logo
ترمب... ضربة لإيران من اليمن

ترمب... ضربة لإيران من اليمن

العرب اليوم٢٠-٠٣-٢٠٢٥

لم تكن الضربة الأميركية على مراكز الحوثي المكوّنة من مراكز سيطرة ومخازن أسلحة، مفاجئة؛ فمنذ سنوات قام الحوثي بتهديد صريح واستهداف إرهابي للملاحة في البحر الأحمر، وقصف مواقع لإسرائيل، وشارك فيما يُسمّى «حرب الإسناد». وكل هذه الممارسات فيها انتهاك فاضح للقوانين الدولية؛ مما كرّس توصيفه العالمي بالميليشيا. وقد سبقت السعودية والإمارات كل دول الغرب بتجريمه قانونياً ووصفه بالإرهاب.
وما كانت الضربة الأميركية إلا بعهد الرئيس دونالد ترمب، بعد تساهل بايدن مع التهديد الحوثي طوال فترة ولايته، بل إن هذه الضربة الشديدة القوة نلخصها في مجموعة نقاطٍ هي:
أولاً: أن الحالة الإرهابية والميليشياوية في الإقليم تضعضعت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وتصفية يحيى السنوار إلى غزوة «البيجر»، وضرب الصفوف الأساسية من «حزب الله».
بيد أن الهلع لدى هؤلاء كلهم انتشر بعد اغتيال زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله، مما جعل الكثير من الإرهابيين يعلمون أن هذه الدول المتقدمة عسكرياً واستخبارياً بإمكانها الوصول لأي إرهابي في أي مكانٍ بالعالم، هذا ما جعل كوادر «الحوثي» يلوذون بالجبال والكهوف، بل إن المدوّنين منهم في منصات التواصل الاجتماعي توقف حديثهم، وهذه رسالة أساسية للضربة؛ أن الهجوم الأميركي ليس مزحةً وإنما له ما بعده.
ثانياً: أن الرئيس ترمب يريد إيصال ملاحظة عسكرية شرسة لإيران، وهي رسالة مزدوجة تبدأ من اليمن، وخلاصتها أن التفاوض لا يزال قائماً في حال وجود إمكانات دبلوماسية مؤسسة يمكن البناء عليها، وليست على طريقة الاتفاق النووي القديم، وإنما ضمن صيغ مختلفة تتماشى مع تحولات الإقليم وانهيار «محور الشر». ومن جانبٍ آخر أن الأذرع التابعة لإيران لن تكون لا هي ولا قادتها بمعزل عن الاستهداف والتأديب والاستئصال، ثمة أفكار ترمبية عُمل عليها على مدى السنوات الأربع الماضية، وهي خلاصة فلسفته واستراتيجيته السياسية، ومن يتابع لقاء «فوكس نيوز» مع نائبه جي دي فانس يعلم أن الأمور متجهة نحو إدارةٍ يقودها الصقور وليس لديها المزيد من الهُدن والأوقات، بل هي إدارة حاسمة وفعّالة وصلبة.
ثالثاً: أن أميركا منذ ولاية ترمب الأولى تعد مناطق الحوثي بؤراً إرهابية يجب تمشيطها؛ على عكس البريطانيين ودول حلف الناتو، وبالفعل نفّذ ترمب ما أيقن به. إن الأسس التي بنى عليها الحوثي تقديراته بالمنطقة سوف يدمرها ترمب. كانت دول التحالف تنادي وتشرح للغرب كله كيف يمثّل هذا التنظيم المتهالك خطراً على الجميع، ولكن مجاميع اليسار وبعض الدول الغربية تعاند حتى وقع الفأس بالرأس. إن تهديد الملاحة الذي مارسه الحوثي طوال السنوات الماضية، وهو سلوك إرهابي محض قُوبل بكسل دولي، هذا فضلاً عن استهدافه لسيادات الدول وأمنها.
الخلاصة؛ أن الضربة الأميركية على الحوثيين باليمن ضرورية، بل جاءت متأخرة، ولكن استراتيجيات ترمب السريعة والعاجلة لن تكون مزحة، إنه يريد تصفير المشكلات، وتثبيت الخرائط، ومن يستمع إلى خطاب التنصيب الممتد لساعةٍ ونصف يعلم أن أفكاره الحالية صارمة، هذه الجماعات والأذرع لن تكون بمأمنٍ قط، وتقديري أن هذه بداية تمشيطهم وسحقهم في الإقليم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما نقاط الخلاف بين طهران وواشنطن بالملف النووي؟
ما نقاط الخلاف بين طهران وواشنطن بالملف النووي؟

