أحدث الأخبار مع #«القلبالكبير»


الاتحاد
منذ 4 أيام
- ترفيه
- الاتحاد
جواهر القاسمي تشهد إطلاق مجموعة «قلب كريم» بهدف مساعدة اللاجئين والمحتاجين في العالم
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة رئيسة مؤسسة «القلب الكبير»، مساء اليوم، الإطلاق الرسمي الأول لمجموعة المجوهرات الحصرية الفاخرة «قلب كريم» التي جاءت بالتعاون بين مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة ومؤسسة «القلب الكبير» وعلامة المجوهرات البريطانية الفاخرة «أسبري» (Asprey) وتخصّص عائداتها بالكامل لدعم المشاريع والمبادرات الإنسانية التي تنفذها مؤسسة «القلب الكبير» بهدف مساعدة اللاجئين والنازحين والمجتمعات المحتاجة حول العالم. واستلهمت المجموعة تصاميمها من حرفة التلي الإماراتية وتضم 20 قطعة جواهر مصنوعة من الجاديت الملكي عالي النقاء وتتجاوز قيمتها السوقية 9.7 مليون جنيه إسترليني إذ يعتبر الجاديت الملكي عالي النقاء الذي يشكل العنصر الأساسي في تصميم المجموعة حجرًا كريمًا نادرًا من اليشم عالي الجودة يتميز بلونه الأخضر الزمردي النقي ويُعد من أثمن أنواع اليشم في العالم إلى جانب استخدام حجر الألماس وحجر الجمشت واللؤلؤ الفريد. تتكون المجموعة من خواتم وقلائد وأقراط وأساور وخلاخيل وعقود مصنوعة من خرز الجاديت، وجميعها مرصعة بالذهب من عيار 18 قيراط والألماس والجمشت واللؤلؤ الطبيعي. وأكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي أن الشارقة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تبنت منذ بداياتها مهمة بناء المؤسسات لتكون حاضنة للإنسان والمجتمعات وحرصت على ألا تكون مجرد هياكل إدارية تؤدي وظائفها التنظيمية بشكل تقليدي بل مشاريع نابضة بالحياة والقيم تحمل ثقافة الشارقة ورسالتها في العطاء والتعاون ومساندة الإنسان المحتاج وصون كرامته أينما كان. وقالت سموها «منذ أول فعالية في أول مؤسسة لنا، اشترطنا أن تقترن فعاليات الجمال بالعمل الخيري الذي يخدم فئة محتاجة ولم تتغير مبادئنا في ذلك فصنعنا بذلك ثقافة تميزت بها مؤسساتنا وخلقنا بُعداً إنسانياً للملتقيات والفعاليات يتفاعل مع قضايا العالم وتحدياته ويسهم في صياغة مستقبل أكثر عدلاً وتكافلاً». وتابعت سموها قائلة «إن التعاون الذي نشهده اليوم بين مجلس 'إرثي للحرف المعاصرة' ومؤسسة 'القلب الكبير' وعلامة 'أسبري' يؤكد أهمية تضافر الجهود وحشد الموارد من أجل الاستمرار في دعم القضايا الإنسانية النبيلة»، موضحة أن أجتماع ثلاث جهات إحداها تحمل همّ التراث وأخرى تحمل الهمّ الإنساني وثالثة تمتاز بالعراقة العالمية في فن التصميم وتقدم معاً مشروعاً إنسانياً مبدعاً يتجسّد في مجموعة 'قلب كريم' فهذا يعني أن العطاء الإنساني هو القاعدة المشتركة التي تجمع ويعني أن الفنون تتجاوز دورها التعبيري لتصبح أداة دعم وتمكين واستثماراً يضاعف أثر الخير. كما شهدت سموها المزاد الخيري الصامت على قطع المجوهرات الفاخرة والنادرة من مجموعة «قلب كريم» والذي أُقيم في فندق «ذا تشيدي البيت» في الشارقة حيث يشكّل هذا المزاد فرصة استثنائية لاقتناء قطع محدودة