أحدث الأخبار مع #«حربالإسناد»


الجمهورية
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
ترامب يحتاج لـ10 أشهر لتغيير العالم
على وقع الحملة الديبلوماسية غير المسبوقة التي أطلقتها الإدارة الأميركية في أكثر من اتجاه منذ دخول ترامب البيت الأبيض، باتت على مسافة قصيرة من أن تؤتي أولى ثمارها. ذلك أنّ توسيع رقعة المواجهات التي خاضها، لا يمكن أن تستمر على وتيرتها المتصاعدة في كل الملفات دفعة واحدة، ولا بُدّ لإدارته أن تعمل وفق جدول أعمال يرتب الأولويات، انطلاقاً من حيث يمكن أن يُحقّق خرقاً ما على قاعدة أنّ الانفراجات المحتملة يمكن أن تتناسل كما الأزمات، خصوصاً أنّ المتورّطين فيها من حلفاء وخصوم هم أنفسهم، وإن لم يكونوا بحضورهم العسكري والسياسي المباشر فبالأذرع والحلفاء، في ظل انقسام حاد يتعزّز كل يوم بين حلفَين دوليَّين. وانطلاقاً من هذه النظرية، تُضيف المراجع الديبلوماسية والاستخبارية، أنّه ليس مستبعداً أن تصدُق توقعات التقارير المتداولة على نطاق ضيّق بين القوى الإقليمية، ولا سيما منها تلك التي تحدّثت قبل فترة عن تحريك الأساطيل الأميركية التي تُعيد انتشارها في المناطق الساخنة، أو تلك المرشحة لأن تشهد تدخّلاً أميركياً مباشراً بعد فترة تركت فيها المهمّة على عاتق القوى الإقليمية المدعومة منها، كما في منطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال لا الحصر. وتقول هذه المراجع، إنّ الأمر لم يكن مستغرباً عندما أُعلن في الأيام القليلة الماضية عن تعزيز القدرات العسكرية للبحرية الأميركية في المنطقة الممتدة من البحر المتوسط إلى الخليج العربي مروراً بالبحر الأحمر وبحر العرب، في حركة تُحاكي التطوّرات المتلاحقة التي انطلقت من قطاع غزة ولبنان قبل أن تتوسع رقعتها إلى سوريا، العراق واليمن، وربما تصل في فترة قريبة إلى إيران التي تحوّلت هدفاً لهذه الاستراتيجية الجديدة التي اكتملت حلقاتها على هذه المساحة الجغرافية الواسعة الموضوعة في عهدة «قيادة المنطقة الأميركية الوسطى». وهي منطقة تأسست أوائل عام 1983 بهدف إدارة مساحة من الكرة الأرضية تقع بين القيادتَين الإفريقية والأوروبية للجيش الأميركي والمحيطَين الهندي والهادئ عقب تردّدات أزمة الرهائن الأميركيِّين في إيران بعد 3 سنوات على انتصار الثورة الإسلامية والغزو السوفياتي لأفغانستان وبروز الحاجة إلى تعزيز وحماية مصالح الولايات المتحدة فيها. وكما الأمس، فقد ثَبُتَ أنّ التاريخ يُعيد نفسه بفارق 4 عقود على تشكيل قيادة المنطقة الوسطى، التي تشهد تطوّرات مهمّة غيّرت من موازين القوى فيها. وهي نتيجة حتمية لحجم العمليات الدامية في الشرق الأوسط، التي انتهت محطاتها بإنهاء وجود «حلف الممانعة» الذي تقوده إيران وتقلصه في مناطق أخرى، وهي أزمات تعهّد ترامب بإنهاء ذيولها في مرحلة متوسطة المدى لا تتعدّى نهاية السنة الجارية. ولذلك، بات من السهل تفسير التحرّكات العسكرية الأميركية الأخيرة التي عزّزت دور حاملة الطائرات USS Harry Truman في الشرق الأوسط، والتحضيرات لضمّ حاملة الطائرات USS Carl Vinson إليها قريباً مع