خبرني

timeمنذ 8 ساعات

  • خبرني

ما نقاط الخلاف بين طهران وواشنطن بالملف النووي؟

خبرني - خبرني - عقدت إيران والولايات المتحدة أمس الجمعة في روما جولة خامسة من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني. وغادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء مباحثات جديدة. وفي ما يأتي أبرز نقاط الخلاف المستمرة حول الملف النووي الإيراني رغم وساطة سلطنة عمان. التخصيب يشكل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي. وتشتبه الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران والتي يرى الخبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بنية طهران امتلاك سلاح نووي. لكن طهران تنفي أي طموحات نووية عسكرية. وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهنا بنسبة 60%، متجاوزة إلى حد بعيد سقف الـ3.67% الذي نص عليه اتفاق 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018. وردا على الخطوة الأميركية، أعلنت إيران أنها غير ملزمة بعد اليوم بمضمون الاتفاق. ويعتبر الخبراء أنه ابتداء من 20%، قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علما أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90% للتمكن من صنع قنبلة. وأكد الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لإيران بأن تملك ولو 1% من القدرة على التخصيب. وتؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة لها. وقال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي إن محادثات الجمعة أبرزت "صراع الخطوط الحمراء التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها". مواقف متناقضة تصر طهران على أن تنحصر المحادثات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، وتعتبر ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض. وفي 2018، اعتبر الانسحاب الأميركي من الاتفاق الدولي حول النووي مدفوعا في شكل جزئي بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران الباليستي الذي ينظر إليه كتهديد لإسرائيل حليفة واشنطن. وفي 27 أبريل/نيسان الماضي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ. واستبق محللون الأمر بالقول إن هذا الموضوع مطروح على جدول أعمال المباحثات، وكذلك دعم إيران لما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي يضم تنظيمات مسلحة معادية لإسرائيل، أبرزها حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحوثيون في اليمن. ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من جانب الولايات المتحدة، فضلا عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأميركيين. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الشهر الماضي "إذا واصلنا سماع مواقف متناقضة، فذلك سيطرح مشكلات" بالنسبة إلى المباحثات. العقوبات تندد إيران بموقف واشنطن "العدائي" بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل العديد من جولات التفاوض. وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والباليستية. ورأت الدبلوماسية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأميركيين على الصعيد الدبلوماسي". ومع نهاية أبريل/نيسان، وقبل الجولة الثالثة من المباحثات، فرضت واشنطن أيضا عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران. الخيار العسكري وبالتزامن مع دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. والجمعة، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان". ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية الثلاثاء عن العديد من المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية. وحذرت طهران من أنها ستحمل واشنطن مسؤولية أي هجوم إسرائيلي. وذكر موقع أكسيوس الأميركي أن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي أجرى مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين الجمعة، سبقت الجولة التفاوضية الخامسة. وكتبت صحيفة كيهان الإيرانية المحافظة السبت أن "التنسيق بين ترامب ونتنياهو يفضي إلى مأزق في المفاوضات".

الأردن يُشارك باجتماعات الدورة الربيعية لجمعية 'الناتو' البرلمانية
الأردن يُشارك باجتماعات الدورة الربيعية لجمعية 'الناتو' البرلمانية

رؤيا نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • رؤيا نيوز

الأردن يُشارك باجتماعات الدورة الربيعية لجمعية 'الناتو' البرلمانية

شارك عضو مجلس الأعيان، العين حسين المجالي، في أعمال اجتماعات الدورة الربيعية للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وتستضيف مدينة دايتون، التابعة لولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأميركية، الاجتماعات من 23 إلى 26 من شهر أيار الحالي. ويُشارك في الاجتماعات إلى جانب الدول الأعضاء في الحلف، الدول المراقبة، وتتمحور اجتماعات الدولة الحالية من لجان الدفاع والأمن، والسياسية، والاقتصاد والأمن، والعلوم والتكنولوجيا.

محادثات للإفراج عن باحثة إسرائيلية محتجزة في العراق
محادثات للإفراج عن باحثة إسرائيلية محتجزة في العراق

خبرني

timeمنذ 14 ساعات

  • خبرني

محادثات للإفراج عن باحثة إسرائيلية محتجزة في العراق

خبرني - خبرني - قال مسؤول إسرائيلي إن الجهود لا تزال جارية لتأمين إطلاق سراح إليزابيث تسوركوف، الأكاديمية الإسرائيلية الروسية، التي اختُطفت قبل نحو عامين في بغداد، بحسب موقع "واي نت" العبري. وجاء ذلك التصريح بعدما أفاد تقرير عراقي بأنه سيتم إطلاق سراح الفتاة الإسرائيلية خلال أسبوع تقريباً. وأضاف المسؤول أن "إسرائيل طلبت المساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى" للإفراج عنها. وتتهم كتائب حزب الله العراقية الباحثة الإسرائيلية تسوركوف بأنها دخلت العراق بـ"مهام تجسسية" لصالح جهة أجنبية داخل العراق وخارجه. وإليزابيث تسوركوف، الباحثة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، كانت قد دخلت العراق في عام 2023، قبل أن تُعلن عائلتها عن اختفائها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store