logo
#

أحدث الأخبار مع #«دونالدترامب»،

الترامبية المتهورة.. الرسوم الجمركية وما بعدها!
الترامبية المتهورة.. الرسوم الجمركية وما بعدها!

العرب اليوم

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العرب اليوم

الترامبية المتهورة.. الرسوم الجمركية وما بعدها!

بدا مشهد الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، وهو يستعرض فى حديقة البيت الأبيض أمرا تنفيذيا يفرض بموجبه رسوما جمركية غير مسبوقة على واردات بلاده من دول العالم موحيا بنهاية عصر كامل تجاريا واستراتيجيا فى العلاقات الدولية. تكاد تؤسس الرسوم الجمركية، التى شملت الحلفاء والخصوم على حد سواء، لقطيعة شبه كاملة مع إرث ما بعد الحرب العالمية الثانية، التى خرجت الولايات المتحدة من تحت أنقاضها قوة عظمى تقود تحالفا غربيا واسعا على جانبى المحيط الأطلسى فى مواجهة تحالف آخر يقوده الاتحاد السوفيتى. فى (9) نوفمبر (1989) انهار جدار برلين وبدأ السقوط السريع للاتحاد السوفيتى والمنظومة الاشتراكية وذراعها العسكرية حلف «وارسو» الذى كان يقابل حلف «الناتو». فى شريط سينمائى ألمانى أنتج عام (٢٠٠٣) باسم «وداعا لينين» لخص مشهدا واحدا بعض تراجيديا ما جرى بعد انهيار الجدار. كانت هناك مروحية تحلق فوق برلين متدليا منها بحبال من صلب تمثال ضخم لزعيم الثورة البلشفية ومفكرها الأكبر «فلاديمير لينين»، بينما ناشطة فى الحزب الشيوعى الألمانى تؤمن بأفكاره ترقب المشهد غير مصدقة. مالت المروحية قليلا فبدت حركة التمثال كأن «لينين» يمد يده للناشطة الألمانية المصدومة بالمصافحة الأخيرة. أراد الشريط السينمائى أن يقول إن كل شىء قد انتهى. إثر انهيار القوة العظمى السوفيتية طرح سؤال: هل تنتظر القوة العظمى الأمريكية مصيرا مماثلا؟ استبعد «فرانسيس فوكوياما» بأطروحته «نهاية التاريخ» السؤال بحمولاته الاستراتيجية، فالتاريخ قال كلمته الأخيرة، بعدما وصل إلى نقطة النهاية للتطور الاجتماعى والثقافى والسياسى للإنسان. بقوة الحقائق تراجعت مقولات «فوكوياما» إلى الهامش وتبدد مفعولها بعدما استغرقت سجالات ونقاشات لوقت طويل نسبيا. بعد نهاية الحرب الباردة أعادت أزمات النظام الدولى طرح السؤال حتى وصلنا إلى أزمة الرسوم الجمركية. يردد صحفيون ومفكرون أمريكيون الآن بصيغ عديدة: «وداعا لأمريكا التى نعرفها». إنه انقلاب استراتيجى كامل على إرث ثمانية عقود تلت الحرب العالمية الثانية. كان «هارى ترومان»، الذى صعد للبيت الأبيض من موقع نائب الرئيس إثر وفاة «فرانكلين روزفلت» قبيل انتهاء الحرب، أول من أسس للقوة الأمريكية فى بنية نظام دولى جديد تنازعت القوة فيه مع الاتحاد السوفييتى. ضرب «هيروشيما» و«نجازاكى» اليابانيتين بالقنابل الذرية لتسريع إنهاء الحرب كانت تلك جريمة تاريخية لا تغتفر لترهيب العالم بأسره.. غير أن حصول الاتحاد السوفيتى على الرادع النووى صاغ معادلات جديدة فى موازين القوى بين المعسكرين المتضادين. أطلق «ترومان» مشروع «مارشال» لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب، لم يكن ذلك عملا خيريا بقدر ما كان لازما لاستيفاء مقومات القيادة، وهو ما يغيب عن إدراك «ترامب». أشرف على إنشاء حلف «الناتو» كذراع عسكرية للتحالف الغربى، الذى يضيق به «ترامب» بذريعة أعبائه المالية على الموازنة الأمريكية. مقارباته تنزع عن أمريكا أسس صعودها، فيما يردد دون كلل: «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»! بتشبيه لافت للكاتب «توماس فريدمان» فى الـ«نيويورك تايمز» فإن: «أمريكا أصبحت عظيمة بسبب الأشياء التى يكرهها ترامب». يصعب حصر التفاعلات فى حدودها التجارية ومدى تأثيرها على الاقتصادات الدولية. المسألة فى صميمها تتعلق بمستقبل القوة الأمريكية ومستقبل النظام الدولى نفسه. هذه لحظة انكسار فادحة لأية قوة معنوية، أو سياسية منسوبة للولايات المتحدة. بدا تبادل الاتهامات الحادة بين الحلفاء المفترضين مؤشرا على قرب انفضاض الشراكة التاريخية عبر ضفتى الأطلسى بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية. أوروبا تبحث بجدية عن وحدة موقف فى وجه الرسوم الأمريكية تتصدرها فرنسا وألمانيا. دول حليفة أخرى اعتبرت الرسوم الأمريكية عملا عدائيا يستدعى الرد بالمثل. أطلق «ترامب» على اليوم الذى أعلن فيه الارتفاعات غير المسبوقة فى الرسوم الجمركية «يوم التحرير» قاصدا تحرير الاقتصاد الأمريكى من البضائع الأجنبية!.. دون أن يدرك مغبتها على مستقبل الاقتصاد الأمريكى نفسه. فى يوم واحد خسرت الأسهم الأمريكية أكثر من تريليونى دولار، وعانت البورصات العالمية خسائر تاريخية فادحة. بتحذير مسبق كتب «فريدمان»: «إذا قمت بتدمير النظام العالمى فجأة بدون خطة واضحة باستثناء انتقام اليمين المتطرف فاستعد لرؤية ما يحدث للجميع». بمصادفات التوقيت تماهى «ترامب» فى تضامنه مع زعيمة اليمين الفرنسى «مارين لوبان» إلى حد اعتبار الأحكام القضائية التى تمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة تماثل ما تعرض له من ملاحقات عليها قرائن وأدلة. ثم كان إقدام رئيس الوزراء المجرى «فيكتور أوربان» أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» على الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية بذريعة أنها مسيسة ومعادية للسامية تعبيرا آخر عن وحدة اليمين المتطرف فى أمريكا وإسرائيل وفرنسا والمجر فى لحظة تاريخية واحدة. أسوأ ما يعلق الآن بصورة الولايات المتحدة أن رئيسها أصبح زعيما لليمين المتطرف لا للعالم الحر حسب التوصيفات القديمة. خشية أن تفضى ردات الفعل الاقتصادية والسياسية إلى الإضرار الفادح بالمصالح الأمريكية دعا وزير الخزانة «سكوت بيسنت» عبر محطة «سى. إن. إن»: «اهدأوا وخذوا نفسا عميقا، ودعونا نرى إلى أين تتجه الأمور لأن الرد الانتقامى سيؤدى إلى التصعيد». إنها محاولة لامتصاص الغضب المتصاعد فى أنحاء العالم، وإبداء نوع من الاستعداد للتفاوض والتراجع كما اعتادت «الترامبية المتهورة» عندما تواجه بالردع لا الإذعان.

