أحدث الأخبار مع #«النكسة»


LE12
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- LE12
رسالة الإتحاد. الرد السياسي على منتقدي الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي
خصصت إفتتاحية جريدة الإتحاد الاشتراكي، كامل مساحتها لتقديم رد سياسي على منتقدي إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي، على خلفية موقفه من المقاومة الفلسطينية وحماس واسر.ائيل. وتعميما للفائدة تعيد جريدة نشر «رسالة الإتحاد»، نقلا عن لسان حزب الإتحاد الاشتراكي. والبداية من هنا: اختار الكاتب الأول للاتحاد،الأستاذ حق المقاومة وحقيقة الميدان واختار أن يقول على مضض وبِلُغة واصفةٍ، أن ما تعيشه القضية منذ سابع أكتوبر 2023 يعد، في تقدير تاريخ القضية نفسها، «نكسة عميقة». 1ـ هل كان إدريس لشكر هو أول من استعمل مصطلح «النكسة» ورديفتها «النكبة» في توصيف الحال الفلسطيني، حالتنا جميعا معها، بعد حرب الإبادة والجريمة؟ أبدا ! لقد قالها الكثيرون، منظمات وهيئات وأفرادا، وصدرت بيانات تنبه إلى توفر كل شروط نكبة أربعينية جديدة تفقد فيها فلسطين ما تبقى من أرضها، أو يدخل شعبها إلى نفق الجحيم واللجوء مجددا بما لم يسبق له مثيل. ويكفي العودة إلى كل الأدبيات التي رافقت عودة دونالد ترامب وسياقات تقديم اقتراحه بتهجير أهل غزة والضفة. هل كان الوحيد الذي هاله الدمار الذي حدث، وما ترتب عنه من تراجع في ترتيب القضية على سلم الأولويات في العالم وفي المنطقة أبدا! لقد كان أول من سبقه إلى ذلك هو أول رئيس للمكتب السياسي لحماس نفسها في الفترة 1992( ـ1996) ورئيس مكتبها في العلاقات الخارجية اليوم السيد موسى أبو مرزوق الذي أدلى بعد الهدنة، وقبل استئناف الحرب، بتصريح نقلته كل المنابر الدولية، مفاده بأنه لم يكن «ليدعم هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، لو كان يعرف الدمار الذي سيخلفه على قطاع غزة»! . وقال أبو مرزوق في مقابلة مع صحيفة 'نيويورك تايمز'( نقلناها عن صحيفة القدس وقناة روسيا اليوم، يوم 24.02.2025 ) ، إنه «لم يكن ليدعم الهجوم لو كان يعرف الفوضى التي سيخلفها على غزة». وقال إن «معرفة العواقب كانت ستجعل من المستحيل عليه دعم الهجوم».أليس في هذا استشعار للنكسة ولحجمها الرهيب؟ 2ـ كان الموقف المعبر عنه من طرف قائد الاتحاد، في عمقه، الشكل البلاغي لصرخة من الأعماق، أكثر منه مجرد تصريح سياسي محايد ، بارد ومتعالٍ، وإنْ استوفى كل عناصر التحليل الجيوسياسي المبني على التقدير الموضوعي . كانت صرخة تعبر عن انحياز صاحبها إلى الشعب الضحية، إلى شهدائه، لا سيما الأطفال والنساء منهم، ومشرديه ومعطوبيه وكل أبنائه المهددين اليوم بالتهجير. ولعل من عناصر التفكير :أن المراهنة على فعل المقاومة المشروع، كان الهدف منه إعادة ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط، بما يجعل القضية في صدارة الاهتمام الدولي. وكان من عناصر التحليل كذلك أن فتح جبهات متعددة ضد إسرائيل، سيخلق موازين قوة لصالح الشعب في غزة والضفة والقدس، ويخرج الفلسطينيين من الدونية الاستراتيجية، وكان من عناصر تقدير الموقف كذلك، أن السجون الإسرائيلية سيتم تبييضها بالكامل من الأسرى الفلسطينيين.؟ هل حصل ذلك ؟ لسنا في موقع أن نعطي للفلسطينيين دروسا، كما هي عادتنا، ولا أن نملي عليهم شبكة القراءة التي يجب الانقياد لها، ولكن التوصيف قد يجعل من يعارض قيادة الاتحاد نفسه، إذا صدقت النية، يتفق معها . فالصورة الواضحة التي نرى هي أن المقاومة ذاتها فقدت كل قيادتها، بمن فيها الموجودة في الصف الثاني، وحزب الله لا يختلف وضعه عن وضع «حماس»، والمشهد السياسي صارت كل موازينه مختلة لصالح الاحتلال مما يعقد من صعوبة العمل الوطني الفلسطيني. كان طبيعيا على مناضل اتحادي، في القيادة كما في القاعدة، أن يستشعر الحاجة إلى القول بأن الدم الفلسطيني النفيس والغالي لا يقبل التبذير في أية تجريبية ثورية تغفل بيان النتائج ! 3- هل أسقط إدريس لشكر صفة المقاومة عن أي فصيل، هل هلل لانتصار اليمين الفاشي في إسرائيل ؟ حاشا: لقد تعلم الكاتب الأول ومعه كل الاتحاديين والاتحاديات من تاريخ حركتهم الخاص بأن الشهداء دوما على حق! وأن الأحياء مطالبون بواجب التقدير الجيد لثمن استشهادهم. ولهذا كان لكل كلامه معنى واحد هو أن الاحتلال لا يجب أن يخرج منتصرا، وأن الواجب الكفاحي والإنساني، يقتضي العمل من أجل أن تعود موازين القوة لصالح فلسطين بوسائل أخرى قد تكون امتدادا للوسيلة العسكرية كما قد تكون بديلا لها.كما في كل معارك التحرر الوطني. بيد أن الفلول التي لم تكن أبدا صادقة في تقدير مواقف الاتحاد على مدى عقود وقبل هذا اليوم، وتعودت تبخيس مواقف القوي التقدمية ، لم تر حقيقة الموقف، بل أشهرت الرايات السوداء التي حركتها رياح الحقد ونفخت فيها النوايا السيئة. والحال أنه كان يكفي العودة إلى تصريح الكاتب الأول للاتحاد، في أول يوم من بعد سابع أكتوبر، وقتها والكثيرون في العالم يسبحون في موجة التعاطف مع شعب إسرائيل ودولته، فيما آخرون تحت الصدمة . يومها كان الكاتب الأول للاتحاد واضحا في انحيازه وصرح بما نشرناه في عدد الجريدة بتاريخ9. أكتوبر 2023 تحت عنوان.:«.الكاتب الأول للاتحاد إدريس لشكر يحمل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة مسؤولية انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة. ويحذر من دفع المدنيين الثمن»، وفيه قال إدريس لشكر :إن تنكر دولة الاحتلال لحقوق الفلسطينيين وانغلاق أفق التسوية السياسية ووأد آمال السلام وغطرسة قوات الاحتلال والمستوطنين بفرض الإجراءات الأحادية الجانب وتمدد الاستيطان والضم واستهداف المدن والمخيمات الفلسطينية بالاقتحامات اليومية والاغتيال والاعتقال، والانتهاكات اليومية ضد المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية وخاصة في القدس، قد وضع المنطقة على فوهة بركان كان انفجاره حتميا». وبعدها توالت المواقف، الصادرة عنه أو عن المكتب السياسي أو عن الهياكل التنظيمية الأخرى في حزب القوات الشعبية.. 4ـ لقد أثبت الكاتب الأول للاتحاد، خلال اللقاء الإعلامي المذكور أعلاه، ثباته في الانحياز لقضية الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي استفردت به قوات الاحتلال، تقتيلا وإبادة وتجويعا وتشريدا، متهما رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو وفريقه اليميني الفاشي،. وككل سياسي لا يدس رأسه في الرمال. ويملك من الشجاعة ما يكفي في طرح السؤال عندما تكون عاطفة وضمير الشعب المغربي، في قلب المعادلة، عبَّر عن المواقف التي يراها ضرورية في تقدير