logo
#

أحدث الأخبار مع #«خانالخليلى»

معمل « نجيب محفوظ» السرى !
معمل « نجيب محفوظ» السرى !

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ 8 ساعات

  • ترفيه
  • أخبار اليوم المصرية

معمل « نجيب محفوظ» السرى !

حين يصبح الإنسان شغوفًا بالكتابة، يتعامل مع الكتب وكأنها لعبة، يجب تفكيكها حتى يعرف أسرار صناعة، وتركيب هذا العمل، وبهذا نجح الباحث عمرو فتحى فى إعداد كتاب «نجيب محفوظ عن الكتابة»، الذى يتحدث عن معمل محفوظ الإبداعى السرى، كيف ابتكر هذه الروايات التى صارت علامات بارزة فى تاريخ الأدب المصرى والعالمى؟!، وتركت أثرًا على عدد كبير من الأدباء فى مشروعات كتاباتهم. أراد «فتحى» فى هذا الكتاب -الصادر حديثًا عن دار الكرمة-أن يسهم فى تسليط الضوء على أهم جانب فى حياة نجيب محفوظ، وهو رأيه فى الكتابة والعملية الإبداعية، وتقديم دراسة نقدية غير تقليدية لأدب نجيب محفوظ، ليس من خلال تحليلات النقاد، ولكن من خلال ما قاله أديبنا الكبير نفسه فى تصريحاته، وأحاديثه المختلفة فى وسائل الإعلام على مر السنين، وأن يكون الكتاب دليلًا مباشرًا - دون وسطاء - لفهم العملية الإبداعية لدى نجيب محفوظ. كان محفوظ مهتما بالابتكار فى صناعة أساليب سردية جديدة فى كل رواية جديدة؛ حيث لو لم يقدم العمل رؤية جديدة، لا يستحق أن يصبح عملاً إبداعيًا، فالقارئ لا يقبل على الرواية أو القصيدة ليقرأ فيها ما سبق أن قرأه من قبل بأقلام مؤلفين آخرين. ويحكى محفوظ أن عملية الكتابة بشكل يومى لم تكن بسيطة، بل تحتاج إلى شجاعة، وصبر ومثابرة، ويضيف: لم يكن جلوسى اليومى للكتابة بالأمر السهل، لأنه يقتضى أولاً أن يكون موضوع الكتابة قد اختمر فى ذهنى، وكان هذا الأمر يجعلنى فى حالة تفكير مستمر أثناء وجودى فى الوظيفة، وفى أوقات العمل، وفى أثناء المشى، وحتى فى وقت تناول الطعام، وفى كل مرة تأتينى تفصيلة من جسم الرواية، وما الرواية إلا مجموعة تفاصيل صغيرة تتجمع وتكون العمل الروائى فى النهاية... فى بعض الأحيان كنت أسجل بعض الملاحظات، والأفكار العابرة التى تأتينى أثناء وجودى خارج المنزل فى ورقة صغيرة حتى لا أنساها، وكنت أهتم بتسجيل هذه الملاحظات خلال فترة اهتمامى بالكتابة الواقعية، أجلس على المقهى مثلاً فتجذب اهتمامى ملاحظات، وتفاصيل صغيرة كانت تفيدنى أثناء الكتابة، وفى مرحلة لاحقة لم تعد لتلك التفاصيل نفس الأهمية حيث انصب اهتمامى الأكبر على الفكر والتأمل. كما تحدث محفوظ عن كيفية ابتكار الشخصية الروائية قائلاً: شخصيات رواياتى يجىء جوهرها دفعة واحدة كما تجىء الأفكار، ولكن بناءها يتم على فترات، على مثال تبلور الشعر، ونتيجة للرؤية، والملاحظة والخيال والذكريات والأحلام والواقع، بل قد تمتص الشخصية الواحدة شخصيتين أو أكثر، فضلاً عن اندساس المؤلف برؤيته ومزاجه وكافة تعقيداته الواعية وغير الواعية، العلاقة بين الشخصية الروائية والشخصية الطبيعية تظهر فى المعادلة الآتية: الشخصية الروائية - الشخصية الطبيعية المؤلف، فإظهار شخصية طبيعية فى عمل فنى كما هى فى الحياة محال، فليس لدينا الوقت أو الفرصة لمتابعة شخص فى الحياة فى ظروفه وأحواله، ولو انقطعنا له، الشخصية الطبيعية عند دخولها فى الرواية تتخذ وظيفة جديدة، وتدل على معنى جديد، وتكون جزءًا من لوحة كبيرة، حتى إننا فى النهاية ننسى الأصل، ولا يبقى لنا إلا الشخص الخيالى باعتباره الخادم لفكرتنا ولإحساسنا. فلكل شخصية أصل فى الحياة، ولكنها فى الرواية غيرها فى الحياة، وإلا ما كانت فنًا على الإطلاق، خذ مثلاً: الحجر فى الجبل، والحجر فى «الفيلا» ستجده فى الحالة الثانية أخذ معنى جديدًا، واكتسب وظيفة جديدة. جمع مؤلف الكتاب أحاديث محفوظ عن جميع رواياته ومن بينها روايتا «خان الخليلى» و»القاهرة الجديدة»، قال عنهما: الروايتان قالوا عند نشرهما إن الأدب مفروض أن يقدم المثاليات، كانوا ما زالوا يحيون فى الرومانسية الجميلة، لم يكونوا قد فهموا الواقعية الموجودة فى مثل هذه الأعمال، كانت مزعجة لهم غاية الإزعاج. مزعجة لمن؟، لمن كانوا يقرأون فى ذلك الوقت والنقاد؟، لم يهتموا بما أكتبه إلا بعد ذلك بكثير، لم يلحقوا بنا سوى بعد هذا بفترة طويلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store