ما يرافقهما من بوارج وطرادات وسفن وغواصات تعمل بالقوة النووية كجزء من المجموعات الضاربة. وكل ذلك يجري تزامناً مع تصعيد العمليات الجوية على الحوثيِّين في اليمن الذين يتحكّمون بحرّية الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر منذ تشرين الثاني 2023 تاريخ انضمامهم إلى «حرب الإسناد» التي أطلقها «حزب الله» لنصرة المقاومة الفلسطينية. وهي خطوة وُصِفت بأنّها قد لا تقف عند حدود ضرب الحوثيِّين فحسب، إنّما تحمل تهديداً مسبقاً لرعاتهم الإيرانيِّين بحسب الرسائل المباشرة التي وجّهتها واشنطن إلى طهران، إذا لم تأتِ بملفها النووي إلى طاولة المفاوضات ضمن مهلة الشهرَين التي حدّدهما ترامب في تحذيره الأخير. على هذه الخلفيات، عبّرت المراجع الديبلوماسية والاستخبارية عينها عن جملة من الملاحظات التي تُنبئ بوجود قرار أميركي بالتدخّل المباشر والإنغماس بكل القدرات الأميركية في المنطقة تمهيداً للاستغناء عن أدوار الحلفاء الإقليميِّين إن صحت المعلومات التي قالت إنّ واشنطن طلبت من تل أبيب وقف أي عمل عسكري مباشر في اتجاه اليمن وترك الساحة لها ولِمَن تحتاجه من حليفاتها الكبرى دون سواها من القوى الإقليمية، توصّلاً إلى التفاهمات التي ستفرضها على قواها بلا أي شريك إقليمي، قبل إعادة تقسيم الأدوار والمغانم في وقت لاحق. وانطلاقاً ممّا تقدّم، تُضيف المراجع، إنّ على المراقبين المحليِّين عدم الغرق في كثير من التفاصيل المحلية الغامضة في ظل فقدان الصورة الواضحة لنهاياتها، وإنّ من الأفضل رصد التحرّكات الدولية لما لها من انعكاسات استراتيجية لا يمكن تقديرها على الداخل اللبناني. وهو أمرٌ يفرض التريّث في الحكم على بعض المواقف المتضاربة كتلك التي تتحدّث عن مشاريع التطبيع مع إسرائيل التي ما زالت على لائحة القضايا المختلف عليها من ضمن الإدارة الأميركية. ذلك أنّ الفريق المنغمس في المفاوضات يُدرك استحالة بلوغ هذه المرحلة، وخصوصاً في لبنان، طالما أنّها لم تنجح بعد في استدراج السعودية إليها في ظل شروطها المتشدّدة لجهة مشروع البت بـ»الدولة الفلسطينية» من ضمن «مشروع الدولتَين» مهما قيل عن عقبات إسرائيلية. ذلك أنّ القرار النهائي هو ملك واشنطن وهي القادرة على ترتيب المخارج لإرضاء العرب قبل أي خطوة تُحيي برامج التطبيع. ذلك أنّها عملية معقّدة لها علاقة مباشرة بما سيكون عليه مستقبل الوضع في سوريا ولبنان وغزة ومعها دول الخليج، فهم في سلة واحدة. وتؤكّد المراجع عينها أنّها تشعر للمرّة الأولى بأنّ ليس هناك مسافة طويلة فاصلة عن التفاهمات المقبلة. ذلك أنّ الإدارة الأميركية تُدرك أنّ بقاء «الستاتيكو» المتفجّر يجب أن لا يطول، إن كانت هناك نية بتجنّب مزيد من الكوارث. وإلى تلك المرحلة ليس من المفيد الغرق في بعض المشاريع الصغيرة المتداولة في انتظار التحوّلات الكبرى التي سترسمها القمة الأميركية - الروسية المقبلة، وما يسبقها من تفاهمات أميركية - أوكرانية، وتلك الجارية بين واشنطن ومجموعة الدول العربية والخليجية حول الخطة العربية الخاصة بإعادة إعمار ومستقبل قطاع غزة، وقد بدأت بشائرها بالظهور.


