
سلوى حجازى.. «سيرة بلا نهاية» حياة «شاعرة ضلت طريقها إلى التليفزيون»
فى كتابه الأحدث «سلوى.. سيرة بلا نهاية»، الصادر عن «مكتبة تنمية» للنشر، يعود الباحث كريم جمال إلى كتابة السيرة الذاتية مرة أخرى بعد كتابه الأول عن «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى».
سلوى حجازى
اختار كريم، أو انحاز هذه المرة، إلى «سلوى حجازى»، بوجهها الملائكى، وحديثها المنمق، بتوقها إلى الحرية، وتأنيها فى الكلام، وبحثها عن ذاتها وسط عالم متسارع. كتب «كريم جمال» عن المرأة قبل الإعلامية، والزوجة قبل الشاعرة، ولم يقع فى خطأ تجاهل «الزمن» الذى جاء بسلوى، وبدا أن «جمال» نفسه كان بعمق من تشربوا ثقافته.
سلوى حجازى
بدايةً من الإهداء، ثمة إشارة إلى استشهاد «سلوى حجازى» على يد المحتل، حين جمع بينها وبين «شيرين أبوعاقلة»:
«إلى روحى شيرين أبوعاقلة وسلوى حجازى، رافقكما الضوء ووهج الشهادة».
كان على «كريم جمال» بدايةً أن يختار بنفسه الزمن السردى الذى سيدور فى فلكه، وهكذا اختار عام دخولها التلفزيون يوليو ١٩٦٠ حتى رحيلها قبل نصر أكتوبر بأشهر قليلة فى فبراير ١٩٧٣، إذ لم تكن الإعلامية الشهيرة تعلم وهى تنزل درج مبنى التليفزيون العربى (سُمى بهذا الاسم لانطلاقه فى أعوام الوحدة المصرية السورية ١٩٥٨-١٩٦٠) بعد أن أنهت مراحل الاختبار، أنها قد بدأت صفحة جديدة من حياتها.
يعتمد كتاب «سلوى.. سيرة بلا نهاية» فى سرديته على كشف ثلاثة وجوه لـ«سلوى حجازى»، ما بين الإعلامية، وهو الوجه الأبرز، والشاعرة، وهو الوجه المجهول، والشهيدة، وهو ما أضاف إليه «كريم» الكثير.
ففى الفصل الأول المعنون بـ«عصفورة ماسبيرو»، يستعرض «كريم جمال» وجه الإعلامية، ليصحح الكثير من المعلومات الخاطئة عن «سلوى»، بدايةً من أنها مواليد ٢ مايو ١٩٣٥ (إذ تنتشر معلومة خاطئة بأنها مواليد ١ يناير ١٩٣٣، لكن الصحيح وفقًا لأوراقها الرسمية)، مرورًا بكونها لم تُكمل تعليمها الجامعى عند دخولها التليفزيون بسبب ظروفها العائلية، حيث كانت أمًا وزوجةً لقاضٍ.
ويستعرض «كريم» مسيرة «سلوى» فى التليفزيون، حيث قدمت، بدايةً من عام ١٩٦٢، عددًا من البرامج المهمة على شاشة التليفزيون العربى، كان منها «اختبر معلوماتك»، و«الناس فى بلدنا»، الذى وُلد من بنات أفكارها، و«الفن والحياة»، الذى فتح آفاقًا جديدةً للتواصل مع الفنانين التشكيليين، وبرامج أخرى عدة لها علاقة بالسينما والغناء مثل «سهرة الأصدقاء» و«ريبورتاج» و«المجلة الفنية».
كما أجرت حوارات تليفزيونية مهمة مع أبرز نجوم المجتمع المصرى والعربى فى الستينيات، منها لقاء مع موسيقار الأجيال فى صيف ١٩٦٢، والعندليب الأسمر فى مساء ٦ ديسمبر من العام نفسه، وفى مساء ١٤ أكتوبر ١٩٦٤، سجلت مع نجاة الصغيرة فى بيت الأخيرة أول لقاء تليفزيونى مع المطربة الشهيرة. وفى العام التالى (١٩٦٥)، حاورت الشاعر والمسرحى الكبير بديع خيرى، كما حاورت فيروز وعاصى ومنصور الرحبانى يوم الإثنين ٢٤ أكتوبر ١٩٦٦، وبعدها بقليل، فى بداية العام التالى، حاورت الشاعر السورى الكبير نزار قبانى، وأخيرًا حوارها مع كوكب الشرق فى باريس عام ١٩٦٧.
