#أحدث الأخبار مع #«السنابشات»الجريدة١٥-٠٤-٢٠٢٥رياضةالجريدةفي المرمى: محترفون بلا احتراففي الكويت، عندما تسمع كلمة «احتراف» في الرياضة، فلا تستعجل في تخيل ملاعب أوروبية، أو مراكز تدريب عالية الجودة، أو لاعبين يتقنون كل شيء من التغذية إلى تكتيك اللعب. «لا، لا» هنا الاحتراف شيء آخر، شيء أقرب إلى «وظيفة حكومية رياضية»، مع دوام مرن جداً، ورواتب ثابتة، وأخبار على صفحات الجرائد ومواقع التواصل! وعندما يُقال لك إن اللاعب الفلاني «محترف»، فلا تتسرع في تخيّل صورة لاعب أوروبي يعيش في نظام صارم، يبدأ يومه بتدريب صباحي وينهيه بتحليل فيديوهات الخصوم. فعندنا، الاحتراف أقرب إلى بطاقة تعريف اجتماعية، أو ربما «ميزة وظيفية» تتيح لك الجمع بين لعب الكرة، وفتح مشروع كوفي شوب، وربما «بيزنس خفيف» على جنب. اللاعب عندنا في الكويت يبدأ يومه بـ«سنابات» من مقهى، تتبعها جلسة استرخاء في النادي، ثم تدريب خفيف لا يُجهد العضلات، وربما مباراة نهاية الأسبوع التي يخوضها وكأنها نشاط لياقي بعد وجبة دسمة، أما النظام الغذائي فيتراوح بين برغر بعد التمرين، و«معجنات الفوز» بعد الهزيمة. لذلك قانون الاحتراف «الجزئي» مهما حاول المسؤولون تجميله، فإنه في الواقع أقرب إلى الدوام الجزئي في شركة من غير حضور. اللاعب يتمرن ساعة أو اثنتين، يغيب بعدها يومين بعذر أو زعل، يشتكي من الإصابة في اليوم الثالث، ثم يعود فقط ليظهر في مواقع التواصل الاجتماعي «السناب شات» أو «X» مع عبارة «جاهزين للمعركة». ولو فاز الفريق، فالفضل له، وإن خسر، فالحكم هو السبب. أما على الجانب الإداري، فلا يوجد أصلاً ما يسمى بـ«الاحتراف الإداري». الإدارات تتبدل حسب المزاج الانتخابي، والملفات توضع على الطاولات لتُزيّن بها الاجتماعات لا أكثر. لا خطط، ولا مؤشرات أداء، ولا حتى محاولات خجولة للتطوير، وهي عبارة عن اجتهادات فردية فقط، وإذا فشل الفريق، فالعذر الجاهز: «ما عندنا ميزانية»، وكأن بقية الفرق يموّلها الاتحاد الدولي (فيفا) شخصياً! أما ملف المحترفين الأجانب، فحدث ولا حرج، فعدد الجيدين منهم يُعد على أصابع يد واحدة، والبقية باستثناء قلة نادرة مجرد أسماء غريبة وصلت إلى هنا من خلال «أرشيف الوكلاء»، بعضهم قادم من دوريات لم نسمع بها من قبل، وأداؤهم يجعلك تتساءل: هل هذا محترف أم متطوّع؟... أقرب إلى ضيوف شرف في بطولة مدرسية، أعمار تقترب من التقاعد الكروي، وأداء يجعل الجمهور يتساءل: مَن جاء بهذا؟ وقيمتهم المالية، لو جمعناها لهم مجتمعين، قد لا تساوي قيمة لاعب احتياطي للاعب في الدوري السعودي أو القطري أو الإماراتي، لكنهم هنا، وربما سيبقون، يتنقلون من نادٍ إلى آخر، لأن الوكيل «صديق الإدارة». وبالطبع، لا تكتمل الصورة دون الجانب التنظيمي، فجدول الدوري يعيش معنا على البركة، فهو أشبه بجدول انتظار المستشفيات، يتغيّر حسب الظروف، ويُعاد تنسيقه إذا ظهرت مناسبة أو زحمة مباريات أو حتى موجة غبار! في النهاية وفي ظل هذا كله، تستمر التصريحات المتفائلة من المسؤولين: «نحن ندعم الاحتراف»، و«خطط التطوير قادمة»، لكن لا أحد يخبرنا إلى أين هي قادمة، ولا متى ستصل. ونظل نعيش في مرحلة «الاحتراف الانتقالي» بانتظار أن ننضج كروياً... ولو بعد حين. بنلتي الاحتراف في الكويت يشبه الأفلام التي نبدأها بحماس، ثم نغفو في منتصفها ونصحو فقط على الموسيقى التصويرية... بلا مضمون، بلا نهاية حقيقية، أو ربما يشبه وجبة «دايت» نطلبها مع مشروب غازي كبير... نيّة طيبة، لكن التنفيذ... صفر سعرات رياضية!