الإصدار تجمع بين التميز الحرفي للعلامة العالمية والهوية التراثية الإماراتية والرسالة الإنسانية النبيلة التي تحملها المجموعة ويمنح المشاركين فرصة لإحداث أثر ملموس في حياة الآخرين من خلال اقتناء قطع نادرة لا تقتصر قيمتها على الجمال بل تمتد لتُسهم في دعم المشاريع الإنسانية لمؤسسة القلب الكبير. وتستمر فرصة المشاركة في المزاد حتى تاريخ 19 مايو الجاري ولمن يرغب في الاستفسار أو في المشاركة في المزاد التواصل مع فريق إرثي عبر الرقم: 00971543450036 وتمثل اتفاقية التعاون التي جمعت «إرثي» و«القلب الكبير» و«أسبري» والتي تم توقيعها في العاصمة البريطانية لندن في 2024 نموذجاً عالمياً فريداً لتضافر جهود المؤسسات الحِرفية والإنسانية والعلامات التجارية العريقة من أجل دعم القضايا النبيلة كما تشكل الاتفاقية حافزاً ومشجعاً للشركات والمؤسسات والمنظمات حول العالم لاستحداث وابتكار المبادرات التي تصب في خدمة الإنسان والقضايا الإنسانية. وقد تبرعت «أسبري» بـ 1000 غرام من الجاديت الملكي عالي النقاء وكان من المتوقع أن تُنتج هذه الكمية 12 قطعة جواهر فاخرة تُقدَّر قيمتها السوقية بنحو 4 ملايين جنيه إسترليني إلا أن الصفاء النادر لأحجار الجاديت التي لم تتجاوز نسبة الشوائب فيها 7% مقارنة بالنسبة الاعتيادية البالغة 40% أتاح تصميم 20 قطعة ما رفع من القيمة الإجمالية المقدّرة للمجموعة لأكثر من الضعف. من جانبه، قال جون ريغاس الرئيس التنفيذي لشركة «أسبري»: «تتناغم قيمنا المشتركة حول الاستدامة والتراث الحِرفي والعمل الإنساني بشكل كامل ونحن فخورون بالعمل مع (إرثي) و(مؤسسة القلب الكبير) في إطلاق هذه المجموعة الفريدة وفي تصميم قطع جواهر تُكرِّم التراث الإماراتي وتُجسِّد التزامنا المشترك بإحداث فرق حقيقي في حياة المحتاجين». من جانبها، أوضحت ريم بن كرم المدير العام لمجلس إرثي للحرف المعاصرة أن سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس إرثي للحرف المعاصرة حرصت على أن يكون للمجلس امتداداته العالمية وآثاره الإنسانية النبيلة كون التراث يُعبّر عن التاريخ والثقافة والقيم المشتركة التي تأسست عليها الدولة. وأضافت أن رعاية سموها ودعمها أدت إلى بناء شراكات استراتيجية بين «إرثي» وأعرق العلامات العالمية التي نتشارك معها الإيمان بأن الفن رسالة سامية ولغة عالمية وأن غايته تمكين المجتمعات وغرس القيم النبيلة. وفي هذا السياق، تأتي شراكة «إرثي» ومؤسسة القلب الكبير مع العلامة البريطانية العريقة «أسبري» في إطار تعاون فعّال تُتوَّج اليوم بإطلاق مجموعة «قلب كريم» الحصرية والفريدة من تصميم «أسبري»، مشيرة إلى إن استلهام «أسبري» تصاميم قطع المجموعة من التراث الإماراتي وتحديدًا من حرفة التلي يُؤكد أهمية جهود «إرثي» في حفظ التراث الإماراتي المادي والثقافي وفي الإبداع بتحويله إلى فنون ومنتجات معاصرة. وأكدت علياء عبيد المسيبي مدير مؤسسة القلب الكبير أن الدرس الأكبر الذي اكتسبته مؤسسات إمارة الشارقة من سمو الشيخة جواهر القاسمي هو أن استدامة العمل الإنساني لا تُقاس فقط باستمرارية المشاريع والبرامج بل بالأثر