logo
#

أحدث الأخبار مع #«اللييقدرعلىقلبي»

حسين السيد... شاعر الألف أغنية (1 - 3)
حسين السيد... شاعر الألف أغنية (1 - 3)

الجريدة

time١٥-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجريدة

حسين السيد... شاعر الألف أغنية (1 - 3)

عبّر حسين، في قصائده المغناة، عن مشاعره في الحب والجمال والعاطفة الإنسانية، وعكس تجاربه السعيدة والحزينة، وأضاف كثيرًا إلى الشعر الغنائي بصوره وأخيلته وموسيقاه المختلفة، ورغم نجاح أعماله ظل بعيدًا عن مرايا النقد الأدبي، ولم يأخذ حقه كشاعر غنائي مجدد في شكل ومضمون الأغنية المصرية. وقطع السيد رحلة طويلة مع الشعر الغنائي، وكتب في الحب والوطنية، وكان رائدًا لأغاني الأطفال، مثل «ذهب الليل» و«كان وإن» و«ماما زمانها جايه»، غناء ولحن الموسيقار محمد فوزي، و«حبيبة أمها» و«أكلك منين يا بطة» غناء المطربة صباح، وألحان الموسيقار فريد الأطرش. مؤلف «اجري» يشهد أول ظهور لسيدة الشاشة فاتن حمامة وكان أيضًا رائدًا لأغاني الأسرة، ومنها «ست الحبايب» و«الأخ» لحن الموسيقار محمد عبدالوهاب وغناء المطربة فايزة أحمد، وابتكر السيد أسلوبًا جديدًا في كتابة الديالوج الغنائي، ليتناغم مع السياق الدرامي لسيناريو الفيلم السينمائي، بدلًا من الحوار النثري، ومن أبرزها «حكيم عيون» و«حاقولك إيه» بين عبدالوهاب وراقية إبراهيم في فيلم «رصاصة في القلب». ويعد استعراض «اللي يقدر على قلبي» من أشهر الاستعراضات الغنائية في تاريخ السينما المصرية، وكتبه السيد ضمن أحداث فيلم «عنبر» (1948)، سيناريو وإخراج أنور وجدي، ولحّن الاستعراض محمد عبدالوهاب، وشارك في الغناء المطربة ليلى مراد والفنانون إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو وعزيز عيد وإلياس مؤدب. وتفرد حسين السيد في كتابة «القصة الشعرية»، ومنها «ساكن قصادي» غناء المطربة نجاة الصغيرة، و«فاتت جنبنا» غناء العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والأغنيتان من ألحان عبدالوهاب، كما لحن له الموسيقار رياض السنباطي «عاوز جواباتك» غناء المطربة نجاح سلام. المارد العربي وساهم السيد في مجال الأغنية الدينية، وكتب أغنية «إله الكون»، غناء ولحن رياض السنباطي، ومزج بين الديني والوطني في أغنية «الصبر والإيمان» لمحمد عبدالوهاب، بجانب أناشيد وطنية رائعة، منها «دقت ساعة العمل الثوري» غناء ولحن عبدالوهاب، و«المارد العربي» غناء ولحن فريد الأطرش. ويعد الشاعر الراحل رائدًا في كتابة الأغنية الوطنية الجماعية، منها «صوت الجماهير»، لحن وغناء محمد عبدالوهاب مع نجوم الغناء عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايدة كامل وشادية وفايزة أحمد، وأغنية «الجيل الصاعد» لحن وغناء عبدالوهاب، وشارك في الغناء المطربة وردة الجزائرية وعبدالحليم حافظ وشادية وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة. شاعر الأجيال ومهد السيد وشعراء جيله الطريق نحو المغامرة الإبداعية في عناصر