
الحاج الوجيه صالح الموسى... في أمان الله
رغم ما حققه من إنجازات كبيرة في العمل السياسي والاجتماعي، كان يُعرف بين الناس بلقب «حجي موسى». اسم بسيط وسهل ولطيف كصاحبه، الذي عرف بحسن المعشر وطيبة القلب. تلقينا نبأ وفاته عبر وسائل التواصل بكلمات رقيقة تنعاه، كأنها تحاكي طبيعته وسجاياه.
على الرغم من خوضه تجربة سياسية عميقة، إذ تقلد رئاسة التحالف الإسلامي الوطني ثم أصبح رئيساً للتآلف الإسلامي الوطني، كان ديوانه يجمع ولا يفرق، وكلماته كانت وطنية متسامحة شملت مختلف الأطياف والفئات، مؤكداً دوماً على حب الوطن. لم يكن وجوده في الصفوف الأمامية لتيار سياسي حاجزاً أمام تجاذباته الاجتماعية مع الآخرين؛ فقد كان رمزاً للبساطة والابتسامة وطيب المعشر الذي يجسد خصال أهل الكويت الكريمة.
وعلى الرغم من أنه ترأس تياراً أثار جدلاً سياسياً كبيراً خلال مسيرته، كان يتميز بهدوئه وقدرته على تقبل النقد بحكمة ومرونة. أتذكر ذات مرة حينما كتبت مقالات في الوسائط الإعلامية ناقداً العمل السياسي للتحالف الوطني الذي كان يرأسه «حجي موسى». تواصل معي العديد من الأشخاص بين مؤيد ومعارض، وأبلغني أحدهم بأن كلماتي قد آذت بعض الناس، منهم الحجي نفسه، الذي ربما زعل قليلاً مما قيل. فتواصلت معه فوراً وسألته عما إذا كان منزعجاً من تلك المقالات. فكان رده هادئاً ورقيقاً كعادته:
«شدعوه، يا بو فاضل، هذا كلام يمر ويعبر، وقد يحمل من الإيجابيات التي نستفيد منها. فقط نصيحتي لك ألا تنشر مثل هذه الآراء في فترة الانتخابات، لأن البعض قد يظن أنك تستهدف مصالح انتخابية لطرف دون آخر، على غير قصدك. وبعد الانتخابات اكتب ما تشاء، فإننا نستفيد من كل الرأي في مسيرتنا السياسية».
عادة ما يكون للسياسيين ردود جدلية ولربما قاسية إذا ما تناولتهم بالنقد إلا أن هذا الرجل كان يضع عقله وقلبه في إناء منطق واحد ليصنع كلاماً هادئاً ورداً بارعاً فحتى لو لم تقتنع به فإنك ستحبه وتحترمه. هكذا كان العم أبو محمد، في مسيرته المجتمعية لا تشعر بفارق السن حينما تتحدث معه فهو يجمع بين حديث شاب يافع وحكمة شيخ نافع، ولا تحس بوجود حواجز سياسية بينك وبينه فهو يحادثك عن الحداق وطرائف السفر قبل أن يتداخل معك في سجال معركة كر وفر، وهو وإن كان وقوراً فخيماً إلا أنه طريف ظريف لا تفارق الابتسامة محياه وكأنه يدعوك لقول ما تخشاه.
