أحدث الأخبار مع #«سهرةالأصدقاء»


المصري اليوم
٠٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المصري اليوم
سلوى حجازى.. «سيرة بلا نهاية» حياة «شاعرة ضلت طريقها إلى التليفزيون»
فى كتابه الأحدث «سلوى.. سيرة بلا نهاية»، الصادر عن «مكتبة تنمية» للنشر، يعود الباحث كريم جمال إلى كتابة السيرة الذاتية مرة أخرى بعد كتابه الأول عن «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى». سلوى حجازى اختار كريم، أو انحاز هذه المرة، إلى «سلوى حجازى»، بوجهها الملائكى، وحديثها المنمق، بتوقها إلى الحرية، وتأنيها فى الكلام، وبحثها عن ذاتها وسط عالم متسارع. كتب «كريم جمال» عن المرأة قبل الإعلامية، والزوجة قبل الشاعرة، ولم يقع فى خطأ تجاهل «الزمن» الذى جاء بسلوى، وبدا أن «جمال» نفسه كان بعمق من تشربوا ثقافته. سلوى حجازى بدايةً من الإهداء، ثمة إشارة إلى استشهاد «سلوى حجازى» على يد المحتل، حين جمع بينها وبين «شيرين أبوعاقلة»: «إلى روحى شيرين أبوعاقلة وسلوى حجازى، رافقكما الضوء ووهج الشهادة». كان على «كريم جمال» بدايةً أن يختار بنفسه الزمن السردى الذى سيدور فى فلكه، وهكذا اختار عام دخولها التلفزيون يوليو ١٩٦٠ حتى رحيلها قبل نصر أكتوبر بأشهر قليلة فى فبراير ١٩٧٣، إذ لم تكن الإعلامية الشهيرة تعلم وهى تنزل درج مبنى التليفزيون العربى (سُمى بهذا الاسم لانطلاقه فى أعوام الوحدة المصرية السورية ١٩٥٨-١٩٦٠) بعد أن أنهت مراحل الاختبار، أنها قد بدأت صفحة جديدة من حياتها. يعتمد كتاب «سلوى.. سيرة بلا نهاية» فى سرديته على كشف ثلاثة وجوه لـ«سلوى حجازى»، ما بين الإعلامية، وهو الوجه الأبرز، والشاعرة، وهو الوجه المجهول، والشهيدة، وهو ما أضاف إليه «كريم» الكثير. ففى الفصل الأول المعنون بـ«عصفورة ماسبيرو»، يستعرض «كريم جمال» وجه الإعلامية، ليصحح الكثير من المعلومات الخاطئة عن «سلوى»، بدايةً من أنها مواليد ٢ مايو ١٩٣٥ (إذ تنتشر معلومة خاطئة بأنها مواليد ١ يناير ١٩٣٣، لكن الصحيح وفقًا لأوراقها الرسمية)، مرورًا بكونها لم تُكمل تعليمها الجامعى عند دخولها التليفزيون بسبب ظروفها العائلية، حيث كانت أمًا وزوجةً لقاضٍ. ويستعرض «كريم» مسيرة «سلوى» فى التليفزيون، حيث قدمت، بدايةً من عام ١٩٦٢، عددًا من البرامج المهمة على شاشة التليفزيون العربى، كان منها «اختبر معلوماتك»، و«الناس فى بلدنا»، الذى وُلد من بنات أفكارها، و«الفن والحياة»، الذى فتح آفاقًا جديدةً للتواصل مع الفنانين التشكيليين، وبرامج أخرى عدة لها علاقة بالسينما والغناء مثل «سهرة الأصدقاء» و«ريبورتاج» و«المجلة الفنية». كما أجرت حوارات تليفزيونية مهمة مع أبرز نجوم المجتمع المصرى والعربى فى الستينيات، منها لقاء مع موسيقار الأجيال فى صيف ١٩٦٢، والعندليب الأسمر فى مساء ٦ ديسمبر من العام نفسه، وفى مساء ١٤ أكتوبر ١٩٦٤، سجلت مع نجاة الصغيرة فى بيت الأخيرة أول لقاء تليفزيونى مع المطربة الشهيرة. وفى العام التالى (١٩٦٥)، حاورت الشاعر والمسرحى الكبير بديع خيرى، كما حاورت فيروز وعاصى ومنصور الرحبانى يوم الإثنين ٢٤ أكتوبر ١٩٦٦، وبعدها بقليل، فى بداية العام التالى، حاورت الشاعر السورى الكبير نزار قبانى، وأخيرًا حوارها مع كوكب الشرق فى باريس عام ١٩٦٧. ويُصدم «جمال» قراءه حين يكشف عن طلب «سلوى حجازي» نقلها إلى الإذاعة فى أبريل ١٩٦٤. ربما هى المرة الوحيدة