ويُصدم «جمال» قراءه حين يكشف عن طلب «سلوى حجازي» نقلها إلى الإذاعة فى أبريل ١٩٦٤. ربما هى المرة الوحيدة التى تطلب فيها إعلامية الذهاب إلى الإذاعة، على عكس ما يحدث عادةً، لكن هكذا كانت «سلوى» امرأةً تخاف الضوء مهما أحبها الأخير.
ورغم كمية المعلومات التى يتضمنها الكتاب، كانت لغة «كريم» تتناسب مع سيرة إعلامية تُعرِّف نفسها دائمًا بأنها «شاعرة ضلَّت طريقها إلى التليفزيون والإعلام»، لغة تتناسب مع عصر كان شاعريًّا بذاته، عصر الآمال الكبرى والأحلام المشتركة والروح الناصرية، مرورًا بشاعرية التحدى أمام نكسة شعب قرر أن يحيا ويعيش وينتصر.
بشاعرية النصر وعبور خطوط الانكسار التى كانت أكبر بكثير من عبور خط بارليف، سرد كريم جمال سيرة سلوى حجازى بشاعرية سلوى وعصرها، وبشاعرية النهاية التى أودت بحياتها رغم بشاعتها. ربما تظهر اللغة الشاعرية أكثر وضوحًا فى افتتاحية فصل «تحت الشمس فى بورسعيد»، فمرة يصف كريم بورسعيد بأنها مدينة الجمر والنار، ومرة يصفها بأنها ميناء البطولة ولغز العالم، ومرة أخرى يلقبها بـمهد خيالات سلوى حجازى ووقود شعرها الأول، وبين الأوصاف الثلاثة دارت سردية الفصل.
بينما سنتعرف فى الفصل الثانى، المعنون بـ**«فى عربة الشعراء»، على وجه «سلوى» الشاعرة، ووجه جديد أيضًا لـ«كريم»** نفسه، هو وجه الناقد. قراءة شعر سلوى حجازى، سواء بلغته الأم حيث إجادة كريم للغة الفرنسية، أو من خلال ترجمات شعرها المختلفة، وعلى رأسها الترجمة الأكمل التى قدمها عاطف محمد عبدالمجيد، تمت بتأنٍ وتأويل ونقد ومقاربة لما يتشابه من شعر سلوى حجازى مع حياتها نفسها.
حيث صدر الديوان الشعرى الأول لـسلوى، «ظلال وضوء»، فى مارس ١٩٦٤، وكتب مقدمته الشاعر الكبير «أحمد رامي»، وفى مساء يوم ١١ يونيو ١٩٦٤، فاز الديوان بالجائزة الكبرى فى مسابقة «أكاديمية الشعراء» (جائزة أسسها الشاعر الدكتور إدوارد جريجور تحت إشراف البعثات القنصلية والدبلوماسية التابعة لفرنسا فى العالم). وفى ٧ مايو ١٩٦٤، مُنحت سلوى جائزة «الشعر الدولي» الفرنسية عن الديوان نفسه (نظمت الجائزة هيئة فرنسية عالمية مركزها بلدة سان دى نواه)، لتصبح «سلوى حجازى» بحق «فى عربة الشعراء»، كما عنون «كريم» فصله الثانى.
يفجر «كريم» مفاجأة أخرى فى الفصل نفسه، حيث كانت لـ«سلوى» تجربة فى الترجمة عن الفرنسية، إذ نقلت قصيدة إنجليزية كتبها الشاعر ممتاز السيد سلطان نهايات عام ١٩٦١ تحيةً للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، كما ترجمت قصائد مختلفة لـفكتور هوجو، على رأسها «حصار باريس» و«أمواتنا»، بينما فى مطلع عام ١٩٧٠، صدر ديوانها الثانى «أيام بلا نهاية» عن «الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر».