الموجة الثانية من «رسوم ترامب» الجمركية «أقل حدة»
الموجة الثانية من «رسوم ترامب» الجمركية «أقل حدة»

البيان

time٢٤-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • البيان

الموجة الثانية من «رسوم ترامب» الجمركية «أقل حدة»

أكد مساعدون في البيت الأبيض، أن الموجة الثانية من التعريفات الجمركية التي سيفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستكون أكثر استهدافاً من الموجة التي هدد بها في السابق، ما يعكس بعض الارتياح المحتمل في الأسواق، التي شهدت قلقاً بشأن حرب تعريفات محتملة. وتخطط إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، لاستثناء قطاعات بعينها من فرض الرسوم الجمركية، عند الإعلان عن التعريفات التبادلية المطبقة في الثاني من أبريل القادم، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز». أوضحت «رويترز» في تقرير، نقلاً عن «بلومبرغ» و«وول ستريت جورنال»، أن مسؤولاً في إدارة ترامب، أفاد بأنه من غير المرجح الإعلان عن فرض تعريفات على قطاعات بعينها في الثاني من أبريل. وذكر المصدر أن البيت الأبيض لا يزال يخطط للإعلان عن الرسوم التبادلية في الموعد المحدد، لكن المخطط ليس واضحاً بعد. وأشارت «بلومبرغ» إلى أن الخطة قد لا تتضمن فرض رسوم جمركية على قطاعات محددة. سبق أن أعلن «ترامب» في فبراير الماضي، عن فرض رسوم جمركية بنحو 25 % على السيارات، وأشباه الموصلات، والمنتجات الطبية، لكنه أرجأ تطبيق القرار على بعض واردات السيارات، بعد ضغوط من كبار المُصنعين المحليين، لاستثنائهم من هذا الإجراء. رسوم السفن الصينية ولعلّ أوضح مؤشر للفوضى التي تحاصر التجارة العالمية منذ دخول إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، هو كومة من 16,000 طن متري من أنابيب الفولاذ، بحسب «بلومبرغ». كان من المفترض أن يستعد العمال في ألمانيا لتحميل الدفعة الأولى منها على متن سفينة شحن متجهة إلى مشروع طاقة ضخم في ولاية لويزيانا. لكن بدلاً من ذلك، بقيت الشحنة في مستودع ألماني، بعد أن اقترحت واشنطن فرض رسوم بملايين الدولارات على السفن الصينية التي ترسو في موانئ الولايات المتحدة. قال خوسيه سيفيرين مدير تطوير الأعمال في شركة «ميركوري غروب»، وهي الجهة المسؤولة عن الخدمات اللوجستية لصفقة الأنابيب، إن المفاوضات بشأن شروط الشحن، تم تعليقها حتى تتضح الأمور. فبالنسبة لهذا الخط البحري عبر الأطلسي، تم بناء 80 % من سفن مالك السفينة في الصين، ما يعني أن الشحنة ستكون خاضعة لرسوم إضافية، تتراوح بين مليون و3 ملايين دولار. وبحسب طريقة تطبيق القرار، فكلفة الشحن من ألمانيا، قد تتضاعف مرتين أو ثلاث مرات. كبح هيمنة الصين تُعد هذه الصفقة، واحدة من عدد لا يُحصى من الصفقات التي عُلّقت، بسبب اقتراح قدمه مكتب الممثل التجاري الأمريكي، يهدف إلى الحد من هيمنة الصين على قطاعات بناء السفن والخدمات اللوجستية والصناعة البحرية. وبحسب المكتب، فإن الصين تنتج الآن أكثر من نصف سفن الشحن في العالم من حيث الحمولة، بعد أن كانت حصتها 5 % فقط في عام 1999، بينما تشكل اليابان وكوريا الجنوبية القوى الأخرى في مجال بناء السفن. في المقابل، لم تتجاوز حصة أحواض السفن الأمريكية العام الماضي نسبة 0.01 % فقط، ويأمل المكتب في إحياء صناعة السفن التجارية الأمريكية شبه الغائبة. وقال المكتب التجاري الأمريكي في 21 فبراير، إن هيمنة الصين تمنحها «قوة سوقية على مستوى العرض العالمي والتسعير والوصول». ورداً على ذلك، وصفت شركة صناعة السفن الحكومية الصينية، صاحبة أكبر سجل طلبات في العالم، هذه الإجراءات، بأنها انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية. وسيكون هذا الموضوع محور جلسة استماع لمكتب الممثل التجاري الأمريكي، على مدار يومين وتنتهي اليوم، ويشارك فيها ممثلون عن سلسلة الإمداد الكاملة: من مزارعي فول الصويا إلى شركات الشحن وبناة السفن الصينيين. وسيشرح