العميق الذي تتركه في وجدان الناس وحياة المجتمعات وبمقدار ما يقدّمه هذا العمل من نماذج تُلهم المؤسسات والهيئات حول العالم مهما كان تخصّصها، للانخراط في أعمال الخير ومشاريعه ودعم الغايات النبيلة للمشاريع الإنسانية. وأضافت ان الشراكة بين «القلب الكبير» و«أسبري» و«إرثي» في إنتاج مجموعة «قلب كريم» التي يخصص عائدها لدعم المشاريع الإنسانية حول العالم لا تجسّد مفاهيم الاستدامة فحسب بل تعبّر أيضًا عن الإبداع في ابتكار أشكال جديدة لحشد الموارد والطاقات والاستثمار في الفنون والحرف والعراقة العالمية في سبيل خدمة الإنسان والمجتمعات. فهذه هي الوظيفة الحقيقية للفن والدور الأصيل للتراث أن يكونا رسالة تغيير وطموحًا نحو عالم يتجلّى فيه الجمال من خلال كرامة الإنسان وصون حقوقه. وتجسد مجموعة «قلب كريم» رسالة إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تجمع بين الحداثة والأصالة والجمال والإبداع والإرادة الإنسانية القادرة على إحداث تغيير جوهري وكبير في واقع حياة الملايين حول العالم كما تشكّل دعوةً موجّهة إلى كافة المؤسسات والشركات والعلامات التجارية حول العالم للشراكة في دعم الأهداف النبيلة ذات الأثر المستدام على حياة الأفراد والمجتمعات على حد سواء.


البيان
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- البيان
حمدي فريد.. المغمور الذي صنع عمالقة الفن الكويتي
لا يمكن لمن يريد الحديث والإبحار في تاريخ الكويت الفني، ولاسيما تاريخ الأعمال التلفزيونية الجميلة التي انتجتها في عهدها الذهبي وزمن تألقها في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن العشرين، إلا أن يقف احتراماً لمخرج تلك الروائع، التي مازالت محفورة في وجدان المشاهد الخليجي والعربي. هذا المخرج، الذي نحاول هنا سرد جوانب من حياته ومسيرته، وتسليط الضوء على مجمل أعماله الخالدة، هو المخرج المصري القدير حمدي فريد الذي عاش ردحاً من الزمن في الكويت، واندمج في حياتها الاجتماعية وارتبط بعلاقات ود واحترام وثقة مع رموزها الفنية، وكان سبباً مباشراً في ريادتها درامياً على المستوى الخليجي. قررت دولة الكويت، في أعقاب استقلالها سنة 1961، أن تنهض على مختلف المستويات وفي كل المجالات، وأن تستثمر، بصفة خاصة، في المجالات التربوية والثقافية والإعلامية والموسيقية والمسرحية وما شابهها من تلك التي تندرج تحت «القوة الناعمة». ولتحقيق ذلك استعانت بالخبرات العربية، ولاسيما من مصر. ونجد تجليات ذلك في قيام الكويت بالاستعانة بالمخرج والمسرحي المصري الكبير زكي طليمات للارتقاء بالحركة المسرحية وفق خطط علمية مدروسة، واستعانتها بالموسيقار المصري نجيب رزق الله في تأسيس فرقة الإذاعة الموسيقية، وإسنادها مهمة تأسيس جامعة الكويت سنة 1966 إلى فريق عمل برئاسة الدكتور عبدالفتاح إسماعيل وكيل وزارة التربية والتعليم بمصر وقتذاك. وكانت قد استعانت قبل كل هؤلاء بالفقيه الدستوري المصري عثمان خليل عثمان في كتابة دستور الدولة. وكان ضمن من استعانت بهم أيضاً، في حقبة ما بعد الاستقلال، من أجل إيجاد موقع متين لها على خريطة إنتاج الأعمال