وفى فصلى «من أوراق الرحلة الأخيرة» و«فى أثر الرحلة ١١٤»، يتوقف الكاتب أمام وجه «الشهيدة» سلوى حجازى، حين طلبت الأخيرة من زميلتها الإعلامية نجوى إبراهيم أن تسافر بدلًا منها إلى ليبيا فى يناير عام ١٩٧٣ (إذ كان السفر يعتمد على مبدأ الدور بين العاملين، وذلك بسبب امتحانات أحد أبنائها فى الثانوية العامة). لتشهد الرحلة نهايتها على يد العدو الإسرائيلى، ففى فبراير ١٩٧٣، تحطمت الطائرة التى كانت تقل سلوى حجازى و١٠٦ آخرين، كان أبرزهم الوزير الليبى صالح بويصير، على رمال سيناء بعد أن ضربتها مقاتلات إسرائيلية فى جريمة بشعة، لتستشهد «سلوى» ذات الوجه الملائكى فى رمال سيناء، يوم الأربعاء ٢١ فبراير ١٩٧٣.
واللافت أن «كريم جمال» يصحح فى كتابه بعض المواضع أو المواقف التاريخية ويتحقق منها، وهو أمر بالغ الصعوبة، خصوصًا وسط عدم اهتمام كبير من بعض المؤسسات أو الهيئات المختصة بالأرشيف، سواء الصحفى أو المصور. فالكاتب لا يسيء إلى أحد، وبالمثل لا يحسن صورة أحد، وهو ما يظهر جليًّا عند الحديث عن دور «صالح جودت» فى حياة سلوى حجازى الشاعرة، وكذلك فى حديثه المؤسف عن إعادة تسجيل التليفزيون المصرى على شرائط سلوى حجازى المصورة، لكنه برغم ذلك لم ينسَ شكر المؤسسات التى ساعدته على إنجاز سيرته.
لكن أكثر ما يلفت الانتباه فى هذا المنحى، حينما يضع الكاتب نفسه موضع الإعلامية الكبيرة «نجوى إبراهيم» عندما تحدثت عن مأساة رحيل سلوى حجازى، والأهم ليس عندما تحدثت، بل عندما «صمتت» لقرابة نصف قرن. هنا تظهر منهجية الباحث وإنسانيته أيضًا.
وربما المثال الأكثر وضوحًا، عندما نجد «كريم» يؤرخ لسيرة حوالى ٢٠ شهيدًا من شهداء الطائرة الليبية التى ودعت سلوى حجازى الحياة على متنها فى رمال صحراء سيناء، شهداء كانوا على هامش السيرة، ربما لم ولن تعرفهم سلوى حجازى، ولا تهم كثيرًا من قراء سيرتها، ولا الأطفال الذين تربَّوا على برنامجها «عصافير الجنة»، لكنهم آباء الأطفال الذين شاهدوا برامجها، عصافير لم يسمع تغريدها أحد، سوى باحث يمتلك قدرًا كبيرًا من إنسانية المؤرخ والفنان على حد سواء، عصافير طارت على هامش السيرة، لكنهم فى متن حياة سارد أراه كبيرًا رغم حداثة سنه.