لقد فقدت الكويت أحد رجالاتها المتسامحين والداعين للوحدة الوطنية والعمل الخيري وترسيخ حب الوطن، فرحمك الله يا عم حجي موسى، وتغمدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته، إنه سميع مجيب، والعاقبة للمتقين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
مُحافظ الفروانية: اتفاقية «التوأمة» مع سامسون التركية... تُعزّز العلاقات
أكّد مُحافظ الفروانية الشيخ عذبي الناصر أن تبادل الزيارات مع ولاية (سامسون) التركية والمسؤولين فيها تُبرز أهمية اتفاقية «التوأمة والتآخي»، والتي تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الكويت وتركيا. جاء ذلك في تصريح للمُحافظ عقب مُشاركته في احتفالات ذكرى أتاتورك ويوم الشباب والرياضة في سامسون في الجمهورية التركية وذلك بدعوة من رئيس بلدية سامسون خالد دوغان. وقال الناصر إن العلاقات بين البلدين تُعدّ نموذجاً يحتذى به في العلاقات الدولية مُتمنّياً للجمهورية التركية مزيداً من التطور والازدهار وأن ينعم الله عليها بالأمن والاستقرار الدائم. وأعرب عن سعادته بتلبية الدعوة لحضوره هذه الاحتفالات التي تُعزّز العلاقات الثنائية بين محافظة الفروانية وولاية (سامسون) وتوجّه بالتهنئة لرئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان بهذه المناسبة وبالشكر لرئيس بلدية (سامسون) على الدعوة الكريمة مُؤكّداً أن الهدف الأساسي من تلبيته لهذه الدعوة هو تعزيز العلاقات الثنائية بين محافظة الفروانية و(سامسون). ولفت إلى أن القائمين على الحفل أعربوا عن تقديرهم لتلبية هذه الدعوة وحضور هذه المناسبة العزيزة على الشعب التركي، مُؤكّدين أن الكويت تحظى بمكانة خاصة لدى الشعب والحكومة التركية، إذ إنها تعتبر من العلاقات الاستثنائية في محيط العلاقات الدولية. كما أكّدوا حرصهم على إحياء اتفاقية التآخي والتوأمة خاصة في مثل المناسبات الرسمية وأهمية تبادل الخبرات في شتى المجالات بما يخدم الجانبين متمنين لدولة الكويت المزيد من التقدم والازدهار. كما شارك المحافظ بحفل غرس شجرة باسم دولة الكويت في غابة المدن الشقيقة التذكارية بحديقة (باتي روزا) بحضور رئيس بلدية (سامسون) وسفير دولة الكويت لدى تركيا عبدالعزيز العدواني والتي ترمز لأواصر الصداقة والتعاون بين البلدين. على الصعيد ذاته، قام محافظ الفروانية الشيخ عذبي الصباح بزيارة لبلدية (سامسون) الكبرى حيث التقى رئيسها وبحثا أهم المواضيع ذات الاهتمام المشترك والتي تُعزّز من اتفاقية التوأمة والتآخي بين (سامسون) ومحافظة الفروانية. وأعرب رئيس بلدية سامسون عن شكره للشيخ عذبي الصباح على تلبية الدعوة ومُشاركته هذه الاحتفالات في (سامسون)، مؤكداً سعادته باستمرار التعاون والتآخي بين الطرفين وأن مثل هذه المبادرات تُساهم في تبادل الخبرات وفتح آفاق التعاون في كلّ المجالات مع تمنّيه لدولة الكويت قيادة وشعباً المزيد من الازدهار والاستقرار.


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
21 مايو الذكرى العاشرة لرحيل المرحوم جاسم الخرافي
أبدأ وأنهي كلمتي بوصفه ليناً بالشدة، قوياً بالرخاء، حريصاً وقت الحاجة. هذا هو جاسم الخرافي الذي عرفه الجميع. سأترك سرد خصاله كما رآها بعض محبيه بمختصر وبترتيب أبجدي: • فقدنا حكيماً مخلصاً ترك ميراثاً كبيراً من محبة الناس واحترامهم وتقديرهم لعطائه وجهوده الوطنية المخلصة التي ستظل خالدة في تاريخ الكويت. - صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح • أعطى من وقته وراحته كي يحافظ على الفعل الحضاري للشخصية الكويتية. - أحمد الجار الله • عطاءاته ستظل محفورة وخالدة في أذهان ووجدان الشعب الكويتي. - الدكتور الشيخ أحمد الناصر • لم أعرفه كما عرفه غيري، ولكنني عرفت فيه ابتسامته الدائمة وحبه لوطنه. - إقبال الأحمد • نعم.... رحلت ومازلت في قلوبنا... فهذه والدتي الرؤوم هي امتداد لمدرستك العظيمة. - أنور جاسم الخرافي • رحمة الله عليك يا من كانت الوطنية مذهبك والوسطية دينك والاعتدال رأيك. - جاسم مرزوق بودي • لقد ضرب أبو عبدالمحسن أروع الأمثلة في قيم وفنون التعامل مع الناس بمختلف المشارب. - جمال الكندري • إنه تاريخ إنسان مسور بتاريخ بلد... عاصر الكبار وعلم الشباب بنى ومنح أعطى وبذل. - الدكتور جمال حسين • ظل طوال حياته شامخاً بتواضعه وكبيراً ببساطته وقريباً من الناس بابتسامته التلقائية. - الشيخ حمد جابر