logo
#

أحدث الأخبار مع #«زازاكوردا»،

«المخطط الفينيقى» ومجاز الحاضر
«المخطط الفينيقى» ومجاز الحاضر

بوابة الأهرام

timeمنذ 10 ساعات

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

«المخطط الفينيقى» ومجاز الحاضر

مثل جاك تاتي، وودى آلن، ولويس بونويل، لا شك فى أن فيلمًا من إخراج وكتابة ويس أندرسون يستحق المشاهدة، فهو مخرجٌ مبدعٌ بكل معنى الكلمة، ورسامٌ بكلماته ومؤثراته البصرية التى تجعلنا بلا شك نستشعر جزءًا من عقل يرى العالم كما يريده. هناك تحفته الفنية الحائزة على جائزة الأوسكار «فندق جراند بودابست»، وفيلم الرسوم المتحركة الرائع «جزيرة الكلاب»، وفيلم «السيد فوكس الرائع»، بالإضافة إلى سلسلة من الأفلام الكوميدية المحبوبة، منها «العائلة الملكية تانينباوم»، و«دارجيلنج المحدودة»، و«مملكة شروق القمر»، وغيرها الكثير، بما فى ذلك فيلمه القصير الحائز على جائزة الأوسكار لعام 2024 «القصة الرائعة لهنرى شوجر». ومن الجيد معرفة أن المخرج قد عاد إلى الأناقة مع أحدث أفلامه، «المخطط الفينيقي»، بعد تعثره قليلا فى فيلم مدينة الكويكب المبالغ فى سرده واصطناعيته (حتى بالنسبة لأندرسون)، وهو أحدث أفلامه الذى ظهر لأول مرة فى مهرجان «كان» السينمائي. هذا الفيلم منعش بشكل خاص لأنه بدلا من التركيز على عدد من الشخصيات، نجد هنا شخصية «زازا كوردا» التى يؤديها بينيسيو ديل تورو، وهو صناعى ثرى للغاية ومشبوه يهيمن على الأحداث بالطريقة التى رأيناها فى أفلام أندرسون الأخرى مثل «الحياة المائية» مع ستيف زيسو. بالتأكيد، هناك ظهور للنجوم المعتادة التى تجرى عبر القصة، ولكن كل ذلك فى خدمة «زازا كوردا»، الرجل الذى هيمن على عالم الأعمال والاقتصاد العالمى فى أوروبا فى أوائل الخمسينيات بنفس الطريقة التى نرى بها إيلون ماسك الآن، وهو رجل ثرى مشبوه بنفس القدر وسجله الحافل غير مكتمل فى أحسن الأحوال. وفى الواقع، هناك ثمة مقارنات ماكرة يُمكننا إسقاطها حتى على دونالد ترامب مع هذا الرجل، الذى يبذل أعداؤه قصارى جهدهم لإسقاط إمبراطوريته، حيث يُتهم بالاحتيال على البنوك، والتهرب من الرسوم الجمركية، ورفع دعاوى قضائية. «زازا كوردا»، الذى نجا من ست حوادث تحطم طائرات، بما فى ذلك الحادثة الأخيرة الذى يُفتتح به الفيلم بنبرة حماسية، بدأ يرى على الأقل مجموعة من القادة الدينيين الذين يعملون كمعالجين نفسيين، كما فى مشاهد خيالية يظن فيها أنه مات. لكن لسبب ما، لا يراها أبدًا، حتى مع وجود مكافأة على رأسه من قِبل عدد من القتلة المحتملين. خطته الأخيرة، التى تحمل الاسم النبيل «مشروع كوردا للبنية التحتية البرية والبحرية الفينيقية»، تجعله يُجنّد ابنته ليزل (ميا ثريبلتون) البالغة من العمر 20 عامًا، والتى تتدرب لتصبح راهبة، لكنه يعتقد أنها أكثر ملاءمة لتولى إدارة شركته وتعقيد معاملاته المالية. لماذا لا يُشرك أبناءه التسعة (مقارنة أخرى بإيلون ماسك)؟ يُريد أن يُعطى ليزل فرصة. الفكرة هى إنشاء مُخطط بنية تحتية لمنطقة غير مُستغلة من الأرض يُمكن استخراج المعادن منها لمنطقة غنية مُحتملة لم توجد بعد. وفى المُقابل، يحصل مشروعه على 5% من الثروات المُكتشفة حديثًا إلى الأبد. ولتحقيق ذلك، عليه أيضًا تجنيد عدد من المُتبرعين الأثرياء من عوالم الشحن والتعدين والسكك الحديدية والبنوك والعقارات والسوق السوداء. جميع هوياتهم مُخبأة فى مجموعة من صناديق الأحذية، لكل منها تخصص مُحدد. أولًا، الأمير فاروق (ريز أحمد)، الذى أثبت ذكاءه فى التعامل مع ثروات مملكته الطبيعية، ثم قطبا السكك الحديدية ليلاند (توم هانكس) وريجان (برايان كرانستون). وكذلك هناك مارسيليا بوب (ماتيو أمالريك)، رجل عصابات ومالك ملهى ليلى يُريد أن يتوقف الإرهابيون عن إطلاق النار على مكانه. وهناك أيضًا قطب الشحن (جيفرى رايت) الذى قد يكون حاسمًا؛ وابنة عمه الثانية هيلدا (سكارليت جوهانسون) التى قد تكون زوجة مناسبة؛ وأخيرًا، نصل إلى شقيقه، العم نوبار (بينيديكت كومبرباتش المضحك للغاية)، الذى يُثير مشاكل كبيرة فى العائلة. ومع اهتمام ليزل بحل جريمة قتل والدتها (هل يُمكن أن يكون نوبار؟) بقدر اهتمامها بسد فجوة ثروة زازا الطائلة، يسلكان دربًا متنافسًا، وينضم إليهما الشخصية الرئيسية الأخرى لإكمال هذا المثلث، شخصية المعلم النرويجى بيورن (مايكل سيرا)، الذى يدرس الحشرات. يكفى التوقف عند عقلية زازا، التى يوضحها أندرسون «إنه رجل أعمال من نوع خاص قادر دائمًا على تغيير مساره، وليس عليه التزام بالحقيقة». هكذا يستشهد المخرج بجميع أنواع الشخصيات الواقعية من الماضى كمصدر إلهام لهذا الرجل، لكن يمكن للمشاهد بالتأكيد ملاحظة تأثير (ترامب/ماسك)، رغم من أن هذا العمل كُتب قبل وقت طويل من ظهور شراكتهما.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store