بقى فقط أن نشير إلى أن عنوان السيرة كان موفقًا للغاية، «سلوى.. سيرة بلا نهاية»، هكذا وصفت سلوى حجازى أيامها فى ديوانها الثانى، المعنون بـ«أيام بلا نهاية»، وقد انشغلت تحديدًا فى قصيدتها «موت بلا معاناة» بالمعنى ذاته. كما جاءت صورة الغلاف كأنها صورة سينمائية -كلغة كريم جمال، خصوصًا فى افتتاحيات فصول كتابه- مصاحبةً للمعنى ذاته، نظرة باتجاه المدى اللانهائى، نظرة للسماء التى لا نهاية لها، تمامًا كما كانت سيرتها بلا نهاية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار المصرية
منذ 3 ساعات
- النهار المصرية
المرأة تُسيطر علي لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
تماشيًا مع تركيز مهرجان روتردام للفيلم العربي هذا العام على تكريم أم كلثوم ورائدات السينما العربية واحتفاله بيوبيله الفضي ومع إعلان مدينة روتردام عام 2025 "سنة المرأة"، قررت إدارة المهرجان في دورته الـ 25 التي تقام في الفترة من 28 مايو الجاري إلي 1 يونيو 2025 أن تتكوّن غالبية لجان التحكيم من النساء البارزات في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج، في دلالة رمزية على الدور الريادي للمرأة في صناعة السينما وعلى التزام المهرجان بإبراز صوتها ومكانتها. سيطرة نسائية وتضم لجان التحكيم في مهرجان روتردام شخصيات بارزة من العالم العربي وأوروبا، حيث تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة النجمة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والنجمة السعودية فاطمة البنوي، كما يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي والمخرج والمنتج السوري أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير. ويشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائي العراقى د. حكمت البيضاني، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهري، والمهرجان يحتفي بأم كلثوم ورائدات الفن السابع في دورته الجديدة، حيث يكرم المرأة العربية في السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي. أم كلثوم صوت لا يُنسى وقال مدير المهرجان "روش عبد الفتاح": هذا العام نحتفي بكوكب الشرق أم كلثوم، فهي من أبرز الأصوات التي لا تنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وما قدمته من أغنيات سيظل خالدا فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، و"ألف ليلة وليلة"، وغيرها من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم. عاشقات السينما وأضاف "روش": تتميّز دورة هذا العام بالتركيز على إبراز التنوع والثراء الفني الذي تقدّمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربي أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" للمخرجة ماريان خوري. واستكمل "روش عبد الفتاح" حديثه قائلاً: الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" يوثق حياة 6 نساء رائدات في السينما المصرية منذ بداياتها في العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة البنانية الأصل آسيا داغر التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة ماري كويني التي ساهمت في تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى"، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدي الملقبة بـ"سارة برنار الشرق"، والتي أسست فرقة مسرحية خاصة بها والفنانة والمنتجة أمينة محمد التي ساهمت في إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة. ويُسلط الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" الضوء على التحديات التي واجهتها هؤلاء الرائدات في مجتمع محافظ، وكيف تمكنّ من ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية. ضيوف الشرف وسيشهد المهرجان حضورًا مميزًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات ومنهنّ النجمة المصرية ليلى علوي ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها "سمع هوس"، والفنانة هنا شيحة والفنانة سلوي محمد علي والفنانة السورية أمل عرفة والفنانة التونسية درة زروق وسيُعرض فيلمها "وين صرنا"، والفنانة السعودية فاطمة البنوي والفنانة التونسية عفاف بن حمود والفنانة المغربية زكية الطاهري. ويعد هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية في السينما خطوة مهمة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغني في هذا المجال. وأعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي مؤخراً عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتي احتفالًا بمرور ٢٥ عامًا على انطلاقة المهرجان، وتحمل في طيّاتها العديد من المفاجآت والمبادرات الخاصة. وسيقدم المهرجان هذا العام ٣٧ فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة في صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائيّة يقدّم المهرجان أيضًا ٣٢ فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا وسيتم الإعلان عن مفاجآت دورة هذا العام تباعاً خلال الأيام المقبلة.