التى تطلب فيها إعلامية الذهاب إلى الإذاعة، على عكس ما يحدث عادةً، لكن هكذا كانت «سلوى» امرأةً تخاف الضوء مهما أحبها الأخير. ورغم كمية المعلومات التى يتضمنها الكتاب، كانت لغة «كريم» تتناسب مع سيرة إعلامية تُعرِّف نفسها دائمًا بأنها «شاعرة ضلَّت طريقها إلى التليفزيون والإعلام»، لغة تتناسب مع عصر كان شاعريًّا بذاته، عصر الآمال الكبرى والأحلام المشتركة والروح الناصرية، مرورًا بشاعرية التحدى أمام نكسة شعب قرر أن يحيا ويعيش وينتصر. بشاعرية النصر وعبور خطوط الانكسار التى كانت أكبر بكثير من عبور خط بارليف، سرد كريم جمال سيرة سلوى حجازى بشاعرية سلوى وعصرها، وبشاعرية النهاية التى أودت بحياتها رغم بشاعتها. ربما تظهر اللغة الشاعرية أكثر وضوحًا فى افتتاحية فصل «تحت الشمس فى بورسعيد»، فمرة يصف كريم بورسعيد بأنها مدينة الجمر والنار، ومرة يصفها بأنها ميناء البطولة ولغز العالم، ومرة أخرى يلقبها بـمهد خيالات سلوى حجازى ووقود شعرها الأول، وبين الأوصاف الثلاثة دارت سردية الفصل. بينما سنتعرف فى الفصل الثانى، المعنون بـ**«فى عربة الشعراء»، على وجه «سلوى» الشاعرة، ووجه جديد أيضًا لـ«كريم»** نفسه، هو وجه الناقد. قراءة شعر سلوى حجازى، سواء بلغته الأم حيث إجادة كريم للغة الفرنسية، أو من خلال ترجمات شعرها المختلفة، وعلى رأسها الترجمة الأكمل التى قدمها عاطف محمد عبدالمجيد، تمت بتأنٍ وتأويل ونقد ومقاربة لما يتشابه من شعر سلوى حجازى مع حياتها نفسها. حيث صدر الديوان الشعرى الأول لـسلوى، «ظلال وضوء»، فى مارس ١٩٦٤، وكتب مقدمته الشاعر الكبير «أحمد رامي»، وفى مساء يوم ١١ يونيو ١٩٦٤، فاز الديوان بالجائزة الكبرى فى مسابقة «أكاديمية الشعراء» (جائزة أسسها الشاعر الدكتور إدوارد جريجور تحت إشراف البعثات القنصلية والدبلوماسية التابعة لفرنسا فى العالم). وفى ٧ مايو ١٩٦٤، مُنحت سلوى جائزة «الشعر الدولي» الفرنسية عن الديوان نفسه (نظمت الجائزة هيئة فرنسية عالمية مركزها بلدة سان دى نواه)، لتصبح «سلوى حجازى» بحق «فى عربة الشعراء»، كما عنون «كريم» فصله الثانى. يفجر «كريم» مفاجأة أخرى فى الفصل نفسه، حيث كانت لـ«سلوى» تجربة فى الترجمة عن الفرنسية، إذ نقلت قصيدة إنجليزية كتبها الشاعر ممتاز السيد سلطان نهايات عام ١٩٦١ تحيةً للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، كما ترجمت قصائد مختلفة لـفكتور هوجو، على رأسها «حصار باريس» و«أمواتنا»، بينما فى مطلع عام ١٩٧٠، صدر ديوانها الثانى «أيام بلا نهاية» عن «الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر». وفى فصلى «من أوراق الرحلة الأخيرة» و«فى أثر الرحلة ١١٤»، يتوقف الكاتب أمام وجه «الشهيدة» سلوى حجازى، حين طلبت الأخيرة من زميلتها الإعلامية نجوى إبراهيم أن تسافر بدلًا منها إلى ليبيا فى يناير عام ١٩٧٣ (إذ كان السفر يعتمد على مبدأ الدور بين العاملين، وذلك بسبب امتحانات أحد أبنائها فى الثانوية العامة). لتشهد الرحلة نهايتها على يد العدو الإسرائيلى، ففى فبراير ١٩٧٣، تحطمت الطائرة التى كانت تقل سلوى حجازى و١٠٦ آخرين، كان أبرزهم الوزير الليبى صالح بويصير، على رمال سيناء بعد أن ضربتها مقاتلات إسرائيلية فى جريمة بشعة، لتستشهد «سلوى» ذات الوجه الملائكى فى رمال سيناء، يوم الأربعاء ٢١ فبراير ١٩٧٣. واللافت أن «كريم جمال» يصحح فى كتابه بعض المواضع أو