الدرامية التلفزيونية بالأستاذ حمدي فريد الذي كان يعمل آنذاك في التلفزيون المصري الناشئ كمخرج. وهكذا حلّ الرجل في الكويت في مطلع الستينات معاراً من التلفزيون المصري بطلب من وزارة الإعلام، في وقت كان فيه التلفزيون الكويتي يحاول أن يعزز موقعه كأول محطة تلفزيونية حكومية في منطقة الخليج العربي، بل حلّ حمدي فريد في الكويت وهو لا يعرفها ولا يعرف ظروفها وليس بها أحد من معارفه، لكنه استطاع سريعاً أن يتأقلم مع أجوائها ويتماهى مع أوضاعها المعيشية والاجتماعية والمناخية بفضل ما كان يتمتع به من صبر وطموح واستعداد لخلق شيء من العدم يخلد به اسمه ويجعله موضع تقدير عند من استعانوا به وراهنوا عليه. ولد حمدي بهيج فريد حمدي الشهير بحمدي فريد في 12 يناير عام 1916 بمدينة الإسكندرية، ونشأ ودرس بها قبل أن يغادرها إلى القاهرة للعمل في التلفزيون الرسمي المصري بُعيد إطلاق إرساله في 21 يوليو عام 1960. غير أن المقام لم يطل به هناك، إذ سرعان ما تمت إعارته لدولة الكويت كما أسلفنا. بدأ عمله في الكويت كمخرج في زمن لم يكن هناك في الكويت مخرجون سوى كاظم القلاف وفيصل الضاحي، وعمل في حقبة لم تكن فيها الأدوات الإخراجية تساعد المخرج على الإبداع، لكنه أبدع وأخرج أعمالاً أسطورية لأن الطموحات والهمم كانت عالية وروح الفريق الواحد مسيطرة في تلك الفترة. كانت أولى تجاربه الإخراجية في عام 1964 حينما أخرج مسلسلاً كوميدياً من 13 حلقة من تأليف عبدالحسين عبدالرضا بعنوان «مذكرات بوعليوي»، شارك فيه الفنانون عبدالحسين عبدالرضا وعبدالعزيز النمش ومحمد جابر وخالد النفيسي وصالح حمد (إمبريك)، ومريم الصالح وزينب الضاحي وعائشة إبراهيم، علماً أن هذا العمل، وهو الأول في تاريخ التلفزيون الكويتي، كان قد بث كمسلسل إذاعي في بداية الستينات. أعقب ذلك، وتحديداً في عام 1967، قيامه بكتابة قصة المسلسل الكوميدي الدرامي «القلب الكبير» وإخراجه بمساعدة فيصل الضاحي، حيث تمكن ببراعة من إدارة الحشد الكبير من أبطال المسلسل الكويتيين كعبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي ومحمد جابر وغانم الصالح وإبراهيم الصلال وحسين الصالح وسعاد عبدالله. وعلى العكس من عقد الستينات، التي لم يقدم فيها أعمالاً كثيرة ربما بسبب ندرة النصوص الجيدة أو ربما بسبب تواضع إمكانيات تلفزيون الكويت آنذاك، فقد شهد عقد السبعينات طفرة في الدراما الكويتية بدليل إنتاج أكثر من عشرين مسلسلاً شارك فيها عمالقة المسرح الكويتي، بينما كان مخرجها واحد هو حمدي فريد الذي نجح في أن يكون مخرجاً متلوناً بحسب النص الموجود أمامه وأثبت قدرة فائقة لجهة وضع كل فنان في الزاوية التي يبدع فيها. بدأ حمدي فريد نشاطه في السبعينات بإخراج المسلسل الكوميدي: «أجلح وأملح» سنة 1970 من تأليف وتمثيل عبدالحسين عبدالرضا، بمشاركة حشد كبير من نجوم المحليين. ويقال إن مخرجنا أراد أن ينقل عمله هذا من النطاق الكويتي والخليجي إلى النطاق العربي فأشرك فيه ثلاثة من نجوم بلده وهم: خيرية أحمد وآمال رمزي ولطفي عبدالحميد. بعد ذلك أخرج في الأعوام 1971 و 1972 و 1974 الأجزاء الثلاثة على التوالي