بوابة الفجر
منذ 8 ساعات
- بوابة الفجر
المرأة تُسيطر على لجان تحكيم الدورة 25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
تماشيًا مع تركيز مهرجان روتردام للفيلم العربي هذا العام على تكريم أم كلثوم ورائدات السينما العربية واحتفاله بيوبيله الفضي ومع إعلان مدينة روتردام عام 2025 "سنة المرأة"، قررت إدارة المهرجان في دورته الـ 25 التي تقام في الفترة من 28 مايو الجاري إلي 1 يونيو 2025 أن تتكوّن غالبية لجان التحكيم من النساء البارزات في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج، في دلالة رمزية على الدور الريادي للمرأة في صناعة السينما وعلى التزام المهرجان بإبراز صوتها ومكانتها. سيطرة نسائية وتضم لجان التحكيم في مهرجان روتردام شخصيات بارزة من العالم العربي وأوروبا، حيث تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة النجمة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والنجمة السعودية فاطمة البنوي، كما يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي والمخرج والمنتج السوري أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير. ويشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائي العراقى د. حكمت البيضاني، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهري، والمهرجان يحتفي بأم كلثوم ورائدات الفن السابع في دورته الجديدة، حيث يكرم المرأة العربية في السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي. أم كلثوم صوت لا يُنسى، وقال مدير المهرجان "روش عبد الفتاح": هذا العام نحتفي بكوكب الشرق أم كلثوم، فهي من أبرز الأصوات التي لا تنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وما قدمته من أغنيات سيظل خالدا فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، و"ألف ليلة وليلة"، وغيرها من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم. عاشقات السينما وأضاف "روش": تتميّز دورة هذا العام بالتركيز على إبراز التنوع والثراء الفني الذي تقدّمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربي أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" للمخرجة ماريان خوري. واستكمل "روش عبد الفتاح" حديثه قائلًا: الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" يوثق حياة 6 نساء رائدات في السينما المصرية منذ بداياتها في العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة البنانية الأصل آسيا داغر التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة ماري كويني التي ساهمت في تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى"، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدي الملقبة بـ "سارة برنار الشرق"، والتي أسست فرقة مسرحية خاصة بها والفنانة والمنتجة أمينة محمد التي ساهمت في إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة. ويُسلط الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" الضوء على التحديات التي واجهتها هؤلاء الرائدات في مجتمع محافظ، وكيف تمكنّ من ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية. ضيوف الشرف وسيشهد المهرجان حضورًا مميزًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات ومنهنّ النجمة المصرية ليلى علوي ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها "سمع هوس"، والفنانة هنا شيحة والفنانة سلوي محمد علي والفنانة السورية أمل عرفة والفنانة التونسية درة زروق وسيُعرض فيلمها "وين صرنا"، والفنانة السعودية فاطمة البنوي والفنانة التونسية عفاف بن حمود والفنانة المغربية زكية الطاهري. ويعد هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية في السينما خطوة مهمة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغني في هذا المجال. وأعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي مؤخرًا عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتي احتفالًا بمرور ٢٥ عامًا على انطلاقة المهرجان، وتحمل في طيّاتها العديد من المفاجآت والمبادرات الخاصة. وسيقدم المهرجان هذا العام ٣٧ فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة في صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائيّة يقدّم المهرجان أيضًا ٣٢ فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا وسيتم الإعلان عن مفاجآت دورة هذا العام تباعًا خلال الأيام المقبلة.