الجريدة١٥-٠٤-٢٠٢٥رياضةالجريدةفي المرمى: محترفون بلا احتراففي الكويت، عندما تسمع كلمة «احتراف» في الرياضة، فلا تستعجل في تخيل ملاعب أوروبية، أو مراكز تدريب عالية الجودة، أو لاعبين يتقنون كل شيء من التغذية إلى تكتيك اللعب. «لا، لا» هنا الاحتراف شيء آخر، شيء أقرب إلى «وظيفة حكومية رياضية»، مع دوام مرن جداً، ورواتب ثابتة، وأخبار على صفحات الجرائد ومواقع التواصل! وعندما يُقال لك إن اللاعب الفلاني «محترف»، فلا تتسرع في تخيّل صورة لاعب أوروبي يعيش في نظام صارم، يبدأ يومه بتدريب صباحي وينهيه بتحليل فيديوهات الخصوم. فعندنا، الاحتراف أقرب إلى بطاقة تعريف اجتماعية، أو ربما «ميزة وظيفية» تتيح لك الجمع بين لعب الكرة، وفتح مشروع كوفي شوب، وربما «بيزنس خفيف» على جنب. اللاعب عندنا في الكويت يبدأ يومه بـ«سنابات» من مقهى، تتبعها جلسة استرخاء في النادي، ثم تدريب خفيف لا يُجهد العضلات، وربما مباراة نهاية الأسبوع التي يخوضها وكأنها نشاط لياقي بعد وجبة دسمة، أما النظام الغذائي فيتراوح بين برغر بعد التمرين، و«معجنات الفوز» بعد الهزيمة. لذلك قانون الاحتراف «الجزئي» مهما حاول المسؤولون تجميله، فإنه في الواقع أقرب إلى الدوام الجزئي في شركة من غير حضور. اللاعب يتمرن ساعة أو اثنتين، يغيب بعدها يومين بعذر أو زعل، يشتكي من الإصابة في اليوم الثالث، ثم يعود فقط ليظهر في مواقع التواصل الاجتماعي «السناب شات» أو «X» مع عبارة «جاهزين للمعركة». ولو فاز الفريق، فالفضل له، وإن خسر، فالحكم هو السبب. أما على الجانب الإداري، فلا يوجد أصلاً ما يسمى بـ«الاحتراف الإداري». الإدارات تتبدل حسب المزاج الانتخابي، والملفات توضع على الطاولات لتُزيّن بها الاجتماعات لا أكثر. لا خطط، ولا مؤشرات أداء، ولا حتى محاولات خجولة للتطوير، وهي عبارة عن اجتهادات فردية فقط، وإذا فشل الفريق، فالعذر الجاهز: «ما عندنا ميزانية»، وكأن بقية الفرق يموّلها الاتحاد الدولي (فيفا) شخصياً! أما ملف المحترفين الأجانب، فحدث ولا حرج، فعدد الجيدين منهم يُعد على أصابع يد واحدة، والبقية باستثناء قلة نادرة مجرد أسماء غريبة وصلت إلى هنا من خلال «أرشيف الوكلاء»، بعضهم قادم من دوريات لم نسمع بها من قبل، وأداؤهم يجعلك تتساءل: هل هذا محترف أم متطوّع؟... أقرب إلى ضيوف شرف في بطولة مدرسية، أعمار تقترب من التقاعد الكروي، وأداء يجعل الجمهور يتساءل: مَن جاء بهذا؟ وقيمتهم المالية، لو جمعناها لهم مجتمعين، قد لا تساوي قيمة لاعب احتياطي للاعب في الدوري السعودي أو القطري أو الإماراتي، لكنهم هنا، وربما سيبقون، يتنقلون من نادٍ إلى آخر، لأن الوكيل «صديق الإدارة». وبالطبع، لا تكتمل الصورة دون الجانب التنظيمي، فجدول الدوري يعيش معنا على البركة، فهو أشبه بجدول انتظار المستشفيات، يتغيّر حسب الظروف، ويُعاد تنسيقه إذا ظهرت مناسبة أو زحمة مباريات أو حتى موجة غبار! في النهاية وفي ظل هذا كله، تستمر التصريحات المتفائلة من المسؤولين: «نحن ندعم الاحتراف»، و«خطط التطوير قادمة»، لكن لا أحد يخبرنا إلى أين هي قادمة، ولا متى ستصل. ونظل نعيش في مرحلة «الاحتراف الانتقالي» بانتظار أن ننضج كروياً... ولو بعد حين. بنلتي الاحتراف في الكويت يشبه الأفلام التي نبدأها بحماس، ثم نغفو في منتصفها ونصحو فقط على الموسيقى التصويرية... بلا مضمون، بلا نهاية حقيقية، أو ربما يشبه وجبة «دايت» نطلبها مع مشروب غازي كبير... نيّة طيبة، لكن التنفيذ... صفر سعرات رياضية!