الأغنية، وفتحوا آفاقا جديدة للتعبير الموسيقي أمام ملحنين بحجم الموسيقار محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل ومحمد فوزي ومحمود الشريف، وبفضل إبداعهم تألق نجوم الغناء والطرب، وتسيدوا الساحة الغنائية سنوات طويلة، وأيضًا ساهموا في ظهور أجيال من شعراء الأغنية الموهوبين. ويعد شاعرًا عابرًا للأجيال، وتحوّلت مؤلفاته إلى جزء أصيل من تراث الأغنية العربية المعاصرة، وشكلت مسارًا مغايرًا للشعر الغنائي التقليدي، وتجاوزت زمنها إلى المستقبل، ولا تزال حاضرة في وجدان عشاق الفن الأصيل، ويتفاعل معها مختلف الأعمار، لتنوعها وثراء معانيها، ويستعيد غناءها مطربون ومطربات من أجيال لاحقة، منهم المطربون مدحت صالح الذي غنى «مرسال الهوى»، وأنغام «بيع قلبك» و«قولي عملك إيه قلبي»، وماجدة الرومي «لا مش أنا اللي أبكي»، وكاظم الساهر «بفكر في اللي ناسيني» و«جبار». ماجدة الرومي تستعيد غناء قصيدته «لا مش أنا اللي أبكي» طريق النبوغ وُلِد حسين السيد في 15 مارس 1916 بمدينة طنطا، لأب مصري يعمل في التجارة وأم من أصول تركية، وكان خاله شيخًا لإحدى تكايا الدراويش، وهناك استمع الصبي إلى المنشدين، فبدأ إحساسه بالموسيقى والشعر، واهتم بقراءة الكتب الأدبية، وظهرت موهبته في حفظ وإلقاء القصائد للشعراء القدامى والمحدثين، وبعد دراسته الابتدائية انتقل إلى القاهرة والتحق بمدرسة «الفرير» الفرنسية في حي الخرنفش، وتفوق على جميع زملائه في اللغة العربية، وتعلم العروض والأوزان الشعرية من معلمه الأستاذ مرجان، واهتم الأخير بدعم موهبة تلميذه النابه. وفي تلك الأثناء تعرّض السيد لموقف صعب، وفوجئ برسوبه في مادة الإنشاء، رغم إجادته فيها، واعتقد بعض المعلمين أنه ليس كاتبها، وظنوا أنه اقتبسها من أحد الكتاب المتمرسين، ولا يمكن لمن في مثل عمره أن يكتب بهذا النضج والوعي بفنون السرد، وبعد تدخل أحد معارفه ومعلمه الأستاذ مرجان وافقت إدارة المدرسة على إعادة اختباره، ونجح في هذا الاختبار، وسط إعجاب ودهشة ممتحنيه، وأثنوا على نبوغه الأدبي، وتنبأوا له بمستقبل باهر. الفن والتجارة وحصل السيد على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة حاليًا) في عام 1937، وتطلع إلى تحقيق أحلامه في دنيا الإبداع، وأراد أن يلتحق بكلية الآداب لإشباع هوايته الأدبية، إلا أنه التحق بكلية التجارة، وفقًا لرغبة والده التاجر المسؤول ـ آنذاك ـ عن توريد المواد الغذائية للجيش والمستشفيات الحكومية، وبعد وفاة والده ترك الدراسة لإدارة تجارته، لأنه الولد الوحيد لأسرته والمسؤول عنها. وفي تلك الفترة، كان يقضي وقت فراغه في القراءة والاستماع إلى الموسيقى والغناء وارتياد دور السينما والمسرح، وراودت التاجر الشاب فكرة دخول عالم التمثيل، وكان يتمتع بقدر كبير من الوسامة، لكنه ظل مُخلصًا للشعر، وبدأ أولى تجاربه في كتابة قصائد متنوعة بين الفصحى والعامية، واستشعر أن احتراف الفن نوع من الترف، ولا يتناسب مع حجم مسؤوليته