مصرس
منذ 11 ساعات
- مصرس
المرأة تُسيطر على لجان تحكيم الدورة ال25 من مهرجان روتردام للفيلم العربي
تماشيًا مع تركيز مهرجان روتردام للفيلم العربي هذا العام على تكريم أم كلثوم ورائدات السينما العربية واحتفاله بيوبيله الفضي ومع إعلان مدينة روتردام عام 2025 "سنة المرأة"، قررت إدارة المهرجان في دورته ال 25 التي تقام في الفترة من 28 مايو الجاري إلي 1 يونيو 2025 أن تتكوّن غالبية لجان التحكيم من النساء البارزات في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج، في دلالة رمزية على الدور الريادي للمرأة في صناعة السينما وعلى التزام المهرجان بإبراز صوتها ومكانتها. سيطرة نسائيةوتضم لجان التحكيم في مهرجان روتردام شخصيات بارزة من العالم العربي وأوروبا، حيث تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة النجمة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والنجمة السعودية فاطمة البنوي، كما يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي والمخرج والمنتج السوري أحمد الحاج، والمخرجة والمنتجة السعودية رزان الصغير.ويشارك في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج السينمائي العراقى د. حكمت البيضاني، والممثلة والمخرجة المغربية زكية الطاهري، والمهرجان يحتفي بأم كلثوم ورائدات الفن السابع في دورته الجديدة، حيث يكرم المرأة العربية في السينما، مسلطًا الضوء على رموز فنية تركت بصمات خالدة في تاريخ الفن العربي.أم كلثوم صوت لا يُنسىوقال مدير المهرجان "روش عبد الفتاح": هذا العام نحتفي بكوكب الشرق أم كلثوم، فهي من أبرز الأصوات التي لا تنسى في تاريخ الموسيقى العربية، وما قدمته من أغنيات سيظل خالدا فمن منا لم يستمتع بأغنيات مثل "الأطلال"، "إنت عمري"، و"ألف ليلة وليلة"، وغيرها من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم.عاشقات السينماوأضاف "روش": تتميّز دورة هذا العام بالتركيز على إبراز التنوع والثراء الفني الذي تقدّمه السينما العربية، عبر منصة تعبّر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من داخل العالم العربي أو من المهجر، حيث سيُعرض خلال المهرجان الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" للمخرجة ماريان خوري.واستكمل روش عبدالفتاح، حديثه قائلًا: الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" يوثق حياة 6 نساء رائدات في السينما المصرية منذ بداياتها في العشرينيات، ومن بينهن المنتجة والممثلة البنانية الأصل آسيا داغر التي ساهمت في إنتاج العديد من الأفلام المصرية، وبهيجة حافظ أول امرأة مصرية تؤلف الموسيقى التصويرية للأفلام، وكانت أيضًا مخرجة وممثلة، وكذلك المنتجة والفنانة ماري كويني التي ساهمت في تطوير صناعة السينما المصرية، وعزيزة أمير أول منتجة ومخرجة وممثلة مصرية، وقدمت أول فيلم مصري صامت بعنوان "ليلى"، والفنانة والمخرجة فاطمة رشدي الملقبة ب"سارة برنار الشرق"، والتي أسست فرقة مسرحية خاصة بها والفنانة والمنتجة أمينة محمد التي ساهمت في إثراء السينما المصرية بأعمالها المميزة.ويُسلط الفيلم الوثائقي "عاشقات السينما" الضوء على التحديات التي واجهتها هؤلاء الرائدات في مجتمع محافظ، وكيف تمكنّ من ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية.ضيوف الشرفوسيشهد المهرجان حضورًا مميزًا لعدد من النجمات والسينمائيات العربيات ومنهنّ النجمة المصرية ليلى علوي ضيفة شرف المهرجان، وسيُعرض فيلمها "سمع هوس"، والفنانة هنا شيحة والفنانة سلوي محمد علي والفنانة السورية أمل عرفة والفنانة التونسية درة زروق وسيُعرض فيلمها "وين صرنا"، والفنانة السعودية فاطمة البنوي والفنانة التونسية عفاف بن حمود والفنانة المغربية زكية الطاهري.ويعد هذا التكريم والاحتفاء بالمرأة العربية في السينما خطوة مهمة لتسليط الضوء على إسهاماتها وتاريخها الغني في هذا المجال.وأعلن مهرجان روتردام للفيلم العربي مؤخرًا عن قائمة الأفلام المشاركة في دورته الخامسة والعشرين، وتُعد هذه الدورة استثنائية بكل المقاييس، إذ تأتي احتفالًا بمرور 25 عامًا على انطلاقة المهرجان، وتحمل في طيّاتها العديد من المفاجآت والمبادرات الخاصة.وسيقدم المهرجان هذا العام 37 فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة في صالات العرض، وإلى جانب العروض السينمائيّة يقدّم المهرجان أيضًا 32 فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت من خلال منصة وذلك لتوسيع دائرة الوصول إلى جمهور أوسع داخل هولندا وسيتم الإعلان عن مفاجآت دورة هذا العام تباعًا خلال الأيام المقبلة.