صوت لبنان
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- صوت لبنان
لبنان يختبر استئناف التصعيد جراء 'صواريخ مجهولة'
كتب نذير رضا في 'الشرق الاوسط': طوَّقت السلطات اللبنانية، السبت، أول اختبار أمني جدي يهدد باستئناف إسرائيل لحربها على لبنان، بعد إطلاق صواريخ «مجهولة الهوية» من جنوب لبنان باتجاه مستعمرة المطلة الإسرائيلية الحدودية مع لبنان، وردَّت إسرائيل بحملة قصف جوي طالت مناطق شمال الليطاني بشكل أساسي، بعد نحو 4 أشهر على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وجدد سلاح الجو الإسرائيلي غاراته على لبنان، مساء (السبت)، شملت مدينة صور ومناطق واسعة في الجنوب وشرق لبنان، وأسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 8 على الأقل بجروح. وأفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس وجّها الجيش للبدء بـ«موجة ثانية» من الهجمات على أهداف لـ«حزب الله». وقال المكتب إن «حكومة لبنان تتحمل المسؤولية عما يجري على أراضيها». وقالت إسرائيل إنها اعترضت 3 صواريخ أُطلقت، السبت، من جنوب لبنان، باتجاه شمال أراضيها. ولم تتبنَّ بعد أي جهة عمليات إطلاق الصواريخ. وقال مسؤول إسرائيلي إنّ «6 صواريخ أُطلقت صباح اليوم (السبت) على الجليل، 3 منها دخلت الأراضي الإسرائيلية واعترضتها قوات سلاح الجو الإسرائيلي». وعلى أثر إطلاق الصواريخ، أجرى الجيش اللبناني عمليات مسح وتفتيش. وأعلنت قيادة الجيش في بيان أن وحداتها «عثرت، نتيجة المسح، على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون – النبطية، وعملت على تفكيكها». وأكدت القيادة أن الوحدات العسكرية «تستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع في الجنوب». وقال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن وحدات الجيش رفعت عينات من منطقة الإطلاق، وبدأت بتحليلها، وكذلك تحليل المعطيات الأمنية المتوفرة، وسترفع تقريرها للسلطة السياسية فور جهوزها. ورفض مسؤول لبناني (رفض ذكر اسمه) تحديد المسؤوليات «بتسرع»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ استعملت خلال ما عُرف بـ«حرب الإسناد» من قبل منظمات فلسطينية أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل. ومع هذا قال المسؤول اللبناني إن هناك أكثر من جهة غير لبنانية قد تُوجَّه لها أصابع الاتهام. أخطر الاختبارات ويُعدّ هذا الاختبار الأمني الأكثر خطورة منذ وقف إطلاق النار، في 26 تشرين الثاني الماضي؛ كونه للمرة الأولى منذ ذلك الوقت، تُطلق صواريخ «مجهولة الهوية» باتجاه بلدة إسرائيلية، علماً بأنه، في مرتين سابقتين، كان «حزب الله» تبنى إطلاق صواريخ باتجاه موقع إسرائيلي رداً على غارات إسرائيلية، بعد 5 أيام على وقف إطلاق النار، كما أعلنت إسرائيل عن تسلُّل طائرة من دون طيار إلى الأجواء الإسرائيلية، لكن لم تتبنّه أي جهة.


العرب اليوم
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
ترمب... ضربة لإيران من اليمن
لم تكن الضربة الأميركية على مراكز الحوثي المكوّنة من مراكز سيطرة ومخازن أسلحة، مفاجئة؛ فمنذ سنوات قام الحوثي بتهديد صريح واستهداف إرهابي للملاحة في البحر الأحمر، وقصف مواقع لإسرائيل، وشارك فيما يُسمّى «حرب الإسناد». وكل هذه الممارسات فيها انتهاك فاضح للقوانين الدولية؛ مما كرّس توصيفه العالمي بالميليشيا. وقد سبقت السعودية والإمارات كل دول الغرب بتجريمه قانونياً ووصفه بالإرهاب. وما كانت الضربة الأميركية إلا بعهد الرئيس دونالد ترمب، بعد تساهل بايدن مع التهديد الحوثي طوال فترة ولايته، بل إن هذه الضربة الشديدة القوة نلخصها في مجموعة نقاطٍ هي: أولاً: أن الحالة الإرهابية والميليشياوية في الإقليم تضعضعت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وتصفية