تجاه أسرته، وارتضى أن يمارس إبداعه بروح الهواية، من دون أن يدري بما يخبئه له القدر. يوم الامتحان وحكى الشاعر الراحل قصة دخوله المجال الفني، عندما قرأ إعلانًا في الصحف يطلب وجوهًا جديدة للعمل ممثلين مع المطرب محمد عبدالوهاب في فيلم «يوم سعيد» وشاركته الطفلة ـ آنذاك ـ فاتن حمامة عن طريق الإعلان نفسه، ليشهد الشريط السينمائي أول ظهور لسيدة الشاشة العربية، ومولد شاعر غنائي موهوب. وفي الموعد المحدّد وقف حسين السيد أمام لجنة الامتحان، وحاول السيطرة على رهبته أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب والمخرج محمد كريم، والنجمين عبدالوارث عسر وسليمان نجيب، ولعبت المصادفة دورها في تغيير مساره من التمثيل إلى حلبة الشعر، وتورط في موقف درامي بالغ الإثارة، ونسي تمامًا أنه كان متقدمًا للعمل ممثلًا. وفي تلك اللحظات، سمع حسين السيد حديثًا جانبيًا بين موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والمخرج محمد كريم حول مشهد في الفيلم يحتاج إلى أغنية، وأنهما يبحثان عن شاعر يكتب للمشهد أغنية مناسبة، وبعد خروجه من غرفة لجنة الامتحان، استوقف عبدالوهاب، وعرض عليه كتابة الأغنية، لكنه رفض في البداية، وبعدها وافق على طلبه وشرح له موقف الأغنية في الفيلم. الابن الوحيد يتولى إدارة تجارة والده بعد رحيله المفاجئ وفي اليوم التالي، ذهب السيد إلى مكتب عبدالوهاب، وقرأ له أغنية «اجري اجري» وأعجب الملحن الشهير بكلماتها، وأعاد سماعها أكثر من مرة، لأنها تعبّر بصدق عن الموقف والمشهد المطلوب، وطلب منه أن يصرف النظر عن التمثيل، ويركز على تأليف الأغاني، ورفض الشاعر الشاب أن يتقاضى أجرًا عن الأغنية، ونسي أحلامه في النجومية. وكانت أغنية «اجري اجري» أول تعاون فني بينهما، وقام عبدالوهاب بتلحينها وغنائها في فيلم «يوم سعيد»، ويقول مطلعها: «اجري اجري اجري، وديني قوام وصلني، دا حبيب الروح مستني»، ونجح عاشق الفن في أول اختبار كشاعر غنائي، وانطلق في مسيرة طويلة مع ألحان موسيقار الأجيال وكبار الملحنين وألمع المطربين والمطربات في العالم العربي. حقق الشاعر الراحل حسين السيد نجاحاً كبيراً، وأصبح من أبرز نجوم الشعر الغنائي، وعلى مدار مشواره الفني الذي استمر نحو 49 عاماً، تنوعت مؤلفاته بين أغنيات عاطفية ووطنية ودينية واسكتشات وأوبريتات غنائية، ورغم ثراء هذا الإبداع الفني، لم تجمعه يوماً أغنية واحدة مع أم كلثوم، وظل يغرد بعيدًا عن كوكب الشرق. وبعد سنوات من رحيله، كشفت ابنة الشاعر الراحل الدكتورة حامدة حسين السيد أن الخوف والاعتزاز بالكلمة، كان أحد أهم الأسباب التي حالت دون تعاون والدها مع السيدة أم كلثوم، وذكرت أن الموسيقار محمد عبدالوهاب كان دائماً يحذره من ميلها إلى تغيير كلمات في الأغنيات التي تُعرض عليها. وأسرّ حسين السيد هذه الجملة في نفسه، وعندما جاءت فرصة التعاون مع أم كلثوم، وكانت ستتغنى يوماً بكلمات «في يوم وليلة» حدث ما سمع عنه، وطلبت منه تغيير بعض