المواقف التاريخية ويتحقق منها، وهو أمر بالغ الصعوبة، خصوصًا وسط عدم اهتمام كبير من بعض المؤسسات أو الهيئات المختصة بالأرشيف، سواء الصحفى أو المصور. فالكاتب لا يسيء إلى أحد، وبالمثل لا يحسن صورة أحد، وهو ما يظهر جليًّا عند الحديث عن دور «صالح جودت» فى حياة سلوى حجازى الشاعرة، وكذلك فى حديثه المؤسف عن إعادة تسجيل التليفزيون المصرى على شرائط سلوى حجازى المصورة، لكنه برغم ذلك لم ينسَ شكر المؤسسات التى ساعدته على إنجاز سيرته. لكن أكثر ما يلفت الانتباه فى هذا المنحى، حينما يضع الكاتب نفسه موضع الإعلامية الكبيرة «نجوى إبراهيم» عندما تحدثت عن مأساة رحيل سلوى حجازى، والأهم ليس عندما تحدثت، بل عندما «صمتت» لقرابة نصف قرن. هنا تظهر منهجية الباحث وإنسانيته أيضًا. وربما المثال الأكثر وضوحًا، عندما نجد «كريم» يؤرخ لسيرة حوالى ٢٠ شهيدًا من شهداء الطائرة الليبية التى ودعت سلوى حجازى الحياة على متنها فى رمال صحراء سيناء، شهداء كانوا على هامش السيرة، ربما لم ولن تعرفهم سلوى حجازى، ولا تهم كثيرًا من قراء سيرتها، ولا الأطفال الذين تربَّوا على برنامجها «عصافير الجنة»، لكنهم آباء الأطفال الذين شاهدوا برامجها، عصافير لم يسمع تغريدها أحد، سوى باحث يمتلك قدرًا كبيرًا من إنسانية المؤرخ والفنان على حد سواء، عصافير طارت على هامش السيرة، لكنهم فى متن حياة سارد أراه كبيرًا رغم حداثة سنه. بقى فقط أن نشير إلى أن عنوان السيرة كان موفقًا للغاية، «سلوى.. سيرة بلا نهاية»، هكذا وصفت سلوى حجازى أيامها فى ديوانها الثانى، المعنون بـ«أيام بلا نهاية»، وقد انشغلت تحديدًا فى قصيدتها «موت بلا معاناة» بالمعنى ذاته. كما جاءت صورة الغلاف كأنها صورة سينمائية -كلغة كريم جمال، خصوصًا فى افتتاحيات فصول كتابه- مصاحبةً للمعنى ذاته، نظرة باتجاه المدى اللانهائى، نظرة للسماء التى لا نهاية لها، تمامًا كما كانت سيرتها بلا نهاية.


المصري اليوم
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- المصري اليوم
26 معلومة عن سلوى حجازي: سافرت بالطائرة بدلًا من إعلامية شهيرة فاغتالتها إسرائيل في الجو
كتب- بشري عبد المؤمن الشهيدة سلوى حجازي.. قصة حزينة لا تليق بالمرأة التي كانت في رقة العصافير وبهاء الملائكة. اغتالت إسرائيل سلوى حجازي غدرًا، كانت صدمة في مصر كلها، فالبراءة لم تكن تستحق أن تُقتل على يد المجرمين المحتلين. في ذكرى استشهادها، 21 فبراير 1973، إليك 26 معلومة عنها اعتمادا على كتاب «سلوى.. سيرة بلا نهاية» للباحث كريم جمال، الصادر عن دار تنمية، 2025. 1– مذيعة وشاعرة مصرية. 2– مواليد 2 مايو 1935. ومن المعلومات الدارجة خطأ أنها مواليد 1 يناير 1933 لكن هذا هو الصحيح بالرجوع إلى كتاب كريم جمال عنها طبقا لأوراقها الرسمية. 3– ولدت وعاشت السنوات السبع الأولى في طفولتها بمدينة «بور سعيد». 4- تزوجت من القاضي محمود الشريف. 5 – أنجبت أربعة أبناء هم: رضوى ومحمد وآسر وهاني. 6- أجبرتها ظروفها العائلية على عدم إكمال تعليمها الجامعي حيث كانت أما وزوجة لقاض. 7 – تقدمت بأوراقها للتليفزيون العربي (سمي بهذا الاسم لانطلاقه في أعوام الوحدة المصرية السورية 1958-1960) في يوم الثلاثاء 21 يوليو 1960. 