الموقف: ذكَّر بالتاريخ الاتحادي الطويل في دعم القضية الفلسطينية، وأعاد إلى الأذهان ما قام به الحزب، وهو شخصيا على رأسه، إلى جانب قادة يساريين واشتراكيين محترمين عالميا، إنصافا ودفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، في المنظمات الدولية والتكتلات السياسية، التي ظلت إلى عهد قريب مرتعا للفكر المساند لأطروحة دولة إسرائيل، وحتى صارت قلاعا تتبوأ فيها القضية المكانة التي لا بد منها في قلب المنابر العالمية اليسارية. وإذا كنا نجد لبعض ذوي النيات الحسنة بعض العذر في السقوط في فخ أحكمته عليهم شبكات الفاشيست التيوقراطي حتى نسوا حقيقة المواقف، فإننا ندرك بأن كل ذلك أسقطته الجحافل المتنمرة في النسيان، عن عمد، من أجل تحيين موقف مسبق وقديم من الرجل ومن حزبه ومن التيار الذي ينتسبان إليه كله. وهؤلاء الذين أشهروا سيوف التنكيل، ومطارق التفتيش، لم يكونوا ينتظرون تصريح إدريس لشكر لكي يبادروا إلى الهجوم عليه وعلى حزبه، بل قفزوا على عنوان مبتسر، كتب تحت ضغط مهني تقتضيه شروط المنافسة والسبق، قاموا بتجزيء ما صرح به، واختزلوا كل التاريخ بسرعة مذهلة والانتقال بسرعة لا تقل عنها إلى التدمير المعنوي المبرمج سابقا، ولم يكن هذا« الكسل» سوى تَعلَّة جديدة للتجريح والتلفيق والكذب البواح، وللهجوم على سياسي وطني مغربي امتلك الشجاعة لكي يعبر عن قلق مشروع، الرجل، الذي يعد من قادة العالم العربي القلائل الذين ما زالوا يضعون القضية الفلسطينية على جدول أعمال التجمعات السياسية في الأممية الاشتراكية وفي التحالف التقدمي وفي المنتدى العربي التقدمي، أو من خلال الفعل اليومي إلى جانب القوى الفلسطينية من خلال تواجده في مؤسسة الشهيد ياسر عرفات( والذي تم تخوينه بالمناسبة من طرف الفلول ذاتها أكثر من مرة) فمن هم يا ترى الذين تداعوا إلى التكالب الهجين وإلى مأدبة الفسوق السياسي واللغوي؟ أ ـ منهم الذين وصلوا بعد البطولة بخمسة أعوام! الذين التزموا تقية ما عهدناها فيهم وما رعوْها حق رعايتها عند تجسير العلاقات لتوقيع الاتفاق الثلاثي حتى أنهم نسوا بأنهم كانوا وراء توقيع قرار استئناف العلاقة مع إسرائيل. وقتها اعتقدنا أن الإطار المرجعي عندهم تحسَّن، وتحقق من ورائه فهمهم لمصالح الدولة، والحقيقة «لم نسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا» لأنهم لم يستطيعوا رفض التوقيع في شجاعة وبطولة، حفاظا على موقع في السلطة (هؤلاء الذين يمجدون الموت في سبيل المبادئ ويعيبون علينا أننا نجدف في الذات المقاومة لحماس») ولعلهم يودون اليوم استعادة البكارة السياسية والأخلاقية المفقودة بمهاجمة الاتحاد الاشتراكي وقيادته ! ويدهشنا بعض الوزراء منهم الذين اكتشفوا الراديكالية والموقف الجذري بعد .. مغادرتهم كرسيهم الوثير! لهؤلاء نقول : البطولة لا تعود بأثر رجعي.. بالمعنيين القانوني والفكري..!