الشريعة، وتجاري المد الديني لكن دون هجوم على النظام، يمكن القول إنها كانت إحدى أدوات استيعاب الإسلاميين وتنفيس المشاعر الحبيسة في نفوس الشبان الذين يتحرقون شوقا لتطبيق الشريعة تمهيدا لسيادة المسلمين للعالم وهزيمة الإمبراطوريات الكبرى وتدفق الرخاء على شعوب الإمبراطورية الإسلامية التي لا يعطل انتصارها شيء سوى عدم تطبيق الشريعة كما كان يعتقد عشرات آلاف من المصريين وقتذاك، على بعد خطوات قليلة من صحيفة النور هذه كان مكتب الشيخ يوسف البدري في حلته الجديدة والرسمية والتي تقول إنه وكيل لحزب الأحرار، لقد تحول الشيخ من محرض جماهيري في حلوان لشخصية سياسية عامة، ووكيل حزب من ضمن خمسة أحزاب فقط تعترف بها الدولة وتتعامل معها وقتها بجدية ملفتة إلى حد ما، كانت الثمانينيات هي فترة الأحلام الكبرى للشيخ يوسف البدري والتي أطلق فيها لخياله العنان.

دراما واقعية وصراعات إنسانية في «حسبة عمري» الحلقة الأولى
دراما واقعية وصراعات إنسانية في «حسبة عمري» الحلقة الأولى

مصرس

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

دراما واقعية وصراعات إنسانية في «حسبة عمري» الحلقة الأولى

وسط زخم المسلسلات الرمضانية، يبرز مسلسل «حسبة عمري» كعمل درامي يناقش قضايا المرأة بطريقة مؤثرة، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجهها بعد الطلاق، سواء على المستوى القانوني أو الاجتماعي. المسلسل يجمع بين التشويق والبعد الإنساني، مستعرضًا صراعات عائلية تدور حول الحب، الفراق، والبحث عن العدالة. مسلسل«حسبة عمري» الحلقة 1انطلقت الحلقة الأولى بحفل زفاف «ليلى- نور إيهاب»، ابنة «هند -روجينا»، و«فاروق-عمرو عبدالجليل»، وعلى الرغم من أجواء الفرح، إلا أن التوتر كان حاضرًا في ملامح الأب، الذي لم يتقبل فكرة ابتعاد ابنته عنه. هذا الشعور انعكس على علاقته بزوجته هند، مما أدى إلى تصاعد الخلافات بينهما، ومع تطور الأحداث، يجد فاروق نفسه يتخذ قرارًا مصيريًا بطرد هند من المنزل، لتبدأ رحلتها في مواجهة مجتمع لا ينصف المرأة بسهولة.حسبة عمري عمل درامي بلمسة اجتماعية جريئةيطرح المسلسل قضية «الحسبة» وتأثيرها على حقوق المرأة، ويقدم معالجة درامية مشوقة لقصص النساء اللاتي يواجهن تحديات قانونية بعد الطلاق. بأسلوب يجمع بين الواقعية والإثارة، يعد العمل من أبرز المسلسلات التي تناقش قضايا المرأة في هذا الموسم الرمضاني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store