من المسلسل التراثي «الشاطر حسن»، الذي يعد أول عمل ينتجه تلفزيون الكويت بالألوان. وفي عام 1975 أخرج المسلسل الدرامي «ابن الحطاب» من تأليف علي المفيدي وتمثيله. وقد أغراه نجاح العمل، فكرر التجربة من خلال إخراج مسلسل تراثي تدور أحداثه في قالب من التشويق والإثارة هو مسلسل «ابن العطار» من تأليف علي المفيدي وتمثيله إلى جانب إبراهيم الصلال، ومحمد السريع، واستقلال أحمد، ومحمد المنيع، وفوزية المشعل. ثم جاءت معجزته الإخراجية التي صارت حديث الناس داخل الكويت وخارجها لسنوات طويلة وإلى وقتنا الحاضر، مجسدة في المسلسل الكوميدي الأشهر «درب الزلق» الذي أنتجه تلفزيون الكويت سنة 1977 وعرضته أغلب محطات التلفزيون العربية، وهو من تأليف عبدالأمير التركي وبطولة عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وعلي المفيدي، بمشاركة الفنانين المصريين لطفي عبدالحميد وفؤاد راتب. راح حمدي فريد، بعد ذلك يبني فوق النجاح الذي حققه من وراء «درب الزلق»، فاستعان به مسرح السلام في الكويت في عام 1978 لإخراج المسلسل التراثي «حبابة» الذي أقتبس المؤلف عبدالرحمن الصالح قصته من رواية «ألف ليلة وليلة» وقام بتمثيله أبرز نجوم المسرح والدراما الكويتية بمشاركة الفنان البحريني قحطان القحطاني. وفي العام التالي (1979) أخرج المسلسل التراثي الكوميدي «مذكرات جحا» من تأليف حمدي عبدالمقصود. وبحلول عقد الثمانينات، حدث المنعطف الأبرز في مسيرة مخرجنا، بلقائه مع كاتب الدراما والسيناريست الفلسطيني المقيم بالكويت طارق أحمد عثمان، حيث شكلا ثنائياً فنياً لتقديم أمتع الأعمال، إلى درجة أنه قيل: «عندما يجتمع العملاقان المخرج حمدي فريد والكاتب طارق عثمان فاعلم أن هناك عملاً ومسلسلاً عظيماً يستحق المشاهدة». وأحمد عثمان هذا ولد بفلسطين عام 1946 ورافق جده وعمه إلى الكويت وهو صبي مراهق، فنشأ وأنهى دراسته الثانوية بها ثم توجه إلى مصر لدراسة الهندسة. وفي أوائل السبعينات عاد إليها برفقة زوجته وابنته، فعمل معيداً في كلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة الكويت، إلى جانب إدارته لشركته الخاصة العاملة في مجال استيراد وتصدير وبيع الأجهزة الكهربائية وأجهزة الكمبيوتر. وفي الوقت نفسه مارس هوايته الأدبية التي عاشت معه منذ أيام طفولته المبكرة، فكتب الشعر والأغاني باللغة الفصيحة واللهجة المصرية، ثم اتجه إلى كتابة الدراما التلفزيونية. ومنذ عام 1975 صار أحد أبرز الأسماء في ميدان الدراما الكويتية والخليجية، بل أحد الذين يعود لهم الفضل في تطوير هذه الدراما ونشرها عربياً، من خلال المسلسلات الكثيرة التي تحمل اسمه وتوقيعه. وبعد الاجتياح العراقي للكويت سنة 1990 غادر الكويت مع أسرته إلى مصر، وهناك أصيب بمرض في الصفائح الدموية، وتوفي في أحد المستشفيات عام 2004، ودفن في مصر. أول ثمرة من ثمار تعاون حمدي فريد وطارق عثمان كان المسلسل التربوي العائلي «إلى أبي وأمي مع التحية» من بطولة خالد النفيسي وحياة الفهد، والذي عرضت أجزاؤه الثلاثة في الأعوام 1980، و1981، و1982 على التوالي. ثم توالت ثمار تعاونهما، فكان ظهور المسلسلات