كما أن الذي لم يتورع في توظيف الدين كله من أجل مكاسب سياسية عابرة لن يتورع عن توظيف دماء الشهداء بغرض تأمين العودة من جديد إلى المشهد السياسي! ب ـ ومنهم الحقوقي، الذي لم يسعفه حسه في العدالة وتبجيله للمقاومة أبدا في الدفاع عن عدالة قضية وطنه والدفاع عن تراب وطنه وما سالت فوقه من دماء طاهرة، ولطالما سوغت له نفسه أن يسافر إلى أوطان بديلة، لا شرط في ارتيادها سوى أن تكون ضد بلاده، ليجعل منها وطنا بديلا يهاجم منه بلده أولا ثم قيادة وطنية، معروفة بالدفاع عن القضيتين معا المغربية والفلسطينية . ج ـ ومنهم من اعتبر بأن أفضل طريقة لخدمة المقاومة وكفاح شعب فلسطين من أجل الحرية هو … «قلة الحيا»، والسقوط الأخلاقي وفحش في النعوت، والتردي السياسي، لا لشيء إلا لإرضاء نزوعات لا علاقة لها بكرامة شعب وحقه في الحرية، ولهؤلاء نقول: الشعوب الحية نبيلة دوما وهي تنبذ الفسوق! ختاما، لقد سبق لقيادة الاتحاد، أن التقت بقادة «حماس نفسها، »وسمعت هاته الأخيرة، أيام السلم والهدنة، الآراء التي تعارض نظرتها إلى واقع موازين القوى والمعادلات السياسية الإقليمية والدولية، وسمعت التحذير من أن تتحول المقاومة مجرد حبة في سبحة شيعية في الشرق الأوسط، ولا نستبعد أبدا أن تلتقي القيادة الاتحادية مستقبلا، في المغرب أو خارجه، مع قيادات المقاومة وتسمع منها، في زمن الحرب أيضا، هذا التحليل الموضوعي الذي لا يروم إثارة الإعجاب بقدر ما يريد إيجاد الوسيلة الجديرة بالوصول إلى دحر الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.


العرب اليوم
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
قليل من الحكمة يصلح النكسة
لعل العالم العربي بأجمعه يقف الآن على الناصية ذاتها التي وقف عندها يوم جاءت «النكسة» في عام 1967، التي لم تكن فقط من نصيب الثوار، وإنما تحمَّلها الجميع؛ محافظون وتقدميون، ومن هم في اليسار والآخرون في اليمين، وبالطبع من كانوا بين النخبة وهؤلاء الذين كانوا بين الجماهير. «مؤتمر الخرطوم» في قمته العربية أصدر اللاءات الثلاث، ومعها قدَّم الدعم إلى المصابين في مصر وسوريا والأردن. لم تكن لا للاعتراف، والأخرى للتفاوض، والثالثة للسلام، نوعاً من التعصب الغاضب بعد لحظة انكسار مخجل، ولكنها كانت عزماً على أن النكسة لن تدوم. بعد ذلك، سارت القصة إلى حرب الاستنزاف، وأعقبتها حرب أكتوبر (تشرين الأول) المسلحة والنفطية. وعندما نزلت على الرؤوس حرب تحرير الكويت، جرى استغلالها لمد النصر إلى فلسطين عبر مؤتمر مدريد للسلام، حتى اتفاق أوسلو الذي أعطى الفلسطينيين أول سلطة فلسطينية على أرض فلسطين في التاريخ. الآن نواجه لحظة أخرى، صعبة ومضنية، بدأت في 7 أكتوبر 2023، ولم تنتهِ بعد؛ وأتت بجرح جديد أيقظ ما كان من نكبة عام 1948؛ ليس فقط بالهزيمة من إسرائيل، ولكنها جاءت بالولايات المتحدة لكي تقرر هجرة الفلسطينيين بنفسها؛ إن لم يكن إلى مصر والأردن، فسوف تكون إلى ألبانيا أو إندونيسيا أو دولة «أرض الصومال» التي لا يعترف بها أحد. الغريب أن ذلك يحدث بينما توسعت دائرة السلام حول إسرائيل، وجاءت فرصة لكي تتسع أكثر مع حل الدولتين، وباتت غالبية الدول العربية ذات علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة؛ ولا يقل عن كل ذلك أهمية أن دولاً عربية كثيرة أخذت بعد «الربيع العربي» المزعوم، في عمليات إصلاح واسعة النطاق تسعى فيها للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق الاستقرار الإقليمي في الوقت نفسه. وقعت إسرائيل في فخ السابع من أكتوبر، وتحولت إلى حالة من الوحشية المدمِّرة لقطاع غزة كله، ومعه الضفة الغربية بهجمات وغزوات يقوم بها المستوطنون، بالتواطؤ مع فصائل اليمين الإسرائيلي خارج وداخل الدولة. وخلال 