أحدث الأخبار مع #«ديوغوجوتا»،

الاتحاد

بالأخلاق تعلو الرُتب

بالأخلاق تعلو الرُتب موقفان إنسانيان صدرا من ناديين رياضيين، ونظلم بعض الأندية العالمية حين نجردها من مواقفها الوطنية والاجتماعية والأخلاقية ودعمها للأشياء الإنسانية، ولعل من أكثر هذه الأندية العريقة التي تستحق الاحترام والتقدير والثناء، الأندية الإنجليزية ذات الأصالة، مثلما فعل مؤخراً نادي ليفربول تجاه لاعب المنتخب البرتغالي، ولاعبه الذي لقي حتفه في حادث سير خطير راح ضحيته مع أخيه، بعد أسبوع من عقد قرانه «ديوغو جوتا»، حين أعاد قراءة عقده مع النادي، وما له من حقوق وما عليه من واجبات والتزامات تجاه النادي، ووجد بعض الثغرات والحيل القانونية، فقرر فسخ عقده قبل تاريخ إعلان وفاته، وفسخ العقد ليس في صالح النادي، ولا له فيه مزايا مادية يمكن أن توفر على خزينة النادي كما يتبادر للبعض، لأنه، وحسب العقد المبرم بين اللاعب والنادي، يفسخ العقد بالوفاة تلقائياً، ويتوقف النادي عن دفع رواتب اللاعب، لكن نادي ليفربول انحاز لشرف وقيم الأخلاق الإنسانية، فما أقدم عليه خارج حسابات العقد، وحسابات الأرقام، ولكن لحسابات أخرى أخلاقية وإنسانية عالية، لأنه سيدفع بذاك الفسخ راتب اللاعب «جوتا» 700 ألف يورو شهرياً ولمدة عامين لحين انتهاء العقد، بالإضافة إلى كل المكافآت والمستحقات، وهذا التزام من النادي تجاه عائلة اللاعب، والوقوف معهم خاصة زوجته وأولاده في أحلك الظروف وأصعبها.. حين تتكلم القيم، وتتحدث الأخلاق والشرف الإنساني، فلتسكت كل ألسنة المحاسبين والمدققين الماليين! موقف آخر يضربه لنا هذه المرة نادي «اي سي ميلان» الرياضي حين انحاز للجانب الإنساني والقيم الحضارية، عندما رفع من قيمة فانيلة رياضية تخص النادي، وربما هي تجارية، كان يرتديها طفل سوداني هجرته الحرب والمجاعة وعذاب الملاجئ، وجده مصادفة مصور صحفي دانماركي «جان جراروب»، والتقط له صورة، وحين وجد تلك الفانيلة ممزقة وملتصقة بجسده الهزيل، وهي التي تحمل اسم ورقم اللاعب «ماريو بالوتيلي» مهاجم «الروسونيري»، قرر أن يشتري له فانيلة أصلية لنادي «اي سي ميلان»، وأهداها للطفل، واشترط عليه أن يعتبرها مبادلة بين فانيلته المتسخة الممزقة وبين الفانيلة الأصلية الجديدة، قبلها الطفل بفرح براءته، وأخذ المصور الفانيلة للنادي الذي قرر فوراً أن تضم تلك الفانيلة إلى مدخرات خزائن النادي، وأن تعرض ضمن مقتنياته في متحف «موندو ميلان»، تضامناً مع مأساة الأطفال المشردين والمعذبين من ويلات الحروب والمجاعة، كما قرر أن يرسل مساعدات بوساطة اليونيسيف لأهالي جنوب السودان، وإرسال كميات من فانيلات النادي لتوزيعها على الأطفال هناك.. بعض الأشياء الصغيرة تكبر بقيمتها!