أحدث الأخبار مع #«بي2سبيريت»


الشرق الجزائرية
منذ 10 ساعات
- سياسة
- الشرق الجزائرية
إيران بين اغتيال الخامنئي أو ضرب المفاعل النووي؟
كتب عوني الكعكي: لا يوجد مسلم أو عربي إلاّ ويشعر بفرح كبير عندما يشاهد الصواريخ الإيرانية تتساقط على مدن فلسطين المحتلة، كتل أبيب وحيفا ويافا والنقب.. هذا الفرح سببه أن العالم العربي وخاصة لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر، عانت ما عانته من قتل وتدمير وحروب إبادة.. وهنا أعني ما يجري في فلسطين المحتلة اليوم وتحديداً في غزة… فمنذ حوالى سنتين، وجيش العدو الإسرائيلي يحاول أن يقضي قضاءً كلياً على كل شعب غزة. وأعلن الإسرائيليون ذلك علناً وهم يمارسونه بالفعل. وهنا لا بد من القول إنّ الشعب الفلسطيني العظيم، الذي لا يزال يحارب وحده ويصمد أمام كل العالم الداعم لإسرائيل، شعب حيّ وجبار. على كل حال دخل أبطال غزة التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى. اليوم، تعتبر الحرب الجارية بين العدو الإسرائيلي وبين عدو العرب، وعدو أهل السنّة نظام الملالي في إيران، أمام احتمالين: الاحتمال الأوّل: اغتيال آية الله خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران خاصة بعد وصول صواريخ «بي-2 سبيريت» الى إسرائيل. وهذا يذكرنا باغتيال شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله حيث عندما أعطت أميركا صواريخ خاصة مثل «بي-2 سبيريت» و« GB2-57 » وظيفتها خرق 8 الى 10 طوابق، والوصول الى الهدف. وكنت قد كتبت وحذرت من هذه الأسلحة، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود. اليوم، آية الله خامنئي وبالرغم من تصريحاته بأنه لا يخاف الموت، وأنّ مثله مثل كل الشهداء… كلامه صحيح، ولكن أحب أن أسأله سؤالاً واحداً: ماذا يستفيد الشعب الإيراني من اغتيال إسرائيل لآية الله الخامنئي، أليْس المستفيد الوحيد هو العدو الإسرائيلي؟ ثانياً: أليْس اغتياله انتصاراً لإسرائيل، وبأنها تستطيع الوصول لأي زعيم في العالم واغتياله؟ من ناحية ثانية، وحسب منطق الأمور عندما يسقط رأس الهرم يتسبّب بسقوط الهرم. على كل حال لننتظر ونرَ. الاحتمال الثاني هو ضرب المفاعل النووي الإيراني خاصة بعد وصول قنابل وصواريخ أميركية لهذا الهدف، وهي المخصّصة للوصول الى أعماق المفاعل. هذا الموضوع يحتمل خيارين: الخيار الأول: عقد اتفاق دولي ليصبح موضوع المفاعل النووي موضوعاً سلمياً 100/100. والخيار الثاني: أن تقوم إسرائيل بعملية تدمير المفاعل النووي الإيراني مع أميركا أو من دون أميركا. حول موضوع دخول أميركا لمساعدة إسرائيل لتدمير المفاعل النووي الإيراني، فإنّ هذا الموضوع لا يمكن أن يعرف أحد ما هو القرار… لأنّ صاحب القرار الوحيد في العالم هو الرئيس دونالد ترامب. وبالمناسبة، أعلن الرئيس ترامب علناً أنه حذّر إيران من ضرورة الوصول الى حلّ سلمي للمفاعل النووي الايراني، وأنّ أميركا لا يمكن أن تسمح لإيران بامتلاك مفاعل نووي تحت أي ظرف من الظروف. وقال الرئيس ترامب أنه سينتظر مهلة شهرين لكي تصل إيران الى اتفاق حول «مفاعلها النووي». وبالفعل لم تلتزم إيران بذلك فقامت إسرائيل في اليوم الـ61 بأكبر عملية عسكرية على إيران وبدأت بتدمير 700 هدف من ضمنها مواقع تتعلق بالمفاعل النووي. وأطلقت الدولة العبرية عملية استهدفت المواقع النووية والعسكرية والطاقة الإيرانية في أنحاء البلاد. وقد أدّت الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة على مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران، الى جانب مواقع أخرى مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، الى تبادل للهجمات الصاروخية لا يزال مستمراً.. كما تصاعدت التوترات منذ ذلك الحين وارتفع عدد القتلى. لقد أصابت الغارات الإسرائيلية -كما ذكرنا- مواقع عسكرية وبنية تحتية في طهران، بالإضافة الى مبانٍ سكنية، مما دفع العديد من السكان الى الفرار من المدينة. وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي، شنّت إيران موجة من الضربات الانتقامية استهدفت مواقع متعددة في أنحاء إسرائيل. وقد سقطت صواريخ إيرانية على حي سكني في مدينة بات يام وسط إسرائيل ومدينة طمرة الفلسطينية شمال البلاد وفي حيفا وتل أبيب. إلى ذلك، أصابت غارات إسرائيلية منشآت نووية في إيران وهي: – منشأة فوردو لتخصيب الوقود… وهي منشأة مدفونة في أعماق الارض وتستخدم 2200 جهاز طرد مركزي لإنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة تصل الى 60%. – مجمع نطنز لتخصيب اليورانيوم: وقد ضربته غارة عنيفة، والمجمع يضم 14 ألف جهاز طرد مركزي تحت الأرض، قادر على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أيضاً. مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، وهو يضم العديد من المرافق التي تحوّل الكعكة الصفراء (خام اليورانيوم المركز) الى سادس فلوريد اليورانيوم، وتنتج وقود المفاعلات، وتصنع معدن اليورانيوم للأسلحة النووية. – محطة بوشهر للطاقة النووية: وهي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران، والتي تولّد الكهرباء باستخدام وقود روسي. إشارة الى أن صوَر الأقمار الصناعية من شركة «ماكسار تكنولوجيا» أظهرت أن العديد من منشأة نطنز تضرّرت بالضربات. كما تضررت أربعة مبانٍ حيوية في موقع أصفهان النووي. وتشمل البنية التحتية المتضررة منشآت صواريخ في كرمانشاه وشيراز… وأسفرت الغارات الإسرائيلية أيضاً عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة والعلماء النوويين الايرانيين. وأخيراً، ما يُقال عن أن حزب الله سوف يدخل مسانداً لإيران، فإنّ القول أضحكني لسبب: إن الحزب اليوم وقبله كان يعتمد على إيران وليس العكس.. فبأي سلاح وبأية قوة يستطيع الحزب اليوم أن يفعل بعد أن دمّرت إسرائيل خلال عملية «البيجر» القوة المميزة، وقتلت الصف الأوّل من الحزب، واغتالت قائد المقاومة، ودمّرت 800 موقع، حتى قال لي أحدهم لم يعد للحزب منصة واحدة يستطيع أن يطلق منها صاروخاً واحداً.


الشرق الأوسط
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
الطريق إلى التفاوض: كيف وصلت إيران وأميركا إلى هذه اللحظة؟
تُعقد اليوم السبت في سلطنة عُمان محادثات بين إيران والولايات المتحدة في محاولة لإحياء المفاوضات المتوقفة بشأن برنامج طهران النووي المتسارع. غير أن الطرفين يختلفان حتى قبل بدء المحادثات حول صيغتها وآليتها. فبينما يُصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أن تكون المفاوضات مباشرة، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده ستجري محادثات غير مباشرة عبر وسيط مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. ورغم أن هذا التباين قد يبدو شكلياً، فإنه يحمل دلالات عميقة. فالمحادثات غير المباشرة لم تُسفر عن أي تقدم منذ انسحاب ترمب، في ولايته الأولى، من الاتفاق النووي الإيراني بعد ثلاث سنوات من توقيعه في 2015. ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب) ومنذ ذلك الحين، فرض ترمب عقوبات جديدة كجزء من استراتيجية «الضغوط القصوى» ضد إيران، مؤكداً أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً، على الرغم من إشاراته المستمرة على إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد. وقد بعث برسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي (85 عاماً)، بهذا الخصوص. في المقابل، حذَّر خامنئي من أن أي هجوم على إيران سيُقابل برد مماثل. فيما يلي أبرز ما يجب معرفته عن هذه الرسالة، والبرنامج النووي الإيراني، والتوترات المستمرة بين طهران وواشنطن منذ الثورة عام 1979: وجَّه ترمب رسالته إلى خامنئي في 5 مارس (آذار)، ثم أعلن عنها في مقابلة تلفزيونية في اليوم التالي، قائلاً: «كتبت لهم رسالة أقول فيها: آمل أن تفكروا في التفاوض، لأنه إذا اضطررنا إلى اللجوء إلى العمل العسكري، فسيكون الأمر كارثياً». منذ عودته إلى البيت الأبيض، يسعى ترمب لدفع عجلة المفاوضات قُدماً، مع تشديد العقوبات، ملوّحاً بأن إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تستهدفان المنشآت النووية الإيرانية. وكانت رسالة مماثلة بعث بها خلال ولايته الأولى قد أثارت رداً غاضباً من خامنئي. ومع ذلك، فإن رسائل ترمب السابقة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أسفرت عن لقاءات مباشرة، رغم فشلها في التوصل إلى اتفاق بشأن الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية الكورية القادرة على استهداف الأراضي الأميركية. رفض الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، عقد مفاوضات مباشرة مع واشنطن، وقال في اجتماع لمجلس الوزراء: «نحن لا نتهرب من الحوار، لكن التجارب السابقة علمتنا أن الوعود الفارغة كانت مصدر الأزمات. على الطرف الآخر أن يُظهر جديته في بناء الثقة.» المرشد الإيراني علي