15 شهراً من الحرب، باتت إقليمية ممتدة من الخليج إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر، وما بينهما من يابس. المدهش أنه وسط الدمار والحرائق والدخان والقتلى والجرحى والصواريخ والمُسيَّرات، لم تنقطع القدرة على البحث؛ إن لم يكن عن سبيل للسلام، فليكن عن قدر من الهدنة ووقف إطلاق النار. مؤتمر قمة السلام الذي انعقد في القاهرة كان البداية؛ وفي إعلان الدول العربية التاسع في 21 أكتوبر كان هناك مسار يخرج من الحرب ويصل إلى التسوية. الآن، ووسط أول تبادل للأسرى بعد وقف مؤقت لإطلاق النار، جرى صبٌّ للزيت على النار: الأول جاء من «حماس» التي وقفت كاملةَ الزي العسكري، معلنةً بقاءها الذي يجعل 7 أكتوبر أول الأيام وليس آخرها. والثاني جاء من الولايات المتحدة والسيد ترمب الذي جاء الظن أن مشاركته في لقطات وقف إطلاق النار الأخيرة، سوف يعني استمراراً لمسيرة، فإذا بها عودة إلى النكبة الأولى. الأمر على هذا النحو يصل إلى ضفاف النكسة؛ ليس فقط لفقدان الفلسطينيين مزيداً من الأرض والأحياء، وإنما لأن المبادرة الأميركية تأخذنا إلى أبواب المأساة الأولى، وتفتح الباب لتدمير مبادرات سلام مضت عليها عقود في البقاء، وتحضير الأجواء لحرب أبدية. بعض من الحكمة بات ضرورياً في هذه المرحلة الدقيقة، ومع الأسف، فإن التعاطف الدولي مع رفض هجرة الفلسطينيين، لا يكفي لصد الزلزال الترمبي. الحكمة العربية تقتضي موقفاً عربياً من مجموعة الدول التي تريد المحافظة على التقدم والتنمية اللذين حققتهما خلال العقد الماضي، والمهددين الآن بصراع ممتد في إقليم لا يزال يعاني نتائج الربيع المكفهر والمترب. الموقف من الطبيعي أن يعيد التأكيد على الرفض العربي للتهجير، ولكنه يضع على المائدة الدولية -والأميركية خاصة- مشروعاً عربياً للسلام، موجهاً؛ ليس فقط لقيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي، وإنما الأهم للشعب الإسرائيلي واليهود التقدميين في العالم.


الشرق الأوسط
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
قليل من الحكمة يصلح النكسة
لعل العالم العربي بأجمعه يقف الآن على الناصية ذاتها التي وقف عندها يوم جاءت «النكسة» في عام 1967، التي لم تكن فقط من نصيب الثوار، وإنما تحمَّلها الجميع؛ محافظون وتقدميون، ومن هم في اليسار والآخرون في اليمين، وبالطبع من كانوا بين النخبة وهؤلاء الذين كانوا بين الجماهير. «مؤتمر الخرطوم» في قمته العربية أصدر اللاءات الثلاث، ومعها قدَّم الدعم إلى المصابين في مصر وسوريا والأردن. لم تكن لا للاعتراف، والأخرى للتفاوض، والثالثة للسلام، نوعاً من التعصب الغاضب بعد لحظة انكسار مخجل، ولكنها كانت عزماً على أن النكسة لن تدوم. بعد ذلك، سارت القصة إلى حرب الاستنزاف، وأعقبتها حرب أكتوبر (تشرين الأول) المسلحة والنفطية. وعندما نزلت على الرؤوس حرب تحرير الكويت، جرى استغلالها لمد النصر إلى فلسطين عبر مؤتمر مدريد للسلام، حتى اتفاق أوسلو الذي أعطى الفلسطينيين أول سلطة فلسطينية على أرض فلسطين في التاريخ. الآن نواجه لحظة أخرى، صعبة ومضنية، بدأت في 7 أكتوبر 2023، ولم تنتهِ بعد؛ وأتت بجرح جديد أيقظ ما كان من نكبة عام 1948؛ ليس فقط بالهزيمة من إسرائيل، ولكنها جاءت بالولايات المتحدة لكي تقرر هجرة الفلسطينيين بنفسها؛ إن لم