#أحدث الأخبار مع #«صفرالمونديال»،بوابة الأهرام٢٧-٠٣-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهرامعلاء عبد المنعم.. المهموم بوطنهفى رحلتى صحفيا برلمانيا، تابعت وانبهرت بنواب كثيرين انطلقوا تحت قبة البرلمان، أغلبهم ينتمى للمعارضة بحكم سقف الحرية، وقليلون ينتمون للأغلبية، هناك من يمكن إطلاق عليهم لقب فطاحل النواب، سمعت عنهم وتشرفت مضابط الجلسات بكلماتهم وجرأتهم وقدرتهم على كشف الفساد ومواجهة الحكومة.. سمعت عن محمود القاضى وممتاز نصار وعلوى حافظ وغيرهم، واقتربت من ثلاثى الإسكندرية، عادل عيد وأبو العز الحريرى وكمال أحمد خلال عودتهم فى بداية الألفينات.. وبداية عام 2000 انبهرت أيضا بموضوعية وشجاعة منير فخرى عبد النور ولا أنسى كلماته فى مواجهة أستاذه وعميده د.على الدين هلال وزير الشباب وقتها فى قضية «صفر المونديال»، ولا أنسى جرأة سعد عبود وطلعت السادات وعبد العليم داوود ومصطفى بكرى والبدرى فرغلي، فقد كانوا كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر فى أى جلسة أو حتى اجتماع لجنة.. ومن الأغلبية سيتذكر التاريخ النائب حمدى الطحان، رئيس لجنة النقل والمواصلات، والذى تعامل مع حادث العبارة السلام بأداء برلمانى وطنى محترف وشجاع، وعزف عن خوض الانتخابات بإرادة منفردة فى 2010، وكان هناك أيضا النائب الرزين المستقل طاهر حزين. وسط كل هؤلاء، آتى إلى البرلمان فى عام 2005 نائب من دائرة عريقة هى الدرب الأحمر، لم يمارس السياسة من قبل، لكنه نبغ وسط عمالقة البرلمان الذى شهد نسبة معارضة كبيرة.. من دور الانعقاد الأول لفت الأنظار وبدأ البعض يشبهه بنائب دائرته الدرب الأحمر الأشهر والمخضرم علوى حافظ، يتميز بالشجاعة والمذاكرة الجيدة للموضوعات المطروحة، فلم يكن من عشاق بيع الهواء الساخن «أى معارضة للشو بلا مضمون»، وحازت مداخلاته القانونية على إعجاب الفقيه الكبير د.فتحى سرور وأصبح بعد فترة وجيزة مثار إعجاب لنواب المعارضة، ومصدر قلق لوزراء الحكومة الذين استهدفهم بأدوات برلمانية مدروسة وكان من حسن حظى أننى انفردت بنشر معظمها فى جريدة «المصرى اليوم»، ومناقشتها فى برنامج «الحياة اليوم». دخل علاء عبد المنعم معارك كثيرة تحت القبة بشراسة ووطنية ودراسة واعية دون حسابات أخرى، كشف بطلان عضوية أكثر من 77 نائبا من خلال تقرير محكمة النقض، مما عرضه لمشاكل كثيرة مع زملائه، وفضح حصول نواب الأغلبية على مبالغ من الحكومة لتوزيعها بالمزاج على أهالى دوائرهم بالمخالفة للقانون، وكانت معركته الكبرى ضد فساد د.إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، تحمل خلالها ضغوطا وتهديدات وشائعات كثيرة، وكانت مقولته الأشهر «من يملك دليلا ضدى فليتقدم ببلاغ للنائب العام، لكننى لن أتراجع عن مواقفي» لقد شرفنى النائب علاء عبد المنعم الذى تحول إلى صديق عزيز بالشراكة معه فى معظم معاركه، حيث اختصنى بالنشر، وتابعت عن قرب كيف يجهز استجواباته وأدواته البرلمانية، بدقة وصبر ودراسة متأنية وشجاعة بلا سقف، يغلفها خفة ظل وجدعنة وجسارة أولاد البلد، وعندما حان ميعاد انتخابات برلمان 2010 شعر وقتها بأن عمره البرلمانى قد حان إسدال الستار عليه ، وكان