التالية تباعاً: «خرج ولم يعد» (1982)، «خالتي قماشة» (1983)، «كامل الأوصاف» أو«الغرباء» (1984)، «إليكم مع التحية» (1986). إلى ما سبق شهدت الثمانينات أيضاً أعمالاً أخرى لحمدي فريد خارج إطار تعاونه مع الكاتب طارق عثمان. حيث أخرج في عام 1981 مسلسل «أبله منيرة» من تأليف وحيد حامد، وسباعية «زوجه بالكمبيوتر» سنة 1985 من تأليف صلاح المعداوي، ومسلسل «فتى الأحلام» سنة 1983 من تأليف حسين عبد النبي، وهو مسلسل شارك فيه مخرجنا كممثل في مشهد يتيم بدور ممرض مصري يدعى حمدي. في عام 1986 انتهت مدة إعارة مخرجنا، فغادر البلد الذي عاش فيه سنوات من حياته وحقق في استوديوهاته ووسط نجومه شهرته ومجده، عائداً إلى بلاده. ووجدت في صحيفة «الرأي» الكويتية من يتحدث عن ذلك، وهو المصور التلفزيوني الكويتي حسن عبدالله العلي الذي زامل حمدي فريد في أعمال عدة. يقول العلي ما مفاده إنه حينما علم أن مخرجنا سيغادر إلى بلده، أقام بدعم من الفنانين والممثلين حفل تكريم خاص لحمدي فريد. ويضيف العلي إنه رأى الدموع تنهمر من عيني المخرج وهو يتسلم درع التكريم وسط تصفيق الحضور وإشادتهم به. غير أن حمدي فريد استدعي مجدداً إلى الكويت في عام 1987 لإخراج المسلسل الكوميدي «على الدنيا السلام» من تأليف طارق عثمان وبطولة سعاد عبدالله وحياة الفهد وعلي المفيدي ومريم الغضبان وداوود حسين، فأبدع كعادته في إخراج هذا المسلسل الذي يعد آخر أعماله، حيث إنه عاد إلى مصر بعد إتمامه ليتوفى بالقاهرة في 6 يونيو 1987. وهكذا قال حمدي فريد «على الدنيا السلام» ورحل، تاركاً ذكرى عطرة لدى رفاقه ومحبيه. فهذا الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا يقول عنه في حوار مع موقع «بحر الحب» (بتصرف): حمدي فريد ..هو من سطر إبداعات طارق عثمان، وهو من أظهر العمالقة وجعلهم يبدعون ويظهرون كل ما عندهم. ويكفيه إخراج أعمال أسطورية لا تنسى وما زالت تعد الأفضل مثل «خالتي قماشة» و«درب الزلق». حمدي فريد ظهر في زمن صعب ومع ذلك أبدع وأخرج أعمالاً أسطورية. وهذا المبدع خالد النفيسي يتحدث عنه في أحد حواراته التلفزيونية قائلاً (بتصرف): إننا كفنانين كنا نحبه وهو يحبنا ونتعامل مع بعضنا البعض دون تكلف. وذات مرة اشترى سيارة جديدة وشاهدته أثناء خروجه من محطة التلفزيون، وهو يقود السيارة بسرعة جنونية. فسألته عن سبب سرعته، فعرفت منه أن شرطي مرور يلاحقه وهو خائف لأنه لا يحمل رخصة قيادة، فاقترحت عليه أن يختبئ وراء أعمال الديكور وطمأنته أنني سأتصرف مع الشرطي. لكن النفيسي المعروف بمقالبه قاد الشرطي إلى مكان اختبائه وهو يضحك قائلاً: «هذا هو المطلوب القبض عليه يا حضرة الشرطي». أما الفنان محمد جابر، الذي كانت له مع المخرج تجربة على مدى 10 سنوات في كتابة مجموعة سهرات «زوجتي» التلفزيونية مثل: «زوجتي والسيارة» و«زوجتي والصيف» و«زوجتي وأختها» و«زوجتي والسوق» و«زوجتي والمجنون» و«زوجتي وخطيبتي» و«زوجتي والكلب» و«زوجتي وأمها»، فقد أخبرنا في برنامج «وراء الكواليس»، قائلاً: «عملت معه أعمالاً إلى أن قدمت شخصية العيدروسي، فاستلمني وقال لن أدعك تترك شخصية العيدروسي».