خامنئي يلقي خطبة عيد الفطر في طهران (الرئاسة الإيرانية) وبدا أن خامنئي رد على تصريحات ترمب بتصعيد لهجته، قائلاً: «يهددون بإشعال الفوضى، لكننا لا نرى احتمالاً كبيراً لحدوث عدوان خارجي. وإن حدث، فستكون هناك ضربة انتقامية قاسية دون شك.» من جانبه، صعّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، لهجته على منصة «إكس»، وكتب: «التهديد العلني بالقصف من رئيس دولة تجاه إيران يُعدّ انتهاكاً فاضحاً لمبادئ السلم والأمن الدوليين. العنف يولّد العنف، والسلام يولّد السلام. الكرة في ملعب الولايات المتحدة لتحسم المسار... وتتحمل العواقب». وفي تصعيد إعلامي، نقلت صحيفة «طهران تايمز» التابعة لمكتب خامنئي - من دون ذكر مصادر - أن إيران «جهزت صواريخ قادرة على ضرب أهداف أميركية»، يأتي ذلك بالتزامن مع نشر الولايات المتحدة لقاذفات «بي-2 سبيريت» الشبحية في جزيرة دييغو غارسيا، ضمن نطاق استهداف إيران والحوثيين المدعومين من طهران في اليمن، الذين تُكثف أميركا غاراتها عليهم منذ 15 مارس. رغم تأكيد طهران المتواصل على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، فإن تصريحات بعض مسؤوليها باتت تلمّح إلى إمكانية السعي لامتلاك سلاح نووي. تقوم إيران حالياً بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 في المائة، وهي نسبة تقترب من درجة نقاء تصنيع الأسلحة، ولا تقوم بها أي دولة أخرى لا تمتلك برنامجاً نووياً عسكرياً. بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، كان يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67 في المائة، وبمخزون لا يتجاوز 300 كيلوغرام. لكن أحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى أن إيران تملك الآن مخزوناً يُقدّر بـ8294.4 كيلوغرام، بعضه مخصب حتى 60 في المائة. وتُقدّر أجهزة الاستخبارات الأميركية أن إيران لم تبدأ بعد تطوير سلاح نووي، لكنها «أجرت أنشطة تُمهّد الطريق لذلك في حال قررت المضي فيه». وفي مقابلة تلفزيونية، قال علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، إن إيران تملك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، لكنها لا تسعى لذلك، ولا تعارض عمليات التفتيش الدولية. لكنه حذر من أنه في حال تعرّضت بلاده لهجوم من الولايات المتحدة أو إسرائيل، فقد لا يكون هناك خيار سوى تطوير سلاح نووي. كانت إيران، في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة، حيث اشترى الأسلحة الأميركية وسمح لوكالة الاستخبارات المركزية بإقامة محطات تنصت سرية لمراقبة الاتحاد السوفيتي. وفي عام 1953، شاركت الـ«سي آي إيه» في انقلاب أطاح برئيس الوزراء المنتخب وعزز من سلطة الشاه. لكن في يناير (كانون الثاني) 1979، فر الشاه من البلاد وسط احتجاجات شعبية ضخمة، وأسفرت الثورة بقيادة الخميني عن قيام نظام ديني جديد. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه، اقتحم طلاب السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا دبلوماسيين كرهائن لمدة 444 يوماً، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وخلال حرب الثمانينيات بين إيران والعراق، تفاقمت الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران بعد «حرب الناقلات»، حيث قصفت البحرية الأميركية أهدافاً إيرانية، وأسقطت عن طريق الخطأ طائرة مدنية إيرانية كانت تُقل 290 راكباً. منذ ذلك الحين، تتأرجح العلاقات بين عداء حاد وفرص دبلوماسية نادرة، أبرزها توقيع الاتفاق النووي عام 2015. غير أن انسحاب ترمب منه بشكل أحادي فجّر موجة جديدة من التوترات التي لا تزال تلقي بظلالها على الشرق الأوسط حتى اليوم. وأمر ترمب في أبريل (نيسان) 2019، بتصنيف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية العالمية. وزادت التوترات البحرية في المنطقة. السيارة التي كان يستقلها سليماني مشتعلة بعد استهدافها بصواريخ أميركية في 3 يناير 2020 (أ.ف.ب) وطالب المرشد الإيراني علي خامنئي بطرد القوات الأميركية في المنطقة. وتعهد مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني حينها بخوض حرب غير متكافئة، ضد الولايات المتحدة، دون تدخل مباشر من القوات المسلحة الإيرانية. وأمر ترمب في مطلع 2020 بتوجيه ضربة جوية قضت على سليماني ومرافقيه في بغداد. وشن «الحرس الثوري» هجوماً بالصواريخ باليستية على القوات الأميركية في قاعدة «عين الأسد» وأوقعت جرحى.