يردد داخل البهو الفرعونى لزملائه من المعارضين «انظروا إلى القاعة نظرة مودع، فلن تعودوا مجددا»، وكنت أحد الذين ضغطوا عليه لخوض انتخابات 2010 لكنه سقط بتزوير فاضح.. وخاض معركة شرسة ضد النظام، فقد كان صاحب فكرة البرلمان الموازي، حتى جاءت الثورة وسعد بها كثيرا، لكنه فطن مبكرا لاستحواذ الاخوان على الحكم.. أذكر أنه كان يتوقف كثيرا أمام تصرفات للنخبة وللإخوان لا تعجبه، وخاض ضد حكمهم معركة أكثر شراسة بحكم معرفته العميقة والقوية بهم، ورفض عروضهم عليه لتولى المناصب المختلفة،مقابل النصيحة والتهدئة حتى أطاح الشعب بهم وانضم لائتلاف دعم مصر فى برلمان 2015 بخبرته العريقة وارتباطه الدائم بالمزاج السياسى للمواطن المصري، حتى أصيب عام 2017 بجلطة فى المخ خاض خلالها معركة مع المرض، هكذا عرفته مقاتلا مناضلا، وهكذا رأيته فى زياراتى له فى المستشفى، سواء فى القاهرة أو فى مركز العلاج الطبيعى فى برلين، وفى كل مرة كان يستطيع فيها الكلام، كان همه الأول السؤال عن البلد والأحوال. عرفت النائب علاء عبد المنعم على مدى 20 عاما، انبهرت بأدائه البرلمانى وجسارته وسعيه إلى ما يعتقد أنه حق وفى مصلحة الوطن، ودائما كنت أقول له: لقد ولدت مستقلا ولن تفلح فى أى حزب أو تنظيم، وهو ما حدث بالفعل.. وكان طوال الوقت يسأل ويستفسر وينتقد بانفعال شديد كل ما يجرح كرامة بلده، أو يعوق حريتها.. ظل مهموما بوطنه حتى فى أصعب فترات المرض.. أدام الله عليه نعمة الصحة التى استردها ومتعه بطول العمر، فمضابط الجلسات ومواقفه شاهدة لن ينساها أهالى الدرب الأحمر وجموع الشعب المصرى.
بوابة الأهرام٢٧-٠٣-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهرامعلاء عبد المنعم.. المهموم بوطنهفى رحلتى صحفيا برلمانيا، تابعت وانبهرت بنواب كثيرين انطلقوا تحت قبة البرلمان، أغلبهم ينتمى للمعارضة بحكم سقف الحرية، وقليلون ينتمون للأغلبية، هناك من يمكن إطلاق عليهم لقب فطاحل النواب، سمعت عنهم وتشرفت مضابط الجلسات بكلماتهم وجرأتهم وقدرتهم على كشف الفساد ومواجهة الحكومة.. سمعت عن محمود القاضى وممتاز نصار وعلوى حافظ وغيرهم، واقتربت من ثلاثى الإسكندرية، عادل عيد وأبو العز الحريرى وكمال أحمد خلال عودتهم فى بداية الألفينات.. وبداية عام 2000 انبهرت أيضا بموضوعية وشجاعة منير فخرى عبد النور ولا أنسى كلماته فى مواجهة أستاذه وعميده د.على الدين هلال وزير الشباب وقتها فى قضية «صفر المونديال»، ولا أنسى جرأة سعد عبود وطلعت السادات وعبد العليم داوود ومصطفى بكرى والبدرى فرغلي، فقد كانوا كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر فى أى جلسة أو حتى اجتماع لجنة.. ومن الأغلبية سيتذكر التاريخ النائب حمدى الطحان، رئيس لجنة النقل والمواصلات، والذى تعامل مع حادث العبارة السلام بأداء برلمانى وطنى محترف وشجاع، وعزف عن خوض الانتخابات بإرادة منفردة فى 2010، وكان هناك أيضا النائب الرزين المستقل طاهر حزين. وسط كل هؤلاء، آتى إلى البرلمان فى عام 2005 نائب من دائرة عريقة هى الدرب الأحمر، لم يمارس السياسة من قبل، لكنه نبغ وسط عمالقة البرلمان الذى شهد نسبة معارضة كبيرة.. من دور الانعقاد الأول لفت الأنظار وبدأ البعض يشبهه بنائب دائرته الدرب الأحمر الأشهر والمخضرم علوى حافظ، يتميز بالشجاعة والمذاكرة الجيدة للموضوعات المطروحة، فلم يكن من عشاق بيع الهواء الساخن «أى معارضة للشو بلا مضمون»، وحازت مداخلاته القانونية على إعجاب الفقيه الكبير د.