الكلمات، إلا أنه رفض بشدة لاعتزازه بكلماته التي لا تقبل التغيير من أي شخص حتى لو كانت كوكب الشرق، وذهبت الأغنية للفنانة وردة الجزائرية ولحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب. أسباب أخرى كشفتها ابنة الشاعر الراحل بقولها إن تعاون والدها مع عبدالوهاب لم يمنعه من أن يكتب لملحنين آخرين، منهم رياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد الموجي وسيد مكاوي ومنير مراد، وأم كلثوم لم يكتب له أن يعمل معها، لأنه في ذلك الوقت كان مجتمع الغناء مقسماً إلى معسكرين، معسكر الست أم كلثوم، ومعسكر محمد عبدالوهاب، وكانت هناك منافسة قوية بينهما، قبل أن يلحن لها عبدالوهاب أغنية «انت عمري» في عام 1964، ووقتها سُمي بـ«لقاء السحاب». وتابعت: «لكن بعد أن وافقت أن يلحن لها عبدالوهاب، لم تكن تريد أن تأخذ عبدالوهاب والمؤلف بتاعه، وقالوا لعبدالوهاب ذات مرة إن حسين السيد (المؤلف الملاكي بتاعك)، فرد عليهم قائلًا: (شرف لا أدعيه، وتهمه لا أنفيها)، ولمّا تتعامل مع الاثنين معاً تكون قد أخذت المعسكر كله... وهناك ناس كثر كتبوا للست أم كلثوم، وكانت أغنية (شكل تاني) لنجاة الصغيرة قد أعجبت بها، ولكنها قالت إنها قصيرة، وطلبت زيادة كوبليه، ولكن الخبر وصل للصحافة، وكتبوا أن كوكب الشرق ستأخذ أغنية من نجاة، ومنعها ظهور الخبر بهذه الطريقة من غناء تلك الأغنية، وفي إحدى الأغنيات طلبت منه تغيير كلمات كثيرة، وكان غير مقتنع بها، فلم يتفقا على العمل معاً». لعبت المصادفة دورها في حياة الشاعر الراحل حسين السيد، وبدأت في عام 1939 بلقائه مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكتابة أغنية «اجري اجري» ولحنها وغناها عبدالوهاب في فيلم «يوم سعيد»، وبعدها امتد التعاون الفني بينهما حوالي 40 عاماً، ويعد «السيد وعبدالوهاب» من أشهر الثنائيات في تاريخ الأغنية المصرية. وبعد مرور 38 عاماً على رحيل شاعر الألف الأغنية، كشف الناقد الفني أيمن الحكيم، في مقابلة تلفزيونية، عن قصيدة نادرة كتبها الشاعر حسين السيد مهداة إلى صديقه ورفيق رحلته الفنية الموسيقار محمد عبدالوهاب في عيد ميلاده عام 1983، وتحتفظ بها ابنته الدكتورة حامدة حسين السيد، ضمن مخطوطات أخرى للشاعر الراحل. والمفارقة أن «السيد وعبدالوهاب» من مواليد شهر مارس، وجمعت بينهما توأمة فنية وحياتية، واعتاد السيد أن يعرض على عبدالوهاب قصائده قبل أي ملحن آخر، وتحوّل تعاونهما إلى مكتبة موسيقية وغنائية متكاملة، سواء بصوت موسيقار الأجيال أو مطربين ومطربات آخرين. وكتب شاعر الألف أغنية تلك القصيدة في نفس عام رحيله، كأنه يودع بها صديق عمره ومشواره الفني، وتقول كلماتها: «أعظم هدية من القدر، فنان في وجدان البشر، بيواسي عشاق القمر، ويصالح النجوم ع السهر، ويدوِّب القلب الحجر، من طرف ريشة فوق الوتر، سبحان الوهاب يا عبدالوهاب، ياللي يوم ميلادك، لحن غناه القدر».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store