العشرات من أصحاب الأعمال والمجموعات التجارية، سبب تخوفهم من أن تعطّل هذه المقترحات التجارة العالمية أكثر من نهج الرئيس دونالد ترمب تجاه الرسوم الجمركية. تأثيرات كارثية قال جوناثان غولد نائب رئيس سياسات سلاسل التوريد والجمارك في الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة: «يرون أن هذا المقترح يمثل تهديداً أكبر من الرسوم الجمركية، بسبب التأثير الذي سيتركه على سلسلة التوريد». وأضاف: «شركات الشحن قالت إنها لن تمرر فقط التكلفة إلى العملاء، بل ستتوقف عن المرور بموانئ صغيرة، مثل أوكلاند، وربما تشارلستون، وديلاوير، وفيلادلفيا. وجميعها ستتضرر نتيجة لذلك». وفي رسائل موجهة إلى مكتب الممثل التجاري الأمريكي، ومقابلات مع «بلومبرغ»، عبّر أصحاب أعمال ومسؤولون في القطاع، عن قناعتهم بأن المقترحات لا تحقق هدف إحياء صناعة السفن المحلية، بل قد تسبب ضرراً بالغاً للاقتصاد الأمريكي. وقالوا إنها قد تجعل البضائع الأمريكية مرتفعة الثمن على الصعيد العالمي، وتحول مسارات التجارة بعيداً عن الموانئ الإقليمية الأمريكية، نحو كندا والمكسيك، وتُربك الموانئ الكبرى، وتفاقم تكاليف الشحن والتضخم. العائدات المحتملة قد تُدر هذه الرسوم نظرياً ما بين 40 إلى 52 مليار دولار للخزينة الأمريكية، وفقاً لتحليل شركة «كلاركسون للأبحاث»، التابعة لأكبر شركة وساطة شحن في العالم. لكن، في ظل حالة من التوتر والقلق المتزايد في السوق، بسبب الرسوم الحالية على البضائع الصينية، والفولاذ. والألمنيوم، ومع ترقّب جولة جديدة من الإجراءات المتبادلة في 2 أبريل، تشعر العديد من الشركات الأمريكية والفاعلين في السوق بالقلق. وقال جو كراميك المدير التنفيذي لمجلس الشحن العالمي، الذي من المقرر أن يدلي بشهادته: «ما اقترحه مكتب الممثل التجاري، وهو فرض رسوم قيمتها ملايين الدولارات على كل ميناء بأثر رجعي، لن ينجح. بل سيعاقب المستهلكين والشركات والمزارعين الأمريكيين، ويرفع الأسعار، ويهدد الوظائف». وصف جون ماكاون، المخضرم في قطاع النقل البحري، ومؤلف كتاب عن تاريخ الشحن، الوضع بشكل أكثر حدة قائلاً: «إذا أردت أن تضرب التجارة بمطرقة ثقيلة، فهذا ما ستفعله. كل هذه الإجراءات مجتمعة تشبه نهاية العالم بالنسبة للتجارة». تعديلات في المقترحات يعتقد عدد من التنفيذيين في القطاع، أن المقترح سيتعرض لتعديلات لتقليل تأثيره في التجارة العالمية، وقد تُعدّل الرسوم والمتطلبات، أو حتى تُلغى، بالنظر إلى الطبيعة المتقلبة لبعض قرارات الإدارة الجديدة. إلا أن جماعات الضغط تؤكد أن هناك أسباباً قوية للاعتقاد بأن بعض بنود الخطة ستُطبق. لقد جذب مفهوم إعادة إحياء صناعة بناء السفن الأمريكية انتباه ترامب، ويتماشى مع دعواته لاستعادة أمجاد الصناعة الأمريكية. وقد أنشأ بالفعل مكتباً جديداً للشؤون البحرية، ضمن مجلس الأمن القومي. وفي أروقة واشنطن، بات يُنظر إلى القطاع البحري باعتباره ركيزة أساسية للأمن القومي، وهي فكرة تزداد زخماً. ويتقاطع تحقيق الممثل التجاري مع مشروع قانون من الحزبين، طُرح في ديسمبر، لمعالجة نقص البحّارة التجاريين عبر برامج تدريب موسعة، وحوافز ضريبية للمستثمرين في الصناعة. كما أن المقترح يشبه مسودة أمر تنفيذي اطّلعت عليها «بلومبرغ»، تنص على تخصيص عائدات الرسوم لدعم بناء السفن المحلي. وتقترح المسودة المعنونة: «لنجعل بناء السفن عظيماً مجدداً»، أن تضغط الولايات المتحدة على الدول الأخرى للانضمام إلى جهودها في مواجهة هيمنة الصين، وإلا ستواجه ردوداً عقابية. ولم يردّ البيت الأبيض على طلب للتعليق حول المسودة. تداعيات على الموانئ الصغيرة قالت شركات الشحن الكبرى، إنها قد تتكيف مع الرسوم من خلال تجنّب الموانئ الأمريكية الصغيرة، ما قد يُلحق الضرر باقتصادات محلية وصناعات تعتمد على تلك الموانئ. أما شركات شحن الحاويات التي تفرغ حمولتها في ميناء واحد، فقد تتمكن من توزيع التكلفة على آلاف الحاويات.