يكن إلى مصر والأردن، فسوف تكون إلى ألبانيا أو إندونيسيا أو دولة «أرض الصومال» التي لا يعترف بها أحد. الغريب أن ذلك يحدث بينما توسعت دائرة السلام حول إسرائيل، وجاءت فرصة لكي تتسع أكثر مع حل الدولتين، وباتت غالبية الدول العربية ذات علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة؛ ولا يقل عن كل ذلك أهمية أن دولاً عربية كثيرة أخذت بعد «الربيع العربي» المزعوم، في عمليات إصلاح واسعة النطاق تسعى فيها للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق الاستقرار الإقليمي في الوقت نفسه. وقعت إسرائيل في فخ السابع من أكتوبر، وتحولت إلى حالة من الوحشية المدمِّرة لقطاع غزة كله، ومعه الضفة الغربية بهجمات وغزوات يقوم بها المستوطنون، بالتواطؤ مع فصائل اليمين الإسرائيلي خارج وداخل الدولة. وخلال 15 شهراً من الحرب، باتت إقليمية ممتدة من الخليج إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر، وما بينهما من يابس. المدهش أنه وسط الدمار والحرائق والدخان والقتلى والجرحى والصواريخ والمُسيَّرات، لم تنقطع القدرة على البحث؛ إن لم يكن عن سبيل للسلام، فليكن عن قدر من الهدنة ووقف إطلاق النار. مؤتمر قمة السلام الذي انعقد في القاهرة كان البداية؛ وفي إعلان الدول العربية التاسع في 21 أكتوبر كان هناك مسار يخرج من الحرب ويصل إلى التسوية. الآن، ووسط أول تبادل للأسرى بعد وقف مؤقت لإطلاق النار، جرى صبٌّ للزيت على النار: الأول جاء من «حماس» التي وقفت كاملةَ الزي العسكري، معلنةً بقاءها الذي يجعل 7 أكتوبر أول الأيام وليس آخرها. والثاني جاء من الولايات المتحدة والسيد ترمب الذي جاء الظن أن مشاركته في لقطات وقف إطلاق النار الأخيرة، سوف يعني استمراراً لمسيرة، فإذا بها عودة إلى النكبة الأولى. الأمر على هذا النحو يصل إلى ضفاف النكسة؛ ليس فقط لفقدان الفلسطينيين مزيداً من الأرض والأحياء، وإنما لأن المبادرة الأميركية تأخذنا إلى أبواب المأساة الأولى، وتفتح الباب لتدمير مبادرات سلام مضت عليها عقود في البقاء، وتحضير الأجواء لحرب أبدية. بعض من الحكمة بات ضرورياً في هذه المرحلة الدقيقة، ومع الأسف، فإن التعاطف الدولي مع رفض هجرة الفلسطينيين، لا يكفي لصد الزلزال الترمبي. الحكمة العربية تقتضي موقفاً عربياً من مجموعة الدول التي تريد المحافظة على التقدم والتنمية اللذين حققتهما خلال العقد الماضي، والمهددين الآن بصراع ممتد في إقليم لا يزال يعاني نتائج الربيع المكفهر والمترب. الموقف من الطبيعي أن يعيد التأكيد على الرفض العربي للتهجير، ولكنه يضع على المائدة الدولية -والأميركية خاصة- مشروعاً عربياً للسلام، موجهاً؛ ليس فقط لقيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي، وإنما الأهم للشعب الإسرائيلي واليهود التقدميين في العالم. في الوقت نفسه آن الأوان لوضع النخبة السياسية الفلسطينية أمام مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني؛ ولما كان الانقسام الآن راسخاً، فإنه تجب مخاطبة الشعب بنخبة فلسطينية، للتحضير لانتخابات عادلة تقرر مصير السياسة الفلسطينية. في أوقات، لعبت حنان عشراوي وصائب عريقات ورشيد الخالدي وسلام فياض وإبراهيم أبو لغد وإدوارد سعيد، أدواراً مهمة في نقل الحالة الفلسطينية إلى أوضاع أفضل مكانة وقدرة.


