logo
#

أحدث الأخبار مع #«حجيموسى»

الحاج الوجيه صالح الموسى... في أمان الله
الحاج الوجيه صالح الموسى... في أمان الله

الرأي

time١٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الرأي

الحاج الوجيه صالح الموسى... في أمان الله

رغم ما حققه من إنجازات كبيرة في العمل السياسي والاجتماعي، كان يُعرف بين الناس بلقب «حجي موسى». اسم بسيط وسهل ولطيف كصاحبه، الذي عرف بحسن المعشر وطيبة القلب. تلقينا نبأ وفاته عبر وسائل التواصل بكلمات رقيقة تنعاه، كأنها تحاكي طبيعته وسجاياه. على الرغم من خوضه تجربة سياسية عميقة، إذ تقلد رئاسة التحالف الإسلامي الوطني ثم أصبح رئيساً للتآلف الإسلامي الوطني، كان ديوانه يجمع ولا يفرق، وكلماته كانت وطنية متسامحة شملت مختلف الأطياف والفئات، مؤكداً دوماً على حب الوطن. لم يكن وجوده في الصفوف الأمامية لتيار سياسي حاجزاً أمام تجاذباته الاجتماعية مع الآخرين؛ فقد كان رمزاً للبساطة والابتسامة وطيب المعشر الذي يجسد خصال أهل الكويت الكريمة. وعلى الرغم من أنه ترأس تياراً أثار جدلاً سياسياً كبيراً خلال مسيرته، كان يتميز بهدوئه وقدرته على تقبل النقد بحكمة ومرونة. أتذكر ذات مرة حينما كتبت مقالات في الوسائط الإعلامية ناقداً العمل السياسي للتحالف الوطني الذي كان يرأسه «حجي موسى». تواصل معي العديد من الأشخاص بين مؤيد ومعارض، وأبلغني أحدهم بأن كلماتي قد آذت بعض الناس، منهم الحجي نفسه، الذي ربما زعل قليلاً مما قيل. فتواصلت معه فوراً وسألته عما إذا كان منزعجاً من تلك المقالات. فكان رده هادئاً ورقيقاً كعادته: «شدعوه، يا بو فاضل، هذا كلام يمر ويعبر، وقد يحمل من الإيجابيات التي نستفيد منها. فقط نصيحتي لك ألا تنشر مثل هذه الآراء في فترة الانتخابات، لأن البعض قد يظن أنك تستهدف مصالح انتخابية لطرف دون آخر، على غير قصدك. وبعد الانتخابات اكتب ما تشاء، فإننا نستفيد من كل الرأي في مسيرتنا السياسية». عادة ما يكون للسياسيين ردود جدلية ولربما قاسية إذا ما تناولتهم بالنقد إلا أن هذا الرجل كان يضع عقله وقلبه في إناء منطق واحد ليصنع كلاماً هادئاً ورداً بارعاً فحتى لو لم تقتنع به فإنك ستحبه وتحترمه. هكذا كان العم أبو محمد، في مسيرته المجتمعية لا تشعر بفارق السن حينما تتحدث معه فهو يجمع بين حديث شاب يافع وحكمة شيخ نافع، ولا تحس بوجود حواجز سياسية بينك وبينه فهو يحادثك عن الحداق وطرائف السفر قبل أن يتداخل معك في سجال معركة كر وفر، وهو وإن كان وقوراً فخيماً إلا أنه طريف ظريف لا تفارق الابتسامة محياه وكأنه يدعوك لقول ما تخشاه. لقد فقدت الكويت أحد رجالاتها المتسامحين والداعين للوحدة الوطنية والعمل الخيري وترسيخ حب الوطن، فرحمك الله يا عم حجي موسى، وتغمدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته، إنه سميع مجيب، والعاقبة للمتقين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store