الإمارات اليوم
٠١-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- الإمارات اليوم
جواهر القاسمي تطلق حملة «لأطفال الزيتون» عبر «القلب الكبير»
أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن تضافر المجتمعات من أجل إنقاذ الأطفال ضحايا الحروب ليس مجرد فعل عابر أو مساعدة مؤقتة، بل هو بمثابة إنقاذ للمستقبل الإنساني المشترك، ورسالة للعالم تؤكد أن الإنسانية حيّة، وأن الخير أقوى من الدمار، وأننا نرفض أن يُترك الأطفال وحيدين لمعاناتهم ومصائرهم في أي مكان من العالم. وقالت سموها: «إن الأطفال الذين يمرون بأحداث حادة وقاسية، مثل الحروب وما فيها من أهوال وفظائع، سيظلون يعانون آثاراً عميقة قد تلازمهم مدى العمر. وهنا يجب أن يتدخل العالم ليحاول مواجهة هذه الذكريات بمشاعر الإحاطة والاحتضان والمحبة التي يجب أن نظهرها لهم من خلال دعمهم ورعايتهم، ليعلموا أن في هذا العالم من يرفض التخلَّي عنهم». وأضافت سموها: «من هذا الموقف الراسخ، تأتي حملة (لأطفال الزيتون) التي تنطلق بجهود المساهمين والشركاء المخلصين في هذا العالم، لإعادة إعمار ما تضرر في نفوس الأطفال البريئة، أولئك الذين نشاهدهم يومياً عبر وسائل الإعلام، ونستمع إلى حكايات صمود شعب يملك طموحات عظيمة، ليثبتوا للعالم أن إعادة إعمار الإنسان يجب أن تكون المهمة الرئيسة لنا جميعاً، فكرامة الإنسان تفوق في أهميتها أي عملية إعمار أخرى». جاء ذلك خلال إطلاق سموها حملة إنسانية تحت شعار «لأطفال الزيتون»، بالشراكة مع مؤسسة «التعاون» الفلسطينية، لجمع أموال الزكاة والصدقات خلال شهر رمضان المبارك، والتي تهدف إلى تقديم الدعم والرعاية الشاملة لـ20 ألف طفل يتيم يعيشون داخل قطاع غزة، حيث تضمن لهم الحملة حقهم في التعليم، والرعاية الصحية والنفسية، والتغذية الجيدة، والمأوى الآمن حتى بلوغهم سن الـ18. ومن خلال الحملة، يستطيع المتبرعون الإسهام قدر المستطاع، أو اختيار باقة واحدة على الأقل من باقات الدعم المتنوعة، والتي تشمل: 167 دولاراً أميركياً (نحو 625 درهماً) لرعاية يتيم واحد لمدة شهر، و2000 دولار أميركي (نحو 7500 درهم) لرعاية يتيم لمدة عام، و10.000 دولار أميركي (نحو 37500 درهم) لرعاية ودعم يتيم لمدة 5 سنوات، و20.000 دولار أميركي (نحو 75000 درهم) لرعاية واحتضان يتيم لمدة 10 أعوام. في حين أكدت الحملة أن أي إسهامات أخرى، مهما كانت بسيطة، تعزز فرص الوصول إلى عدد أكبر من الأيتام، وتوفر ما يحتاجونه من رعاية واهتمام. كما خصصت مؤسسة «القلب الكبير» مبادرتها السنوية «كسوة عيد» لهذا العام لدعم الأيتام المستفيدين نفسهم من هذا البرنامج، ويمكن لمن يرغب في تقديم كسوة عيد لطفل يتيم في غزة التبرع بمبلغ 200 درهم، حيث ستتولى المؤسسة إيصالها إليهم، بالتعاون مع «الفارس الشهم». ويمكن تقديم التبرعات من خلال وسائل معتمدة عدة، تضمن وصول المساعدات مباشرةً إلى الأطفال الأيتام، وتشمل: الحوالات المصرفية على رقم الحساب 0011-430430-002 – مصرف الشارقة الإسلامي، والشيكات، والدفع النقدي في مقر المؤسسة، والتبرع عبر خدمة الرسائل القصيرة أو من خلال الإنترنت على الرابط الآتي: كما يمكن للشركات الخاصة والمؤسسات من القطاع العام الإسهام في دعم الحملة بطرق مختلفة، تمكن مناقشتها من خلال التواصل على الرقم الآتي: +971 50 535 0152.