المغرب اليوم
١٠-٠٢-٢٠٢٥
- رياضة
- المغرب اليوم
آرني سلوت يُعلن أن توديع ليفربول لكأس إنجلترا «نكسة»
أعرب ، المدير الفني لفريق ليفربول ، عن شعوره بخيبة الأمل عقب خروج فريقه المبكر من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، الذي وصفه بـ«النكسة». وفجر فريق بليموث أرغايل، المتعثر في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي لكرة القدم (تشامبيون شيب)، مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما أطاح مبكراً بفريق ليفربول من كأس إنجلترا. وفاز بليموث أرغايل، الذي يقبع في مؤخرة ترتيب تشامبيون شيب، 1 - صفر على ضيفه ليفربول، الذي يعتلي قمة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً، الأحد، في الدور الرابع لبطولة كأس الاتحاد. وأحرز الاسكوتلندي ريان هاردي هدف بليموث أرغايل الوحيد من ركلة جزاء في الدقيقة 53 من عمر المباراة، التي أقيمت على ملعب (هوم بارك)، ليقود فريقه للصعود إلى دور الـ16. ودفع ليفربول ثمن تهاونه في المباراة، لا سيما بعدما قرر سلوت إراحة عدد من نجومه البارزين في مقدمتهم النجم الدولي المصري محمد صلاح وقائد الفريق الهولندي فيرجل فان دايك، وذلك قبل المواجهة المرتقبة التي تنتظر الفريق الأحمر ضد مضيفه وغريمه التقليدي إيفرتون، يوم الأربعاء المقبل، في مباراة مؤجلة من المرحلة الـ15 للدوري الإنجليزي الممتاز. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تصريحات سلوت عقب المباراة، حيث قال: «لقد قدم بليموث مباراة رائعة. خطة لعب جيدة. إنهم يستحقون كل الثناء على الأداء. لم نكن نمر بيوم جيد للغاية لينتهي اللقاء بتلك النتيجة». وأضاف سلوت: «لا أستطيع أن أقول إن اللاعبين لم يقاتلوا لأنهم كانوا كذلك لمدة 100 دقيقة أو نحو ذلك. لم يخلق أي فريق أي فرصة تقريباً وحسمت المباراة بركلة جزاء. في مثل هذه المواجهات، يعتمد الأمر على لحظة واحدة وقد سارت الأمور لصالحهم. لقد لعبوا مباراة جيدة واستحقوا الفوز». وأوضح المدرب الهولندي: «أعتقد أن (لاعبي ليفربول) كان بمقدورهم تقديم أداء أفضل. يتمتع بليموث بنظام وطريقة لعب جعلت من الصعب للغاية خلق الفرص ضدهم. لقد اتسموا بالشراسة حقاً عندما كانت الكرة بحوزتنا. توقعنا أن يقدم اللاعبون مباراة أفضل من هذه ولكن يتعين علينا أن نشيد ببليموث أيضاً». وأوضح سلوت: «لقد واصل اللاعبون القتال حتى اللحظة الأخيرة وعملوا بجد حقاً لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد أي ثغرات أو فرص. يتعين علينا فقط أن نستمر في القيام بالشيء ذاته بمعدل العمل نفسه». واختتم مدرب ليفربول تصريحاته قائلاً: «لقد أضر هذا بكل من يرتبط بليفربول والجماهير، وأنا واللاعبين. لقد كنا نرغب جميعاً في أن نشارك بكأس الاتحاد الإنجليزي، وأن نتنافس لأطول فترة ممكنة. إنها نكسة». وأصبحت بطولة كأس الاتحاد المسابقة الأولى التي يفشل ليفربول في التتويج بها هذا الموسم، ليشكل ضربة قوية لمعنويات لاعبيه، الذين كانوا يطمحون للتتويج بأربعة ألقاب خلال الموسم الحالي. وبخلاف تصدره ترتيب الدوري الإنجليزي حالياً بفارق 6 نقاط أمام أقرب ملاحقيه آرسنال مع امتلاكه فريق سلوت مباراة مؤجلة، فإن ليفربول صعد للمباراة النهائية لبطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، حيث يواجه نيوكاسل يونايتد. كما بلغ ليفربول أيضاً دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، عقب تربعه على قمة ترتيب مرحلة الدوري للمسابقة القارية.