فتحى سرور وأصبح بعد فترة وجيزة مثار إعجاب لنواب المعارضة، ومصدر قلق لوزراء الحكومة الذين استهدفهم بأدوات برلمانية مدروسة وكان من حسن حظى أننى انفردت بنشر معظمها فى جريدة «المصرى اليوم»، ومناقشتها فى برنامج «الحياة اليوم». دخل علاء عبد المنعم معارك كثيرة تحت القبة بشراسة ووطنية ودراسة واعية دون حسابات أخرى، كشف بطلان عضوية أكثر من 77 نائبا من خلال تقرير محكمة النقض، مما عرضه لمشاكل كثيرة مع زملائه، وفضح حصول نواب الأغلبية على مبالغ من الحكومة لتوزيعها بالمزاج على أهالى دوائرهم بالمخالفة للقانون، وكانت معركته الكبرى ضد فساد د.إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، تحمل خلالها ضغوطا وتهديدات وشائعات كثيرة، وكانت مقولته الأشهر «من يملك دليلا ضدى فليتقدم ببلاغ للنائب العام، لكننى لن أتراجع عن مواقفي» لقد شرفنى النائب علاء عبد المنعم الذى تحول إلى صديق عزيز بالشراكة معه فى معظم معاركه، حيث اختصنى بالنشر، وتابعت عن قرب كيف يجهز استجواباته وأدواته البرلمانية، بدقة وصبر ودراسة متأنية وشجاعة بلا سقف، يغلفها خفة ظل وجدعنة وجسارة أولاد البلد، وعندما حان ميعاد انتخابات برلمان 2010 شعر وقتها بأن عمره البرلمانى قد حان إسدال الستار عليه ، وكان يردد داخل البهو الفرعونى لزملائه من المعارضين «انظروا إلى القاعة نظرة مودع، فلن تعودوا مجددا»، وكنت أحد الذين ضغطوا عليه لخوض انتخابات 2010 لكنه سقط بتزوير فاضح.. وخاض معركة شرسة ضد النظام، فقد كان صاحب فكرة البرلمان الموازي، حتى جاءت الثورة وسعد بها كثيرا، لكنه فطن مبكرا لاستحواذ الاخوان على الحكم.. أذكر أنه كان يتوقف كثيرا أمام تصرفات للنخبة وللإخوان لا تعجبه، وخاض ضد حكمهم معركة أكثر شراسة بحكم معرفته العميقة والقوية بهم، ورفض عروضهم عليه لتولى المناصب المختلفة،مقابل النصيحة والتهدئة حتى أطاح الشعب بهم وانضم لائتلاف دعم مصر فى برلمان 2015 بخبرته العريقة وارتباطه الدائم بالمزاج السياسى للمواطن المصري، حتى أصيب عام 2017 بجلطة فى المخ خاض خلالها معركة مع المرض، هكذا عرفته مقاتلا مناضلا، وهكذا رأيته فى زياراتى له فى المستشفى، سواء فى القاهرة أو فى مركز العلاج الطبيعى فى برلين، وفى كل مرة كان يستطيع فيها الكلام، كان همه الأول السؤال عن البلد والأحوال. عرفت النائب علاء عبد المنعم على مدى 20 عاما، انبهرت بأدائه البرلمانى وجسارته وسعيه إلى ما يعتقد أنه حق وفى مصلحة الوطن، ودائما كنت أقول له: لقد ولدت مستقلا ولن تفلح فى أى حزب أو تنظيم، وهو ما حدث بالفعل.. وكان طوال الوقت يسأل ويستفسر وينتقد بانفعال شديد كل ما يجرح كرامة بلده، أو يعوق حريتها.. ظل مهموما بوطنه حتى فى أصعب فترات المرض.. أدام الله عليه نعمة الصحة التى استردها ومتعه بطول العمر، فمضابط الجلسات ومواقفه شاهدة لن ينساها أهالى الدرب الأحمر وجموع الشعب المصرى.