ثور هائج فى بيت من زجاج!
ثور هائج فى بيت من زجاج!

الدستور

time٠٥-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

ثور هائج فى بيت من زجاج!

يتوجب على الذين راهنوا على «الخير» الوارد مع قدوم الرئيس الأمريكى القديم/ الجديد، «دونالد ترامب»، أن يُراجعوا حساباتهم، ويُصححوا مواقفهم، فخلال نحو أسبوعين وحسب، أشعل «ترامب» نيران الصدام والأزمات مع المكسيك وكندا وبنما والدنمارك ومصر والأردن والصين.. وهلما جّرا، بل إن «شعبه» أيضًا لم ينج من أذاه، فاندلعت المُظاهرات المُضادة لمشاريعه التدميرية وبالذات تجاه المهاجرين من الدول المحيطة، فى عدد من الولايات، وبعضها هدّد باتخاذ إجراءات مُضادة حادة؛ فيما إذا استمرت هذه التوجُهات العدوانية ولم يتم وضع نهاية لـ«شطحات» ترامب المُخرّبة! أمّا بالنسبة لمنطقتنا، وللقضية المركزية التى تشغل البال والفكر والحركة، القضية الفلسطينية، فحدث ولا حرج! فقد التقى، أمس «الثلاثاء 5 فبراير 2025»، «ترامب» المجرم «نتنياهو»، ضاربًا عرض الحائط بقرارات المحكمة الجنائية الدولية التى تقضى باعتقاله لجرائم الإبادة البشعة التى ارتكبها فى حق الفلسطينيين، وهو أول لقاء بقيادى أجنبى «كبير!» منذ توليه الرئاسة الجديدة، تأكيدًا لأهمية الكيان الصهيونى وأولويته فى جدول أعماله المُتخم بالقضايا، واستبق اللقاء، وأعقبه بمجموعة من التصريحات وحديث مُتشعب للصحفيين والإعلاميين، على درجة بالغة من الخطورة، يمكن استخلاص أهم مضامينها، التى تمس مُباشرةً وطننا ومنطقتنا وشعوبنا ومستقبل أجيالنا القادمة من مقولات «ترامب» التالية: • إسرائيل صغيرة المساحة ولا بد من توسيع حدودها! • لا بد من القضاء الكامل على «الإرهاب الفلسطينى». • على مصر والأردن استقبال النازحين من غزة! لقد فعلنا الكثير من أجلهما وعليهما فعل ذلك! • ليس أمام الفلسطينيين من بديل إلّا مُغادرة غزة! • لا يُمكننى تأكيد أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة سيستمر! • لا ينبغى إعادة إعمار القطاع، ومن ثم إعادة نفس القوة للسيطرة على المنطقة! • ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل هناك أيضًا: سوف نمتلكها! • أتصور سيطرة طويلة الأمد بقيادة الولايات المتحدة على القطاع، لدينا خطط لتسوية القطاع بالكامل بالأرض.. إن من شأن ذلك أن يؤدى إلى إنشاء «ريفييرا الشرق الأوسط».. إن حيازة هذه القطعة من الأرض، وتطويرها، وخلق آلاف الوظائف، سيكون أمرًا رائعًا حقًا»! • جميع مَن تحدثت معهم أحبوا فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة! • «الناس» تحب فكرة ضم إسرائيل للضفة الغربية، وسيكون هناك إعلان خلال الأسابيع المُقبلة حول هذه الفكرة! • سنقوم بما يلزم فى قطاع غزة، وسنُرسل رجال الأمن إذا لزم الأمر، وسنأخذ هذا المكان! • العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستكون أقوى من أى وقت سابق! • نتنياهو: ترامب أعظم صديق بالبيت الأبيض فى تاريخ إسرائيل. • نتنياهو: نحن نقاتل أعداءنا المشتركين، ونُغير وجه الشرق الأوسط! وبالتدقيق فى مضمون هذه التصريحات الدالة، يمكن التيقن من أن العالم يواجه فى عهد «دونالد ترامب»، قوة عدوان متغطرسة وباطشة، تمارس سلوك عصابات قُطَّاع الطُرق، ومُجرمى «الكاو بوى» و«فرق الإبادة»، التى تولّت تصفية الملايين من أصحاب الأرض الأصليين، من قبائل «الهنود الحُمر» بأحط الأساليب وأخس الطرق، وهو شخص لا يُقيم اعتبارًا لقيمة إنسانية، أو مشاعر وطنية، أو مصالح بشرية.. مقاول لا يعنيه سوى المكسب ولو على حساب الملايين! وقد أكدت مصر