الاتحاد
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- رياضة
- الاتحاد
سلوت: ليفربول يعيش «نكسة»!
لندن (د ب أ) أعرب آرني سلوت، المدير الفني لليفربول، عن شعوره بخيبة الأمل، عقب خروج فريقه المبكر من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والذي وصفه بـ«النكسة». وفجر فريق بليموث أرجايل، المتعثر في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي لكرة القدم «تشامبيون شيب»، مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما أطاح مبكراً بفريق ليفربول من كأس إنجلترا. وفاز بليموث أرجايل، الذي يقبع في مؤخرة ترتيب تشامبيون شيب 1- صفر على ضيفه ليفربول، الذي يعتلي قمة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً، في الدور الرابع لبطولة كأس الاتحاد. وأحرز الأسكتلندي ريان هاردي هدف بليموث أرجايل الوحيد من ركلة جزاء في الدقيقة 53 من المباراة، التي أقيمت على ملعب (هوم بارك)، ليقود فريقه للصعود إلى دور الـ16. ودفع ليفربول ثمن تهاونه في المباراة، لاسيما بعدما قرر سلوت إراحة عدد من نجومه البارزين في مقدمتهم النجم الدولي المصري محمد صلاح وقائد الفريق الهولندي فيرجل فان دايك، وذلك قبل المواجهة المرتقبة التي تنتظر الفريق الأحمر ضد مضيفه وغريمه التقليدي إيفرتون، يوم الأربعاء المقبل، في مباراة مؤجلة من المرحلة الـ15 للدوري الإنجليزي الممتاز. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تصريحات سلوت عقب المباراة، حيث قال «لقد قدم بليموث مباراة رائعة، خطة لعب جيدة، إنهم يستحقون كل الثناء على الأداء، لم نكن نمر بيوم جيد للغاية لينتهي اللقاء بتلك النتيجة». وأضاف سلوت «لا أستطيع أن أقول إن اللاعبين لم يقاتلوا، لأنهم كانوا كذلك لمدة 100 دقيقة أو نحو ذلك، لم يصنع أي فريق أي فرصة تقريباً، وحسمت المباراة بركلة جزاء، في مثل هذه المواجهات، يعتمد الأمر على لحظة واحدة، وقد سارت الأمور لمصلحتهم، لقد لعبوا مباراة جيدة واستحقوا الفوز». وأوضح المدرب الهولندي «أعتقد أن لاعبي ليفربول كان بمقدورهم تقديم أداء أفضل، يتمتع بليموث بنظام وطريقة لعب جعلت من الصعب للغاية صنع الفرص ضدهم، لقد اتسموا بالشراسة حقاً عندما كانت الكرة بحوزتنا، توقعنا أن يقدم اللاعبون مباراة أفضل من هذه، ولكن يتعين علينا أن نشيد ببليموث أيضاً». وأوضح سلوت «لقد واصل اللاعبون القتال حتى اللحظة الأخيرة وعملوا بجد حقاً، لكنهم لم يتمكنوا من إيجاد أي ثغرات أو فرص، يتعين علينا فقط أن نستمر في القيام بذات الشيء بنفس معدل العمل». واختتم مدرب ليفربول تصريحاته قائلاً «لقد أضر هذا بكل من يرتبط بليفربول والجماهير، وأنا واللاعبين. لقد كنا نرغب جميعاً في أن نشارك بكأس الاتحاد الإنجليزي، وأن نتنافس لأطول فترة ممكنة، إنها نكسة». وأصبحت بطولة كأس الاتحاد المسابقة الأولى التي يفشل ليفربول في التتويج بها هذا الموسم، ليشكل ضربة قوية لمعنويات لاعبيه، الذين كانوا يطمحون للتتويج بأربعة ألقاب خلال الموسم الحالي. وبخلاف تصدره ترتيب الدوري الإنجليزي حاليا بفارق 6 نقاط أمام أقرب ملاحقيه أرسنال مع امتلاكه فريق سلوت مباراة مؤجلة، فإن ليفربول صعد للمباراة النهائية لبطولة كاس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، حيث يواجه نيوكاسل يونايتد، كما بلغ ليفربول أيضاً دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، عقب تربعه على قمة ترتيب مرحلة الدوري للمسابقة القارية.