8 – قدمت بداية من عام 1962 عددا من البرامج المهمة على شاشة التليفزيون العربي، كان منها «اختبر معلوماتك»، و«الناس في بلدنا» الذي ولد من بنات أفكارها، و«الفن والحياة» الذي فتح آفاقا جديدة للتواصل مع الفنانين التشكيليين، وبرامج عدة لها علاقة بالسينما والغناء مثل «سهرة الأصدقاء» و«ريبورتاج» و«المجلة الفنية». 9 – أجرت حوارات تليفزيونية هامة مع أبرز نجوم المجتمع المصري والعربي في الستينات، منها لقاء مع موسيقار الأجيال في صيف 1962، والعندليب الأسمر في مساء 6 ديسمبر من لعام نفسه، وفي مساء 14 أكتوبر 1964 سجلت مع نجاة الصغيرة في بيت الأخيرة أول لقاء تليفزيوني مع المطربة الشهيرة، في العام القادم (1965). حاورت الشاعر والمسرحي الكبير بديع خيري، وحاورت فيروز وعاصي ومنصور الرحباني في يوم الإثنين 24 أكتوبر 1966، وفي بداية العام التالي حاورت الشاعر السوري الكبير نزار قباني، وأخيرا حوارها مع كوكب الشرق في باريس عام 1967. 10 – كانت رحلتها الخارجية الأولى مع وفد من الصحفيين والإذاعيين المصريين في مدينة بلجراد عاصمة يوغوسلافيا في أبريل 1963. 11 – طلبت نقلها إلى الإذاعة في أبريل 1964. 12 – في نهاية صيف 1969 قدمت برنامجها الأشهر «عصافير الجنة» وهو برنامج موجه للأطفال وحقق نجاحا كبيرا، حتى أنها صارت تعرف باسم «ماما سلوى». – كان يحلو لها أن تعرف نفسها بـ«شاعرة ضلت طريقها إلى التليفزيون والإعلام». 14 – صدر ديوانها الشعري الأول «ظلال وضوء» في مارس 1964. 15 – كتب مقدمة ديوانها الأول الشاعر الكبير أحمد رامي. 16 – في مساء يوم 11 يونيو 1964 فاز ديوانها الأول بالجائزة الكبرى في مسابقة «أكاديمية الشعراء» (جائزة أسسها الشاعر الدكتور إدوارد جريجور تحت إشراف البعثات القنصلية والدبلوماسية التابعة لفرنسا في العالم). 17 – في 7 مايو 1964، منحت سلوى جائزة «الشعر الدولي» الفرنسية عن الديوان نفسه. (نظمت الجائزة هيئة فرنسية عالمية مركزها بلدة سان دي نواه). 18 – لها تجربة في الترجمة عن الفرنسية، إذ نقلت قصيدة إنجليزية كتبها الشاعر ممتاز السيد سلطان نهايات عام 1961 تحية للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وقصائد مختلفة لفكتور هوجو على رأسها «حصار بريس» و«أمواتنا». 19 – من شعرائها المفضلين: فكتور هوجو، شارل بودلير، الشاعر السوفييتي يفغيني يفتوشينكو، وشاعر الإسكندرية قسطنطين كفافيس، ونزار قباني، وفريدريك شيلر، وجبران خليل جبران. 20 – في مطلع عام 1970، صدر ديوانها الثاني «أيام بلا نهاية» عن «الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر». 21- اختارتها السيدة أم كلثوم لترافقها في رحلتها إلى باريس دعما للمجهود الحربي في نوفمبر 1967. 22 – عادت لتكمل تعليمها الجامعي ودخلت المعهد العالي للنقد الفني في دفعته الأولى، إذ صدرت بطاقة قبولها في المعهد يوم 25 أكتوبر 1970 (أصدر الرئيس المؤقت آنذاك محمد أنور السادات قرارا بتدشينه يوم 8 أكتوبر 1970). 23- أقرب أصدقائها من مذيعات عصرها: ليلي رستم ونجوى إبراهيم. طلبت من نجوى إبراهيم أن تسافر بدلا منها إلى ليبيا في يناير عام 1973. إذ كان السفر معتمدا على مبدأ الدور بين العاملين وذلك بسبب امتحانات أحد أبنائها في الثانوية العامة. 25- في فبراير 1973، تحطمت الطائرة التي تحمل سلوى حجازي و106 آخرين كان أبرزهم الوزير الليبي صالح بويصير على رمال سيناء بعد أن ضربتها مقاتلات إسرائيلية فوق سيناء. 26- استشهدت سلوى حجازي في سيناء يوم الأربعاء 21 فبراير عام 1973، وعمرها 38 سنة فقط.