وأكد العرب، مُجددًا، الموقف الثابت من قضية التهجير القسرى، أو حتى الطوعى للشعب الفلسطينى من قطاع غزة إلى سيناء لإدراكهم أن فى التهجير نهاية القضية، وانتهاب الحق التاريخى للشعب الفلسطينى فى أرضه وميراث الأجداد، وطى صفحتها إلى إشعار آخر. «الترانسفير»، أو «التهجير»، أو «الترحيل».. أيًا كان مُسمّى عملية «طرد» شعب فلسطين خارج أرضه، هو جوهر «الفكرة الصهيونية» على حد تعبير «بن جوريون»، وهى التحقيق العملى للادعاء الصهيونى أن فلسطين «أرض بلا لشعب لشعبٍ بلا أرض» هو شُذَّاذ الآفاق من الصهاينة المتطرفين المُجمَّعين من شتى بقاع الأرض. لكن علينا جميعًا أن نتذكر، ونحن ندافع عن حق الشعب الفلسطينى فى أرضه، أننا لا ندافع عن حق أشقائنا الفلسطينيين فقط، أو نساند الشرعية الإنسانية والقومية فحسب، وإنما ندافع عن سلامة الوطن المصرى، وغيره من الأوطان العربية، التى هى محل للأطماع الصهيونية المُعلنة بلا مداراة، وعلينا ألا ننسى أبدًا شعار: «حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل»، ولا خرائط «إسرائيل الكبرى» التى تعكس إصرار العدو الصهيونى على اغتصاب أراضٍ عربية، من مصر ولبنان والأردن والعراق والسعودية، فضلًا عن كامل التراب الفلسطينى، وهى مصورة بوضوح على أكتاف جنود العصابات الصهيونية المجرمة، ولا حملتهم التحريضية المُستمرة على الجيش المصرى، تأكيدًا على نيتهم الغادرة حال استكمال الهيمنة على كامل أرض فلسطين وطرد شعبها. والأخطر بالبديهة انضمام رئيس الولايات المتحدة، بقدراتها وإمكاناتها لهذا الخط العدوانى الشرس، دون تَحَفُّظ، بل المزايدة على مواقف المجرم «نتنياهو» بدعاوى «ترامب» التى تبيح طرد شعب من أرضه، لأنها لاقت إعجاب «المقاول» الأمريكى، فقرر مُصادرتها، لكى يحولها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»! لكن هذا كله لن يكسر عزيمة الشعب الفلسطينى، ولا الموقف التلقائى له، الذى تبدى فى رحلة «العودة» الأسطورية إلى الأرض، إلى البيوت المُهدّمة التى تفتقد الحد الإنسانى الأدنى اللازم للحياة، ليقول لكل العالم: اشهدوا علينا.. ها نحن متمسكون بالأرض مهما كانت التضحيات، ومهما عظمت المخاطر، وقد عبر أحد مواطنيهم البُسطاء أبلغ تعبير عن هذا الإصرار: «لو أعطونا الجنة بديلًا عن فلسطين ما قبلنا». وكذلك فإن التفاف الجماهير العربية حول القضية، وحمايتها من مؤامرة اختطاف غزة من قِبل الثور الأمريكى الهائج، عنصر مهم وفاعل، ودورها فى دعم صمود الشعب الفلسطينى ومقاومته لمؤامرات «التهجير» بمساعدته على البقاء، والتكتل خلفه لمساندته فى محنته.. عنصر مهم للغاية فى إفشال المؤامرات الصهيوأمريكية. ولا يغفلن عن وعينا أهمية استمرار وتصعيد حملات «المُقاطعة الشعبية» لكل مَن يتخذ موقفًا مُعاديًا لمصالحنا وحقوقنا، حتى يعلم أن لكل فعل رد فعل، والإساءة لحقوقنا لها ثمن باهظ! ويقينى أن تحدى «دونالد ترامب» لأمن ومصالح دول العالم، حتى أعضاء حلف «الناتو» الشريك، والدول الكبرى كالصين وروسيا وغيرهما، والتهديدات الخطيرة بتحركاته المُفاجئة المُدمرة فى كل اتجاه للاستقرار العالمى، التى تشبه تحركات ثور هائج فى بيت من زجاج، تحطم فى طريقها كل ما يعترض سبيله، ستدفع العالم كله للتحرك، بصورة من الصور لكى تقول له: «كفى»! وأخيرًا فإن موقف العرب، وفى مقدمتها مصر الكبيرة، سيكون له دور حاسم فى رفض وإفشال «المخططات الترامبية»، والإصرار على أن للشعب الفلسطينى الحق فى البقاء فى أرضه. وليكن شعارنا: «ما ضاع حق وراءه مُطالب»!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store