
في المرمى: محترفون بلا احتراف
في الكويت، عندما تسمع كلمة «احتراف» في الرياضة، فلا تستعجل في تخيل ملاعب أوروبية، أو مراكز تدريب عالية الجودة، أو لاعبين يتقنون كل شيء من التغذية إلى تكتيك اللعب. «لا، لا» هنا الاحتراف شيء آخر، شيء أقرب إلى «وظيفة حكومية رياضية»، مع دوام مرن جداً، ورواتب ثابتة، وأخبار على صفحات الجرائد ومواقع التواصل!
وعندما يُقال لك إن اللاعب الفلاني «محترف»، فلا تتسرع في تخيّل صورة لاعب أوروبي يعيش في نظام صارم، يبدأ يومه بتدريب صباحي وينهيه بتحليل فيديوهات الخصوم. فعندنا، الاحتراف أقرب إلى بطاقة تعريف اجتماعية، أو ربما «ميزة وظيفية» تتيح لك الجمع بين لعب الكرة، وفتح مشروع كوفي شوب، وربما «بيزنس خفيف» على جنب.
اللاعب عندنا في الكويت يبدأ يومه بـ«سنابات» من مقهى، تتبعها جلسة استرخاء في النادي، ثم تدريب خفيف لا يُجهد العضلات، وربما مباراة نهاية الأسبوع التي يخوضها وكأنها نشاط لياقي بعد وجبة دسمة، أما النظام الغذائي فيتراوح بين برغر بعد التمرين، و«معجنات الفوز» بعد الهزيمة.
لذلك قانون الاحتراف «الجزئي» مهما حاول المسؤولون تجميله، فإنه في الواقع أقرب إلى الدوام الجزئي في شركة من غير حضور. اللاعب يتمرن ساعة أو اثنتين، يغيب بعدها يومين بعذر أو زعل، يشتكي من الإصابة في اليوم الثالث، ثم يعود فقط ليظهر في مواقع التواصل الاجتماعي «السناب شات» أو «X» مع عبارة «جاهزين للمعركة». ولو فاز الفريق، فالفضل له، وإن خسر، فالحكم هو السبب.
أما على الجانب الإداري، فلا يوجد أصلاً ما يسمى بـ«الاحتراف الإداري». الإدارات تتبدل حسب المزاج الانتخابي، والملفات توضع على الطاولات لتُزيّن بها الاجتماعات لا أكثر. لا خطط، ولا مؤشرات أداء، ولا حتى محاولات خجولة للتطوير، وهي عبارة عن اجتهادات فردية فقط، وإذا فشل الفريق، فالعذر الجاهز: «ما عندنا ميزانية»، وكأن بقية الفرق يموّلها الاتحاد الدولي (فيفا) شخصياً!
أما ملف المحترفين الأجانب، فحدث ولا حرج، فعدد الجيدين منهم يُعد على أصابع يد واحدة، والبقية باستثناء قلة نادرة مجرد أسماء غريبة وصلت إلى هنا من خلال «أرشيف الوكلاء»، بعضهم قادم من دوريات لم نسمع بها من قبل، وأداؤهم يجعلك تتساءل: هل هذا محترف أم متطوّع؟... أقرب إلى ضيوف شرف في بطولة مدرسية، أعمار تقترب من التقاعد الكروي، وأداء يجعل الجمهور يتساءل: مَن جاء بهذا؟ وقيمتهم المالية، لو جمعناها لهم مجتمعين، قد لا تساوي قيمة لاعب احتياطي للاعب في الدوري السعودي أو القطري أو الإماراتي، لكنهم هنا، وربما سيبقون، يتنقلون من نادٍ إلى آخر، لأن الوكيل «صديق الإدارة».
وبالطبع، لا تكتمل الصورة دون الجانب التنظيمي، فجدول الدوري يعيش معنا على البركة، فهو أشبه بجدول انتظار المستشفيات، يتغيّر حسب الظروف، ويُعاد تنسيقه إذا ظهرت مناسبة أو زحمة مباريات أو حتى موجة غبار!
في النهاية وفي ظل هذا كله، تستمر التصريحات المتفائلة من المسؤولين: «نحن ندعم الاحتراف»، و«خطط التطوير قادمة»، لكن لا أحد يخبرنا إلى أين هي قادمة، ولا متى ستصل. ونظل نعيش في مرحلة «الاحتراف الانتقالي» بانتظار أن ننضج كروياً... ولو بعد حين.