العلي • يجسد الحكمة والرزانة وعشق الكويت صمام أمان ينتقد برقي، ويوجه برفق، ويحذر بحكمة. - خليفة مساعد الخرافي • ذكراه العطرة كبيرة في قلوبنا وفعله الخير عظيم في نفوسنا وأياديه البيضاء في دعم العمل الاجتماعي والإنساني. - رحاب بورسلي • كان فعلاً رجلاً فذاً سبق عصره، ورسمت له الأقدار أن يكون في أتون معارك الوطن. - الدكتور عبدالرحمن عبدالله العوضي • الإنسان الرائع يوزع الحب في كل مكان تلك هي طبيعته. - طلال السعيد • جبلاً من التفاؤل والصلابة والصدق... أراه جبلاً قوياً محباً لوطنه. - عبدالله غازي المضف • العم جاسم ترك إرثاً كبيراً من العطاء سيظل راسخاً في أذهان أبناء الكويت. - عبدالعزيز المرزوق • جاسم الإنسان في تعامله السياسي الراقي حتى مع خصومه السياسيين يراعي معهم الأصول، والثوابت. - الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي • إن الخرافي لم يكن يُكنُّ ضغينة ولم يحرك لؤماً. - عدنان عبدالصمد • رحيله لا يعني غيابه، فما غاب أبداً من ترك عملاً صالحاً وابناً باراً يدعو له ويواصل مسيرته الإنسانية قبل السياسية. - فهد عبدالرحمن المعجل • لم يكن الخرافي رجل سياسة ناجحاً فحسب بل إنساناً ذا حس وطني وقومي. - فيصل الشايع • لم تعرف أطباعك الكراهية، ولم تحمل نفسك الطاهرة الضغينة لأحد حتى مع خصومك. - لؤي جاسم الخرافي • الفقيد أرسى قواعد العلاقات متميزة بين الدول العربية والإسلامية من أجل تعزيز التعاون. - الشيخ مبارك الدعيج • أبا عبدالمحسن الغالي وداعاً يقول القلب من غير ارتجاف صنعت المجد مجتهداً مجداً ورب الكون كان لك المكافي - الدكتور مانع سعيد العتيبة • ركن أساسي من أركان الدولة، أثر فيها وتأثرت به، حيث كان من أكثر الأشخاص حضوراً. - مشاري جاسم العنجري • أن تجمع بين حسم الرجل الكبير وحنان الأب العطوف، وبين قدرتك على الحزم والضبط والربط، وبين تلك الابتسامة الصادقة التي لم تكن تفارق محياك. - مرزوق الغانم • كان له حضور في كل موقف أو منعطف يلم بالوطن، شارك حين رأى المشاركة واجبة، وانسحب من المشهد السياسي حين أدرك تحول الأمور. - الدكتورة موضي عبدالعزيز الحمود • إن وفاة رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي خسارة للبنان، كما للكويت والأمة العربية. - رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري • يا غائباً بعد أن عمت فضائله... بين الأنام وفيها النور والوهج - الدكتور يعقوب يوسف الغنيم • اختلف ولم يخاصم. ولم يتجاوز يوماً من اختلافه. - يوسف عبدالحميد الجاسم


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
الأمير يعزّي سلطان عُمان بوفاة والدة حرمه
ولي العهد ورئيس الوزراء عزّيا السلطان هيثم بن طارق وهنآ الرئيس بول بيا كونا - بعث سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، برقية تعزية إلى أخيه السلطان هيثم بن طارق المعظم، سلطان عمان الشقيقة، عبر فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته، بوفاة والدة السيدة الجليلة حرم جلالته المغفور لها بإذن الله تعالى، السيدة خالصة البوسعيدية، سائلاً سموه المولى تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم الأسرة الكريمة وذوي الفقيدة جميل الصبر وحسن العزاء. من جهة ثانية، بعث سمو أمير البلاد، برقية تهنئة إلى رئيس جمهورية الكاميرون الصديقة، بول بيا، عبر فيها سموه عن خالص تهانيه، بمناسبة ذكرى العيد الوطني لبلاده. وتمنى سمو الأمير لفخامته، موفور الصحة والعافية، ولبلاده وشعبها الصديق كل التقدم والازدهار. من جهته، بعث سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، برقية تعزية إلى السلطان هيثم بن طارق، ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته، مبتهلاً سموه إلى الباري جل وعلا أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، ويلهم الأسرة الكريمة وذوي الفقيدة جميل الصبر وحسن العزاء. كما بعث سمو ولي العهد، برقية تهنئة إلى رئيس الكاميرون، ضمنها سموه خالص تهانيه، وراجياً لفخامته دوام الصحة والعافية. بدوره، بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، برقية تعزية إلى السلطان هيثم بن طارق، ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته، بوفاة والدة السيدة الجليلة. كما بعث العبدالله، برقية تهنئة إلى رئيس الكاميرون، بمناسبة ذكرى العيد الوطني لبلاده.