يحيى السنوار إلى غزوة «البيجر»، وضرب الصفوف الأساسية من «حزب الله». بيد أن الهلع لدى هؤلاء كلهم انتشر بعد اغتيال زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله، مما جعل الكثير من الإرهابيين يعلمون أن هذه الدول المتقدمة عسكرياً واستخبارياً بإمكانها الوصول لأي إرهابي في أي مكانٍ بالعالم، هذا ما جعل كوادر «الحوثي» يلوذون بالجبال والكهوف، بل إن المدوّنين منهم في منصات التواصل الاجتماعي توقف حديثهم، وهذه رسالة أساسية للضربة؛ أن الهجوم الأميركي ليس مزحةً وإنما له ما بعده. ثانياً: أن الرئيس ترمب يريد إيصال ملاحظة عسكرية شرسة لإيران، وهي رسالة مزدوجة تبدأ من اليمن، وخلاصتها أن التفاوض لا يزال قائماً في حال وجود إمكانات دبلوماسية مؤسسة يمكن البناء عليها، وليست على طريقة الاتفاق النووي القديم، وإنما ضمن صيغ مختلفة تتماشى مع تحولات الإقليم وانهيار «محور الشر». ومن جانبٍ آخر أن الأذرع التابعة لإيران لن تكون لا هي ولا قادتها بمعزل عن الاستهداف والتأديب والاستئصال، ثمة أفكار ترمبية عُمل عليها على مدى السنوات الأربع الماضية، وهي خلاصة فلسفته واستراتيجيته السياسية، ومن يتابع لقاء «فوكس نيوز» مع نائبه جي دي فانس يعلم أن الأمور متجهة نحو إدارةٍ يقودها الصقور وليس لديها المزيد من الهُدن والأوقات، بل هي إدارة حاسمة وفعّالة وصلبة. ثالثاً: أن أميركا منذ ولاية ترمب الأولى تعد مناطق الحوثي بؤراً إرهابية يجب تمشيطها؛ على عكس البريطانيين ودول حلف الناتو، وبالفعل نفّذ ترمب ما أيقن به. إن الأسس التي بنى عليها الحوثي تقديراته بالمنطقة سوف يدمرها ترمب. كانت دول التحالف تنادي وتشرح للغرب كله كيف يمثّل هذا التنظيم المتهالك خطراً على الجميع، ولكن مجاميع اليسار وبعض الدول الغربية تعاند حتى وقع الفأس بالرأس. إن تهديد الملاحة الذي مارسه الحوثي طوال السنوات الماضية، وهو سلوك إرهابي محض قُوبل بكسل دولي، هذا فضلاً عن استهدافه لسيادات الدول وأمنها. الخلاصة؛ أن الضربة الأميركية على الحوثيين باليمن ضرورية، بل جاءت متأخرة، ولكن استراتيجيات ترمب السريعة والعاجلة لن تكون مزحة، إنه يريد تصفير المشكلات، وتثبيت الخرائط، ومن يستمع إلى خطاب التنصيب الممتد لساعةٍ ونصف يعلم أن أفكاره الحالية صارمة، هذه الجماعات والأذرع لن تكون بمأمنٍ قط، وتقديري أن هذه بداية تمشيطهم وسحقهم في الإقليم.


IM Lebanon
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- IM Lebanon
تحذيرات أميركية ببتّ حصر السلاح بيد الدولة
كتب ناجي شربل وأحمد عزالدين في 'الأنباء': عبر مرجع مسؤول ل «الأنباء» عن قلقه من تسارع التطورات في الإقليم، ورأى انه اذا كان هناك استثناء للبنان من التهديدات المباشرة الا ان الخطر يبقى قائما. وأضاف ان ديبلوماسيين غربيين نقلوا مخاوف من ان التحذيرات الأميركية بعدم الانتظار طويلا لسحب السلاح (وتحديدا سلاح «حزب الله») من التداول وحصره بيد الدولة، قد تكون لها نتائج غير متوقعة اذا تم تجاهلها. وذكر أيضا بمرحلة «حرب الإسناد» التي خاضها «حزب الله»، وما تخللها من «إدارة الظهر» اللبنانية لكل التهديدات والنصائح من مختلف الدول التي كانت تحذر لبنان على مدى سنة من الوصول إلى الحرب الكارثية التي عاشها. وجاء تدمير المنازل الجاهزة في قرى وبلدات الحافة الأمامية الحدودية من قبل الطائرات الإسرائيلية، ليسلط الضوء على كلام مكرر لمسؤولين أميركيين، من أنه لا إعادة إعمار ولا عودة للسكان، قبل الدخول في حديث سياسي مع إسرائيل. وتابع المرجع «هناك شبه تسليم لبناني من الجميع بحل مشكلة السلاح، لكن الخلاف قائم حول الآلية والمرحلة الزمنية لتنفيذ هذا الأمر. وهذا الخلاف أيضا موجود داخل الحكومة نفسها، إذ يرى البعض انه يجب سحب السلاح مباشرة، فيما يرى