بنلتي
الاحتراف في الكويت يشبه الأفلام التي نبدأها بحماس، ثم نغفو في منتصفها ونصحو فقط على الموسيقى التصويرية... بلا مضمون، بلا نهاية حقيقية، أو ربما يشبه وجبة «دايت» نطلبها مع مشروب غازي كبير... نيّة طيبة، لكن التنفيذ... صفر سعرات رياضية!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
«الأزرق» يواجه موريتانيا... في «ملحق كأس العرب»
يلتقي منتخب الكويت نظيره الموريتاني في الملحق المؤهل إلى النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب لكرة القدم (قطر 2025). وتقام مباريات الملحق في الدوحة يومي 25 و26 نوفمبر المقبل وتجمع 14 منتخباً يتأهل نصفها إلى النهائيات المقررة بين الأول والثامن من ديسمبر المقبل. وجاء وقوع «الأزرق» أمام موريتانيا وفقاً لمراكز المنتخبات العربية في تصنيف الاتحاد الدولي «فيفا». وفي بقية مباريات الملحق ستلعب عمان مع الصومال، البحرين مع جيبوتي، سورية مع جنوب السودان، فلسطين مع ليبيا، لبنان مع السودان، واليمن مع جزر القمر. ومن أصل 16 منتخباً عربياً سيتم توزيعها على أربع مجموعات، عُرفت هوية 9 منها، وقد وُزّعت على أربعة مستويات. ضم الأول قطر المضيفة والجزائر حاملة اللقب والمغرب ومصر، والثاني تونس وصيفة النسخة الماضية والسعودية والعراق والأردن، أما الثالث فعُرف منه الإمارات فقط بانتظار تحديد المنتخبات الباقية، والرابع أيضاً. وضمنت قطر مركزاً لها في المستوى الأول بسبب استضافتها للبطولة، والجزائر لكونها حاملة اللقب، فيما وُزعت المنتخبات السبعة المتبقية، استناداً إلى التصنيف العالمي لشهر أبريل الماضي. وتسحب قرعة كأس العرب الأحد تزامنا مع قرعة كأس العالم 2025 لما دون 17 عاماً التي ستقام أيضا في قطر في النسخ الثلاث المقبلة (2025 و2029 و2033). وعادت كأس العرب إلى الواجهة بعد توقف بين 2012 و2021، وستكون نسختها المقبلة قياسية من حيث قيمة الجوائز المالية التي سيبلغ مجموعها 36.5 مليون دولار مقارنة بـ 25 مليوناً في النسخة الماضية.


الجريدة
منذ يوم واحد
- الجريدة
«فيفا» يوقف حارس السالمية 3 مباريات
تلقى الاتحاد الكويتي لكرة القدم كتاباً من نظيره الدولي (فيفا)، تضمن توقيع عقوبات على «الأزرق» بعد مباراة العراق التي أقيمت في الجولة قبل الماضية في المجموعة الثانية من تصفيات كأس العالم 2026. وقرر الاتحاد الدولي إيقاف حارس السالمية عبدالرحمن الفضلي 3 مباريات إلى جانب تغريمه 2000 فرنك سويسري، بعد أن اشتبك معه عدد من لاعبي المنتخب العراقي خلال سير اللقاء، وبذلك خرج الحارس من قائمة مباراتي فلسطين وكوريا الجنوبية المقبلتين. وعاقب «الفيفا» الاتحاد الكويتي بغرامة مالية 5000 فرنك سويسري، فضلاً عن تغريم المدرب المساعد لبيتزي بالمبلغ ذاته، إلى جانب إيقافه مباراة.


المدى
منذ 4 أيام
- المدى
قرار استثنائي من 'فيفا' بمناسبة كأس العالم للأندية
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا'، اليوم الخميس، عن قرار استثنائي بمناسبة كأس العالم للأندية المقرر عقدها الشهر المقبل في الولايات المتحدة الأميركية. وذكر الموقع الرسمي للفيفا، اليوم الخميس، أنه فتح باب التعاقدات للفرق الـ32 المشاركة في كأس العالم للأندية حتى اللحظات الأخيرة قبل انطلاق البطولة في الولايات المتحدة الشهر المقبل.ويفتح إعلان الفيفا الجديد الباب أمام تكهنات إمكانية انتقال كريستيانو رونالدو إلى أحد الفرق المشاركة في هذه المسابقة بعقد قصير الأجل. وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم أن جميع الاتحادات الوطنية العشرين المشاركة في البطولة، التي تنتمي لها 32 فريقا مشاركا في البطولة، قد وافقت على اقتراح العام الماضي بفتح فترات قيد استثنائية لانتقالات اللاعبين قبل البطولة التي تستمر شهرا كاملا، وتبدأ يوم 14 حزيران المقبل في ولاية ميامي.ويفترض بحسب القرار الجديد أنه سيكون بإمكان الأندية المشاركة في البطولة الدولية إبرام صفقات خلال الفترة من 1 إلى 10 حزيران، بخلاف نافذة أخرى بين يومي 27 إلى 3 تموز، بحسب القواعد الاستثنائية التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة. وفي وقت سابق، أعلن جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن مجموع الجوائز المالية لكأس العالم للأندية للعام الحالي 2025 ستصل إلى مليار دولار، على يتم توزيعها على الأندية المشاركة في البطولة، مع تخصيص آلية تضامنية لدعم كرة القدم على مستوى الأندية عبر العالم. وقال جياني إنفانتينو، في تصريحات صحفية، إن 'كأس العالم للأندية لن يكون فقط قمة كرة القدم على مستوى الأندية، بل أيضا تجسيدا واضحا للتضامن الذي سيعود بالنفع على الأندية بمستوى غير مسبوق في أي بطولة أخرى'.