آخرون انه يجب ان يتم ضمن تفاهم واستراتيجية وطنية شاملة، تطول وجود السلاح على كل الأراضي اللبنانية، وليس فريقا دون آخر». ولا تستبعد المصادر المطلعة ان يكون فتح الجبهة على الحدود الشمالية في البقاع، يأتي ضمن تصعيد الضغط على لبنان لاتخاذ القرار الصعب، خصوصا ان النظام الجديد في سورية لا يقدم على أي رد فعل على التوسع الإسرائيلي والغارات التي شملت مختلف المناطق السورية، بعدما اقتطع الاحتلال الإسرائيلي مساحات واسعة من الأرض، وهدد بإشعال فتنة طائفية في الجنوب السوري بعد المعارك الشرسة بين النظام الجديد ومجموعات مناوئة على الساحل الشمالي. على صعيد الإصلاح، يعقد مجلس الوزراء جلسته الثانية هذا الأسبوع اليوم الخميس، من أجل اقرار الآلية التي كان درسها الاثنين الماضي، والتي ستعتمد في التعيينات الإدارية وملء الشواغر، بما يخرج الإدارة من حالة الشلل ويقفل باب الفساد، ويطلق العمل على تطهير مؤسسات الدولة. وبدا احتمال قوي بتأجيل البت بموضوع حاكمية مصرف لبنان إلى الأسبوع المقبل، للحاجة إلى المزيد من البحث والنقاش، نظرا إلى تشابك المواقف الداخلية والخارجية حول المنصب، بسبب الآمال المعولة على الموقع كمحرك للاقتصاد وإعادة النهوض. وقالت مصادر ل «الأنباء»: «أمام المصرف المركزي مهام عدة أساسية ومصيرية، أهمها معالجة مشكلة أموال المودعين، ووضع حد لانفلاش حركة الاموال والتحويلات وتفلتها من الرقابة والقوانين، سواء من خارج البلاد او من داخلها، وضرورة حصرها في الإطار الشرعي وعبر المصرف المركزي. وكذلك العمل على إعادة الثقة بالقطاع المصرفي وهيكلته، لأنه من دون عودة المصارف إلى وضعها الطبيعي لا يمكن للاقتصاد ان يتحرك. وفي موضوع تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، والذي تكون عرفا التسمية فيه لرئيس البلاد، يتعرض المصرفي كريم سعيد المرشح المدعوم من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، لحملة إعلامية ممنهجة تقف خلفها مرجعيات سياسية رسمية. وقد يؤدي ذلك إلى نقل المواجهة من المنصب، إلى أخرى مع رئيس الجمهورية الساعي إلى تشكيل مداميك فريق عهده الرئاسي، من مسؤولين أمنيين وآخرين ماليين، بينهم سعيد صاحب السجل المصرفي المميز. وترى مجموعة من المراقبين ان الإطاحة بسعيد ستنسحب على خيارات رئاسية في مواقع أخرى. وفي الشأن البلدي، تتجه الأنظار إلى مواجهات في المدن الكبرى، والتي لطالما لفتت فيها المنافسة الأنظار منذ ستينيات القرن الماضي. والى العاصمة بيروت وطرابلس وجونية، تستعد مدينة جبيل لمواجهة انتخابية بلدية، هي الأولى الجدية منذ 2010 يوم فازت لائحة زياد حواط كاملة. وتبقى للنائب الشاب كلمته «المسموعة» في المدينة، وسيدعم لائحة تضم مناصريه، على ان تقابلها أخرى مدعومة من الوزير السابق وأحد المرشحين الرئاسيين بعد 2022 جان لوي قرداحي. ومع تناول الجميع تقديم وجوه جديدة، في قطع للطريق على الرئيس السابق للبلدية (نصف ولاية بين 2007 و2010) د.جوزف الشامي ابن عمة الحواط، ونجل الرئيس التاريخي للبلدية د.انطوان الشامي، اقترح طبيب كسرواني ناشط في جبيل الدفع بنجل الشامي د.انطوان، طبيب الطوارئ في مستشفى سيدة مارتين المملوك من والده، والذي أسسه جده الذي كان يعرف باسم «طبيب الكتلويين» لقربه من عميد الكتلة الوطنية الراحل ريمون اده. في البقاع الشمالي، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الجيش اللبناني دخل إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية بعد انسحاب المجموعات السورية منها. رئيس الجمهورية تابع التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية – الشرقية، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدد الرئيس عون على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة.


الشرق الأوسط
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
ترمب... ضربة لإيران من اليمن
لم تكن الضربة الأميركية على مراكز الحوثي المكوّنة من مراكز سيطرة ومخازن أسلحة، مفاجئة؛ فمنذ سنوات قام الحوثي بتهديد صريح واستهداف إرهابي للملاحة في البحر الأحمر، وقصف مواقع لإسرائيل، وشارك فيما يُسمّى «حرب الإسناد». وكل هذه الممارسات فيها انتهاك فاضح للقوانين الدولية؛ مما كرّس توصيفه العالمي بالميليشيا. وقد سبقت السعودية والإمارات كل دول الغرب بتجريمه قانونياً ووصفه بالإرهاب. وما كانت الضربة الأميركية إلا بعهد الرئيس دونالد ترمب، بعد تساهل بايدن مع التهديد الحوثي طوال فترة ولايته، بل إن هذه الضربة الشديدة القوة نلخصها في مجموعة نقاطٍ هي: أولاً: أن الحالة الإرهابية والميليشياوية في الإقليم تضعضعت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وتصفية يحيى السنوار إلى غزوة «البيجر»، وضرب الصفوف الأساسية من «حزب الله». بيد أن الهلع لدى هؤلاء كلهم انتشر بعد اغتيال زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله، مما جعل الكثير من الإرهابيين يعلمون أن هذه الدول المتقدمة عسكرياً واستخبارياً بإمكانها الوصول لأي إرهابي في أي مكانٍ بالعالم، هذا ما جعل كوادر «الحوثي» يلوذون بالجبال والكهوف، بل إن المدوّنين منهم في منصات التواصل الاجتماعي توقف حديثهم، وهذه رسالة أساسية للضربة؛ أن الهجوم الأميركي ليس مزحةً وإنما له ما بعده. ثانياً: أن الرئيس ترمب يريد إيصال ملاحظة عسكرية شرسة لإيران، وهي رسالة مزدوجة تبدأ من اليمن، وخلاصتها أن التفاوض لا يزال قائماً في حال وجود إمكانات دبلوماسية مؤسسة يمكن البناء عليها، وليست على طريقة الاتفاق النووي القديم، وإنما ضمن صيغ مختلفة تتماشى مع تحولات الإقليم وانهيار «محور الشر». ومن جانبٍ آخر أن الأذرع التابعة لإيران لن تكون لا هي ولا قادتها بمعزل عن الاستهداف والتأديب والاستئصال، ثمة أفكار ترمبية عُمل عليها على مدى السنوات الأربع الماضية، وهي خلاصة فلسفته واستراتيجيته السياسية، ومن يتابع لقاء «فوكس نيوز» مع نائبه جي دي فانس يعلم أن الأمور متجهة نحو إدارةٍ يقودها الصقور وليس لديها المزيد من الهُدن والأوقات، بل هي إدارة حاسمة وفعّالة وصلبة. ثالثاً: أن أميركا منذ ولاية ترمب الأولى تعد مناطق الحوثي بؤراً إرهابية يجب تمشيطها؛ على عكس البريطانيين ودول حلف الناتو، وبالفعل نفّذ ترمب ما أيقن به. إن الأسس التي بنى عليها الحوثي تقديراته بالمنطقة سوف يدمرها ترمب. كانت دول التحالف تنادي وتشرح للغرب كله كيف يمثّل هذا التنظيم المتهالك خطراً على الجميع، ولكن مجاميع اليسار وبعض الدول الغربية تعاند حتى وقع الفأس بالرأس. إن تهديد الملاحة الذي مارسه الحوثي طوال السنوات الماضية، وهو سلوك إرهابي محض قُوبل بكسل دولي، هذا فضلاً عن استهدافه لسيادات الدول وأمنها. الخلاصة؛ أن الضربة الأميركية على الحوثيين باليمن ضرورية، بل جاءت متأخرة، ولكن استراتيجيات ترمب السريعة والعاجلة لن تكون مزحة، إنه يريد تصفير المشكلات، وتثبيت الخرائط، ومن يستمع إلى خطاب التنصيب الممتد لساعةٍ ونصف يعلم أن أفكاره الحالية صارمة، هذه الجماعات والأذرع لن تكون بمأمنٍ قط، وتقديري أن هذه بداية تمشيطهم وسحقهم في الإقليم.